Skip to main content

Full text of "مجلدات خواطر الشعراوى فى تفسير القرآن الكريم"

See other formats




هك 


و لبوق تَىْءِ مِنَ لحف وَأَلْجُوعٍ وَنْقْصِمْنَ 
الأول ولاش شرب ويثر الريك © 4ه 


نعرف أن مجرد الابتلاء ليس شرا . ولكن الشر هو أن تسقط فى الابتلاء ٠‏ فكل 
ابتلاء هو اخختبار وامتحان . ولم يقل أحد : إن الامتحانات شر » إنها تصير شرأ من 
وجهة نظر الذى لم يتحمل مشاق العمل للوصول إلى النجاح . أما الذى بذل الجهد 
وقاز بالمركز الأول ٠ ٠‏ فالامتحانات خير بالنسبة له » إذن فقوله الحق : « ولنبلونكم ؛ 
أى ستصنع لكم امتحانا يصفى البطولة للعقيدة الجديدة . 


والحق سبحانه قد ذكر لنا قبل هذه الآية قمة الابتلاءات ؛ وهى أن ينال الإنسان 
الاستشهاد فى سبيل الله ٠‏ وذكر ثواب الشهيد . وهو البقاء عل هيئة من الحياة عند 
ربه . وكان ذلك مقدمة للابتلاءات الأقل ٠‏ فقمة الابتلاء ‏ فى حدود إدراكنا- هى 
فقد الحياة . وأراد الحق أن يعطى المؤمنين مناعة فيا دؤن الحياة . مناعة من الخوف 
والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات . وكل مادون حياة الفرد هو أمر ترق 
بالنسبة لفقد الحياة نفسها . فمن لم يفقد حياته » فستأق له ابتلاءات فيها دون حياته ' 
وهى انتلاءأت الخوف والجوع ونقص الأموال ٠‏ ونقص فى عدد الوخوة المؤمنين ٠‏ 
وكذلك نقصن فى الثمرات » وكل هذه أشياء يحبها الإنسان . ويأق التكليف ليطلب 

من المؤمن أن يترك بعضا مما يحب . وتلك الانتلاءات تدخل فى نطاق بقاء التكليف . 


وأول ثلك الابتلاءات هرو الخوف ٠‏ والخوف هو انزعاج النغفس وعدم اطمئنانها 
من توقع شبىء ضار » فالنفس خا ملكات متعددة » وعندما يصيبها الخوف . فهى : 
ل الانسجام ٠.‏ والخوف ور لااضرورة له لازاك إذا كنت تريد 2 
وه ادانع ابد فت * فانت تحتاج إلى أن تجتهد باسبابك لتعوق هذا الذى 
يخيفك . أما إن استسلمت للانزعاج ٠‏ فلن تستطيع مواجهة الأمر المخيف بكل 





م١11‏ طوبح و وير 2+6 000-0032 


ملكاتك . لانك ستواجهه ببعض من الملكات الخائرة المضطربة . بينها أنت تحتاج 
إلى استقرار الملكات النفسية ساعة الخوف ؛ حتى تستطيع أن تمد نفسك با يؤمنك 
من هذا الخوف . أما إن زاد انزعاجك عن الحد . فأنت بذلك تكون قد أعنت 
تفكيرك , 


إذن فالذى يخاف من الخوف ؛ نقول له : إنت معين لمصدر الخوف على 
نفسك . وخوفك وانزعاجك لن ينع الخوف . ولذلك لابد لك من أن تنشغل بما 
بع الم الغوف . ون اام الخوف إل أن بقع ٠‏ فلا تمش فى فزعه قبل أن 
يأتيك ٠‏ فآفة الناس أنهم يعيشون فى المصائب قبل وقوعها . وهم بذلك يطيلون على 
أنفسهم أمد المصائب . إن المصيبة قد تأق ‏ مثلا ‏ بعد شهر . قلا)ذا تطيل من عمر 
المصيبة بالتوجس منها والرهبة من مواجهتها ؟ إنك لو تركتها إلى أن تقع ؛ تكون قد 
قصرت مسافتها ."ولك أن تعرف أن الحق سبحانه وتعالى ساعة تأق المصيبة فهو 
برحته يُنزل معها اللطف ٠‏ فكأنك إن عشت ف المصيبة قبل أن تقع ٠‏ فأنت تعيش 
فى المصببة وحدها معزولة عن اللطف المصاحب لا » لكن لو ظللت صابرا عصنبا 
قادراً على مواجهة أى أمر صغب ء فانت لن تعيش فى المصيبة بدون اللطف . 


لقد كانت الدعوة إلى الله بالإسلام مازالت وليدة » لذلك كان لابد من إعدام 
القدوة المؤمنة إعدادا قويا , وكان الخوف متوقعا . لأن خخصوم الدعوة يكيدون ها 
ويُبّيتون . وهذا هو الابتلاء . وما المراد من المؤمن حين بواجه ابتلاء الخوف ؟ إن 
عليه أن يجعل من الخوف ذريعة لاستكال الاسباب التى تمنع وقوع الامر المخوف . 
فإن صنع ذلك يكون قد نجح فى هذا الابتلاء . 


وناق إلى الابتلاء الثانى فى هذه الآية الكريمة . وهو الجوح . إن الجوع شهوة غالبة 
إلى الطعام وهو جرورى لاستبقاء الحياة » ومن رحمة الحق سبحائه وتعالى بالإنسان 
أن ضمن له فى ذاته غذاء يدخره من وقت رخائه لينفعه وفت شدته . . فالإنسان يحتفظ 
بالغذاء الزائد على صورة شحم ولحم . وحين جوع ولا يجد طعاماً ٠‏ فهو يأخذ من 


هذا الشحم . فإذا انتهى الشحم ء فهو يأخذ من اللحم . وإذا انتهى اللحم ٠‏ 





البق 
حعصق حو :611129330900229 


ياخذ الجسم غذاءه من العظم . من أجل أن يستبقى الإنسان الحياة 


والإنسان مكون من أجهرة فتعددة . وسيد هذه الأجهزة المخ ؛ وماأدامت الحياة 
موجودة فى خخلايا المخ فإن كل ثىء فيك جاهز للء مل لخن إذا مات هذ اللاناا: ٠‏ 
انتهى كل شىء : وذلك هو السبب فى أن يقال : إن فلاناً مات ثم أغطوه دواء معينا 
فعادت إليه الحياة . إنهم يتناسون الحقيقة العلمية المؤكدة . وهى أن الحياة لا تغادر 
الإنسان إلا إذا توقف الحخ عن العمل ٠‏ ولذلك فهناك إنسان قد يتوقف قلبه فيعالجه 
الاطباء بصدمة كهربية تعيد تشغيل القلب » أو يشقون الصدر لتدليك القلب . لكن 
إذا مانت خلايا المخ فهذا هو الموت . فأجهزة الجسم كلها فى خدمة ذلك السيد وهو 


المخ 


ومن العجيب أنك تهد سيد الإنسان ‏ وهو المخ ‏ فى قمته .. والحيوانات كذلك 
محها فى قمتها , أما النبات فسيده فى جذوره . فالورق يذبل أولا . ثم محف 
الأغصان الرفيعة . ثم الجذع » ويجف الجذر فى النباية عندما لا يأتيه بحض الماء » 
وعندما يأتى بعض الاء إلى الجذور فى الوقت المناسب فهى تعود إلى الاخضرار . 
وتشمو وتعود إليها الحياة » وكذلك المخ فى الإنسان . فساعة ينهى الإنسان مزونه من 
شحمه ومن حمه ويتغذى على العظام ؛ فإنقاذه يأق من إيصال الغذاء إلى المخ . 
ولذلك قالت المرأة العربية الى لم نكن تعزف التشريح  :‏ تحن مرت علينا سئون » 
سنة أذابت الشحم . وسنة محُقت اللحم .» وسنة حت العظم ٠‏ . 


ويجب أن نفهم أن الجوع يمسن لنا كل رزق فى الحياة ؛ فإنك إن كنت جوعان 

صار كل طعام شهياً . والذى يرغم الناس على إعداد ألوان مختلفة من الاطعمة ؛ إغا 
هو عدم المبوع ؛ فالإنسان يريد أن يُشْهى لنفسه ليأكل . لكئه لو كان جوعان لكفاه 
أى طعام » ولذلك قالوا كم الجائع هنىء وفراش المتعب وطىء ٠‏ . فساعة 
يكون الإنسان متعبا فهو ينام على أرض خشنة ؛ ويستغرق فى النوم ٠‏ وإن لم يكن 
الإنان متعباء فهو يظل يتقلب فى الفراش حتى ولو كان من الديباج . 


إذن فابتلاء الجوع هو أن تضبر على الضرورى من الطعام الذى يقيم لك 





هه ١‏ حعمحص ح مجح هج وو ووحعت وحص ص موحت 
الجياة . وأنت تأكله كوقود لحركة الحياة » ولا تأكله التذاذا » وحين يقتات الإنسان 
ليضمن لنفسه وقود الحياة فأى طعام يكفيه . ولذلك شرع الله الصوم لنصير على أذى 
الجوع . لآن المؤمئين قد .تضطرهم معركة ما لأن يعيشوا فيها ساعات طويلة دون 
طعام . فإن لم يكونوا مدربين على تحمل قسط من الجوع فسيخورون ويتعبون . 


إذن فالحق سبحائه وتعالى يريد أن يعد المؤمن إعدادا كافيا كاملا . فالمؤمن 
يواجه الخنوف فيستعد ٠‏ ويواجه انوع فيأخذ من قوت الحياة بقدر الضرورة . 


ونذلك تمد أن المجتمعات تواجه متاعب الاقتصاد بالتقشف . واككن بعض 
المجتمعات لا تستطيع ذلك » فتجد الناس فى تلك المجتمعات لا تتقشف . ولهذا 
تقول لمن يعيش حياة الترف : أنت لا تعد نفسك الإعداد اللازم لمواجهة تقدبات 
الرمن . 


وأقول كبا قال إبراهيم بن أدهم : 
وإذا غلا شىء عل تركته فيكون أرخص مايكون إذا غلا 


إن أى شىء إذا غلا سعره » لا يشتريه ٠‏ ويتركه » فيكون أرخص شىء . لآنه لن 
يدفع فيه مالا ليشتريه . 


وأما الابتلاء الثانث وهو نقص الأموال فمصدره أن المؤمنين سيتشغلون عن 
حياتهم بأمر الدعوة . وإذا ما شغلوا عن حركة الحياة لمواجهة العدو فسيضطرون إلى 
التضحية بحركة الحياة التى تنتج المال ولذلك تنقص الأموال » لان حركتهم فى النياة 
توجهت إلى مقاومة حضوم الله . وكذلك سيواجهون العدو مقاتلين ؛ وقد يستشهد 
منهم عدد .. وأخيرا يواجهون نقص الثمرات . والثمرات هى الغاية من كل عمل . 


والحق سبحانه وتعالى حين يعدنا هذا الإعداد. فإذا نجحنا فيه تكون لنا 
البشرى . لأننا صيرنا على كل هذه المنفصات: صبر على الخوف . وصير عل 





ةانق 
وح جحت وص ح وص حم حوحت أثد هه 


الجوع . وصبر على نقص الأموال ٠.‏ وصبر على نقص الأنفس . وصبر على نقص 
الثمرات . 


إذن فاللهم أن ينجح المؤمن فى كل هذه الابتلاءات ؛ حتى يواجه الحياة صلبا ؛ 
ويواجه احياة قويا . ويعلم أن الحياة معبر. ولا يشغله المعبر عن الغاية + 
ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : 


م5 ع اس سا ره 5200-0 
98 ْنَا صَبَتَهُم مُصِيبَة مَالْوإنَايَهِ يرجن هه 


والمصيبة هى الأمر الذى ينال الإنسان منه المشقة والآلم . وهى مأخوذة من إصابة 
الهدف . والمؤمن يستقبل المصيبة واثقا أنها على قدر إيلامها يكون الثوات عليها . 
ولذلك عندما فرح الكفار بما يصيب المسلمين فى بعض ا معارك . أنزل الل ذلك 
القول الحق للمؤمنين : 


«ثر ل يت لامكب اقاكتا » 


(من الأية 1ه سورة التربة ) 


أى قولوا أبها المؤمنون هؤلاء الحمقى من الكافرين: م إنه ( لن بحدث لنا إلا ها كتبة 
الله . 


وعندما نتامل قوله الحق : وما كتب الله لناه أى أن المسألة ستكون لحسابنا ٠‏ 
وسناخذ عليها حسن الثواب من الله . ول يقل الحق : كتب الله عليناءلانها لو كانت 
كذلك لكان معناها أنها جزاء وعقاب من الله . 


وأى أمر يصيب الإنان ء إما أن يكون له دخل فيه ٠‏ وعند ذلك لا يصح أن 





>09 425+ 24224 2 ٠+ حو‎ ٠1 ح‎ 


يمزع لأنه هو الذى جاء بالآمر المؤم لنفسه . وإما أن تكون قتصيية لآ دخل له بها ؛ 
وحدثت له من غيره مثلا . وعند ذلك عليه أن يبحث عن سببها : أعدلا أم ظلما ؟ 
إن كانت عدلا فهى قد جبرت الذنب . وإن كانت ظليما فسوف يقتص الله له من 
ظلمه . وعلى هذا فلمؤمن فى كلتا الحالتين رابح . 


إذن فالمؤمن يستقبل كل مصيبة متوقعا أن يأق له منها خير . وعلى كل مؤمن أن 
يقيم نفسه تقييما حقيقيا : «هل لى عل الله حق ؟ أنا تملوك لله وليس لى حق 
عنده . فيا يجريه على فهو يجريه فى ملكه هوه . ومن لا يعجبه ذلك فليتاب عل أى 
مصيبة ؛ ويقول لها : دلا تصيبينى » » ولن تستطيع درء أى مصيبة - ومادمنا 
لا نستطيع أن ننم وقوع المصائب والاحداث . فلتقبلها ‏ كمؤمنين ‏ لان الحق 
سبحانه وتعالى يريد بنسبتنا إليه أن يعزنا ويكرمنا . إنه يدعونا أن نقول : « إنا لله 
وإنا إليه راجعون ٠‏ . إننا بهذا القول ننسب ملكيتنا إلى الله ونقبل ما حدث لنا . 
ولابد لنا هنا أن نأق تمثال ‏ ولله المثل الاعلى ‏ هل رايت إنسانا يفسد ملكه ؟ أبداً . 


إن صائحب الملك يعمل كل ما يؤدى إلى الصلاح فى ملكه » وإن رأى الناس فى 
ظاهر الأمر أنه فساد . فا بالنا بالله سبحانه وتعالى ونحن ملك له » وهو سبحانه 
لا يُعرَض ملكه ابد للضرر. وإنما يقيمه على الحكمة والصلاح . 


و إنا ثله وإنا إليه راجعوة ٠‏ أى نحن مملوكون لله » ونحن راجعون إليه » وحتى 
فيه عند الرجوع إلى الله . إذن فنحن لله ابتداء بالملكية ٠‏ ونحن لله نجاية فى 
المرجع ؛ وهو سبحانه ملك القوسين ؛ الابتداء والانتهاء . ولذلك علمنا رسول الله 
صل الله عليه وسلم عند أى مصيبة تصيب الإنسان أن يسترجم ؛ أى أن يقول : 
« إنا لله وإنا إليه راجعون » . وزادنا أيضا أن نقول : «١‏ اللهم اجرنى فى مصيبق 
واخلف لى خيرا منها » إنك إذا ما قلتها عند أى مصيبة تصيبك فلابد أن تجد فيها يأآق 
بعذها خيراً منها » وحتى إن نسى الإنسان أن يقول ذلك عند وقوع المصيية ٠‏ ثم 
تذكرها وقاها فله جزاؤها . كأنه قالها ساعة المصيبة . 





وجح يج جوج" تح وح :وت بوجوو وحص ووو 16 © 
وهناك قصة عن أم سلمة رض الله عنها ؛ حيئ مات أبو سلمة زوجها ‏ وكان 
ملء السمع والبصر ‏ وجزعت عليه أم سلمة : فقيل لها قولى : ما علمنا رسول الله 
صن الله عليه وسلم . قألت : وما علمكم ؟ قالوا : « إنا لله وإنا إليه راجعون ٠‏ 
اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها : فقالت ماقيل لها فإذا مها بعد 
انقضاء عدتها يذهب إليها النبى خاطبا ء فقيل لها : أوجد خير من أب سلمة أم لم 
يوجد ؟ قالت : ماكنت لاتسامى ‏ أى أتوقع ‏ مثل هذا الموقف » . 


فإذن » كل مصيبة يتعرض لا الإنسان يجب أن يقول عندها : « إنا لله وإنا إليه 
راجعون . اللهم اجرن قى مصيبتى واخلف لى خييرا منها غ230 , 


وماذا يكون حال الذين يقوون هذا الدعاء ؟. ها هو ذا الحق سبحانه وتعالى 
يقول : 


توعد ةم 2 
وَرَحَمَة وَأَوْلَتِكَهمأ ص لَمْهْتَدُوَ ©) |4 


فلنتنظر إلى غاية الغايات التى يدرينا الله عليها لحمل الدعوة ٠‏ ولنحمى منيج 
الحق » ولتهيدم دولة المطلين ٠‏ هنه غاية ؛ لكنها ليست الغاية النبائية » فالغاية 
النهائية أننا نفعل ذلك لتاخذ رحمات الله وبركاته ق الآخرة . 


إذن + فالغاية النبائية فى كل إيمان وق كل عمل هى ابتغاء مرضاة الله ورحمته . 


وكا قال المرحوم الشيخ سيد قطب .رحمة الله عليه : إياك أن يشغلك عن صلوات 
آله وتحياته وبركاته شىء ولو انتصار العقيدة نفسه . 





). . هذا الحديث أخرجه الإمام ملم وأوله:( ما من عبد تصيبه مسيية فيقولئإنا لله وإنا إليه راجعون‎ )١( 
الهديثك‎ 


هجوو ج20 بج وو رج جو حمجه 
كأن انتصار العقيدة وسيلة لتنال بها الصلوات والرحمة من ربك . فكل شىء 
ما عدا ذلك وسيلة تسلم إلى غاية ٠.‏ وغاية المؤمن أن يكون من الذين يشملهم فول 
الله : 


ٍ أممى م ممما ممن #«اسم امم .م 3 ع لظ يلوم م 


ولشبك علييم صلوات من ربهم و رحمة واوللبك هم المهتدون #0 


وسورة القرة) 


ونجن تعرف أن الصلاة فى اللغة هى الدعاء .» للناس صلاة ء' وللملائكة 
صلاة . ولله صلاة » فهو القائل : 


ع صل عليكر وملليكته ملتبكنهر 4 


(من الأبة 8# سورة الأحراب ) 


وكلنا نعيش برحمات الله + حتى الكافر'يعيش على الأرض برحة الله , وياخذ أسباب 
حياته برحمة الله . والنعم والخيرات التى يعيش عليها تأتيه بسبب رحمة الله . والمؤمن 
يأخذ نعم الدنيا برحمة الله ويزيد الله له بالبركة والاطمثنان . والاطمثنان نعمة 
كبرى ٠‏ فمن يعش فى هذه الحياة وهو مطمثن إلى غاية أفضل من هذه الحياة . فهذا 
لون عظيم من الاطمئئان . 

فالصلاة من الله عطاء الرحمة والبركة 

والصلاة من الملائكة استغفار . 

والصلاة من المؤمنين دعاء . 

والدعاء حين تدعوه لمحمد صل الله عليه وسلم با خير وبال رحمة وبالبركة هر دعاء 
لك . اذا ؟ لان كل عنزلة ينها رسول الله عائدة لامته وللعالم أجمع 


فمن الذى يشفع عند الله ى يوم الحشر ليعجل الله بالقصل بين الخلائق ؟ . إنه 
رسول الله صلى الله عليه وسلم . 


احجوح وج ورج +222000224342 10117 2 


إذن ٠‏ فكل خير يناله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير 
لأمثه ؛ فإذا دعوت له فكانك تدعو لنفسك .. إنك عندما تصلى عليه 
مرة يصلى الله عليك عشراً . 
أليس فى ذلك خير لك ؟ 
« أولتك عَليْهم صلوات من رهم ورحمة وأولتك هم المهتدون 029 » 
(سورة البقرة) 
والمهتدون هم الذين التزموا الطريق الموصل للغاية. والغاية هى 
صلوات من ربهم ورحمة:؛ وأنت الآن متمتع بنعم الك بأسباب الله » 
وعند الك فى الآخرة سوف تتمتع بإذن الله بنعم الل وبلقاء الل . 
بعد ذلك يقول الحق: 
جا إِدَلصَمَاَامره ماله 
هماه 2ج 6ه 2 14 6ه ساسم 24 ل عرس 8 2م20 ب 
فَمَنْحَجَالبَنَتَأواعْسَمَرَفَلَاجْمَاحَ عَكيِهِ أن يطو 
ا ع سد بدي ب هه عر عه اسوقاس 
ِهِمَاوَمَن تَطَوَعَحَيرا ونه سَاكعَلِيمٌ 02 # 


والصفا والمروة جبلان صغيران ٠‏ يعرفهما الذين زاروا الأماكن 
المقذسة ,.ؤالذتخ لم تدهيا ؛ أستال لذ أن«يوورمها سن اليقين + وهين 
يرونهما يكون هذا علم اليقين . وهذان الجبلان كانت سيدتنا هاجر 
أم.إسفاغيل,قذد كزناتت إبينتهعاً لتطلب اماه الول دها :تعد آن تركهما 
إنرافيم عند بيت ال التتزاء .. 

وبال عليك: فبماذا تفكر امرأة عندما يتركها زوجها مع رضيغها فى مكان 





00 
ويح 222222209224990 


لاطعام فيه ولاعاء؟ 


هنا قالت هاجر قولتها المشهورة : 
- إلى من تكلنا؟ آلله أمرك بذلك ؟ , 


غفال سينا براهيم ؛ : نعم . فقالت : إذن لن يضيعنا ٠‏ لقد استغنت بالخالق عن 
المخاوق . ول تنطق مثل هذا القول إلا بوحى من المسبب . وهذه 3 قضية إبمانية 
مع ملاحظة الأرضية الإيمانية التى وجدت عليها ء حينما دعا إبراهيم عليه السلام ربه 
قائلا : 


ءال سر سروس #ر تو 


م 1 د 
ربنا إل سكنت من درت بواد عَبْرِ ذى رع علد بتك المحم ربتاليقيموأ ألصَلَة » 
(من الأية 80 سورة إبراهيم ) 


وإذا قرأت « غير ذى زرع » فاعلم أنه غير ذى ماء . فعيث يوجد الماء ؟ يوجد 
الزرع فاماء هو الأصل الأصيل فى استبقاء الحياة » وعندما يغيب الماء عن أم 
ووليدها » فياذا يكون حالما ؟ 


لقد عطش ولدها وأرادت أن تبحث عن نبع ماء أو طير ينزل فى مكان لتعلم أن 
فيه ماء » أو ترى قافلة تسير ومعها ماء ؛ لذلك خرجت إلى أعل مكان وتركت 
الوادى . وصعدت إلى أعلى جبل الصفا فلم تجد شيئا » فنظرت إلى الجهة الأخرى ؛ 
إلى اأروة : وصعدت عليها فلم تجد شيئا . وظلت تتردد بين الصفا والمروة سبعة 
أشواط . ولنا أن نتصور حالتها » امرأة فى مثل سنها » وفى مثل وحدتها » وفى مثل 
عدم وجود ماء عندها » ولابد أنها عطشت كيا عطش وليدها . وعندما بلغ منها 
الجهد.. انتهت محاولاتها . وعادت إلى حيث يوجد الوليد . 


ولو أن سعيها بين الصفا والمروة أجدى ؛ فرأت ماء لقلنا ؛ إن السعى وحده قد 
جاء لها بالماء . لكنها هى التى قالت من قبل : ه إذن لن يضيعنا » . وهى بهذا القول 
قد ارتبطت بالمسيّب لا بالسبب ‏ فلو أنه اعطاها بالسبب المباشر وهو بحثها عن 





صبحصح ممصت وحص حو صمح ص يحصت ناد هه 
لماء الما كان عندها حجة على صدقها فى قوها : ١‏ إذن لن يضيعنا » . ويريد الحق 
أن ينتهى سعيها سبع هرات بلا نتيجة » ونعود إلى ولبدها ؛ فتجد الماء عند قدم 
الوليد . وهكذا صدقت هاجر فى يقينها » عندما وثقت أن الله لن يضيعها » وأراد 
الله أن يقول لها : نعم لن أضيعك . وليس بسعيك ؛ ولكن بقدم طفلك الرضيع ؛ 
يضرب بها الأرض ٠‏ فينبع متها الماء . وضرب الوليد للارض بقدمه سبب غير فاعل 
فى العادة » لكن الله أراده سببا سحتى يستبقى السببية ولو لم تؤد إلى الغرض . 


وحين وجدت هاجر الماء عند قدم رضيعها أيقنت حقا أن الله لم يضيعها . 
وظل السعى شعيرة من شعائر الحج إلى بيت الله الخرام . أستدامة لإيمان المرء 
بالمسبب وعدم إهماله للسبب . وحتى يقبل الإنسان على كل عمل وهو يؤمن 
بالمسبب . ولذلك يجب أن نفرق بين التوكل والتواكل . إن التوكل عمل قلب وليس 
عمل جوارح . والتواكل تعطيل عمل جوارح . ليس فى الإسلام تواكل . إتما 
الجوارح تعمل والقلوب تتوكل . هكذا كان توكل هاجر . لقد عملث وتوكلت على 
الله ؛ فرزقها الله بما تريد بأهون الأسباب . وهئ ضربة قدم الوليد للأارض » 
وبقيت تلك المسألة شعيرة من شعائر الحج وهى سبعة أشواط بين الصفا والمروة . 


وعندما غفل الناس عن عبادة الله . ودخلت عبادة الأصنام فى الجزيرة العربية . 
أوجدوا على جبل الصفا صن أسموه « إسافا »٠‏ وعنى المروة صنيا أسموه و نائلة » . 
وكانوا يترددون بين إساف ونائلة ٠.‏ لا بين الصفا والمروة » لقد نقلوا العبادة من 
خالصية التوحيد إلى شائبية الوثنية . 


فلما جاء الإسلام أراد الله ألا يوجه المسلمين فى صلاتهم إلى البيت المحرم إلا 
بعد أن يطهر البيت ويجعله خالصا لله . فليا ذهب بعض المؤمنين إلى الكعبة تحرجوا 
أن يسعوا بين الصفا والمروة.؛ لأن , إسافا » وه نائلة » فوق !حبلين ء فكأنهم أرادوا 
أن يقطعوا كل صلتهى بعادات الجاهلية » واستكير إيمانهم أن يترددوا بين و إساف ٠»‏ 
وه نائلة » » فأنزل الله قوله الحق : 


« إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن 





4 


١‏ ج+2226 022:50 0 0عصنفححويجه 


يطوف بها ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم 6 . أى لا تتحرجوا فى هذا الأمر. 
لانكم ستسعون بين الصفا والمروة ؛ لا بين إساف ونائلة كيا كان يفعل المشركون 
الوثنيون » إذن فالعمل هنا كان بالنية . 


لقد كانت نية السعى الأولى عند هاجر هى الإمان بالله والاخذ بالاسباب . لكن 
الوثنية قلبت قمة الإيمان إلى حضيض الكفر . وكان لابد أن يستعيد المسلمون نية 
الإيمان الأولى عند زيارة البيت المحرم بالسعى بين الصفا والمروة . فنحن فى الإسلام 
نرضخ لأمر الأمر. قال لنا : « قبلوا الحجر الأسود ه . وى الوقت نفسه أمرنا أن 
نرجم الحجر الذى يرمز إلى إبليس ء هكذا تكون العبرة بالنية ؛ وليس بشكل 
العمل . وتكون العبرة فى إطاعة أمر الله . وكأن الحق ببذه الآية يقول للمؤمئين : 
إن المشركين عبدوا « إسافا؛ و نائلة ». لكن أنتم اطرحوا المسألة من بالكم » 
واذهبوا إلى الصفا والمروة ٠‏ فالصفا والمروة من شعائر الله ٠‏ وليستا من شعائر 
الوثنية » ولكن ضلال المشركين هو الذى خلع عليهما الوثنية فى إساف وفى نائلة . 
لقد أراد الوئئيون بوضع « إساف ٠ه‏ عل الصفا ٠‏ ونائلة » على المروة أن يأخذوا صفة 
التقديس للأوثان » فلولا أن الصفا والمروة من المقدسات سابقا لما وضعوا عليهها 
أحجارهم ولا جاءوا بأصنامهم ليضعوها على الكعبة , هذا دليل على أن قداسة هذه 
الأماكن أسبق من أصنامهم . لقد حموا وثنيتهم بوضع «إساف ٠»‏ وه نائلة ه على 
الصفا والمروة . 


وبعد أن بين الحق للمؤمنين أن الصفا والمروة من شعائر الله . ينبه على أن المكين 
ساكن المكان ‏ لا ينجس المكان . بدليل أن الإيمان عندما كُتِبَتٌ له الغلبة . كسر 
الأصنام وأزاها من الكعية وأصبح البيت طاهرا » وعندما كان المؤمنون يتحرجون 
عن أن يفعلوا فعلا من أفعال الجاهلية طمانهم الحق سبحانه وتعالى . وقال لهم : 
:إن الصفا والمروة من شعائر الله » . 


وكلمة « صفاه معناها الحجر الأملس . وأصبح كذلك من كثرة الملامسين له على 
مر الزمان . وقيل : إن الصفا منسوبة إلى اصطفاء آدم ٠‏ وقيل : إن المروة منسوبة 
إلى المرأة التى هى حواء : لكنه كلام يقال لا نتوقف عنده كثيرا . لأنه علم لا ينفع 


الل 


صمحصهصمحصحموح ممم مميحنمصه انه 
وجهل لا يضرء فالمهم بالنسية لنا أنه مكان ترددت بينه هأجر وهى 
تطلت الماء لايتها.: إن الحق جعل السعنى بيتهها من شتعائر الله : 
والشعائر هى معالم العبادة ؛ وتطلق دائما على المعالم المكانية » ويقال : 
هذا مطاف , وهذا مسعى . وهذا مرمى الجمرات ٠‏ وهذا المشعر الحرام . 

إن كلمة .«المشغن + تفنى الكان الذى له عبادة مغصوصة:.«ويما أن 
الصفا والمروة مكانان . فقد جاء وصفهما بانهما « من شعائر الل » . 
« فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ء كان الحج 
والعمرة لهما شىء يجعلهما فى مقام الفرضية ولهما شىء آخر يجعلهما 
فى مقام التطوع , فإن أدى المسلم الحج والعمرة مرة يكون قند ادى 
الفرض , وهذا لا يمنع من أن تكرار الحج والعمرة هو تطوع مقبول 
بإذن اليش . له شكر من الله . 

وساعة تقول : ٠‏ لا جناح عليك ان تفعل كذا » . فهعنى ذلك أنك إن 
فعلت فلا إثم عليك , لكن ليس خطأ فى أن تفعل . وليس فرضاً فى أن 
تفعل . وهذا ما جعل بعض الناس يقولون : إن السعى بين الصقا والمروة 
ليس ركنا من أركان الحج , ونقول لهؤلاء : هذه آية جاءت لسيب . وهى 
أنهم كانوا يتحرجون من الطواف فى مكان يطؤف فيه المشركون , فقال 
لهم : « قلا جناح عليه أن يطوف بهما » . 

إن نفى الجناح لا يعنى أنك إن ثم تفعل يصح : لا .. إنه سبحانه يرد 
على حالة كانوا يسرجون :متها ..وقوله تمالن::.٠‏ يلوف يهماء 
يستيعئ مثا وقفة::إن الماع آى المشسر يسعى .بين الضدفا والمروة7 
تياد سك الحدى:هذا السعى د_ علو قد ريما :؟ 

لكى نعرف ذلك لابد أن نوضح معنى : طاف ؛» وه جال ؛ وه دأر ». 
إن ه طاف » تعتى «٠‏ دان حول الشىء » ٠‏ فما هى الدورة التى بين الضفا 
والمروة ؛ حتى يسميها الحق طوافا ؟. إن الدائر حول الدائرة يبدا من أى 
نقطة منها كبداية ٠‏ لتكون تلك النقطة نهاية » فكل طواف حول دائرة تجد 
فيه أن كل بداية فيها تعتبر نهاية ٠‏ وكل نهاية تعتير بداية ٠‏ وأى حزكة 
من وإلى شىء واحد يصنع دائرة . 





هة 17١‏ روحت ححص وص ص نحصو وو :ج25 
وصحيح أن من يسعى بين الصفا والمروة لا يدور : ولكنه سيذهب من الصفا إلى 
المروة ثم ينقلب عائدا إلى الصفا ء ثم منها إلى المروة ء وهكذا يصير الأمر طوافا . 

ومثال آخر من حياتنا اليومية ٠‏ إن الشرطى الذى يطوف لحراسة الشوارع والمنازل ! 
بالليل . قد يلف المذينة كلها كلها ؛ ويمكن أن يلف شارعاً واحدأ هو مكان حراسته » 
هذا الدوران فى الشارع من أوله إلى آخره عدة مرات يسمى طوافا بينبيا » وهكذا 
نفهم معنى ويطوف باه ٠‏ أى يمثى بينهها عدة مرات من بداية إلى تهاية . 


وهكذا نجد أن السعى بين الصفا والمروة هو جزء من شعائر الحج والعمرة . 
ونجد أن الفرضية فى الحج والعمرة أساسية , والتطوع بتكرار الحج والعمرة هو 
خير. «ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم ؛ وهذا القول يقتضى أن نفهم أن 
الشاكر أصايته نعمة من المشكور ء فيا الذى أصاب الحق هنا من تكرار الحج ؟. 


إن المؤمن عندما يؤدى ما افترضه الله عليه فهو يؤدى الفرض ه لكن عندما يزيد 
بالتطوع حبا فى النسك ذاته فهذه زيادة يشكره الله عليها . إذن فالشكر من الله 
عز وجل يفيد أن نعمة ستجىء . والحق سبحانه وتعالى حين يفترض على عبد كذا 
من الفروض يلتزم العبذ بذلك . فإذا زاد العبد من جنس ما افترضه الله عليه » فقد 
دل ذلك على حبه وعشقه للتكليف من الله » وإذا ما أحب وعشق التكليف من الله 
بدون أن يطلبه الله منه ويلزمه به بل حببه إليه ٠‏ فهو يستحق أن يشكره الله عليه ؛ 
وشكر الله للعبد هو عطاء بلا نهاية , 
ويقول الكقّ .من بعد ذلك 


8 1 لذبن يَكْسمُونَمَآ رام نَلْتِ وَأَطدَئ من 
2-00 بَيكَدَ هلئاس فى ١]‏ كن 8 وتنك يلعب أده 
وَيَْعَبْْألّمِوْت ) [6 





بجت :+2222 2222© الاح وه 
وآللزق.-.مسبحاله.حين] يعرن لَه |القضية... يبين 'قنا) موق اأبقزاءمن الذين 
يكتمون ما أنزل الله » لفد كتم بعض من أهل الكتاب البينات التى أنزها الله فى 
الكتاب الذى معهم . بينات تثبت صدق محمد صل الله عليه وسلم فى نبوته » وهذا 
الكتبان سيورث شرورا . وكلما نال العام شر من كتانهم فسيلعتهم . واللعن هر 
الطرد والأبعاد من رحمة الله . 


والحق سبحانه وتعالى ينبه المؤمنين بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن هذا 
الجزاء من الطرد ومن اللعن لين مقصورا على هؤلاء . وإنما ينسحب ويشمل كل من 
يكتم ما أنزل الله من البينات . إذن فذلك فيه واقع ما حدث من أهل الكتاب . 
وفيه ‏ أيضا - تحدير للذين يؤمنون بالإسلام أن يكتموا بينات الله ؛ وإلا صاروا إلى 
ماصاز إليه هؤلاء » وهو اللعن . 


وكلمة ١‏ اللعن » وردت قن إلقرآن إحدىي وأربعين هرة » وساعة تأق بللعذاب تكون 
للطرد والاابعاد بغفب . وهو الخلود فى النارء وساعة يكون الطرد إبعاد تاديب » 
فلا يوجد بغضب ب لأن المؤدب لا يغضب عل من يؤدبه » وإنما يغضب لمن يؤدبه . 


وعندما يحدث الطرد من بعد غضب . فذلك دليل على أنه ليس من بعد ذلك 
رجعة + فالإنسان إذا ثرك لثىء صامت ليعذب به كالنار. يقول لنفسه : : ريما جاء 
من يرق لحاليى ويعطف عل فيخرجنى من النار ؛ ء إنه يقول ذلك لنفسه : لآن الذى 
يعذب به صامت لا عاطفة له » لكن ما المخرج إذا كانت اللعنة من الله والملائكة 
والناس ؟ كيا يقول الحق فى آية أخرى : 


. هدم ]ع عمو ٠‏ مودي 0 2 


12001 ع وعد سالك 2م كه 
كبن آم ل عبرا تت ل اكير لين ُنب 4 
(سورة آل عمران ) 


ويتضح لنا هنا أن لعنة الله تكون ف الدنيا وى الآخرة » ويلعنهم اللاعنون من 
الناس . وى الآية التى نحن بصدد خواطرنا فيها نجد أن. اللعتة أشمل . لان 





١١١‏ احصمححوححموححمححويمححيحه 
« اللاعنون » تضم الناس وغير الناس من الكائنات الأاخزى ؛ كان يكل 
من فى. الوجود يشسترك فى .لغنهم + وعلى. سبيل المشال.. إذا خيس الله 
الماء عن قوم لعصيانهم : فالئبات يلعنهم لأنه حرم من الماء ٠‏ وتلعنهم 
الحيوائات لانها حرمت من اللاء : وطلعتهم الآمكنة لانهم خالقوا ما عليه 
الامكنة من التسبيح لله . أما لعنة الآخرة حيث لا رى لنبات أو حيوان ؛ 
لسسيكوّن اللعن ليع :صتادرا من اكد الاك والذاين | ستعيح: + والنامج 
هم بنى آدم إلى أن تقوم الساعة , وهؤلاء منهم كافر ومتهم مؤمن . 

- إذن - يوجد اللعن ممَن كفر مع أنه هو أيضا ملعون ؟ 
نقول : نحن فى الدنيا نجد مَّنْ يخدع غيره فى دين الله » وهناك 
من ادشرم ؛ فإذا ما انجلت الأمور فى الآخرة ‏ وانقضح الخادعون , 
واستعط اق حجن العم يق :ينا يتيوا الذين اتْبعُوا من الذين او ؛ 
يتبرأ الخادع من المخدوع ٠‏ ويتبرا المخدوع من الخادع . وكلما دخلت 
أمة هن الخدوعين إلى التار لعتت الآمة التى حتدعتها . وكلما دخلت 
آنه شادعة إلى التان هإنها طفق الددة افستعطلقو]7للشوتعة ,انقتاذلوة 
الققن .:.يقوق: التمق + 
ذ إذ تبر الدين ائبعوا من الدين اتبعُوا م 
(من الأية ١77‏ سورة البقرة) 
ويقول أيضا : 
( كلما دَخَلت مه نت أَخْتهَا 4 
(من الآية 4 سورة الأعراف) 
إذن ٠‏ فاللمنة موجودة بين الكافرين بعضهم لبغعض ؛ كما هى 
موجودة فى الدنيا أيضا ٠‏ فالذين يكفرون بمنهج الله ويتحرفون 
ويظلمون , هؤلاء يتلقون اللعنة من أهل منهج الله . ويتلقون اللعنة من 
المظلومين منهم ريات لهم .ساك في" » يأتى لهم مَنْ يظلمهم , 
فيلعنوئه ويلعنهم , وهكذا يلعنهم الناس اجمعون. 
ا تت ارت ا 2 ا 20 


حم ج2جح9929292240يي99و91© بد ته 


واللعن بطرد وغضب وزجر يختلف عن اللعن التأديبى الذى يأخذ صيغة 
الإبعاد » كيا فعل رسول الله صل الله عليه وسلم مع المتخلفين فى غزوة تبوك ء* 
وغزوة تبوك كانوا يسمونها غزوة العسرة . لأنها جاءت فى مشقة من كل جهاتها » 
لبعد . المكان بين نبوك والمدينة ٠‏ ومشقة أخرى من نقص الدواب التى تحمل 
المقاتلين : فقد كان كل عشرة من المقائلين يتناوبون على دابة وأحدة » ومشقة وعسرة 
فى الزاد . حتى أنهم كانوا يأكلون التمر بدوده . وكانوا(' يأكلون الشحم والدهن 
والإهالة الزنخة . وعسرة فى الماء حتى أنهم كانوا يذبحون البعير ليشربوا من فرئه 
وكرشه الماء . وعسرة فى الحو القائظ الشديد الحرارة » كانت كل الظروف صعبة 
وقاسية وتحتم ألا يخرج للغزوة إلا الصادق فى يقينه . 


لقد كانت تلك الغزوة اختبارا وابتلاء للايمانية فى نفوس الناس . ولذلك فإن 
بعضهم استسلم لحديث النفس فى أن يظل بالمدينة » وقال واحد منهم : ٠‏ أظل 
ظليل وراحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى القيظ ؟! والله لا يكون هذا 
أبدا » . ثم قام وتبع جيش المؤمنين . وآخر عنده بستان فيه ظلال وثمار ؟ فنظر إلى 
بستانه وقال : « أأنت الذى منعتنى أن أكون فى ركاب رسول الله ؟! وال لا تكون 
منكى بعد الآن . وأنت لله فى سبيل الله و وثالث جلس فى بيته وأمامه زوجته 
الحميلة وجوله أشجار وزروع ٠‏ فقال : « أأجلس فى ظل ورطب وماء وامرأة حسناء 
ورسول الله ق عمارة القيظ ٠‏ والله لا يكون هذا أبداي وامتطى حصانه إلى الصحراء 


وعندما رجغ رسول الله صل الله عليه وسلم منتصرا اعتذر له من لم يشاركوه 
رحلة النصر بأعهم كانوا لا يملكون وسائل الحرب من دواب ودروع وسيوف ونبال » 
فقبل رسول الله علانيتهم وترك سرائرهم لله . إلا ثلاثئة صدقوا وقالوا : « يارسول 
الله ما كنا أغنى منا ساعة امتنعنا عن الذهاب معك فعندنا عدة الحرب والدواب » . 





)١(‏ إن هذا آمر نجده الأن“ق تدريب الغرف الخاصة فى ايوش + إنهم يعودونهم ويدربونهم عل أكل وشرب مايهدونه 
من طعام أو شراب بحفظ حياتهم , إذ قد يحدث ما ينع إمدادهم بالطعام أو الشراب . وذلك امشبقاء لحياتهم ودفاعا 
عن أوطانهم 





صمح صصص حم حمصتن موص حم 


لقد أمر رسول الله الناس ألا يكلموهم ولا يتعاملوا معهم . واستكان اثنان منهم 
وظلا فى بينهما . وهما هلال بن أمية ء ومرارة بن الربيع » أما كعب بن مالك فكان 
يخرج ويلقى الناس فلا يكلمه أحد , ويذهب للصّلاة مع رسول الله صلل الله عليه 
وسلم ويسارق النظر إلى النبى ويسلم عليه ء لكن رسول الله لا يرد ويغض طرفه 
ويعرض عله ء حتى أن كعبا يقول تي يض 2 
أم , 


لماذا كل ذلك ؟ ‏ لقد أرادها النبى صل الله عليه وسلم وسيلة إيضاح لكيفية إبعاد 
التأديب . وضاقت الدنيا على الثلائة » وذهب كعب إلى ابن عمه أبى قتادة وتسلق 
عليه الحائط . لانه يعلم أنه لو ظرق الباب فلن يفتح له . ورغم تسلى الحائط إلا أن 
ابن العم أعرض عنه » فقال راجياءه أنشدك الله . أنشيك الله أنشدك الله » كل 
ذلك وابن عمه لا يرد غليه » ثم قال له : « تعلم أن أحب رسول الله » 5 فلم يرد 
عليه ابن العم وظل يتوسل سائلا عن موعد العفو » فقال أبوقتادة : ٠‏ الله ورسوله 


أعلم » . 


فلم مغست أربعون ليلة على هذا الإبعاد . فإذا برسول الله صل الله عليه وسلم 
يَضْعْدُ التاديب فيطلب سن الرجال الثلاثة - من خلال رسول أزسله إليهم ألا يقربوا 
جات . لقد دخل العزل إلى دائرة جديدة هى دائرة المجتمع الخاص حيث الرجل 

' وامرأته ؛ فقال كعب لرسول.رسول الله صل الله غليه وسلم : « أطلق زوجتى » ؟ . 
قال الرسول : « بل لا تقربها » . وقال قوم لكعب : اذهب إلى رسول الله صل الله 
عليه وسلم أو فلتذهب امرأتك لتستاذنه فى أن تظل معك لتخدمك ؛ فقد استاذنت 
امرأة هلال بن أمية رسول الله ؛ فأذن لحا أن تخدم زوجها . فقال كعب : والله 
لا أفعل . لآن امرأة هلال حينا ذهبت إلى رسول الله قال لحا : « لا يقربنك » 
فقالت : «يارسول الله والله إن هلالا مابه حركة لشبىء » فأذن لها أن ثتظل 
لتخدمه . لكتى رجل شاب وأخاف أن استاذن رسول الله فلا يعطينى هذا الحق . 


هكذا كان إبعاد التاديب ٠‏ وليس بالطرد الكامل من حظيرة الإبمان » بدليل أن 





00077 


صمصصح مص محصحمحصحمحصحمصه 25 


رسول الله صل الله عليه وسلم جعل من يتلقون التأديب أهلا لأوامر يلقيها عليهم » 
ثم جاءت البشرى بالإفراج بعد عشرة أيام عندما أنزل الحق قوله : 


سا اع لاصج ماس 2 
ما رحيت وضافت 


9 


7 وعلَ افلم ان موا حوع ذا سَاقْتْ عَلبهِم الأرض 
موثو ل لمان ل الإ ]تب عتم يبو ذالم 
ألتوبٌ الحم 2ه »* 

( سورة التوبة ) 
وهكذا لم يقفل الحق الباب بل جعله مفتوحا أمام الإنسان . حتى لمن كفر . وحتى 


لمن كتم ء فلا يظن أن سابق كفره أو كتمانه أو تراخيه عن نصرة الحق سيغلق أمامه 
الباب . أو يحول بيئه وبين زبهء لذلك يقول الحق : 


ُ 1 درط 16 دعو وسو و ]3142 سر 

4# لا الذي ابو وأ أُوَبَكَنُوا فَأَوْكيِكَ 
توب عَم وَأنالتََاب اليَسِمْ 02 © 

أى أعلنوا التوية وهى أمر ذاق + وأصلحوا بمقدار ما أفسدواء وبينوا للناس 

بمقدار ماكتموا . إذن شرط التوبة أن يعوذ كل حق لصاحبه , فالذى كتم شيئا 


عليه أن يينه ٠‏ فالكتيان لا يؤثر فقط فى العلاقة بين العبد والرب ٠‏ ولكنه يضر 
العباد . والحق سبحانه ين يفتح باب التوبة للعبد يقول : 


(عن الآية ١١4‏ سسررة النربة ! 





هه ١١‏ صمح ص مححمت حموح حميحصحبحه 
ومادة « تاب » تعنى الرجوع إلى الله » فعندما يتوت العبد فهو يعود إلى ربه طالبا 
المغفرة عن العصيان والذنب / وعندما يتونب الله على عبد . فذلك يعنى أن الله قبل 
توبته » فبعد أن كان مقدرا له أن يُعذب فإن الله يعفوعنه فلا يُعَذِبهُ » إذن فالتوبة 
كلها رجوع إلى الله * وحين تقدم التوبة من الله على التوبة من العباد فى قوله : ه تاب 
عليهم ليتوبوا » » فمعنى ذلك أن الح شرع التوبة وقننها ليفتح باب الرجوع إليه . 
فهناك ثلاث مراحل للتوبة : 


المرحلة الأولى : هى أن الله شرع التوية . 
المرحلة الثانية : ههى أن بتوب العيد . 
المرحلة الثالثة : أن يقبل الله التوبة . 
وكلها تعنى الرجوع عن المعصية والذنب . 


إذن فأى إنسان يذنب ذنبا لابد أن يصلح هذا الذنب من جنس مافعل . فإن فعل 
ذنبا سرا فيكفيه أن يتوب سراء أما إن كسر حدود الله علنا , فنقول له : لا يستفيم 
أبدا أن تعصى الله علنا أمام الناس وتكون أسوة سيئة لأناس تجعلهم يتتجراون 
ويكسرون حدود الله ثم تتوب بينك وبين الله مرأاء لابد أن تكون توبتك علنا ؛ 
ولذلك فالمثل العامى يقول : «١‏ تضربنى ف شارع وتصاحنى 0 حارة و . 


إن الذى يكسر .حدا من حدود الله أمام الناس ثقول له : لابد أن تعلن توبتك 
أمام النإس حميعا ء ولذلك تحن :ندرأ الحدود بالشبهات . لكن الذى يتباهى بأنه 
ارتكب الذنب لا نتركه . مثلا الذى شهد عليه أربعة يإنه ارتكب ذنبا من الكبائر 
كالزنى ٠‏ لقد ظل يفعل الذنب باشتهتار إلى أن شهد عليه أربعة . هل يعقل أن نقول 
له : تدرأها بالشبهات ؟. لا. هو كسر الحد علنا فوجبت معاقبته بإقامة الحد . 


وأما الذين تابوا وأصلحوا ما أفسدوه وبينوا للناس ما كتموه فجزاؤهم توبة من 
الله - 


ومن لطف الله بالإنسان أن شرع التوبة حتى يشعر الناس بالذنب . وجعلها من 





حمححمححمتى ص وحصحوصحموصت أاأد هه 
فعل التائب ؛ ومن فعل قابل التوبة » وهو الله سبحانه قال : ٠‏ تابوا » وه أتوب » + 
كل ذلك حتى لا يستشعر الانسان عندما يرتكب ذنبا ويتوب أنها مسألة مستعصية . 
إن الحق يقول : « فأولتك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم 4 إنه سبحانه يتوب غلى 
من تاب عن الذنب ويتوب عن المذنيين جميعا » فهو تعالى « تواب » وهى كلمة تعنى 
المبالغة فى الصفة . 
ويقول الحق بعد ذلك : 


خط 502 رحدو ع مس رعق موي ارم م عر 
92 إِنَالّذِنَ 'كعروأوَمَانوأوهْ كَمَار أَولَيِكَعَلنَهِمْ 
عد دظوة روتر ءا عد ع0 4 ا 7 1 
َعَنَدُأسَهوَالْمَكجَكَةَ ونان أَجْمَعِينَ 0 67> 


إنهم الذين أصروا على عدم التوبة فكان جزاؤهم لعنة الله والملائكة والناس 
أجمعين . ويضيف سبحانه : 


21 مر دجو و مامه م 


خة حَدنَ فيا لاحك عَتْْمْالعَدَابوَلامْ مروت 9 (ه 


وساعة يأى الح فى عذاب الكافرين ويتكلم عن الثار عذابا وعن الزمان خلودا 
ثم يُصمُد الخلود بالأبدية . فنحن نعرف بذلك أن هناك عذابًا فى النارء ونخلوداً 
فيها , وأبدية . ولأآن رحمة الله سبقت غضبه فى التفتين العذالى . لم يذكر الخلود فى 
النار أبدأ إلا فى سورة الجن ٠‏ قال : 

مس اصع عم سس ف سخ اس ع سلا سس عاص ةم م اعمةمم 
ف ومن بع صألله ورسوله, فإن لهر نار جهام للد ين فيها أبَدَا # 


[ من الآية ؟؟ سورة الجن ) 





بج ٠١‏ جح ججح 2252222 72ج و 


ومادام فيه مقيد » فإن كل مطلق من التأبيد يحمل عليه » وكون الح لم أت 
بكلمة ٠‏ أبدأ؛ عند ذكر العذاب , فهذا ديل على أن رحمته سبقت غضبه حتى فى 


تقنين العذاب . وهناك إشكال يَرِدُ فى سطحية الفهم فحين يقول الحق : 


معدعا. ودزةلععهظة إق 7 دوم مع دنه #« ]2 وت ع مق وم 
ف يوم بات لَاتكلم نفس إلا بإذندء قَنهم سق سيد ويه اما لين سَهُوا في 


م مفيه ساءع وءءم 9 - ع أن م ضماس ع سن« ميروعي.ير 2 
ألثار مهم فيها زفير وشريق لزي تحدلدين فيبا مادامت السمدوات والأرض إلا 
6 
ذامب مع م | اع سمس موه سس # بير معدودر م # هوم مر م - 
مَاشآء ربك إن رباك كمال لما بريد ويه وأما لين سعدوأ قن ابه حَسلِدِينَ 
0 
ا يم دي 2 26 دض صر 2 و2 صوق 
فيبا ما دامت الملوات والأرض إلا ماشاء ربك عطاء غير دون # 


(سورة هود ) 


فإنَ الحق يتحدث عن يوم الحشرء وعن البشر شقيهم وسعيلاهم » فالذين شقوا 
فقى "لنار لحم فيها زفير وشهيق ء ولنا أن نتخيل صورة التنفس داخخل النار وسط 
جوها المكفهر باللهب . إن الإنسان يتنفس ليستروح بالحواء ؛ فكيف يأخذه من 
النار ؟. إن فى ذلك عذايًا عظيًا . واهل. النار خالدون فيها «ادامت السياوات 
والأرض ‏ 


ويتساءل السطحيون «إن الله يضع الذين شقوا فى النار مادامت السماوات 
والأرض ٠‏ ويقول القول نفسه عن الذين سعدوا بالجنة ٠‏ وقول لهم : السياوات 
والأرض الأن + تختلف عن السياوات والأرض ف الآخرة . إن السماوات والأرض ى 
الدنيا مى أسباب ومعاش . أمافى الآخرة فنحن لا تأكل بالأسباب . إنما بالمسبب . 
نحن نحيا فى الآخرة بكلمة ه كن » ؛ ولا نعيش بأسباب الحرث والزرع والمطر . إن 
الحق يبدل السهاوات والأرض فى اليوم الآخر. واقرأ إن شثت قول الحق : 
ب ببَدلُ الأس عيهالأض وَالْمَوتْ » 


ومن الآية 48 سورة إبراهيم ) 





0 
مرو وو :9و :222022403390352 الله 
ومن هذا القول نفهم أن المقصود هو الساوات والأرض اللمبدلة . ونلحظ أن الحق 
جاء فى أمر خلود الأشقياء بالمشيثة فقال : ٠‏ إلا ما شاء ربك » . فكأن خلود الأشقياء 
فى النار تنقضه وتضع ناية له مشيئة اللهءلأن الأشقياء ليسوا هم الكفار فحسب . بل 
منهم بعض المؤمنين العصاة . وهؤلاء المؤمنون العصاة الأشقياء سيدخلون النار على 
قدر حظهم من المعاصى . وساعة تقوم الساعة ويأق الجزاء يدخلون النار وياأخذون 
جزاءهم ٠‏ لكن بعد أذ الجزاء يخرجون . إذن ٠‏ فسينتهى الخلود من آخخر الزمن » 
فيكون المعنى : « إلا هاشاء ربك » أن يتمروا فى النار إلى وقت محدد . 


أما بالنسبة للجئة . فالاستئناء يكون من البدء . لماذا ؟ لآن المؤمن الذى عصى الله 
لن يدخخل الجنة من البداية . وإنما سيقضى فترة فى الثار ثم يدخل الجنة » إذن فالخلود 
فى الجنة بالنسبة له قد نص من أوليته . أما الشقى فالخلود فى النار نقص من 
آخريته ‏ إذن « إلا ها شاء ربك » ؛ تعنى أن المؤمن الغاصى لن يدخخل الحئة من بدء 
الآخرة . إذن « إلا » هنا جاء لاستناء الزمن من أوله بالنسبة للسعداء . أو استئناء 
الزمن من آخره بالنسبة للعصاة الأشقياء . ولذلك لا تجد تناقضا , ذلك التناقض 
الذى تضاعة سطحية الفهم . 


أما قوله الحق : ٠لا‏ يخفف عمم العذاب ٠‏ فهو أن الإنسان عندما يُعذب بثىء فإن 
تكرار العذاب عليه زبما يجعله يألف العذاب . لكن الواقع يقول:إن العذاب يشتد 
عليه . فالتخفيف لا علاقة له بالزمن . وقوله الحق : « ولا هم ينظرون ؛ تعرف منه 
أن الإنظار هو الإمهال . والمعنى أنهم لا يؤخرون عن عذابهم ؛ أو لا ينظرون 
بمعنى لا يُنظر إليهم . وهناك آية تفيد هذا المعنى فى قوله تعالى : 


ار 
( من الآية لال سوزة آل عمران ) 


لآن النظر يعطى شيئا من الحنان » ولماذا قال : لا يُنْظرُون ؟. لآأنك قد تنجه 
ناحيته فتنظره دون قصدء بتلقائية . ولكن النظرة لا نتجه عطفا عليه » وهو سبحاته 








ح ديد 


لا ينظر إليهم أساسا » لأن النظرة قد توحى بلون من الشفقة ء بذلك تكون 
لا ينظرون + أى لا ينظر إليهم أبدا. فكأنهم أعملوا إهمالا تام . 
ويقول الحق من بغد ذلك : 


درم 


9 لهك كنوك د لمكم ٍلَاهْوَا يمسن اتيز 07 (*ه 


وتلك هى قضية ة الحق الأساسية وه إفكم 5 يعنى أن المعبود إله واحد ٠‏ فالواقع 
أن الإله الحق موجود قبل أن يوجد الكفر . 


ودلا إله إلا هوه هذه قضية ثانية » لأن غفلة الناس هى التى جعلت بعضا من 
نقوس الناس تلتفت إلى آلهة أخرى . 


وقوله الحق أنه سبحانه:د إله واحد ه أى ليس له ثان » والفارق بين « واحد » 
ود أحد » هر أن و واحد » تعنى ليس له ثان . وه أحد ٠‏ يعنى ليس مركباً ولا مكونا 

من أجزاء . ولذلك فالله لا يمكن أن نصفه بأنه ٠‏ كل ٠أوء‏ كل ٠‏ لأن د كل » يقابلها 
«دجزءء . ود كلى ه يقابلها «وجزئى .٠‏ ود كل ٠‏ هو أن يجتمع من أجزاء , والله 
متغرد بالوحدانية وسبحاته المنزه غعن كل شىء وله المثل الأعل , واضرب هذا المثل 
للتغريب لا للتشبيه ء إن الكرسى ٠‏ كل ٠‏ مكون من خشب ومسامير وغراء وطلاء » 
فهل يمكن أن نطلق على المنشب أنه « كرسى » أو على المسامير أو على الغراء أو على 
الطلاء ؟. لا . إذن كل جزء لا يطلق على « الكل » ٠‏ بل الكل ينشأ من اجتماع 
الأجزاء . 


وه الكل » يُطلق عل أشياء كثيرة ؛ لكن كل شىء منها يحقق الكلى ٠‏ فكلمة 
« إنسان » نقول عنها ٠‏ كلى » ؛ جزئياتها محمد وزيد وبكر وعمر وخالد » فتقول : 





22222200055+ بحص صح برص 


زيد إنسان . وهو قول صحيح . ونقول عمر إنسان وذلك قول صحيح . 


والل سبحانه وتعالى لاهو وكل » لأله واحد . ولاهو دكل» لأنه أحد . 


' إن القضية الاشامئية فى الدين هى .« وإلهكم إله واحد لا إله إلا هوه والقرآن 
لا ينفى ويقول : دلا إله إلا هو» إلا حين توجد غفلة تعطى الألوهية لغير الله أو 
الرحمن الرحيم » وليس هناك شىء غير الله إلا تعمة منه سبحانه أو مُنعُم عليه . 


إن ما دون الله إما نعمة وإما منعم عليه بالنعمة » و ذه كلها نفح الرحمن ٠‏ ونفح 
الرحيم . ومادام كل شىء ماعدا الله إما نعمة وإما منعم عليه فلا توصف النعمة بأنها 
إله ٠‏ ولا يقال فى المنعم عليه: إنه إله . لأن المنعم عليه معناء أن غيره أفاض عليه 
نعمه . لأن النعمة موهوبة . والمنعُم عليه موهوب إليه . فإذا كانت هبة أو موهوبة 
إليه فلا يصح أن تكون إلا . لكن الذين يُفتنون إما يُتنون فى الاضباب . والحق 
سبحانه وتعالى هو المسبب لكل الأسباب . 


وبعد ذلك يلفتنا الحق سبحانه إلى خدمة هذه القضية فيدعونا أن ننظر فى الكون 
ونتامل فى النعمة الموجودة لنا » وبعد ذلك فانت يا من انعم الله عليه مبذه النعمة إن 
وجدت أحذا يدعيها لنفسه فاعطها واتركها له وانسب التعم إلى موجدها وهو الله 
وإياك أن نشرك فى نعمة الله أحداً غيره . لأن الله يقول : فى الحديث القدسى : 


ه أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا اشرك فيه غيرى تركنه وشركه »7 , 
ويلفتنا الحق إلى الكون . فيقول : 


انييس سس يبا لس 


كه حديث قدمى أخرجه مسلم وابن هاجه. 


هج جر ححومح :0009-0-04 


8ه إدَّي سَلْقَ لسوت وَآلَْرْضِ وَاخْيكَ نِالْدِلِوَأَلنّهَارٍ 
1 مَلِكِ الى 0 ص فى لخر ِمَاينهَمٌألنّاسَ وما أن لَه 


لمآ نمَو امايو الأرصَ بَعَدَمَو يجاوب نِهَا 


٠. 
5 
٠: 


ينكل َآبوء ري امج وَالشََاب لخر 


مَك وَالْأرْضٍ لآبنت لِقَوْمِ يَنْقِوتَ 03 (# 


إن الله سبحانه برحمته خلق الإنسان منعياً عليه . وتلق كل مافى الكون نعمة 
له , ويلفتنا إلى الدليل على هذه القضية بالكون نفسه . ويحدد مظاهر فى الكون لم 
يدّع أحد أنه خلقها وأوجدها . فإذا ماجاء الناس الذين لا يؤمنون بالإله الواحد 
يزحزحون الألوهية إلى سواه نقول لهم : هذا الكون العجيب الذى يتمثل فى الأرض 
ويتمثل فى السياء » ويتمثل فى اختلاف الليل والنهار . ويتمثل فى الفلك التى تجرى 
فى البحرء. ويتمثل فى ما أنزل الله من السياء من ماء » ويتمثل فى السحاب المسخر 
بين السياء والأرض ؛ كل هذه الآبات أى الأمور العجيبة - ٠٠‏ تلفت إلى أن 
موجدها أعظم منها . 


إنه سبحانه يريد أن ينبه العقل إلى أن يستقبل تعمة الوجود فى ذاته وفى الكون 
المسخر له ليستئبط من هذه الآيات العجيبة صدق الله فى فوله. : « . . وإفكم إله 
واحد » ٠‏ لانه ليس من المعقول أن يخلق غير الله كل ذلك الخلق ثم يسكت عنه !ا 
فضلا عن أن أحدا لم يدع أنه خلقها . ومادام لم يدع أحدٌ ذلك . وأنت أيها الإنسان 
م تخلقها ورغم الكفر والعناد لم يدع أحد هذه القضية قط ؛ إذن سيظل الملك لله 
وحده إل أن يقول أحدٌ:أنا لى الملك » ولم يوجد إلى الآن من يجرؤ على هذه الكلمة ع 
وهذا دليل على أن الله واحد أحد . إن الحق سبحانه يقول : 





ححوجج حسجمحمه5ص هبو 222222242252 ث2 


« تلق اسْمَوت والأرض أ كْمِنََق الذي وَلككنْ أك ردس لَابَملَونَ وج 4 
(مورة غافر) 


اذا ؟. لأن الناس" من الأرض قد خلقوا . وبما فى الأرض عاشوا . فالاصل هو 
أن خلق السياوات والأرض كبر من خعلق الئاس ؛ فالناس أبناء الآرض ٠‏ واقتياتهم 
منها وبقاء حياتهم عليها . ومن المعقول أن الحق سبحانه قد خخلق ما يخلق منه 
الإنسان قبل أن يخلق الإنسان » وحتى يعيش ذلك الإنسان أمده الله بجنس ما خيلق 
منه . واذكروا جيدا أننا قلنا إن الله حين يعرض قضية الخلق للانسان ؛ فهو سيحانه 
يعرضها عرضا فيه مناعة ضد أى قضية أخرى تنافضها . ولذلك يقول لنا:إن خلق 
السموات والارض وخلقكم هو أمر غيبى ٠‏ ومادام أمرا غيبيا فلا رائى له ولا مشاهد 
له إلا الذى خلقهء» فخنوا علم الخلق منه. ولذلك قال سبحانه وتعالى : 


تسلوم 4م . مث حجر ديعاء ‏ دن نومعم لمشي #2 22 ملءت ‏ .2 
#زما أ مهدتسم خَلقَ المنوات والارض ولاخلقَ نفسو وما'كنت متضذ المضلين 
.2 3 
4 ( سورة الكهف ) 


فيجب أن نحذر هؤلاء المضللين الذين يحاولون إضلالنا بقضايا ليست حقيقية ٠٠‏ 
فالحق قد علم أزلا بأنه سيوجد قوم يقولون:إن السماء والأرض خلقتا بطريقة كذا . 
والانسان خخلق بأسلوب كذا . وعندما نسمع هؤلاء نقول : هؤلاء هم المضللون ٠١‏ 
وقد نبهنا الله أزلا إليهم .. 


إذن . فوجود المضللين هو عين الدليل على صدق الله . هؤلاء الذين قالوا:الأرض 
كانت جزءا من الشمس وانفصلت عنها » والإنسان أصله قرد . لأنه لو لم يوجد 
مضللون لقلا : «أين يارب ماقلت عنهم إنم مضللون ؟ ». 


' وحينها يعرض الله سبحانه وتعالى أنه خلقنا من الأرض ؛ وجعل اقتياتنا مها » 
فإن العلم يق حتى من الكافرين بالله ‏ ليؤيد هذه القضية . فحينما حللوا 
الإنسان ؛ وجدوه مكونا من ستة عشر عنصرا . وخطلوا الطين الذى يأق منه الزرع 





2ر6 229990229٠20209‏ فج 
والمخصوبة فوجدوه مستة عشر عنصرا أيضا تتطايق مع عناصر الإنسان .' أوها 
الاكسجين وآخخرها المنجنيز . وعلى ذلك فالحق عندما يقول : أنا خلقت الإنسان. من 
طين . نقول له : صدقت يارب فقد جعلت اقتياتنا مما يخرج من الطين . 


إذن فمسألة خلق السياوات والارض يجب أن يبدأ منها التعجب » .وأنت أعها 
الإنسان يهب أن تفطن إلى ما ملق لك لتستدل على خالقك . ولتؤمن ولتشهد أنه إله 
واحد . وإن حاول أحد إضلالك وقال لك :هناك إله آخر. فقل : لا إله إلا هو 
سبحائه . 


وحين يتكلم الحق عن الانسان فهو سبحانه يتكلم عن مكين فى الكون , وهذا 
المكين فى الكون يمحتاج إلى شيئين : إلى زمان . وإلى مكان . والمكان للإنسان هو 
الأرض التى يسير عليها والسياء النى تظلله » والزمان هو ما ينشأ من الليل وما ينشا 
من النهارء ولذلك يريد الحق سبحانه أن يعطينا العبرة فى اختلاف الليل والنهار . 
ومعنى اختلاف الليل والنهار أن كلا منهما ياق شخلف الآخرء الغبار يأق خلف 
الليل » والليل يأى خلف النهار . 


جح ممم 


دوع تح ع سل واي ده مح ده 4 م > ا عع ل ررع بي 
ظّ وهو أَلذى جعل أ ليل وأنبار خلفة لمن اراد أن يد كر اواراد شكررا وج # 
( سورة الفرقان ) 


فاختلاف الليل والنهار يعنى آلا يكون النهار سرمدا أى دائها لا ينقطع . ولا يكون 
الليل كذلك سرمدا. ولذلك فإن هناك آيات أخرى يمتن فيها الحق علينا بهذه 
النعمة فيقول : 

ل عد رءلة | ممع وو عد ور رؤوء دويق د اله موء عردو بؤءءقرر م 
فل قل آرء يتم إن جمل الله طيكر اليل سرمدا إل نرم القيلمة من إلهخير أله ايم 
عط 


ام مع عا م رع 4س عو ممم و مامد الى عما2 موده 


بضبَآء أفلاتسمعون ج» قل ريم إن بعل لَه عكر ابر سردا إل م 





خجمحصحفبحصت ‏ بوحومححصمححيصه أنهه 
يان مل له ملم قل سكو يه أل نو 420 
(سورة القصص) 
إذن ٠‏ فأنت أيها المتحرك فى الكون ينطبق عليك ما ينطبق على كل 
ليل تسكن فيه » وإلى نهار تتحرك فيه ١‏ ولذلك يقول الحق : 
طوَمْرَ الدى جَمَلَ لَكُمْ اليل لياس الوم بان » 
(من الآية 7غ سورة الفرقان) 
ويعلم سبحانه أزلا انه لا يمكن أن يكون الليل - أى وقت 
الراحة - سباتا لكل" الناس , بل لابد. من أناس يقومون بامور تقتضى 
اليقظة بالليل , ولهؤلاء يقول سبحانه : 
(وبن انه سكم بلي اهار 
(من الآية 2 سورة الروم) 
إنه يعطى فرصة لهؤلاء الذين تظل عيونهم ساهرة طوال الليل 
ليستريحوا بالنهار . 
. ( والضحئ ص واليْل إذا سج 9 »4 
(سورة الضحى) 
فالضحى محل الحركة والكدح ؛ والليل محل السكون , 
اختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر ٠‏ وكلمة 
« فلك ٠‏ يستوى فيها الفرد والجمع . كقوله عن سفينة نوح : 





52 


09592525252+. حمحصحمهح‎ ١١ 
واصنع الفلك بأعيننا » . يعنى يصنع سفيئة واحدة أما الفلك التى تجرى فهى كل‎ « 
الفلك . وكيف يكون جريان الفلك فى الماء آية ؟ . إن الإنسان يدرك أن الماء لولم‎ 
يكن على هذه السيولة . لما استطاعت المراكب أو الفلك الإبحار فوقه » بل لابد أن‎ 
يكون الماء سائلا حتى تستطيع أن تجرى فوقها الفلك : وقبل اختراع آلات البخار‎ 
: اذا ؟. لأن المائية تنقسم قسمين‎ ٠ كانت هذه الفلك تجرى فى البحر بقوة الرياح‎ 
. مائية أنبار‎ © 
. ومائية بحار‎ © 


ومياه الأنهار تجرى دائيا من أعل إلى أسفل ناحية المصب . ولذلك فمن المعقول 
أن نسلم جريان السفينة فيها إلى مجرى الماء » ولكن إذا كنا نريد أن نسيرها عكس 
جريان الماء ؛ فلابد من الريح ليساعدنا على ذلك . ونحن نآخف كلمة الريح على أنها 
الهواء . ولكن الريح هى القوة ؛ لأن الله سبحانه يقول : 


لي امي ال 2225 
#ولا تسوْعوأ فَتَفْشَلوأ وهب ركم » 
(من الآية 43 سورة الانفال) 

يعنى قوتكم . أى أن النزاع إنما ينتج عنه تبديد القوة » وكانت الريح قوة 
ظاهرة » وعندما توصل الإنسان إلى اختراع آلة البخار وتم تشغيل السفن به . 
استغنى الإنسان عن تشغيل السفن بالريح . وهكذا نعرف أن كلمة ٠‏ الريح ٠‏ تؤخذ 
على أنها الرياح . وتؤخذ أيضا على أنها مطلق القوة » وتؤخذ ثالثا على معنى 
الرائحة . 

والقرآن يوضح لنا ذلك . فعند استخدام معنى الريح كمطلق القوة نجد 
القرآن يقول : 

عيقىء و د ريت ره م 
«إن با كن الج فتظان رَمَاكد عل طَصْرِءة 4 


(من الآية 8 سورة الشورى ) 





+20 و ص صوص نحص موه ارده 

معنى الريح كرائحة فنحن نجده فى قوله الحق : 

ممم م ب« افع 6دم .ل مار 1 6 

فصت السير تال أبوهم إلى لاجد ريخ رسف # 

من الآية 41 سوره يوسك) 

إن يعقوب والد يوسف علليهم| السلام كان يملك حاسة شم قوية . فعندما حرجت 
القافلة من مصر , قال والده : إنى أشم رائحة يوسف . وفى الريف نحن نسمع من 
يقول : ٠‏ سأنتقم من فلان ولا أجعل له ريحة فى الأرض » . ويقصد أنه لن يجعل له 
أثرا فى الارض ٠‏ ولماذا استخدم هنا كلمة الرائحة ؟. لقد ثبت حديثا فقط أن 
الرائحة هى أبقى الآثار بالنسبة إلى الكائن الحى . بدليل أن الذين عندهم حاسة 
الشم قوية من الكائنات كالكلاب البوليسية يستدلون. برائحة الخانى على مكان 
وجوده . كأن الى يترك أثرا لرائحته ى مكان الحريمة » وكل ماهو مطلوب أن 


والحق سبحانه وتعالى اعطانا العقل . ولكنه أبقى لبعض منا ولغير العاقل 
مالا تستطيع أغلبيتنا أن تصل إليه . وأصبح. الكلب الذى هو حيوان بهيم أعجم 
يستدل على أشياء لا نستطيع نحن أن نستدل عليها . لأنه لايزال فى عالم الحجس 
فقط. بينا الإننان أخذ جانبا من عالم الحس . وجانبا من العقل . 


وقوله الحق : « وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعذ موتبا» فهل 
يغنى هذا القول أن الماء فى السياء ؟. لا . إن الماء أصله فى الأرض . لكن ماء 
الأرض الثابت لا ينفع لرينا ولا لرى زرعنا إنه ملح أجاج مُرٌ . والذى يوجد على 
الأرض منه هو تمزون فقط . ولذلك وضع الله له المواد الكيياوية التى تجعله لا يفسد 
ولا تتغير صفاته وطبيحته » لم تتسع رقعة الماء علي قدر اليايبشس ثلاث مرات ٠‏ 


اذا ؟ . لأن الله يريد أن تتسع صفخعة الماء اتساعا يجعل للبخر مصادر كبيرة واسعة ٠‏ 
هذا البخر هو عملية التقطير الإفى . 


امماسسسسسبر ب ب-ببسبسبسس سسب ب ص يي بجي ب يي سوسس ست 


إن انزال الماء من السماء هو الذى نراه على هيثئة المطر . لكن تسبق نزوله مراحل 
متعددة هى بخر وتكثيف وتلقيح الرياح للسسحاب وغيرها . وتلك المراحل المتعددة 
اهتدينا إليها مؤخراء بدليل أننا حاولنا تقليد هذه الدورة » بأن نبخر الماء المالح 
ونكثفه لنستخرج ماء مقطرا . لكن ذلك له تكاليفه المالية العالية » فكوب واحد من 
الماء المقطر يستغرق وقتا ويستلزم جهدا وتكاليف بينا المعمل الإلهى يدر لنا ماء 
غدقا لاحصر لكمياته » إن هذا المعمل يعمل ونحن لا ندرى . 


إن الدورة المائية تبدأ بصعود البخار من الماء » وبعد ذلك يصادف منطقة باردة 
فينزل ماء عذبا ٠‏ ومن دقة الخالق الحكيم سبحانه أن جعل معنسوب إلماء العذب دائها 
أعلى من منسوب الماء المالح » فلو كان منسوب امالح أعلى من العذب قسيطغى عليه 
ويقسده. ولا نجد ماء نشربه ؛ لكن الخالق الحكيم جعل منسوب المياه العذبة فى 
الأنهار أعلى من ماء البحار والمحيطات حتى ينساب الماء من النبر إلى البحر ؛ وذلك 
لا يسبب ضررا. 


فالحق سبحانه وتعالى يعلمنا أنه أنزل من السياء ماء » كيف ينزل هذا إلماء ؟ . 
هذا ما عرفتاه مؤخرا . وبالماء العذب يحبى الله الأرض بعد موتها ؛ وماهو الموت ؟ 
إن الموت هو ذهاب الخركة 2 كذلك الأرض عنذما تجف فلا تبقى ها حركة ؛ ونحن 
لا نستطيع بحواسنا أن ندرك حركة الارزض أثناء نمو النبات . لكن الله عز وجل يؤكد 
ذلك فى قوله : : 

« وى الْأس عَهِدَة دآ ناعم اماه اهداث وربد 4 
( من الآبة 2 سورة الحم ) 
فالارض عندما ينزل عليها المطر تنتفخ قشرتها . وتطفو تلك القشرة على سطح 
الأرض . ثم ماذا يحدث ؟. 


ع ارم ء-. ف مو - 
« أبنت م نكل زوج بيج » 
رمن الآية ه سورء الحج ) 





3 


ابم 
حجمح 2+222©>5 ص وحص وحنتض إأزد م 


وهذا هو معنى قوله تعالى : و فأحيا به الأرض بعد موتا » . ثم تمضى الآية 
« وبث فيها من كل دابة » أى نشر فيها كل مايدب على الأرض » ره تصريف 
الرياح » ومعنى التصريف هو التحويل والتغيير. أى"توجيه الرياح إلى نواح مختلفة 
منواء إلى الشيال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب , وهذا الاختلاف لم يجعل للهواء 
مسارا رتيبا » وعندما نتأمل عملية الاستطراق فى اطواء نجد أنها تعطى اعتدالا 
مزاجيا للهواء » فمرة يأتى من ناحية حارة ؛ ليهب على المناطق الباردة . ومرة يأتق من 
المخاطق الباردة ؛ فيهب على المناطق الحارة » وهذا التصريف نعمة من نعم الله » فلو 


ونحن نسمع عن أسياء الرياح مثل الصبا والدابور » وريح الشيال » وريح 
الجنوب . والنكباء » والزعزع . والصرصر . وساعة تسمع كلمة « رياح » بصيغة 
الجمع » فلنعلم أنها للخير . وإن جاءءت « ريح » بصيغة المفرد فلتعلم أنها ريح 
عفقيم ضارة . مثل قوله الحق : « بريح صرصر عاتية ؛ » لكن هذه القاعدة كسرتها 
آية واحدة ىق قوله تعالى : 

جاإقان واه 

(من الآبة *7 سورة يونس ) 

لماذا ؟. لأن الريح لو اختلفت على السفينة لكانت كارثة ؛ فكان لابد أن تاق 
الرياح إلى السفيئة من اتجاه واحد . ولذلك لم يترك الله كلمة « ريح ٠‏ مطلقة ٠‏ وإنما 
وصفها بأنها ريح طيبة . وق قول آخبر يقول الحق سبحانه وتعالى : 


به لويم عتروء 3 4 
© وفرحوأ با جاءنها ريج صف 
زمن الآبة ١١‏ سورة يونس ) 


إنه سبحانه يلفتنا إلى قدرته » حتى لا يعتقد أحد أن الله خلق الخلق وخلق لهم 
قانونا ثم تخل عن حكمهم . لا . إنه سبحانه هو ما يزال قيوم السماوات والارض 
وله مطلق القدرة . 


عبيطسبععبببييييبيبييببيعببببببسسبب دس هت 


وحم ؟ ا ححوحح حوو + 5-0-0990 


« والسحاب المسدخر بين السماء والأرض » , 


والتسخير معناه حمل الشىء على حركة مطلوية منه لا انختيار له فيها . وائله يسخر 
السحاب لأنه يريده أن يمطر هنا . فيأق مسخر الرياح فيسوقه إلى حيث يريد الله » 
وأنت قد تنتفع بمطر ينزل من سحابة فى غير مكانك » ونحن تنتفع - فى مصر - بباء 
النيل برغم أن المطر ينزل فى جنوب السودان . وفى هضاب الحبشة ؛ ولو اقتصرنا 
على الماء الذى ينزل من سماء مصر لكنا قد هلكنا عطشا . وهذا يؤكد معنى قوله 
تعالى : 

م د 525 و دامس 2م اموه -- 
«إذ1 اك حَبَ نقَاَا فته يبَلِمْيْت فَأوَْنَايهِ النَا» 
2 اه وض 
رمن الآية لام سورة الأعراف ) 


إن السحاب يشير مسخرًا إلى غاية مطلوبة منه ولا إرادة له فيها . ويختم الحق 
الآية بقوله:ه لآيات تقوم يعقلون ٠‏ أى أنها عجائب لقوم يعقلون . وحين يقول الحق: 
« لقوم يعقلون » فكأنه ينبه الملكة المفكرة العاقلة فى الإنسان . وحين يخاطبك 
تخاطب ؛ وينبه فيك الملكة العاقلة ؛ فاعلم أن ما يخبر به ينتهى عقلك إليه بمجرد أن 
تفكر . وإلاً لو لم يكن الأمر كذلك ؛ ما كانت هناك ضرورة أن يذكر لك كلمة 
العقل ‏ . 


والقرآن الكريم دائما يقول ٠:‏ يتفكرون٠.‏ وهديعقلون: وديتديرون» 
و١‏ يتذكرون ٠‏ وكل ذلك معناه أتهم لو فكرواء ولو عقلوا » ولو تديروا » ولو 
تذكروا ؛ لانتهوا إلى الحقيقة التى يريدها الله . واللحق سبحانه وتعالى ينبه المسلم دائيا 
لان يستقبل الأمور بعقله وبفكره وبتدبره وبتذكره , لأنه سبحانه يعلم أن الإنسان إذا 
فكر أو عفل أو نذكر أو تدبر فسوف ينتهى إلى ذات القضية . 


حمج 9 24و79 حص ميحهي طأأدا ص 


ومن بعد ذلك يقول الح : 


اتا اس عو ا يك ل 
0 ورت الناس من تخد من دون أله أندادا محبويهم 
كو ا ا ا عر م او ا ررك ع دن 2 هرمن 
كباله وَالدَينَ ءَامنوأ سد حبالله ولو وي 
مسرو م 


لدِنَ ظلَبوَاِذْيَرْوْنَ ألسَدَاب أن الْمَرَة ينه بجَيِيمًا 


الند هو الشبه والنظير . والكافر هو من يجعل لله شبيها ونظيرا ٠.‏ والمشركون 
لا يخلون الله عن الألوهية إنا يشركون معه غيره أندادا . وهم يحبون هؤلاء الأنداد 
كحبهم لله . أو يجبونهم كحُبكم أنتم لله . فكما يحب المؤمن ربه » يحب الكافر إِلهه 
الذى اتخذه معبودا . « والذين آمنوا أشد حبا لله » لماذا ؟. لأن هذا هو الحب الذى 
لا يختلف عليه أحد . ولكن حُب هؤلاء المشركين للالحة المتعددة المزيفة يختلف ؛ 
فعندما يمس المشرك الضر يضرع إلى الله وليس إلى الآطة المزيفة » مصداقا لقوله 
تعالى : 


5 و 0 92 ع دا رمعا » 

« َإذامس الإنن الطر مَعَنا جب أو معدا وها 
زمن الآية 17 سورة يونس ) 

إن المشرك يكتشف بفطرته كذبه على نفسه فى مسألة اتخاذه أندادا لله , ولذلك , 

إذا عزت عليه الأسباب . ووقع فى مأزق فهو لا يخدع نفسه ويقول : يا صنم 


أنجدن . وإنما يقول : يارب أنقذنى » . أما المؤمن فهو لا يغير به لله أبدا» 
اششغوفبدبا_ >1 ا ا ا/)]؟*؟©[4©يااييَياي4-ا- )ا لل الت 0 


511 
112 حو ك:2 5529252522 


المؤمن يحب ربه فى السراء والضراء ٠‏ وعلى ذلك يكون الذين آمنوا شد حباً لله » 
لانهم لا ينسونه . لا فى الرخخاء ولا فى الشدة , لكن الكافزين لا يعرفون الله الحق إلا 
فى الشدائد » فإذا مرت المسألة فإنهم يسلكون كيا يصف القرآن سلوك كل كافر 
4 متهم : 
مععد1ة وومء2- ير 5 
# ع كأن يدْمْنَآ إِلَ صر مله # 
من الآية ١17‏ سورة يونس ) 
سس رم م )4ع رمع ع صا لس *ء يوم ثرء »> 7 م عء- 
ف[ وجعل لله أتدادا لبضل عنسيبله» قل تمتع يكفرك ليلا إنك من أسماب 
نار » 


( من الآية م سورة الزمر ) 


إنهم ينسون الله » ويعودون إلى تقديس الأنداد المزيفة » وهم بذلك يظلمون 
أنفسهم . ٠‏ ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد 
العذاب و. ويفاجا هؤلاء المشركون بأمر عجيب لم يكن فى حسبانهم . هم آمنوا 
بأنداد وياتون يوم القيامة ليروا تلك الأنداد وهى وقود للنار تعذيهم ٠‏ ولو لم تأت 
معهم حجارة الأصنام التى كانوا يعبدونها لقالوا : « إن الحجارة ستنجدنا من هذا 
العذاب ٠‏ . وها هو ذا الحق سبحاته يبين لحم : أن الحجارة ليست معكم فى العذاب 
فقط. بل هى وقود النار التى تعذبون بهاء» مصداقا لقوله تعالى : 


2 م 1# مد 


2ع 1 
إنكر وما تعبدون من دون ألله حصب جهم 
من الآية 944 سورة الاتياء ) 


وكذلك قوله الحق عن النار : 





002290924039229 15ا 96 
« وقودها الئاس والحجارة 4. 
(من الآية 4؟ سورة البقرة) 
وبذلك ينقطع عن الكافرين المشركين كل أمل فى أن تنقذهم آلهتهم 
المزيفة . « إذ يرون العذاب » أى يرون العذاب حق اليقين ٠‏ وقد سبق 
أن أخبروا به. لكنهم لم يؤمنوا باليوم الآخر ؛ لكن لى صدقوا بيوم 
سيهانه الآية الكريمة بقوله: 0 أن القوة لله جميعا وآن ألله شديد 
العذاب » أى أنهم ساعة يرون العذاب حق اليقين سيدركون عندها ان 
القوة لله وأنه شديد العقاب . 
العذاب ؛ فيقول: 


8 إذ تَبِرأ لذبن أتبعوأمنَ لذت آسبَعُوا و َو 
لْصَدَابَ وَتَمَطَمت به الْأَسْبَاب 7) #ه 
أن كل من بؤينَ الكفر وَالعَصَيَان الغيرة.سيكيراً.من كل-من دَيْنَ 
لهم معصية الله والشرك به , حتى الشيطان ؛ العمدة فى إغوائهم 
سيتبرا منهم ٠‏ وسيقول ساعتها : 
( إن الله وعدكم وعد الحق ووَعَدتُكُم فَأخلفتكُم وما كان لي عَلَيكُم 
من سلطا إلا أن دَعَوتكُم فَاستَجيئم لى فلا تلُومونى ولُوموا أنفسكم ما أنا 
بمصرٍخكم وما أنثم بمُصرِخّ » 


(من الآية ؟ سورة إبراهيم) 





هه 1١‏ حووع تت 2:2 2ت ص وحص و جوج 


لإنقاذه ‏ وإن صرخ المشركون ؛ فلن يأق لهم الشيطان لينقذهم ٠‏ وسيتبرأ كل منهم 
من الآخر. وسيتبراً الكافرون من كل من زين لحم الشرك بالله » أو سيقول 
الكافرون لمن زينوا لهم الشرك بالله ا مد عه و يفو 1 
وجاءت الآية بالذين اتبعوا أولا لأنجم المفتون فيهم , ثم جاءت بالذين اتبَعُوأ من بعد 
ذلك . إنهم يرون العذاب وتتقطع بهم الأسباب ء وأصبحت كل نفس بما كسبت 
رهينة » والشيطان نفسه يعترف بأنه لم يكن صاحب سلطان إلا بأن دعاهم ٠‏ فمن 
استجاب له . جىء به إلى هذا المصير . والسلطان إما أن يكون سلطان حجة : وإما 
سلطان قهر . وم يكن للشيطان سلطان قهر على الكافرين : ولم يكن له إلا عمل 
واحد بلا سلطان . وهو أن دعاهم إلى الشرك بالله ؛ فاستجابوا له . فهاذا يحدث 
عندما تتقطع بهم الأسباب ؟ إن الحق سبحانه يقول : 


+9 اَنَأَو لوأك لناكرَه مكنا 


إن تعزو آلذين اتبحُوآ من النين اتبعوا لن ينقعهم ٠:‏ وتمنيهم أن تكون لحم كزّة اي 
عودة ‏ ليتبرأوا منهم لن يجدى ٠‏ ويُربهم الله أعالهم ‏ التى سبقت ‏ حسرات عليهم . 
ولا تكون الحسرة إلا إذا أصيب الإنسان بمصيبة لا منأى من النجاة منها . ٠‏ وما هم 
بخارجين من النار؛ أى لن ينقعهم ندمهم على ماسب من أعيالهم السيثة ٠‏ ولن 
يجدى هذا الندم فء إخراجهم من الثار. ويقول الحق من بعد ذلك : 








54 تج 


' ع 2>وس هي و رظ 1 رس كل سل عل ل 
د لاسن كوا فى الْأرضٍ حَلالا عله باولا تتيعوا 


إن من رحمة الله عز وجل على عباده أنه لم يقصر الخطاب على الذين آمنوا ؛ وإئما 
وسح الدائرة لتشمل المؤمتين وغيرهم ؛ فقال ؛ « يا أيها الناس » فكأنة خلق مافى 
الأرض حميعا للناس جميعا . وهذا ما قلنا عنه : إنه عطاء الربوبية لكل البشرء من 
آمن منهم ومن لم يؤمن ٠‏ فهو سبحائه نخلق كل الخلق , مؤمتهم وكافرهم , ومادام 
قد خلقهم واستدعاهم إلى الوجود فهر يوجه الخطاب لهم جميعا ؛ مؤمنهم وكافرهم ؛ 
وكان ا مخطاب يقول للكافرين : حتى ولو لم تؤمنوا بالله ٠‏ فخذوا من : من المؤمنين الأشياء 
الحلال واستعملوها لأنها تفيدكم فى دنياكم ؛ وإن لم تؤمنوا بالله . لأن من مصلحتكم 
أن تأكلوا الحلال الطيب , فالله لم يحرم إلا كل ضار ولم يحلل إلا كل طيب . 


هنا موقف يقفه كثير من الذين أسرفوا على أنفسهم + وبحبون أن تكون قضية 
الدين وقضية التحريم وقضية التحليل » قضايا كاذبة ؛ لأنه لا ينجيهم أمام أنفسهم 
إلا أن يجدوا أشياء يكذبون ما الدين . لأمهم لم يستطيعوا أن يجملوا أنفسهم عل 
مطلويات الله . فلما لم يستطيعوا ذلك لم بجدوا متفذا لهم إلا أن يقولوا : إن قضايا 
الدين كاذبة بما فيها التحليل والتحريم . إنهم يقولون : مادام الله قد حرم شيئا ؛ 
فلماذا خخلقه فى الكون ؟. 

كأنهم يعتقدرن أن كل تلوق فى الأرض قد لق ليؤكل . وما علموا أن لكل 
مخلوق فى الأرض مهمة . فهم الآن يمسكون الحيات والثعابين ليستخلصوا منها 
السموم + حتى يقتلوا بها وو بيسيت بيه : وكانوا قبل اكتشاف فائدة 
السم فى الثعبان يتساء لون د وما فائدة لق مثل هذه الثعابين ؟, . فلا أحوجهم 
الله وألجأهم إلى أن يستفيدوا بما فى الثعابين من سم ؛ ليجعلوه علاجا أدركوا 





١و‏ حصوصحح بح حموص صوص حصحوصحمبحه 


حكمة الله من خلق هذه الأنواع . لقد نخلقها لا لنأكلها ع وإنما لنعالج بها . 


فانت إذا رأيت شيئا محرما لاتقل لأذا خلقه الله . لانك لا تعرف ماهى 
مهمته . فليست مهمة كل مخلوق أن يأكله الإنسان ؛ إنما لكل مجلوق مهمة قد 
لا تشعر بأدائها فى الكون . 


وهذه مسألة تستعملها نحن فى ذوات نفوسنا . على سبيل المثال + عندما باق 
الصيف ونخثى على ملابسنا الصوفية من الحشرات ؛ فتأق ها بما يقتل الحشرات . 
وهو « النفتالين ه. ونحذر أبناءنا من عدم الاقتراب منه وأكله . إن « النفتالين » 
لا يؤكل . ولكنه مفيد فى قتل الحشرات الضارة . 

كذلك ١‏ الفينيك » نشتريه ونضعه فى زجاجة فى المنزل لتطهر به أى مكان هلوث . 


ونحذر الأطفال منه لأنه ضار لهم . ولكنه نافع فى تطهير المنزل من الحشرات . 
وكذلك المخلوقات التى لا نعرف حكمة خخلقها . لقد خلقها الله لمهمة خاضة بها ؛ 
فلا تنقل شيئا من مهمته إلى مهمة أخرى . 


وإذا كان الإنسان لم يدرك حتى الآن قائدة بعض المخلوقات . فا أكثر ما يجهل . 
وهو يكتشف كل يوم سرا من أسرار تحلوقات الله . 


وعل سبيل المثال . كانوا ينظرون إلى نوع من السمك لا يتجاوز حجمه عقلة 
الاصبع ؛ ولا يكبر أبدا . واختاروا فى فائدته . وعندما ذهبنا للسعودية وراينا 
الأماكن التى تأخذ منها الماء الذى قد يفسد . ووجدنا هذا النوع من السمك بكثرة : 
فسالناهم عن حقيقة هذا السمك . فقالوا : إنه لا يكبر ويظل على هذا الحجم . 
ومهمته تنقية المياه فى الأماكن التى لا يقوم الإنسان بتتقيتها . وجربنا حقيقة ما قالوا ؛ 
فألقينا بعضا من مخلفات الطعام ؛ فوجدنا هذه الأسباك تخرج من ححيث لا ندرى 
وتلقف هذه البقايا + ولا تتركها حتى ,تنبيها . 


هكذا يخلق الحى القيوم مخلوقات لتحفظ محلوقات أخرى . هو سبحانه يقول 
للإنسان : لا تاكل هذا وكل ذاك ؛ لحكمة قد لا نعرفها . 


مثال آخر . الطائر المعروف يأبى قردان صديق الفلاح . كانت وظيفته فى الحياة أن 





و : التق 


:0220290200005 ألدا 2 


يأكل الحشرات والديدان عند رى الأرض . ومنذ أن اختفى هذا الطائر بتاثير 
المبيدات ؛ استفحل خطر الديدان على الزرع وبخاصة دودة القطن . إنها معادلة 
إفية مركبة تركيبا دقيقا . وكذلك الذباب 0 يتساءل بعض الناس وما حكمة وجوده 
فى. الحياة ؟ » وهم لا يعرفون أن الذباب يؤدى للإنسان دورا هاما هو أكل القاذورات 
وما بها من أمراض ء ولو تحصن الناس: بالنظافة لا جاءهم الذباب . 


إذن ؛ فكل شىء فى الوجود مرتب ترتيبا دقيقا ٠‏ إنه ترد تيب خخالق عليم حكيم ٠‏ 
ومادام اللتكيم هو الذى خلق ؛ فلا يعترض أحدٌ ويقول ماذا خلق كذا وكذا ؟. لان 
لكل لوق دورا يؤديه فى الكون . 


ولذلك ينبه الخائق الناس - مؤمتهم وكافرهم - بأن يأكلوا الحلال الطيب من 
الأرض ٠‏ وهو يقول للكافر ؛ إنك إن تعقلت الأمور ؛ لوجدت أن كل ما أمرتك يه 
هو لصالحجك , وحتى لو م تؤمن فأنا أدلك على ما يتقع ٠‏ فلا تأكل إلا الال 
الطيب : وانظر إلى المؤمنين بماذا سمح لهم من طعام وكل مثلهم . 

وقد أثبت الواقع والتاربخ ؛ أن الكافرين يلجأون إلى منهج الله فى. بعض 
الأقضية ؛ ليحلوا مشاكل حياتهم ؛ لا بدين الله كدين . ولكن بأوامر الله كنظام . 
فلو كان عند الكافرين بالله حكمة حتى فيا يتعلق بشئون دنياهم ؛ لأخذوا ما أمر الله 
به المؤمنين واتبعوه . 


' والمثال على ذلك ؛ عندما يحرم الحق سبحانه وتعاللى لحم الميتة ٠.‏ أى التى مانت ول 
ا عي اي » لأن أوعية الدم فى الحيوان وى كل كائن حى هى 
وعاءان ! إما أوردة وإما شرايين . والدم قبل أن يذهب إلى الكنى أو الرئة يكون دما 
فأسداء ونحن عندما نذبح الحيوان يسيل منه الدم الفاسد وغير الفاسد ويخرج ٠‏ 
ويصبر اللحم خالصا . لكن الحيوان الذى لم يذبح ؛ لم يذك ٠‏ يعى لم يُطهر من 
فساد الدم . وهو ضار للإنسان . 


والحق سبحانه وتعالى عندما يقول : « يا أبها الناس » فكأنه يدغو غير المؤمنين : 
لو عقلتم . لوجب أن تحتاظوا إلى حياتكم بألا تأكلوا إلا حلالا أحله الله للمؤمنين . 
: ولا تتبعوا خطوات الشيطان ؛ . أى لا تسيروا وراء الشيطان . فالخطوة هى المافة 
بين القدمين عند المثى . أى بين النقلة والنقلة . ولا تجملوا الشيطان قائدكم ؛ لأن 





٠٠١‏ +000222622229 0 00)أ2غ2 


الشيطان عداوته لكم مسيقة , ويجب أن تحتاطوا بسوء الظن فيه ؛ فهو الذي عصى 
ربه ؛ ولايصح أن يطاع فى أى أمر. « إنه لكم عدو مبين » وعداوة الشيطان 
للإنسان قديمة من أيام آدم . ويقول الحق عن أوامر الشيطان : 


0 مايأْركُم بألسُوء وَالْسَحْصَل 
ون نَع َع لَامَومَلَاكَلَمُونَ 07 أ 


والسوء هو كل ذنب لا حد فيه . مثل الغيبة أو النميمة . والفحشاء هى كل ذلب 
فيه حد وفيه عقوبة.. والشيطان يأمركم أن تقولوا على الله ما تمهلون . 
ويقول الحق من بعد ذلك : 


3# مَلِدَاقللَمأتبمو ا مان هاوأ َنَمآ لماعك 
العا كارت كاه اسيل رت يدرك 
يَمْتَدُونَ 2 (©ه 


وهذه الآية تعالج فضية خطيرة فى فى المجتمع الإسلامى ٠‏ قضية تقليد الناس 





اق 
مامح صوص ص وص حو و وجوه اه 


لعادات آبائهم . والتقليد هو نشأة طبيعية فى الإنسان , لأن الإنسان حين يخرج 
للوجود ممدا بطاقة الحياة ؛ فهذه الطاقة تريد أن تتحرك ؛ وحركتها تأتى دائها وفق 
ما ترى من حركة السابق لها » فالطفل الصغير لا يعرف أن يذه تتناول أشياء إلا إذا 
رأى فى البيئة المحيطة به إنسانا يفعل ذلك . وحين يريد الطفل أن يتحرك » فهو يقلد 
حركة الذين حوله ». ولذلك تمد الأطفال دائما يقلدون آباءهم فى معظم حركاءهم . 
وحين يوجد الاطفال مع أجيال متعاقبة تمثل أعبارا مختلفة » فإن الطفل الصغير يقلد 
فى حركته البدائية خليطا من حركات هذه الأجيال . فهو يقلد جده . ويقلد جدته » 
ويقلد أباه وأمه . وإخوته + فتنشا حركات مختلطة تمثل الاجيال كلها . 


ولذلك فاندماج الطفل فى أسرة مكونة من آباء وأجداد » تمثل فى الإنسان طبيعة 
الحياة المتصلة بمنبج الحركة فق الأرض وبمنبج السماء ؛ لأن الطفل حين يعيش مع أبيه 
فقط . قد يجده مشغولا فى حركة الحياة التى ربما شدئه عن قيم الحياة أو عن منيج 
السياء ؛ لكنه حين يرى أبا لأبيه ؛ هو جده قد فرغ من حركة الحياة . واتجه إلى منيج 
القيم ؛ لأنه قريب عهد في يظن بلقاء الله . فإن كان لا يصلى فى شبابه فهو يصل 
الآن . وإن كان لآ يفعل الطاعات سابقا ؛ أصبح يفعلها الآن . وهكذا يرى الطفل 
حركة الحياة الجامحة فى الدنيا والتلهف عليها من أبيه » ويجد الإقبال على القيع 
والعيادات من جده . ولذلك تجهده ربما عاون جده على الطاعة ؛ فساعة يسمع الطفل 
المؤذن يقول : « الله أكبر» .. فهو يعرف أن جده يريد أن يصل ؛ فيذهب هو ويا 
بالسجادة ويفرشها لحده ؛ ويقف مقلدا جده ء وإن كانت بنتا ٠‏ فتحن نجدها تقلد 
أمها أو جدتها وتضع الغطاء على رأسها لتصلى . إذن . فاندماج الأجيال يعطى الخير 
من الحركتين . حركة مادية الحياة وحركة قيم منبج السماء » ولذلك يمتن الحق علينا 
قائلا : 


ا ملاعم وس لم م مده 4 َ/ 
وَجَمل لم بن ازيم بن وحَقَدَُ # 
زمن الآية ٠*7‏ سورة النحل ) 


إذن ٠‏ قتقليد الأجيال اللاحقة للأجيال السابقة أمر. تقتضيه طبيعة الوجود . 
وحين يدعو الله الناس أن يتبعوا ما ينزله على الرسل فهو ينهاهم أن يتبعوا تقليد 





١‏ رحج +2222 محمحصبمحصه 
الأباء فى كل حركاتهم . لانه قد تكون حركة الآباء قد اختلت بالغفلة عن المنهج أو 
بنسيان المنيج . لذلك يدعونا ويامرنا سبحاته : أن نتخلع عن هله الأشياء ونتبع 
ما أنزل الله » ولا نهبط إلى مستوى الأرض ٠‏ لان عادات ومتبج الأرض قد تتغيرء 
ولكن منيج السهاء دانها لايتغيرء فاتبعوا ها أنزل الله . 


والناس حين يحتجون يقولون : بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا . وتلك قضية 
تبريرية فى. الوجود » ولو كان ذلك ححقا وصدفا » ومطابقا للواقع . لا كرر الله 
الرسالات بعد أن علم آدم كل المنيج الذى يريد ؛ لأننا لو كنا نتبع ما ألفينا عليه 
آباءنا . لكان أبناء آدم سيتيعون ما كان يفعله آدم ٠‏ وأبتاء أبناء آدم يتبعون آبامهم » 
وهكذا يلل منيج السياء موجودا متوارنًا فلا تغيير فيه . 


إذن فيا الذى اقتضى أن يتغير منهج السياء ؟ 

إن هذا دليل على أن الناس قد غيروا المنبج . ولذلك فقوهم : « نتبع ما ألفيئا 
عليه آباءنا » هى قضية مكذوبة . لأنهم لو اتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم ؛ لظل منبج 
الله فى الأرض مضيئا غير متأثر بغفلة الناس ولا متأثرا بانحرافات أهل الارض عن 
منيج السهاء . وهو تبرير يكشف أن ما وجدوا عليه آباءهم يواقق أهواءهم . 


وقوله الحتق : « اتبعوا » أى اجعلوا ما أنزل عليكم من السياء متبوعا وكونوا تابعين 
هذا المج ؛ لا تابعين لسواه ؛ لأن ما سوى منبج السياء هو منيج من صناعة أهل 
الأرض . وهو مغبج غير مامون ١‏ وقوهم : ٠‏ ما ألفينا عليه آباءنا» أى ما وجدنا عليه 
آباءنا . وما تفتحت عليه عيوننا فوجدناء حركة تحتذى وتقتدى . 


والحق يبين لهم أن هذا كلام خاطىء .. وكلام تبريرى وأنتم غير صادقين فيه » 
وعدم الصدق يتضح فى أنكم لو كنتم متبعين لمنبج السهاء ؛ لما تغير المنيج ع هذا 
أولا . أما ثانيا » فأنتم قى كثير من الأشياء تختلفون عن آبائكم ٠‏ فحين تكون للأيناء 
شخصية وذانية فإننا نجد الأبناء حريصين على الاختلاف . ونجد أجيالا متفسخة » 
فالاب يريد شيثا والابن يريد شيئا آخر. لذلك لا يصح أن يقولوا:ه بل نتبع ما ألفينا 
عليه آباءنا » ؛ لأنه لو صح ذلك لا اختلف منبج الله على الأرض لكن المنيج اختلف 
لدخول أهواء البشر . ومع ذلك نرى بعضا من الخلاف فى سلوك الأبناء عن الآباء » 
ونقبل ذلك ونقول : هذا بحكم تغيير واختلاف الأجيال .. أى أن الأبئاء أصبحت 





لهم ذاتية . ولذلك فالقول باتباع الأبناء للآباء كذب لا يمثل الواقع 


والحق سبحانه وتعالى يرد على هذه القضية لأنها قضية تبريرية لا دليل لها من 
صدق . ولا برهان لها من واقع . ويقول سبحانه : ٠‏ أو لو كان آباؤهم لا يعقلون 
شيئا ولا يبتدون ٠‏ أى أيتبعون ما وجدوا عليه آباءهم حتى ولو كان آباؤهم لا يعقلون 
ولا يبتدون ؟. 


إذن ؛ الرد جاء من تاحيتين . من ناحية التعقل . ومن ناحية الاهتداء : وكل من 
التعقل والاهتذاء منفى عن الآباء فى هذه الآية , فأنتم تنبعونهم اتباعا بلا تفكير » 
اتباعا أعمى . والإنسان لا يطيع طاعة عمياء إلا لمن يتيقن صدق بصيرته النافذة 
المطلقة , وهذه لا يمكن أن نتاق من بشر إلى بشرء فالطاعة المطلقة لا تضح أن 
تكون لشىء إلا لمتبج السياء . وححين تكون طاعة عمياء لمن تثى ببصره الشافى الككاق 
الحكيم ؛ فهى طاعة مبصرة وبصيرة فى آن واحد . لأنك تحمى نفسك من خطا 
بصرك . وخطأ بصيرتك . وتلتزم فى التبعية يمن تعتقد أن بصره وبصيرته لا بخطثان 
أبذا . عندها لا تكون طاعة عمياء . 


إذن . فالحق سبحاته وتعالى ينبههم إلى أنه لا يصح أن تقولوا : إنكم تنبعون 
ما وجدتم عليه آباءكم ؛ لأنه يجوز أن يكون آباؤكم لآ يعقلوت ٠‏ وينوز ان يكونوا 
غير مهتدين . لو كان آباؤكم هم عقل أو لهم اهتداء . عند ذلك يكون اتباعكم هم 
أمرا سليها : لا لانكم اتبعتم آباءكم . ولكن لأنكم اتبعتم المعقول وادى . 


وهكذا نجد أن قضية التقليد هى أمر مزعوم . لآنك لا تقلد مساويك أبدا ؛ 
ولكنك تتبع من تعتقد أنه أحكم منك . ؤمادام مساويا لك فلا يصح أن تقلده فى كل 
حركة + إل قب ارقي الركةا عق تملك وللكلتد مكلف اقم هاده (زيينا 
إلا بعد اكتمال العقل بالبلوغ . فهو سبحانه لا يأخذ العقل على غرة قبل أن ينضج ؛ 
بل لايكلف الله عبدا إلا إذا نضج عفله ٠‏ ولا يكلفه إن لم يرجد له عفلا . 
ولا يكلفه إن لم تكن قونه وراء عقله ؛ فإن كان الإنسان سليم القوة والعقل فإن 
ليه يكن تما. فسبحان ل يكلف إلا صاحب العف اناج والذى لدب قدرة 
تمكنه من تنفيذ مااعتدى ) » أئ غير مكره'. 





هت مص ح مص مص حمومصح تن وصحوصه 


فالذي يكلف الإنسان بمقتضى هذه الأشياء هو عام أن العقل إن وجد ناضجا بلا إكراء 
فلابد أن بهتدى إلى قضية الحق . 


إن الحق سبحانه لم يكلف الإنسان إلا بعذ أن تكتمل كل ملكات نفسه . لأن 
آخر مَلْكة تتكون فى الإنسان هى مَلكّة الغريزة . أى أن يكون صالحا للانجاب » 
وصاحا لأن تمتد به الحياة . وقلنا من قبل : إن الثمرة التى تأكلها لا تصبح “مرة شهية 
ناضجة إلا بعد أن تؤدى مهمتها الأولى ؛ فمهمتها ليست فى أن يأكلها الإنسان 
فقط . إئما أن توجد منبها بذرة صالحة لامتداد الحياة » وعندما توجد البذرة يكون أكل 
الشمرة صالحا » كذلك الإنسان ؛ لا يكون صا حا لامتداد الحياة إلا بعد البلوغ أوفى ” 
مسن البلوغ ؛ وصبحانه وتعالى جعل هذه الغريزة سعارا ؛ لأآن الحياة ألتى تاق :من 
خلاها ها تبعات أولاد ومشقات ٠‏ فلولم يربطها الله ببذء اللذة لانصرف عنبها كثير من 
الناس . لكنه سبحانه يربطها بالئذة حتى يوجد امتداد الحياة بدافع عنيف وقوى من 
الإنسان . 


فالحق 'سبحانه لا يفاجىء الإنسان بتكليف إلا بعد أن يُعده إعدادا كاملا . لأنه 
لو كلفه قبل أن ينضج غريزيا . وقبل أن تصبح له قدرة على استبقاء النوع . لقال 
الإنسان : إن الله كلفنى قبل أن بيُوجد فّ ذلك . عندثئذ لا يكون التعاقد الايمان 
صحيحا . 

ولذلك يؤخر الحق تكليفه لعباده حتى يكتمل هم نضج العقل ونضج الغريزة 
معا. وحتى يدخل الإنسان فى التكليف بكل مغوماته . وبكل غرائزه . 
وانفعالاته ؛ حتى إذا تعاقد إيمانيا ؛ فإن عليه أن يلتزم بتعاقده , 


إذن فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يرب فى الإنسان ذاتيته. من فور أن يصبح 
صا حا لاستبقاء النرع فى غيره » ومادامت قد أصبحت له ذاتية مكتملة ٠.‏ فالحق يريد 
أن ينبى عنه التبعية لغيره . عند ذلك لا يقولن أحد : «أفعل مثل فعل أى». لكن 
هناك من قالوا : « نتبع ما ألفينا عليه آباءناء . اذا بتبعون آباءهم فى المنيج 
الباطل ‏ ولا يتبعونهم فى باقى أمور الدنيا .. وفى الملابس . وق الأكل ٠‏ وى كل 
مناحى الحياة ؟, 





+4 2+5 :2 جو و بحص حصمحوح ره 
إذن فلا شىء قد جعلهم يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم إلا لأنهم وجدوا فيه 
مأيوافق هواهم .. بدليل أنهم انسلخوا عن تبعيتهم لآبائهم فى أشياء رأوها فى سلوك 
الآباء وخالفوهم فيها . وماداموا قد خبالفوهم فى أشياء كثيرة ؛ فلماذا يتبعونهم فى 
الدين الزائف ؟. 


إن الله يريد أن يخلص الإنسان من إسار هذا الاتباع , ويلفت العباد . تعقلوا 
يا من أصبحت لكم ذاتية » وليعلم كل منكم أنه بنضج العقل بمب أن يصل إلى 
الهداية إلى الخالق الواحد الاحد . فإن كنت قد التحمت يابيك فى أزل الأمر لانه 
يعولك ويمدك , فهذا الاب هو مجرد سبب أراده الله لك ء. ولكن الله هو خالقك ٠»‏ 
وهو الذى أنزل المنبج الذى يجب أن تلتحم به لتصير حياتك إفى غماء وير . 

وهو سبحانه يقول : 

ممه مع ةمول قاب جاإلام جه امو سورة ررم سا سم 0 
ف وآخسواأ يوما لابجزى والد عن ولدوء ولا مولود هوجازٍ عن والدهء شيعا 4 


رمن الآبة 7 سورة لقان ) 


إن الحق سبحانه وتعالى يفصل لنا هذا الأمر بدقة . فإذا كان الآباء لا يعقلون ؛ 
فياذا عن موقف الأبناء ؟. إن عل الأبناء أن يصلحوا أنفسهم يتهج الحق . 

وقد وردت فى سورة المائدة آية أخرى بالمعنى نفسه ولكن بخلاف فى اللفظ , نهنا 
فى سورة البقرة يقول الحق : « وإذا قيل لهم اتبعوأ ما أنزل الله » . وى آية سورة 
المائدة يقول الحق : 

حاسر م عه سدمم م مصاع ميلم ب وعدم لو موعه ‏ م لموه مره 
9# إذا فيل لم انوا ِل مَآأنرَلَ امه وَيلَ سول َالو حَنْبْنَا مَاوَجَدَنَا لبه 

12 مععد مض مصبط' ع ب موعلا م سء 1 عب بويخع م 
*اباءنا أوَلَوْكَانَ #اباؤهم لا يلون شيعا وَلَا دون وج # 
( سورة المائدة ) 

وبين الآيتين اتفاق واختلاف . 'فقوله الحق هنا : « اتبعوا مأ أنزل الله » وععى تعنى 
أن نمعن النظي وأن نطبق منهج الله . وآية سورة المائدة « تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى 
الرسول » هذ! هو لياف الأول 


سس م 0ك 


والخلاف الثنى فى الآيتين هو فى جوابهم على كلام الحق . قفى هذه السورة 
- سورة البقرة ‏ قالوا : و بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ه وهذا الفول فيه مؤاخذة لهم . 
لكنهم فى سورة المائدة قالوا : و حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ؛ ‏ وهذه تعنى أنهم 
اكتفوا بما عندهم ؛ ونفوا اتباع منبج السماء . وهذا الموقف أقوى وأشد نفيا , لذلك 
نجد أن الحق لم بخاطبهم فى هذه الآية ب و اتبعوا » بل قال لهم : « تعالواه:أى 
حي مسراو مب او اسبيد ده جين كد 


بملء الغم ؛ فهذا يعنى أنكم اكتفيتم بما ) 


وكلمة و حسبنا » فيها بحث لطيف ؛ لأن من يقول هذه الكلمة قد حَسب كلامه 
واكتفى . وكلمة الحساب تدل على الدقة . والحساب يقيد العدد والأرقام . 
فقوهم : و حُسَبْنَا و تعنى أنهم حسبوا الأمر واكتفوا به ونجد كل ورود هذه الكلمة فى 
القرآن يفيد أنها مرة تاق الحساب الرقم المادى ؛ ومرة تأق لساب الإدراك الى 7 
فالحق يقول : 


ا 7 


0 عسي الناضن أن كرا نر لوأءامنَا وهم لا يُْتَئْنَ حيد #4 
( سورة العتكبورت ) 
ومعناها : هل ظن الئاس أن يتركوا دون اختبار لإيماهم ؟. هذا حساب ليس 
بالرقم » وإتما حساب بالفكر . والحساب بالفكر يمكن أن بخطىء . ولذلك نسميه 


الظن . 
والحق سبحانه يقول : 


«اخَيْم أنما لتك ص ولك نالا رْبَعُونَ وم 4 
( سورة المؤمنون ) 


إذن #ايكلية رساي تادر" بمعنى الشىء المحسوب والمعدود .ومرة تاق ى 





حمصص محص حمص صوص حصوحصححمصو0 ره 

العنويات ‏ ونعرفها بالفعل » فإذا قلت : حَسَبّ يُحسب ؛ فالمعنى 
٠ ََ‏ وإذا قلت: حسبا يحسب ؛ فهى للظن . 

وفيه ماض وفيه مضارع ؛ إن كنت تريد العد الرقمى الذى 
لا يختلف فيه أحد تقول: « حَسَبّ بفتح السين فى الماضى وبكسرها 
فى المضارع يُحسب » . وإن أردت بها حسبان الظن الذى يحدث فيه 
خلل تقول : « حَسب » بالكسر . والمضارع ٠‏ يَحْسَبّ » بالفتح . 

وعندما .يتكلم الحق سيحانه وتعالى عن حساب الآخرة ٠‏ قمعنى 
ذلك أنه شىء محسوب ؛» لكن إذا بولغ فى المحسوب يكون حسبانا . 
وكما نقول : ٠‏ غفر غفر » و« شكر شكرا » . يمكن أن نقول : « غفر 
غفرانا » و ٠‏ شكر 'شكرانا » . كذلك « حسب حسبانا » . والحسيان 
هو الحساب الدقيق جد الذى لا يخطىء آبدا . 

ولذلك ياتى الحق سبحانه وتعالى بكلمة « حسبان ٠‏ فى الامور 
الدقيقة التى خلقت بقدر ونظام دقيق ؛ إن اختل فيها:شىء يحدث خلل 


فى الكون ٠‏ فيقول : 
١‏ (اشير ده عل فراصم خلن لإسنة ا علته تاذ 
الشمس والْقَمر بحسبان 2 »4 ( سورة الرحمن ) 


أى أن الكون يسير بنظام دقيق جد ؛ لا يختل أبدا » لأنه لى حدث 
ادثى خلل فى أداء الشمس والقمر لوظيقتيهما ؛ فنظام الكؤن يقسَد . 
لذلك لم يقل الحق : « الشمس والقمر بحساب» , وإنما قال: «بحسبان» 
وبعد ذلك فيه فرق بين « الحسبان وه المحسوب بالحسبان ٠‏ ؛ والحق 
سبحانه وتعالى حينما يقول : 

( قائق الإصباح وَجَمَلَ اليل سَكنا والشمْس والْقَمرَ حسبَانا > 





٠١١‏ وح ك +5222 يو حموصه 
م يقل : بحسبان . لانها هى فى ذاتها حساب وليست محسوبة . أى أن حسابها 
5 


وتاق الكلمة بصورة أخرى فى سورة الكهف فع قوله تعالى : 


ةج صمت ال-2 
ظٍِ ويرسل عليبا حسبانا من ألسماء #6 
رمن الآية 4٠‏ سورة الكهف) 


المعنى هنا شىء للعقاب على قدر الظلم .تماما هذه هى مادة الحساب . 
وقوهم : و حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا» فى ظاهرها أبلغ من قوهم : « نتبع 

ف « اتبعوا » يناسبها « نتبع ما ألفينا » وقوله تعالى : ٠‏ وإذا قيل هم تعالوا » يناسبها 

قولحم : « حسينا ما وجدنا عليه آباءنا  »‏ يعنى كافينا ما عندنا ولا نريد شيئا غيره . 


ومن هنا تفهم لماذا جاء الحق فى آية البقرة بقوله : « اتبعوا » » وفى آية المائدة : 
«تعالوا» » وجاء جوامهم فى سورة البقرة : دبل نتبع 2 2« وفى سورة المائدة * 
وحسبناء . 


وهناك خلاف ثالث فى الأيتين : ففى آية البقرة قال : « أو لو كان آباؤهم 
لا يعقلون شيئا » . وفى آية المائدة فال ؛ ٠‏ أو لو كان آباؤهم لا يعلمون » . الخلاف 
فى ولا يعقلون :» ولا يعلمون .٠‏ 


وما الفرق بين « يعقلون » وه يعلمون .؟. 

إن ١‏ يعقلون » تعنى ما ينشأ عن فكرهم وتدبرهم للاأمور ؛ لكن هناك أئاس 
لا يعرفون كيف يعقلون . ولذلك يأخذون القضايا مسلا بها كعلم من غيرهم الذى 
عقل . 


إذن فالذى يعلم أقل منزلة من الذى يعقل . لأن الذى عقل هو إنسان قد 
استنبط . وأما الذى علم فقد أخذ علم غيره . وعلى سبيل المثال . فالامى الذى أخذ 
حكيا من الأحكام هو قد علمه من غيره . لكنه لم يتعقله . إذن فنغى العلم عن 





صحمح صمح صوص حمح 0ح مح حمص ته وه 
شخص أبلغ من نفى التعقل ؛ لأن مغنى ١‏ لا يعلم ٠‏ أى أنه ليس لديه شئء من علم 
غير أو علمه . 


وعندما يقول اللحقٍ سبحانه : ٠لا‏ يعقلون شيئا؛ فمعنى ذلك أنه من المحتمل أن 
يعلموا . لكن عندما يقول : دلا يعلمون» فمعناه أنيم لا يعقلون ولا يعلمون . 
وهذا يناسب ردهم . فعندما قالوا : وبل تبع » فكان وصفهم بولايعقلون » . وعندما 
قالوا : و حسبناء وصفهم بأنهم ولا يعلمون »؛ كالحيوانات تماما . 


نخلص مما سبق أن هناك ثلاث ملحوظات عل الآيتين : 
_فى الآية الأولى قال : « اتبعوا » » وكان الرد مهم ٠‏ نتبع ما ألفينا » والرد على الرد 

در لَوْ كان آباؤهم لا يعقلون شيئا» . 

وى الآية الثانية قال : « تعالوا »» وكان الرد متهم « حسبنا ٠‏ » فكان الرد عليهم 
«أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا» . 

وهكذا نرئ أن كلا من الآيتين منسجمة . ولا يقولن أحد : إن آية جاءت 
بأسلوب . والأخرى يأسلوب آخر. فكل آية جاءت عل أسلوبها يتطلبها فهى 
الأبلغ . فكل آية فى القرآن منسجمة كليتها مع جملها ومع سياقها . 


وقوله تعالى : « وإذا قيل لهم ٠‏ مبنية للمفعول ليتضمن كل قول جاء عل لسان أى 
رسول من الله من بدء الرسالات » فهى ليست قضية اليوم فقط إنما هى قضية قيلت 
من قبل ذلك . إن المعنى هو : إذا قيل لهم من أى رسول . اتبعوا ما أنزل الله قالوا ! 
« بل نتبع ما ألقينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدرن » . 


ويختم الحق الآبة فى سورة البقرة بقوله : « ولا ميتدون » . وكذلك كان ختام آية 
المائدة : « ولا ييتدون ٠؛‏ لنعلم أن هدى الساء لا يختلف بين عفل وعلم . فالأول 
جاءت بعد قوله تعالى : ٠‏ أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا بهتدون » والثانية 
جاءت فى ختتام قوله :تعالى : « أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون » وذلك 
للدلالة على أن هُدى السماء لا يختلف بين من يعقلون ومن يعلمون . 





500 





1 َمََلْألدِينَ كرو كمََراِىينْعِقُ با لَايمَمُ 
لامع ودام بي معي فهم لَايْفَلُونَ 2 © 


والذى يئعق هو الذى 0 ويصرح للبهائم » وهو الراعى . إذن . فكلمة 
ينعق أعطتنا صورة راع يرعى بهائم . وكان هذا الصياح من الراعى ليلفت الماشية 
المرعية لتسير خلفه » وهو لا يقول لها مايريده أن تفعله ٠‏ وإنما يتبهها بالصبوت إلى 
مايريد » ويسير أمامها لتسير خخلفه إلى المرعى أو إلى تبع الماءء فالنداء لفتة ودعاء 
فقط . لكن ما يراد من الدعاء يصير أمرا حركيا تراه الماشية . فكأن الماشية المرعية 
لاا تفهم من الراعى إلا النداء والدعاء . إغا دعاء ونداء لماذا ؟ فهى لا تعرف الهدف 
منه . إلا بأن يسلك الراعى أمامها بما يرشدها . وهكذا نفهم أن هناك « راعيا» » 
ودماشية ٠»‏ وه صوتا من الراعى ٠‏ وهو مجرد دعاء ونداء . 


مقابل هؤلاء الثلاثة فى قضيتنا هو الرسول حين يدعو فيكون هوه الراعى » ويدعو 
من ؟ء يدعو الرعية ه الذين هم الناس . 

وبماذا يدعو الرعية ؟. أيتاديها فقط لتأتيه . أم يناديها لتأتيه ويأمرها بأشياء ؟. 

إنه يأمرها باتباع منهج السماء..- 

وهذا هو الفارق بين الراعى فى الماشية والراعى فى الآدميين . 


فعندما يأق الرسول ويقول : ٠‏ ياقوم إنى لكم رسول . وإى لكم نذير » ٠‏ فهذ! 
هو الدعاء , ومضمون ذلك الدعاء هو واعيدوا الله و . 


«انظروا فى السماوات والأرض ٠‏ . «افعلوا كذا من أوامر وانتهوا عن تلك 
النواهى » ء هذا مايريده الرسول . 





حجح9و06. +223260090002 ااا 


إذن فالرسول يشترك مع الراعى فى الدعاء والنداء » وهم اشتركوا مع المريئ 
فى أنهم لم يفهموا إلا الدعاء والنداء فقط . وى الاستجابة هم و صم بكم عمى ١٠‏ 
فالمدعو به لم يسمعوه . وكأنهم اشتركوا مع الحيوان فى أنهم لا يستمعون إلا للدعاء 
والنداء » إثما المدعو به ومضمون النداء هم لا يعقلونه ولا يفهمونه . وبكم 
لا ينطقون بمطلوب الدعوة وهو ه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وء 
وليس عندهم عقل يدير حركة العيون لينظروا فى ملكوت السياوات والارض ليظهر 
هم وجه الحق فى هذه المسألة , 


إذن فمثل الذين كفروا بالرسول كمثل الماشية مع الراعى ٠‏ فهم لا يسمعون 
إلا جرد الدعاء . كا أن الماشية تسمع الراعى ولا تعقل . مع القارق ؛ لأن الدواب 
ليس مطلوبا منها أن ترد على من يناديها . ولا تمع غير ذلك من المدعو به لذا كان 
الكافرون -0 الدواب , 


وقول الحق : دضمءة أى مصابون بالصمم ؛ وهو أفة تملع الأذن هن أداء 
مهمتها . وه بكم ه أى تقابزت. باناعفر اللداد تجوووين أذ نيش اللا 
أن السبب فى الصمم سبب إيجابى . لآن هناك شيا قد سد منفذ المح فلا تسمع . 
وبسبب الصمم فهم بكم . والبكم هو عجز اللسان عن الكلام . لأن الإنسان إن لم 
يسمع فهو لن يتكلم . ولذلك فإن الإنسان إذا جد فى بيئة عربية فهو يتكلم اللغة 
العربية ٠‏ وإذا نشأ الإنسان فى بيكة إنجليزية فهو يتكلم لغة إنجليزية . وهب أنك قد 
نشأت فى بيئة تتكلم العربية ثم لم نسمع كلمة من كلاتها هل تتكلم بها ؟ لا . إذن 
فاللخان تعلق 4 تممه الآذوام»افإذا 1 اتسمع الادق ل يتكلج اللسات + والصمم 

و يسبق البكم ء. ولذلك فالبكم هو آفة سلبية ٠‏ ونجد أن اللان يتحرك ويُصنوت 
اشرق "مداولا لطتو . فهل نفهم من قوله تعالى عنهم واطمء أعيع 
مصابون بالصمم ؟. لا . إن الحق يقول : لقد جعلت الاذن لتسمع الع المفيد ؛ 
فكأنها معطلة لا تسمع شيئا . وكذلك اللسان أوجدته ليتكلم الكلام المفيد » بحيث 
من لا يتكلم به كأنه ابكم.. والعقل أوجدته ليفكر به ؛ فإذا لم يفكر تفكيرا سليها 
منطقيا . فكأن صاحبه لا عقل له . فالاصم حقيقة تير من الذى يملك حاسة السمع 
ولا يفهم بجاء لأن الأصم له عذره . والأبكم كذلك . والمجنون أيضا له عذره ‏ 
فليت هؤلاء الكفار كانوا كذلك . لقد صموا آذاهم عن ساع الدعوة » وهم بُكم 
عن النطق بما ينجيهم بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . وهم عمى عن 





عل البقة 
١١‏ حصحجك. كج 2١وج‏ وج وج جو تح صمح 


اي لك سو دض ا ل سس 


ميم اء 020 4غ 


ف إِذف حَلْقٍ ألسسسوت والأرض وأخكف اليل وأتهارٍ لآبنت لأول 


1 سر 
الالبب 5ه 4 
(سورة آل عمران ) 


فلو أنهم نظروا فى تلق السياوات والأرض ١‏ لاهتدوا بفطرتهم إلى أن لهذا الوجود 
المثقن المحكم صانعا قد صنعه . لكتهم لا يعقلون . لأن عملية العقل تنشأ بعد أن 
تسمع . وبعد اكتيال الحواضش ٠‏ ولذلك فالإنسان فى تكوينه الأول حركى حسى ؛ 
يرى ويسمع ويتذوق ثم تتكون عنده من بعد ذلك القضايا المقلية , 
ويقول الحق بعد ذلك : 


+48 يبه أل ءام سكام طِيَت مَاروَفتككْ 
وَأفْكُوأ يد كر إِيَاهُ سَبُدُررت © ه 


وهذا خطاب من الله للذين آمنوا بان يأكلوا من الطيبات ٠.‏ وقد سبق فى الآية 
10 خطاب عا ف الوضوع نه ؛ واعن ننس جيم يموق تاق ٠‏ 
الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا » . : إن الحق سبحانه وتعالى صاعة 
يخاطب الناس جميعا مايا1 سمي م 
1 أحكام الإيمان . فالله لا يكلف بحكم إلا من آمن به ء أما من لم يؤمن به . 
فلا يكلفه باأى حكم ؛ لان الإيمان التزام . ومادمت قد التزمث بأنه إله حكيم ؛ فخذ 





از 
حجح + 226000339٠92522‏ أاره 

وعدل الله اقتضى ألا يكلف إلا من يؤمن . وهذا على خلاف مألوف البشرء لأن 
تكليمات القادة من البشر للبشر تكون لمن يرضى بقيادتهم ومن لم يرض ٠‏ وإذا كان 
للقائد من البشر قوة . فإنه يستخدمها لإرغام من يوجدون تحت ولايته على تنفيذ 
ها يقول . 


وخطاب الله للمؤمنين هنا جاء بقوله : « كلوا من طيبات مارزقئاكم » ء ذلك أن 
المؤمن يتيقن تماما بأن الله هو الخالق وهو الذى يرزق . ويذيل الآية الكريمة بقوله : 
« واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون » . فشكر العبد المؤمن للرب الخالق واجب » 
مادام العبد المؤمن يختص الله بالعبادة . 

ويقول الحق بعد ذلك : 


:ا اعم لِك تامار 


وَمَآ أجل به لاله 2000 وَلَاعَادٍ 


ونجد أن استخدام ‏ الموت » يأق فى كلمات منوعة » ففيه : وميك ودميئة و0 
وه ميّتة » ومثال ذلك مايقوله الحق : 
« فقن يديت » 


(من الآية 9 سورة فاطر) 





ه ١١١‏ صمح حبصى وص ص محص مححميحه 
و «الميت » بتشديد الياء هو من ينتهى أمره إلى الموت وإن كان حيا , 
فكل واحد منا يقال له أنت ميّت ؛ أى مصيره إلى الموت ٠‏ ولذلك يخاطب 
انك رسوله : 
(إنك ميت وإنّهم ميتون 9© 4 
( سورة الزمر ) 
إذن » فكلمة « ميت » معناها آنك ستموت ٠‏ رغم أنك الآن حى . 
لكن عندما تقول : «.ميت» ٠‏ بتسكين الياء: فمعتآها مات بالقغل : 
وفى الشعر العربى جاء : 
وما الميّت إلا من إلى القبر يُحمل 
فالنسي حت جاه وكنالي وقول : «إنعا حرم عليكم الميتة والدم » : 
ولى قال: «الميتة» بتشديد الياء. لقلنا : إن كل شىء سيموث يصير محرما : 
لكن كلام الله هنا عن الميتة ‏ بالياء الساكنة ‏ وهى الميتة بالفعل ؛ وهى 
التى خرجت روحها حتفا ؛ لأنّه فيه خروج الروح إزهاقا بمعنى أن تذبحه 
فيموت مر جديا 2 10 وساعة تموت الحيوانات 
حتف أنفها د تحتبس فيها خلاصة الاغذية التى تناولتها وهى الموجودة 
بالدم: وهذا الدم فيه اشيام ضارة ككيرة : قفى الدع مواد ضارة فاسدة 
استخلصتها اجهزة الجسم وهى حى ؛ وكانت فى طريقها إلى الخروج منه, 
فإذا ما ذبحناه ؛ سال كل الدم الفاسد والسليم . ولأن درء المفسدة مقدم 
على جلب المصلحة » فإذنا نضحى بالدم السليم مع الدم الفاسد . وهذا الدم 
يختزنه الجسم عندما يموت ٠‏ وتظل بداخله الأشياء الضارة فيصبح اللحم 
مملوءا بالمواد الضارة التى تصيب الإنسان بالأمراض . ونظرة بسيطة إلى 
دجاجتين , إحداهما مذبوحة أريق دمها , والأخرى منخنقة أى لم يرق 
دمها . فإننا نجد اختلافاً ظاهرً فى اللون ء حتى لي قمئا بطهى هذه وتلك 
فسنجد اختلافاً فى الطعم . سنجد طعم الدجاجة المذبوحة مقبولاً ؛: وستجد 
طعم الدجاجة الميتة غير مقبول؛ وكان الذين لا يؤمنون بإله أو بمنهج 
يقومون بذبح الحيوانات قبل أكلها . لماذا ؟ لقد هدتهم تجاربهم إلى أن هذه 
عملية فيها مصلحة ٠‏ وإن لم يعرفوا طريقة الذبح الإسلامية . 





6>2 22+22 صصص رره 


وحين يحرم الله ٠‏ الميتة » فليس هناك أحد منا مطالب أن يجيب عن الله ؛ لماذا حرم 
الميتة ؟. لأنه يكقينا أن الله قال : إنها حرام . ومادام الذى رزقك قال لك : لا تاكل 
هلء ؛ فقد أخرجها من رزقية النفعية المباشرة ٠.‏ ولو لم-يكن فيها ضرر نعلمه . هو 
سبحانه قد قال : لا تأكلها , فلا تأكلها , لأنه هو الذى رزق » وهو الذى خلقك » 
وهو الذى يامرك بألا تأكلها . فليس من حقك بعد ذلك أن تسأل لاذا حرمها على؟. 


وهب أننا لم نبتد الى حكمة التحريم ٠‏ ولم نعرف الأذى الذى يصيب الإنسان من 
أكل الميتة ؟ هل كان الناس يقفون عند الأمر حتى تبدو علته . أم كانوا ينفذون أوامر 
الله بلا تفكير؟ لقد استمم المؤمنون لأوامر الحق ونفذوها دون تردد . 


إذن . فيادام الله يخاطبنا .. فبمقتضى حيثية الإيمان يجب أن نتقبل عنه الحكم » 
وعلة قبول الحكم هى صدوره من الذى حكم . أما أن نعرف علة الحكم . فهذه 
عملية إيئاس للعقل » وتطمين على أن الله لم يكلفنا بأمر إلا وفيه نفع لنا . والمؤمن 
لايصح أن يجعل إيمانه رهنا بمعرفة العلة . 


إن الحق يقول : « إنما حرم عليكم الميتة » والآية صريحة فى أن كل ميتة حرام ٠‏ 
ومادامت ميتة ققد كان فيها حياة وروح ثم خرجت . لكننا أكل السمك وهو ميت ٠‏ 
وذلك تخصيص من السنة لعموم القرآن » فقد قال صلى الله عليه وسلم : 


« أحل لكم هيتتان : السمك والجراد . ودمان ؛ الكبد والطحال ,237 . 
اذا هذا الاستثناء فى التحليل ؟ لأن للعرف فى تخديد ألفاظ الشارع مدخلا . فإذا 
حلفت ألا تأكل ما وأكلت سمكا فهل تحلث ؟ . لا تحنث . ويمينك صادقة ؛ رغم 


أن الله وصف السنمك بأنه لحم طرى . إلا أن العرف ساعة يُطلق اللحم لم يدخل 
فيد العحلفك : 


إذن . قالعرف له أعتبارء لذلك فالزمحشرى. صاحب الكشاف يقول ى هذه 
المسألة : « لو حلفت ألا تأكل اللخم وأكلت السمك فإجماع العلياء على أنك لم تحنث 





)١(‏ هدا احُحديثك 'حرحه الشامعى راحمد وأين ماجء والدارقطى والحاكم واليهقى بحن ابن مخمر مرفوعا رموقوقا 


02+09 2+200095 9 حمج‎ ٠١١ 


فى يمينك » . وضرب مثلا آخر فقال : لو حلفت بأن تركب دابة ٠‏ والكافر قد اسياه 
الله دابة فقال : « إن شر الدواب عند الله الذين كفروا » فهل يجوز ركوب الكافر ؟ . 
لا يجوز فكان مقتضى الآية أنه يصح لك أن تركبه وعلق على ذلك قائلا : صحيح أن 
الدابة هى كل مايدب على الأرض . إلا أن العرف خصها بذوات الأربع . 


هذا كان للعرف مدخل فى مسائل التحليل والتحريم ‏ فإذا قال قائل : إن الله 
حرم الميتة » والسمك والجراد ميتة قلمإذا نأكلها ؟. نرد عليه : إن العرف جرى على 
أن السمك والجراد ليسا لحأ . بدليل قوهم : « إذا كثر الجراد أرخص اللحم : ؛ 
وذلك يعى أن الجراد ليس هن اللحم . 


أما بالنسبة للسمك . فالسمك لم يكن كاليتة التى حرمها الله لآن الميتة المحرمة 
هى كل ما يذبح ويسيل دمه . والسمك لا نفس سائلة له أى لادم له : والجراذ 
أيضا لا دم فيه . إذن . فتحليل أكله وهو ميت إنما جاه بسبب عدم وجود نفس 
سائلة يترتب عليها انتقال ما يضر من دأنخله إلى الإنسان . وكذلك الكبد والطحال 
أيضا ليسا بدم ؛ فالدم له سيولة . والكبد والطحال لحم متجمد متراسك , خلاصة 
دم تكون منه عضو الكبد وعضو الطحال . 


إذن . السنة لحا دور بيان فى التحليل والتحريم . وقوله الحق : (إتما حرم 
عليكم الميتة والدم » يعنى أنه سبحانه قد حرمها لأجل بقاء الدم فى الميتة وعدم 
سيلانه » ومن باب أولى ؛ كان تحريم الدم أمرا واجيا . وحرم الحق ٠‏ لحم الختزير» 
وقلنا إن علة الإقبال على الحكم هو أمر الله به ». فإذا أثبت الزمن صدق القضية 
الإيمانية فى التحليل ؛ فذلك موضوع يؤكد عملية الويمان » لكن لو انتظرنا وأجلنا 
تنفيذ حكم الله حتى نتاكد من علة التحريم ؛ لكنا نؤمن بالعلياء والاكتشافات 
العلمية قبل أن تؤمن بالله . لأننا إن انتظرنا حتى يقول العلماء كلمتهم ؛ فقد اعتبرنا 
العلماء آمن علينا من الله . وهل يوجد مخلوق آمن على مخلوق من الخالق ؟ . 

إن ذلك مستخيل . إذن فالمؤمن من يأخذ كل حكم صادر من الله . وهو 
متيقن أن الله لا يأمره إلا؛ بشىء نافع له ء وف الحقيقة فالثىء الضار غير ضار فى 
ذاته » فقد ينفع فى أشياء أخرى . ونضرب هذا المثل ‏ ولله المثل الأعلى - فانت ساعة 
تعاقب ابنك بأمر من الأمور. فتحرمه من المصروف أو تحرمه من أكلة شهية . فإن . 
ذلك العقاب ليس ضارا فى ذاته ء إنما إغراقك إياه بما يحب ويطلب . مع سيره فى 





صممحخحمحوحح ومومححصهوح). :+0659 اوه 
طريق لا ترتضيه : هو دعوة للابن أن يستمر فى فعل مالا ترتضيه . إن عدم تربية 
الابن بالثواب والعقاب هو أمر ضار . 

ولذلك تقول للذين يريدون أن يوجدوا علة لكل حرم : أنتم لم تفطنوا إلى تحريم 

التأديب . فهناك تحريم لأمر لأنه ضار وهناك تحريم لأمر آخر لانك تريد أن نحرمه 
تأديباً له . وأنت لا يصح منك أن تجعل عملية التأديب فى القيم دون عملية الإصلاح 
فى المادة البدنية . والحق منبحانه وتعالى أرحم بخلقه من الآب,بابنه ». وهو قد جزم 
يعفا من طيبات الحياة على بي إسرائيل للتأديب » فقال عز وجل : 


00 ساس ال وستارت عمم عد ممه . عر 
قل لم من الدنَ هادوأ وما بم ْبَتِ أل لم # 
(من الآية 1٠١‏ سورة الناء) 


فالحق حرم عليهم الطيبات كتأديب هم على ظلمهم لأنفسهم . إذن . ساعة ترى 
تحرياً فلا تنظر إلى تحريم الشىء الضاز . لكن انظر أيضا إلى أن هناك تحريما من أجل 
التأديب .. لأن إباحة بعض من الطيبات فؤلاء مع كونهم مخالفين لبمنيج هو إغراء 
هم بأن يكونوا مخالفين دائها » ظالين لانفسهم . 


فالحق قد منع ما يضر الإنسان فى بدئه » ومنع أيضا بعضا من الطيبات على يعض 
المخالقين كتاديب لهم . وبالنسبة لتحريم الخنزير ٠‏ فقد شاءت إرادة الله عز وجل أن 
يكشف لخلقه سر النحريم ٠‏ فأثبت العلماء أن هناك أمراضاً فى الخنزير لم تكن معروفة 
قبل ذلك . وتبين لهم خطورتها مثل الدودة الشريطية ع ٠»‏ وإذا كان الحق سبحانة وتعالى 
قد كشف هم سراً واحداً هو الدودة الشريطية . فربما هنا أسرار أخترى أخطر من 
الدودة الشريطية . 


ويحرم الحق أيضا ؛ وما أهل به لغين اللا» والإهلال هو رفع الصوت . ولذلك 
يقال : هلل أى رفع صرته بلا إله إلا الله . ويُسمى الخلال هلالا + لأننا ساعة نراه 
جلل ونقول : « الله أكبر . ربى وربك الله ٠‏ وساعة يولد الولد » ويخرج من بطن أمه 
.يتنبه إلى حياته وإلى ذاتية وجوده بعد أن كان ملتحياً بذائية أمه فهو يصرخ ٠‏ إنه يبدأ 
حياته بالصراخ » ولذلك فالذين ينتظروت مولد الطفل عندما يستمعون لصرخته 
يطمثون . 


3ه /7:/7االلمي 200 


ذالم 
07 21+01 0 ويج بج حمفحت 
ولذلك يقول الشاعر : 
لا تؤذن الدنيا به من صروقها يكون بكاء الظفل ساعة يولد 


كأن الوليد يقبل على شىء فيه نكد . ولا يلتفت إلى مافى اتساع الدنيا ورغد 
العيش فيها . وإلا فا يبكيه وإنبا لأوسع مما كان فيه وأرغد ؟. فكأن صرخة الوليد 
هى صرخة الانتقال من رحم الأم إلى مواجهة الحياة . 


كانت حياة الطفل فى بطن أمه رتيبة وغذاؤه من الحبل السرى . لكنة ساعة 
عل من أسحقت ماع عدون يي لاد ل وديم اللي > ولقت انع اجات 
فى لحظة خروجه من بطن أمه ول يأته مدد الرضاعة بعد ؛ فالرضاعة من مدد الدنيا » 
ولا يأخجذها الطفل إلا إذا أخدذ أقل نسبة من اهواء ليدير الرئة » ولذلك حرص 
الاطباء فق أن ينزل الؤليد من:جهة رأسه .دام ٠‏ لأنه لو بَزّل من. ناحية رجليه وزاسه 
مازال بالداخل . فإن أنفاسه تكون محبومة فى بطن أمه . ويكاد يموت . ولذلك 
يكشفون الآن على الأم ليعرفوا وضع الجنين . ويقوم الطبيب .بإجراء الجراحة 
القيصرية خرصا على حياة الوليد . وأول شىء يقوم به الطبيب بعد ميلاد الطفل هو 
أن يُسلك منافذ اغواء إلى أنفه . وبعد ذلك يعالج بقية الأعضاء . 


إنها صرة الغريزة ٠‏ اما مثل ما تبهو أمه عنه وجاء موعد رضعته فهو يضرخ . 
وهكذا نعرف أن الإهلال هو رفع الصوت . وقوله الحق : ٠‏ وما أهل به لغير الله ه 
يعنى هو رفع الصوت لحظة الذبح . والذبح نوعان : ذبح لنفعك لتأكل وياكل 
غيرك . وذبح قربي لله وما اسل بس ٠‏ عوويح ترو لل أفأ روصا آهل بتكيو 
الله » فهو البح لمنفعة الإنسان نقط ٠‏ وثقربا إلى أصنامهم وأوثأنهم وما يعبدونه من 
دود الله . 


ومادام إناه هو الذى أعطى الحيوانات وسخرها لنا من أجل أن نأكلها ؛ فعلينا أن 
نذكر العم . وأن تكون القربى لله وحده هى القضد الأول . ولذلك فالمؤمنون 
يتقربون ويأكلون . أما الكفار فيأكلون ولا يتقربون لله وإنما يذبحون ويتقربون إلى 


المتهم . 


والحق سبحانه وتعالى جينها شرع . فتشريعه يضع الاحتمالات . وليس كالمشرعين 
من البشر الذين تضطرهم أحداث الحياة بعد التشريع إلى أن يغيروا ما شرعوا ؛ لأنه 
ت-ت7 ةلسلل هك 


صمم موحت ومإحصحوحو ووو ج2229 اناه 
حدئت أقضية بعد تطبيق التشريع لم تكن فى باهم ساعة شرعوا . وذلك لقصور 
علمهم عا يحدث فى الكون من القضايا التى تضطرهم وتلجثهم إلى أن يعدلوا 
القانون . فتعديل أى قانون بشرى معناء حدوث أقضية لا يوجد ها تكييف فى 
القانون عند التطبيق ؛ فيلجا المشرعون إلى تعديل القانون ٠.‏ ليضعوا فيه ما يتسع 
لهذه الأقضية . 

ولكن الحق سبحانه وتعالى ساعة قنن. ٠‏ فهويقنن تفنينا يحمل فى طياته كل ما يمكن 

أن بستجد من أقضية دون حاجة إلى تعديل. ولأن الإسلام جاء منهاجا خماتما 
ولا منبج للسباء بعده . لذلك كان متضمنا كافة الاحتياللات . لقد كان من المعقول 
تعديل التقنينات عندما كانت الرسل تتوالى » لكن عندما ختم الله رسالات السياء 
بمحمد صل الله عليه وسلم . كأن لابد أن تكون التشريعات التى أنزها الله على 
رسوله تحمل فى ذاتها ضهانات تكفل ذلك . 


إذن ٠‏ فالضرورات الى اقتضت المشرع الوضعى أن يعدل قانوناً غفل عن 
جزئياته ساعة وضعه الأول . مثل هذه الأمور لا توجد فى تشريعات السياء . لان الله 
يعلم الأفضية التى تجى» . 


وهب أن الضرورة التى تستلزم التعديل لم تكن موجودة . وبعد ذلك جدت 
ضروزات . أكان الحق يت خخلقه لأنه قال ؛ لا تأكلوا الميتة ؟ عندئذ كنا سنقول : 
ما هذه الحكاية ؟ صحيح الميتة ستضر ؛ وإنما المخمصة والمجاعة شستميت . فلماذا! 
لانتحمل كل مايضر بدلاً من أن تمتنع عن الأكل فنموت من الجوع ؟ 


إذن فهى عدالة الح التى قالت : « قمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إنم عليه » 
فالإضطرار له شرط هو : ٠‏ غير باغ ولا عاد » . وغبر باغ يعتى غير متجاوز الجد ى 
فيأخذ على قدر حاجنه الضرورية . مثل ٠‏ لا يقول : إن الله أحل الميتة لمثل ما أنا 
عليه من الاضطرار ويملأً بطنه مغها ٠‏ لا ء إن عليه أن ياخذ على قدر استبقاء الحياة . 
ولا يظنن أن ذلك يصبح خلال ؛ بل يقول 3 هذا حرام أببح للاضطرار . 


وأيضا لابدٍ أن نلحظ قيمة الحقوق المتعلقة بالآخرين . هب أن إنساناً بملك 
فنجان ماء لا يكفيه إلا ليروى حلقه . وبعد ذلك جاء شخص آخر مضطر وقرى 
وضربه لياخذ -منه هذا الفنجان . نقول لهذا المعتدى انعد لآ اللملكية,سفا 





٠١‏ حص محصحم ح :ومح صصومهأإصمصسه 


فإن اتسعت لكا كمية الماء معاً فأهلاً وسهلاً . وإن لم تنسع . فصاحب الملكية أولى 
بالماء . ولا يقولن هذا الآخر : « أنا مضطر لأن آخذها منه » . إن اضطراره سيدفع 
عنه المضرة ويوقعها فى غيره . 


إذن » فالمقاييس عند الضرورة تظل كا هى ء فلابد من احترام الحق والسبق » 
ولا يصح أن نتجاوز بالضرورة قدرهاء هذا معتى قوله : ٠‏ فمن اضطر غير باغ 
ولا عاد فلا إثم عليه ؛ » وقوله الحق : « فلا إنم عليه » يدل على أن المسألة فيها إثم 
أباحها الله عز وجل للضرورة ؛ وذلك حتى لا نحلها تحليلا دائياء فإذا مازالت 
الضرورة دنا إلى أصل الحكم . 


ويختم الحق الآية بقوله : « إن الله غفور رحيم» ونتساءل : ما علاقة : غفور 
رحيم » ببذء الآية + إن المغفرة والرحمة تقتضيان ذنوبا .» وماسبق كله هو قول الحق 
وتشريعه ء وتحريم الميتة إلا عند الضرورة هو كلام الحق . والمضطر حين يأخذ منها 
عل قدر الضرورة فإتما هو إباحة من الحق . فلا ذنب ‏ إذن ‏ يقتضى تذييل الآية 
بقوله : إن الله غفور رحيم»؟. 


ونقول : إذا كان الله يغفر مع الذنب . أفلا يغفر مع الضرورة التى شرع لها 
الحكم . إن المنطق يقول : إن الله يغفر الذنب الذى يحدث بلا مناسبة تستدعيه » 
أفلا يغفر للمضطر الذى أجيرته الظروف على أكل الميتة ؟. إن الله غفور فى الأصل م 
أفلا يغفر لمن أعظاه رخصة ؟ إذن فهو غفور رحيم ٠»‏ ولن يكتب على المضطر ذنباً 
من جراء أضطراره . إن رحمة الله التى تغفقر للعاصى الذى اجترا على الحق 
بلا مناسبة ٠‏ هو سبحانه الذى كثب المغفرة لمن اضطر وكسر قاعدة التحريم عند 
الاضطرار . 





لليضم سه 


ويقول الحق بعد ذلك : 


وو 0-71 كه ةنوم 


نهم إِلَاألنَارَ وَلَايُحكامهم اليو 
لْقيَمَِوَكانر كيج وَلَهُمْ عَدَابُ آرم © 4ه 


إن الحق سبحانه وتعالى ينزل بوساطة رسله على خلقه ليحكم المنيج حركة 
فوتوا المصالح . لآن الذى يُفَوت مصلحة لسواه عنده . لابد أن يلحظ أن غيره 


إذن ٠‏ فمن الإنصاف فى التشريع أن تجعل له وعليه . فكل «١‏ تكليف عليه » 
يقابله ه تكليف له ؛ . لأنه إن كان له حق ٠‏ فحقه واجب على سواه . ومادام حقه 
واجبا على ما سواه . فلزم أن يكون حق غيره واجبا عليه ؛ وإلا فمن آين يأخذ 
صاحب الحق حقه ؟ 


والحق سبحانه وتعالى حين ينزل المنبج يبلغه الرسل ويحمله أولو العلم ؛ ليبلغره 
للناس . فالذين يكتمون ما أنزل الله إنما يصادمون منهج السهاء . ومصادمة منج 
السياء من خلق الله لا تتأتى إلا من إنسان يريد أن ينتفع بباطل الحياة ؛ ليأكل حق 
الناس . فحين يكتمون ما أنزل الله ٠‏ فقد أصبحوا عرائق لمنبج الله الذى جاء 
ليسيطر على حركة الحياة . 





١‏ حصمحص صمح محص محصوم صمصحه 


وما نفعهم فى ذلك ؟ . لابد أن يوجد نفع لهم . هذا النفع لهم هو الثمن القليل ع 
مثل «٠‏ الرشا » ء أو الأشياء التى كانوا يأخذونها من أتباعهم ليجعلوا أحكام الله على 


فالله يبين لهم : أن الثىء لا يَُمن إلا بتثمين من يعلم حقيفته . وأنتم ُدمَنون 
متبج الله ولا يصح أن يُثْمّن منيج الله إلا الله . ولذلك يجب أن يكون الثمن 
الذى وضعه الله لتطبيق المنهج ثمنا مربحا مقنعا لكم . فإن أخذتم ثمنا على كتيان 
مدبيج ألله وأرضيتم الناس بتقنين يوافق أهواءهم وشهواتهم : فقد خسرتم فى 
الصفقة ؛ لآن ذلك الثمن مها علا بالتقذير البشرى ؛ فهو ثمن قليل وعمره قصير . 


والاثيان عادة تبد! من أول شىء يتعلق بحياة الإنسان هو قوام حياته من ماكل 
ومشرب . لذلك قال الله سبحانه وتعالى : « أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار» 
وإذا كانوا يأكلون قى بطونهم نار فكيف يكون استيعاب النار لكل تلك البطون ؟ 


لأن المؤمن كما قال الرسول يأكل فى معى واحد ء والكافر يأكل فى سبعة أمعاء » 
أى أن الكافر لا يأكل إلا تلذذاً بالطعام ؛ 'فهو يريد أن يتلذذ به دائم) حتى يضيق بطنه 
بما يدخل فيه . لكن المؤمن يأنخذ من العام بقدر قوام الحياة. قسيد الخلق محمد 
ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم يقول فى الحديث الشريف : 


وحنب ابن آدم لقييات يقمن أوده ريق 

إذن فالأكل عند المؤمن هو لمقومات الحياة وكوقود للحركة . ولكن الكافر يأخذ 
الأكل كأنه متعة ذاتية . والحق يقول : « أولتك ما يأكلون فى بطونبهم إلا النار » يغنى 
كا أرادوا امتلاء بطونهم شهوة ولذةء فكذلك يجعل الله العذاب لهم من جنس 
ما فعلوه بالثمن القليل الذى أخذوه ٠‏ فهم أخذوا ليملأوا بطونهم من اخحبيثك 
ما أخذوا وسيملا الله بطوتهم تارا » جزاء وفاقا لما فعلوا . وهذا لون من العقاب 
المادى يتبعه لون آخر من العقاب هو ه ولا يكلمهم الله » أى أن الحق ينصرف عنهم 
يوم لا أنس للخلق إلا بوجه الحق . 





(1)هدا الحديث اجرجه المفرى فى الترعيب والترهيب واثر يدى فى إنحاف انادة اتتقين والقرطى فى تفسيره والكصال فى الأحكام 
البوبة فى الصاعة الطية 1 


حوو ٠‏ 240 0 مص مص يحو برهت 
ونحن حين نقرأ كلمة « لا يكلم فلان فلاناً » نستشعر منها الغضب ؛ لأن الكلام 
فى البشر هو وسيلة الأنس . فإذا ما امتنع إنسان عن كلام إنسان . فكأنه يبغضه 
ويكرهه . إذن ٠لا‏ يكلمهم الله » معناها أنه يبغضهم . وحسبك بصدود الله عن 
خلقه عقابا وعذابا . لقد والاهم بالنعمة وبعد ذلك يصد عتهم , ويقول قائل : 
كيف نقرأ هنا أن الحق لا يكلمهم . وهو سبحانه القائل : 


0ه سدم عممء بود وعلء مع عء# ييه 2 موعماع وم يس ساس روس مر 
# قَالوأ ربا عت علَبنا سْفوننًا و كنا وما صَالينَ وج بآ رجن متها إن دما قن 

رام سم وء مع .و عم امب مم7 

لون 2 قَلَ أخسعوا فيسا ولا نكلمون و» #4 

(سورة المؤمنون ) 

نقول : صحيح أنه سبحانه يقول لهم : «لا تكلمون ٠‏ ولكن الكلام حين ينفى 
من الله فالمقصود به هو كلام الحنان وكلام الرحمة وكلام الإيناس واللطف . أما كلام 
العقوبة فهو اللعنة . إذن «١‏ لايكلمهم الله » أى لا يكلمهم الحق وصلا للأنس . 
ولذلك حين يؤنس الله بعض خلقه يطيل معهم الكلام , ومثال ذلك عندما جاء 
مومبى لميقات ربه . ماذا قال الله له ؟ 


قال عر وجل : 
ل ققد 
ا 
9 وما تلك بيمينك بلمونى © 4 
(سورة طه) 


فهل معنى هذا السؤال أن الله يستفهم من موسى عبا بيده ؟. إنه سؤال الإيناس 
3 الكلام حتى يخلع موسيى من دوامة المهابة . 

وضربنا مثلا لذلك - وله المثل الأعل ‏ حينما يذهب شخص إلى بيت صديقه 
ليزوره ٠‏ فيأق ولذه الصغير ومعه لعبة ٠‏ فيقول الضيف للطفل : ما الذى معك ؟ إن 
الضيف يرى اللعبة فى يد الطفل . لكن كلامه مع الطفل هو للإيناس . وعندما جاء 


ملسسسببيببه _ بسييببيييحيِب يج سسبيييبسيي سح 


0 


اه ١١١‏ صحممححهح يه 020-05594220 
كلام ايله بالإيناس لموسى قال له : 


م اوس م 


«ط وَمَانك ميك وى 2 4 
5 (سورة طه ) 
كان بكفى موسى أن يقول : عصاء وتنتهى إجابته عن السؤال . ولو قال 
موسى : عصاء لكان ذلك منه عدم استيعاب لتقدير إيناس الله له بالكلام » لكن 
منيدنا موسى عليه السلام انتهز سؤال الله له ليطيل الأنس بالله فيقول : 


لوم 21 


َال هى عصاى أن كايا وأهش ربسا عل غَتَمى وَل فيا مَكرِبُ أخرئ وج #4 


( سورة طله) 


تأمل التطويل فى إجابة موسى . إن كلمة و عى » زائدة : وه أتوكأ عليها » زائدة 
أى غير محتاج إليها فى إفادة المعنى , وه أهش بها على غنمى ؛ تطويل أكثر » وه لى فيها 
مآرب أخرى » رغبة منه فى إطالة الحديث أكثر. 


إذن فكلام الله والنظر إليه سبحائه أفضل النعم التى ينعم الله بها على المؤمئين 
يوم القيامة . 


فإذا كان الله سيمنعم عن الكافرين وسائل التكريم المادي فلا يكلمهم . فهذه 
مسألة صعية . دلا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم وهم عذاب أليم » وبعد أن 
يحرمهم من الكلام والانتئناس بحضرته ؛ ولا يطهرهم من الخبائث التى ارتكبوها ؛ 
ولا يجعلهم أهلا لقربه . بعد ذلك يعذيهم عذاياً شديداً ؛ كَأنَ فيه عذابا سايقا ؛ 
لم يأ العذاب الأشد ؛ لأنهم لابد أن يلاقوا عذاباً مضاعقاً ٠‏ لانهم كتموا منيج الله عن 
ار 0 تسيوافى إضلال الخلق . فعليهم وزر ضلاهم وأوزار فوق وقد ارم 
لانيم أضلوا سواهم 


ومسألة كلام الله للناس أخيرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : 





حصمص حو +05222022225 ثاامسه 


د ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم وهم عذاب أليم 0 
شيخ زَانٍ » وملك كذاب . وعائل مستكير ,200 


ماسر حرمان هؤلاء من كلام اذله وتزكيته والنظر إليهم ؟ إن الشيخ الزاننى يرتكب 
إثيا ٠»‏ لاا ضرورة له لانه لا يعانى من سعار المراهقة . والملك الذى يكذب . إنما 
يكذب على قوم هم رعيته . والكذب خبوف من الحق , فَمِمّنْ يخاف الملك إذا كان 
الناس تحت حكمه ؟. وعائل الأسرة عندما يصيبه الكثرٌ وهو فقير . سيسبب له هذا 
الكبرٌ الكثير من المتاعب ويضيق عليه سبل الرخاء وسبل العيش ويجعله فى شقاء من 
العيلة ‏ فإن أراد أحجد مساعدته فسيكون الكبر والإستعلاء على الناس حائلاً بينه 
وبين ساعدته » وهذا هو معنى ٠لا‏ يكلمهم ولا يزكيهم » . فيا معبى ١‏ لا ينظر 
إليهم »؟ إن النظر شراك العطف . ولذلك يقطع الحق عنهم باب الرحمة والعطف من 
الأصل ؛ وهو النظر إليهم ٠‏ ويُذيُل الحق الآية الكريمة بقوله : « ولهم عذاب أليم ٠‏ 
أى مؤْلم ٠‏ وعندما تسمع صيغة «فعيل ٠‏ فنحن نأخذها بمعنى فاعل أو مفعول . 
الذلك نفهم « اليم » عل أنه مؤلٍ . 


ثم يقول الحق : 


ل سل جر مة ميج معوء» سد بد #وو سس 2م 1 
أؤلتيكالَذِنَ أَشْكَرَوا آلصََّكدكْدَ بأْلْهُْدَئ وَأَلْصَدَابَ 


يذكر الله لنا حيثية الحكم عليهم ؛ ولاذا لا يكلمهم ؛ وناذا لا يزكيهم ٠‏ وثاذا 
يكون لحم فى الآخرة عذاب أليم ؟ إنهم قد بدلوا الضلالة بالهدى ؛ والعذاب 





. اخرجه الإمام مسلم ىق صحيحه والثان عن أن هريره رضى الله عنه‎ ( )١( 


لهف ه45 42292222 0492© نجهم 


بالمغفرة . وعندما ترى فظاعة العقاب فلا تستهوله . ولكن انظر إلى فظاعة ارم . 
إن الئاس حين يفصلون الجريمة عن العقاب فهم يعطفون على المجرم ؛ لأنهم ' 
لايرون المجرم إلا حالة عقابه ومحاكمته ونسوا جريمته . -ولذلك فساعة ترى عقوبة 
ما وتستفظعها ؛ فعليك استحضار الجرم الذى أوجب ثلك العقوبة . ولذلك نجد 
الناس غالياً ها يعطفون عل كل المجرمين الذين يحاكمون وتصدر عليهم عقوبات 
صارمة . لان الجريمة مر عليها وقت طويل » ولم نرها . وآثارها وتبعاتها إنتهت . وم 
ببق إلا المجرم ؛ فيعطفون عليه . ولذلك فمن الخطأ أن تطول الإجراءات فى 
المحاكيات ٠»‏ » بل لابد من محاكمة المجرم من فور وقوع الجريمة وهى ساخنة ؛ حتى 
لا يعطف عليه الجمهور. لأن تعطيف قلب الجمهور عليه يجعل العقوبة قامية . 


« أولتك الذين اشتروا الضلالة بالهدى » ونعرف أن « الباء ؛ تدعل على المثروك ' 
فالضلالة هنا أنِِذَتُ وترك الهدى . واستبدلوا العذاب بالمغفرة » وماداموا قد أخذوا 
الضلالة بدلا من المدى , والعذاب بدلا من المغفرة ٠‏ فالعدالة أن يأخذوا العذاب 


الأليم . 


وبعذ ذلك يقول الحق : د فيا أصيرهم على الثار ه هذا تبشيع للعقاب حتى يَفْر 
منه الناس . ويريد منا الله أن نتعجب » كيف يجوز للضال أن بترك الفدى وياخذ 
الضلال : وبعد ذلك تكون النتيجة أن يأخذ العذاب ويترك المغفرة . فيا الذى يعطيه 
الأمل فى أن يصير على النار ؟, هل عنده صير إلى هذا الحد يجمله يقبل على الذنب 
الذى يدفعه إلى النار ؟. وما الذى جعله يصير على هذا العذاب ؟ أعنده قوة تضيره 
على النار ؟ وما هذه القوة ؟. 


وكأن الحق يقول : انت غير مدرك لما ينتظرك من الجزاء وإلا ما الذى يصبرك على 
هذه النار ؟ إنك تتهادى ف طغيانك وضلالك ٠‏ وتسى أن النار ستكون من 
تصيبك ؛ فإذا كنت متيقناً أن التار من نصيبك ؛ فكيف أخذت أماناً من صبرك على 
التلور: اقالثاز آبر الأايسيودخليه . إتصلك اننا 








© 737 


وذلك إشارة إلى ما تقدم ٠‏ وما تفدم هو الضلالة التى أخذوها وتركوا الفهدى .» 
والعيذاب 006 أخذوه بدلا من المغفرة , ونار يعذبون فيها . وقد صيروا عليها . إنا 
ثلاثة أشياء ملتقية ؛ العذاب . والضلالة , والنار . 


فالضلال هو السبب الاصيل فى العذاب . فإذا قال الله : عاقبتهم بكذا لأهم 
ضلوا ء فذلك صحيح وإذا قال : فعلت فيهم ذلك لأنهم استحقوا العذاب . فهو 
صادق . والعذاب كحكم عام يكون بالنار . 


إذن » عندما يقول الحق : بالنار أو بالعذاب أو بالضلال فمرجعها جميعا واحد » 
يقال عنه : « ذلك 4 . « ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق » والذى يغير الكتاب 
ويكتمه إنما يكره الخق . « وإن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد » . إنها 
هوة واسعة يسقطون فيها . فالشقاق فى القيم المنبجية الساوية هو هوة كبيرة ٠‏ فلو 
كان الخلاف فى أمور مادية لأمكن للبشر أن يتحملوها فيها بينهم » ولكانت مسألة 
سهلة . ولكن الخلاف فى أمر قيمى لا يقدر البشر على أن يصلحره فيها بيهم ٠‏ من 
هنا فإن شقة الخلاف واسعة . ولا يقوى على حلها إلا الله . ولذلك قال ستبحانه : 


عاقة._ :2و2 


# إن الله بح بهم مامح ف توت 4 


(من الآية 7# سورة الزمر) 








ص ركب 


َألبينَوََانَالْمَالَعَلمْيَوِدوى اشرق ولت 
ألصّكدوءَاَ لكر وَالْمووسك يعَهْدِجِمْإداعَهَدُوا 


د ررمعوة عر م 


صَدَفوا وَأوْلَقَكَ هم المدقور © © 


وعندما جاء الأمر من الحق سبحانه وتعالى بتحويل القبلة إلى الكعبة واتجاه 
المسلمين فى صلواتهم إليها بعد أن كانوا يصلون ووجهتهم إلى بيت المقدس . عند 
ذلك حدثت بلبلة » وصار لكل أتباع ملة قبلة خاصة : فالمسلمون يتجهون إلى 
الكعبة ٠‏ واليهود يتجهون إلى بيت المقدس . والنصارى يتجهون إلى المشرق 8 


وهذه الآية تؤكد أن الخلاف ليس فى مسألة اتجاه الصلاة . وقبل تحويل القبلة كان 
كل من يصل يتجه إلى مُتجه ء وتغيير المتجه ليس فيه مشقة . 


والحق سبحانه وتعالى يقول لهم : لا تجعلوا أمر الاتجاه إلى الكعبة هو كل البر ؛ 
لأن هذا الأمر لا مشقة فيه ؛ فلا مشقة فى: توجه المسلمين إلى الكعبة بعد أن كانوا 
متوجهين إلى بيت المقدس . إنا المسألة هى امتثال لأمر الآمرى فالبر إذن ليس فى 





2ن الجة 
مص حص سوجحج جحرهو هو 02422 بسع 


الأمور السهلة التى لا مشقة فيها ‏ وإما فى الخبر الواسع الكثير. ويشمل الإيمان » 
ويشمل التقوى » ويشمل الصدق . ويشمل الطاعة » ويشمل الإحسان » وكل 
وجوه الخير تدخل فى كلمة « الير؛ . فالير معناه كبير واسع ٠.‏ ومادام معناه متسعا 
هكذا فكل ناحية منه تمتاج إلى مشقة . 


وانظروا إلى مطلوب البر. ومتعلقات البر النى تتطلب منكم المشقة . ولا تختلفوا 

في المسألة السهنة اليسيرة التى لا يوجد فيها أدنى تعب مثل مسألة تغيير انجاه القبلة » 
فإن كنتم تعتقدون أن ذلك هو البر نقول لكم : لاء الير له مسئوليات تختلف » إن 
مُتعلق البر هو أن مُختبر صدق الايمان » ويظهر الايثار لمطلوب الله على الراحة » 
ويتطلب من المؤمن أن يقبل على الطاعة وإن شقت عليه » ويتطلب أن بمتنع المسلم 
عن المعاصى ؛ وأن يعرف أن للمعاصى لذة عاجلة » لكن عقابها كبير» كل ذلك هو 
من مطلوبات البر والإيمان » فلا تجعلوا مسألة التوجه آل الكعبة لو اديت 
المقدس . أو إلى المشرق هو المشكلة ؛ لآن وجوهكم ستنولى إلى جهة ماوإن لم 
تزمروا . والبر ىا نعلم هو الخير الواسع الذى يشمل كل وجوه الجهال فى الكون . 
يقول الحق :« ولكن البر من ءَامَنّ ؛ . 


ولماذا جعل الله الحديث عن البر حديثا عن ذات مجسدة ؛ برغم أن البر 
معنى ؟. إن الحق يجسد المعنى وهو البرقى ذات العبد الذى آمن لأنه سبحانه حينها 
يريد أن يؤكد معنى من المعانى يجعل الذات مجسدة فيه 5 وغل سبيل المثال ‏ ولله المثل 
الأعلى ‏ عندما نقول : «فلان عادل» , أى نحن نصفه بما يحقق للسامع أنه رجل 
يعرف العدل. ولكن عنذما نقول : و فلان عدل » فكانه هو العدل ذاته » وكذلك 
عندما نقول : ٠‏ فلان صادق » فمعنى ذلك أنه صاحب ذات اتصفت بالصدق . ومن 
الممكن للذات أن تنفصل عن الصدق يوما » ولكن حين نقول : « فلان صدق » 
فمعنى ذلك أن الصدق قد امتزج به فلا ينحل عنه أبدا ء أو أن الحق بريد أن يقول 
لنا : لكن صاحب البر هو من آمن بالله » أو يقول : ٠‏ ولكن البر هو بر من 
آمن بالله » ء أو أن الإخبار بالذات « من آمن » عن الصفة ١‏ البره دليل عل 
امتزاج الذات فى الصفة امتزاجا لا تتخلى عنه أبدا فكأن البر قد تجسد فيهم . 





دل لفق 
7٠١‏ 222402253 ولص حهيحهه 


وكل هذه الأقوال بسع ها النص القرآى الكريم 5 


والحن يقول : « ولكن البر من آمْن بالله » هذه بداية الإيمان . وياق بعد ذلك 
بنباية الإيمان وهو ضرورة الإيمان ب« اليوم الآخر» . إن بداية القوس هى الإيمان 
بالله وطرفه الآخير الإيمان باليوم الآخر . 


وهنا نتساءل : وكيف يأق الإيمان باليوم الآخر؟ 


نقول : يأ الإيمان ياليوم الآخر بأن تؤمن بالله ثم تؤمن بما يخبرك به الله.. فلا 
تقل : أنا جغلتهها فى صف واحد . بل الإيمان بالله أولا . وبعد ذلك الايمان بما 
أخيرنى به الله ء. وقد أخبر سبحانه : أن هناك يومأ آخر. فصدقت ما أخير به . وتأق 
مسالة الإيمان بالملائكة فيقول الحق : « والملالكة » فكيف تؤمن بخلق عن تبلق الله 
لانراء ؟ 


إننا مادمنا قد آمنا بالقمة . وهى الإيمان بالله . والله أخرنا بأن هناك ملائكة , 
وحتى لو كان وجود الملائكة غيبيا فنحن نؤمن بها ؛ لآن الذى أخير بها هو الله . 
وكذلك نؤمن بالجن برغم أننا لا نراه ٠‏ وكل ما يتعلق بالغيبيات هو إخبار ممن أمنت 
به ؛ لذلك تؤمن بها . 


والمسائل الإيمانية كلها غيبية . ولا تقول فى الأمر الحسبى : « إننى آمنت به » . إغا 
تقول : ٠‏ آمنت » فى الأمر الغيبى ؛ لأنه أمر غيبى لا تأنس بة الحواس والإدراكات » 
وتريد أن تجعله عقيدة . والعقيدة هى أمر يُعقد فلا ينحل أبدا . ولأنه أمر غيبى فربا 
ينفلت منا ؛ لأنه لو كان أمرا مشهديا لما غفل عنه الإنسأن أبدا ؛ لأن عشهديته 
ستجعلك تتذكره . إنما هو أمر غيبى . ويسمى عقيدة . أى أمرأً معقوداً لا يمل 
يق 


والقمة العقدية هى أن تؤمن بالله . ثم تؤمن بما يخيرك به الله من غيبيات لا دليل 
لك عليها إلا أن الله قال بها . فإن رأيت فى متعلقات الإيمان أمورا محسة فاعلم أن 


لل ا 


2223ب تمصو بره 
الجهة فى الإيمان منفكة ؛ لأنه سيق ذكر الملائكة واليوم الآخر وكلاهما غيب ١‏ وبعد 
ذلك سيذكر الكتاب والنبيين ع وهما محسوسان . 


الكتاب ٠‏ وأن الله بعث النبيين . ونحن لم نكن عل قيد الحياة وقت نزول الكتاب 
ولا وقت بعث النبى . وجاء إيماننا لاننا صدقنا أن الله أنزل وحيا على محمد صل الله 
عليه وسلم . هذا الوحى نزل بالكتاب . وأن الله اخختار محمدا صل الله عليه وسلم 
ليكون مبلغا لهذ الوحى ء وكل هذه أمور غيبية لم نرها . 


والغيبيات هى أرضية الحركة الإيمانية ؛ أو. أساس الإيمان , 


وبعد ذلك تنتقل الآية من الحديث عن الأمر العقدى . لتبين لنا أن الير مكون من 
أمور عقندية هى أساس لأمور حركية . والأمور الحركية هى المقصودة من كل تدين . 
فالحق سبحانه لا يعنيه أن يؤمن به أحد . ولا يعنيه أن تؤمن بملائكته . وكتبه 
ورسله .» لكن الأمر الذى يريده الله هو أن تنتظم حركة الحياة فى الأرض بمج الله » 
ولذلك ينتقل الحديث إلى الأمر المادى فيقول : « وآنى المال على حبه ٠‏ كأن الإنسان 
قد ملك المال وبعبد ذلك « آناه » . وعندما تقول : « آتيت » فهى تعنى أعطيت » 
وهى تختلف عن «١‏ أثيت ٠‏ التى تعنى وجثت .٠‏ 


وما هو المال ؟ إن المال هو كل ما يتمول إلا أننا نصرفه إلى شىء يمكن أن يأق بكل 
متمول وأسميناه بالنفد . وأصبحت له الغلية ؟ لأننا نشترى بالنقد كل شبىء . لكن 
المعنى الأصلى للبال هو كل ما يتمول ء وكيف يجىء المال لك أو لى أو لأى إنسان ؟. 
أخرَج أحد منا هن بطن أمه وهو يملك شيئا؟. لا . 

إن ما يبجلكه الإنسان يأنى إما من متحرك فى الحياة قبلك إن كان والدك أو جدك . 
وإما من حركتك أنت . 

إذن لا يقال : « آتى المال » إلا إذا ثبتت له حركة ذاتية يصبر بها متمولا » أو ورث 


بب# بلببا نهم 


1-3 


دل اقيق 
ه ٠٠١٠١‏ احموج كوو +222 و59 


عن متمول ؛ والمنمول هو الذى يتحرك فى الحياة حركة قد تكون لنفسه ‏ وإن 
اتسعت حركته فستكون لأبنائه ء وإن اتسعت أكثر فستكون لأحفاده , 


والحق يقول : و وآ المال على حبه » وكلمة الحب مصدر . والمصدر أحيانا ' 
يضاف إلى فاعله . وأحيانا يضاف إلى المفعول الواقع عليه » مثلا كلمة هضرب ٠‏ 
نحن نقول : غرب زيد حَُمَرَِ وهكذا نجد ضاربا هو : زيد » ومضرويا هو 
«عمّر » . وإذا قيل : « أعجبنى مرب زير» . إن قلت : « لعمر » عرفنا الضارب 
والمضروب . وإن سكت عند قولك : أعجبنى ضرب زيد » فهى نتحتمل معنيين * 
الضرب الصادر من زيد . أو الضرب الواقع على زيد . فساعة تأق بالمصدر ؤيضاف 
إلى شىء فيصح أن يضاف إلى فاعله وأن يضاف إلى مفعوله . 


وآن المال على حبه ؛ يمكن أن نفهمها على أكثر من معنى : يمكننا أن نفهمها على 
أنه يعطى المال وهو يحب المأل ؛ ويحتمل أن نفهمها على أنه يؤ المال لأنه يحب أن 
يعظى مما يحبه من المال عملا بقول الله تعالى «لن تنالوا الير حتى تنفقوا 
ما تمبُون » . . وهى تحتمل المعنيين . ويمكن أن تَصعْد المعنى فيصير و وآ المال على 
حب الإيتاء أى الإعطاء » أى يحب الإعطاء وترتاح نفسه للعطاء » ومن الممكن 
تصعيدها تصعيدا آخر يشمل كل ما سبق فيصبح المعنى : وآ المال على حب الله 
الذى شرع له ذلك . وكل هذه المعاى. محتملة . 

والحق يقول : : 


رسورة الإنان) 


ا كك 


(هن إلآية 47 سورة أل عمران » 





صمنرحصح موصو 5+ 2224© باه 


وتعطينا كل هذه الآيات وضوح الفرق بين الملكية » وبين حب المملوك : فمن 
الممكن أن تكون لديك أشياء كثيرة أنت مالكها , ولكن ليس كل ماتملكه تحبه , ٠‏ 
فعندما تؤ المال فمن المحتمل أن تكون قد نزعته من ملكيتك وأنت لا تحبه . 
وبذلك أخخرجته من ملكيتك فقط . وإما أن تكون محمبا للشثىء الذى تعطيه لغيرك » 
وبذلك تكون قد أخرجته من ملكيتك » ومن حبك له . 


وإما أن يكون المال الذى فى يدك مجرد أداة لك ولغيرك وليس له مكانة فى قلبك » 
ولذلك يفول الشاعر : 


لاأبالى توفير مالى لدهرى 

منفقا فيه فى رخاء وباس 
إن يكن فى ييدى وليس بقلبى 

فه و ملكى وليس يملك نفسى 


إن قوله الحق : و آق المال عل احبه» تعطينا إِما مترلة إتراجه من الملك وإما 
منزلة إخراجه من القلب الذى يحبه . ولذلك يعيب الحق على جماعة من الئاس 
يريدون العمل عل طاعة الله » لكنهم لا ينفقون لله إلا مما يكرهون . ويقول الله فى 
حقهم «ويخعلون لله مايكرهون؛. 


ولكن لمن يكون ذلك المال 'الذى ينطيق عليه القول : و وآ المال على حبه » ؟ . 


إنه ‏ ل « ذوى القربي » ألا ترون إنسانا له خركة فى الحياة قد اتسعت لنفسه » ثم 
نرى قرباه الذين لا يقدرون على الحركة محتاجين ء كيف تكون حالة نفسيتة إذن ؟ . 
لابد أن تكون نفسية متعبة + لأن المفروض فى الإنسان المؤمن أن يجعل كل الناس 
قرباء » ونذكر فى هذا المقام. قصة معاوية عندما كان أميرا للمسلمين . ودخل عليه 
الحاجب وهو يقول : يا أمير المؤمنين رجل بالباب يدعى أنه «أخوك ». فقال 
معاوية : أبلغ بك الأمر ألا تعرف إخوق ؟ أدخله . 





مت 7 46 :02+22 ومح يحى صيحمت 


قلما دخل الرجل قال له معاوية : أى إخوق أنت ؟ 

قال : إخوك من آدم . 

فياذا قال معاوية : ؟. 

قال : رح مقطوعة . والله لأكونن أول من وصلها . وأكرمه 


فإذا كان الانان لا يستطيع أن يصل قرباه من الناس كافة . آلا يستطيع أن 
يصل خاصة أقاربه ؟. كيف يستطيب المؤمن ‏ إذن ‏ نعيم الحياة وهو يجد أقاربه 
حتاجين . حتى لو نظرنا بعيدا عن الدين والإنسانية . ألا تستحق المسألة أن جود 
الإنسان ما عنده على أهله ؟. 


وف دائرة الإيمان حين بعل الله حركة الحياة فى التكافل دوائر . فهو سبحانه يريد 
أن يوزع خير المجتمع على المجتمع ؛ لأنه سبحانه حين| أراد استبقاء النوع شرع لنا 
طهر الالتقاء بين الرجل والمرأة بعقد علنى وشهود . لاذا ؟. لأن الثمرة من الزواج 

عى الأبناء التى ستأق بقطاع ديد من البشر فى الكون . وهذا القطاع لابد أن يكون 
موس يك جد او ب ود كد بون بسيو 
ذلك نم أبناؤه . 


ولذلك عندما نرى شخصا يخفى زواجه . كأن يتزوج زواجا عرفيا مثلا نقول له : 
أنت تريد أن تأق يثمرة منك ثم تنكرها . فيأق أبناء غير حسوبين عليك . ولذلك 
فلتكن على 'ثقة من أن كل مشرد فى الأرض نراه هو نتيجة لخطيئة إما معلنة . وإما 
لا يقدر على إعلانها رجل لم يتحمل مسثولية علاقته بالمرأة » ولا همل رجل ولدا 
منسوبا له إلا إذا تشكك فى نسبه إليه . وهذا ما يجعله ينكر نسبه : 


إذن فعملية الطهر التى أرادها الله سبحائه وتعالى فى الالتقاءات بين الرجل 
والمرأة . إنما أرادها سبحانه لأآنه يشرع لبناء أجيال جديذة ع يشا منبا جتمع 
المتقبل 5 وقبل أن يوجد هؤلاء الابناء لابد أن يكون هم رصيد وأساس يتحملهم ٠‏ 
فجعل الله لنا الأولاد والأحفاد . ويوصى الله الأبناء على الوالدين قبل ذلك » ثم 





كدح :29900093303224 روعي مه ا 


تتسع الدائرة للقرابة القريبة . 

وهات واحداً واصنع له هله الدائرة » وهات آآخر واصنع له الدائرة نفسها ء 
وثالتا واصنع له دائرته » واصنع إحخصضاء للقادرين وحدد دوائرهم العائلية » ستجد 
كل إنسان فى الكون يدخل فى دائرة من هذه الدوائر » فإن رايت عوجاً فاعلم أن 
مركز الدائرة فد تخلى عن محيط الدائرة ‏ 

والله سبحانه وتعالى يقول : ١‏ وآنى المال على حبه ذوى القربى ؛ ٠‏ تأمل 
- إذن ‏ الحث على. البر تجد آن أول ما جاء فيه هو إيتاء ذوى القربى ؛؟ لان لهم مكانة 
خاصة ؛ وعندما يؤتى كل منا قرباه ويحفلهم على فائض ماله وفائض حركته فلن 
يوجد محتاج ء وإذا جد المحتاج فسيكون نزراً يشير ٠‏ وتنسع له الزكاة الواجبة . 

أو كما قال بعض العلماء : المقصود بذوى القربى هم قربى رسول الله صلى الله 
عليه وسلم ٠‏ يقولرن ذلك ؛ لأن فى القرآن آية تقوا 

ؤلا أسآلكم عليه أجرا إلا الْمَوَدةَ فى الْقريئ 69 » 

( سورة الشورى © 

ولماذا قربى رسول الله ؟ 

لأنهم ليس لهم حق فى الزكاة ؛ حتى يبرأ المبلغ عن الله من أى نفع يعود 
عليه ؛ أو يعود على آله . لذلك ممع الله عنهم أى حت فى الزكاة . وكأن الله يزيد 
أن يقول لنا : لا يصح أن تمعلوا الناس الذين رفعهم الله وكرمهم عن أخذ الزكاة 

وعلى فرض أن الآية تريد قربانآ نقول : ٠‏ التبى أولى بالمؤمتين من أنفسهم 6" 
فقرباه وآله أولى من قربانا واهلنا . 


١١ 2‏ 2+ 09235 ©2232 2+0 لج جر 

وبعد ذلك جاء الله بقوله :اه واليئامى » ؛ ونعرف أن اليتيم هو من فقد أباه ولم 
يبلغ مبلغ الرجال . واليتيم فى الإنسان غير اليتيم فى الحيوان + فاليتيم فى الحيوان هو 
بن 61 كن اليد ين الإتسانا وري فلل أيه . والبتيم لا يكون له وصى إلا 
إذا كان عند شىء من مال . عندئكل يكون هناك وصى لإدارة أمور اليتيم . ولذلك 
جاء الحق بالأغر بإعطاء المال على حبه لليتامى » وم يقل:« لذوى اليتامى » . فربما 
كان هناك بتيم ضائع لا يتقدم أحد للوصاية عليه . وليس عنده ما يستحق 
الوصاية ؛ لذلك فعليئا أن نؤق اليتيم من مال الله حتى ندخخل فى صفات البرء أو 
نعطن. للوصى "فل اليتيم ليتفق غلية إن كلنة'له ومى.. 


وكذلك نؤت المأال للمساكين . والمسكين مأخحوذة من السكون . وهو الإنسات 
الذى لا قدرة .له على الحركة , كأن استخذاءه وذله فى الحياة منعاه. من الحركة . 


واختلف الفقهاء حول من هو الفقيرء ومن هو المسكين » قال بعضهم : ان 

5 الفقير هو من لا يملك شيئا » والمسكين يملك مالا يكفيه : أى نملك شبيئا دون 

مايحتاجه . وقال البعض الآخر : إن الفقير هو الذى يملك ماهو دون حاجته , 
والمسكين من لاا يملك , 


وعل كل حال فقد شاءت حكمة الله عز وجل أن يجعل للفقير نصيبا من البر . 
وللم سكين أيضا نصيبا كالآخر , والخلاف بين العلياء لا يؤدى إلى منع أخدهما من 
المال ٠‏ لآن كله متها - المسكين والفقير يستحق من مال الله وبع نيسية 
لاطائل من وراته . 


وكذلك نؤق المال لابن السبيل . والسبيل هو الطريق ١‏ وابن السبيل هو ابن 
الطريق . وعادة ما ينسب الإنسأن إلى مكانه أو إلى بلده . فإذا قيل ابن السبيل . 
فذلك يعنى أنه ليس له مكان يأوى إليه إلا الطريق . فهو رجل منقطع . وقد يكون 
ابن سبيل :ذا مال فى مكانه . إلا أن الطريق قطعه عن ماله وباعد بينه وبين ما يملك . 
أو يكون ذا مال وسرق منه ماله ٠»‏ فهو منقطم , 





ججحووو جوو2. 222495229465 +2222 بمب جتن 


وتاذاجمل سياس الوالآين البدل 5 لمدجقن اله مياسن انال لابن 


السبيل حتى يفهم المؤمن أن تكافله الإمانى متعدٍ إلى بيئة وجوده . فحين يوجد فى 
مكان وينتقل إلى مكان آخر يكون فى بيئة إيانية متكافلة . 


وئؤق المال أيضا للسائلين أى الذين يضعون أنفسهم موضع السؤال . أعط من 
يسألك ولو كان على فرس ؛ لأنك لا تعرف لاذا يسأل ٠‏ إن بعضاً من الناش يبون 


الشح فيقولون : إن كثيرا من السائلين هم قوم محترفون للسؤال . ونقول لهم : مادام 
قد سأل انتهت المسألة » رعمدتنا فى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : 


« أعطوا السائل وإن جاء على ظهر فرس 6() 
ومادام قل عرض نفسه للسؤال فأعطه ولا تتردد 2 


قد يْظن أنه حمل حقيبة ممتلئة بالخبز ٠‏ أو يخفى المال بعيداً . وأقول : قد يكون 
عنده خبز لكنّه لا يكفى أولاده , وقد يخفى المال الذئ لا يكفيه ٠‏ ولن تخسر شيئاً من 
إعطائه . قلأن تخطىء فى العظاء . حير من أن تضيب فى المنع . 

ونؤق المال أيضاً لمن هم « فى الرقاب ٠‏ وكلمة ه رقبة » تطلق فى الاصل اللغوى على 
أصل العنق . وليس على العنق نفسه . وتطلق كلمة الرقبة على الذات كلها . أى 
الإنسان فى حد ذاته , لماذا ؟ لأن حياة الإنسان يمكن أن تملكها من الرقبة . فتستطيع 
أن تمسك إنساناً من رقبته وتتحكم فيه وتضغط عليه ضغطا تمنع تنفسه إلى أن يموت ء 
لذلك تطلق الرقبة ويراد مها الشخص ذاته . وق ذلك يقول القرآن : 


عم بارس ص م يوم مم8 اس 4 ممم 
+« وَمآ درك مَاالْمَعَبَدّج نك َكب ي » 
ل ( سوزة البلد) 
أى فك الأسير » إذن : فى الرقاب » تعنى فك أسر العبد . ويمكن لصاحب البر أن 





)١(‏ هذا الحديث أخرجه اين عدي فى الكامل عن أي هريرة رضى الله عه وهر ضحي 


2 حمححجمحصح توت صوصحصع تح وحوح‎ ١١ 


يشترى العبيد ويعتقهم ٠‏ أو يسهم فى فك رقاءهم فذلك لون من ألوان تصفية الرق » 
وى 'تصفية الرّق هناك .شىء اسمه التدبيرغ أوشىء امه المكاتيه 


هب أن عبداً يخدمك وبعد ذلك ترى أنه أخلص فى خدمتك ؛ فثمناً لإخلاصه فى 
خدمتك مدة طويلة قررت أن تُدَيْره بعد موتك » أى تعطيه حريته فيضبح حرأ بعد 
موتك . فكأنك علقت عبوديته على مدى حياتك . وبعد انتهاء حياتك يصبح مدبرا 
أى حرا ولا يدخل فى تركتك »* ولا يورث . 


وقد تكاتبه عل مال فتقول له ؛ يا عبد أنا أكاتبك على مائة جنيه : وأطلق حركتك 
لتتصرف أنت وتضرب فى الحياة وتكسب وتأقى لى بالمائة جنيه ٠‏ ثم أطلق سراحك ٠‏ 
وف هذه الخالة فإن عل أهل الير أن يعاونوا هذا المكاتب ليؤدى مال الكتابة حتى يفك 
رقبته من الأسر . 


ومن البر أيضا إقامة الصلاة . كأن المعنى : « ولكن البر من أمن بالله واليوم الآخر 
وأقام الصلاة , ونعرف أن معنى 0 الصلاة هى أداء الصلاة فى أوقاتها على الوجه 
المطلوب ولت 


ومن البر أن نؤق الزكاة . فكأن كل ما سبق « وآ المال على حبه ذوى القربى 
واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين فى الرقاب ٠‏ لا علاقة لها بالزكاة . إن كل 
ذلك هو بر آخخر غير المطلوب للزكاة . لأن الزكاة لو كانت تدخل فيها سبق لما كان الله 
كَرّرها فى الآية . 


هذه أوجه البر التى ذكرتها الآية من إيتاء ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن 
السبيل والسائلين وف الرقاب' وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة » وكل ذلك لمن أراد إن 
يدخل فى مقام الإحسان . فمقام الإحسان كا نعرف هو أن تلزم نفسك بشىء لم 
يفرضه الله عليك ٠‏ إنما تحس انت بفرح الله بك ورضاه عنك فيقبله الله منك. 





راجم أصله وخحوج أحاديئه الذكترر أحد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر 


ولذئك عتدما سثل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل فى المال 
حق غير الزكاة ؟ ذكر هذه الآية : 
«ليْس لبر أن ُولُوا وجوهكم قبل المشرق والْمَعْرِب ولكن البر من آمن 
لله اليم الآخر وافملائكة واْكتَابٍ َالبيين وآتى الْمَالَ على حبّه ذَوِي الفريئ 
واليتامئ والمساكين وابن لطبل والسائلين وفي الرَّقَاب وأقام الصلاة واتى الركاة 
والموقون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البَمَاء وَالضرَاء وَحينَ البآس أوليك 
الذين صدَقُوا رأولتك هم المقُونَ 659 42 
( من سورة اليقرة ) 
إذن ٠‏ فتلك أوجه البر المطلوبة . والزكاة أيضا مطلوبة . ففى 
مصرف الزكاة لا يوجد ذوو القربى ولا اليتامى . صحيح أن فى 
مضارف الزكاة إعطاء المسكين ابن السبيل ٠‏ لكن فئ ٠‏ الين هناك أشياء 
غير موجودة فى الزكاة : فكأنك إن أردت أن تفتح لنفسك باب البر 
مع الل : فوسع دائرة الإنفاق » وستجد أن البر قد أخذ حيزاً كبيرا من 
الإنفاق ٠‏ لآن المنفق مستخلف عن الله . فالله هو الذى استدعى الإنسان 
إلى الوجود » وما دام هى المستدعى إلى الوجود فهو سبحانه مكلف 
بإطعامه , وأنت إذا أنفقت على المحتاج الذئ استدعاه ال للوجود » 
فإنك تتودد إلى الله بمساعدة المهتاجين من خلقه دون أن يلزمك به 
الله. ولذلك يقول الش عز وجل : 
طمن ذا الذى يُقرض الله َرْضًا حَسَنا فيضاعفة لَه آضمَافا كخيرة » 
( من الآية 5٠4»؟‏ سورة البقرة ) 
إذا كان هو سبحانه الذى أعطى المال : فكيف يقول: اقرضنى؟ . نعم ٠‏ لانه 
سيحانه لا يرجع فيما وهبه لك من نعمة المال , إن المال الذى لك هى هبة من 
اا, ولكن إن أحتاجه اخ مسم: فهى لا يقول لك « أعطه من عندك أو اقرضه من 





جه ٠١١‏ 22040094-00-0040 
عندك ه. إتمايقول لك : « اقرضبى انا . لانى أنا الذى أوجدته فى الكون ورزقه 
مطلوب منى ٠‏ . فكأنك حين تعطيه تقرض الله . وهذا معني قوله : « من ذا الذى 
يقرض الله قرضاً حسناً » . إنه سبحانه وتغالى متفضل بالنعمة ثم يسألك أن تقرضه 

ا 


ولنضرب عل ذلك مقلا من أمر الدنيا - وسبحانه وتغالى .منزه. عن كل مثل ولة 
المثل الأعلى ‏ هب أنك محتاج وفى ضائقة مالية . وعندك أولاد وهم مبالغ مدخرة ثما 
كنت تعطيهم من مأل فتقول لهم أقرضون ما معكم من مال ؟ وسأرده لكم عندما تمر 
الضائقة . كأنك لم ترجع فى هبتك وما أعطيته لهم من مال . إنما اقترضته منهم . 
كذلك يفعل الله سبحانه وتعالى . 


وكذلك لنا عيرة وعظة من السيدة فاطمة رض الله عنها عندما دخل عليها سيدنا 
رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآها ممسكة بدرهم . والدرهم يعلوه الصدأ وأخذت 
تجلوه . فسألا أبوها : ما تصنعين يا فاطمة ؟ قالت ؛ أجلو درهما . قال : لاذا ؟ 
قالت : لأنى نويت أن اتصدق بهء قال : ومادمت تتصدقين به فلماذا تجلينه ؟ 
قالت : لأنى أعلم أنه يقع فى يد الله قبل أن يقع فى يد المحتاج . 


ومن البر أيضا أن يفى الإنسان بالعهد . فالحق يقول : « والموفون يعهدهم إذا 
عاهدوا ؛ . ومامعنى العهد ؟. إن هناك عهداً . وهناك عقد . والعهد يوجد من 
طرفين تعاهدذا على كذ! » لكن قد يستطيع احدهما العطاء ولا يستطيع الآخر الرد . 
والعقد يوجد بين طرفين اشنا أحرهها يعطى ويأخذ . والآخر يعطى ويأخد . 


ومن البر أن تكون من ٠‏ الصابرين فى الباساء والضراء ٠‏ . ولنا أن نلحظ أن الحق 
جاء ب« الموفون بعهدهم ؛ مرفوعة لأنها معطوفة على حير لكنُّ البرء فلماذا جاء 
د بالصابرين » منصوبة ؟ فاذا يعنى كسر الإعراب ؟ إن الأذن العربية اعتادت عل 
النطق السليم الفصيح فإذا كان الكلام من بليغ نقول : لم يكسر الإعراب هنا إلا 
لينبهنى إلى أن شيئاً يجب أن يُفهم . لأن الذى يتكلم بليغ ومادام بل بليغا وقال قبلها : 





زم النتتق 
صمححمصتح حمحومصحهت صوص صو اوأر 


« والموفون » ثم قال : « والصابرين » فلابد أن يكون هناك سبب . ما هو السبب ؟ . 


إن كل ما سبق مطيةٌ الوصول إليه هو الصبرء إيتاء المال على حبه ذوى القربى 
و.. و.. ولذلك أراد الله أن ينبه إلى مزية الصير فكسر عنده الإعراب » وكسر 
الإعراب يقنفضى أن نأق له بفعل يئاسبه فجاء قوله تعالى : « والصابرين » وكأن 
معناها : وأخص الصابرين » وأمدح الصابرين . 


إذن كسر الإعراب هنا غرضه تنبيه الآذان إلى أن شيئاً جديداً استحق أن يُخالف 
عنده الإعراب . لأن الصبر هو مطية كل هذه الأفعال . فالذى يقدر فى الصير على 
نمه بإقامة الصلاة . وإيتاء الزكاة . وإيتاء المال على حبه هو الذى فاز وظفر . إذن 
كل ذلك امتحان للصبر . ومن هنا ص الله + الصابرين ٠‏ بإعراب مالف حتى نفهم 
أنه منصوب على المدح . أو على الاختصاص . 


لأن التكليفات كلها تعطى مشقات على النفس . ولا يستطيع تحمل هذه المشقات 
إلا من يقدر على الصر . ومادام قد قدر على الصير فكل ذلك يبوك . ومن هنا حص 
الله ! الى زصلة اليزة .+ : 


والمهم أن الآية جاءت بالصابرين بعد « والموفون » حتى تكون النقلة ملحوظة 
ومتيقنة » بأن الإعراب فيها سبق «والصابرين ؛ تقديرى معطوف أى هو معطوف على 
ير « ولكن البر من آمن بالله » . . فجاءت « والموفون * مرفوعة لنفهم أنها معطوفة 
على خير و ولكن » . ثم جاء ما بعدها «والصابرين » منصوبة . حتى تلحظ الغرق 
بين المعنيين ٠‏ ولو جاءت مرفوعة مثل ما تبلها فربما مرت علينا ولم نلحظها ., 
« والصابرين فى البأساء والضراء » الباساء هو البؤس والفقر . وهذا فى الأجوال » 
نقول : فلان حاله بإئس . «والقراء ؛ هى الالم والوجع والمرض . وهى تضيب 
البدن والجسد . د وحين البأس » أى حين الحرب عندما يلتقى المقاتل بالعدو ويصير 
ويصمد ليقاتل . 





ينابق 
ى :الوص وص تفصو بج حصن يص مص وح 
إذن صفة الصير تناولت ثلاثة أمور : فى البأساء . أى فى الفقر . وفى المرض ٠‏ 
وفى الخرب مع الغدر. صابر فى كل هذه الأمور . 


ولذلك جاء فى الحديث الشريف : 
ومآمن مصحة عطيت مثلم :لد قراط نا عله لق الشرعة لاي 


ويقول الحق عن الذين دلوا إلى رحاب البر : « أولئك الذين صدقرا » ف دمن 
آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى 
واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة 
والموفون يعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين الباس أولئنك 
الذين صدقوا .. 


ماذا تعنى صدقوا ؟ الصدق هو مطابقة النسبة الكلامية للواقع الفعلى . وأولئك 
صدقرا فى إعلان إيمانهم ٠‏ وواقع حركتهم فى الحياة » وصدق قولهم : « لا إله إلا الله 
جمد رسول الل » . 


إذن فصدق إيمانك متوقف على أن تكون حركة حياتك مناسبة لمقتضيات إيمانك . 
فإن آملت وأسلمت وجاءت حركة ححدياتك مناقضة لإعلان إسلامك » نقول أ 
غير صادق . ولكن إذا وجدت صفات الإيمان فى إنسان نقول له : لقد صدقت فى 
إيمانك . ' لأن. حركة حياتك اتسجمت مع واقغك الإيمانى . وما أكثر الناس الذين 
يقولون ولا يفعلون . وهم منسوبون إلى الإسلام بالكلام 3 


وما نتيجة صدق المؤمنين ؟ يجيبنا الحق بوصفهم : ٠‏ أولئك هم المنقون » . وساعة 
تسمع كلمة « متقون ؛ أو : اتقوا ه . فذلك يعنى أنهم جعلوا وقاية بينهم وبين شىء . 
ولا يطلب منك أن تبعل وقاية بينك وبين شىء إلا إن كنت لا تتحمل هذا الثىء / 





)١(‏ رز البخارى فى كات المرضى 


متم التق 
صهوح حص بموحصح وه :2090205 ا 
ومثل ذلك قوله تعالى : 
هيا أيهَا الذين آمنُوا قُوا أنفسكُم وآهليكُم تارا » 
أى اجعلوا بينكم وبين النار حاجز) . وقلنا: إن من العجب أن كلمة 
٠‏ اتقوا » تأتى إلى الشىء الذى هو «١‏ اتقوا التان » وتأتى إلى «اتقوا 
لله » . كيف يكون التقوى فى متناقضين ؟ 
نعم : لآن معنى اتقوا الثار » أى اجعلوا بينكم وبينها وقاية , وهل 
التار فاعلة بذاتها أم. بتسليط الل لها على العاصى ؟ إنها فاعلة بتسليط 
الله لها على العاصى . إذن اتقوا اش معناها اتقوا متعلق صفات الجلال 
من اش ٠‏ لأن لك صفات جمال وصفات جلال ٠‏ فاجعلوا بينكم وبين 
صفات الجلال من الله وقاية . لأنكم لا تتحملون غضب الله » ولا قهر 
اك . ولا بطش الله ؛ فاجعلوا بينكم وبين صفات جلاله وقاية » ومن 
آثار صفات جلاله النار . فالمسألة متساوية ولا تناقض فيها . 


وبعد ذلك يقول الحق : 


جف ينأ دين مكيب 
يم الْيِصَاسٌ ف اَلَف بخ والمبدُ بعد ولاق 


55 اع ب ازع جح سر 97 
ليان عن اين مدق انا السنوف 15 
لس مود ا رد تر مر 


له بإِحسنٍ ذَالِكَ ييف من رد م وَرْحْمَة فم ن اغندئ 


بَعْدَ ذِّكَ مَلمُعَدَاث ايم © #ه 





هت ١١١‏ اأحممحصصمحصم صمحو وبصصيسصه 
وساعة ينادى الله د يأمها الذين آمنوا » فهذا النداء هو حيثية الحكم الذى سياق » 
ومعنى هذا القول : أنا لم أكلفكم اقتحاما على إرادتكم 0 أو على اختياركم وإغا 
كلفتكم لأنكم دخلتم إلى من باب الإيمان بى ٠‏ ومادمتم قد آمنتم بى فاسمعوا منى 
التكليف . : 


فالله لم يكلف من لم يمن به . ومادام الله لا يكلف إلا من آمن به فزانك به 
جعلك شريكا فى العقد . فإن كتب عليك شيئا فأنت شريك فى الكتابة » لانك لولم 
تؤمن لما كتب . فكأن الصفقة انعقدت . ومادامت الصففقة قد انعقدت فأنت شريك 
فى التكليف . ولذلك يقول الله : « كتب ٠‏ بضم الكاف . ول يقل « كتب » بفتح 
الكاف . وتلحظ الفرق جليا فى الأشياء التى للإنسان دحل فيهاء فهو سببحانه 
يقول : 

ام مام ول صاء مة وروم 6 
كتب أل لأغلين أن ورسخ # 
: ( من الاية 7١‏ سورة المجادلة ) 


إنه سبحانه هنا الذى كتب . لأنه لا شريك له . عندما تقرأ ه كتب عليكم » 
فافهم أن فيها إلزاما ومشقة » وهى على عكس «٠‏ كتب لكم » مثل قوله تعالى : 


0200 


و 2« مسنداة نادمه 
# فل أن يصيبتا إلا مَاكَتبَ أن كن 4 
رمن الأبة 21١‏ سورة النوبة) 


إن «كتب لنا» تشعرنا أن الثىء لمصلحتنا . وفى ظاهر الأمر يبدو أن القصاص 
مكتوب عليك . وساعة يكتب عليك الفصاض وأنت قاتل فيكون ولى المقتول 
مكتوبًا له القصاص ٠‏ إذن كل عليك » مقابلها ‏ لك ه . وأنت عرقة أن تكون 
قاتلا أو مقتولا . فإن كنت مقتولا فالله كتب لك . وإن كنت قاتلا فقد كتب الله 
عليك . لآن الذى « لى » لابد أن يكون دعل » غيرى . والذى ١‏ عل : لابد أن 
يكون ١‏ لغيرى » . فالتشريم؛ لا يُشرع لفرد واحد وإنما يشرع للناس أجمعين . 





صمححصوص نح وح نوص صوص حمصص و1أاله 
عندما يقول : و كُتب عليكم القصاص » . ثم يقول فى الآية الى بعدها : 

« ولكم فى القصاص حياة » » فهو سبحانه قد جاء ب دلكم». و«عليكم » . 

و عليكم ؛ للقاتل . وه لكم ؛ لولى المقتول . فالتشريع عادل لأنه لم يأت لأحد على 

حساب أحد . والعقود دائيا تراعى مصلحة الطرفين . « ياأيها الذين آمنوا كنب 

عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحره . 


من هو الحر ؟ الحر ضد العبد وهو غير تملوك الرقبة » والحر من كل شىء هو أكرم 
ما فيه ء ويقال : حر المال يعنى أكرم مافى المال . وه الحر» فى الإنسان هو من 
لايحكم رقبته أحد . وه الحر » من البقول هو ما يؤكل غير ناضج ١‏ أى غير مطبوخ 
على النارء كالفستق واللوز . 


والحق سيحانه يقول : « الحر بالحر؛ . وظاهر النص أن الحر لا يُقتل بالعبد . 
لأنه سبعهانة يقول : « الحر بالحر والعبد بالعبد والآنثى بالأنئى ٠»‏ ء لكن ماذا يحدث 
لوأن عبلاً قتل حراً. أو قثلت امرأة رجلا ؛ هل نقتلهها أم لا؟ 


إن الحق يضع لمسالة الثأر الضوابط » وهو سبحانه ل يشر أن الحر لا يقتل 
إلا بالجرء » وإعما مقصد الآية أن الحر يُقتل إن قتل حرا , والعبد يُقتل إن قتل عبد » 
والأنثى مقابل الأنثى . هذا هو إتمام المعادلة . فجزاء القاتل من جنس ماقتل . 
لا أن يتعداه القتل إلى من هو أفضل منه . إن الحق سبحانه وتعالى يواجه بذلك 
التشريع فى الفصاص قضية كانت قائمة بين القبائل . حيث كان هناك قتل للانتقام 
والثأر . 


ففى الزمن الجاهل كانت إذا نشأت معركة بين قبيلتين » فمن الطبيعى أن يوجد 
قتلى وضحايا لهذا الاقتتال فإذا قُتل عبد من قبيلة أصرت القبيلة التى تملك هذا 
العبد أن تُصَعّد الثار فتاخذ به حراً » وكذلك إذا قُتلت فى تلك الحرب أنه ٠‏ فإن 
قبيلتها تصعد الثار فتأخد بها ذكرا . 


واللحق سبحانه وتعالى أراد أن يحسم قضية الثار حسياً تدريجيا . لذلك جاء بهذا 





ه ٠١‏ احمحح وححموحوصه ومحصحميحه 
الامر «الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالأنثى ٠‏ . إذن : فالحق هنا 
يواجه قضية تصعيدية فى الأخذ بالثار ؛ ويضع منهجا يحسم هذه 
المغالاة فى الثآر . 

وفى صعيد مصر . مازلنا نعانى الغفلة فى تطبيق شريعة الل ٠‏ 
فحين يُقتل رجل من قوم فهم لا يثارون من القاتل ٠‏ وإنما يذهبون إلى 
أكبر رأس فى عائاة القاتل ليقتلوه . فالذين ياخذون الثار يريدون 
النكاية الأشد . وقد يجعلون فداء المقتول عشرة من العاظة الاخرى , 
وقد يمثلون بجثثهم ليتشفوا » وكل ذلك غير ملائم للقصاص . وفى 
أيام الجاهلية كانوا يغالون فى الثار ٠‏ والخق سبحانه وتعالى يبلّغْ 
البشرية جمعاء بأن هذه المغالاة فى الثار تجعل نيران العداوة لا تخمذ 
أبدا . لذلك؛ فسالحق يرد أمر الثأر إلى حده الادنى ٠‏ فإذا قتلت قبيلة 
عبدا فلا يصح أن تُصعد القبيلة الأخرى الأس فتاخذ بالعيد حرا . 

إذن ٠‏ فالحق يشرع أمراً يخص تلك الحروب الجماعية القديمة , 
وما كان يحدث فيها من قتل جسماعي ١‏ وما ينتج عنها بعد ذلك من 
مغالاة فى الثار.: هذا .هى التشريع التدريجئ +١‏ وقضتى .سيحانه أن 
يرد أمر الثان إلى الحد الأدنى منه » فإذا قتلت قبيلة عبد فلا يصح 
1 تلسمعك القبيلة الأخرى الثأر يأن تقتل حرا . والحق يسرع بعد ذلك 
أن القائتل فى الأحوال العادية يتم القصاص منه بالقتل له آى بالدية . 
فقد جاءت آية أخرى يقول فيها الحق : 

ذإ وكتبنا عليهِم فيها أن النفس بالثفى والْمَين بين والأنف بالأنف والأَذن 
بالأذن والسن بالسن والجروج : قصاص فَمِن تصق به فهو كقارةٌ له ومن لم 
يُحَكُم بما أنزل الله فأولنك هم الظالمون 69 » 

(سورة المائدة) 

وفكذا يصبح القصاص فى قتل النفس يتم بنفس 
أخرى . قلا تفرقة بين الغبد أى الحى أن الأنثى + بل::مطلق 
نفس بمطليق نفسن:: وهنا اهتتق ذا الحق سبحائه وتغالى يؤاجة 





2+242 090-99022902 © 
بتقنين تشريع القصاص قضية يريد أن يميت فيها لدد الثأر وحنق الحقد . فساعة 
تسمع كلمة قصاص وقتل » فمعنى ذلك أن النفس مشحونة بالبغضاء والكراهية » 
ويريد أن يصفى الضغن والحقد الثأرى من نفوس المؤمنين . إن الحق جل وعلا 
يعطى لولى الدم الحق فى أن يقتل أو أن يعفو. وحين يعطى الله لولى الدم الحق فى 
أن يقتل » قإن أمر حياة القاتل يصبح بيد ولى الدم ؛ فإن عفا ولى الدم لا يكون 
العفو بتقنين . وإنما بسماحة نفس ء وهكذا يمتض الحق الغضب والغيظ . 


وبعد ذلك يرقق الله قلب ولى الدم فيقول : « فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع 
الأتروقة تزأدن: 1 بعساة 2 


وإذا تأملنا قوله : « فمن عفى له من أخيه » فلتلاحظ النقلة من غليان الدم إلى 
العفو . ثم البالغة فى التحنن . كانه يقول : لا تنس الأخوة الإيمانية « فمن عفى له 
من أخيه شىء فاتباع بالمعروف» . 


وساعة يقول الحق كلمة « أخ » فانظر هل هذا الأخ اشترك فى الآب ؟ مثل قوله 
تعالى : « وجاء إخوة يوسف *. ثم يرتقى بالتسب الإيمانى إلى مرتبة الأخوة 
الإيمانية ٠‏ فيقول : « إنما المؤمنون إخوة » يعنى إياكم أن تجعلوا التقاء التسب المادى 
دون التقائكم فى القيم العقائدية . 


والأصل فى الأخ أن يشترك في الأب مثل : و وجاء إخخوة يوسف ٠‏ . فإنٍ كانوا 
إخوة من غير الأب يسمهم إخوانا » فإن ارتقوا فى الإيمان يسمهم إخخوة . وعندما 
وصفهم بأنهم إخوان قال : « واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء قألف بين 
قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا » . لقد كانت بينهم حروب وبغضاء وشقاق . لم 
يصفهم بأنهم إخوة ؛ لأنهم لازالوا فى الشحناء . فوصفهم بأنهم إخوان . وبعد أن 
يختمر الايمان فى نفوسهم 'يصبحون إخوة . 


ولننظر فى غزوة بدر . هاهوذا مصعب بن عنمير » كان فتى قريش المدلل والمنعم 
الذى كانت تفوح منه رائحة العطر وملابه من ححرير ؛ كان ذلك قبل إسلامه » 





نز المع 
حت ١‏ )!ا اصبلحخحخحمصحهو 695925005246 


وتغير كل ذلك عندما دخل فى الإسلام . فقد أخرجه الإيمان من هذا النعيم إلى بؤس 
المؤمنين الأولين لدرجة أنه كان يلبس جلد حيوان ويراه رسول الله فى هذا الضنك 
فيقول : ١‏ أنظروا كيف فمل الإيمان يصاحبكم » . 


وعندما جاءت معركة بدر التقى مع أخيه « أبى عزيز» الذى ظل على دين 
قريش . والتقى الإثنان فى المعركة . مصعب فى معكر المؤمنين ٠‏ وأبو عزيز فى 
جيش المشركين . وأثناء المعركة رأى أخاء أباعزيز أسيرا مع أب اليسر وهو من 
الأنصار ؛ قالتفت مصعب إلى أب اليسر . وقال : يا أبا اليسر اشدد على أسيرك فإن 
أمه غنية وستفديه بمال كثير . 


فالتفت إليه أبو عزيز وقال : يا أخى أهذه وصاتك بأخيك ؟ قال مصعب : 
لالست أخى وإنما أخنى هذا . وأشار إلى أبى اليسر , لقد انتهى نسب الدم وأصبح 
نسب الايمان هو الأصل . واصبح مصعب أخا لأبى اليسر فى الإيمان . وانقطعت 
صلته بشقيقه فى النسب لأنه ظل مشركا . 


وقوله تعالى : « فمن عفى له من أخيه شىء » كأنه يحث ولى الدم على أن يعفو 
ولا ينسبى أخوة الإيمان . صحيح أنه ولى للمقتول ؛ لأنه من الحمته ونسبه . ولكن الله 
أراد أن بجعل آخرة الإيمان فوق أخوة الدم . : فمن عفى له من أيه شبىء فاتباع 
بالمعروف ٠‏ , 


وقد أورد الحق الأخوة هنا لترقيق المشاعر : لينبه أهل القائل والقتيل معأ أن القتل 
لا يعنى أن الأخوة الإيمانية انتهت . لا . إن على المؤمنين أن يضعوا فى اعتبارهم أن 
أخوة الإيمان قل تفتر رابطتها . وحين يتذكر أولياء الدم أخوة الإيمان ء فإن العفو 
يصبح قريبا من نفوسهم . ولنا أن نلاحظ أن الحق يرفعنا إلى مراتب التسامى » 
فيذكرنا أن عفو واجد من أولياء الدم يقتضى أن تسود قضية العفو .. فلا يقتل 
القاتل . 


وبعد ذلك لننظر إلى دقة الحق فى تصفية غضب القلوب حين يضع الدية مكان 





صمص ‏ محصحت ومحومص صمح صمح فاه 


القصاصن بالقتل . إن الدية التى سيأخذها أولياء الدم من الغائل قد تكون مؤجلة - 
الأداء , فقد يقدر القاتل أو أهله على الأداء العاجل . لذلك فعلى الذى يتحمل الدية 
أن يؤديها » وعلى أهل القتيل أن يتقبلوا ذلك بالمعروف . وأن تؤدى الدية من أهل 
القاتل أو من القاتل نفسه بإحسان . 


وقوله الحق : « عَفِنَ له من أخيه شىء ٠‏ . « شبىء : تدل على أن أولياء المقتول إن 
عفا واحد منيم فهو عفو بشىء واحد ء وليس له أن يقتص بعد ذلك . وتنتهى المسألة 
ويحقن الدم . ول يرد الله أن يضع نصا بتحريم القصاص ٠‏ ولكن أراد أن يعطى ولى 
ليم التورق انال وغ عب لدأ 53 جل »لز بيعت الما له 
يده . فإن عشا .» ٠‏ تصبح حياة القاتل ثمرة من ثمرات إحسانه . وإن عاش القاتل 
لايترك هذا فى نفس صاحب الدم بعضاء . بل إن القائل سيتحبب إليه أنه 
أحسن إليه ووهبه حياته . 


لكن لوظل النض على قصاص أهل القتيل من القاتل ققط ول يتعده إلى العفو 
لظلت العقدة فى القلب . 


والثارات الموجودة فى المجتمعات المعاضرة تنبيها أننا لم تمكن ول الدم من 
القاتل . بدليل أنه إذا ما قدر قاتل على نفسه وذهب إلى أهل القتيل ودخل عليهم 
بيتهم . وبالغ فى طلب العفو منيم . وأخذ كفنه معه وقال هم : جشتكم لتقتصوا 
منى . وهذا كفنى معئ. فإصنعوا بى ما شئتم » لم يحدث قط أن أهل قتيل غدروا 
بقاتل . بل المألوف والمعتاد أن يعفوا عنه.. لاذا ؟ 


0 تمكنوا منه وأصبحت حياته بين أيديهم » وق العادة تنقلب العداوة إلى 

. فيظل القاتل مدينا بحياته للذين عفوا عنه . والذين يعرفون ذلك من أبناء 

القائل يرون أن حية أيه هبة وهيها هم أولياء ء الفتيل وأقرباؤه » يرون أن عفو أهل 

القتيل هو الذى نبا حياة قر بهم 3 وهكذا تنسع الذائرة » وتنقلب المسألة من غدواة 
إلى ود. 


جه ٠٠١‏ محهشححه4© + 2592920222422 09ت 


عوم داعموداغع وم ففروؤوة 2لاء 4 


باب 5 - نيم ةو 0 5 2 3 
#ادقع بألبى هى أحن فَإِذًا الذى يبك وبيئه, عداوة كانهر ولي حمم 
( من الآية 4" سورة فصلت) 


ولولم يشرع الله القصاص لأصبحت المسألة فوضى . لكنه يشرعه . ثم يتلطف 
ليجعل أمر إنهاء القصاص فضلا من ولى الدم ويحببه لنا ويقول : « فمن عه له من 
أخيه. يثىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان » . 


وهل من المعقول أن تكون الدية إحساناً ؟ لتتذكر أن القائل هنا هر الله » وكلامه 
قرآنء. والدقة في القرآن بلا حدود . إن الحق يبه إلى أن أولياء الدم إذا ما قبلوا 
الدية ؛ فمعنى ذلك أن أهل القتيل قد أسقطوا القصاص عن القاتل ؛ وأنهم وهيوه 
حق الحياة » لذلك فإن هذا الأمر يجب أن يرد بتحية أو مكرمة أحسن منه . 


كأن الحق لا يريد من أولياء الدم أن يرهقوا القاتل أو أهله فى الاقتضاء . كما يريد 
أن يؤدى القاتل أو أهله الدية بأسلوب يرتفع إلى مرتبة العفو الذى ناله القاتل . وفى 
ذلك الأمر تخفيف عما جاء بالتوراة ؛ ففى التوراة لم تكن هناك دية يفتدى القاتل بها 
نفسه . بل كان القصاص ف التوراة بأسلوب واحد هو قتل إنسان مقابل إنسان 
آخر . وفى الانجيل لادية ولا قتل : لأن هناك مبدأ أراد أن يتسامى به أتباع عيسى 
عليه السلام على اليهود الذين انغمسوا فى المادية . لقد جاء عيسى عليه السلام 
رسولا إلى بنى إسرائيل لعله يستل من قلوبهم المادية . فجاء بمبدأ : « من صفعك 
على خبدك الأيمن فأذر له الأيسر» . 


ولكن الإسلام قد جاء دين عاماً جامعا شاملا . فيثير فى النفس التسامى ٠‏ ويضع 
الحقوق فى نصابها . فأبقى القصاص . وترك للفضل مجالا . لذلك يقول الحق عن 
الدية : « ذلك نتخفيف من ربكم ورحمة . فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم » . 
وما وجه الاعتداء بعد تقرير الدية والعفو ؟ 


كان بعض من أهل القبائل إذا قُتل منهم واحد يشيعون أتهم عفوا وصفحوا وقبلوا 





9925 +20030903031400+ © اد 


الدية حتى إذا خرج القائل من مبئه مطمئناً . عندئذ يقتلونه . والحق يقرر أن هذا 
الأمر هو اعتداء . ومن يعتدى بعد أن يسقط: حق القتل ويأخذ الدية فله عذاب 
أليم . وحكم الله هنا فى العذاب الأليم ٠‏ نفهمه على أن المعتدى بقتل من اعلن 
العفو عنه لا يقبل منه دية ويستحق القتل عقاباً . ولا يرقع الله عنه عذاب الدنيا أو 
ال 


إن الحق يرقع العقاب والعذاب عن القاتل إذا قبل القصاص ونفذ فيه . أو إذا 
عفى عنه إلى الدية وأداها . ولكن الحق لا يقبل سوى استخدام الفرص التى أعطاها 
الحق للخلق ليرتفعوا فى علاقاتهم . إن الحق لا يقبل أن يتستر أهل قتيل وراء 
العفو . ليقتلوا القاتل بعد أن أعلنوا العفو عنه فذلك عيث بما أراده الحق منهجا بين 
العباد . 


ولذلك يقرل الحق : 


وهنا نلاحظ أن النسق القراق بأق مرة فيقول : «٠‏ ياأها الذين أمنوا كتب 
عليكم » ويأق هنا ليقول القسق القرانى : ولكم: فى القصاص » . 


التشريع الدقيق المحكم يأتى بواجبات وبحقوق ؛ فلا واجب بغير حق . ولا حق 
بغير .اجب . وحتى نعرف سمو التشريع مطلوب من كل مؤمن أن ينظر إلى ما يجب 
عليد من تكاليف . ويشرنه يما له من حقوق 5 ولسوف يكتشفت المؤمن أنه ف ضوء 
منبج الله قد نال .مطلق العدالة . 





ذال ' 
١‏ 2543 22:222:25+52 ص بط 

إن المشرع هو الله » وهو رب الناس جمصيعا » ولذلك فلا يوجد واحد من 
المؤمنين أولى بالله من المؤمنين الآخرين . إن التكليف الإيمانى يمنع الظلم + ويعيد 
الحق » ويحمى ويصون للإنسان المال والعرض . ومن عادة الإنسان أن يجادل فى 
حقوقه ويريدها كاملة ؛ وبحاول أن يقلل من واجباته » ولكن الإنسان المؤمن هو 
الذى يعطى الواجب ثماما فينال حقوقه تامة ٠‏ لذلك يقول الحق : 

( ولكم فى القصاص حياة يا أولى الأباب لعلكم صقر 5-9 » 

( سورة البقرة ) 

إن القصاص مكتوب على القاتل والمقتول وولى الدم . فإذا علم القاتل أن الله 
قد قرر القصاص فإن هذا يفرض عليه أن يسلم نفسه . وعلى أهله آلا يخفوه بعيداً 
عن أعين الناس ؛ لان القاتل عليه أن يتحمل مستولية ما فعل : وحين يجد القائل 
نفسه محوطأ بمجتمع مؤمن يرفض القتل فإنه يرتدع ولا يقثل ٠‏ إذن ففى القصاصن 
حياة ؛ لأن الذى يرغب فى أن يقتل يمكنه أن يرتدع عندما يعرف أن هناك مَنْ 
سيقتص منه » وأن هناك من لا يقبل المداراة عليه . 

ونأتى بعد ذلك للذين يتشدقون ويقولون : إن القصاص وحشية وإهدار لآدمية 
الإنسان » ونسالهم : لاذا أخمذتكم الغيرة لأن إنساناً يقتص منه بحق وقد قتل غيره 
بالباطل ؟ ما الذى يحزنك عليه ؟ 

إن العقوبة حين شرعها الله لم يشرعها لتقع ‏ وإنما شرعها لتمنع . ونحن حين 
نقتص من القائل نحمسى سائر أفراد للجتمع من أن يوجد بيئهم قاتل لا يحترم حياة 
الآخرين ؛ وفى الوقت نفسه نحمى هذا الفوضوى من نفسه ؛؟ لأنة سيفكر ألف مرة 
قبل أن يرتكب جريمة . 

إذك» فالقصاص من القاتل عبرة لغيره » وحماية لسائر أفراد المجتمع ولذلك 
يقول اق سبحانه : ١‏ ولكم فى القصاص حياة ؛ . إن الحق يريد أن يحذرنا أن 
تاخذنا الأريحية الكاذبة » والإنسانية الرعناء » والعطف الاحمق . فنقول : تمنع 
القصاص . 


حمحص ح وح نت ومح حوص حجص صصومصص وا 


كيت تففييت القائية ابل بيعل ولا تسحرك لكل برىء 7 إن اخق حت شرع 
القصاص ى كأنه تقول : إياك أن تقئل أحدأ لانك ستّقتل إن قتلته » وفى ذلك عصمة 
لنفوس الئاس من القتل . إن فى تشريع القصاص استبقاء لحياتكم ؛ لأنكم حين 
تعرفون أنكم عندما تقتلون بريثا وستقتلون بفعلكم فسوف تمتنعون عن القتل » 
فكأنكم حقنتم. دماءكم . وذلك هو التشريع العالى العادل . 


وفى القصاص حياة ؛ لان كل واحد عليه التضياجين ٠‏ وكل واحد' له القصاص ٠‏ 
إنه التشريع الذى يخاطب أصحاب العقول وأولى الألباب الذين يعرفون الجوهر المراد 
07 الأشياء. والأحكام . أما غير أولى الألباب فهم الذين يجادلون فى الأمور دون أن يعرفوا 
الجوهر منها . فلولا القصاص لا ارتدع أحد . ولولا القصاص لغرقت البشرية فى 
الوحشية . إن الحكمة من تقنين العقربة ألااتقع الجريمة وبذلك يمكن أن. تتوارى 
الجرية مع العقوبة ويتوازن الحق مع الواجب . 


إن المخدبر لأمر الكون يد أن التوازن ؤ, هذه الدنيا على سبيل المثال فى السنوات 
الماضية يأق من وجود قوتين عظميين كلتاهما تخشى الأخرى وكلتاهما تختلف مع 
الأخرى . وفى هذا الاختلاف حياة لغبرهما من الشعوب ء لأنبهها لو اتفقتا على الباطل 
لتهدمت أركان دولتيهها . وكان فى ذلك دمار العالم . واستعباد لبقية الشعوب . 


وإذا كان كل نظام من نظم العالم يحمل للآخر الحقد والكراهية والبغضاء ويريد 
أن يسبطر بنظامه لكنه حشى قوة النظام الآخر . هذا نجد فى ذلك الخوف المتبادل 
حماية لحيأة الأخرين ٠‏ وفرصة للمؤمنين أن يأخذوا بأسباب الرقى العلمى ليقدموا 
للدنيا اسلويا لائقاً بحياة الإنسان على الأرض فى ضوء منيج الله . وعندما يدث 
اندثار لقوة من القوتين هى الاتحاد السوفيتى . فإن الولايات المتحدة تبحث الآن عن ٠‏ 
نقيض مها ؛ لأنها تعلم أن الحياة دون نقيض فى مستوى قوتها » قد يجرىء الصغار 
عليها . 


إن الخوف من العقوبة هو الذى يصنع التوازن بين معسكرات العالم » والخوف 
من العقوبة هو الذى يصنع التوازن فى الافراد أيضا . 





ول البق 


2-9442 22412222 2:20 2+ ٠: 


إن عدل الرحمن هو الذى فرض علينا أن نتعامل مع الجريمة بالعقاب عليها وان 
يشاهد هذا العقاب آخرون ليرتدعوا . 


فهاهو ذا الحق فى جريمة الزى على سبيل المثال يؤكد ضرورة أن يشاهد العقاب 
طائقة من الناس ليرتدعوا . إن التشديد مطلوب فى التحرى الدفيق فى أمر حدوث 
الزن ؛ لأن عدم دقة التحرى يصيب الناس بالقلق ويبب ارتباكا وشكا فى 
الأنساب. والتشديد جاء أيضا فى العقوبة فى 7 الحق : 


حجة >7 ميت . دودخ عدم ادع عار 
« ألزابية والزاني فَأجلِدوأ كل واد يم بد ولا نخدم يما , راقَةٌ فى دين 
انه 8 ادس قاعية شعو عه داوم 2ياءم* ع 


نه إن كنم وو به ووم الآعر وليشهد عَذَابهما طايفة 3 لَْؤْمنينَ هيسن 


و( سورة الور) 


إن الذى يجترىء على حقوق الناس يجترىء أيضا 4 حقوق الله . ولذلك 
فمقتضى إيثار الايمان هو إرضاء الله لا إرضاء الناس . وفى إنزال العقاب بالمعتدق 
خضوع لبج الله . وق رؤية هذ! العقاب من 0:7 0 هو نثشر لفكرة أن 
المعتدىقى ينال عقاباً . ولذلك شر 2 الحق العقات والعلانية فيه 1-6 رَ النوازن 3 


الى القركةار 


وبعد ذلك يأ الحق سبحانه وتعالى ليعالج قضية اجتاعية أخرى . إن اخق بعد 
أن عائج قضية إزهاق الخحبأة ينتقل بنا إلى قضية أخرى من أقضية الحياة . إنها قضية' 
الموث الطبيعى . كأن الحق بعد أن أوضح لنا علاح قضية الموت باخريمة يريد أن 
يوضح لنا بعضا من متعلقات الوك حتفا 5 غير سبب مزهو للروح .إن الحن قا 
ف الاية القادمة شتا من الأمور المتعلقة. بالموت ليحقق التوازن الاقتصادى فى 


0 


المجتمع كما حتق بالأية السابقة التوازن العقاى والحنائى فى المجتمع - يقول احم 





+ كيب عَلِكم 2 عرَكة) لْمَوْبنْرَكَ 
َب ألْوَصِية لِلْوديوِوَا لين لمرو حا 


د علي لْنَتِنَ © 4 


والحق كيا أوضحت من قبل لا يقتحم على العباد أمورهم ولكنه يعرض عليهم أمر 
الايمان به فإن آمنوا فهذا الإيمان يقتضى الموافقة على منبجه ء ولذلك فالمؤمن يشترك 
بعقيدته فى الايان بما كتب الله عليه . إن المؤمن هو من ارتضى الله إلا ومشرعاً , 
فحين يكتب الله على المؤفن أمراً » فالمؤمن قد اشترك فى كتابة هذا الأمر بمجرد إعلانه 
للإيمان . أما الكافر بالحق فلم يقتشحم الله عليه اختياره للكفر ‏ » لذلك لم يكتب عليه 
الحق إلا أمرأ واحداً هو العذاب فى الآخرة . 


فالله لا يكلف إلا من آمن به وأحبه وآمن بكل صفات الجلال والكبال فيه . 
ولذلك فالتكليف الإيمانى شرف خص به الله المحبين المؤمنين به ء ولو فطن الكفار إلى 
أن الله أهملهم لأنهم لم يؤمنوا به لسارعوا إلى الإيمان » ولرأوا اعتزاز كل مؤمن 
بتكليف الله له . إن اللؤمن يرى التكليف خضوعا لمشيئة الله . والخضوع لمشيئة الله 
يعنى الحب . ومادام الحب قد قام بين العبد والرب فإن الحق يريد أن يديم هذا 
الحب . لذلك كانت التكاليف هى مواصلة للحب بين العبد والرب . 


إن العيد يحب الرب بالإيمان . والرب يحب العيد بالتكليف . والتكليف مرتبة 
أعلى من إيمان العبد . فإيمان العبد بالله لا ينفع الله ولكن تكاليف الله للعبد ينتفع 
بها العبد . إن المؤمن عليه أن يفطن إلى عزة التكليف من الله ٠‏ فليس التكليف ذلا 
ينزله الحق بعباده المؤمئين » إنما هو عزة يريدها الله لعباده المؤمنين . هكذا قول 
الحق : و كتب عليكم » إنها أمر مشترك بين العبد والرب . إن الكتابة هنا أمر مشترك 
بين الحق الذى انزل التكليف وبين العبد الذى آمن بالتكليف . 





ص ٠.‏ 22:2222+400422 بج همحصجحمعحص هه 


والحق .ورد هنا أأمرا يض الوصية ‏ فيقول صبحالة:: 
اح سم عم ع 51 8 1م 
ف كتب علبكز ذا حضر أحد كر 


ليرت 
7 مال 500-00 0 4 


غده 


إن ترك حيرا ألوصية ودين وَالْأفْربينٌ 


( سورة البقرة ) 
وهنا نجد شرطين : الشرط الأول : يبدأ ب د إذا» وهى للأآفر المتحقق وهو 
حدوث الفعل . والموت أمر حتمى بالنسبة لكل عبد . لذلك جاء الحق بهذا الأمر 
بشرط هو ١‏ إذا:. فهى أداة لشرط وظرف لحدث . والموت هو أمر محقق إلا أن 
أحدا لايعرف ميعاده . 


والشرط الثانى يبدأ ب « إن ه وهى أداة شرط نقوها فى الأمرالذى يحتمل الشك ؛ 
فقد يترك الإنسان بعد الموت ثروة وقد لا يترك شيئا ء ولذلك فإن الحق يأمر العبد 
بالوصية خيراً له الماذا ؟ لآن ن الحق يريد أن يشرع للاستطراق الجماعى . فبعد أن 
يوصى الحق عياده بأن يضربوا فى الحياة ضربأ يوسع رزقهم ليتسع هم . ويفيض عن 
حاجتهم » ٠»‏ فهذا الفائض هو الخير ؛ والخير فى هذا المجال يختلف من إنسان لآخر 
ومن زمن لآخر . 


فعندما كان يترك:العبد عشرة.جنيهات فى الزمن القديم كان هذا المبلغ قيمة . أما 
عندما يترك عبد آخر ألفى جنيه فى هذه الأيام فقد تكون محسوبة عند البعض بأنها 
قلبل من الخير . إذن فالخير يُقدر فى كل أمر بزمانه » ولذلك لم يربطه الله برقم . إننا 
فى مصر_مثلاً ‏ كنا نصرف الجنيه الورقى بجنية من الذهب ويفيض منه فشان 
ونصف فرش ؛ أما الآن فالجنيه الذهبى يساوى أكثر من مائتين وحمسين جنيها ؛ لآن 
رصيد الجنيه المصرى فى الزمن القديم كان عالياً . أما الآن قالنقد المتداول قد فاق 
الرصيد الذهبى . لذلك صار الجنيه الذهبى أغلى بكثير جداً من الجنيه الورقى , 


ولان الإله الحق يريد بالئاس الخير لم محدد قدر الخير أو قيمته » وعندما يحضر 
الموث الإنسان الذى عنده فائض من الخير لابد أن يوصى من هذا الخير . ولنا أن 





صمحصح ومح ح وه 2 0 موصت 517١‏ 5 
لحظ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد نبى عن انتظار لحظة الموت ليقول, 
الإنسان وصيته » أو ليبلغم أسرته بالديون التى عليه . لأن الإنسان لحظة الموت قد 
لا يفكر فى مثل هذه الأمور . ولذلك فعلينا أن نفهم أن الحق ينبهنا إلى أن يكتب 
الانسان ماله وما عليه فى أثناء حياته . فيقول ويكتب وصيته التى تنفذ من بعد 
حياته . يقول المؤمن : إذا حضرنى الموت فلوالدى كذا وللأقربين كذا . 


أى أن المؤمن مامور بأن يكتب وصيته وهو صحيح ٠‏ ولا ينتظر وقت حدوث 
الموت ليقول هذه الوصية . والحق يوصى بالخير لمن ؟ « للوالدين والآقربين بالمعروف 
حقاأ على المتقين » . والحق يعلم عن عباده أنهم يلتفتون إلى أبنائهم وقد يهملون 
الوالدين ٠‏ لأن الناس تنظر إلى الآباء والأمهات كمودعين للحياة : على الرغم من أن 
الوالدين هما سبب إيجاد الأبناء فى الحياة » لذلك يوصى الحق عباده المؤمنين بان 
يخصصوا نصيبا من الخبر للآباء والأمهات وأيضاً للأقارب . وهو سبحاته يريد أن 
يحمى ضعيفين هما : الوالدان والأقرباء . 


وقد جاء هذأ الححكم قبل تشريع الميراث » فالناس قبل تشريع الممراث كانوا 
يعطون كل ما يملكون لأولادهم : فأراد الله أن يخرجهم من إعطاء أولادهم كل شىء 
وحرمان الوالدين والآقربين . وقد حدد الله من بعد ذلك نصيب الوالدين فى 
الميراث ٠‏ أما الأقربون فقد ترك الحق لعباده تقربر أمرهم فى الوصية . وقد يكون 

ممفوء وفع ء > حببء. عردو 8442 موظ مد جع 2 »م وم ممء 64رمءظء 

وَوسَيًْا الإنسلن بوالديه خلته امهر وهنا على وهن وفصلله, فى عامينٍ أن أشاربي 
ماص ضي م مقتروم ‏ 2م - ل عرس صاصس 4 8ع اس سوس مم 64 
ولوالديِكٌ إل المصير روي وإن جنهداك علق ان تسرك لى ماليس لك يوء علم فلا 
و 0-6 2 2 اع ضع ءا م ٍِ 


الى عد ده ددم ا 2 ئىة 
تطعهما وَصَابما فى الدنيا معروفًا انع سيل من اناب إل ثم إلى مم جعكر . 


سه ال" 


مادق اق مه قومة ضام 


َانيفم ينا كنم تَمَلرنَ جه » 


وسورة لقيان ) 





ع 


ج١٠٠‏ حمجت»+22 002222 ص و0 


إن الحق يذكر عباده بفضله عليهم . وأيضاً بفضل الوالدين » ولكن إن كان 
الوالدان مشركين بالله فلا طاعة لما فى هذا الشرك . ولكن هناك الآمر بمصاحبتههما فى 
الحياة بالمعروف واتباع طريق المؤمنين ا حاملين للمنيج الحق . لذلك فالإنسان المؤمن 
يستطيع أن بوصى بشىء من الخير فى وصيته للأبوين حتى ولو كانا من الكافرين » 
ونحن نعزف أن حدود الوصية هى “ثلث ما يملكه الإنسان والباقى للميراث 
الشرعى . أما إذا كانا من المؤمنين فنحن نتبع الحديث النبوى الكريم : ١‏ لا وصية 
لوارث غ20 , 


وفى الوصية يدخل إذن الأقرباء الضعفاء غير الوارثين » هذا هو المقصود من 
الاستطراق الاجتماعى . والحق ححين ينبه عباده إلى الوصية فى أثناء الحياة بالأقريين 
الضعفاء ؛ يريد أن يدرك العباد أن عليهم مسئولية تجاه هؤلاء . ومن الخير أن ب ملي 
الإنسان فى الحياة ويضرب فى الأرض ويسعى للرزق الحلال ويترك ورئته أغنياء بدلا 
من أن يكونوا عالة عل أحد . 


عن صعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال : وجاء النبى صل الله عليه وسلم 
يعودنى . وأنا بمكة ٠‏ قال : يرحم الله بن عفراء . قلت : يارسول الله أوصى بمالى 
كله ؟ قال : لا.قلت : فالشطر ؟ قال : لا . قلت الثلث ؟ قال : فالثلث . والثلث 
كثير . إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس 2928 , 
وإذا رزق الله الإنسان بالعمل خيراً كثيراً فإياك أيها الإنسان أن تقصر هذا الخير على 
من يرثك٠.‏ 


لماذا ؟ لأنك إن قصرت شيئاً على من يرئك فقد تُصادف فى حياتك من لا يرث وله 
شبهة القربى منك . وهوفى حاجة إلى من يساعده على أمر معاشه فإذا لم تساعده يحقد 
عليك وعلى كل نعمة وهبها الله لك . ولكن حين يعلم هذا القريب أن النعمة التى 
وهبها الله لك قد يناله منها شىء ولو بالوصية وليس بالتقنين الإرئى هذا القريب يملاه 
الفرح بالنعمة التى وهبها الله لك . 


. رواء البيهقى قّ استته والدارقطني عن جابر‎ )١( 
. (؟) رواه اليخارى ومسلم وأحمد والنسائى‎ 


صحمحصحمصت مح مص وحص مص .2 أده 
ولذلك قال الحق : 
« كب عكر إدا حَمَرَأحد لوت إن له حيرا ألوصية للولدين والأفريينَ 
نون ذا مالي © 4 
( من سورة البقرة ) 


إن الحق يريد أن يلفت العباد إلى الاقرباء غير الوارثين بعد أن أدخل الآباء 
والأمهات ف الميراث . إن الإنسان حين يكون قريبا لميت ترك خيراً » ونخص الميت 
هذا القريب ببعض من الخير فى الوصية . هذا القريب تمتىء بالخير نفسه فيتعلم 
ألا حيس الخير عن الضعفاء » وهكذا يستطرق الحب وتقوم وشائج المودة . 


والحق يفترض - وهو الاعلم بنفوس عباده ‏ أن الموصى قد لا يكون على حق 
والوارث قد يكون على حق . لذلك احتاط التشريع لهذه ال حالة ؛ لأن الموصى له حين 
يأخذ حظه من الوصية سينقص من نصيب الوارث . ولذلك يريد الخق سبحاته 
وتعالى أن يعصم الأطراف كلها . إنه يحمى الذى وصى . والموصى له . والوارث 
ومن هنا يقول الحق : 


م اصاحم حصي ا عرس ع مر ست سمه ح وزو 
1 


فمن بدذلهه بعدماسعه: فإنماإنمهه 
لد م رودء عو م 1 در رو ١‏ 
سيره رنَادَعِعْ عه 7 إله 


ونحن نعرف أنه فى زمن نزول القرآن كانت الوصية شفاهة . ولم تكن الكتابة 
متتكرة ولذلك أى الحق بالجانب المشترك فى الموصى والموصى له والوارث وهو 
جانب القول ؛ فقد كان القول هو الأداة الواضحة فى ذلك الزمن القديم ٠‏ ولم تكن 
هناك وسائل معاصرة كالشهر العقارى لتوثيق الوصية . لذلك كان تبديل وصية الميت 





حاو صمص تمص حم ص حوصن من حو 
إنها على الذى يبدل فيها . 


إن الموصى قد برئت ذمته , أما ذمة الموصى له والوارث فهى النى تستحق أن تنتبه 
إلى أن الله يعلم خفايا الصدور وهو السميع العليم . ويريد الحق أن يصلح العلاقة 
بين الوارث والموصى له. لذلك يقول الحق : 


10-1 و م دعوو تس 
يم َل إِنْمَ عليه ناه 0 7 


إن الحق يريد العدل للجميع فإذا كانت الوصية زائغة عن العدل وعن الصراط 
المستقيم وكان فيها حرمان للفقير وزيادة فى ثراء الغنى أو ترك للأقربين ٠‏ فهذا ضياع 
للاستطراق الذى أراده الله . فإذا جاء من يسعى فى سبيل الخير ليرد الوصية للصواب 
فلا إثم عليه فى التغييز الذى يحدثه فى الوصية ليبدلها على الوجه الصحيح لما الذى 
يرتضيه الله ؟ لأن الله غفور رحيم . 


وقد يخاف الإنسان من صاحب الوصية أن يكون جنفاً » والجنف يفسر بأنه الحيف 
والجور » وقد يخلق الله الإنسان بجنف أى على هيئة يكون جانب منه أوطى من 
الجانب الآخر . ونحن نعرف من وذم الاك ا اد كل تق الانشان تلت 
عن النصف الآخر وقد يكون ذلك واضحا فى : بعض الخلق . وقد لا يكون واضحا 
إلا للمدقق 'الفاحص . 


والإنسان قد لا يكون له خيار فى أن يكون أجنف . ولكن الإثم يق باختيار 
الإنسان أى أن يعلم الإنسان الذنب ومع ذلك يرتكبه ‏ إذن فمن خناف من موص 
جنفاً أى حيفاً وظليأ من غير تعمد فهذا أمر لا خيار للموصى فيه ء فإصلاح ذلك 
الحيف والظلم فيه خير للموصى . أما إذا كان صاحب الوصية قد تعمد أن يكون آثما 





حصصوححمصنص مح هوه 2:55 ا وده 
فإصلاح ذلك الإثم أمر واب . وهذه هى دقة التشريع القرآنى الذى يشحذ كل 
ملكات الإنسان لتنلقى العدل الكامل . 


والحق عالج قضية التشريع للبشر فى أمر القصاص باستثياره كل ملكات الخير فى 
الإنسان حين قال : « فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف » . إنه ليس 
تشريعا جافاً كتشريع البشر . إنه تشريع من الخالق الرحيم العليم بخبايا البشر . 
ويستثير الحق فى البشر كل نوازع الخير. ويعالج كذلك قضية تبديل الوصية التى 
وصى بها الميت بنفسه . فمن خالف الوصية التى أقيمت على عدالة فله عقاب . 


أما الذى يتدخل لإصلاح أمر الوصية بما يحقق النجاة للميت من الجنف إى 
الحيف غير المقصود ولكنه يسبب أمأ . أو يصلح من أمر وصية فيها إثم فهذا أمر 
يريده الله ولا إثم فيه ويحقق الله به المغفرة والرحمة . وهكذا يعلمنا الحق أن الذى 
يسمع أو يقرأ وصية فلا بد أن يقيسها على منطق الحق والعدل وتشريع الله » فإن كان 
فيه مجالفة فلا بد أن يراجع صاحبها , ولنا أن تلحظ أن الحق قد عير عن إحساس 
الإنسان بالخوف من وقوع الظلم بغير قصد أو بقصد خين قال : « فمن خاف من 
موص جنفا أو إث) فأصلح بيتيم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم » . 


إن كلمة د خاف » عندما تأى فى هذا الموضع تدل على الوحدة الإيمانية ق نفوس 
المسلمين : إن المؤمن الذى يتصدى لإصلاح من هذا النوع قد يكون غير وارث ٠‏ 
ولا هر من الموصى لهم . ولا هو الموصى ٠‏ إنما هو مجرد شاهد . وهذه الشهادة تجعله 
يسعى إلى التكافل الإيمان + فكل قضية تمس المؤمن إنما تمس كل المؤمنين . فإن 
حدث جنف فهذا يثير الخوف فى المؤمن لأن نتيجته قد تصيب غيره من المؤمنين 
ولو بغير قصد . وهكذا نرى الوحدة الإممانية . إن الإيمان يمزج المؤمنين بعضهم 
ببعض حتى يصيروا كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء 
بالسهر والجمى . 


وهذا قعندما يتدخل المؤمن الذى لا مصلحة مباشرة له فى أمر الإرث أو الوصية 
ليصلح من هذا الأمر فإن الحق يثييه بخير الجزاء . 





هو ١‏ ااحمص وص ص بص صحمص حصوحصحمصحصت 

والحق سبحانه قال  :‏ قمن خاف من موص جنقاً أو إثيأ فأصلح بينهم فلا إثم 
عليه إن الله غفور رحيم »» وهذا القول يلفتنا إلى أن الإنسان إذا ما عزم على اتخاذ 
أمر فى مسألة الوصية فعليه أن يستشير من حوله . وأن يستقبل كل مشورة من اهل 
العلم والحكمة . وذلك حتى لا تنشأ الضغائن بعد أن يبرم أمر الوضية إبراما نهائيا: . 
أى بعد وفاته . والحق قد وضع الاحتياطات اللازمة للإصلاح أمر الوصية إن جاء بها 
ما يورث المشاكل ؛ لأن الحق يريد. أن يتكاتف المؤمنون فى وخدة إيمانية » لذلك 
فلابد من معاجة الانحراف بالوقاية منه وقيل أن يقع .. ولذلك يقول رسول الله صل 
إئله عليه وسلم : 


د مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب 
بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على 
من فوقهم فقالوا لو أننا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا 
هلكوا جميعا. وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا, 240 


والحديث الشريف يضرب المثل على ضرورة التأزر والتواصي بين المؤمنين حماية 
هم . فهؤلاء قوم اقتسموا سفينة بالقرعة . والاستهام هو قرعة لا هوى لا . وسكن 
بعضهم أسفل السفينة حسب ماجاء من نتيجة الاستهام » وسكن بعضهم أعل 
السفينة . لكن الذين سكنوا أسفل السفينة أرادوا بعضا من الماء » واقترح بعضهم 
أن يخرقوا السفينة للحصول عل الماء » وبرروا ذلك بأن مثل هذا الآمر لن يؤذى من 
يسكنون فى النصف الأعلى من السفينة . ولوأنهم فعلوا ذلك . ول يمتعهم الذين 
يسكنون فى النصف الأعلى من السفينة لغرقوا جميعا : لكن لو تدخل الذين يسكنون 
فى النصف الأعلى من السفينة لمنعوا الغرق . وكذلك حدود الله . فعلى المؤمئين أن 
يتكاتفوا بالتواصى فى تطبيقها » فلا يقولن أحد : « إن ما يحدث من الآخرين لاا شأن 
لى به ٠‏ لأن أمر المسلمين يهم كل مسلم . ولذلك جاءت آية قال فيها سيدنا أبوبكر 
رضى الله عنه : ٠‏ هناك آية تقرأونها على غير وجهها ٠‏ أى تفهمونها على غير معناها . 
والآية عى قرل الحق : 





)١(‏ رواء البخارى والترمذى ورواه أحمد فى مسنده عن النعيان بن يشير 


تسيو وي وو عدا 


2 امم و اسه 2864م سم م 


عد عمو 
2 ( وأتقرأ فئنة لا نصيين لين ظلموا نكم اس ا نأش َدِيدُ 
لَب © )» 
و سورة الانفال ) 


ويقول شيخنا ٠‏ حسنين محلوف ؛ مفتى الديار الفربية الاسبق فى شرح هذه 
الآية : أى احذروا ابتلاء الله فى من قد تنزل بكماء تعم المسبىء وغيرهم . كالبلاء 
والقحظ والغلاء .. وتسلط الجبابرة وغير ذلك . والمراد تحذير من الذنوب التى هى 
أسباب الابتلاء » كإقرار المتكرات والبدع والرضا ببا. والمداهنة فى الأمر 
بالمعروف . وافتراق الكلمة فى الحق . وتعطيل الخدود . وفشو المعاصى ٠‏ ونحو 
ذلك . وفيها رواه البخارى : عندما قال رسول الله صل الله عليه وسلم :؛ ويل 
للغرب امن .شر قد. اقترتٍ . ...فقيل اله" أمبلك وفيناا الضادليون ؟ قال :' وانعم إذا كثز 
الخيث غ230 : 


إذن فلا يعتقد مسلم أنه غير مسئول عن الفساد الذى يستشرى فى المجتمع ٠‏ بل 
عليه آل تحلى :وان زنيه . ولذلك نجد أن حكمة الحق قد فرضت الدية على العاقلة » 
أى على أهل القائل . لأنهم قد يرون هذا القاتل وهو يمارس الفساد ابتداء » فلم 
بردعه أحد منهم , لكنبم لو ضر بوا على يده من البداية لما جاءهم الغرم بدفع الدية » 
لذلك فعندما تبمع قول الله عز وجل : «فمن نخاف من موص جنفا » إياك أن 
تقولء : لا شان لى هذا الأمر لا . إن الأمر يخصك وعليك أن تحاول الإصلاح بين 
الموصى له . وبين الورثة . وقوله الحق : ١‏ قلا إثم عليه ٠‏ يعنى عدم إدخخاله فى دائرة 
الذين يبدلون القول والتى تناولتاها بالخواطر قبل هذه الآية . بل لك ثواب على 
تدخلك ؛ فانت لم تبدل حقا يباطل ٠‏ بل تزحزح باطلا لتؤسس حقاً ٠‏ وبذلك 
ُرَطبٌ قلب الوارث على ها نقص منه .. وتقيم ميزان العدل بالنصيحق » وتسحى 
نفسه ليقبل الوصية بعد تعديلها بما يرضى شريعة الله . إن الله يريد إقامة ميزان 
العدل وأن يتاكد الاستطراق الصفائى بين المؤمنين فلا تورث الوصية شروراً . 





. رواه البخارى ى صحيحه فى الفتن‎ )١( 


بح يوبن صمح حوحصححصحوح 2٠‏ 049 


ويقول الحق بعد ذلك : 


+18 يَتأَيَاألَدِنَ ماكب عَلِكُمْ ا 
كت علا امتح ح من قِلِصكم ملك تَذّفو نَ قُونَ 7) +4 


والحق سبحانه يبدأ هذه الاية الكريمة بترقيق الحكم الصادر بالتكليف القادم وهو 
الصيام فكأنه يقول : وياهن أمنتم بى واحببتموى لقد كتبت عليكم الصيام » . 
وعندما يأق الحكم ممن آمنت به فأنت تثق أنه بخصك بتكليف تأ منه فائدة لك . 
وأضرب هذا المثل - ونه الثل الأعلل “هت آئلك مخاظى: ايلك آمر كيه مقفةا: 
لكن نتائجه مفيدة . فأنت لا تقول له : دياابنى افعل كذاه لكنك تقول له : 
« يا ب افعل كذا.» وكأنك تقول له : و يا صغيرى لا تأخذ العمل الذى أكلفك به بما 
فيه من مشقة بمقابيس عقلك غير الناضج . ولكن خذ هذا التكليف بمقاييس عقل 
وتجرية والدك » . 


والمؤمنون يأخذون خطاب الحق نهم به يا أيها الذين آمنوا ؛ بمقياس المحبة لكل 
مايأق منه سبحانه من تكليف حتى وإن كان فيه مشقة . والمؤمنون بقبوهم للإيمان إنما 
يكونون مع الحق فى التعاقد الإيمان » وهو سبحانه لم يكتب الصيام على من لا يؤمن 
به ؛ لأنه لا يدئخل فى دائرة التعاقد الإيمانى وسيلقى سعيرا . والصيام هو لون من 
الإمساك ؛ لأن معنى وصام» هو «أمسك » والحق يقول : 


4 
عدء اميم 1 


125222 يرومع 6 م 
ف فَإِمَارينَ من لبد أحدا قفر د إل تدَْثْ لمن رم د اكلم اليو مإيا» 
(من الآية 10 صسورة عريم ) 


وهذا إمساك عن الكلام . إذن فالصوم : معناه الإمساك ٠‏ لكن الصوم 
النشريعى يعتى الصوم عن شهوق البطن والفرج من الفجر وحتى الغروب . ومبدأ 


جرس سو يبيب سح سدس و ا سي سي سس س1 


اق 
صمح حو هحوه. 206954299 ودب 

الصوم لا يختلف من من إلى انخر. فقد كان الصيام الركن التعبدى موجودا فى 
الديانات السابقة على الاسلام . لكله كان إما إمساكا مطلقا عن الطعام .. وإما 
إمساكا عن ألوان معينة من الطعام كصيام النصارى . فالصيام إذن هو متيج لتربية 
الانسان ىق الأديان . وإن اختلفت الآيام عدد! . وإن اختلفت كينية الصوم ويديل 
الح الآية الكريمة بقوله : « لعلكم تتقون ٠‏ . ونعرف أن معنى التقوى هو أن نجعل 
بيننا وبين صفأت الحلال وقأية . وأن نتقى بطش الله . ونتقى النار وهى من أثار 
صفات الجلال . وقوله الح : ٠‏ لعلكم تتفون » أى أن حبذب ونشذب سلوكنا 
فنتعد عن المعاصى . والمغاصى ( النفس ا كما مق شره ماديتها إلى أمر ما 
والصيام كأ تعلم يضعف ير ة المادية وحدتها وتسلطها فى الحسد . ولذلك يقول ضلى 
الله عليه وسلم للشباب المراهق وغيره : 


٠‏ بامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحضن 
للفرجخ كن 0 يسنطع فعليه بالصوم فإنه له وججاء ار 


وكأن الصوم يشذب شِرٌة المادية فى الجسم الشاب . وإن تقليل الطعام يعنى نقليل 
وقود المادة . فيقل السعار الذى يدفع الانان لارتكاب المعاصبى . والصيام فى 
رمضان يعطى الإنسان الاستقامة لمدة شهر . ويلحظ الإنسان حلاوة الاستقامة 
فيستمر بها بعد رمضان . والحق لا يطلب منك الاستقامة فى رمضان فقط . إنما هو 
سبحانه قد اصطفى رمضان كزمن تتدرب فيه على الاستقامة لتشيع من بعد ذلك فى 
كل حياتك + لأن اصطفاء الله لزمان أو اصطفاء الله لمكان أو لإنسان ليس لتدليل 
الزمان , ولا لتدليل المكان . ولا لتدليل الإنسان . وإنما يريد الله من اصطفائه 
لرسول أن يشيع أثر اصطفاء ء الرسول فى كل الناس . ولذلك نجد تاريخ الرسل مليئا 
بلق ,السب وما حال مل أن لظ رسن منقها ارول وها هخ عليه 
هو. فال لم يضطفه ليدلله . وإغا إصطفاه ليجعله أسوة ‏ 


وكدلك صصقل الله من الزمان أياما لا ليدللها عل بقية الأزمنة 1٠‏ ولكن لأنه 
سبحانه وتعالى يريد أن يشيع اصطفاء هذا الزمان فى كل الأزمنة . كاصطفائه لأيام 


لد 


. رواه البخارى ومسلم والنائى وابن ماجه وأحمد واليبهقن‎ )١( 


و ددا كمهت +2>. 2224250 حم نححيصحس 


رمضان . والحق سبحانه وتعالى يصطفى الأمكنة ليشيع اصطفاؤها فى كل الأمكنة . 
وعندما تسمع من يقول : «زرت مكة والمدينة وذقت حلاوة الشفافية والإشراق 
والتنوير . ونسيت كل شىء ٠‏ . إن من يفول ذلك يظن أنه يمدح المكان . وينسى أن 
المكهان يفرح عندما يشيع اصطفاؤه فى بقية الأمكنة ؛ فانت إذا ذهبت إلى مكة لتزور 
البيت الحرام . وإذا ذهبت إلى المدينة لتزور رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلماذا 
لا تتذكر فى كل الأمكنة أن الله موجود فى كل الوجود . وأن قيامك بأركان الإسلام 
وسلوك الإسلام هو تقرب من الله ومن رسول الله صل الله عليه وسلم . 


ضحيح إن تعبدك وأنث فى جوار بيت الله . يتميز بالدقة وحسن النية . كأنك 
وأنت فى جوار بيت الله وى حضرة رسول الله تستحى أن تفعل معصية . وساعة 
تسمع ه الله أكبر ‏ تنبض للصلاة وتخشع . ولا تؤذى أحدا . إذن لماذا لا يشيع هذا 
السلوك منك فى كل وقت وفى كل مكان ؟ إنك تستطيع أن تستحضر النية التعبدية فى 
أى مكان . وستجد الصفاء التفبى العالى . 


إذن فحين يصطفى الله زماناً أو مكاناً أو يصطفى إنساناً إنما يشاء الحق سيحانه 
وتعالى أن يشيع اصطفاء الإنسان في كلى الناس . واصطفاء المكان فى كل الأمكنة . 
واصطقاء الزمان فى كل الأزمنة ٠‏ ولذلك أتعجب عندما أجد الناس تستقبل رمضان 
بالتسبيح وبآيات القرأن وبعد أن ينتهى رمضان ينسون ذلك.. وأقول هل جاء 
رمضان ليجرس لنا الدين . أم أن رمضان يجىء ليدربنا على أن نعيش بخلق الصفاء 
فى كل الأزمنة ؟ 


وقوله الحق : ؛ كتب عليكم الصيام كيا كتب على الذين من قبلكم » يدلنا على أن 
المسلمين. ليسوا بدغا فى مسألة الصو ٠»‏ بل سبقهم أناس من قبل إلى الصيام وإن 
اختلفت شكلية الصوم . وساعة يقول الحق : « كتب عليكم الضيام ٠‏ فهذا تقرير 
للمبدأ . مبدأ الصوم . ويُفصّل الحق سبحانه المبدأ من بعد ذلك فيقول : 





مْدزة النمنظ 
ب 





< أيَْامَامَعَدُودَات فم كار ِنَم 
يا َوعَللٌ سَمرِ يناوأ ل 


مع 2 م 00 ِه 0 


0 8 م مه 1 0 2 
وو 1 3 7 2 تمر © 4ه 


وكلمة « أياما »“تدل على الزمن وتأتى مجملة ٠‏ وقوله الحق عن 
طك الأيام : إنها + معدودات » يعتى أنها ايام قليلة ومعروفة ٠‏ ومن 
9 سير جع 
رمَصََانَ! تلض ٍآلشرءانُهْدَى يتسا 


َيَتسيالمدطا ادك سس دوخ طهر 

موسا وَعللَ سَفَرِفَعِدَةينَ 

بسار قرو سافن وَلايرِيِدُ بحكم 

الشدرة وَلتُكمِنوا لَهِدَءَ وَاتُكيرو َه عن ما 
هَدَسْي وَمَلَّحكُمْ تَدُكرُوت 7 4ه 


إذن,فمدة الصيام هى شهر رمضان , ولأنه سبحانه العليم بالضرورات التى تطرأ 





5 1 
) 


حر ححص ك9 +22 حم صمت 


على هذا التكذيف فهو يشرع هذه الضرورات . وت تشريع الله لرخص الضرورة إعلام 
نا بأنه لا يصع طلقا لآى إنسان أن يخرج عن إطار الضرورة التى شرعها الله » 
فبعض من الذين يتفلسفرن من السطحيين يحبون أن يزينوا لأنفسهم الضرورات التى 
تبيح هم الخروج عن شرع الله , ويقول الواحد منهم 


+  #ءمالو‎ 


«لابحكتت اتنا انها » 
( من الآية 785 سورة البقرة ) 

ونقول : : إنك تفهم وتحدد الوْسِمْ على قدر عقلك ثم تقيس التكليف عليه . برغم 
أن الذى خلقك هو الذى يُكلف ويعلم أنك ب تسع التكليف . وهو سبحانه لا يكلف 
إلا عمافى وسعك ؛ ليل أن. للشزع سبحا يسلى الرغتقنة فقلما يكز التكليف 
ليس فى الوسع . ولنر رحمة الحق وهو يقول : « فمن كان منكم مريضاً أو على سفر 
فعدة من أيام أخر » . وكلمة : مريضاً » كلمة عامة . وأنت فيها حجة على نفسك 
وبأمر طبيب مسلم حاذق يقول لك لعل 0 يي ون 
مزمنة ف , د بعض الأحيان . ولذلك تلرم الغدية بإطعام مسكي 


وكذلك يرخضى الله لك عندما تكون ؛ على سفر » . وكلمة ٠‏ سفر ٠‏ هذه مأخذوة 
من المادة التى تفيد الظهور والانكشاف . ومثال ذلك قولنا : : أسفر الصبح ٠‏ . 
وكلمة « سفر » تفيد الانتقال من مكان تقيم فيه إلى مكان جديد . وكأنك كلما مشيت 
خطوة تنكشف لك أشياء جديدة . والمكان الذى تنتقل إليه هو جديد بالنسبة لك . 
حتى ولو كنت قد اعتدت أن تافر إليه ؛ لأنه يصير فى كل مرة جديدا لها ينشأ عنه من 
ظروف عدم استقرار فى الزمن 5 صحيح أن شيئاً من المبا والشوارع لم يتغير. 
ولكن الذى يتغير هو الظروف التى تقابلها : وصحيح أن ظروف السفر فى زماتنا قد 
اختلفت عن السفر من قديم الزمان . 


إن المشقة فى الانتقال قديماً كانت عالية . ولكن لنقارن سفر الأمس مع سفر اليوم 
من ناحية الإقامة . وستجد أن سفر الآن بإقامة الآن فيه مشقة . ومن ال أن 
الذين ينائشون هذه الرخصة ه ينأقشونها ليمنعوا الرخصة ٠‏ ونقول هم 5 : اعلموا أن 


لللس-ا-اادا-يح-إإ يإ يي يب سس بيو يي 


ود 0 ١‏ 
جص مح وص جب بجح .و وجو 4--22009 10704 


تشريع الله للرخص ينقلها إلى حكم شرعى مطلوب ؛ وى ذلك يروى لنا جابر 
ابن عبدالله رضى الله عنه قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم. فى سر فراى 
زحامًا ورجلا قد ظلّل عليه فقال : و ما هذا ه فقالوا : صائم فقال : « ليس من البر 
الصوم فى السفر »90 . 


وعندما تقر النص القرآنى تجده يقول : .فمن كان منكم عريضاً أو على سفر . 
.فعدة من أيام أخير ه أى أن تحرد وجود فى السفر يقتضى الفطر والقضاء فى أيام آخرء 
ومعتى ذلك أن الله لا يقبل منك الصيام » صحيح أنه سبحانه لم يقل لك : ٠‏ افطر » 
ولكن محرد أن نكون مريضاً مرضاً مؤقتا أو مسافرا فعليك الصوم فى عدة أيام أخر 
وأنت لن تشرع لنفسك . 


5 ولنا فى رسول الله أسوة حسنة فقد نهى عن صوم يوم عيد الفطر . لأن عيد الفطر 
سُمى كذلك , لأنه يحفق بهجة المشاركة بنهاية الصوم واجتياز الاختبار . فلا يصح 
فيه الصوم . والصوم فى أول أيام العيد إثم » لكن الصوم فى ثانى أيام العيد جائز ‏ 
لحديث من أب هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠‏ نمى عن 
صيام يومين ؛ يوم الفطر ويوم الأضحى ف" 


وقد يقول قائل : ولكن الصيام فى رمضان يختلفف. عن الصوم ف أيام آخر ؛ لان 
رمضان هو الشهر الذى أنزل فيه القرآن . وأقول : إن الصوم هو الذى يتشرف 
بمجيئه فى شهر القرآن . ثم إن الذى أنزل القرآن وفرض الصوم فى معان افق 
سبحانه الذى وَجَب الترخيص بالفطر للمريضى أو المسافر ونقله إلى أيام أخخر فى غير 
رمضان . وسبحانه لا يعجز عن أن يبب الأيام الاخر نفها التجليات الصفائة التى 
يهبها للعيد الصائم فى رمضان . إن الحق سبحانه حين شرع الصوم فى رمضان إثما 
أراذ أن يشيع الزمن الضيق ‏ زمن رمضان فى الزمن المتسع وهو مدار العام . ونحن 
نصوم رمضان ق الضيف ونصومه 9 الشتاء وق اخريف والر بيع ٠‏ إذن فرمضاكت مر 
عل كل القام . 





. أخرجه ابخارى فى كتاب الصوم‎ )١( 
(؟)دياة ملم‎ 


0900099 3339+ آ+00:4260‎ ١ 2 


ويقول الحق : ؛ وعلى الذين يطيقؤنه فدية طعام مسكين ؛ والطوق هو القدرة » 
فيطيقونه أى يدخل فى قدرتهم وفى قولهم ٠‏ والفدية هى إطعام مسكين . 

ويتساءل الإنسان : كيف يطيق الإنسان الصوم ثم يؤذن له بالفطر مقأبل فدية 
هى إطعام مسكين ؟ وأقول : إن هذه الآية دلت على أن فريضة الصوم قد جاءت 
بتدرج ؛ كما تدرج الحق فى قضية الميراث : فجعل الامر بالوصية » وبعد ذلك نقلها 
إلى الثابت بالتوريث ؛ كذلك أراد الله أن يخرج أمة محمد صلى الله عليه وسلم من 
دائرة أنهم لا يصومون إلى أن يصوموا صياماً يُخْيْرَهُم فيه لأنهم كانوا لا يصومون ثم 
جاء الأمر بعد ذلك بصيام لا خيار فيه » فكأن الصرم قد كُرض أولا ياختيار » وبعد 
أن اعتاد المسلمون وألفُوا الصوم جاء القول الحق: « فَمَنْ شهد منكم الشهر فليصمه » 
وفى هذه الآية لم يذكر الحق الفدية أو غيرها . إذن كانت فرضية الصوم أولاً 
اختيارية بقوله الحق : : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ؟ ء ثم جاء القراز 
الارتقائى » فصار الصوم فريضة محددة المدة وهى شهر رمضان 3 شهر رمضان الذى 
أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمّن شهد منكم الشهز 
فليصمه ؛ وبذلك انتهت مسألة الفدية بانسبة لمن يطيق الصوم ٠‏ أما الذى لا يطيق 
أصلاً بأن يكون مريضا أو شيشا ؛ فإن قال الأطباء المسلمون : إن هذا مرض : لا 
يرج شفاؤه » نقول له : أنت لن تصوم اياما آخر وعليك أن تفدى . 

لقد جاء تشريع الصوم تدريجيا ككثير من التشريعات التى تتعلق بنقل المكلفين 
من إلف العادات » كالخمر مثلاً والميسر والميراث » وهذه أمور أراد الله أن يتدرج 
فيها. ويقول قائل : ما دام فرض الصيام كان اختيارياً فلماذا قال الحق بعد الحديث 
عن الفدية ١‏ فْمَّْ تطوع خيراً فهو خير له » ؟ ١‏ 

وأقول : عندما كان الصوم أختيارياً كان لابد ايضاً من فتح باب الخير والاجتهاد 
فيه » قمّنَ صام وأطعم فسكيئآ فهذا أمر مقبول منه . ومن صام واطعم مسكينين » 
فذاك أمر أكثر قبولاً . ومن يدخل مع الله من غير حساب يؤتيه الله من غير حساب » 
ومَنْ يدخل على الله يحساب ٠‏ يعطيه الحق بحساب ٠‏ وقول الحق : : وأن تصوموا 
خير لكم » هو خخطوة فى الطريق لتأكيد فرضية الصيام ٠‏ وقد تآكد ذلك الفرض بقوله 
الحق : « فم شهد منكم الشهر فليصمه »© ولم يات فى هذه الآية بقوله : ٠‏ وآن 





حصبعح صصح نه بخص ص موص صوص صمو الا ههه 
تصوموا خير لكم » لأن المسالة قد اتتقلت من الاختيار إلى الفرض'. 


إذن فالصيام هو منبج لتربية الإنسان . وكان موجوداً قبل أن يبعث الح سيدنا 
رسول الله صل الله عليه وسلم ع وعندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم دخل 
الصوم عل المسلمين اختبارياً فى البداية » ثم فريضة من بعد ذلك . وقد شرع الله 
الصوم فى الإسلام بداية بأيام معدودة ثم شرح لنا الايام المعدودة بشهر رمضان . 


والذى يطمئن إليه خاطرى أن الله بدأ مشروعية الصوم بالأيام المعدودة » ثلاثة 
أيام من كل شهر وهو اليوم العاشر والعشرون . والثلاثون من أيام الشهر . كانت 
تلك هى الأيام المعدودة التى شرع الله فيها أن نصوم ؛ وكان الإنسان مخيرا فى تلك 
الأيام المعدودة : إن كان مطيقا للصوم أن يصوم أو أن يفتدى . آما حين شرع الله 
الصوم فى رمضان فقد أصبح الصوم فريضة تعبدية وركنا من أركان الإسلام » وبعد 
ذلك جاءنا الاستئناء للمريض و«لمسافر . 


إذن لنا أن نلحظ أن الصوم فى الإسلام كان على مرحلتين : المرحلة الأولى : أن 
الله سبححانه وتعالى شرع صيام أيام معدودة , وقد شرحنا أحكامها . والمرحلة الثانية 
هى ,تشريع الصوم فى زمن عحدود . . شهر رمضان , والعلماء الذين ذهبوا إلى جواز 
رفض إقطار المريض وإفطار المسافر لأنهم ل يرغبوا أن يردوا حكمة الله فى التشريع ع 
أقول لهم : إن الحق سبحانه وتعالى حين يرخص لابد أن تكون له حكمة أعلى من 
مستوى تفكيرنا » وأن الذى يؤكد هذا أن الحق سبحانه وتعالى قال : « فمن كان 
منكم مريضا أو على سفر» . 


أى أن صوم المريض والمسافر قد انتقل إلى وقت الإقامة بعد السفر . والشفاء من 
ا مرض ٠‏ فالذين قالوا من العلماء : هى رخصة ٠‏ إن شاء الإنسان فعلها وإن شاء 
تركها , لابد أن يقدر فى النص القرآنى « فمن كان منكم مريضا أو على سفر» ع 
فأفطر. «فعدة من أيام أخر » . ونقول : مالا يجتاج إلى تأويل فى النص أولى فى 
القهم نما يحتاج إلى تأويل . وليكن أدبنا قى التعبير ليس أدب ذوق ؛ بل أدب طاعة ؟ 
لان الطاعة فوق الأدب . 





١١‏ حعمحصحهجت صصص مص نوص حفص 

إذن فالذين يقولون هذا لا يلحظون أن الله يريد أن يخفف عنا . ثم ما الذى يمنعنا 
أن نفهم أن الحق سبحانه وتعالى أراد للمريض وللمساقر رخصة واضحة '. فجعل 
صيام أى مغبيا فى عدة من الأيام الأخر . فإن صام فى رمضان وهو مريض أو على سفر 
فليس له صيام ء أى أن صيامه لا يعتد به ولا يقبل منه . وهذا ما أرتاح إليه » ولكن 
علينا أن ندخل فى اعتبارنا أن المراد من المرض والسفر هنا . هو ما يخرج مجموع 
ملكات الإنسان عن سويتها . 5 ا 

وما معنى كلمة ه شهر» التى جاءت فى قوله : وفمن شهد منكم الشهر 
فليصمه »؟ . إن كلمة « شهر ؛ فأخوذة من الإعلام والإظهار . وما زلنا نستخدمها 
فى الصفقات فتقول مثلا : لقد سجلنا البيع فى « الشهر العقارى » أى نحن تُْلِمُ 
الشهر العقارى بوجود صفقة . حتى لايأق بعد ذلك وجود صفقة عل ضفقة . 
فكلمة ٠‏ شهر » معناها الإعلام والإظهار . وسّميت الفترة الزمنية م شهراً ه لماذا ؟ 
لأن لها علامة تظهرها . ونحن نعرف أنتا لا نستطيع أن نعرف الشهر عن طريق 
الشمس ؛ فالشمس هى سمة لمعرفة تحديد اليوم . فاليوم من مشرق الشمس إلى 
مشرق آخخر وله ليل ونهار. 


ولكن الشمس ليست فيها علامة مميزة سطحية ظاهرة واضحة تحدد لنا بدء 
الشهر . إنما القمر هو الذى يحدد تلك السمة والعلامة بالحلال الذى يأق فى أول 
الشهرء ويظهر هكذا كالعرجون القديم . إذن فاللال جاء لتمييز الشهر. 
والشمس لتميبز النبار » ونحن نحتاج لما معا فى تحديد الزمن . 


إن الحق سبحاته وتعالى يربط الأعال العبادية بآيات كونية ظاهرة التى ههى 
هلال . وبعد ذلك نتأخذ من الشمس اليوم فقط ؛ لأن الملال لا يعطيك اليوم . 
فكأن ظهور الحلال على شكل خاص بعدما يأق المحاق وينتهى ٠‏ فميلاد الهلال بداية 
إعلام وإعلان وإظهار أن الشهر قد بدأ . ولذلك تبدأ العبادات منذ الليلة الأول فى 
رمضان ؛ لأن العلامة ‏ الال مرتبطة بالليل . فنحن نستطلع الحلال فى المغرب » 
فإن رأيناه نقل شهر رمضان بدأ . ولم تختلف هذه المسألة لأن الخبار لا بسيق الليل . 
إلا فى عبادة واحدة وهى الوقوف بعرفة » فالليل الذى يجىء بعدها هو الملحق بيوم 
عرقه . 


وكلمة « رمضان » مأخوذة من مادة ( الراء ‏ والميم - والضاد ) ٠‏ وكلها تدل عل 





1 دزو التق 
سصلبححصص سح و ووح :09 20022290220293 م 


الحرارة وتدل على القيظ + ورمض الإنسان » أى حر جوفه من شدة العطش..ء. 
وه الرمضاء 5 أى الرمل الخار . وعندما يقال | « رمضت الماشية » أى أن الخر أصاب 
خفها فلم تعد تقوى أن تضع رجلها على الأرض ٠‏ إذن فرمضان مأخوذ من الحر ومن 
القيظ . وكأن الناس حينم أرادوا أن يضعوا أسياء للشهور جاءت التسمية لرمضان فق 
وقت كان حاراً . قسموه رمفان كما أغهم ساعة سموا مثلا ٠‏ ربيعاً الأول وربيعا 
الآخرء كان الزمن متفقاً مع وجود 8 . وعندما سموا حمادى الأولى وحمادق 
الآخرة ه كان الماء عمد ق هذه الأيام . 


فكأهم لاحظوا الأوصاف فى الشهور ماعة التسمية . ثم ذار الزمن العربى 
الخاص المحدد بالشهور القمرية فى الزمن العام للشمس . فجاء رمضان فى صيف ٠.‏ 
وجاء فى خريف . لكن ساعة التسمية كان الوقت حارأ . 


وهب أن إنسانا جاءه ولد جميل الشكل .. فسياه « جميلا » . وبعد ذلك مرض 
والعياذ بالله بمرض الجدرى فشوه وجهه . فيكون الاسم قد لوحظ ساعة التسمية ٠‏ 
وإن ظرأ عليه فيها بعد ذلك ما يناقض هذه التمية . وكأن الحق سبحانه وتعالى حينم 
هيأ مره البشرية الواضعة للألفاظ أن يضعوا لهذا الشهر ذلك الاسم ٠‏ دل على 
المشقة لتى تعترى الصائم فى شهر رمضان . وبعد ذلك يعطى له سبحانه منزلة تؤكد 
قشل :1 لقي الى لجا لقره وناك زلا جلاعي غناي لل : 
والصوم امتناع عن الاقتيات . فمنزلة الشهر الكريم أنه يربى البدن ويربى النفس ٠‏ 
فناسب أن يوجد التشري بع فى تربية البدن وتربية القيم مع الزمن الذى جاء فيه القرآن 
بالقيم ٠‏ : شهر ومضان الى أنزل فيه القرآن ؛ . وإذا سمعت ه أنزل فيه القرآن » 
فافهم أن هناك كليات « أنزل » وونْرّلء وونزل »ء٠‏ فإذا سمعت كلمة وأنزل» 
تجدها منسوبة إلى الله دائيا : 


م إِنَاآأرَلَه ف لَبْله القَدْرج » 
(سورة القدر) 
أما فى كلمة و نَزَّلَه فهو سبحانه يقول : 


« ْلَب به ألو الأمين عامل 4 
( سورة الشعراء ) 


77777777 0ك 0 


ا 
ص محص حصمصت بو حصحمحصن وحصصموحه 


وقال الحق : 
َل الملتيكة 4 


( من الآبة 4 سورة القدر) 
إذن فكلمة « أنزل » مقصورة على الله » إنما كلمة « نَزُلٌ » تأق من الملائكة » 
وه نَزّلَ » تأق من الروح الأمين الذى هو ١‏ جبريل ؛ » فكأآن كلمة « أنزل » بهمزة 
التعدية » عدت القرآن من وجوده مسطورا فى اللوح المحفوظ إلى أن يبرز إلى الوجود 
الإنسانى ليباشر مهمته . 


وكلمة ‏ نْرَلَ ٠‏ وه نَزْلَ » نفهمهها أن الح أنزل الفرآن من اللوح المحفوظ إلى 
السماء الدنيا مناسباً للأحداث قتاسا للظروف ٠‏ فكان الإنزال قَ رفضان جاء مرة 
واحدة . والناس الذين بهاحموننا يقولون كيف تقولون : إن رمضان انزل فيه القرآن 
مع أنكم تشيعون القرآن فى كل زمن . فينزل هنا وينزل هناك وقد نزل فى مدة 
الرسالة المحمدية ؟ 


نقول هم : نحن لم نقل إنه « نزل ه ولكننا قلنا « «أنزل وء فأنزل : تعدى من 
العم الأعل إلى أن يباشر مهمته فى الوجود . وحين يباشر مهمته فى الوجود ينزل منه 
« النجم  »‏ يعنى القسط القرآن - موافقا للحدث الأرضى ليجىء الحكم وقت 
حاجتك فيستقر فى الأرض ٠‏ إغا لو جاءنا القرآن مكتملا مرة واحدة فقد يجوز ان 
يكون عندنا الحكم ولا نعرفه . لكن حينها لا يجىء الحكم إلا ساعة نحتاجه ٠.‏ فهو 
صفق ف تفويقاا. 


وأضرب هذاامثل ‏ وله المثل الاعلى _ أنت مثلا تريد أن تمهز صيدلية للطوارىء 
فى المنزل . وأنت تضع فيها كل ما بخص الطوارىء التى تتخيلها » ومن الجائز أن 
يكون عندك الدواء لكنك لست فى حاجة لهء أما ساعة تمتاج الدواء وتذهب 
لتصرف تذكرة الطبيب من الصيدلية . عندئذ لا يحدث لبس ولا اختلاط . فكذلك 
حين يريد الله حكياً من الأحكام ليعالج قضية من قضايا الوجود فهو لا ينتظر حتى 
ينزل فيه حكم من الملا الأعلى من اللوح المحفوظ . إنغا الحكم موجود فى السياء 
الدنيا » فيقول للملائكة : تنزلوا به ٠‏ وجبريل ينزل فى أئ وقت شاء له الحق أن 





ون القت 
حبص حص وو حووو 220960-04 000707٠١‏ 
ينزل:من أوقات البعثة المجمدية . أو الوقت الذى أراد الله سبحانه وتعالى أن يوجد 
فيه الحكم الذى يغطى قضية من القضايا . 


إذن فحينا يوجد من يريد أن يشككنا نقول له : لا . 
نحن غلك لغة عربية دقيقة » وعندنا فرق بين « أنزل » وه تله وه نول » . 
ولذلك فكلمة «نزل» تأق للكتاب . وتأق للنازل بالكتاب يقول تعالى : 


10 


«ا يليه از الْأبين و » 


ومورة الشمراء) 
ويقول سبحانه : 


اس سمه سمه 


وبألحق الزلئله وحن نزل 
ومن الآية ٠١9‏ سورة الاسراء ) 
وكان بعض من المشركين قد تساءلوا : لماذا لم ينزل القرآن جملة واحدة 4. وانظر 
إلى الدقة فى الحئة التى أراد الله ا نزول القران فقد قال الحق : 


1000 


مم وم م رد سه ه >دي 3 
© وَكَلَ الذي كفروا لَوَلَا 17 عله لمان ل واحدة كلك لبت بد 
ويه 2 
ادك وَرَنْلسه زَيلا © * 
وسورة الفرقان ) 


وعندما نتأمل قول الح : ه.كذلك ه قهى تعنى أنه سيحانه أنزل القرآن على اهيئة 
التى نزل بها لزوما لتثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وبلم والمؤمنين . ولو نزل 
مره ولنكدة لكان تكليفا واعدا : وأحداث الدعوة شتى وكل لحظة تحتاج إل ميك . 
فحين يأ الحدث ينزل نجم قرأى فيعطى به الحق تثبيتا للنبى صل الله عليه وسلم ع 
وأضرب مثلا بسيطا ‏ ولله المثل الأعلى والمنزه عن كل تشبيه أن ابنا لك يريد حلة 





© ندب 


جديدة أتحضرها له مرة واحدة » فتصادفه فرحة واحدة . أم تحضر له فى يوم ربطة 
العنق واليوم الذى يليه تحضر له القميص الجديد . ثم تحضر له « البدلة »؟. إذن 
فكل شىء يأتق له وقع وفرحة . 


والحق ينزل القرآن منجما لماذا ؟ ه لنثبت به فؤادك » ومعنى « لنثبت به فؤادك » أى 
أنك ستتعرض لمنغصات شتى » وهذه المنغصات الشتى كل. منها يحتاج إلى تَربيت 
عليك وتهدئة لك فيأق القسط القرآنى ليفعل ذلك وبنير أمامك الطريتي . ؛ كذلك 
لنتبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا » أى لم نات به مرة واحدة بل جعلناء مرتباً على حسب 
ما يقتضيه من أحداث . حتى يتم العمل بكل قسط . ويهضمه المؤمن ثم تأق بقسط 
آخر. ولنلحظ دقة الحق فى قوله عن القرآن : 

بعالا مام مم اا وما م وومةه صلاموم ماص 7 
« ولا بانوتك رمتل اتدل يلق ولْشنَ تَفسيرًا وه » 

35 (سورة الفرقان) 

إن المكفار هم اعتراضات . ويحتاجون إلى أمثلة . قلو أنه تزل حملة واحدة 
لاهدرزت هذه القضية ء وكذلك حين يسأل المؤمنون يقول القرآن : يكلونك عن 
كذا وعن كذاء ولو شاء الله أن يُتزل القرآن دفعة واحدة . فكيف كان يغطى هذه 
المسألة ؟ فهاداموا سوف يسألون فلينتظر حتى يسألوا ثم تاق الإجابة بعد ذلك . 


إذن فهذا هو معنى « أنزل » أى أنه أنزل من اللوح المحفوظ . ليباشر مهمته فى 
الوجود . وبعد ذلك نزل به جبريل . أو تتنزل به الملائكة على حسب الأحداث التى 
جاء القرآن ليغطيها . 


يعوك اللى يدر انول فيه لعزا عتق للنس. عزف أن كله هدي 
معناها : الشىء الموضل للغاية بأقصر طريق . فحين تضع إشارات فى الطريق 
الملتبسة . فمعنى ذلك أننا نريد للسالك أن يصل إلى الطريق بأيسر جهد. 
وه هدى » تدل على علامات لنهتدى بها يضعها الخالق سبحانه ١‏ لأنه لو تركها للخلق 
ليضعوها لاختلفت الأهواء . وعلى" فرض أننا سنسلم بأنهم لا هوى لهم ويلتمسون 
الحق . وعقوهم ناضجة . ستسلم بكل ذلك . ونتركهم كى يضعوا المعالم . 
ونتساءل : وماذا عن الذى يضع تلك العلامات . وبماذا يهتدى ؟, 


ننس يي بيس ب|إب_ببيبيي  /‏ ص سس يي لل 


صمح حمصممهن حمححمصحمص بره 


إذن فلابد أن يوجد له هدى من قبل أن يكون له عقل يفكر به . كا أن الذى 
يضع هذاالهدى لابد آلا ينتفع به » وعلى ذلك فالله سبحانه أغنى الأغنياء عن الخلق 
ولن ينتفع بأى شىء من العباد .. أما البشر فلو وضعوا « هدى » فالواضع سينتقع 
به » ورأينا ذلك رأى العين ؛ فالذى يريد أن يأخذ مال الأغنياء ويغتنى يخترع المذهب 
الشيوعى ٠‏ والذى يريد أن يمتص عرق الغير يضع مذهب الرأسمالية » مذاهب نابعة 
من الطوى » ولا يمكن أن يبر أحد من فلاسفة المذاعب نفسه من الحوى :“ال رأشيالى 
يقئن فيميل لهوى نفسه . الشيوعى بميل لنفسه . ونحن نريد من يُشرع لنا دون أن 
ع جما شرع . ولا يوجد من تتطابق معه هذه المواصفات إلا الحق سبحانه وتعالى 
قهو الذى يشرع فقط . وهو الذى يشرع لفائدة الخلق فقط . 


والذى يدلك على ذلك انك تجد تشريعات البشر تأق لتنقض تشريعات أخرى ٠‏ 
لآن البشر على فرض أنبم عالمون فقد يغيب عنهم أشياء كثيرة » برغم أن الذى يضع 
التشريع يحاول أن يضع 0 كل التصورات المستقبلية » ولذلك نجد التعديلات 
تجرى دائما على التشريعات البشرية ؛ لآن المشرع غاب عنه وقت التشريع حكم لم 
يكن فى باله , وأحداث الحياة جاءت فلفتته إليه ٠‏ فيقول : التشريع فيه نقص ولم 
يعد كلك ع تعدله , 

اق خنس يرز قسن رشير:الفاتيو زالايي الذى يسير عليه الناس بجانب عدم 
الانتفاع بالمنبج لابد أيضا أن يكون عالما بكل الحزئيات التى قد يأتى بها المستقبل » 
وهذا لا يتأق إلا فى إله عليم حكيم . ولذلك قال تعالى': 


عم مة ري إل معدي اقء > 


ان ل ا ند » 
(من الآبة *151 سورة الأنعام ) 


ستتبعون السبل . هذا له هوى . وفذا له هوى . فتوجد القوانين الوضعية التى 
تبددنا كلنا فى الأرض . لأننا نتبع أهواءنا التى تتغير ولا نتبع منهج من ليس له نفع فى 
هذه المسألة . ولذلك أقول : افطنوا جيدا إلى أن الهدى الحق الذى لا أعترض عليه 
هر هدى الله » « هدى للناس وبينات من المهدى والفرقان » . والقرآن فى حملته 
د هدى » والفرقان هو أن يضع ارقا فى أمور يلتبس فيها الحق بالباطل . فيأت التنزيل 
الحكيم ليفرق بين الحق والباطل . 





© ١ج‏ جح هج ح»ه جحج 462+ 2920242299929 


ويقول الحق : «فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفز 
فعدة من أيام أخرة . وحين تجد تعقيبا على قضية فافهم أن من شهد منكم الشهر 
فليصمه ولابد أن تقدر من شهد الشهر فليصمه إن كان غير مريض ء وإن كان غير 
مسافر , لابد من هذا مادام الحق قد جاء بالحكم , 


وه شهد ١‏ هذه تتقسم قسمين : « فمن شهد ‏ أى من حضر الشهر وأدركه وهو 
غير مريض وغير مسافر أى مقيم . ه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر 
يريد الله بكم البسر ولا يريد بكم العسر » . ونريد أن نفهم النص بعقلية من يستقبل 
الكلام من إله حكيم . إن قول الله : « يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر * . 


تعقيب عل ماذا ؟ تعقيب على أنه أعفى المريض وأعفى المافر من الميام . 
فكأن الله يريد بكم اليسر . فكأنك لو خالفت ذلك لأردث الله معسرا لا ميسرا والله 
لا يبمكن أن يكون كذلك . بل انت الذئ تكون معسراً عل نفك . فإن كان الصوم 
له قداسة عندك . ولا تريد أن تكون أسوة فلا تفطر أمام الناس ٠‏ والتزم بقول الله : 
: فعدة من أيام أخخر » لانك لو جتحت إلى ذلك لجعلت الحكم فى نطاق التعسير , 
فنقول لك : لا . إن الله يريد بك اليسر . فهل أنت مع العبادة أم أنت مع المعبود ؟ 
نت مع المعيود بطبيعة الإيان . 


وفثال آخر نجده فى حياتنا : هناك من يأتى ليؤذن ثم بعد الأذان يجهر بقول . 
« الصلام والسلام عليك يا سيدى يا رسول الله » يقول : إن هذا حب لرسول الله . 
لكن هل أنت تحب الرسول إلا بما شرع ؟ إنه قد قال : (إذا سمغتم النداء فقولوا 
مثلا يقول المؤذن ثم صلوا على )200 فقد سمح الرسول صل الله عليه وسلم لمن يؤدن 
ومن يسمع أن يصل عليه فى السر ء. لا أن يأى بصوت الأذان الأصيل وبلهجة الآذان 
الأصيلة ونصل عل النبى . لأن الناس قد يختلط عليها . وقد يفهم بعضهم أن ذلك 
من أصول الأذان . إننى أقول لمن يفعل ذلك : يا أخى . ألا توجد صلاة مقبولة على 
النبئ إلا المجهور با؟ لا... إن لك أن تصلى على النبى.. ‏ لكن فى سرك . 





)1١(‏ هذا الحديك أخرجه الإمامان اليخارى ومسلم . وأبوداود والإمدى والتائى وابن ماخه والإمام أحمد 
ق. مده عن أى نعيد الخندرق . 


57000 
صمح حمص صوص صحوحص صوص حصمحت اه 
وكذلك إن جاء من يفطر فى رمضان لأنه مريضض أو على سفر . نقول له : .استتر» 
حتى لا تكون أسوة سيثة ؛ لآن الئاس لا تعرف أنك مريض أو على سفر » استثر كى 
لا يقول الئاس : إن مسلياً افطر . ويقول الحق : « ولتكملوا العدة : فمعناها كى 
. لا تفوتكم أيام من الصيام . 


انظروا إلى دقة الأآداء القرآن ف قوله : « ولتكيروا الله عل ما هداكم ولعلكم 

تشكرؤن » . إن العبادة الى هم أن فيها مشقة:هى الصيام وتعد ذلك تكبرون افا؟ 
لأن الحق سبحانه عالم أن عبده حين ينصاع الحكم أراده الله وفيه مشقة عليه مثل 
الصوم ويتحمله . وعندما يشعر بأنه قد انتهى منه إنه سبحانه عالم. بأن العيد سيجد 
فى نفسه إشراقا يستحق أن يشكر الله الذى كلفه بالصوم ووفقه إلى أدائه ؛ لأن معنى 
« ولتكبروا الله » يعنى أن تقول؛: الله أكبر» وأن تشكره على العبادة التى كنت تعتقد 
أنها تضنيك . لكنك وجدت فيها تجليات وإشراقات , فتقول : الله أكبر من كل 
ذلك . الله أكبر ؛ لأنه حين يمنعنى يعطينى . وسبحانه يعطى حتى ف المع ؛ فأنت 
تأخذ مقومات حياة ويعطيك فى رمضان ما هو أكثر من مقومات الحياة وهو الإشراقات 
التى تتجلى لك ٠‏ وتذوق حلاوة التكليف وإن كان قد فوت عليك الاستمتاع بنعمة 
فإنه أعطاك نعمة أكثر منها . 


وبعد ذلك فالنسق القرآى ليس نسقاً من صنع بشرء فنحن نجد أن نسق البشر 
يقسم الكتاب أبواباً وفصولاً ومواد كلها مع بعضها . ويُفصل كل باب بفصوله 
ومواده.. وبعد ذلك ينتقل لباب آخرء لكن الله لا يريد الدين أبواباً ٠‏ وإنما يريد 
الدين وحدة متكاتفة فى بناء ذلك الإنسان » فيأق بعد قوله :: ولتكيروا الله » 
ب و ولعلكم تشكرون » ومعنى ذلك أنكم سترون ما يبعلكم تنطقون ب« الله 
أكبر» ؛ لان الله أسدى إليكم جيل . وساعة يوجد الصفاء بين « العابد » وهو 
الإنسان ود المعيود » وهو الرب ء ويثق العابد بأن المعبود لم يكلفه إلا بما يعود عليه 
بالخيرء هنا يحسن العبد ظنه بربه » فيلجا إليه فى كل شىء ١‏ ويسأله عن كل شىء » 
ولذلك جاء هنا قول الحق : 








د 


حط ره 5 


غود وتاي تبي ثرا ! يا 
فى لَعَآ لَمَلْهُمْ َرشُدُورك 2) !4 4 


ومادمت قد ذقت حلاوة ما أعطاك الحق من إشراقات صفائية فى الصيام فأنت 
ستتجه إلى شكره سبحانة . وهذا يناسب أن يرد عايك الحق فيقول ؛ « وإذا سألك 
عبادى عنى فإنى قريب » وتلحظ ' أن « إذا » جاءت , ول تأت ٠‏ إن » فالحق يؤكد لك 
أنك بعدما ترى هذه الحلاوة ستشكر الله ؛ لأنه سبحانه يقول فى الحديث القدسبى : 


« ثلاثة لا ترد دعوتهم ؛ الصائم حتى يفطرء والإمام العادل . ودعوة المظلوم ». 
يرفعها الله فوق الغيام وتفتح لها أبواب السياء . ويقول الرب : وعزى لأنصرنك ولو 
بعد حين 2006 , 


فيادام سبحائه *سيجيب الدعوة » وأنت قد تكون من العامة لا إمامة لك » 
وكذلك لسث مظلوماً ٠‏ إذن تبقى. دعوة الصائم . وعندما تقرأ فى كتاب الله كلمة 
لعتان 2 مستكد أن مادة السؤال بالنسبة للقرآن وردت وق جواباً دفقل:. 


«تتؤتة ع ات انبر ونين سه 
من الاية 14؟ سورة اليقرة ) 


وقوله : 


0 ولوك مَاذًا ذا ينفقُونَ ل ل 4 


(من الأية 1١9‏ سورة البقرة ) 


. هذا الحديث أخرجه الترمذى وابن ماجة والإمام امد فى مذنله عن أبى هريرة‎ )١( 


-؟ صوظة ب. مه 


موك ملذاينفقون م كل ما نعم من خير 
رمن الآية 5١6‏ سورة البقرة) 


وكل «يألونك » يأق فى جواءها « قل » إلا آية واحدة جاءت فيها «دففل » 
بالفاء , رهى قول الحى : 


رمن الأية 1٠١8‏ سورة عله » 

انظر إلى الدقة الأدائية : الأولى د قل » . وهذه ه فقل » . فكأن « يسألونك عن 
الخمر والميسر: يؤكد أن السؤال قد وقع بالفعل . ولكن قوله:ه يألونك عن 
الجبال » . فالسؤال هذا ستتعرض له . فكأن الله أجاب عن أسئلة وقعت بالفعل 
فقال + دقلا والسؤال الذى سيأق من بعد ذلك جاء وجاءت إجابته ب « فقل ؛ 
اى أعطاه جواباً مسبقأ . إذن ففيه فرق بين جواب عن سؤال حدث . وبين جواب 
عن سؤال سوف يحدث . ليدلك على أن أحداً لن يفاجوء الله بسؤال . ه ويسألونك 
عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفاً» . 


لكن نحن الآن أمام آية جاء فيها سؤال وكانت الإجابة مباشرة : + وإذا سألك 
عبادى عتى .٠‏ فلم يقل : فقل: إِنَّ قريب ؛ لأن قوله:« فل » هو عملية تطيل 
القرب . ويريد الله أن يجغل القرب فى الجواب عن السؤال بدون وساطة « وإذا 
سألك عبادى عنى فإنى قريب » . لقد جعل الله الجواب منه لعباده مباشرة . وإن كان 
الذى سيبلغ الحواب هو رسوله صل الله عليه وسلم ؛ وهذه لا قصة : لقد سألوا 
رسول الله : أقريب 'ربك فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ 


لأن عادة البعيد أن ينادى . أما القريب فيناجى . ولكى يبين لهم القرب . حذف 
كلمة : قل ٠‏ . فجاء قول الحق:: وإذا سألك عبادى عنى فإى قريب » وما فائدة ذلك 





له بر حيحصح هو 20+25 +2222 


القرب ؟ إن الحق يقول : « أجيب دعوة الداع إذا دعان, ولكن ما الشروط 
اللازمة ذلك ؟ 


لقد قال الحق : «وإذا سألك عبادى » ونعرف أن فيه فرقا بين «عبيد» 
وه عباد ‏ : صحيح أن مفرد كل منهيا « عبد » . لكن هناك « عبيد » وه عباد  »‏ 
وكل من فى الأرض عبيد لله ء ولكن ليس كل من فى الأرض عباداً لله ٠‏ لماذا ؟ 


لآن العبيد هم الذين يُقهرون فى الوجود كغيرهم بأشياء ٠‏ وهاك من يختارون 
التمرد على الحق ء لقد أخذوا اختيارهم تمرداً ٠‏ لكن العبد هم الذين اخختاروا 
الانقياد لله فى كل الأمور . إنهم طفدرة بن فلميع فى أن راعذ اماق بق 
يولد , ولا متى يموت ولا كيف يوجد . لكن العباد بمتازون بأن الأمر الذى جعل 
الله لهم فيه اختياراً قالوا : صحيح يارب أنت جعلت لنا الاختيارء» وقد اخخترنا 
منبجك . وم نترك 0 أنت قلت سبحانك : «افعل كذا» 
و« لا تفعل كذاء» ونحن قيلنا التكليف منك يارب . 


.ولا يقرل لك ربك:: افعل ٠‏ إلا إذا كنت صالخا للفعل ولعدم القعل . ولا يقول 
لك» «لا تفغل » إلا إذا كنت صالحا لحذه وهذه . إذن فكلمة <افعل » ود لاتفعل » 
تدخل فى الأمور الاختيارية ؛ والحق قد قال « افعل » وه لاتفعل »ثم ترك أشياء 
لا يقول لك فيها ٠‏ افعل ؛ وه لا تفعل ؛ : فتكون حرا فى أن تفعلها أو لا تفعلها . 
اسمها ١‏ منطقة الاختيار المباح » ٠»‏ فهناك اختيار قُيْدَ بالتكليف بافعل ولا تفعل ١‏ 
واختيار بقى لك أن تفعله أو لا تفعله ولا يترتب عليه ضرر ؛ فالذى أنخذ الاختيار 
وقال : يارب أنت وهبتنى الاختيار . ودكننى تركت لك يا واهب الاختيار أن توجه 
هذا الاختيار ىا تحبا. أنا سأتنازل عن اختيارى . وما تقول لى : «افعل ٠‏ 
سأفعله , والذى تقول لى : «لا تفعله » لن أفعله , 


إذن فالعياد هم الذين أخذوا منطقة. الاختيار: وسلموها لمن خلق فيهم 
الاختيار . وقالوا لله : وإن كنت غتاراً إلا أن أمنتك على نفسى . إن العباد هم 
الذين ردوا أمر الاختيار إلى من وهب الاختيار ويصفهم الحق بقوله : 





حعنصحعص و مص صهو 4ه :20ت أراهه 


ما م لومعم مة معءك ملم مرو | 2ء/ د ام م مم 9 ف دقو ء يم 
9 وعساد الرحن الْذين تمشون عل الأرض هونا و إذًا خاطييم هلوت قلوأ سلما 
10 مه عاماءة ءا قدي عرس م 
© والْدين ينون ريم مدا وقيدما م ب 
ر سورة الغرقات ) 


هؤلاء هم عباد الرحمن . ولذلك يقول البق للشيطان فى شأءهم : 


مصام. ع بر وم ا ري 
0 


© إن عتادى لَبْسَ لك علَهِمْ سلَطن # 
من الآية )5غ اسوزة الحتخرع 


ول تأت كلمة « عبادى »2 لغير هؤلاء إلا حين تقوم الساعة ؛, وحايسبت الحق الذين 
أضلوا العباد فيقول : 


10 
« انتم أصْلَلم عبادى 
زمن الأية ١١‏ سورة الفرقان) 
ساعة تقوم الساعة لا يوجد الاختيار ويصير الكل عباداً ؟ حتى الكفرة لم يعد لهم 
اختيار . وحين يقول الحق : « وإذا سألك عبادى عنى فإن قريب أجيب دعوة 
الداع إذا دعان » فالعباد الذين التزموا لله بالمنيج الإيمان لن يسألوا الله إلا بشىء 
لا يتناق مع الإيمان وتكاليفه . 


والحق يقول : وفليستجيبوا لى » ؛ لأن الدعاء يطلب جواباً » ومادمث تطلتب 
إجابة الدعاء فتأدب مع ربك ؛ فهو سبحانه قد دعاك إلى منهجه فاستجب له إن كنت 
تحب أن يستجيب الله لك فليستجيبوا لى » » وبعد ذلك يتكلم الحق سبحانه وتعالى 
فى كلمة « الداع ٠‏ ولا يتركها مطلقة . فيقول : ٠‏ إذا دعان ؛ فكأن كلمة و دعاء» 
تأى ويدعو بها الإنسان . وربما اتجه بالدعوة إلى غير القادر على الإجابة . ومئال ذلك 
قول الحق : 





هة ور صمصهحجمه 02542 
إن الذين تَدْعْرَ من دون الله عباد أمتالكُم .. 659 4 
( سورة الاعراف ) 
وقوله الحق : 
إن تدعرهم لا يسمعرا دعاءكم .. 09 4 
( سورة فاطر ) 
فكأن الداعى قد يأخذ صفة يدعو بها غير مؤهل للإجابة : والحق هنا قال : 
: أجيب دعوة الداع إذا دعان » أما إذا ذهب فدعا غير قادر على الوفاء: فالله ليس 
مسثولا عن إجابة دعوته ‏ 
إن الحق سبحائه وتعالى يريد أن يعلمنا أن الإنسان يدعو بالخير لنفسه ٠‏ وآنت 
لا تستطيع أن تمحدد هذا الخير ؛ لأنك قد تنظر إلى شىء على أنه الخير وهو شر ؛ 
وما دمت تدعو فأنت تظن أن ذلك هو الخير ؛ إذن فملحظية الأصل فى الدعاء هى 
أنك تحب الخير ء ولكنك قد تخطىء الطريق إلى فهم الخير أو الوسيلة إلى الخير ؛ 
انت تحب الخير لا جدال » لذلك تكون إجابة ربك إلى دعائك هى أن يمنع إجابة 
دعرتك إن كانت لا تصادف الخير بالنبة لك ٠‏ ولذلك يجب ألا تفهم أنك حين 
لا تجاب دعوتك كما رجوت وظلبت أن الله لم يستجب لك فتقول : لاذا لم 
يستجب الله لى؟. لا لقد استجاب لك ٠‏ ولكنه نحّى عنك حمق الدعوة أو ما تجهل 
بأنه شر لك . فالذى تدعوه هو حكيم ؛ فيقول : * أنا ساعظيك الخير » والخير الذى 
أعلمه أنا فوق الخير الذى تعلمه أنت ٠‏ ولذلك فمن الخير نك آلا تجاب إلى هذه 
الدعرة »؛ . 
وأضرب هذا المثل - وله المثل الأعلى - : قد يطلب منك ابنك الصغير أن 
تشترى له مسدسآاء وهو يظن أن مسألة المسدس خير ٠‏ لكنك تؤخر طلبه وتقول 
له : فيما بعد ساشترى لك المسدس إن شاء الله ٠‏ وتماطل ولا تأتيه بالمسدس ٠‏ فهل 
عدم مجيثئك بالمسدس له على وفق ما رأى هو منع للخير عنه أ 





0000 0 - 
و3 البق 
:024922 وج جح جروج 5ت روه 

إن منعك للمسذس عنه فيه فائدة وصيانة وخير للابن . 

إذن؛ قالخير يكون دائماً على مقدار الحكمة فى تناول الأمور : وأنت تمنع 
المسدس عن ابنك » لآنك قدرت أنه طفل ويلهو مع رفاقه وقد ينعرض لأشياء 
تخرجه عن طوره وقد يتسبب فى أن يوذيه أحد » وقد يؤذى هو أحدا بمثل هذا 
اللنلافن.. 

وكذلك يكون حظك من الدعاء لا يستجاب لان ذلك قد يرهقك أنت . 
والليق :متبحانه وتعالى يقؤل : 

#ويدع الإنسان بالشَرٌ دعاءة بالخير وكان الإنسان عجولاً 09 »4 

( سورة الإسراء ) 
ولذلك يقول سبحانه : 
« سأريكم آياتى فلا تَستَعْجِلُونَ 9 4 
( سورة الأثبياء ) 

والعلماء يقولون : إن الدعاء إن قصدت به الذلة والعبودية يكون جميلا ؛ آما 
الإجابة فهى إزادة إلله » وأنت إن قدرت حظك من الدعناء في الإجابة عليه فانت 
لا تُقدر الأمر . إن حظك من الدعاء هو العبادة والذلة لله ؛ لآنك لا تدعو إلا إذا 
اعنقدت أن أسبابك كبشر لا تقدر على هذه ٠‏ .ولذلك سألت منْ يقدر عليها » 
وسألت من يملك ٠‏ ولذلك يقول الله فى الحديث القدسى : 

« من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين :230 , 

ولنتعلم ما عَلَمَهُ رسول الله لعائشة آم المؤمنين . لقد سألت رسول الله إذا صادفت 





. أخرجه البخارى فى تأريخه‎ )١( 


هه رب صصميحصحمصحهت+ 2022٠2‏ 

ليلة القدر فقالت : إن أدركتنى هذه الليلة بماذا أدعو ؟ 

أنظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد علّم آم المؤمنين عائشة أن تدعو 
بمقاييس الخير الواسع » فقال لها : «قولى : اللهم إنك تحب العفو فاعف عنى 2901 , 

ولا يوجد جمال أحسن من الغفو ء ولا يوجد خير أحسن من العفو فلا 
أقول : أعطنى » أعطنى ؛ لأن هذا قد ينطبق عليه قول الحق : 

ط وَيدْعٌ الإنسَان بالشر دعَاءه بلْخَيْرٍوَكَان الإنسان عجولا 9 4 

( سورة الإسراء ) 

فْمَنَ يقول : لقد دعوت ربى فلم يستجب لى ٠‏ تقول له : لا تكن قليل الفطنة 
فمن الخير لك أنك لا تُجاب إلى ما طلبت» فالله يعطيك الخير فى الوقت الذى 
يريده . 

وبعد ذلك يترك الحق لبغض قضايا الوجود في المجتمع أن تجيبك إلى شىء ثم 
يتبين لك منه الشر ء لتعلم أن قبضض إجابته عنك كان هو عين الخبر » ولذلك فإن 
الدعاء له شروط + فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى الطيب من الرزق ٠‏ 

فقد جاء فى اللحديث الشريف عن أبى هريرة قوله : « ثم ذكر الرجل يطيل 
السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام ومليسه حرام 
وعُذى بالحرام فائّى يستجاب له 2976 . إن الرسول يكشف أمامنا كيف يفسد جهاز 
الإنسان الذى يدعو ء لذلك فعدم إجابة الدعوة إما لأن جهاز الدعوة جهاز فاسد ٠‏ 
وإما لانك دعوت بشىء نظن أن فيه الخير لك لكن الله يعلم أنه ليس كذلك ٠»‏ ولهذا 
يأخذ بيدك إلى مجال حكمته » ويمنع عنك الأمر الذى يحمل لك الشر . 

وشىء آخر ٠‏ قد يحجب عنك الإجابة ٠‏ لأنه إن أعطاك ما تحب فقد أعطاك فى 
خير الدنيا الفائية ٠‏ وهو يحبك فييقى لك الإجابة إلى غير الباقية » وهذه ارتقاءات 





)١(‏ هذ! لفظ الترمذى ؛ وقال حديث حسن مسيع : وأخخرجه الحاكم فى مستدركه : وقال صسسيح على شرط 
الشيخين ٠‏ 
(1) رواء مسلم فى صحيحه .. 


2299952 إل 6 
لا ينالها إلا الخاصة » وهئاك ارتقاءات أخرى تتمثل فى أنه ما دام الدعاء فيه ذلة 
وخضوع؛. فقد يطبق الله عليك ما جاء فى الحديث القدسى  :‏ ينزل الله تعالى فى 
السماء الدنيا فيقول : من يدعونى فاستجيب له أو يسألنى فاعطيه ؟ ثم يقول : مَنْ 
يقرض غير عديم ولا ظلوم 206 , 

ولان الإنسان مرتبط بمسائل يحبها ؛ فما دامت لم تأث فهر يقول دائماً يا رب. 
وهذا الدعاء يحب الله أن يسمعه من مثل هذا العبد» فيقول : إن من غعبادى من 
أحب دعاءهم فأنا أبتليهم ليقولوا : يا رب . إن الإنسان المؤمن لا يجعل حظه من 
الدعاء أن يجاب ؛ إنما حظه من الدعاء ما قاله الحق : 

طقل ما يعبأ بكم ري لولا دعاؤكُم .. 69 » 

( سورة الفرقان ) 

إن معنى الربوبية والمريؤبية أن تقول دائما : « يا رب » . وأضرب هذا المثل ‏ ولله * 
الثل الأعلى ‏ الأب قد يعطى ابنه مصروف اليد كل شهر ٠‏ والابن يأخذ مصروف اليد 
الشهرى ويغيب طوال الشهسر ولا يحرص على رؤية والده . لكن الاب حين يعطى 
عصروف اليد كل يوم ٠‏ فالابن يننظر والده ٠‏ وعندسا يتآخر الوالد قليلاًء فإن الابن 
يقف ليتنظر والده على الباب ؛ لقد ربط الأب ابنه بالحاجة ليأنس برؤياه , 

والحق سبحانه يضع شرطأ للاستجابة للدعاء » وهو أن يستجيب العبد لله سبحانه 
وتعالى فيما دعاة إليه . عندئذ سيكدون العباد أهلاً للدعاء ». ولذلك قال الحمسق فى 
الحديث القدسى : ١‏ من شغله ذكرى عن مسالتى اعطيته أفضل ما اعطى السائلين 
واكك 

ومثال ذلك سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ألقى فى النار » قال له جبريل : آلنك 
حاجة ؟ . لم نف أن له حاجةء فلا يوجد استكبار على البلوى : ولكنه قال 





. روث مسلم وابو دارد والترمذى‎ )١( 
. رواء البخارى فى تاريخه‎ )١( 


حم ١٠١‏ اإجووجههحج+ 522422222 ج9252 


لجبريل : أما إليك فلا » صحيح أن له حاجة إنما ليست لجبريل . لأنه يعلم جيدا أن 
نجاته من النار المطبوعة على أن تحرق وقد القى فيهاء هى عملية ليست لخلق أن 
يتحكم فيها ولكنها قدرة لا يملكها إلا من خخلق النار . فقال لجبريل : أما إليك فلا ؛ 
وعلمه بحالى يغنى عن سؤالى . لذلك جاء الأمر من الحق : 0 


ل عع فح . سوج أسلم م اعم اع اس 
علدا ينتار ون برا وَسلًا عن رهم 80 © 
( سورة الأنبياء ) 


ولنتعلم من الإمام على كرم الله وجهه حين دل عليه إنسان يعوده وهو مريضص 
فوجده يتأوه ؛ فقال له : أتتاوه وأنت أبو الحسن . قال : أنا لا أشجع على الله 5 


إذن فقوله : « وإذا سألك عبادى عنى فإن قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان 
فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى » تعنى رورة الاستجابة للمنيج ء « وليؤمنوا بى ٠‏ أى أن 
يؤمنوا به سبحانه إلا محكيما . وليس كل من يسأل يستجاب له بسؤاله نفسه ؛ لآن 
الألوهية تقتضى الحكمة التى تعطى كل صاحب دعوة خيرا يناسب الداعى » 
لا بمقاييسه هو ولكن بمقاييس من يجيب الدعوة . 


ويذيل الحق الآية بقوله : « لعلهم يرشدون » فيا معنى « يرشدون ٠‏ ؟ إنه يعنق 
الوصول إلى طريق الخير وإلى طريق الصواب . وهذه الآية جاءت بعد آية « شهر 
رمضان الذى أنزل فيه القران هدى للناس » كى تبين لنا أن الصفائية فى الصيام 
تجعل الصائم أهلا للدعاء : وقد لا يكون حظك من هذا الدعاء الإجابة » وإنما 
يكون حظك فيه العبادة » ولكى يبين لنا الحق بعض التكليفات الإلهية للبشر فهو 
باق ببذه الآية التى يبِينٌ ها مايحل لنا فى رمضان . 


يقول الحق : 


98 يل 1 با نوه بد عد دام كا 
ع2 ع و ا 3 


انحط قاب 1 0 و 
وَأَبسَعْوَاْمَا كنب أذ كييك 
لْحَبْط الاسم يسنا ل اورمد يَمُوْألصِيَا 
لكي : 25 وهر وَأَبسر علكهون ف الْمسَدعِدٍ 
سس يبري سيت 


للتَا 2000 ًّ 
تاس لمَلَهُرْيَتَعْوت 7 46 


بعد أن أورد لنا الحق آداب الدعاء ومزجها وأدخلها ف الصوم ٠‏ يشرح لا 
سبجانه آداب التعامل بين الزوجين ىّ أثناء الصيام ٠‏ ويأق هذا التذاخلي ا 
بين ال موضوعات المختلفة فى القرآن لفهم منه أن الدين وحدة متكائفة تخاطب كل 
الملكات الإنسانية » ولا يريد سببحانه أن تظهر أو تطفغى ملكة على ملكة أبدا. 


يقول الحق : « أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم » وساعة تسمع ه أحل 
لكم ه ٠‏ فكأن ماياق بالتحليل كان محرماً من قبل . والذى أحله الله فى هذا القول كان 
المحرم عينه فى الصيام . لأن الصيام إمساك بالبار عن شهوة البطن وشهرة الفرج ١‏ 
فكأنه قبل أن تنزل هذه الآية كان الرفث إلى النساء فى ليل الصيام حرأما . فقد كان 
الصيام فى بدايته إمساكا عن الطعام من قبل الفجر إلى لحظة الغروب ١‏ ولا اقتراب 
بين الزوجين فى الليل أو النبار . فكان الرفث فى ليلة الصيام محرما . وكان يحرم 


"1005 تلنبيى>للجبك 110022222222 12َض.246264646422 52ئْئ51كا_ 


٠.‏ 2+6 و مص ص محتح وحص حيو حمحه 


عليهم الطعام والشراب بعد صلاة العشاء وبعد النوم حتى يفطروا , 


وجاء رجل وقال لرسول الله صل الله عليه وسلم : ذهبت فلم أجد أهللى قد 
أعدوا لى ظعاما » فنمت ٠»‏ فاستيقظت يارسول الله فعلمت أنى لا أقدر أن آكل 
ولذثك فأنا أعان"من التعب . فاحل الله مسألتين : المسألة الأولى هى : الرفث إلى 
النساء فى الليل ٠‏ والمسألة الثانية قوله الحق : « وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط 
الأبيض من الخيط الأسود من الفجر » أى كلوا واشربوا إلى الفجر حتى ولو حصل 
منكم نوم , وهذه رخصة جديدة لكل المسلمين مثلها مثل الرخصة الأولى التى جاءت 
للمسافر أو المريض , كانت الرخصة الأولى بخصوص مشقة الصوم على المسافر أو 
المريض ٠‏ أما الرخصة الجديدة فهى عامة لكل مسلم وهى تعميق لمفهوم الحكم . 


وقد ترك الحق هذا الترخيص مؤجلا بعض الثىء لكى يدرك كل فسلم مدى 
التخفيف . لأنه قد سبق له أن تعرض إلى زلة المخالفة » ورفعها الله عنه . وانظر 
للآية القرآنية وهى تقول : «هن لباس لكم وأنتم لباس هن علم الله أنكم كنتم 
تختانون أنفسكم 0 . 


كلمةٍ ٠‏ تختانون أننسكم » هذه تعلمنا أن الإنسان لم يقو على الصوم كل الوقت 
عن شهوة الفرج . فغندما تركك تختان نفسك . ثم أنزل لك الترخيص . هنا تشعر 
بفضل الله عليك . 


إذنافتعضنالزتحصن التى يرخص الله لعباده فى التكاليف : رخصة تأق مع 
التشريع . ورخصة تخقيفية تأق بعد أن يجىء التشريع . لينبه الحق أنه لولم يفعل 
ذلك لتعرضتم للخيانة والحرج «دعلم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم * وانظر 
الشجاعة فى أن عمر رضى الله عنه » يذهب إلى النبى ويقول له : أنا يا رسول الله 
ذهبت ك) يذهب الشاب . والذى جاع أيضا يقول للرسول عليه الصلاة والسلام:إنه 
جاع ٠‏ اوجاء التشريع لبناسب كل المواقف . فنمسك نهار عن شهوى البطن 
والفرج . وليلا أخل الله لنا شهوق البطن والفرج . وهذا التخفيف إنما جاء بعد 
وقوع الاخئيان ليدلنا على رحمة الله فى أنه قدر ظرف الإنسان . ٠‏ أحل لكم ليلة 


مج جب ب ب بي ب سس سس يبلي 


ببق 
صبححوحصحصوحصووو 25:65 وأا هه 

الصيام الرفث إلى نسائكم » 3 و ١‏ الرفث ٠‏ هو الاستمتاع بالمرأة 1 سواء كان 
مقدمات أو جماعاً . . « هن لباس لكم وانتم لباس لهن * , 

والحق سبحائه وتعالى يريد أن يعطيئا عملية التتحام الرجل والمرأة بكلمة الله » 
وه اللباس » هو الذى يوضع على الجسم للستر » فكآن المرأة لياس للرجل والرجل 
لباس ذلمرأة واللباس اول مدلولاته ستر العورة . فكأن الرجل لباس للمرأة أي يستر 
عورتها » والمراة تسئر عورته : فكانها عملية تبادلية ٠‏ فهذا يحدث فى الواقع فهما 
يلتفان فى ثوب واحد ء ولذلك يقول : ١‏ باشروهن ؛ أى هات البشرة على البشرة ٠‏ 

إذن» فالحق سبحانه وتعائى يريد أن يعلمنا أن المراة لباس سائر للرجل » 
والرجل لباس ساتر للمرأة » ويريد الحق سبحانه وتعالى أن بظل هذا اللباس سترا 
بحيث لا يفضح شيئآ من الزوجين عند الآخرين . ولذلك فالنبى عليه الصلاة 
والسلام يحذرنا أن يحدث بين الرجل وآهله شىء بالليل وبعد ذلك تقول به المرأة 
نهار » أو يقول به الرجل ٠‏ فهذا الشىء محكوم بقضية الستر المتبادل . 

« هن لباس لكم وأنتم لبأس لهن ؛ . وما دام هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ٠‏ 
تيكونة من رحسطة اللشريج بالإنسان وقد ّم الرجل والمراة لباس واحد وبعد ذلك 
نطلب هنهما أن يمتنعا عن التواصل . 

إذن» فقوله ؛ ٠‏ تختانون أنفسكم » كان مسألة حتمية طبيعية » ولذلك قال الحق 
بعدها : ؛ فتاب عليكم ؛ ومعنى « تاب عليكم » هو إخبار من الله بأنه تاب » وحين 
يخبر الله بأنه تاب » أى شرع لهم التوبة » والتوبة كما نعرف تأتى على ثلاث 
مراحل : يشرع الله التوبة أولاً ٠‏ ثم تنوب آنت ثانيا » ثم يقبل الله السوبة ثالثا . 
«وعفا عنكم » لأنه ما دام قد جعل هذه العملية لحكمة إبراز سمو التشريع فى 
التخفيف ٠١‏ فيكون القصد أن تقع هنا وآن يكون العفو منه - سبخانه - . 

ويقول الحق : « فالآن باشررهن وابتغوا ما كتب الله لكم » فلم يشا أن يترك 
المباشرة على عنانهاء فقال: أنت فى المباشرة لابد أن تتذكر ما كتبه الله» وما كتبه الله 





9 اذا حمهتك وت 2092 صمص حيصه 
هو الإعفاف بهذا اللقاء والإنجاب . فالمرأة تقصد إعفاف الرجل حتى لا تمتد عينه 
إلى امرأة أخرى . وهو يقضد أيضاً بهذه العملية. أن يعفها حتى لا تنظر إلى غيره » 
والله يريد الإعفاف فى تلك المسألة لينشأ الطفل من هذا اللقاء على أرض صلبة فن 
الطهر والنقاء . 


وحتى لا يتشكك الرجل فى يضع منه هم أبناؤه . والحق سبحانه يزيد طهارة 
الإنسان . فكل نسل يجب أن يكون محسوبا على من استمتع . وبعد الاستمتاع » 
عليه أن يتحمل التبعة . فلا يصح لمسلم أن يستمتع ويتحمل سواه تبعة ذلك » 
فالمسلم يأخذ كل أهر بحقه . «فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ٠»‏ أى 
ما كتب الله من أن الزواج. للإعفاف والإتجاب . وى ذلك طهارة لكل أفراد 
المجتمع . ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : 


وفى بضع أحدكم صدقة , قالوا يارسول الله : أيأق أحدنا شهوته ويكون له 
أجر ؟ قال : أرايتم لو وضعها فى حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها فى 
الحلال كان" له أجر 230, 

ويتابع الحق : « وكلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الفيط الأبيفى من الخيط الأسود » 
أى إلى أن يتضح 'لكم الفجر الصادق . وكان هناك على عهد رسول الله صلى الله 
عليه وسلم أذانان للفجر » كان بلال يؤذن بليل . أى ومازال الليل موجوداً » وكان 
ابن أم مكتوم. يؤذن فى اللحظة الأولى من الفجر . ولذلك قال رسول الله صلى الله 
عليه وسلم : فإن سمعتم أذان ابن أم مكتوم نأمسكوا ٠»‏ . لكن أحد الصحابة وهو 
عدى بن حاتم قال : انا جعلت بجوارى خخيطأ أبيض وخيطأً أسود . وأظل آكل حتى 
أتبين الخيط الأبيض .من الخيط الأسود . فقال له : إنك لعريض القفا ( أى قليل 
الفطئة ) فالمراد هنا بياض التبار وسواد الليل . 


ويتابع الحق : « ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى 
الماجد ». لقد كانوا يفهمون أن المباشرة فى الليل حسب ماشرع الله لا تفسد 





, رواه ملم وآأبر داود . رأحر‎ )١١( 


0<522+224--04- 0-09-0024 عدا 


الصوم . ولكن كان لابد من وضع آداب للسلوك داخل المسجد أو لآداب سنة 
الاعتكاف التى سنها رسول الله صل الله غليه وسلم فى العشر الأواخر من رمضان . 
لهذا أوضح الحق أن حلال المباشرة بين الرجل وزوجته هو لغير المعتكف وفى غير ليل 
رمضان . أما المعتكف فى المسجذ فذلك الأمر لا يحل له . ومعنى الأعتكاف هو أن 
تخصر حركتك فى زمن ما على وجودك فى مكان ماء ولذلك يقولون :م فلان معتكف 
هذه الأيام » أى حبس حركته فى زمن ماى مكان ما وليس معنى ذلك أن 
الاعتكاف مقصور على العشر الأواخر من رمضان فقط . ولكن للمسلم أن يعتكف 
فى بيت الله فى أى وفت . 


واتعتلك العتراد3 الامتكافب شوو الكل يكوك الل :صان) حك 
يعتكف . واشترطوا؛ أيضا أن يكون الاعتكاف لمدة معينة . وأن يكون بالمسجد . 
وقالوا : إن أردت الاعتكاف . فاحصر حركتك فى مكتان هو بيت الله 


وكثير من الغلاء يقولون : إنك إذ! دخلت المسجد تأخذ ثواب الاعتكاف مادفت 
قد نويت سنة الاعتكاف ٠‏ بشرط ألا نتكلم فى أى أمر من أمور الدنيا ٠‏ لانك جئت 
من حركتك المطلقة فى الارض إلى بيت الله فى :أيك اللحظة . فاجعل لحظاتك لله , 
ولذلك حينم) رأى رسول الله صل الله عليه وسلم رجلا ينشد ضالته فى المسجد ‏ أى 
شيئا قد ضاع منه ‏ فقال له : د لاردها الله عليك فإِن المساجد لم تبن هذا "2 . 


لماذا ؟ لأن المسجد مكان للعبادة . ولذلك أقول لمن يحدثنى فى المسجد بأى شئىء 
يتعلق بحركة الحياة : ٠‏ أبشر بأنها لن تنفع ؛ ؛ لانك دلت المسجد للعبادة فقط . 
إن لحظة دخولك المسجد هى لحظة جثت فيها لتقترب من ربك وتناجيه ٠.‏ وتعيش ىق 
حضن عنايته . فلماذا تأق بالدئيا معك ؟ وليكن لنا فى أحد الصحابة قدوة ححسئة ؛ 
كان يقول : كنا نخلع أمر الدنيا مع نعالنا ٠‏ واد سخا انبر طالالة : وزد يا أخى 
أننا نترك أقدارنا مع نعالنا . 


انظر إلى الدقة .. إن الصحاي المتبع لا يخلع الدنيا مع نعله فقط على باب 
المسجد . ولكن يخلع أيضا قدره فى الدنيا . فيمكن أن تأاخذك الدنيا ساعات اليوم 





. رواء أحجد ومسلم وأبرداود والائى وابن ماجه‎ )١( 


٠١٠١ 2‏ م2 499+ 9215+6 :22922 
الكثيرة؛ والمسجد لن يأخسذ متك إلا الوقت القليل ٠‏ فضع قدرك مغ نعلك بخارج 
المسجد » واد حل بلا قدر إلا قدر إيمانك بالله . واجلس فى المكان الذدى تجده 
خاليآ» فلا تنخط الرقاب لتصل إلى مكان معين فى المسجد . فآنت تدخل بعبودية 
لله وقد ياتى مجلسك بجانب من يخدمك ٠‏ والصغير يقعد بجائب الكبير » 

ولا تلحظ لك قدرا إلا قدرك عتد الله . 

إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يجلس حيث ينتهى به المجلس . أى عندما 
يجد مكانا له . وهذا خلاف زماننا حيث يحجز إنساناً مكائاً لإنسان آخر بالسجادة » 
وقد يدخل إنسان ليتخطى الرقاب ٠‏ ويجلس فى الصف الأول وهو لا يعلم أن الله 
قد صف الصفوف قبل أن يأتى هو إلى المسجد . وما دمنا سترك آقدارنا فلا تقل أين 
سأجلس وبجوار من ؟ بل اجلس حيث ينتهى بك المجلس ولا تتخط الرقاب . وانو 
الاعتكاف ولا تتكلم فى أى أمر من أمور الدنيا حتى لا تدخل فى دعوة رسول الله 
صلى الله عليه وسلم بألا يبارك الله لك فى الضالة التى تنشدها وتطلبها . 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف فى المسجد فى العشر الأواخر من 
رمضان + فهل معنى ذلك أن الاعتكاف لا يصح إلا فى المساجد ؟ لا ؛ إن 
الاعتكاف يصح فى أى مكان ؛ ولكن الاعتكاف بالمجد هو الاعتكاف الكامل ؛ 
لأنك تأخذ فيه بالزمان والمكان معا . 

9 ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها » ومعنى 
الحد 6 هو الفاصل المانئع من امتلاط شىء بشىء . وجدود الله فى محارمه . 
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : 

٠‏ .. ومن وقغ فى الشبهات وقع فى الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك أن 
يواقعه . آلا إن لكل ملك حمى . آلا وإن حمى الله تعالى فى أرضه محارعه 2306 , 

إذن» فالمحارم هى إلتى يضع الله لها حداً فلا نتعداه . ولنا أن نلحظ أنه ساعة ينهى 
(1) هذ الحديث أخرجه الإمام البخارى رملم وآبو داود والترمدى والتسائى وابن ماجه عن النعمان بن بشير وهو 
هنا جزء من الحديث 


صمحص مح مححصمحصصمححيحه ذاه 


الله عن شىء فهو يقول : « فلا تقربوهاء وساعة يأمر بامر يقول سبحانه : 
وللدعسوهاء_ وق تللق رحة من الل ك1 الكلف .. : 


لا تنوى أن تفعل أى شىءء لكن عليك آلا تقرب أسباب النواهى . ومثال ذلك 
تحزيم الخمر لقد أمر الحق باجتنابها أى ألا تقزب حتى مكئان الخمر ؛ لأن الاقتراب قد 
يُزِينَ لك أمر احتسائها ٠‏ إذن فلكى تمنع نفسك من تلك المحرمات فعليك آلا تقرب 
النواهى . وق الأوامر عليك ألا تتعداها . 


ويذيل الحق الآية بقوله : « كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون » . 
والآيات عى العجائب . وكل آية هى شيء عجيب لافت » لذلك نقول : هله آية 
فى الحسن . وتلك آية فى الجمال » وقد تُطلق الآية أيضا على السمة ؛ لان السمة أو 
العلامة هى. التى تلفتنا إلى الثبىء » فيكون ما جاء بالآية داخلا فى معنى قوله الحق : 
وتلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون » . 


ولقد أوضحت هذه الآية والآيات السابقة عليها . تشريعات الصيام والاستاناء 
من التشريع. رفعا للحظر ودفعا للمشقة بعد أن تقع . وكل ذلك ليستوفى التشريع كل 
مطلوبات الله من المشررّع له . وحين يأخذ كل إنسان دلك البيان الواق من ربه 
ويسيطر به على حركة حيانه فى ضوء منهج الله يكون قد اتقى . والتقوى ‏ كا نعلم - 
ليست للنار فقط . ولكنا اتفاء لكل مشاكل الحياة ؛ فالذى يجعل الحياة مليئة 
بالمشاكل هو أننا ناخذ بالقوائين التى نسنها لأنفسنا وتعمل بها . ولكن إذا أخذنا تفنين 
الله لنا فمعنى ذلك أننا نتقى المشاكل . ولذلك يقول الح : 

ممع اءس ا سم اس ع عير س كردس و 

ف وَمَنْ عرض عن ذ لؤى فَإن 4, مَعبِنّهٌ ضَك © 

رمن الآية ١74‏ سورة طله) 

أى أن حباته تمتلء باهموم والمشاكل . لأنه يخالف منج الله . وإذا لم تنش 
المشاكل مع المخالفات لقال الناس : خالفنا مخيج الله وفلحنا » لذلك كان لابد أن 
توجد المشاكل لتنبهنأ أن منبج الله يجب أن يسيطر . وحين يتمسك الناس بمنيج 





0522111 


٠١ 2‏ صوص بص نص وبص فص محصححصمرصحصه 
الله . لن تأق لهم المشاكل بإذن الله . 


وانظر إلى دقة الأداء القرآى فى ترتيب الأحكام بعضها على بعض ٠‏ فالإنسان 
المخلوق لله فى الأرض المسخرة له بكل ما فيهاء له حياة يجب أن يحافظ عليها . 
وتبقى الحياة ببقاء الرزق فى الاقتيات من مأكل ومشرب . وكذلك يبقى النوع 
الإنسان بالتزاوج . .وتكلم الله فى ززق الاقتيات . فجعله للناس جميعا عندما قال : 


« يكأيها انل س موا يان الأزض كك عي 4 
(من الأية ١378‏ سورة البقرة » 
وتكلم سبحانه مخاطباً المؤمنين فى شان هذا الرزق . فقال : 


> عموماواء 


0 ف وا عد 
ينابها لين #امنوأ أمن طَيِبات مَارزٌ فتك # 
( من الأية 1١/1‏ سورة البقرة ) 


وبعد ذلك شاء الله أن يديم عل المؤمنين به قضية التكليف فحرّم عليهم الطعام 
والشراب والنكاح فى أيام رمضان . وهى حلال فى غير رمضان . وأحلها الله فى ليل 
رمضان وإذا كان قد أرشد أن كل حركة فى الحيأة هدفها بقاء الحياة . وإذا كان بثاء 
الحيأة يتوقف على الطعام ؛ وهو أمر ضرورى لكل إنسان . وإذا كانت الحياة تمتد 
وتتوالى باستقاء النوع . فيبلغ الرجل وينضج ويصير أهلا للإخصاب . وتبلغ المرأة 
وتنضج وتصير أهلا للحمل . فإذا كانت كل المسائل السابقة لازمة للجميع . فلابد 
من تشر بع بنظم كل ذلك . 

إن النشريع بسمح لك أن تأكل مما تملك . أو تأكل مما لا مالك له . كنبات 
الأارض غير المملوكة لأحد . إلا أنك قبل أن تأكل لابد أن تنظر فى الطعام لتعرف 
هل هومما أحل الله أم لا ؟ والتشريع لا يسمح لك أن تأكل من نبات الأرض المملوك 
لغيرك . ويحرم عليك أن تصطاد حيوانات مملوكة لغيرك . فالتشريع يحترم الجهد 


لني ب بال اا 558511 


ححص صوص بص و20+42+ 2220 047 2 


الذى تحرك به مالك الارض ليزرع النبات أو لير الحيوانء فلا تقل : إن ذلك 
النبات فى الأرض وأنا آكل منه . أو أن ذلك حيوان موجود أمامى وأنا اصطدته . 


إن الح يضع التشريع لينظم الحركة فى المال المملوك للغير بعد أن نظم الحركة فى 
المال غير المملوك والطعام غير المملوك . فإذا سبقك إلى المال غير المملوك أو الطعام 
عي المتلوك إنسان ع أو تحرك إنسان يحركة فى الوجود فاستنبط مالا مارت هناك 

قضية أخرى لا تتعلق بذات المأكول . ولكن بملكية المأكول + فقد بين الله سبحانه : 
أن كل عمليات اقتياتك فى الحياة عملية لا يمكن أن تستقل بها أنت . فلايد من 
اختلاط حركة الآخرين معك . فأنت لا تأكل إلا مما يكون فى أيديم » وهم 
لا باكلون إلامما يكون فى يدك . 


فالفلاح مثلا يبذر البذر . ولكثه يجتاج إلى الصانع الذى يصنع له القأس ء 
ويصنع له المحراث ٠.‏ ويضنع له الساقية . والذى يصنع ذلك يحتاج إلى من يعلمه » 
ويحضر له المواد إلخام . إذن فلوسلسلت الأشياء التى توصلك إلى الطعام لوجدت 
حركات الكون كلها تخدم هذه المسألة . وهكذا نجد أن الآكل من المال المتداول أمر 
شائع بين البشر . ويريد الله أن يضبطه بنظام فقال سبحانه : 


0 حاط لبيك اروكذ - 


لكا لِتَأْكُنُوا دِفَايَنْ آمْولِألنَا 


الاثم وأ نكت © 


ومادامت أموالي فلاذا ' لا آكلها ؟ إن الأمر هنا للجميع ٠‏ والأموال مضافة 
لتجميم . فلمال ساعة يكون ملكا لى . فهو الوقت نفسه يكون مالا ينتفع به 
الغير 


7 


1 





لاه 


:+0402 تجح بنححصحمحس 


إذن» فهو أمر شائع عند الجميع:؛ لكن ما الذى يحكم حركة 
تداوله ؟ إن الذى يحكم حركة تداوله هو الحق الثابت الذى لا يتغير : 
ولا يحكمه الباطل . وما معنى الباطل / والحق ؟ إن الباطل هو 
الزائل » وهو الذى لا يدوم . وهى الذاهب . والحق هو الثابت الذى 
لا يتغير فلا تاكل بالباطل ٠‏ أى لا تأكل مما يملكه غيرك إلا بحق أثبته 
فيكم قلا '" صتعرى نو" مميحعتى ونؤلة ححظق 7 ولااعوسن » 
ولا تكن خائنا فى الامانة التى انت موكل بها . فكل. ذلك إن حدث تكن 
قد أكلت المال بالباطل . 

وخين تاكل بالباطل فلن تستطيع أنت شخصيا أن تعفى غيرك مما 
أبحته لنفسك . وسيأكل غيرك بالباطل أيضا . وما دمت تاأكل بالباطل 
وغيرك يأكل بالباطل ؛ هنا يصير الناس جميعاً نهباً للناس جميعا . 
لكن حين يُحكّم الإنسان بقضية الحق, فأنت لا تاخذ إلا بالحق » 
ويجب على الغير ألا يعطيك إلا بالحق ٠‏ وبذلك تخضع حركة الحياة 
كلها لقانون ينظم الحق الثابت الذى لا يتغير ٠‏ لماذا ؟ لان الباطل قد 
يكَوّنَلة على + الكن :ليس له:استقزانفالحق سيّماته .وإتغالن يقول:: 

«أنزرل من السسّماء مَاء فَسَّانْت أودية بقدرها فاحتمل اسيل بدا يا وممًا 
بوقدذون عليه في انار ابْدغاء حلية أو ممَاء ربد مَثلهُ َلك عرب الله الح 
والباطل فَأَما اليد فَيَدَهْبْ جفاء وأما ما ينع النَاس فَيَمْكُتْ في الأرض كذالك 
يضرب ؛ اللّهُ الأمقال 639 4 (سورة الرعد) 


وساعة ترى مطرةً ينزل فى مسيل وواد . فأنت تجد هذا المطر قد 
كنس كل القش والقاذورات وجرفها فطفت فوق الماء ولها رغوة ء وكذلك, 
فأنت عندما تدخل الحديد فى النار تجده يسيل ويخرج منه الخبث » 
ويطفو الخبث فوق الس طح ء وهكذا نجد أن طفو الشيء وعلوه على السطح 
لا يعنى أنه حق.ء إنه سبحانه يعطينا من الامور المحسة ما نستطيع أن نمين 
من خلاله الامور المعنوية . وهكذا ترى أن الباطل قد يطفى ويعلوق 





203540000٠2+‏ 4 وك 


إلاانه ليدوم . بل يتهى . والثل العامى يقول : « يفور ويخور» . 


إن الله يريد أن تكون حركة حياتنا نظيفة شريفة . حركة كريمة فلا يدخل أى 
بطنك إلا ما عرقت من أجله . ويأخذ كل إنسان حقه . وقبل أن يفكر الإنسان فى 
أن يأكل عليه أن يتحرك ليأكل ١‏ لا أن يننظر ثمرة حركة الآخرين ؛ اذا ؟ لأن هذا 
الكسل يشيع الفوضى فى الحياة . وحين نري إنساناً لا يعمل ويعيش فى راحة ويأكل 
من عمل غيره فإن هذا الإنسان يصبح مثلا يحتذئى به الأخرون فيقنع الناس جمبعا 
بالسكون عن الحركة ويعيشون عالة على الآخرين , ويترتب على ذلك توقف حركة 
الحياةء وهذا باطل زائل . وبه تنتهى ثيار ححركة المتحرك . وهنا يجوع الكل . 


إن الحق يريد للإسان أن يتحرك ليشبع حاخته من طعام وشراب ومأوى . 
وبذلك تستمر دورة الحياة , إنه سبحانه يريد أن يضمن لنا شرف الحركة فى الحياة 
بمعنى أن تكون لك حركة فى كل شىء تنتفع به ؛ لأآن حركتك لن يقنصر نفعها 
عْيك ع ولكنها سلسلة متدافعة من الحزكات المختلفة . وحين تشيع أنت شرف 
الحركة فالكل سيتحرك نحو هذا الشرف . لكن الباطل يتحقق بعكس ذلك ٠‏ فأنت 
حين تأكل من حركة الآخرين تشيع الفوضى فى الكون . 


وعلى هذا فالحركة الحلال لا يكفى فيها أن تتحرك فقط . ولكن يجب أن ننظر إلى 
شرف الحركة بألا تكون فى الباطل ء لأن الذدى يسرق إنما يتحرك فى سرقته » ولكن 
حركته فى غير شرف وهى حركة حرام . إذن كل مسروق فى الؤجود نتيجة حركة 
باطلة ٠‏ وكذلك الغصب ٠‏ والتدليس ٠.‏ والغعش ٠‏ وعدم الأمانة فى العمل ٠‏ والخيابة 
فى الوديعة . وإنكار الأمانة . كل ذلك باطل . وكل حركة فى غير ما شرع الله 
باطل . حتى المعونة على حركة فى غير ماشرع الله. كل ذلك باطل . 


ويقول لنا الحق سبحانه : دو لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ٠‏ أى إياكم أن 

تأكلوها بالباطل ثم تدلوا بها إلى الحكام ليبرروا لكم أن هذا الباطل هو حق لكم . 

' فهناك أناس كثيرون يرون فى فعل الحاكم مبررا لأن بقعلوا مثله . وهذا أمر 
خاطىء + لأن كل إنسان مسئول عن حركته . . 


الس سسسب بحيب و 


٠.١.‏ موص حهوت صوص ص وصحصحوححصحميحله 

لاتقل إن الحاكم قد شرع أعمالاً وثلقى عليه تبعة أفعالك ؛ ومثال ذلك تلك 
الأشياء التى نقول عليها إنها فنون جميلة من رفص وغناء وخلاعة . هل إباحة 
الحكومات ها وعدم منعها ها هل ذلك يجعلها حلالاً ؟ لا ؛ لان هناك فرقاً بين 
الديانة المدنية والديانة الربانية . ولذلك تجد أن الفساد إنها ينشأ فى الحياة من مثل هذا 
السلوك . 


إن الذيء ن يشتغلون بعمل لا يقره الله فهم يأكلون أمواهم بالباطل » ويُدخلون فى 
بطون أوائ* دهم الأبرياء مال باطال » وعلى الذين يأكلون من مثل هذه الأشياء أن 
يتنبهوا جيدا إلى أن الذى يعوهم ع إنما أدخل عليهم أشياء من هذا الحرام والباطل » 
وعليهم أن يذكروا ربهم وأن يقولوا : لا لن نأكل من هذا المصدر ؛ لأنه مصدر حرام 
وباطل . ونحن قد خلقنا الله وهو سبحانه متكفل برزقنا . 


وأنا أسمع كثيراً ممن يقولون : إن هَذِء الأعبال الباطلة أصبحت مسائل حياة . 
تزتبت. الحنياة عليها ولم نعد نستطيع. الاستقناء عنها . وأقول هم : لا . إن عليكم أن 
ترتبوا حياتكم من جديد على عمل حلال ؛ وإذا أصر واحد على أن يعمل عملا غير 
حلال ليعول”من هو تحته . فعلى المعال أن يقف منه موقفا يرده . ويضر على ألا يأكل 
من باطل . 


وتصوروا ماذا يحدث عتدما يرفض ابن أن يأكل من عمل أمه التى ترقص مثلا أو 
تغنى . أو عمل والده إذا علم أنه يعمل بالباطل ؟ المسألة ستكون قاسية على الأب أو 


إن الذين يقولون : إن هذا رزقنا ولا رزق لنا سواه ء أقول لهم : إن الله سبحانه 
وتعالى يرزق من يشاء بغير حساب . ولا يظن إنسان أن عمله هو الذى سيرزقه : إنما 
يرزقه الله بسبب هذا العمل : فإن انتقل سن عمل باطل إلى عمل آخير حلال فلن 
يضن الله عليه بعمل حق ورزق حلال ليفتات منه . 


وقد عالج الحق سيحانه وتعالى هذه القضية حينا أزاد أن يحرم بيت الله فى مكة 





ةلاق 
صمصحمحص حومن صمح هو وححوحصه أده 
على المشركين : لقد كان هناك أناس يعيشون على ما يأتى به 
المشركون فى موسم الحج ؛ وكان أهل مكة يبيعون فى هذا الموسم 
الاقتصادى كل شىء للمشركين الذين يأتون للبيث , وحين يُحَرّمِ الله 
على المشرك أن يذهب إلى البيت. الحرام, فماذا يكون موقف هؤلاء ؟ 
إن أول ما يخطر على البال هو الظن القائل : «من اين 
يعيشون + ؟ ولنتأمل القضية التى يريد الله أن ترسخ فى نفس كل 
مؤمن . قال الحق : 
< إثما المُشْرِكُونَ نجس قلا يَْربُوا الْمَسْجِد الحرام بعد عامهم هذا م 
(من الآية 4؟ من سورة التوبة) 
ثم يأتى للقضية التى تشغل بال الناس فيقول : 
(١‏ ون خَفُم عيلَهُ فسوف بغ يَعْيكُم الله من فَضله إن شاء # 
(من الآية 127 من سورة التوبة) 
وفكذا ترى أن اهذة القضية لم :خف على الله فلا يقولن احد إن 
العمل الناطل الحرام هق مصدر رزقى ٠‏ وان استطيع العيش لى تركته 
سواء كان تلحينا أو عزفا أى تأليفاً للأغانى الخليعة ؛: أو الرقص ؛ أى 
لك : « وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم اله من فضله » . وأنت عندما 
تتقى ألش ٠‏ فهى سبحانه يجعل لك مخرجا . ٠‏ ومن يتق الله يجعل له 
مخرج) . ويرزقه من حيث لا يحتسب ؛ , وعليك أن تثرك كل عمل 
إذن. فقول الله : ١‏ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل » تنبيه للناس 
آلا يُخْلوا فى بطوتهم وبطون من يغولون إلا مالآ من حق . ومالاً 
بحركة شريفة ؛ نظيفة, وليكن سند المؤمن دائما قول الحق : 


000000000771077ااااااالابببليججبلليح هك 8116116169599ة0]_]_]_118_ 


22 


ا 
تت ١‏ موحت + ممصت جوج تح محصححصميصهه 


«ومن يثق الله يجعل له مسخرجا © ويَرَرْفهُ منْحيْت لا 

يحتسب . .© 4 
( سورة الطلاق » 

ولنا أن نعرف أن من أكل بباطل جاع بحسق ٠‏ أى أن الله يبتليه بمرض يجعله 
لا يآكل من الحلال الطيب ٠‏ فتجد إنسانا يمتلك آموالا ويستطيع أن يأكل من كل ما 
فى الكون من مطعم ومشرب ٠‏ ولكن الأطباء يحرمون عليه الأكل من أطعمة متعددة 
أن أكلكا,ؤتال وتخطر طلى صسحتة... وتكزف النفسة أخاتم رمللك يديه بريد 
لا يستطيع أن يأكل منها بحق . وفى الوقت نفسه يتمتع بالنعمة أولاده وخدمه 
وحاشيته وكل من يعولهم . مثل هذا الإنسان نقول له : لا بد أنك أخذت شيئآ 
بالباطل فحرمك الله من الحق ‏ 

زمن هنا ثقول : « من أكلل بباطل جاع بحق » . وكذلك نقول  :‏ من استغل 
وسيلة فى باطل أراه الله قبحها بحق 6 ؛ فالذى ظلم الئاس بقوته وبعضلاته المفتولة 
لا بد أن يانى عليه يوم يصبح ضعيقا . 

والمرأة التى تهز وسطها برشاقة لابد أن يآتى عليها يوم يتيبس وسطها فلا تصبح 
قادرة على الحركة ٠‏ والتى تخايل الناس بجمال عيونها فى اليمين والشمال لا بد أن 
يأتيها يوم وتعمى فلا ترى أحدآ ٠‏ وينفر الناس من دمامتها . 

إن كل من أكل بباطل سيجوع بحق ٠‏ وكل من استغل وسسيلة بباطل أراء الله 
قبحها بحق ٠‏ واكتب قائمة أمامك لمن تعرفهم » واستعبرض حياة كل مَنْ استغل 
شيثا مما خلقه الله فى إشاعة انحراف ما أو جعله وسيلة لباطل لا بد آن يري الله 
باطلاً فيه . 

وأنا أريد الناس أن يعملوا قائمة لكل المنحرفين عن منهج الله » ويتأملوا مسيرة 
حياتهم» وكل منا يعرف جيرائه وزملاءه من أين يأكلون ؟ ومن أين يكتسبون ؟ 
ليتامل حياتهم ويعرف أغمال الحلال والجرام ويجعل حياتهم عبرة له ولأولاده » 
كيف كانوا؟ وإلى أى شىء أصبحوا ؟ ثم ينظر خواتيم هؤلاء كيف وصلت . 





مح حجمممم صجوحجوج 222222 .زر © 


ومن أحبنا لؤلاء الناس نقول لهم : تداركوا مر أنفسكم فلن تخدعوا الله فى أنكم 
تبمعون المال الخرام » وبعد ذلك تخرجون منه الصدقات » إن الله لن يقبل منكم 
عملكم هذا ؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا الطيب . ' 


تمن تمعن “كين من.المتحرفين فى الميلة يبون اللسجج +٠.‏ ويقيموا مسائبيد 
ويتصدقون . وكل ذلك بأموال مضدرها حرام » وفؤلاء نقول : إن الله غغى عن 
عبادتكم ء وعن صدقاتكم الحخرام ٠‏ وننصحهم بأن الله لا ينتظر منكم .بناء بيوت له. 
من حرام أو التضدق على عباده من مال مكتسب بغير حلال » لكنه سبحانه يريد 


منكم استقامة على انبج , 


وحين نتامل الآية نجد فيها عجبأ . يقول الله عز وجل : ٠‏ ولا تأكلوا أموالكم 
بينكم بالباظل وتدلوا بها إلى الحكام 6 لقد ذكر الح الحكام فى الآية ؛ لأن الحاكم هو 
الذى يقئن ويعطى مشروعية للمال ولوكان باطلا . وقوله سبحانه : « تدلوا » ؛ مأخوذة 
من « أدلى ٠‏ ونحن تدلى الدلو لرفع لماه من البثر ود ذلآه » : أى أخرج الدلو أما 
« أدلى » : فمعناها « أنزل الدلو: . ولذلك فى قصة الشيطان الذى يغوى الإنسان 
قال الحق : 


ال ا 2# للد عداه علد له 4 


فدلنهم يرون فَلَاذانًا آل لشجرة بدت هما سوة'تهما 


(من الآبة 3*1 سورة الأغراف ) 
« وتدلوا با إلى الحكام » أى ترشوا الحكام لتأكنوا فريقا من أموال الناس 
بالباطل . ومن العجيب أن هذا النص بعينه هو نص الرشوة . والرشوة مأخوذة من 
الرّشاء . والرشاء هو الحبل الذى يعلق فيه الدّلوء فادلى وذلا فى الرشوة . ولماذا 
يدلون ها إلى الحكام ؟ إغهم يفعلون ذلك حتى يعطيهم الحكام التشريع التقنينى لآكل 
أموال الناس بالباطل . وذلك عندما نكون محكومين بقوانين البشر . لكن حينها نكون 
محكومين بقوائين الله فالحداكم لا يبيح مثس_ هذا المعل 5 


ولذلك وضع رسول الله صل الله عليه وسلم هذا المبدأ فقال : : إنما أنا بشر وإنه 
يأتينى الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من يعض . فاحب أنه صادق فافضى له 





٠: 2‏ وجو كج وج ججج وجح حصوجت 
بذلك . فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هى قطعة من النار فليأخذها أو 
ليتركها )١(,‏ . إن الذى يقول ذلك هو رسول الله صل الله عليه وسلم . وهو المعضوم 6 , 
إنه يحذر من أن يحاول أحد أن يبالغ فى قوة الحجة ليأخذ بها حقاً ليس أله . 


إذن فحين يُقئن الفساد فذلك نتيجة أن الحاكم يقر ذلك ٠‏ ويأخذ الإنسان حكم 
الحاكم كأمر حبائى .. مثال ذلك : بعض من الحكام لم يحرموا الربا ٠.‏ ويتعامل به 
الناس بدعوى أن الحكومات تحلله . فلا حرج عليهم . ومثل هذا الفهم غير 
صحيح ؛ لأن الحكومات لا يصح أن تحلل ما حرمه الله . وإن حللت ذلك فعلى 
المؤمن أن يمتاط وأن يعرف أنه والحكام محكومون بقانون إلى . وإن لم تقئن 
الحكومات الحلال من أجل سلطتها الزمنية فعل المؤمن ألا يخرج عن تعاليم دينه . 


وإذا نظرنا إلى أى فساد فى الكون . فى أى مظهر من مظاهر الفساد فسنجد أن 
سيبه هو أكل المال بالباطل . ولذلك لم يترك الحق سبحائه وتعالى تلك الئل 
غائبة » وإنما جعلها من الأشياء المشاهدة . وأنت إن أردت أن ص علق أى 
عصر . واستقامته الديئية وأمانته فى تصريف الحركة فانظر إلى المعمار فى أى عصر من 
العصور ٠‏ انظر إلى المباى ومن خلاها تستطيع أن ُقيم أخلاق العصر . إنك إن 
نظرت إلى عملية البناء الأن تجد فيها استغلال المال.. وعدم أمانة المنفذ . وخيانة 
العامل . وكل هذه الجوانب تراها فى المعمار . لننظر مثلا إم إلى مجمع التحرير ولنسترجع 
تاريخ بنائه . ولنقرنه بمبنى هيئة البريد أو دار القضاء العألى وما بتى فى عهدهما . 


ولننظر إلى الباق والإنشا شاءات التى نسمع علها وتغهار فوق سكاها ولنقارما بمبنى 
هينة امريد أو دار القضاء العالى . سنخد أن المانى القديمة قامت على الذمة 
والأمانة . أما الباق التى تنهار عل سكاتها فى زماننا أو تعاى من تلف وصلات 
الصرف الصحى فيها . تلك المباى قامت على غش الممول الشره الطامع . والمهندس 
المدلسن الذى صمم أو أشرف على البناء أو الذى تسلم البنى وأقر ضلاحيته . ومرورا 
بالعامل الخائن . وتكون النتيجة ضحايا أبرياء لاذنب هم . بهار عليهم المبنى 





١(‏ ) رواه الخازق 


لايق 
حمههح حو 0265254240 وجح وده 


ويخرجون جتنا من تحت الأنقاف . إن كل ذلك سببه أكل المال بالاطل . ولقد نظر 
الشاعر أحمد شوقى ف هذه المسألة . وجعل الأخلاق والدين من البادىء فقال : 
وليس بعامر بنيات. قوم إذا أخلاقهم كانت خرانا 


وأنا أقترج على الدولة أن تعد سحلا محيفوظا لكل عارة يتم بناؤها . ويحفظ فى هذا 
السجل اسم تمرها . والمهتدس الذى أشرف عل بنائها . وكذلك أسهاء عال البناء ٠‏ 
وعيال التشطيب . والأغهال الصحية والكهربائية وكافة العيال الذين شاركوا فى 
بنائها . ويحفظ كل ذلك ق ملف خاص بالعارة . وعندما يحدث أنى شىء يأتون 
ببؤلاء . كل فى تخصصه ويحاسبونهم على ما قصروا فيه من عمل . وإلا فإن أرواح 
الناس ستذهب سدى ٠‏ فكل إنساق ا الءاقرصة. ل هلا المياة وعلله الارطض ,خلن 


تنصيب غيزه , 


وهب أننا تأخذ سلعة ٠‏ بطابور ء حتى لا يتقدم أحد على دور الاخر . وقد جاء 
الاول فى ٠‏ الطابور ؛ من الساغة السابعة صباحا وأخذ دوره . وجاء آخخر متأخخرا بعد 
أن نام واستراح ثم قفى جميع مضالحه وذهب للجمقية ووجد الصف طويلا 8 فنظر 
حوله إلى ششخص يتخطى هذا « الطابور : ؛ وأعطاه مبلغا من المال سهل له قضاء 
حاجته . مثل هذا الإنان تعدى على حتوق كل الواقفين فى « الطابور » . 


وقد يقول : أنا أتعذت مثل) يأخذون ؛ نقول له : لا + لقد أخذت زمن غيرك . 
ولا يصح أن تاق اخخر الناس وتأخذ حق الشخص الذى وقف فى « الطابور » من 
السابعة صباحا . إن حقك-مرتئط برمنك . فلا تعتد على وقت الآخرين الذين عم 
أضعف منك. قدرة أو مالا . 


إن الحق يقول : ٠‏ ولا تأكلوا أموالكم بينتكم بالباطل وتدلوا با إلى الحكام لتأكلرا 
فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون » . والفريق هو الجباعة المعزولة من 
جماعة أكثر ددا . فإذا ما الفصلت جماعة صغيرة عن أناس بهذه الجهاعة تسمى 
فريقا 





2 غمص حم ت + 2ح0صحومو7صبحصيصه 


والإئع الأضل فيه - ولو لم يكن هناك دين - أن تفعل ما ثعاب عليه وتُذم: 
وكذلك تعاب عليه وتم من ناحية الدين » وفوق ذلك تعاقب فى الآخرة . وما هو 
مقياس الحق والباطل ؟ إن المقباس الذى ينجيك من الباطل هو أن تقبل لدفسك ما 
تقبله للطرف الآخبر فى فى أية صفقة أو معاملة ؛ لأنك لا ترضى لنفسك إلا ما تعلم أن 
فيه نفع لك . 

ثم ينتسقل الحق سبحانه وتعالى إلى قسضية يعالج فيها أمرا واجه الدعوة 
الإسلامية» والدغوة الإسلامية إنما جاءت لتخلع المؤمئين بائله من واقع فى الحياة كان 
كله أو أغلبه باطلة ٠‏ ولكنهم اعتادوه وألفوه أو استفاد أناس من ذلك الباطل ٠‏ ذلك 
أن الباطل لا يستمر إلا إذا كان هناك مَنْ يستفيدون منه . وجاء الإسلام ليخلضص 
الناس من هذه الأشياء الباطلة . فالحق لم يشأ أن يعلمنا أن كل أحوال الئاس غارقة 
فى الشرور »* بل كانت هناك أمور أقرها الإسلام كما هى ٠‏ فالإسلام لم يغير لمجرد 
التغيير ٠»‏ ولكنه واجه الأمور الضارة بالحياة التى لا يستفيد منها إلا أهل الباطل . 

مثال ذلك كان العرف السائد فى الدية أنها ماثة من الإبل يدفعها آهل القائل » 
وقد أبقاها الإسلام كما هى . وحيئما استقبل المسلمون الإيمان بالله ٠‏ فهم قد 
استقبلو! أحكاسه وأرادوا أن يبنوا حياتهم على نظام إسلامى جديد طاهر » حتى 
الشىء » الذى كانوا يعملونه فى الجاهلية كانوا يسالون عن حكمه ؛ ؛ لأنهم لا يريدون 
أن يصنعوه على عادة ما كان يصنع » ٠»‏ بل على نية القربى إلى الله بالامتثال ء» إذن 
نهم مشقوا التكليف » وعلسوا أن الله لم يكلفهم إلا بالناقع ٠‏ وعندسا ن تقرأ 
«يسالونك ؛ فى القرآن اقلم اوا وهنا اتوم | + مثل ذلك قوله تعالى : 

« وَيُسألُونك مَاذَا ينفقون ذَثل الْعشر ... وك »4 


( سورة البقرة ) 
وقوله تعالى : 
« ويسآلونك عن الْمحيض قل مُرَأَفى . . 729 » 

( سورة البقرة »6 


سلبسيب--ب-ببسييييس سسححيييي9 سس سس سس 


لال 
حصبمحص ح سح ووو ج9 2-2245 .ىا © 
وقوله تعالى : 
ويسألونك عن اليتامئ .. 0552 © 


( سورة البقرة ) 
وقوله تعالى : 
والأقربين. .(9© 4 
( سورة البقرة » 
وقوله تعالى : 


( سورة الكهف ) 
وفوله تعالى : 
طيسوك عن الأنقال قل الأنقال لله والرُسُول 46 
( سورة الانفال ») 
إذن» فكل سؤال معناه أنهم أرادوا أن يبنوا حياتهم على تُظام إسلامى » حتى 
الشىء الذى لم يغيره الإسلام أرادوا أن يعرفوه ويصنعوه على أنه حكم الإسلام لا 
على حكم العادة . 
والسؤال الذى نحن بصدده يعالج قضية كونية . وعندما يال الملمون عن 
فضية كونية فذلك دليل على أنهم التفتوا إلى كون الله التفاتاً دينيا آخر » لقد وجدوا 
الشمس تشرق كل يوم ولا تتغير ء أما القمر الذى يطلع فى الليل فهو الذى يتغير ٠‏ إنه 
يبدا فى أول الشهر صغيرا ثم يكبر حتى يصبح بدرا ؛ وبعد ذلك يبدأ فى التناقص 
حتى يعود إلى ما كان عليه » لقد لفث نظرهم ما يحدث للقمر ولا يحدث من 
الشمس ٠»‏ فسألوا التبى صلى الله عليه وسلم. ؛ أو أن بعضا من اليهود أرادوا إحراج 
المسلمين» فقالوا لهم : ؛ اسألوا رسولكم عن الهلال كيف يدأ صغيراً ثم يكبر حتى 





يصير بدرا ثم يعود لدورته مرة أخرى حتى يغرب ليلتين لا نراه فيهما ؟ » وهذا 
السؤال سجله القرآن فى قوله تعال : 


تك 


ا : و تمن من ايسا بد : 
5 
شتيخورح 7) #ه 


الاهلة جمع هلال » وسسمى هلالا لأن الإنسان ساعة يراه يهل ٠‏ أى يرفع 
صوته بالتهليل . ويجيب الحق سبحانه وتعالى الجواب الذى يحمل كل التفاصيل عن 
القمر » وهو الكوكب الذى خضع لنشاطات العقل حتى يكتشفه ٠‏ والعرب القدامى 
لم يكونوا يعلمون شيئآً عن ذلك القمر . ولكنهم كانوا يؤرخون به ٠‏ وعلمهم به لم 
يزد على حدود انتفاعهم به . ولم يصلوا إلى الترف العقلى الذى يتأملون به آيات الله 
فى الكون ٠‏ فكل آيات الكون ينتفع بها ثم ينشط العقل بعد ذلك » فتعرف السبب » 
وقد لا ينشط العقلء نتظل الفائدة هى الفائدة . 

وراد الحق سبحانه أن يلفتنا لمبدا مهم ٠‏ وهو أن يعلمنا كيف نستفيد مر الآيات 
الكونية مثل القمر ٠‏ لا يكفى ظهوره واختفاؤه ؛ وثغير حجمه ؛ لآن هذه لن يتسع 
لها العقل ٠‏ بل نستفيد منه 'كميقات ٠‏ ونستخدمه لقياس الزمن . فإذا كنا ونحن 
نعيش فى القرن العشرين ٠‏ لم يعرف العلماء سببا لظواهر القمر » فكيف كان حال 
الذين سألوا غنها منل أربعة عشر قرئا ؟ 

قال العلماء المعاصرون فى تفسيراتهم مثلاً : إن الشمس مثل حجم الأرض مليوئا 





خحح+صوحص حص :+22029022040 كأث6 


وربع مليون مرة ٠‏ والقمر أصغر من الأرض . وعندما ثأق الأرض بين الشمس 
والقمر برغم حجم الشمس افائل فإن الأرض تحمجب جزءا من القمر , هذا الخزء 
المحجوب بقدر تدوير القوس المحجوب من الأرض ويصبح هذا الجزء من القمر 
مظلم) . 


إن القمر وجوده ثابت لكن الأرض عندما توجد بينه وبين ن الشمس فهى التى 
تحجب عنه ضوء الشمس . ويكبر جحم نوزه كلما تزحزحت الأرض بعيداً عنه . 
وعندما تنزاح الارض بعيداً عنه كلية يظهر فى الساء بدرا كاملا . ثم تعود الأرض 
بعد ذلك لتحجب عنه جزءا من الْشتَخاف ن ٠‏ ويزداد ذلك يوم بعد يرم » ٠‏ فيتقص ضوء 
الشمر ويد سويت ب بويت يعي سيه مي حي مليوس يوون 
فلا يظهر منه اشىء : 


ونقول نحن : إننا عندما لا نرى القمر لا فى الليل ولا فى النهار برغم أنه موجود 
فى مكانه . يا إنه مستور فى ظإ ل الأرض ء لذلك لا نراه . وهذه الظاهرة 
لا تحدث. للد لفاس [انوصرس انسى كورسدا. بردم عدص نان الأثر تون 
فليلا ٠‏ ويسمى بإلكسوف . 


وعندما التفت العرب للكون قالوا : ما بال الهلال يصبح هكذا ثم يكبر حتى 
يصير بدراء فقال الحق عرز وجل : « قل هى مواقيت للناس والحج ١‏ إنهم هم 
يسألون عن الأهلة ودورتها . فقطع الله عليهم خيط تفكيرهم وأعطاهم الخلاصة 
والنتيجة . فقال : « قل هى مواقيت للناس والحج , . إن عذا الأمر هو الذى 
يستعليع العقل فى ذلك الزمان أن يعرفه . أمأ ماوراء ذلك فانتظروا حتى يكشف 


الزمن عنه . وجهلكم به لايقلل من نفعكم . 


لقد كانت كل إجابة لأى سؤال فى ذلك الزمان تحتوى على ما يتسم العقل لإدراكة 
ساعة التشريع . أما بقية الإجابة فالحق يتركها للزمن . ولا يعطينا إلا مأ يفيد 
التشريع . مثال ذلك : كانوا قديما يقولون : الارض كرة وأثبت لنا العلم أنها 
كذلك . ورأيناها بالأقار الصناعية وانتهت القضية 





599952245 2+2212+02+63ج:ج‎ ٠١ 
وعندما سأل العرب عن الأهلة أخبرنا الحق بأنها مواقيت . والموافيت جمع‎ 
ميقات : والميقات من الوقت 3 والوقت هر الزمن ؛ وتعرف أن كل حدث من‎ 
٠ الأحداث يحتاج إلى زمن وإلى مكان . إذن فالزمان والمكان مرتبطان بالحدث‎ 

فلا يوجد زمان .ولا مكان إلا إذا وجد حدث . 


والذى يقول : كيف كان الزمن قبل أن يخلق الله الخلق ؟ . نقول له : الزمن وجد 
للحادث وهو المخلوقات والله قديم 2 ومادام الله قديما وفيش حادثا فلا زمان 
ولا مكان . لا تقل متى ولا أين ؛ لأن متى وأين محلوقة . وكيف نعرف الوفت ؟ 
نحن نعرف الوقت بأنه مقدار من الزمن » لمقداز من الحركة ولمقدار من الفعل . 


وأين المكان فى هذا التعريف ؟ إن الزمان يتحكم أحياناً فى المكان . فيكون الزمان 
هو الأصل » والمكان طارىء عليه . ومرة أخرى يكون المكان هو الأصل 3 والزمان 
هو الطارىء عليه ٠‏ ومرة ثالثة يتلازم الاثنان الزمان والمكان 5 


ونحن فى مصر إذا أردنا الحج فإننا نبدأ الإحرام عند رابغ . ونسمى رابغ ميقات 
أهل مصر أى هى المكان الذى لا يتجاوزه من مر عليه إلا وهو محرم . 


إذن فا ميقات قد أطلق على مكان هو رابغ ء ومن فور وصول الإنسان المصرى إلى 
رابخ بغية الحج يحرم . سواء كان الوقت صباحا أو ظهزا أو عصرا أو مغربا . 


ولكن عندما نبدأ فى الصوم فإن الزمن يصبح هو الأصل فى صومك فى أى مكان 
تذهب إليه . إن الزمان هو الذى يحدد مواعيد الصوم : فى طنطا أو لندن أو ق 
طركيو . وهكذا تعرف كيف يكون الزمن عيقانا ‏ 

إذن فمرة يكون الزمن هو المتحكم فى الميقات والمكان طارىء عليه . ومرة يكون 


المكان هو الذى يتحكم فى الميقات . والزمن طارئىء عليه . ومرة يتحكم الزمان 
والمكان معا فى الفعلى مثل يوم عرفة . 





لاني 
39:993:9:+9- 223329009 أ © 
وهكذا نعرف معتى ! مواقيت للناس »© ٠‏ فتحن بالهلال نعرف بدء شهر 
زمغيان» وتعرف به عيد الفطر » وكذلك موسم الحج وعدة المرأة » والأشهر الحرم » 
إن كل هذه الامور إنما نعسرفها بالمواقسيت . وشاء الحق أن يجعل الهلال هو أسلوب 
تعريفنا تلك الأمور وجعل الشمس لتدلنا على اليوم فقط ٠‏ وإن كان لها عمل آخر 
فى البزوج التى يتعلق بها حالة الطقس والجو » والزراعة » ولذلك قال : 
طهْر اللذى جَعَلَ الشمْس ضيّاء والْفسَ ثورا .. 29 » 
( سورة يونس )6 
وانظر إلى الدقة فى الآداء وكيف يشرح اللق للإنسان ماهية النور » وماهية 
الضوء . إن الشمس مضيئة بذاتها ٠‏ أما القمر فهو عنير ؛ لأن ضوءه فن غيره + فهو 
مثل قطعة الحجر اللامعة التى تنعكس عليها أشعة الشمس فتعطينا نور . إن القمر 
مثير بضوء غيره » ولذك يقول الحق فى آية أخرى : 
ج( عل فيها راجا قمر ميا 4059 
( سورة الفرفات ) 
والسراج فى هذه الآية هو الشمس التى فيها حرارة » وجعلها الحق ذات بروج» 
أما القمر فله منازل وهو منير بضوء غيره ؛ وفى ذلك يقول اللحق : 
«هُر الذى جَعْل الشمس ضياء والقمر نورا وده مَنَازل لتَعلَمُوا عَدَد 
السّين والحساب .. © 4 
( سورة يونس ) 
إذن؛ فغدد السنين وحسابها يأئى من القمر ٠‏ وفى زماننا إذا أرادوا أن يضبطوا 
المعايير الزمنية فهم يقيمونها بحساب القمر ؟ فقد وجسدوا أن الحساب بالقمر أضيط 
من الحساب بالشمس ؛ فالحساب بالشمس يختل يومآ كل عدد من السنين . 


١ح‏ كام 


ولنفهم الفرق بين منازل القمر وبروج الشمس . إن البروج هى أسياء من اللغة 
السريانية ؛ وهو: برج الحمل . والثور. والجوزاء » والسرطان . والعذزاء , 
والأسد .. والميزان . والعقرب . والفوس . والجدى . والدلو؛ والحوت . وعددها اثنا عشر 
برجا هذه هى أبراج الشمس ٠‏ ويتعلق بها مواعيد الزرع والطقس والجو. ويجب أن 
نفهم أن لله فى البروج أسراراء بدليل أن الحق سبحانه وتعالى جعلها قُسَياً حين 
يقول : «١‏ والسهاء. ذات البروج » 5 


ولذلك تجد أن التوقيت فى الشمس لا يختلف ؛ فالشهور التى تأنى فى البرد . والتى 
تأق فى الحر هى هى . وكذلك.التى تأقق فى الخريف . والربيع . وبين السنة 
الشمسية والسنة القمزية أحد عشر يوما . والسنة القمرية هى التى تستخدم فى 
التحديد التاريمى للشهور العربية ونعرف بداية كل شهر بالهلال : 
222 نم ممج يوم سبع روك يي 
© إن عدَة الشهور عند الل آنا عَثْرَ برا © 
(من الأية 51 سورة الثوبة) 
ولذلك كانت تكاليف العبادة محسوبة بالقمر حتى تسيح المنازل القمرية في البروج 
الشمسية 3 فيأق التكليف فى كل جو وطقس من أجواء السنة » فلا تصوم رمضان فى 
صيف دائم ١‏ ولافى شتاء دائم . ولكن يقلبُ الله مواعيد العبادات على سائر أيام 
السنة . والذين يعيشون فى المناطق الباردة مثلاً لو كان الحج ثابتا فى موسم الصيف لما 
استطاعوا أن يؤدوا الفريضة . ولكن يدور موسم الحج فى سائر الشهور فعندما يأق 
الحج فى الشتاء بيسر هم مهمة أداء الفريضة فى مناخ قريب من مناخ بلادهم . 
وهكذا نجد أن حكمة الله اقتضت أن تدور موافيت العبادات على سائر أيام السنة 
حتى يستطيع كل الناس حسب ظروفهم المناخية أن يؤدوا العبادات بلا مشقة , إذن 


فا منازل شائعة فى البروج . وهذا سبب قول بعض العلماء : إن ليلة القدر تمر دائرة فى 
كل ليالى النسة:. وذلك حسب سياحة المنازل 1 البروج 8 


إذن فهناك بروج للشمس ٠‏ ومتازل للقمر , ومواقع للنجرم ٠.‏ ومواقع النحوم 





جوجحج42 2922 2242224 حيححسلة عأر رح 


هى التى يقسم بها الله سيصانه فى قوله : 
22 معي ادع ءجدلة 2 م 


افلا انم وقح النجرم 2© وام لقم لوتمُونَ عم جح © 


( سورة الواقعة ) 


ولعل وقنا يأنى يكشف الله فيه للبشرية أثر مواقع النجوم على حياة الخلق وذلك 
حيار من لذلك وتقدر العفول على استيعابه . إذنْ كل شىء فى الكون له 
نظام خسن يدع ٠‏ وللقمر منازل . وللنجوم مواقع . وكل أسرار الكون 
ا ونظامه فى هذه المخلوقات . وقد أعطانا الله من أسرار الأهلة أنها مواقيت 
للناس والحج . وعندما تكلم سبحانه عن الحج أراد أن يعطينا حكياً متعلقاً به ؛ فقد 
كانت هناك قبائل من العرب تعرف بالحمس . هؤلاء الحمش كالوا متشددين ىق 
دينبم ومتخمسين له. ومنهم كانت قريش , وكانة ٠‏ وختئعم ٠.‏ وجشم؛ 
وبنو صعصاع بن عامر . وكان إذا تج الفرد من هؤلاء لا يدخل بيته من الباب ؟ 
لأنه أشعث أغبر من أثر أداء مناسك المج . ويحاول أن يدخل بيته على غير عادته . 
لذلك كان يدل من ظهر البيت . وكان ذلك تشدداً منهم بدا شان لكاتو 
حتى لا يطلع على شىء يكرهه فى زوجه أو أهله . وأراد سبحانه عندما ذكر متاسك 
الحج فى القرآن أن ينفى المناسك من هذه العادة المألوفة عند العرب فقال : 


ه وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأنوا البيوت عن 
أبواها واتقوا الله لعلكم تفلحون ٠‏ أى لا تجعلوا المسائل شكلية » فنحن نريد أصل 
الى وهو الثبىء الحسن النافع . 


والملاحظ أن كلمة ٠‏ البر » فى هذه الآية جاءت مرفوعة . لأن موقعها من الإعراب 
هوه اسم ليس ٠»‏ وهى تختلف عن كلمة ٠‏ البر؛ التى جاءت من قبل فى قوله تعالى : 
و ليس البر أن تولو!ا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ٠‏ التى جاءت منصوبة ؛ لأن 
موقعها من الإعراب هو « خبز مقدم لليس 6 . خاول المستشرقون أن يأخذو! هذا 
الاختلاف فى الرقع والتصب عل القرآن الكريم . ونقول لهم : أنتم قليلو الفطنة 
والمعرفة باللغة العربية . فاذا نفعل لكم ؟. يصح أن نجعل الخبر مبتدا فنقول : 





بنيز لباق 
١١١‏ 93+30« 2+0 مص حموصه 


: هذا إذا كنا نعلم زيدأ ونجهل صفته . فجعلنا زيدأ مبتدأ . وينتهداً 
أ . لكن إذا كنا نعرف إنسانا محتهدا ولا نعرف من هوه فإننا نقول : « المجتهد 
وار 


إذن فسرة يكون الاسم معروفاً لك فتلحق به الوصف . ومرة تجهل الاءم وتعرف 
الوصف فتلحق الاسم بالوصف . وهذا سر اسختلاف الرفع والنصب ف كلمة ٠‏ البر» 
فى كل من الأيتين . ونقول للمستشرقين : إن لكل كلمة فى القرآن ترتيبًا ومعنى . 
فلا تتناولوا القرآن بالجهل . ثم تثيروا الإشكالات التى لا تفلل من قيمة الكتاب 
ولكنها تكشف جهلكم . 


ثم ما هوه البر ؛ ؟ قلنا : إن البر هو الشىء الحسن النافع . ولوترك الله لنا تحديد 
« البره لاختلفت قدرة كل منا على فهم الحسن والنافع باختلاف عقولنا ٠‏ فأنت ترى 
هذا « حسنا » ؛ وذاك يرى شيئا آخر . وثالث يرى عكس ما تراه . لذلك يخلع الله 
يدنا من بيان معنى البر . ويحدد لنا سبحانه مواصفات الخسن النافغ . فيا من وأحد 
ينحرف ويميل إلى شىء إلا وهو يعتقد أنه هو الحسن النافغ . ولذلك يقول الحق : 
« ولكن البر من إتقى واتوا البيوت من أبوابيها » . 


إن هذا يدلنا على أن كل غاية لها طريق يوصل إليها . فاذهب إلى الغاية من 
الطريق الذى يوصل إليها . ويتبغ الحى قوله عن الير: ٠‏ واتقوأ الله لعلكم 
تفلحون ه . لاتزال كلمة التقوى هى الشائعة فى هذه السورة . وكل حكم يعقبه 
السبب من تشريعه وهو التقوى . 


ونعرف أن معتى التفوى هو أن تتقى معضلات الحياة . ومشكلاتها بأن تلتزم منيج 
الله .. وساعة ترى منهج الله وتطبفه قأنت ائقبت المشكلات . أما من يعرض عن 
تقوى الله فإن الحق يقول عن مصيره : 


ع ود جع > اوجن أ 
0 فَإِن لهر معيشة ضنكًا 8 
زغن الاية ١+1‏ سورةاطلهغ) 


ميسب]ب)ب)ب-بابببيبيبيي بس سيب ب ببيييي سس حيبي مسح 


: صيؤ ايع 
!صمح جحووح 222242242999390 قارو 


ولا يظن أحد أن التقوى هى اتقاء النار. لاء إنها أعم من ذلك ٠‏ إنها اتقاء 
المشكلات والمخاطر التى تنش من مخالفة منيج الله . وليعلم الإنسان أن كل مخالفة 
ارتكبها لابد أن يمر عليها يوم ترتكب فيه هذه المخالفة كا ارتكبها فى غيره ٠‏ فمن 
لايمب أن تُجرى فيه المخالقات فعليه ألا يرتكب المخالفات فى غيره . 


وبعد ذلك ينتقل الحق إلى قضية أخرى . وهذه القضية الأخرى هى التى تميز 
الآمة الاسلامية بخصوصية فريدة ؛ لأنه سبحانه قد أوجد وفطر هذه الأمة على متهاج 
قويم لم تظفر به أمة من قبل » وهذه الخصوصية هى أن الله قد أمن أمة محمد على أن 
تؤدب الخارجين على منبج الله ؛ فقديما كانت السماء هى التى تؤدب هؤلاء الخارجين 
وتعاقبهم . إما بصاعقة . وإما يعذاب . وإما بفيضان . وإما بأى وسيلة . ولم يكن 
الرسل مكلفين بحمل وقسر الناس عل المنبج . وحزن سأل بنو إسرائيل ربهم أن 
يقاتلوا . 4 يكن قتالهم من أجل الدين مصداقا للأية الكرية : 


2 2101000 0 


َِ لد م ا 7 0 7 / 
« َو وما لاتقل في سيمل أله وقد لترجناين دبئرناوابناينا © 


( من الآبة 745 سورة البفرة ) 
0 7 
علة القتال 520 أنهم أخرجوا من بيوتهم وأجنروا عل يرل أولادهم 0 قهم 
عندما سألوا الفتال م يسألوه للدفاع عن العقيدة . وإنما لأغهم أخحرجوا من ديارهم 
وأولادهم . 


أنا أمة محمد صل الله عليه وسلم فهى التى أمنها الله .عل أن يكون فى يدها 
الميزان . وليس هذا الميزان ميزان تسلط . وإنما هوميزان يحمئ كرامة الإنسان يأن 
يصون له خرية اختياره بالعقل الذى خاقه الله » فلا إكراه فى الإيمان يالله . وقد 
شرع الله القتال لأمة محمد لا لبفرض به دينا ٠‏ ولكن ليحمى اختيارك فى أن تختار 
الدين الذى ترئضيه . وهو يمع سدود الظغيان التى تحول دونك ودون أن تكون حرا 
مختاراً فى أن تقبل التكليف . 


ولذلك فالذين يحاولون أن يلصقوا بالإسلام تهمة أنه انتشر بالسيف نقول لهم : 


1 


٠٠ 02‏ 96> >©+22 بج جص منحصصمحل هه 
إن حججهم ساقطة واهية » وكذلك قولهم : إن الإسلام عتدما يفرض الحزية فكأنه 
جاء لجباية الاموال . نقول لهؤلاء : جزية على من ؟ جزية على غير المؤمن : وما 
دام قد رضت غليه جزية» فمعنى ذلك أنه أباح له أن يكون غير مؤمن ٠‏ لو كان 
الإسلام يكره الثاس على اعتناقه لما كان هناك من ناخد عليه جزية . إذنء فالإسلام 
لم يكرهه » وإنما حسماه من القوة التى تسيطر عليه حتى لا يُكرهه أحد على ترك 
دين: وهو خر بعد ذلك فى أن يسلم أو لا يسلم : وكان الذين ينتقدون الإسلام 
يدافعون عنه ؛ فسهامهم قد ارتدت إليهم . 

وهنا تساؤل قد يثور : إذا كان الأمر كذلك؛ فلماذ!ا كانت حروب المسلمين ؟ 
نقول : إن حروب الإسلام كانت لمواجهة الذين يفرضون العقائد الباطلة على 
غيرهمء وجاء الإسلام ليقول لهؤلاء : ارفعوا أيديكم عن الثاس واجعلوهم أحرارة 
فى أن يختاروا الدين المناسب . ولماذا تركهم الإسلام أحراراً ؟ لأنه وأثق أن الإنسان 
مادام على حريته فى أن يختار فلا يمكن أن يجد إلا الحق واضحا فى الإسلام . 
ولذلك فكثيز من الناس الذين يقرأون قوله تعالى : 

« لا إكراة فى الدين 4 

( سورة البقرة ) 

لا يفطنون إلى أن العلة واضحة فى قوله - سبحائه ‏ من إلآية نفسها ٠‏ قد تبين 

الرشد من الغى » . إذن؛ فالمسألة واضحة لماذا نكره الناس وقد وضح أمامهم الحق 

والياطل ؟ نحن فقط نمنع الذين يفرضون عقائدهم الباطلة على الناس ؛ فسأنت 

تستطيع أن تكره القالب ٠‏ لككن لا تستطيع أن ثكره القلب . ونحن نريد أن ينبع 
الإيمان من القلب ٠‏ ولهذا يقول الحق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

.ا( أعلّك بَاخع نفس آلا َكُونُوا مُؤْمبينَ 9 إن نُشأ نَل علَيْهم من السّماء 
آي فلت أعتاقهم لها حَاضعِينَ 0 » 

( سورة الشعراء © 
إن الله لا يريد أعناقاً » لو كان يريد أعناقآ لما استطاع أحد أن يخرخٍ عن قدره 





م111 
22222246 3222:9 222242 أأاة 


- سبحانه ‏ من يُريد الله أن يبتليه بمرض أو موت. فلن ينجى من قدره . إن 
الحق يريد إيمان قلوب لا رضوخ قوالب . فالذى يجبر الآخرين على 
الإيمان بالكرباج لن يتبعه أحد ؛ وهو نفسه غير مؤمن بما يفرضه على 
الناس . ولو كان مؤمنا به لما فرضه على الناس بالقسر ؛ إنهم سيقتلونه 
عن طواعية واختيار عندما يتبين لهم أنه الحق المناسب لصلاح حياتهم . 

وتحن نلتفت حولنا فتجد أن النظم والحكومات التى تفرض مبادثها 
بالسوط والقهر تتساقط تباع) ٠‏ فعندما تتخلى هذه الحكومات عن السوط 
والبطش. فإن الشعوب تتخلى عن تلك الأفكار . والقرآن هنا يعالج هذه 
المسألة عندما يتحدث عن القتال وتشريع القتال , الامر الذى اختص يه 
الحق أمة الإسلام , وهو سيحانه لم يأذن بالقتال خلال فترة الدعوة المكية 
التى استمرت ثلاثة عشر عاما . ثم أذن به بعد الهجرة إلى المديئثة » وقد 
كان من الضرورى أن يتاخر أمر القتال : لأن الحق أراد أولاً أن يلتفت 
المسلمون إلى اتباع المنهج حتى يكونوا لغيرهم قدوة ٠‏ ويروا فيهم أسوة 
حسنة , لذلك قال الحق : 

« فاعفوا واصفحوا ححَئ يأتى اله مره 

(من الآية ٠١4‏ سورة البقرة) 
وقال سبحانه أيضا : 
ط ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم » 
(من الآية 8غ سورة الاحزاب) 

لماذا كل هذا التدرج ؟ لأن الحق سبحانه وتعالى علم أن الدعوة للإسلام 
ستدخل البيوت العربية : فسيضم البيت الواحد كافر) بالله ومؤمتا بالل : ولو 
أنه سبحانه وتعالى شرع القتال من البداية لصار فى كل بيت معركة . 

ثم إن الحق سبحانه وتعالى يعلم أن تلك القبائل العربية 
بها كثير من خفة وطيش وسفه ؛ وكانوا يقتتلون لأتفه الاسباب؛ 
فمن أجل ناقة ضربها كليب بَسَهم فى شدرعهاا فماتت الانتعلت 
المرب أريعين سنة. وفى ذلك يقول الشاعر عند الحفيظة 





١9‏ ممصح مح صمحم بمححمحصيحه 
والغضب : 
قوم إذا الشر أبدى ‏ ناجذيه لهم - 
طاروا ليه زرافات ووحدانا 
والثانى يقول : 
لا يسألون آخاهم حين يندبهم 
فى النائيات على تا فسال برهانا 

أى أنهم لا يسألون أخاهم  :‏ اذا نحارب ؟ ؟ ٠‏ وإنما يحاربون بلا سبب ولاى 
سبب » فالحمية الرعناء تدفمهم للقتال بلا سبب .. وفى مققابل ذلك كانت عندهم 
نخوة للحق . فعئدما يرون شخصا قد ظلمه غيره ؛ تأخذهم النخوة ٠‏ وياخذون 
على يد الظالم » وأراد الحق سبحانه وتعالى آن يهيج فيهم النخوة حين يرون 
الضعاف من المسلمين مستضعفين ٠‏ وقد عزلهم بعض من القوم فئ شعب أبى طالب 
وجوعوهم وقاطعوهم حتى اجتمع الخمسة العظام فى مكة وقالوا : « كيف نقبل أن 
نأكل ونشرب وثئأتى نساءنا وبنو هاشم وبئو المطلب محصورون فى الشعب لا يأكلون 
ولا يشربون ولا يتبايعون » . 

لقد كانوا كفارا » وبرغم ذلك وقفوا موقفاً عظيماً وقالوا : هاتؤا الصحيفة التى 
تعاهدنا فيها على أن نقاطع بنى هاشم وبنى المطلب ونقطعها ؛ واتفقوا على ذلك . 
وكانوا خمسة من سادات مكة هم : هشام بن عمرو + ورهير بن أبى أمية ٠‏ وآأبو 
البحترى بن هاشم ٠‏ رزمعة ابن الاسود » والمطعم بن عدى . وكائوا قادة النخوة 
التى أنهت مقاطعة المسلمين . هكذا نرى أن العرب كانوا يتسمون بالحسمية الرعناء 
وتقابلها النخوة فى الحق . 

ويعلم الحق سبحانه وتعالى أن نقل آمة العرب مما اعتادته ليس أمرآ مهلا : 
لذلك أخذهم برفق الهوآدة . والذين يقولون : لماذا لم يحارب المسلمون أعداءهم من 
أول وهلة ولاذا لم يقتلوا صناديد الكفر فى مكة ؟ 


راجع أصله وخرج احاديك الدكتور إحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر . 


46 : 


نقول لم : إن كثيراً من الذين كنتم ترون قتالهم فى بداية الدعوة الإسلامية هم 
الذين نشروا راية الإسلام من بعد ذلك » ومثال ذلك خبالد بن الوليد» الذى كان 
قائداً مغوارا فى صفوف المشركين؛ وقاتل المسلمين فى أول حياته» ثم هداه الله 
للإسلام وأصبح سيف الله المسلول» ماذا لو قتل هذا القائد الفذ على أيدى 
المسلمين؟ كان مثل هذا الفعل سيتسبب فى حرمان المسلمين من موهبته: تلك 
الموهبة التى أسهمت فى معظم الفتوحات الإسلامية فى الشام والعراق. 

إذن شاءت حكمة الله أن يستبقى أمثال خالد وهم خصوم للإسلام فى بدء 
الدعوة لأن الله قد أعد لهم دوراً يخدمون به الإسلام . وألذين نالوا من الإسلام أولا 
هم الذين ستبقى عندهم الحرارة حتى يعملوا عملاً يغفر الله لهم به ما قد سبق . 

انظر إلى عكرمة بن أبى جهل كان شوكة فى ظهر المسلمين فى بداية الدعوة» 
ثم أسلم وأبلى بلاء حسنا» ولا أصيب فى موقعة اليرموك وأوشكت روحه أن 
تصعد إلى خالقها نظر إلى قائده خالد بن الوليد وقال: أهذه ميغة تُرضى عنى 
رسول الله؟ . كأنه كان يعلم أن رسول الله كان قد غضب عليه قبل أن يسلم . 

وعمرو بن العاص داهية المسلمين الذى لولاء ما متحت مصر. فقد كسب بدهائه 
أهل مصر فامتتعوا عن قتاله؛ وناظرهم بعد ذلك حتى استل حقدهم على المسلمين . 
وأبان لهم أن رسول مله قال موصياتهم #استوصوا بالقبطيين خير لأن هم رحما 
وذمة » وفوق هذا فقد أرسله النبى عله إلى بعض العرب يستقرهم إلى الاسلام . 

إذن فمن رحمة الله أنه لم يشأ تشريع القتال من البداية» وإلا لكنا فقدنا كثيراً 
من قادة الإسلام العظام الذين حملوا لواء الدعوة الإسلامية فيما بعد. وكل 
إنسان استقاه الإسلام وهو خصم وغدوا للإسلام: قدر الله له يعد الإسلام دورا 
يخدم به الدين الخاتم . 





من هنا نفهم الحكمة من تأخير القتال فى الإسلامء لأن الله أراد أن هحص 
ويختثبر » وألا يدخل هذا الدين إلا من يتحمل متاعب هذا الدين» ومشاقه لأنه 





ايز 
هه ٠٠١‏ 2212:9566 2022 
سيكون مأموناً على مجد أمة؛ وعلى منهج سماء؛ وتلك أمور لا يصلح لها أى 
واحد من الناس . 


وقد كان من الممكن أن ينصر الله دينه من أول وهلة دون تدخحل من 
المسلمين» وكان معنى ذلك أن الناس سيتساوون فى الإيمان أولهم وآخرهم» 
ولكن شاءت إرادته سبحانه وتعالى أن يجعل لهذا الدين رجالاً يفدونه بأرواحهم 
وأموالهم لينالوا الشهادة ويرتفعوا إلى مصاف النبيين. لذلك جاء الأمر بالقتال 
متأخراً وبالتدريج : لقد جاء الأمر بالقتال فى أول مرحلة بقول الله تعالى : 


0 يللين َموي و ويدوا 
إِكَاللهَ لايح تالْمَعْكرت © هه 


وسبب نزول هذه الآية أن رسول الله له اشتاق هو وصحابته إلى البيت 
الحرام» وأرادوا أن يعتمرواء فجاءوا فى ذى القعدة من السنة السادسة من 
الهجرة . وأرادوا أن يؤدوا العمرة فلما ذهبوا وكانوا فى مكان كان اسمه الحديبية : 
ووقفت أمامهم قريش وقالت: لا يمكن أن يدخل محمد وأصحابه مكة . 

وقامت مفاوضات بين الطرفين . ورضى رسول الله بعدها أن يرجع هذا العام 
على أن يأتى فى العام القادم . وتخلى لهم مكة ثلاثة أيام فى شهر ذى القعدة . 

وكان رسول مله قدبشر أصحابه بأنهم سيدخلون المسجد الحرام 
محلقين ومقصرين » وشاع ذلك الخبرء وفرح به المسلمون وسعدواء ثم فوجئوا 
بمفاوضات رسول الله ورجوعه على يعد نحو عشرين كيلو متراًمن مكة وحزن 
الصحابة . حتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه غضب وقال للنبى تلله: 


حوح تت وحصت وحص وه :22:55 اللا © 

ألست رسول الله؟ ألست على الحق؟ فرد عليه سيدنا أبوبكر قائلا: الزم غرزك 
ياعمر إنه لرسول الله. 

وقد أظهرت هذه الوانعة موقفا لأم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنهاء وهو 
موقف يعير عن الحنان والرحمة والمشورة اللينة الهينة . فحينما دخل عليها رسول 
الله وقال لها: هلك المسلمون يا أم سلمة؛ أمرتهم فلم يمتثلوا . 

فانظر إلى مهمة الزوجة عندما يعود إليها زوجها مهموماء هنا تتجلى وظيفتها 

فى السكن» قالت أم سلمة: أعذرهم يارسول الله ؛ إنهم مكروبون .كانتت 
نفوسهم مشتاقة لأن يدخلوا بيت الله الحرام محلقين ومقصرين» ثم حرموا منها 
وهم على بعد أميال منهاء أعمد إلى ما أمرك الله فافعله ولا تكلم أحداء فإن 
رأوك فعلت» علموا أن ذلك عزية . 


وأخذ رسول الله بنصيحة أم سلمةء وصنع ما أمره به الله وتبعه كل المسلمين» 
وانتهت المسألة . وقبل أن يرجعوا للمديئة لم يشأ الله أن يطيل على الذين انتقدوا 
الموقف حتى لا يظل الشرخ فى نفوس المؤمنين. وتلك عملية نفسية شاقة» لذلك 
لم يطل الله عليهم السبب؛ وجاء بالعلة قاثلا لهم : ما يحزنكم فى أن ترجعوا إلى 
المدينة ؛ أنتم لكم إخوان مؤمنون فى مكة وقد أخفوا إيهانهم وهم مندسون بين 
الكفارء فلو أنكم دخلتم» وقاتلوكم» ستقاتلون الجميع مؤمنين وكافرين» 
فتقتلون إخوانا لكم» فلو كان هؤلاء الإخوان المؤمنون متميزين فى جانب من مكة 
لأذنت لكم بقتال المشركين؛ كما تريدون. واقرأ قول الله تعالى: 

« هم الذين كفروا وَصدُوكُم عَنٍ الْمَسْجدِ الْحَرام وَالْهَدى معَكُوفا أن يلع 
محل وّولا رجَال مؤمنون ونماء مؤمددت أم تعلموهم أن تطنرهم لتصبيكم مهم 
عو بير ّيدل الله فى رَحْمَته من يشَاء و يلوا ينا الذين كقروا منهم 
عَذَابًا أليما © » [الفتح] 





بعد نزول الآية عرف المسلمون أن الامتناع كان لعلة ولحكمة » قلما جاءوا فى 
العام التالى قال الله لهم : 

ظ الشهر الحرام بالشهر الحرام حرمت قصاص ... 659 4 [البقرة) 

وكان الحق يطمئتنهم » فالذين صدوكم فى ذى القعدة من ذلك العام 
ستقاتلونهم وستدخلون فى ذى القعدة من العام القادم. وخحاف المسلمون إن 
جاءؤا فى العام المقبل أن تنقض قريش العهد وتقاتلهم » ونزل قول الحق : 


« وقستلوا فى مسبيل الله الذين يقَسطُونَكُمْ ولا تَمْسَدُوا إن الله لا يُحبُ 
المعتدين 09 »4 [البقرة] 

وعندما نتأمل قوله تعالى: «وقاتلوا نى سبيل الله » فإننا تجد ان الحق سيحانه 
يؤكد على كلمة «فى سبيل الله » لأنه يريد أن يضع حداً لجبروت البشرء ولابد أن 
تكون نية القثال فى سبيل الله لا أن يكون القتال بنية الاستعلاء والجيروت 
والطغيان فلا قتال من أجل الحياة؛ أو المال أو لضمان سوق اقتصادى» وإنما القتال 
لإعلاء كلمة الله؛ ونصرة دين الله. هذا هو غرض القتال فى الاسلام . 

«وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتتدوا إن الله لا يحب المعتدين» 
والحق ينهى عن الاعتداء» أى لا يقاتل مسلم من لم يقاتله ولا يعتدى. 

وهب أن قريشا هى التى قاتلت» ولكن اناساً كالنساء والصبيان والعجزة لم 
يقاتلوا المسلمين مع أنهم فى جانب من قاتل» لذلك لا يجوز قتالهم» نعم على 
قدر الفعل يكون رد الفعل . لاذا؟ لأن فى قعال النساء والعجزة اععداء» وهو 
سبحانه لا يحب المعتدين . لكن قتال المؤمنين إنما يكون لرد العدوان. لا بداية 
عدوان . 


7س يس سس لسسسسسسسسببح 


تعر ةانق 
خصصمصحوح. و :25060555 11 
ويقول الحق من بعد ذلك : 


2 > ار سء سيار 


رم ةدم رم مع عور 1 00 
88 وأقتاو» لوهم حيثُليفمُوه وجوه منْحَيتُ حرجود وألدنة 
غ4 سر مع سه 6 م ل ٍ. 2 0 
أَسَدَمِنَ لصيل ولا تشم انيار يكم 
2 
فيه فإن لد 2601 شْكدَكَ بآ الْكَنَ (إ) #ه 
ونحن نسمع كلمة ٠‏ ثقافة ٠‏ . وكلمة « ثقاف ٠‏ . والثقافة هى 
يسر التعلم ٠‏ أو أق تلم بطرف من الاشياء المتعددة ٠‏ وبذلك يصبيح 
2 
فلان مثقفا أى لديه كم من المعلومات ٠‏ ويعرف بعض الشىء عن كل 
شىء ٠‏ ثم يتخصص فى فرع من فروع المعرفة فيعرف كل شىء عن 
شىء واحد . 
كل هذه المعاتى ماخوذة من الامور المحسة , والتثقيف عتد العرب 
هى تقويم الفصن ,.فقد كان العرب. ياخذون أغصان الشجر اليَجِعلوها 
رماح؟ وعصيا . والفصن قد يكون معوجا) أو به نتوء , فكان العربى 
بقفه اونمديل وراعد راكيهاجد «كوياي بالقنقاك دمر اقلنة مع 
الحديد المعقوف ليقوّم بها المغوج من الاغصان كما يفعل عامل التسليح 
بحديد البناء . 
كان المكَقّف هو الذى يعدل من شىء معوج فى الكون. فهو 
يعرف هذه ولك . وأصبح ذا تقويم سليم . وهكذا نجد أن معاني 
أى «وجدتموهم » ٠‏ فثقف الشىء أى وجده . 
والحق يقول : 
طفَإمًا تثقفنهم فى الحرب فشرد بهم »(من الآية اه سورة الأنفال) 





1 00 


ه١١‏ مص مح حم تمصت هته 
أى ١‏ شردهم حيث تجدهم . ويقول الحق : «واقتلوهم حيث ثقفتموهم؟ أى لا 
تقولوا إنهم أخرجوكم من هناء وإنما أخرجوهم من حيث أخرجوكم» أى من أى 
مكان أنتم فيه» وعند ذلك لن تكونوا معتدين. وقوله تعالى: «وأخرجوهم من 
حيث أخرجوكم» يذكرنا بمنطق مشابه فى آية أخرى منها قوله تعالى : 


١‏ ادعام فوا مف م رقم به .. ته > اسن 
وقوله تعالى : : 
< وجرا سب ةمه ... © » --- 


وعندما نبحث فى ثنايا هذه النصوص «وجزاء سيئة سيئة مثلها «قد يرد هذا 
الخاطرة أخذت -حقى من أساء إلى» وانتقمت منه بعمل يماثل العمل الذى فعله 
معى : هل يقال : إننى فعلت سيئة؟ 
وحتى نفهم المسألة نقول: الحق سبحانه وتعالى يأتى فى بعض الأحايين بلفظ 
«المشاكلة» وهى ذكر الشىء يلفظ غيره لوقوعه فى صحته. ومثل ذلك قوله 2ومكروا 
ومكر الله إن الله لا يمكر, وإنها اللفظ جاء للمشاكلة . أو أن اللفظ الكريم قد جاء فى 
استيفاء حقك بكلمة «سيئة مثلها» لينبهك إلى أن استيفاء حقك بمثل ما صنع بك 
يعتبر سيثة إذا ما وازناه بالصفح والعفو عن المسىء. يشير إلى ذلك سبحانه قى نهاية 
هذه الآية يقوله : فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين» وبمثل ذلك 
كان ختام الآية السابقة «ولئن صبرتهم لهو خير للصابرين» ‏ 
ويقول الحق: «والفتنة أشد من القتل». والفتئة مأخوذة من الأمر الحسى»ء 
فصائغ الذهب يأخذ قطعة الذهب فيضعها فى النار فتتضهر» فإذا ما كان يشويها 
معدن غريب عن الذهب فهو يخرج ونبقى الذهب خالصاء فكأن الفتنة ابتلاء 
واختبار» وقد فعل المشركون ما هو أسوأ من القتلء فقد حاولوا من قبل ان يفتنوا 
المؤمنين فى دينهم بالتعذيب؛ فخرج المؤمنون فراراً بدينهم . 





حعوحج 2220259 رأ مه 

والحق يآمر المسلمين فى قتالهم مع أهل الشسرك أن يراعوا حرمة البيث الحرام » 
فلا ينتهكوها بالقتال إلا إذا قاتلهم أهل الشرك . 

وهكذا نجد أن أول أمر بالقتال إنما جاء لصد العدوان ؛ وأراد الحق سبحانه 
وتعالى أن يسقط من أيدى خصوم الإسلام ورقة قد يلعبون بها مع المسلمين ٠»‏ فهم 
يعلمون أن المؤمنين بالإسلام سبيحترمون الأشهر الحرم ويحترمون المكان الحرام 
ويحترمون الإحرام فلا يقاتلون ؛ وربما أغرى ذلك خخصسوم الإسلام آلا يقاتلوا 
المسلمين إلا فى الاشهر الخرم ؛ ويظنون أن المسلمين قد يتهيبون أن يقاتلوهم ٠‏ فأراد 
الحق سبحانه وتعالى أن يشرع لهم ما يناسب مثل هذا الأمر فآذن لهم فى القتال » 
فإن قاتلوكم فى الشهر الحرام فقاتلوهم فى الشهر الحرام » وإن قاتلوكم فى المكان 
الحرام فقاتلوهم فى المكان الجرام » وإن قاتلوكم وانتم حرم فقاتلوهم + لان الخرمات 
قصاص . 

إذن أسقط الحق الورقة من أيدى الكافرين . إن الحق سبحانه وتعالى يعلل ذلك 
بأنه وإن كان القتال فى الشهر الحرام وفى المكان الحرام وفى خال الإحرام صعباً 
وشديداء فالفتنة فى دين الله أشد من القتل ٠‏ لأن الفتنة إنما جاءت لتُسد على الناس 
دينهم » صحيح أنها لا تعوق الناس عن أن يتديئوا ؛ ولكنها تفتن الذين دينواء وقد 
حاولوا إجبار المسلمين الأوائل بالتعذيب حتى يرتدوا عن الدين ٠‏ وكان ذلك أشد من 
القتل لأنها فتنة فى الدين - 

إن الله هو الذى شرع الشهر الحرام» فكيف يُن المؤمنون عن دين الله ويُحملون 
على الشرك به ثم تقولون بعد ذلك إنئا فى الشهز الحرام ؟ إن الشهر الخرام لم يكن 
حراما إلا لأن الله :هو الذى حرمه ء فالفتنة فى الله شرك وهو أشد من أن نقاتل فى 
الشهر الحرام ء ولذلك فلا .داعى أن يتحرج أحد من القتال فى الشهر الحرام عندفا 
يفتن فى ديئه . وحينئذ نعلم أن القتال إنما جاء دفاعاً . 

وبعد ذلك هل يظل القتال دفاعا كما يريد خضوم الإسلام أن يجعلوه دفاعا 
عَمَن آمن فقط ؟ أو كما يريد الذين يحاولون أن يدفعوا عن الإسلام أنه دين قتال 





اق 
05 مو »٠و‏ + جو نح و وه 

ويقولون : لا ء الإسلام إثما جاء بقتال الدفاع فقط . نقول لهؤلاء : قجال الدفاع 
عَم ؟ هل دفاع عَم آمن فقط ؟ أم عن مطلق إنسان نريد أن ندفع عنه ما يؤثر فى 
اختيار ديئه ؟ 

هو دفاع أيضا » وستسميه ذفاعاً » ولكنه دفاع عمن آمن » ندفع عنه مَنْ يعتدى 
عليه ٠‏ وأيضاً عَمَنَ لم يؤمن ندفع عنه منْ يؤثر عليه فى اخشيار دينه لنحسمى له 
اختياره ٠‏ لا لنحمله على الدين . ولكن لتجعله حرا في الاختيار ؛ فالقوى الى 
تفرض على الناس ديئا نزيحها من الطريق » ونعسلن دعوة الإسلام » فَمَنَ وقف أمام 
هذه الدعوة نحاربه ؛ لأنه يفسد على الناس اختيار دينهم » وفى هذا أيضاً دفاع . 

« ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتسى يقاتلوكم فيه » لانكم أحرى وأجدر أن 
تحترموا تحريم الله للمسجد الحرام ٠‏ لكن إذا هم اجترأوا على القتال فى المسجد الحرام 
فقد أباح سبحانه لكم آيها المسلمون أن تقاتلوهم عند المسجد الحرام ما داموا قد 
قاتلوكم فيه . : فإن فاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين . غإن انتسهوا فإن الله 
غفور رحيم » . وما أسمى هذا الدين . 

إثنا لا نواخذهم بعد أن انتهوا إلى الإيمان بما قدمت أيديهم من الاجتراء على 
أهل الإيمان ما داموا قد آمنوا ء ولذلك نرى عمر بن الخطاب وقد مر على قائل أخيه 
زيد بن الخطاب : وأشار رجل وقال : هذا قائل زيد . فقال عمر : وعاذا أصئع به 
وقد أسلم ؟ لقد عصم الإسلام دمه . 

لقد انتهث المسألة بإسلامه ٠‏ فالإيمان بالل أعز على المؤمن من دمه ومن ثفسه » 
وحين يؤمن فقد انتهت الخصومة . وهذا وحشى قاتل حمزة . يقابله رسول الله 
صلى الله عليه وسلم وكل ما يصنعه رسول الله هو أن يزوى وجهه عنه . لكنه لا 
يقتله ولا يثار منه . وهند زوجة أبى سفيان التى أكلت كبد حمزة ٠»‏ اسلمت وانتهت 
فعلتها بإسلامها . إذن» فالإسلام ليس دين حقد ولا ثأر ولا تصفية حسابات ٠»‏ فإذا 
كان الدم يغلى فى مواجهة الكفر ٠‏ فإن إيمان الكافر بالإسلام يعطيه السلامة » هذا 
هو الدين . 





يد 
+9 ينجن ْم © 8ه 


أى مادموا قد كفواعما يصنعون من الفتنة بالدعوة والشرك بالله وَرُجروا 
بالدين الآمر فانزجروا عن الكفرء بعدها لا شيء لنا عندهم ؛ لأن الله غفور 
رحيم» فلا يصح أن يشيع فى نفوسنا الحقد على ما فعلوه بنا قديماء بل نحتسب 
ذلك عند الله » وماداموا قد آمنوا فذلك يكفينا. والحق سيحائه وتعالى بعد أن 
أعطانا مراحل القتال ودوافعه قال: 


الام 9 





سس ع م ع 2 50 


5 
9# رايهم حو لاتَكون ونه وَيَكونَ لين هن 
أتبوامكَاعْذ ون لابين 79) © 


وعرفنا أن الفتنة ابتلاء واختبار والحق يقول: 
أحَسب العا أن يثركوا أن يقَولُوا آمنًا وهم لا يفتُونَ 0 » [المكبوت] 
إن الحق يختبر الإيمان بالفتئة» ويرى الذين يعلنون الإيمان هل يصبرون على ما 
فيه من ابتلاءآت أم لا ؟ فلو كان دخول الإسلام لا يترتب عليه دخول فى حرب 
أو قتال ولا يترتب عليه استشهاد بعض المؤمنين لكان الأمر مغريا لكثير من الناس 
بالدخول فى الإسلام » لكن الله جعل لهم الفتئة فى أن يهرّموا ويقثل منهم عدد 
من الشهداء » وذلك حتى لا يدخل الدين إلا الصفوة التى تحمل كرامة الدعوة » 
وتنولى حماية الأرض من الفساد » فلايد أن يكون المؤمنين هم خلاصة الناس . 
لذلك قال سبحانه: ‏ وفاتلوهم ختى لا تكون فتنة ». معنى أن يكون الدين 
لله أى تخرجوهم من ديانة أنفسهم أو من الديانات التى فرضها الضغيان 
عليهم» وعندما نأخذهم من ديانات الطغيان» ومن الديانات التى زينها الناس 
إلى ديانات الخالق فهذه مسألة حسنة بالنسبة لهمء وتلك مهمة سامية . كأنك بهذه 





ه١١‏ وحوح هج 2 تح دجت 
المهمة السامية تريد أن ترشد العقل الإنسانى وتصرفه وتمنعه من أن يَدِينَ لمساو له؛ 
إلى أن يدين لمن خلقه . وعلى صاحب مثل هذا العقل أن يشكر من يوجهه إلى 
هذا الصواب . ولذلك يجلى الحق سبحانه وتعالى هذه الحقيقة فيقول على لسان 
طقل ما أسألكُم عَلَيّه من أجر إلا من شَاءً أن يَكَخْد إلى رَبَه سَبيلاً © » 
[القرقان] 
فكأننا لو نظرنا إلى عمل الرسول بالنسبة إلينا بمنظار الاقتصاد لو جب أن يكون , 
له أجرء لأنه يقدم المنفعة لناء وبرغم ما قدمه من منفعة فهو لا يأخذا أجراً؛ لأنه ١‏ 
زاهد فى الأجر قإنه يعلم أن الأجر من المساوى له قليل مهما عظم وهو يريد الأجر / 
عمن خلقهء وهذا طمع فى الأعلى؛ لأنه لا يعطى الأجر على الإيمان إلا الله 
سبحانه وتعالى » وهو الذى يعطى بلا حدود. 
ويختتم الحق هذه الآية الكريمة بقوله : «فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين» 
أى أنهم إذا انتهوا إى عدم قتلاكم» فأنتم لن تعتدوا عليهم ؛ بل ستردون عدوان 
أن نقول له: بل نقدر عليك» ونعتدى عليك بمثل ما اعتديت علينا ويعطينا الحق 
٠.‏ م - 00-00 
9 ألدَمْرل رام لكب رخاوا منت يصاصم نِاغتدَئ 
ٍ- 2 .م وس . #ء عر 01 م2 
عَلبَك مَأعَدأْعلِهِبِمِثْلِ مَاأَعْمَدَ ىعَلدَح وأتَوأألَه 


ألما نمه مع المي 09 ( 





صمححصمح وح حوحمح مت صمت أ'لسه 

والمقصود هو أنه إذا ما قاتلوكم فى الشهر الحرام فقاتلوهم فى 
الشهر الحرام. فإذا ما اعتدوا على حرمة زمان فالقصاص يكون فى 
زمان مثله , وإن اعتدوا فى حرمة مكان يكن القصاص بحرمة مكان 
لأن القصاص هو أن تاخذ للمظلوع مثل ما فعل الظالم . 

إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يخفف وقع الامر على المؤمنين الذين 
رُدوا عام الحديبية فى ذى القعدة سنة ست من الهجرة وأعادهم المشركون 
إلى المدينة ‏ فاقتص الله منهم بأن أعادهم فى ذى القعدة فى العام القابل 
فى السنة السابعة من الهجرة » فإن كانوا قسد منعوا فى الشهر الحراع فقد 
آراد الله أن يعودوا لزيارة البيت فى الشهر الحرام فى الزمان نفسه . 

وقوله الحق : « والحرمات قصاص ٠‏ يقتضى منا أن نسأل : 
كيف يكون ذلك ؟ وما هو الشىء الحرام ؟ إن الشىء الحرام هى ما 
يُحظر هتكه ؛ والشىء الحلال هو المطلق والمأذون فيه . فهل يعنى ذلك 
أن الذى يقوع يعمل حرام نقتص منه بغمل مماثل ؟ 

هل إذا زنى رجل بامرأة نقول له نقتص منك بالزنى فيك ؟ لا. 
إن القصاص فى الحرمات لا يكون إلا فى الماذون به وكذلك إذا 
سرق منى إنسان مالا وليس لدئ بينة ٠‏ لكنى مقتنع بأنه هى الذى 
فى الامر المغروف الواضح ٠‏ أما الأمر المختفى قلا يمكن أن نقتص 
منه بمثل ما فعل . 

لكن هب أن أحد الأقارب ممَّنّ تجب نفقتهم عليك وأمتنعت 
ومادام الأمر علنياء فله أن يأخذ من مالك فيآكل وتكون المسألة 
قصاصا . وهب أن زوجتك تشتكى من بخشلك وتقصيرك ٠‏ كما 





نالبق 
ت ٠١١‏ صوص صوص صوص صمص ص محصميهحه 
اشتكت هند زوجة أبى سفيان لرسول الله عله من ببخل زوجها فقال لها: 
خذى من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك . 
ومثال آخرء هب أن ضيفا بمنزلك ورفضت أن تكرمهء وانتهز فرصة بعدك عن 
المكان الذى يجلس فيه ثم تناول شيئا وأكله . لا يكون تعديا عليك مالم يكن 
داخلا فى محرم آخر» وبعد ذلك يترك الحق لولى الأمر تنظيم هذه الأمور حتى لا 
تصير المسائل إلى الفوضى . 
وقوله الحق : «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعندى عليكم» يدعونا 
إلى اليقظة حتى لا يخدعنا أحد ويدعى الإيمان وهو يريد الاتتقام. ويجب أن 
نتمثل قول الشاعر. 
إن عادت العقرب عدتالها 
وكانت النعل لها حاضرة 
ويختنم المحق الآية الكريمة بقوله : #واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين» أى لا 
تظنوا أن الله ملْككُم فيهم شيئأء بل أنتم وهم مملوكون جميعا لله . ويقول الحق من 
بعد ذلك : 
أ كه دي 1 ا مش له 
ى اعون سب اه ولا ملقو يري ]جلك 
52 م #2 عر نر بر 3 ل 
وحنو لمحن © له 
وهذه الآية جاءت بعد آيات القتال» ومعناها: أعدوا انفسكم للقتال فى سبيل 


0 


الله , 


وقوله الح : «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة؛ تقتضى منا أن نعرف أن كلمة 





3 الب 





اده 
«تهلكة» على وزن تَفْعله ولا نظير لها فى اللغة العربية إلا هذا اللفظ» لا يوجد 
على وزن تَفُعله فى اللغة العربية سوى كلمة «تهلّكة1. والتهلكة هى الهلاك» 
والهلاك هو خروج الشىء عن حال إصلاحه بحيث لا يُدرى أين يذهب؛ ومثال 
ذلك هلاك الإنسان يكون بخروج روحه, والحق يقول: 

« ليهلك من هلك عن بينة ويحيئ من حي عن بن .. 69 4 2 [الأنفال] 

فالهلاك ضد الحياة» وعلى الإنسان أن يعرف أن الحياة ليست هى الحجس 
والحركة التى نراهاء إما حياة كل شىء بحساب معين فحياة الحيوان لها قانونها . 
وحياة التبات لها قانونهاء وحياة الجماد لها قانونهاء بدليل أن الحق سيحانه 
وتعالى جعل ايهلك» أمام «يحيى» وهو سبحانه القائل : 

« كل شئء مالك إلا وَجهه .. . 6 4 [القصص] 

فلسنا نحن فقط الذين يهلكرن؛ ولا الحيوانات؛ ولا النباتات وإنما كل 
شىء يما فيه الجمادء كأن الجماد يهلك مثلناء ومادام يهلك فله حياة ولكن 
ليست مثل حياتنا » وإنما حياة بقانونه هو: فكل شىء مخلوق لمهمة يؤديهاء 
فهذه هى حياته . 

وقوله الحق: «ولا تلقوا بأيديكم إى التهلكة؛ يكشف لنا بعض من روآئع 
الأداء البيانى فى القرآن: ففى الجملة الواحدة تعطيك الشىء ومقابل الشيء وهذا 
أمر لا نجده فى أساليب البشر ؛ فالحق فى هذه الآية يقول لنا: ١‏ أنفقوا فى سبيل 
الله » أى أنفقوا فى الجهاد» كما يقول يعدها: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة؛ 
ماذا؟ لأن الإنفاق هو إخراج المال إلى الغير الذى يؤدى لك مهمة تفيد فى الإعداد 
لسبيل اللهء كصناعة الأسلحة أو الإمدادت التموينية» أو تجهيز ميان وخصون. 
مهاوه [نقَاق كنا د 


نالبق 
"١" ©‏ معن لصح مص صمح ومخصحبصهت 

والحق يقول: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة». وكلمة ألقى» تفيد أن هناك 
شيئا عاليا وشيئا أسفل منهء فكأن الله يقول: لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة؛ وهل 
سيلقى الواحد منا نفسه إلى التهلكة؛ أو أن يلقى نفسه فى التهلكة بين عدوه؟ لاء 
إن اليد المغلولة عن الإنفاق فى سبيل الله هى التى تُلقى بصاحبها إلى التهلكة ؛ لأنه 
إن امتنع عن ذلك اجترأ العدو عليه؛ ومادام العدو قد اجثرأ على المؤمنين فسوف 
يفتنهم فى دينهم + وإذا فتنهم قى دينهم فقد هلكوا. إذن فالاستعداد للحرب أنفى 
للحرب؛ وعندما يراك العدو قوياً فهو يهابك ويتراجع عن قتالك. 

والحق سبحانه ‏ كما يريد منا فى تشريع القتال أن نقاتل ‏ يأمرنا أن نزن أمر 
القتال وزناً دقيقاً بحسم» فلا تأخذنا الأريحية الاكذبة ولا الحمية الرعناء: فيكون 
اقلق ولا تقبلوا على القتال إلا إن كان غالب الظن أنكم ستنصرون» فحزم 
الإقدام قد يطلب منك أن تقيس الأمور بدقة» فالشجاعة قد تقتضى منك أن تحجم 
وتمتنع عن القتال فى بعض الأحيان؛ لتنتصر من بعد ذلك ساعة يكمل الإعداد له . 

والمعنى الأول يجعلك تنفق فى سبيل الله ولا تلقى بيدك إلى التهلكة بترك 
القتال . والمعنى الثانى أى لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة بأن تقبلوا على القتال بلا 
داع أو بلا إعداد كاف. إن الحق يريد من المؤمنين أن يزنوا المسائل وزناً يجعلهم لا 
يتركون المهاد فيهلكو] ؛ لأن خصمهم سيجترىء عليهم » ولا يحببهم فى أن يلقوا 
بأيديهم إلى القعال لمجرد الرغبة فى القتال دون الاستعداد له. وهذا هو الحزم 
الإيهانىء إنها جملة واحدة أعطتنا عدة معان . : 

ويذيل الحق الآية الكريمة بقوله: « احسنوا إن الله يحب المسحنين» الحق 
يقول: ؛وأحسنوا؟. والإحسان كما علمنا رسول الله 2 «أن تعبد الله أى تطيع 
أوامره ‏ كأنك تراه» فإن لم تكن تراه فإنه يراك » ”" . 

مشكلة الناس هذه الأيام أنهم يتشبهوة ب «فإنه يراك6» فعملوا الدوائر 
التليفزيونية المغلقة فى المحلات الكبرى حتى تتم مراقبة سير العمل فى أزجاء 
المحل , هذه فعل البشر . لكن انظر إلى تسامى الإيمان» إنه يأمرك أنت أن ترى الم 





)١(‏ جزء من حديث أخرجه الشيحان 


ام 
صمححخحم ب حص حصحوت جح 2-3499 رفو تس 


فلا ن تؤد العمل أداء ث شكلياً يرفع عنك العتب » بل عليك أن تؤدى العمل بقصد 
الإحان فى العمل . 


والإحسان فى كل شىء هو إتقانه إتقاناً بحيث يصنع الإنسان لغيره ما يحب أن 
بصنعه غيره له ٠‏ ولو تعامل الناس عل هذا الاساس لامتازت كل الضناعات ‏ لكن 
إذا ساد الغش فانت تغش غيرك . وغيرك يغشك . وبعد ذلك كلنا نجار بالشكوى . 
وعلينا إذن أن نحسن فى كل شىء : مثئلا نحسن ف الإنفاق . ولن نحسن فى الإنفاق 
إلا إذ! أحسنا فى الكدح الذى يأى بثمرة ما نتقق ؛ لآن الكدح ثمرته مال . ولا إنفاق 
إلا يمال ٠.‏ فتخرج سس عائد كدحك لتصرفه ف المثانب من الأموق. 


ودائرة 'الإحسان لا تقتصر على الفتال فقط فالأمر هنا عام . ولا تعتقد أنه أمر فى 
زاوية من زوايا الدين جاءت لتخدم جزئية من جزئيات الحياة . إنما كل زاوية من 
زوايا الدين جاءت لتخدم كل جزئيات الحياة . فالإحسان إذا كان بالمال فهذا ينتضى 
أن يمحس الإنسان الحركة فى الأرض ٠‏ وبعمل عملا يكفيه ويكفى من يعول ١‏ ثم 
يفيض لديه ما يحسن به . 


إذا 0 يتوافر امال . فعليك أن ب بجاهفك وتشفع لغبرك . والحاه قد قومه 
الإسلام أى جعل له قيمة . فعل صاحب الحاه أن يشقع بجاهة ليساعد أصحاب 
الحقوق فى الحصول على حقوقهم»وعلىي الوجيه أيضا أن يأخذ الضعيف فى جواره 
ويحميه من عسف وظلم القوى . وعليه بجاهه أن يقيم العدل فى البيئة الى بعيش 
فيها . 

والوجاهة تعنى أن يكون للإنسان احترام أو وزن أو تفدير وهذه الآشياء لما 
مسبقات فى إحسان الشخص , لا يأخذها بلا سبب . إنما سبقها عمل جعل له 
وجاهة عند الناس . فالناس فى العادة لا يحترمون إلا من يكون له لون من الفضل 
عليهم » ٠‏ فكأنه احترام مدفوع النفن . وليس احتراما يحاثا . وقد.يكون الإحنان 
بالعلم . أو بفضل القوة ٠‏ بإعانة الضعيف . أو بإكساب الخيرة للاخرين . أو 
بتفريج كربة عن مسلم . 


آذ#ذذ سس يبس يبب سس ل 


اقيق 
:ه ١:‏ وح دوت جح 2:ج 02ج وص حوتله 

إذن وجوه الإحسان فى الأشياء كثيرة» وكلهاتخدم قضية الإيمان. وعندما 
يرى الكافر المؤمنين وكل واحد منهم يحسن عمله فإن ذلك يغريه بالإيمان. وإذا 
مانا ما الذى زهد دنيانا المعاضرة فى ديننا؟ فسوف تجد أن العالم ينظر إلى دين 
الله من خلال حركة المسلمين . وهى حركة غير إسلامية فى غالبيتها. صحيح أن 
بعضاً من عقلاء الغرب وفلاسفته لا يأخذؤن الدين من حركة المسلمين» وهذا 
منتهى العدالة منهم لأنه ربما كان بعض المسلمين غير ملتزم بدينه» فلا يأخذ أحد 
الإسلام منه لمجرد إنه مسلم . 

وأتباع الديانات الأخرى يعرقون ان هناك افعالا جرمها دينهم . ومادام هناك 
أفعال جرمها الدين وسن لها عقوبة فذلك دليل على أنها قد تقع » فأنت عندما 
ترى شسخصاً يتتسب إلى الإسلام ويسرقء هل تقول: إن المسلمين لوص لاء 
إن عليك أن تنظر إلى تشريعات الإسلام هل جرمت السارق أو لم تجرمه؟ فلا 
يقولن أحد: انظر إلى حال المسلمين. ولكن لننظر إلى قوانين الإسلام»ء لأن الله 
قدر على البشر أن يقوموا بالأفعال حسنها وسيئهاء ولذلك أناب على العمل 
الصالح وعاقب على العمل السيىء. 

والعقلاء والمفكرون يأخذون الدين من مبادىء الدين نفسهء ولا يأخذونه من 
سلوك الناس» فقد يجوز أن تقع عين المراقب على مخالف فى مسألة يحرمها الدين. 
فلا تأخذ الفعل الخاطىء على أنه الاسلام , وإنما ذه على أنه حارج على الإسلام . 

وساعة يرانا العالم مسحنين فى كل شىء فنحن نعطيهم الأسوة التى كان عليها 
أجدادناء وجعلت الإسلام يمتد ذلك المد الخمرافى الأسطورى حنتى وصل فى 
نصف قرن إلى آخر الدنيا فى الشرق» وإلى آخرها فى الغرب» ويعد ذلك ينحسر 
سياسيا عن الأرض» ولكن يظل كدين» وبقى من الإسلام هذا النظام الذى 
يجذب له الناس . إن الإسلام له مناعة فى خحميرته الذاتية إنه يحمل مقومات بقائه 
وصلاحيته؛ وهو الذى يجذب غير المسلمين له فيؤمنون به؛ وليس المسلمون هم 
الذين يجذيرن الناس للوسلام . 

ولذلك أقول: لو أن التمثيل السياسى للأمم الإسلاهية فى البلاد غير الإسلامية 





:96999 0 ااا هه 
المتحضرة قد أخطذ بمبادىء الإسلام لكان أسُوة حسنة . وانظر إلى عاصمة واحدة من 
عواصم الدول الغربية تجد فيها أكثر من ثلاث وستين سفارة إسلامية ء وكل سفارة 
يعمل فيها جهاز يزيد على العشرين ٠‏ هب أن هؤلاء كانوا أسوة إسلامية فى السلوك 
والمعاملات فى عاصمة غير إسلامية » حيتئذ يجد أهل ذلك البلد جالية إسلامية 
ملتزمة ولم تفتئها زخارف المدية : لا يشربون الخمر + ولا يرافصون ١‏ ولا يترددون 
على الأماكن السيئة السمعة ٠‏ ولا تبرج نساؤهم » بالله آلا يلفت النظر سلولك 
هؤلاء ؟ 

لكن ما يحدث ‏ للاسف - هو أن أهل الغرب ‏ على ياطلهم ‏ غليِوا بنى 
الإسلام ‏ على حقهم ‏ وأخذرهم إلى تمحللهم ٠»‏ وهذا الاتباع الأعمى يجعل الغربيين 
يقولون : لو كان فى الإسلام مناعة لحفظ أبناءه من الوقوع فيما وقعنا فيه. 

إذن الإحسان من المسلمين أكبر دعاية ودعوة إلى دين الإسلام . إن الحق يقول: 
إن الله يحب المحسئين » والحب كما نعرفه هو ميل قلب المحب إلى اللحبوب ٠‏ 
وذلك الأمر يكون بالنسبة للبشر ٠‏ لكن بالنسبة للحق هو توده الخالق بالرحسمة 
والكرامة على المخلوق ٠‏ والحق سبحانه وتعالى يحب هن عباده أن يكونوا على 
خخلقه: فكما أن الله أحسن كل. شىء خلقه ‏ الذى احسن كل شىء تخلقه » يريد من 
عباده وقد تفضل عليهم بالعقل المفكر فيخطط ٠‏ وبالطاقات فتبرز التفكير إلى عمل 
يريد الحق منا أن يكون رائدنا فى كل.عمل أن نحسنه ؛ حتى نكون متخلقين بأخلاق 
الله: فتشيع كلمة ١‏ الله » هذا اللفظ الكريم الذى يستقبل به الإنسان كل جميل فى 
أى صنعة » فيقول : ١‏ الله ؟ . 

إذن تشيع كلمة ١‏ الله » نعمة فى الوجود تعليقاً على كل شىء حسن ؛ حتى 
الذى لا يؤمن بذلك الإله يقول أيضآ : ٠‏ الله ٠‏ » كأن الفطرة التى فطر الله الناس 
عليها تنطق بأن كل حسن يجب أن ينسب إلى الله سواء كان الله هو الذى فعل 
عباشرة كالأسباب والكونيات والنواميس ٠‏ أو خلق الذى فعل الحسن ٠‏ فكل الامور 
تؤول إلى الله . 

ولو علم الذين لا يحسنون أعمالهم بماذ! يحرمون الوجوه لتحسروا على أنفسهم» 





©4222 «ج225+95+2‎ ١١ 
وليتهم يحرمون الوجود من كلمة «الله4؛ ولكنهم يجعلون مكان «اللها كلمة خبيثة‎ 
فيشيعون القبح فى الوجودء وحين يشيع القبح فى الوجود يكون الإنسان فى‎ 

عمومه هو الخاسر. 
فقول الله: «إن الله يحب المحسنين» تشجيع لكل من يلى عملاً أن يحسنه 
ليكون على أخلاق الله. وبعد ذلك يقول الحق: 
+9 وَيمائفج اضر نور فا تلفي 
1 ةا 7 58 ريدي 
ولَاملموات و ته 2 0 


5200 لق مآ 


أَويدءأدى من رَأْسِهِمفَفِذَيَةٌ مَنَصيَامٍ 1 وك فإذ 

يدي در 2 ال 

ا حادم شرى ا 7 
م للد واعلَموا َه ّ مدي دُالْمتَابٍ ©) له 


والنسق القرآنى نسق عجيب» فأنتم تذكرون أنه تكلم عن الصيام . ورمضان 
يأتى قبل اشهر احج » فكان طبيعياً أن يتكلم عن الحج بعد أن تكلم عن رمضان 
وعن الأهلة وعن جعل الأهلة مواقيت للناس والحج كما أن هناك د شيئا أخنر 
يستدعى أن يتكلم فى الحج وهو الكلام عن القتال فى الأشهر الحرم» وعن البيت 


جبمرص ص ص وو :ى .+220202422242 17م وه 


11 يا 2 2 


من الأية 194١‏ سورة البفرة ) 


إاناطالكااز نز الح أن لق سراقة لين . وحين يقول الله : : وأتموا احج 
والعمرة لله ه نفهم مه أن الأمر بإتمام الملىء ء لا يكون إلا إذا جاء الأمر بفرضص هذا 
٠‏ فكأنك بدات فى العمل بعد التشريع بهء ويريد منك سبحانه ألا تحج 
1 لكن يريد منك أن تثمه وتجعله اما مستوفياً لكل مظلوبات المشرع له . 


وساعة يقول الحق : « وأتموا الحج والعمرة؛ لقائل أن يقول : إن الحج شىء 
والعمرة شىء آخر. بدليل عطفها عليه . والعطف يقتفى المغايرة ى] يقتفى 
المشاركة ٠‏ فإن وُجدّت مشاركة ولم توجد مغايرة فلا يصح العظف . بل لابد أن 
يوجد مشاركة ومغايرة . والمشاركة بين الحج والعمرة أن كليهها نسك وعباده . وأما 
المغايرة فهى أن ن للحج ا مخصوضا ويشترط فيه الوقوف بعرفة . وأما العمرة 
قلا رمن ها ولا وقفة فيها بعرقة . 


ولكن الحق سبحانه وتعالى يقول فى مشروعية الحج : 
# وَل عل الناس با ب 
( من الأية 41 سورة آل عمران) 

ولم بأت فى تلك الآية بذكر العمرة » ومنها نعرف أن الحج شىء والعمرة شبىء 
آخرء والمفروض علينا هو الحج . ولذلك أقول دائا لابد لنا أن نأخذ القرآن جملة 
واحدة , وَناق بكل الآبات التى تتعلق با موضوع لنفهم المقصود عاماً 3 فحين يقول 
الحق فق قرآته أيضا + 0 احج والعمرة لله » نعرف من ذلك أن العمرة غير 
الحج . وحين تقرأ قول الله فى سورة براءة : 


«ا رَأَدَنمنَ لمَّهِورسُودة إل لس بوم الحَج الأخبر » 


زمن الآبة " سورة التوية ) 





الم 
ت ١‏ حمحص حص مص م ص0 .هه 
نعرف أن هناك حجًا أكبرء وحجًا ثانيا كبيراً . ولذلك فآية «ولله على الناس 
حج البيت» جاءت بالبيت المحرم : وهو القدر المشترك فى احج والعمرة. ونغرف 
أن الحج الأكبر هو الحج الذى يقف فيه المسلم بعرفة؛ لأن الرسول عَللّه قال: 
«الحج عرفة» ". وهو الحج الأكبر؛ لأن الحشد على عرفة يكون كبيرًء وهوياتى 
فى زمن مخصوص ويشترط فيه الوقوف بعرفة . ١‏ 
إذن قوله تعالى: «ولله على الناس -حج البيت» الج هو القصد إلى مُعظم وهو 
«حج البيت6: أما العمرة فهى الحج الكبير وزمانها شائع فى كل السنة» 
والقاصدون للبيت يتوزعون على العام كله . وذلك قد ثبت بالتشريع بقوله 
سبحانه : #ولله على الناس حج البيت6. ومادام جاء بالأمر المشترك فى قوله: 
حج البيت فهو يريد الحج الأكبر والحج الكبير. 
والحق سبحانه وتعالى يخاطب عباده ويعلم أن بعض الناس سيقبلون على 
العيادات إقبالاً شكلياً, وقد يقبلون على العبادة لأغراض أخري غير العبادة» 
فكان لابد أن يبين القصد من الحج والعمرة» وأن المطلوب هو إتمامهماء ولابد أن 
يكون القصد لله لا لشىء آخرء لا ليقال #الحاج فلان»» أو ليشترى سلعاً رخيصة 
ويبيعها بأغلى من ثمنها بعد عودته . 
ونحن نعلم أن الحج هو العبادة الوحيدة التى يستمر اقترانها بفاعلهاء فمثلة لا 
يقال: «المصلى فلان» ولا «المزكى فلان» فإن كان الحاج حريصاً على هذا 
اللقب؛ وهو دافعه من وراد ءعبادته فلابد ألا يخرج بعبادته عن غرضها المشروعة 
من أجلهء إن الحق يقول: «واتموا الحج والعمرة لله؛ . وكلمة الله» تخدمنا فى 
قضايا متعددة» فما هى هذه القضايا؟ 


إن المسلم عندما يريد أن يحج لله فلا يصح أن يحج إلا بمال شرع الله وسائله. 
كثير من الناس -حين يسمعون الحديث الشريف. 





وىنع رواء أحمد وأبو داود والترمدى والنسالى وان ماحه 


لبك 
+25 9+ 22:20 وج وح ص وحصت اه 
امن حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمدة”") 
يعتقدون أن الإنسان له أن يرتكب ما يشاء من معاص ومظالم» ثم يظن أن 
حجة واحدة تُسقط عنه كل ذنوبه» نقول لهؤلاء: أولا: لابد أن تكون الحجة لله 
وثانيا: أن تكون من مال حلالء ومادامت لله ومن مال حلال فلابد أن نعرف 
ماهى الذنوب التى تسقط عنه بعد الحج » فليست كل الذنوب تسقطء وإغا 
الذنوب المتعلقة بالله سبحانه وتعالى؛ لأن الذنب المتعلق بالله أنت لم تظلم الله 
به؛ لكن ظلمت نفسكء ولكن الذنب المتعلق بالبشر فيه إساءة لهم أو انتقاص من 
حقوقهم» وبالتالى فإن ظلم العباد لا يسقط إلا برد حقوق العباد. 
ونعرف أن العمرة هى قصد البيت الحرام فى مطلق زمان من العامء والحج 
قصد البيت فى خصوص زمان من العامء ويقول يعض العلماء: إن هذا تكليف 
وذاك تكليف» فهل يجوز أداؤهما مع أم كل تكليف يؤدى بمعزل عن الآخر؟ 
وبعضهم تناول ملحظيات الفضل والحسن» فالذى يقول: إن الإفراد بالحج 
أحسن» فذلك لأنه خص كل نُسك يسفرة؛ والذى يقول: يؤديهما مع ويحرم 
بالحيج والعمرة معاً بإحرام واحدء فيذهب أولاً ويأتى بنسك العمرةء ثم يظل على 
إحرامه إلى أن يخرج إلى الحج ء وفى هذه الحالة يكون قد قرن الأمرين معا؛ أى 
أداهما بإحرام واحد وهذا ما يفضله بعض من العلماء؛ لأن الله علم أن العبد قد 
أدى تسكين بإحرام واحدء وهناك إنسان متمتع أى يؤدى العمرة؛ ثم يتحلل 
منهاء ويعد ذلك يأتى قبل الحج ليحرم بالحج؛ وهذا اسمه التمتع٠‏ وهو متمتع 
لأنه تحلل من الإحرام» ومن العلماء من يقول: إن التمتع أحسن لأنه فصل بين 
إذن كل عالم له ملحظ. فكأن الله لا يريد أن يضيق على خلقه فى أداء نُسك 
على أى لون من الألوان وقد احتاط المشرع سيحانه وتعالى عند التكليف ؛ 


. زواء البخارى والنسائى وابن ماجه وأحمد عن أبى هريرة‎ )١( 


عاب 
ه١٠٠‏ موص :2222255 522 
واحترم كل الظروف سواء كانت الظروف التى قد نقع من غير غريم وهو 
القدريات» أو تقع من غريم » وهى التى لها أسباب أخرى فقال: #فإن أحصرتم 
فما استيسر من الهدى». 
وأحصرت تعنى منعثم 2 وهناك ٠:‏ حصر؛ وهى للقدريات» وهتاك «أحصر» . 
وتكون بفعل فاعل مث ل تدخل العدو كما حوصر رسول الله ميته فى عام الحديبية» 
وقيل له لا تدخل مكة هذا العام لذلك فالحق سبحانه وتعالي يخفف عنا وكأنه 
يقول لنا: أنا لا أهدر تهيؤ العباد: ولا نيتهم ولا استعدادهم ولا إحرامهم؛ فإن 
أحصروا 3فما استيسر من الهدى؛ والهدى هو ما يتم ذبحه تقربا إلى الله وكفارة 
عما حدث . 
ثم يقول بعد ذلك : «ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله؛ أى إلى أن يبلغ 
المكان الملخصص لذلك؛ هذا إن كثت سائق الهدىء أما إن لم تكن سائق الهدى 
فليس ضروريا أن تذبحه» ويكفى أن تكلف أحداً يذبحه لك؛ وقوله الحق: «فمن 
تمتع بالعمرة إلى الحج فما اتيسر من الهدى» تعنى أنه يصخ أن يذبح الأنسان الهدى 
قبل عرفة» ويصح أن نؤخره ليوم النحرء وبصح أن يذبحه بعد ذلك كله . 
«فما استيسر من الهدى» تعنى أيضا إن كان الحصول على الهدى سهلاء سواء 
لسهولة دفع ثمنه» أو لسهولة شرائه: فقد توجد الأثمان ولا يوجد المشمن . 
«والهدى» هو ما يُهدى للحرم» أو ما يهدى الإنسان إلى طريق الرشاد. والمعنى 
مأخوذ من الهدى: وهو الغاية الموصلة للمطلوب. 
وقوله تعالى: «ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم 
مريضا أو به أذى من رأسه ففدية» فالمريض الذى لا يستطيع أن يذبح الهدى وعنده 
أذى من رأسة كالصحابى الذى كان فى رأسه قمل» وكان يسبب له ألماء فقال له 
رسول .ققد «احلق رأسك وصم ثلائة أيام أو أطعم ستة مساكين أو أنسك بشاة» "© 


إنها تشريعات متعاقبة وكل تشريع له مناسبة» فكما شرع لمن أحصر ما استيسر 


(1) رواه البخارق وملم 


1 
961١ 22200124-00-9235 


من الهدى . كذلك شرع لمن حلق رأسه لمرض أو كان به أذى من رأسه . شرع له 
ثلاثة أشياء + صيام أو صدقة أو تسك . 


والمتأمل لهذه الاشياء الثلاثة يجد أنها مرتبة ترتيبا تصاعدياً . فالصيام هو أمر 
لا يتعدى النفع المباشر فيه إلى الغير. والصدقة عبادة يتعدى النفع فيها للغير ء ولكن 
بقدر محدود لأنها إطعام ستة أفراد مثلا . والنسك هو ذبيحة . ولحمها ينتفع به جمع 


فانظر إلى الترقى فى النفخ . إها صوم ثلاثة أيام . وإما إطعام ستة مساكين . وإما 
ذبح ذبيحة أى شاة . إن هذا تصعيد من الاضعف للأقوى كل بحسب طاقتة 


وَمقِدرَية . 


والحق سبحانه وتعالى ساعة يشرع كفارات معينة فذلك من أجل مراعاة العمليات 
المطلوبة فى المج . والمناسبة لظروف وحالة المسلم . فأباح له فى حالة التمتع مثلا أن 
يقسم الصوم إلى مرحلتين : ثلاثة أيام فى الحج ١‏ وسبعة إذا رجعتم . إنه الترقى فى 
التشريعات . واختيار للايسر الذى يجعل المؤمن بخرج من المأزق الذى هو فيه . 


؛ فمن كان منكم غريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من ضيام أو صدقة أو نسك 
فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فيا استيسر من الغدى فمن لم يبد فصيام ثلاثة 
أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم ٠‏ . 


وكلمة «فمن لم يجد ه معناها أنه لا يملك . وهذا الذى لا يملك تقول له 4 
لا تفعل كما يفعل كثير من الناس قبل أن يطوفوا . إن بعضهم يذهب للسوق 
ويشترى اهدايا . وبعد ذلك ساعة وجوب الهدى عليه يقول : ليس معى ولذلك 
ماصوم . هنا نقول له : ألم يكن ثمن تلك الحدايا يصلح لشراء الهدى ؟ 


إنه لأمر غريب أن تجبد الحاج يشترى هدايا لاحصر طاء ساعات وأجهزة 
كهربائية وعلا حقائبه . ثم يقول لا اجد ما أشترى به الهدى . اليس ذلك غشاً 





هه ٠:‏ جحموحت:22225 2:00:22 

وخداعاً ؟ إن من يفعل ذلك يغش نفسه . 

إذن قوله تعالى : «فمن لم يجد» يعنى لا يجد حقاء لا من تنفد أمواله فى 
الهداياء ثم يصبح صفر اليدين» ولذلك فالذين يحسنون أداء السك لا يشترون 
هداياهم إلا بعد تام أداء المطلوب فى النسك» وإن بقى معهم مال اشتروا على 
قدر ما معهم. 

والذين ينفقون أموالهم فى شراء الهدايا ثم يأتون عتد #فما استيسر من الهدى» 
ويقولون ليس معنا ثمن الهدى وسنصوم؛ الغريب أنهم لا يتذكرون الصوم إلا 
عند عودتهم؛ ألم يكن الأفضل للواحد منهم أن يصوم من البداية» من لحظة أن 
يعرف أنه لا يملك ثمن الهدى ويدخل فى الإحرام للعمرة؟ 

إن الممروض أن يبدأ فى صوم الثلاثة أيام حتى يكون عذره مسيقاً وليس 
لاحقآء وبعض العلماء أباح صوم أيام التشريق» وأيام التشريق الثلاثه هى التى 
تلى يوم العيد لأنهم كانوا #يشرقون اللجم» أى يبسطونه فى الشمس ليجف 
ويقدد. وبعد ذلك عندما ينتهى من أداء المناسك إما أن يصوم السبعة الأيام فى 
الطريق وهو عائد؛ أو عندما يصل لمنزلة» إن له أن يختار ما يناسبه «فمن لم يجد 
فصيام ثلاثة أيام ف فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة؛ ومعروف أن 
اثلاثة» أيام فى الدج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة؛ ومعروف أن «ثلاثة؛ و 
«سبعة» تساوى #عشرة؛ ٠‏ وذلك حتى لا يظن الناس أن المقصود إها صوم ثلاثة 
أيام وإما سبعة أيام» لذلك قال: #عشرة كاملة» حتى لا يلتيس الفهم . 

وربما أراد الحق سبحانه وتعالى أن يتبهنا إلى أن الصائم سيصوم عشرة أيام فهى 
كاملة بالنسبة لأداء النسك. وليس الذابح بأفضل من الصائمء فمادام لم يجد 

ثمن الهدى وصام العشرة الأيام فله الأجر والثواب كمن وجد وذبح . فإياك أن 
تظن أن الصيام قد يُنقص الأجر أو هو أقل من الذبح . 

ويقول الحق: «ذلك لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام». وهذا التشريع 
مقصود به من لم يكن أهله مقيمين يمكة . ونعرف أن حدود المسجذ الحرام هى اثنا 
عشر ميلاء والمقيم داخل هذه المسافة لا يلزمه ذبح ولا صومء لماذا؟ بعض العلماء 


< :+222 000 0ه 

قنال: لآن المقيمين حول المسجد الحرام طوافهم دائم فيغتيهم عن 
العمرة. فإن حج لا يدخل فى هذا التشريع 2 

العقاب: . كيف يقول الحق : إنه شديد العقاب فى التيسيرات التى 
شرعها ؟ أى : إياكم أن تغشوا فى هذه التيسيرات ٠‏ فليس من المعقول 
أو من المقبول أن ندلس شيئًا فيها ء. لذلك حذرنا سبحانه من الغش 
فى هذه المناسك بقوله : « واعلموا أن الله شديد العقاب » . 

ويقول الحق بعد ذلك : 


2 دل موسو 

عه الح أشهر ملت من وض فيورك لج فلا 
222 م ري 1 و« 0 2 
رفث وَلَامْسُوف وَلَاسدَالَي احج وما تمعلوا من 


مم 6 


حير 7 م 01 وَدوَأَفَركتَ حَيرَأَلرَا لتقو 
وَأَنَوْنِ يكأؤي الْأنبب © #ه 


ولنا أن نلحظ أن الحق قال فى الصوم : ه شهر رمضان الذى 
أنزل فيه القرآن ٠‏ ولم يذكر شهور الحج : شوالاً وذا القعدة وعشرة 
من ذى الحجة كما ذكر رمضان ؛ لأن التشثسريع فى رمضان خاص 
يه فلايد أن يعين زمنه ٠‏ لكن الحج كان معروفا عند العرب قبل 
الإسلام ؛ ويعلمون شهوره وكل شىء عنه ؛ فالآأمر غير محتاج لذكر 
أستماة الشنهور. الخاضة يه والشتهون المعلؤمة هَى +١‏ شوال وذق الققدة 
وعشرة أيام من ذى الحجة وتنتهى يوقفة عرفات وبأيام منى ٠‏ وشهر 
الحج لا يستغرق منه سوى عشرة أيام ٠‏ ومع ذلك ضمه لشوال وذى 
القعدة ٠‏ لان بعض الشهر يدخل فى الشهن .. 





انق 
هه ١١‏ إحجحووحو وو 9 42:22:20 


وكلمة « معلومات ه تعطيئا الحكمة من عدم ذكر أسباء شهور الحج . لأنها كانت. 
معلومة عندهم . 


« فمن فرض فيهن الحج ؛ والفرض ليس من الإنسان إنما الفرض من الله الذى 
فرض الحج ركنا . وأنت إن ألزمت به نفسك نية وفعلا . وشرعت ونويت الحج فى 
الزمن المخصوص للحج نكون قد فرضت على نفسبك الحج خملا ا موسم الذى تختاره 
وهو ملزم لك.. وقوله سبحائه : « فرض » يدل على أنك تلتزم بالحج وإن كان 
مندوبا . أى غير مفروضن . 


«فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج » . والرفث 
تلان ,» وللعين . وللجوارح الأخرئ رفثاء كلها تلتقى فى عملية الجياع 
ومقدماته : ورفث اللسان فى الحج أن يذكر مسألة الجماع » ورفث العين أن ينظر إلى 
المرأة بشهوة . فالرفث هو كل ما يتأق مقدمة للجباع . أو هو الجراع أو ما يتصل به 
بالكلمة أو بالنظرة . أو بالفغل . 


والرفث وان أبيح فى غير الحج فهو محرم فى الحج . أما الفسوق فهو محرم فى الحج 
وفى غير الحج . فكأن الله ينبه إلى أنه وإن جاز أن يحدث من المسلم فسوق فى غير 
الحج . فليس من الادب أن يكون المسلم فى بيت الله ويحدث ذلك الفسوق منه » 
إن الفسوق محرم فى كل وقت , والحق ينبه هنا المسرف على نفسه . وعليه أن يتذكر 
إن كان قد فسق بعيداً عن بيت .الله فليستح أن يعضى الله فى بيت الله ؟ فالذاهب إلى 
بيت الله يبغى تكفير الذنوب عن نفسه . قهل يُعقل أن يرتكب فيه ذنوبًا ؟ لابد أن 
تستحى أيها المبلم وأنت فى بيت الله . واعلم أن هذا المكان هو المكان الوحيد الذى 
يحاسب فيه على محرد الإرادة , 


بقول الله عز وجل :2 20 
وعم إن 


. 5 م. كاعم و مه 0 
« ومن برذ فيه بإلحاح بظلي نذثه من عاب أليى » 


زمن الاية 13 سورة الج 2 





حعص ص موع :5 293549551 دإ 6 
إذن الرفث حلال فى مواضع , لكنه يَمرُمُ فى البيت الحرام ٠‏ ولكن الفسوق ممتنع 
فى كل وقتا. وامتناعه: أشد فى البيت الحرام . 


والجدال وإن كان مبلحا فى غير الحج فلا يصح أن يوجد فى الحج . ولنا أن عرف 
أن مرتبة الجدال دون مزتبة الفسوق . ودون مرتبة العصيان : والرسول قال : « من 
ححج فلم يرفث ول يفسق رجع كيوم ولدته أمه 6<" لم يقل : و ولم يجادل » إن بشرية 
الرسول تراعى ظزوف المسلمين . فمن المحتمل أن يصدر جدال من الحاج نتيجة 
فعل استثاره . فكأن عدم ذكر الجدال فى الحديث فسحة للمؤمن ولكن لا يصح أن 
نتمادئ فيها . 


والجدال ممكن فى غير الحج بدليل : 


0 41 0 م عهم 5 
« وجندهم يالب م أخسن # 
(من الآية 8؟١‏ سورة النحل ) 
إغا الحج لا جدال فيه . 


والجدل هو أن يلف كلى واحد من الطرفين على الآخر ليطوقه بالحجة . ثم انظر 
إلى تقدير الحق لظروف البشر وعواطف البشر والاعتراف بها والتقنين 7 وافع 
مقي لعي جرع الاتجان مره ردن وك أملة ب ويوييكن برريا ل 
واعتاد من حياة . وحين بخرج الإنسان هذا الخروج فقد تضيق أخلاق الناس ؛ لأنهم 
جميعا يعيشون عيشة غير طبيعية ؛ فهناك من ينام فى غرفة مشتركة مع ناس 
لا يعرفهم . وهناك أسرة تنام فى شقة مشتركة ليس فيها إلا دورة مياه واحدة ٠‏ ومن 
الجائز أن يرغب أحد الأفراد فى قضاء حاجته فى وقت قضاء حاجة شخص آخر. 
وحين تكون هذه المسألة موجودة لا رأى لإنسان . ولذلك يقال : ٠‏ لا رأى لاقن » 
أي لارأى لمحصور.. أئ لمن يريد قضاء حاجته من بول ء وكذلك الشأن فى 
الحاقب وهو الذى يمتيس غائطه لأنها مسألة تل تؤازن الإنسان . 





, رواه أحمد. والبخارى . والنساثى وابن ماجه‎ )١( 


رح ك2 22:22 وح ووحه© 

إذن فالحياة فى الحج غير طبيعية : وظروف الناس غير طبيعية » لذلك يحذرنا 
الحق من الدخول فى جدل؛ لأنه ربما كان الضيق من تغيير نظام الحياة سبباً فى 
إساءة معاملة الآخرين» والحق يريد أن يمنع هذا الضيق من أن يؤثر فى علاقتنا 
بالآخرين. وقد أثبتت التجرية أن من يذهبون للحج فى جماعة إما أن يعودوا 
متتحابين جدآء وإما أعداء ألداء. 

ولذلك يطلب إليئا الحق أن يصير كل إنسان على مايراه من غعادات غيره فى 
أثناء الحج: وليحتسب خحروجه عن عاداته وعن رتابة أموره وعن أنسه بأهله 
يحتسب ذلك عند اللهء وليشتة بأنس الله؛ ولي تحمل فى جانبه كل شيء: 
ويكفى أنه فى بيت الله وفى ضيافته . 

والحق سبحانه وتعالى يقول: «وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير 
الزاد التقوى». فبعد أن نهانا الحق بقوله: #فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى 
الحج؟ وتلك أمور سلبية وهى أفعال على الإنسان أن يمتنع عنهاء وهنا يتبع الحق 
الأفعال السلبية بالأمر بالأفعال الإيجابية» أفعال الخير التى يعلمها الله. 

إن الله يريد أن نجمع فى العبادة بين أمرين» سلب وإيجاب» سلب ما قال عن 
الرفث والفسوق والجدال» ويريد أن نوجب ونوجد فعلا. وما تفعلوا من خير 
يعلمه الله؛ . وماهو ذلك الخير؟ إنها الأمور المقابلة للمسائل المنهى عنهاء فإذا كان 
الإنسان لايرفث فى الحج فمطلوب منه أن يعف فى كلامه وفى نظرته وفى 
أسلوبه وفى علاقته بأمرأته الحلال له. فيمتنع عنهامادام محرماً ويُطلب منه أن 
يفعل ما يقابل الفسوق» من بر وخير. 

وفى الجدال نجد أن مقابله هو الكلام بالرفق والأدب واللين وبحلاوة 
الأسلوب وبالعطف على الناس» هذا هو الملقصود بقوله: #وما تفعلوا من خير 





د التق ٍ 
ح+هت +22225222552 أل و 

يعلمه الله» . وكلمة من فى قوله «من نخير» للابتداء. كأن الله سبحانه وتعالى يريد 
منك أن تصنع خيراً وهو سبحانه يرى أقل شىء من الخير؛ ولذلك قال: #بعلمه 
الله؛ . فكأنه خير لا يراه أحد؛ فالخير الظاهر يرأه كل الناس ؟ والتعبير #يعلمه الله» 
أى الخيرمهما صغرء ومهما قل فإن الله يعلمه؛ وكثير من اخيرات تكون هواجس 
بالنية؛ ويجازى الله على الخير بالججزاء الذى يناسبه . 

وقوله الحق: «وتزودوا» والزاد: هوما يأخذه المسافر ليتقوى به على سفره» 
وكان هذا أمراً مألوفا عند العرب قديما؛ لأن المكان الذى يذهبون إليه ليس فيه 
طعام . وكل هذه الظروف تغيرت الآن» وكذلك تغيرت عادات الناس التى كانت 
تذهب إلى هتاك . كانت الناس قدياً نذهب إلى الحج ومعها أكفانهاء ومعها ملح 
طعامهاء ومعهاا خيط والإبرة» فلم يكن فى مكة والمدينة ما يكفى الناس؛ 
وأصبح الناس يذهبون الآن إلى هناك ليأتوا بكماليات الحياة» وأصضبحت لا تجد 
غرابة فى أن فلانا جاء من الحج ومعه كذا وكذا. كأن الحق سبحانه وتعالى جعل 
من كل ذلك إيذانا بأنه أخبر قدا يوم كان الوادى غير ذى زرع فقال: 

«يجئ إِلَيْه نَمرَاتَ كل شم .. 9© » [القصص] 

وانظر إلى دقة الأداء القرآنى فى قوله : #يجبى» ومعناها يؤخذ بالقوة وليس 
باختيار من يذهب بهء فكأن من يذهب بالثمرات بكل ألوانها إلى هناك مرغم أن 
يذهب بهاء وهو زرق من عند الله؛ وليس من يد الناس . 

وهذا تصديق لقوله تعالى: 

« رارزقهم مْنَ اللْمَرّت ... 9 4 [إبراهيم] 

وقوله الحق: «وتزودوا» مأخوذة كما عرفنا ‏ من الزيادة» والزاد هو طعام 
المسافرء ومن يدخر شيئا لسفر فهو فائض وزائد عن استهلاك إقامته» ويأخذه 
حتيى يكفيه مئونة السؤال أو الاستشراف إلى السؤال ؛ لأن الحج ذلة عبودية» وذلة 
العبودية يريدها الله له وحده . فمن لا يكون عنده مثونة سفره فريما يذل لشخص 
آخرء ويطلب منه أن يعطيه طعاما والله لا بريد من الحاج أن يذل لأحدء ولذلك 


ةانق 
هر ججح وج+2ج2 999929009492292 

يطلب منه أن يتزود بقدر حاجته حتى يكفى نفسه ٠‏ وتظل ذلته سليمة 
لربه » فلا يسال غير ربه ؛ ولا يستشرف للسؤال من الخلق ٠‏ ومن 
يسأل أى يستشرف فقد أخذ شيثاً من ذلته المفزوض أن تكون خالصة 
قى :هده المزحلة اوفق يَوجَهها للتاس: وال يزيدها لهخالصة . 

وإن لم يعط الناس السائل والمستشرف للسؤال فريما سرق أق 
نهب قدر حاجته , وتتحول رحلته من قصد البر إلى الشر . وكان 
بعض أهل اليمن يخِرجون إلى الحج بلا زاد ويقولون : « نحن 
متوكلون ؛ أنذهب إلى بيت الله ولا يطعمنا ؟ » . ثم تضطرهم الظروف 
لان يسرقوا , وهذا سبب وجود النهب والسرقة فى الحج . إن إلحاجح 
الجوع قد يدفع الإنسان لآأن ينهب ويسرق ليسد حاجته . 

ومن هنا أراد الحق سبحانه وتعالى أن يقطع على التفس البشرية 
هذا الشرء فقال : « وتزودوا * إنه أمر من الله بالتزود فى هذه الرحلة 
التى ينقطع فيها الإنسان عن ماله وغن أهله وعن أحبابه وعن معارفه, 
ويقول سبحانه : « فإن خير الزاد التقوى ٠‏ ونهرف أن الزاد هى 
ما تَقى به نفسك من الجوع والعطش ؛ وإذا كان. التزود فيه خير 
لاستبقاءحنياتك القائية :"قما يالك: بالحياة الأبدية التى لا قناكء فَيَهَا : 
ألا تحتاج إلى زاد أكبر ؟ فكان الزاد فى الرحلة الفاتية يعلمك أن 
تتزود للرحلة الباقية 

إذن فقوله : « فإن خير الزاد التقوئ » يشمل زاد الدنيا والآخرة » 
وال سبحانه وتعالى يذكرنا بالامور اُْحَسَّة وينقلنا منها إلى الأمور 
المعنوية . ولكن إذا نظرت بعمق وصدق وحق وجدت الأمور المعنوية 
اقرىءخنا الى السسعة ١‏ رلكلك الا لا فى لزنه ساكهانة وتان ؟ 

يا بنى آَم قد أنزلنا عليكم لاما يوارى موءاتكم 4 

(من الآية 7 سورة الأعراف) 

هذا امر حسى. ويفيدنا ويزيدنا سبحانه «ريشا » إنه - سبحاته - 
لا يوارئ السوءة فقطء وإنما زاد الامر إلى الكماليات التى يتزين بها , 
وهذه الكماليات هى الريش ٠‏ أى ما يتزين به الإنسان ٠‏ ثم قال الحق : 





2+2 ص صصح و ب وحوو حوحنحوبميحصجه 6+4 


100 


6 
موس سام دء.# 
ولاس التقوئ ذلك خير »# 
( من الآية 7 سورة الأعراف) 


أي أنعمت عليكم بالمباس والريش . ولكن هناك ما هو خير منهها وهو ٠‏ لباس 
التقوى ‏ . فإن كنت تعتقد فى اللباس الحسى أنه سْثْرٌ عورتك ووقاك حرا وبرداً 
وتزينت بالريش منه فافهم أن هذا أمر حسبى ء ولكن الأمر الافضل هو لباس 
التقوى . لاذا ؟ لأن مفضوح الآخرة شر من مفضرح الدنيا . 


إذن فقوله : « وتزودوا فإن خير الزاد التفوى واتقون يا أولى الألباب » . يعنى أن 
الحق يريد منك أن تتزود للرحلة زادا يمنعك عن السؤال والاستشراف أو النبب أو 
الغصب 0 واحذر أن يدخل فيه شىء مما حرم الله , ولكن تزودك فى دائرة : «واتقون 
يا أولى الالباب » أى يا أصحاب العقول . ولا ينبه الله الناس إلى ما فيهم من عقل 


إلا وهو يريد منهم أن يِحْكُمُوا عقوهم فى القضية ٠‏ لانه جل شأنه يريد منك أن ثم 
م جل 


, 


عقلك . فإن حَكُمْتَ عقلك فى القضية فسيكون حَُكُم العقل فى صف أمر الله . 
ولا كان الله سبحانه ‏ بسعة لطفه ورحمته ‏ يريد فى هذه الشعيرة المقدسة والرحلة 
المباركة أن يتعاون الئاس ء أذْنَ لجاعةٍ من الحجاج أن تقوم على خدمة الآخرين 
تيسيرا هم . ومن العجيب أن الذين يقومون بخدمة الحجاج يُرخصٌ الله لحم فى الحج 
أن ينفروا قبل غيرهم ؟ لأن تلك مصلحة ضرورية . فهب أن الناس جميعا امتنعوا 
عن خدمة بعضهم بعضا فمن الذى يقوم بمصالح الناس ؟ إذن لابد أن يذهب أناس 
وحظهم العمل خدمة الحجاج .والله - سبحانه وتعالى ‏ بين ذلك ووضحه بقوله : 


+ َي لِك ماع أن تتش ض امن 
5 و هر ا عه أ 4ت ٠.‏ 5 
رد فإذا أفضكم من عرفتت 





01 





.١و‏ حو 09> مه 
تلأحكررا اقتعند التشعرٍ الكتارٌ 
م 


عو ع 


وَأدْ كرو ءكَمَا هدنت وَإن حكُنثريّن 


د« ليس عليكم جناح » أى لا إثم عليكم ولا حرج « أن تبتغوا فضلا من ربكم » 
أى أن تتكسيوا فى احج وهو نسك عبادى . والمكب الذى يأق فيه هو فضل من 
الله . وقديما كانوا يقولون : فيه « حاج » » وفيه « داج ». واحدة بالحاء وواحدة 
بالدال ء « فالداج » هو الذى يذهب إلى الأراضى المقدسة للتجارة فقط » ونقول 

'اله: لا مانع أن تذهب لتحج وتتاجر + لأنك ستيسر أمرأ + لأننا إن منعناه فمن الذى 


يقوم بأمر الحجيج ؟ 


ولاذا قال الحق : « تبتغوا فضلا من ربكم » ولم يقل رزقاً ؟. لقد أوضح الحق ف 
الآية التى قبلها : آلآ تذهبوا إل ومعكم زادكم . إذن أنت لا تريد زادا 
بعملك هذاء أى لا تذهب إلى الحج لتأكل من التجارة إنما تذهب ومعك زادك 
وما تأق به هو زائد عن جاجتك ويكون فضلا من الله سبحانه وتعالى .وهو جل شأنه 
يريد منك آلا يكون فى غملك المباح حرجٌ ؛ فنفى الجناح عنه ؛ فأنت قد جئت 
ومعك الأكل والشرب ويكفيك أن تاخذ الربح المعقول 1 فلا يكون فيه شائبة ظلم 
كالاستغلال لحاجة الحجيج . لذلك أساه د فضلا » يعتى أمرا زائدا على الحاجة . 


وكل ابنغاء الرزق وابتغاء الفضل لا يصح أن يغيب عن ذهن مبتغى الرزق 
والفضل ٠‏ فكله من عند الله . إياك أن تقول : قوة أسباب ٠‏ وإياك أن تقول : ذكاء 
أو احتياط » فلا شبىء من ذلك كله ؛ لأن الرزق كله من الله هو فضل من الله . 
ولا ضرر عليك أن تبتغي الفضل من الرب ؛ لأنه هو الخالق وهو المرى . ونحن 
مربوبون له ٠‏ فلا غضاضة أن تطلب الفضل من الله . 2 


ثم يقول الحق بعد ذلك : « فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر 


"010101055550577 >> '' ال ليجب 0001000 


حصعحص ص جص و وحص وج صوص صوص اوه 
الحرام ؛ . وأنت حين تملا كأسا عن آخرها فهى تفيض بالزائد على جوانبها . إذن 
فالفائض معناه شىء افترق عن الموجود للزيادة . ب 


قوله : « فإذا أفضتم من عرفات » تدل على أن الله قد حكم بأن عرفات ستمتىء 
امتلاء . وكل من يخرج منها كأنه فائض عن العدد المحدد لما . وهذا حكم من الله فى 
الحج . وأنت إذا ما شهدت المشهد ‏ كتبه الله للمسلمين جميعاً . إن شاء الله سترى 
هذه المسآلة ء» فكأن إناءٌ قد امتلا , وذلك يفيض منه - ولا تدرى من أين يأتى 
الحجيج ولا إلى أين يذهبون . ومن ينظر من يطوفون بالبيت يظن أنهم كتل بشرية » 
وكذلك إذا فاض الحجيج فى مساء يوم عرفة يخيل إليك عندما تنظر إليهم أنه لا فارق 


وقال الشاعر : 
فسالت عليه شعاب الحى حين دعا 
أصحاسه بوجوه كالدناتير 


وقال آخر : 

ولا قضينا من منىّ كل حاجة 
ومششح بالأركان مس هوا ماسيم 

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا 
وسالت باعشاق المطى الأباطيح 


أى كأنه سيل متدفق . هكذا تماما تكون الإفاضة من عرفات . وعندما نتأمل 
الناس المتوجهين إلى « مزدلفة ه تتعجب أين كان كل هذا الجمع ؟ ترى الوديان يسير 
فيها الناس والمركبات كأنهم السيل ولا تستطيع أن تفرق شخصاً من جموعة »وى 
موقف الحجيج إفاضتان : إفاضة من عرفات ء ثم إفاضة ثانية بينتها الآية التى بعدها 
يقول - سبحاله ‏ : 





وعرفات ننطقها بمنطوقين : مرة نقول « عرفات » كيا وردت فى هذه الآية , ومرة 
ننطقها «عرفة » كا فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «الحج عرفة ه230 , 
وعرفات جمع.. وعرفة مغرد . 


هذه الكلمة أصبحت علياً على المكان الفسيح الذى يجتمع فيه الحجيج فى التاسع 
من ذى الحجة , ولا نظن أنها جبل . فإذا سمعت : «جبل عرفات ه كها يقول 
الناس قافهم أن المقصود هو الجبل المنسوب إلى عرفات . وليست عرفات فى ذاتها » 
ولذلك تمد أناساً كثيرين يظنون أنهم إن لم يصعدوا الجبل المسمى بجبل الرحمة الذى 
عند الصخرات التى وقف عليها رسول الله فى حجة الوداع فكأن الإنسان منهم لم 
يحج . نقول لهم : لا . الوقوف يكون ف الوادى : والجبل المجاور للوادى أسميناء 
. جبل عرفات » فالجبل هو المنسوب لعرفات وليس الوادى هو المنسوب للجبل . 


وأصل كلمة عرفة وردت فيها أقوال كثيرة . وهناك فرق بين الاسم يكون وصفاً 
ثم يصير اسباً . وبين أن يكون عَلَياْ من أول الأمر . وقلنا : إنه إذا سميت العَلُم من 
أول الأمر فلا ضرورة أن يكون فيه معنى اللفظ ؛ فقد تسمى واحداً شقيا 
به سعيد ٠6‏ ويُسمى زنجية به قمر ع , وهذا لايُسمى « وصفاء وإنما يُسمى عَلا 
إلا أن الناس حين يسمون يتفاءلون بالاصل » فيقال : اسَمٌّى ابنى « سعيداً » » تفاؤلا 
بأن يكون « سعيداً » , وعندما تكون بنتا فقد تعطيها اسياً تخالفاً لحالها . فقد تكون 
دميمة وتسميها و جميلة » تفاؤلاً بالاسم . هنا يكون أخل العلم للتفاؤل . والعرب 
عندما كانوا يسمون الأسهاه كانوا يتغاءلون بها . مثلاً كانوا يسمون وصخرأ» 
ليتماءلوا به أمام الأعداء . ويسموث «كلباء حتى لا يجرؤ عليه أحد . 





1 ) رواه أحد وأبوداود والترمذى والنسائ وابن ماجه والحاكم واليهقى . 


نامز 
و و ا 0 +86 


وقيل لعربى : إنكم تحسنون أسياء عبيدكم فتقولون «سعيداً» وو سعدأ» 
ود فضلاً » ٠‏ وتسيئون أسياء أبنائكم ؛ تسمونهم : ومرةوء «كلباًة: وصخرأ» 
قال العربى : نعم ؛ لأننا نسمى أبناءنا لأعدائنا ليكونوا فى نحورهم » ونسمى عبيدنا 
لنا . وكلمة و عرفة » هى الآن علم على مكان , لكن سبب تسميتها فيه خلاف : 
قيل : لآن آدم هبط فى مكان وحواء هبطت فى مكان . وظل: كلاهما يبحث عن الآخر 
حتى تلافيا فى هذا المكان . فسمى دعرفة». 


والحديث عن آدم وحواء يفتضينا أن نبحث عن سبب تفرقهها الذى جعل كلا منهها 
يبحث عن الآخر . إذا كان الله عز وجل خخلقهم] ليكونا زوجين فلياذا فرقهها ؟. لك 
أن تتصور حال آدم وهو مخلوق فى عالم غريب واسع بمفرده ء وينظر حوله فلا يجد 
بشراً مثله ء بالله ألا يشتاق لإنسان يؤنس وحدته ؟. 


وماذا يكون حاله عندما يرئ إنساناً ؟. لآشك أنه سيقابله باشنياق شديد . من 
أجل هذا فرق الله بينهها وجعل كل منهها يبحث عن إنسان يؤنس وحشته ء ولو ظل 
كل منبهها بجوار الآخر فربما كان الأمر عاديا . وهكذا أراد الله لكل من آدم وجواء أن 
يشتاق كل منهيا للآخرء فأبعدهما عن بعضهه) ثم تلاقيا بعد طول بعادء 
فكان الشوق للقاء . وبغد اللقاء تأق المودة والرحمة والألفة والسكن , وهو مطلوب 
الحياة لزوجين . وهناك قول آخخر بخصوص تسمية عرفات : إن سيدنا آدم قالت له 
الملائكة وهو فى ذلك المكان : اعرف ذنبك وتب إلى ربك فقال : 


ععاء ع دد ععوصود مما دة م 


- 2 عا عوصس4 أمام م 
رين ات يت لناوترمنا لسكونن من أعفلسر بن 4 
( من الآية 17 سورة الاعراف ) 


فيكون بذلك قد عرف زلته وعرف كيف يتوب . أو حينها أراد الله أن يُعَلّم 
إبراهيم عليه السلام » وهو الذى دعا ربّه أن يجعل أفئدة الناس وقلويهم تميل وتجوى 
هذا المكان ان - إنْ إبراهيم رأى فى المنام أن يذبح ابنه . وتلك مسألة شاقة من ثلائة 
وجوه : المشقة الأولى أنها رؤيا وليست وحيا . والمشقة الثانية أنه ابنه الوحيد » 
والمشقة الثالثة أنه هو الذى سيذبحه , 


البق 

٠١‏ ح جو حجر جص وت صوص مه 
إنها ثلاث مشقات صعاب . وليس من المعقول أن تمر هذه المسألة على أبى الأنبياء 
بيسر وسهولة » ٠‏ بل لابد أنه تحدّث فيها كثيراً بينه وبونه نفسه » هل هن رؤيا أم 
ماذا ؟ . ومن هنا سٌمى اليوم الذى قبل يوم عرفة بيوم التروية . وعندما تأكد سيدنا 
إبراغهم بأن.رؤيا الاثيياء.محق عرف آنه الايد أن يتقف ما رأ . والمكان الذى عرف فيه 
حقيقة الرؤيا سمى عرفة . أو أنه حين جاءت له الرؤيا بذبح ابنه فالشيطان لم يدع 
مثل هذه الفرصة تمر وكان لابد أن يدخل ليوسوس لإبراهيم . أليس هو القائل : 


جوف 2 0ء > وعو«م اس 
1 عدن هم صرطكَ المستقم © 
( من الآية 1١١‏ سورة الأعراف ) 
فعندما تمثل الشيطان لأبراهيم رجمه بالخصى سبعا فى المرة الأولى » ثم عاوده رة 
أخرى فرجمه سبعاً ٠‏ وجاءه فى الثالثة فرجمه سبع ء بعدها لم يأت له ثانية » فجرى 
إبراهيم محافة أن يلاحقه ٠‏ ولذلك عق المكان بالمزدلفة . والمزدلف هو المسرع » 
ويسمى ذا المجاز» أى أنه اجتاز المزدلفة . ويكون فد عرف المسألة عند عرفة . 


أو أن عنلن كان يعرفه المناسك ى هذا المكان . فيقول له : عرفت ؟ فيرد 
إبراهيم : ٠‏ عرفت » ٠‏ أن لفت برقا ابي قي لماز لعن أركان » 
فكل منا عرف الأركان : هذا عرف . وذاك عرف . وثالث » ورابع » وعكذا 
فيكون كلنا : عرفات . ويصبح المكان عبودية لله . اشترك فيها جميع الحجاج . 


« فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام » . والمشعر الحرام فى 
مزدلفة : « فلذكروا الله » معناها أن الله يْسّر لكم هذه الرحلة الشاقة » وجاء بكم 
آمين وقاصدين بيت الله الحرام » ثم تعودون مغفورا لكم , وهى مسألة 3 تستحق أن 
تذكروا الله بالشكر والعرفان . 


« واذكروه كيا هداكم ؛ ؛ لأن هدايته لكم وتعليمكم أقصر طريق يوصل إلى الخير 
.هو تحية من الله الخلقه . والتحية يجب أن يرد عليها » ع فكب هداكم اذكروه .د وإن 
كنتم من قبله لمن الضالين ٠‏ ؛ لأخهم طالما حجوا كثيراً » فى الجاهلية ٠‏ فاأنتم كنتم 
تحجون بضلال . والآن تحجون «هبدى ٠‏ وار اتساج بيت الى الكل 





ذا 
صحموحح وج :و2255 22222555 ود ا 
قوله : « ثم » تدل عل أنه لابد من الوقوف بعرفة أو المبيت فى مزدلفة ؛ لأن و لْمْ » 
تدذل على البعدية ببطء والتعقيب بتمهل . 


إذن قوله : ٠‏ ثم أفيضوا » حجة لمن قال : إنه لابد من المبيت فى مزدلفة وهذه 
الآية نزلت لآن قريشاً كانت ترى نفسها أهل الحرم فلا يُطالبون أبدا يما يُطالب به 
سائر الناس » ولذلك لا يذهبون مع الناس إلى عرفات ٠‏ والله يريد بالحج المساواة 
بين الناس . ولذلك قال النبى فى حجة الوداع : + كلكم بنو آدم وآدم خلق من 
تراب ٠‏ لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون عل الله من الجعلان ,20 
فلابد أن ينسخ الله مسلك قريش فقال : ه ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس » يعنى 
لا تميز لكم ولا تفرقة بين المسلمين . 


وبعض المفسرين يقول : إن معنى ومن حيث أفاض الناس » المقصود به من 
حيث أفاض إبراهيم » بمعنى أن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد رسم مناسك الج 
كلها بعد أن علمها الله له » فالناس وإن كانوا جمعاً إلا أن المراد بكلمة د الناس » هو 
إبراهيم . ولا نستغرب أن يكون معنى : « الناس ٠‏ هو د إبراهيم. لأن الله وصقه 
بأنه د أمة » . وكلمة الناس تُطلق على الإنسان الذى يجمع خصائص متعددة ؛ 
ولذلك قال الله عز وجل عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


20000 مستويت عار 5 
« م دون اناس عل مَآءاتنهمٌ مين مضل © 
5 (من الآية 4ه سورة التساء) 
لقد وصف الحق رسول الله صل الله عليه وسلم بالناس . والرجل الذى ذهب 
للمؤمنين يخبرهم باستعداد المشركين لقتالهم نزل فيه قوله تعالى : و الذين قال هم 
الناس » إنه [نسان واحد ومع ذلك وصفه الله بالناس ٠‏ كأنه بتنبيهه للمسلمين يكون 
جمع كل صفات ألخير فى الناص . 


« واستغفروا الله إن الله غمور رحيم » إِنْ الحق سبحانه وتعالى يغلم أن بنى آهم 





. رواه البزار عن حذيفة . والجعلان دويبة مهينة‎ )١( 


جح ٠١‏ حمص ص مص صمح حمصت وصحوه 
لا يمكن لهم أن يراعوا حقوقه كرا يجب أن تراعى . فلا بد أن تفلت منهم أشياء » 
وهو سبحانه وتعالى يعلم ذلك ؛ لأنه خالقهم . فأمرهم جلت حكمتة أن 
يستغفروه ؛ ليكفروا عن سيئاتهم . 


+7 مدا يسم مَسسكَصكعْ َأَدْكُرُوا اله كدَوو 


َابآءكْ أوَأَسَدَ دْكْرَا فير النكاس من 
يفول رَبَتَآءَانَانألدَنَاوْمَالُن الأِْرَوَمِنَ 


ونعرف أن « قفى » تاق بمعان متعددة , والغمدة فى هذه المعانن فصل الأمر 
بالحكمة » قد يفصل الأمر بحكمة لآنه فرغ منه أداء « فإذا قضيتم » أى إذا فرغتم 
من مناسككم . هذه واحدة . وقد يكون لأنك فصلت الأمر بخير يقين مثل قوله 
الحق : 

© وتصى ربك ألا تعبدوا إلارياة » 

:1 ( من الآية 59 سورة الإسراء ) 

وقد يكون « قفى » بمعنى حكم حك لازمًا كيا تقول : قضى القاضى . إذن فكلها 
تدور حول معنى : فصل بحكمة . « فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله » . أى إذا 
فرغتم من مناسككم . والمناسك هى الأماكن لعبادة ما . فعرفات مكان للموقف ء 
ود مزدلفة » مكان للمشعر الحرام يبيت فيه الحجاج . وه منى ؛ منسك للمبيت 
أيضا . إذن كل مكان فيه عبادة يُسمى «منسكا». 


وقوله سبحانه : « فاذكروا الله » أى فلايزال ذكر الله دائم) واردًا فى الآيات . كانك 





جججوح24202 240222 22222922922992 بور جني 


حين توفقق إلى أداء شىء إياك أن تغترء بل اذكر ربك الذى شرع لك ثم وفقك 
وأعانك . وكأن الحق يريد أن يضع نباية لما تعودت عليه العرب فى ذلك الزمان » 
فقديما كانوا يحجون . فإذا ما اجتمعت القبائل فى منى ء كانت كل “قبيلة تقف 
بشاعرها أو بخطيبها: ليعدد مآثره ومآثر آبائه , وما كان لحم من مفاخر فى الجاهلية » 
ويحملون الديات . ويحملون الحمالات » ويطعمون الطعام ء ويفعلون غير ذلك من 
العادات . فأراد الله سبحانه وتعالى أن ينبى فيهم هذه العادة التى هى التفاخر بالآباء 
وبأعاهم فقال : « فاذكروا الله كذكركم آباءكم » والذكر معناه توجيه الفكر إلى شىء 
غير موجود ساعة تأنى به ٠‏ ولا يمكن أن يذكر الإنسان من أحداث المامى إلا الحدث 
الذى له الأثر النافع فيه » وعلى مقدار الأثر النافع يكون الذكر . 


وكانوا قديما يطعمون الطعام 53 والذى يطعم الطعام يؤدى مهمة فى مثل هذه البلاد 
الببدائية أى البدوية ‏ وكان من البالغة فى الجفنات أن بعضهم كالمطعم بن عدى 
مثلا كانت له جفنة يحكى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستظل بها ساعة 
الهجير . والجفنة هى الوعاء الذى يوضم فيه الطعام ‏ فتأمل الجفنة كيف تكون ؟! 


ويحملون الحمالات . بمعنى أنه إذا قأمت قبيلة على قبيلة وقتلت منها خلقاً كثيراً 
يتطوع منهم ذو الحسب وذو المروءة وذو الشهامة وذو النجدة فيحمل كل هذه الآثارى 
ماله . والديات هى.التى يتطوع بدفعها أهل الشهامة منهم إذا ما قتل قاتل قتيلا » 
ولا يقدر على أن يعطى ديته » وكانت كل تلك الأعيال هى المفاخر . 


أراد الحق سبحانه وتعالى أن يردهم فى كل شىء إلى ذاته » فقال لحم : أنتم 
تذكرون آباءكم ؛ لانم كانوا يفعلون كذا وكذا. وآباؤكم يفتخرون بآبائهم » 
انقلوها وسلسلوها إلى خبالق كل الآباء وكل البشر . فكل ما يجرى من خير على يد 
الآباء مرده إلى الله . فإن ذكرتم آباءكم لما قدموه من ير . فاذكروا من أمدهم بذلك 
الخير . 


وهو يريد منهم أن يذكروا الله كذكرهم آباءهم ‏ أو أشد ذكرا ؛ لأن كل كائن إنما 
يستحق من الذكر على مقدار ما قدم من الخير . ولن تجد كل الخير إلا لله ء إذن لابد 
أن نذكر الله . 


5198 


1-1-0999 2250+ وجح‎ ١١ 


وأيضا فإن الإسلام أراد أن ينبى التفاخر بالآباء ليجعل الفخر ذاتيا فى نفس 
المؤمن . أى فخرا من عمل جليل نابع وحاصل من الشخص نفسه ؛ ولذلك يقولون 
فى أمثال هؤلاء الذين يفخرون بأسلافهم إنهم : « عظاميون ؛ أى منسوبون إلى مجد 
صنعه من صاروا عظاما تضمها القبور . والله يريدنا أن نكون ذاتيين فى مفاخرنا . 
أى أن نفخر بما نفغل نحن . لا بما فعل آباؤنا . فالآباء أفضوا إلى ما قدموا » ويريد 
الله أن يأخذ الإنسان ذاتية إبمانية تكليفية . ومن يريد أن يفتخر فليفتخر بنفسه . 
ولذلك يقول الشاعر : 


لاتكونوا عظاميين مفخرة 

ماضيهم عامرق حاضر خرب 
لاينفع الحسب المسوروثك من قدم . 

إلاذوى هصسة غاروا على السب 
والعود من مثمر إن لم يلد ثمراً 

م عونا ذا اامبلة من الحطب 


المؤمن ذاتية تفعل . وليس ذاتية تفتخر بأنه كان وكان . بل على كل إنسان أن يقدم 
ما يفتخر به : 


ليس الفتى من يقبول كان أن 
إن افق مين إيقول _خهانذا 


وعندما كان العرب يتفاخر بعضهم عل بعض يقول أحدهم للآخر : يا أختى أنت 
تفتخر عل بماذا ؟ 

فيرد عليه الثانى : افتخر -عليك بآبائى وأجدادى . 

فيرد الأول :. اذكر جيدا أن مجد أبائك انتهى بك . ومجد آبائى بدأ بي ٠+‏ وناذا 
لا أجعل لابائى الفخر بانهم أتجبون ؟ 

وى ذلك يقول احدهم : 





ةا 5 
م حت كت بص بصت الت 


قالوا أبوالصقر هن شيبان قلت لحم 
7 اتمسك بلاقو فاته مساق 
وَكَمْ أب قد علا بابن كُرَا شَرَّفٍ 1 
كا تملكت ترشكزل لها عدخت 


ومادام القوم يفتخرون بحى منهم » » فهم يلتحمون بمن يعطيهم المدد ليكونوا شيئا 
باقيا ومؤثرا 3 الوجود 8 وليس بذلك الثىء ء المحدود المتمثل ف أنه يطمم الطعام 3 
وحمل الحهالات ويؤدى الديات . وإثما يكون بحمل رسالة الإنسانية العالمية . 


فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا : . لأن ذكركم الله سيصلكم بالمدد 
منه» ويعطيكم المعونة لتكونوا أهلا لقيادة حركة الحياة فى الأرض . فتوطدوا فيها 
الأمن والسلام والرحمة والعدل .ء وهدا هو مايجب أن يكون مجالا للفخر . 


وبعد ذلك يلفتنا الحق فيها يأق إلى أن الإنسان إذا ما قضى المناسك كان أهلا لآن 
يضرع إلى الله . ويسأل الله بما يحب أن يسأله . والسؤال ل يختلف باختلاف 
هم السائلين . وكانوا لا يسألون الك إلا قائلين : يارب أعطى إبلد ٠‏ يارب أعطنى 
غنيا + يارت اعطى يقرا : يارب أعطنى حائطاً الموجكاناك يارج 6 اعظليت ان 
أعطنى . 


سُ يكن فى باهم إلا الأمورئلانية ٠‏ وأراد ايله أن مملهم يرتفعون بال مسألة لله . 
وأن يسعلوها إلى شىء أخلد وأبقى وانفع » » ومن هنا تان المزية الؤيمانية ٠»‏ فإذا كسم 
ستسألون الله متاعا من متاع الدنيا فيا' الفارق بينكم وبين أهل الجاهلية ؟ 


ذلك ما تفهمه من قول الله عز وجل فى ختام هذه الآية : « فمن الناس من يقول 
ربنا ءاتنا فى الدنيا وما له فى الآخرة من خلاق » . فالعبد حين يؤدى مناسكه لله يجد 
نفسه أهلا لآن يسأل الله » ومادمت قد وجدت نقسك أهلا لآن تسأل الله فاسآل الله + 
بخير باق ؛ لأن الإنسان إغا يُصَعدٌ حاجته إلى المسثول على مقدار مكانة المسثول 
ومنزلته ؛ فقد تذهب لشخص تطلب منه عشرة فروش , وقد تذهب لآخر أغنى من 


27272727277777ة2ة2ة2ة2ة2ة2ة2ة2ة2ة2ة1020201020201212 المي 1 101011111 


الأول فتقول له : أعطنى جنيها . ولثالث : تطلب منه عشرة جنيهات ؛ إنك تطلب 
على قدر همة كل منبم فى الإجابة. على سؤالك . 


إذن مادام العباد بعد أذاء المناسك فى موقف سؤال لله فَلِيْصَعْدُوا مسألتهم لله 
وليطلبوا منه النافع أبداً » ولا ينحطوا بالسؤال إلى الأمور الدنيوية الفانية البحتة . 
:افمن. الناس من يقول ربا آنا فى الدنيا وماله فى الآعن من حلاق و إن العبد قد 
لا بريد من دعائه لله إلا الدنيا » ولا حظ ولا نصيب له فى الآخرة » ومثل هذا 
الإنسان يكون ساقط الهمة ؛ لأنه طلب شيئاً فى الدنيا الفانية » ويريد الله أن نضعُّد 
همتنا الإيمانية » ولذلك يتبعها بقوله الحق : 


ُوَعِنْهُم عَنْيَعُولُ رَئسَآ كان الذنيسا كد 


م 2 


ون اضر حسكنة وَقِتَاعَذَابَ بَألكَارِ (() ©ه 


ولماذ! لم ننس الدنيا هنا ؟ لأنها هى المزرعة للآخرة . وقوله سبحانه : و آتنا فى 
الدنيا حسنة » اختلف فيها العلماء ؛ بعضهم ضيقها وقال : إن حسنة الدنيا هى المرأة 
الصالحة . وقال عن حسنة الآخرة إنها الجنة . ومنهم من قال : إن حسنة الدنيا هى 
!21 عله كل العال انق ب الإدواية : إنها المغفرة ؛ لأنها آم 
المطالب , 


ومن استعراض أقوال العلماء نجدهم يتفقون على أن حسنة الآخرة هى ما يؤدى 
إلى الجنة مغفرة ورحمة » لكنهم اختلفوا فى حسنة الدنيا . اقول : لماذ! لا نجعل 
حسنة الدنيا أعم وأشمل فنقول : يارب أعطنا كل ما يِحْسَنٌ الدنيا عندك لعبدك . 


ويذيل الحق هذه الأية بقوله : « وقنا عذاب النار ‏ وسبحانه وتعالى حين من على 
عباده يمتن عليهم بأن زحزحهم عن النار وأدخلهم الجنة . كأن جرد الزحزحة عن 





مايق 


ح٠‏ 0٠م‏ :5+4 5+ :02 ارت 


النار لعيم فإذا ما أدخخل الجنة بعد الزحزحة عن النار فكأنه أنعم على الإنسات 
بنعمتين ؛ لأنه سبحانه قال : 


3 
- 8ض« يل 
ف و إن متك إلا واردما © 
: (من الآية 1/١‏ سورة مريم ) 
ومعناها أن كل إنسان سيرى النار إما وهو فى طريقه للجنة » فيقول : الحمد لله » 
الإيمان أنجانى من هذه النار وعذابها . فهو عندما يرى النار وبشاعة منظرها يحمد الله 
على نعمة الإسلام . التى أنجته من النار . فإذا ما دخل الجنة ورأى نعيمها يحمد الله 
مرة ثانية . وكذلك يرى النار من هو مِن أهل الأعرافف أى لا فى النار ولا فى الجنة » 
يقول الحق : 


0 عا م مدع مماع مام 
« دن زرح عَنِ النارٍ وَادَحلَ اَن فَقَدْ و و" » 
(من الآية 140 سورة آل عمران)» 


ويقول الحق من بعد ذلك : 


<# أوْلتيكَ لَْرْتَصِيبُ مث يِتاكسَأ وهس كسا © ه 


والنصيب هو الحظ . وما دتما كسبوا » فنعرف من قبل أن فيه و كسب » وفيه 
« اكتساب ٠‏ . والاكتساب فيه افتعال . إنما الكسب هو أمر عادى , ولذلك تجد أن 
الاكتساب لا يكون إلا فى الشر ؛ كان الذى يفعل الشر يتكلف فيه » لكن من يفعل 
الخير فذلك أمر طبيعى من الإنسان . والمقصود بد ما كسبوا » هنا هو الكسب من 
استيفاء أعيالهم التى فعلوها فى المج إحراماً ٠‏ وتلبية شان وها ٠‏ وذهاباً إلى 
«منى ». وذهاباً إلى عرفات » ووقوفاً بها وإفاضة إل ؤ مؤقلفة 6# وزمياً لللجيار 
فى «منى »ء وطواف إفاضة . وكل هذا كسب للإنسان الذى نال شرف المج . 


ْ تالبق 
١ج‏ مم حهح ووو 2+2 ج52 
وعندما نقرأ  :‏ والله سريع الحساب » فلنفهم أن السرعة هى أن يقل الزمن عن 

الحددث . فبدلا من أن يأعذ الحدث منك ساعة ؛ قد تنهيه فى نصف ساعة » وكل 
حدث له زمن » والحدث حين يكون له زمن وتريد أن تقلل زمن الحدث فلا بد أن 
شرع يقسي تزه أن قف ون . . وتقليل الزمن يقتضى سرعة الحركة فى الفعل ٠‏ 
ينمل حكن ولة عملم ,نيل إلى مقصج + وبالتالى .لا يمتاج إلى زمن ٠»‏ إكن ته 
سريع الحساب ؛ لأنه لا يمتاج إلى زمن . ولانه لا يشغله شأن عن شأن . وهذا هو 
الفرق بين قدرة الواحد سبحانه وقدرة الحادث ؛ لآن الحادث عندما يؤدى عملا » 
فهذا العمل يشغله عن غيره من الأعمال . فلا يستطيع أن يؤدى عمليتين فى وقت 
واحدء لكن الواحد الأحد لا يشغله فعل عن فعل . وبالتالى يفعل مايريد وقتها 
يريد ولكل من يريد . 


ولذلك سُئل الإمام على بن أى طالب : كيف يحاسب الله الخلائق جميعاً فى الحظة 
واحدة ؟. فقال : دكا يرزقهم فى ساعة واحدة » , فهو سبحانه الذي يرزقهم ٠‏ 
وكيا يرزقهم يحاسبهم . ويقول الحق من بعد ذلك : 


؛وأكروا أله في يام عدوت فسن َسَجَلَّفِ 
0 عدوم كلو نوات 


1 


َه وأغكئوا كط بيد عَُرْنَ © #ه 


ونلاحظ أن ذكر الله أمر شائع فى جميم المناسك » وه فى أيام معدودات ٠‏ أى ىق 
أيام التشريق . فى اليوم التاسع نكون فى عرفة وليلة العاشر نبيت فيها ب « مزدلفة » » 
ام بعد ذلك نفيض من حيث أفاض الناس ٠‏ نذهب لرمى جمرة العقبة . وبعضتا 
يذهب ليطوف: طواف الإفاضة وينبى مناسكه . أو قد يذهب ليذبح ويتحلل التحلل 





صمح مص وحص صو ووه 5:9 :© أكل 6 


الأصغر . إن لم يكن معه امرأة » وإن طاف فهو يتحلل التحلل الأكبر . أما الأيام, . 
المعدودات أى أيام التشريق فهى الايام الثلاثة بعد يوم النحر . وقد سميت بذلك 
نسبة إلى الشروق , والشروق خخاص بالشمس ٠‏ كانوا قدياً إذا ما ذبحوا ذبائحهم 
أخذوا اللحم وشرقوه ء أى عرضوه لمطلع الشمس كلون من الحفظ . ومن هنا 
سميت هذه الأيام بأيام.التشريق 5 وعندما نسمع قوله . د فى أيام معدودات » نفهم 
منها أنها فوق يومين . 


وبعد ذلك يقول الحق : « فمن تعجل فى يومين فلا [ثم عليه ومن تأخر فلا |ثم 
عليه لمن اتقفى » . قول الحق سبحانه وتعالى : « فى أيام معدودات » ثم قوله : ه فمن 
تعجل فى يومين » يدل على أن كلمة « أيام » تطلق على الجمع وهو الأكثر من يومين ٠‏ 
أى ثلاثة أيام » لكن الحق سبحانه وتعالى جعل للقيام بيومين حكم القيام بالثلائة » 
فإن تعجلت فى يومين فلا إنم عليك ومن قضى ثلاثة أيام فلا إثم عليه كيف يكون 
لل , 


لأن المسألة ليست زمنا . ولكتها استحضار نية تعبدية » فقد تبلس ثلاثة أيام 
وانت غير مستحضر النية التعيدية ؟ لذلك قال سبحانه : لمن اتقى ». فإياك أن 
تقارن الأفعال بزمنها . وإثما هى بإخلاص النية والتقوى فيها . 


ويذيل الحق الآية بالقول الكريم : « واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون » . 
وقد جاء سبحانه وتعالى بكلمة « تحشرون ؛ لتناسب زحمة الحج ؛ لانه ا حشركم 
هذا الحشر وانتم لكم أخختيار:. هو سبحانه القادر أن يحشركم وليس لكم اختيار . 
فإذا كنت قد ذهبت باختيارك إلى هذ!الحشر البشرى الكبير فى الحج فاعرف أن الذى 
كلفك بان تذهب باختيارك لتشارك فى هذا الاجتماع الحاشد هو القادر على أن يأق 
بك وقد سلب منك الاختيار . ويقول الحق من بعد ذلك : 





8 1100 





تت أحد 


7 مع 


منْهِدُألمَه لما ِو وَالداْخِصَاوِ © 
1 “رض لما الحم 


يريد الحق سبحانه وتعالى أن يضع أمامنا قضية وجودية . وهذه القضية الوجودية 

هى أن كل عمل له ظاهر وله باطن . ومن الجائز أن تتقن الظاهر وتدلس على الناس 
ف الباطن » » فإذا كان الئاس لهم مع بعضهم ظاهر وباطن . فمن مصاحة الإنسان 
أن ينتمى هو والناس جميعاً إلى عالم يعرف فيه كل إنسان أن هناك إلا حكيياً يعرف 
كل شىء عنا جميعاً . 


فإذا كان عندك شىء لا أعلمه » وأنا عندى شىء أنك لاتعلمه كيف تسير 
مصاحنا ؟ ولذلك فمن ضروريات حياتنا أن نؤمن معا بإله يطلع على سرائرنا جميعاً » 
وهذا ما يجعلا نلزم الأدب . ولذلك قبل : «إن عَمَيْتَ عل قضاء الأرض فلن 
تعمى على قضاء السياء » . 


إذن فقضاء السماء وعلم الله بالغيب مسألة يجب أن نحمده عليها . لأنه هو الذى 
سيحمى كل واحد مثا من غيره . وعندما ستر الله غيبنا فذلك نعمة يجب أن نشكره 
عليها ؛ لأن التفوس متقلبة . فلوعلمت مافى نفسى عليك فى لحظة قد لا يسرك . 
وقد لا تنساء أبدا ويظل رأيك ؤة سيئاً » لكن الظنون والآراء تمر عندى ا 
وتنتهى . ولو اطلع كل منا على غيب الآخر لكانت الحياة مرهقة . والقول المأثور 
لكر فل : ولو تكاشفتم ما تدافنتم » . 


إذن فمن رحمة الله ومن أكبر نعمه على خلقه أن ستر غيب خلقه عن تخلقه 
والحق يحذرنا من قال فيهم : « ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا» أى 
الذين يظهرون من خير لاف ما يبطنون من شر . ولذلك صور الشاعر هذه المسألة 
فال : 





0 
صوهبحخحخسموحصح مص حهجه 54 )©2222 6116 


على الذم ”با يجمعين يحبالته) 
من الخوف حال المجمعين على الحمد 


أى لو تكاشفنا لقلنا كلنا ذماً , إنما كلنا مداحون حينٍ يلقى بعضنا بعضا كل يقول 
بلسانه ما ليس فى قلبه . وه يعجبك قوله » فهل الممنوع أن يعجبك القول ؟ لا ء 
يعجبنى القول ولكن فى غير الحياة الذنيا » فالقول الذى يعجب هو ما يتعلق يأمر 
الحياة الآخرة الباقية ليضمن لنا الخير عند من يملك كل الخير . 


وكفى بالذى يسمع من مادح له مدحاً » وا مادح نفسه يُضمر فى قليه كرهاً له 
وكفى بذلك شهادة تغفيل للممدوح . بأنه يقول بينه وبين نفسه : « إن الممدوح 
غبى ؛ لأنى أمدحه وهو مصدق مدحى له » . إن الله سبحاته وتعالى ينبهنا إلى 
ضرورة أن يكون المسلم يقظا وفطناً » ومن يقول لنا كلاماً يعجبنا فى الحياة الدنيا 
نتهمه بأن كلامه ليس حسنا ؛ لأن خير الكلام هو مايكون فى الأمر الباقى . 


ونذلك عندما أرسل خليفة المسلمين للإمام جعفر الصادق يقول له : - اذا 
لائغشانا ‏ أى لا تزورنا كها يغشانا الناس ؟ فكتب الإمام جعفر الصادق للخليفة 
يقول : أما بعد فليس عندى من الدنيا ما أخاف عليه » وليس عندك من الآخرة 
ما أرخوك له . وكأنه يريد أن يقول له اتركنا وحالنا ؛ أنت محتاج لمن يجلس معك 
ويمدحك . وأنت لا تعلم أن أول أناس لهم رأى سىء فيك هم من يمدحونك . 


« ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا » وهذه الآية نزلت فى الأخنس 
ابن شريق الثقفى واسمه أن ولقب بالأخنس لأنه خخنس ورجع يوم بدر فلم يقائل 
السلمين مع قريش واعتذر لهم بأن العير قد نجت من المسلمين وعادت إليهم » 
وكان ساعة يقابل رسول الله صل الله عليه وسلم يظهر إسلامه ويلين القول للرسول 
ويدعى أنه يحبهمولكنه بعد أن خرج من عند رسول الله صل الله عليه وسلم مر بزرع 
حمر لقوم من المسلمين فاحرق الزرع وقتل الحمر . والآية وإن نزلت فى الاخنس 
فهى تشمل كل مُنافق . 

« ويشهد الله على مافى قلبه وهو ألد الخصام » لا تقولوا : « الله يشهد » ٠‏ وإنما 





ا 

2 كموي جو تج بح نوه و4 بهت 
هاتوا شهداءكم ليشهدرا على صدق قولكم ؛ لان معنى : الله يشهد ؛ هو إنخبار 
منك بأن الله يشهد لك . وأنت كاذب فى هذه + وتريد أن تفسفى المصداقية على 
كذبك بإنحام الله فى المسألة . 

وساعة تسمع واحدا يقول لك : أشهد الله على أنى كذا ٠‏ فقل له : هذا إخبار 
منك بأن الله يشهد »: وأنت قد تكذب فى هذا الخبر ٠‏ أنا أفضل أن يشهد اثنان من 
البشر ولا نقحم الله فى هذه الشهادة . : ويشهذد الله على ما فى قله وهو ألد 
المخصام ؛ والد الخصام هو الفاسق فى معصيته » ويقال : فلان عنده لدد أ له فسق 
فى خصومته » ويجادل بالباطل . ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «إنّ 
أبغض الرجال إلى الله هو الألد التصم :20 , 

يعنى المجادل بالباطل الذى عنده قسوة فى المعمصية ؛: فهو عاص وفى الوقت 
نفنة قاس فى معصيته . وئاذا هو الد المخصام ؟ لان الذى يجابهك بالأمر يجعلك 
تحتاط ا أما الذى يقابلك بنفاق فهو الذى يريد أن يخضدعك » وهذا! عنف فى 
النصومة ٠‏ فالخصم الواضح أفضل لأنه يواجهك بما فى باطنه » لكن إذا جابهت 
الذى يبطن خصرمته ويظهر محبته يكون قاسيا عليك فى خصومته ؛ لأنه يريد أن 


فد #8 


يخدعك ويبيت لك . 

* وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها » و « تولى * : انصرف أى يقول لك 
ما يعجبك ٠»‏ فإذا تولى عنك نقل المسألة إلى الحقيقة بإظهار ما كان يخفيه ٠‏ ويحتمل 
المعنى أنه إذا تولى شيا آخصر + من الولاية » ففيه: تَولى 6 من التُولى وهو 
الانصراف والإعراض » وفيه « تولى » من الولاية ‏ 

« وإذا تولى سعى فى الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل » كانت الأارض 
بدون تدخل البشر مخلوقة على هيثئة الصلاح 6 والفساد أمر علارىء من البشر 58 
ونعرف أن الفساد لم يطرا على أى أمر إلا وللإنسان فيه دخل . 


, رواه الببخارى ؛ ومعنى ؛ الالد الخصم » : الاشد فى خصوتته‎ )١( 


١‏ عام 
حمح جوج :2222455 أإكررةه 
لماذا اشتكينا أزمة قوت ولم نشتك أزمة هواء ؟ لأن الهواء لا تدخل للإنسان فيه . 

وبمقدار تدخل الإنسان يكون الفساد . لقد تدخلنا قليلا فى المياه فجاء فى ذلك 
فساد » فلم نحسن نقلها فى مواسير جيدة فوصلت لنا ملوثة , أو زاد عليها الكلور أو 2 
نقص . وبقدر ما يكون التدخل يكون الإفساد . أما فى الزمن القديم فقد كان 
الإنسان يذهب إلى مصدر الاء المباشر فى الآبار ويأخذ الماء الطبيعى الذى خلقه الله 
بلا تدخل من الإنسان ولم يكن تلوث أو غيره . 


إذن عل مقدار وجود الإنسان فى حركة الحياة غير الْرشّدة بالإيمان بالله ينشا 
الفساد » ولذلك كان لابد له من منيج سماوى للإنسان . والكائنات غير اللإنسان 
ليس لها منبج وهى عمخلوقة بالغريزة وتؤدى مهمتها فق ؛ فالدابة ل تمتنع يوماً عن 
ركوبك عليها . ولم تمتنع أن تحمل عليها أثقالك . أو نستعين بها فى الحرث ١‏ أو 
الرى . حتى عندما تذبحها لا تمتنع عليك » لماذا ؟ لآنها مملوقة بالغريزة التى تؤدى مها 
الحركة النافعة بدون اختيار منها . وإذا امتنعت فى وقت فإغا يكون ذلك لأمر طارىم 
اوجن كذ 


لكن الذى له اخثيار لابد أن يكون له منبج يقول له : افغل هذه ولا تفعل نلك . 
فإن استقام مع المابج فى « اقعل ؛ وه لا تفعل » سارت حياته بشكل متوازن » لكن 
إذا لم يستقم تفسد الحياة . وهذا ما نفهمه من قوله تعالى : « وإذا تولى سعى فى 
الأرض ليفسد فيها ». كأن الإفساد هو الذى يحتاج إلى عمل . اترك الطبيعة؛ 
والمخلوقات كيا هى تجدها تعمل فى انضباط وكيال على مايرام . 

إذن فالفساد طارىء من الإنسان الذى يحيا بلا منبج لأنه « إذا تولى سعى فى 


الأرض ليفسد فيها » فكأن الأصل فى الارض وبا فيها جاء ل عبثة الصلاح ٠‏ فإن لم 
تزد عَم صلاحاً فلا تحاول أن تفسده . قال تعالى : 


ع مر م 


4 2 ال ولكن لقره‎ ٠ 
) سورة البقرة‎ ( ْ 





١ 5‏ 9520290202095<:228 92س 2ه 

ومن هنا نفهم أنهم ظنوا أن الارض تمتاج إلى حركتهم لإصلاحها ٠‏ برغم أن 
الأرض بدون حركتهم صالحة ؛ لأنهم لا يتحركون بمنهج الله . 

إذن هذه الآية نفهم منها أن الإنسان إذا « تولى ؛ بمعنى رجع أو تولى ولاية 
سعى فى الأرض ليفسد فيها ؟ فكأن الفساد فى الأرض أآمر ظارىء وينتج من سعى 
الإنسان على غير منهج من الله .: وما دام للإنسان اختيار فيجب أن يكون له منهج 
أعلى منه يصون ذلك الاختيار » فإن لم يكن له منهجم وسار على هواه فهو مفسد 
لا محالة . 

وانظر إلى غباء الذى يفسد فى الأرض ٠‏ هل يظن أنه هو وحدء الذى سيستفيد 
فى الارض ٠‏ فأباح لنفسه أن يفسد فى الأرض لغيره ؟ إنه ينسى الحقيقة ٠‏ فكما 
يفسد لغيرة + قغيرة يقس فاله 4+ فمّن اللفاسر ؟”كليا تتخس إذن.. 

« وإِذا تولئ سعئ فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل . .022 »4 

( سورة البقرة ) 

والحرث له معئيان : فمرة يطلق على الزرع ٠‏ ومرة يطلق على النساء ؛ المعنى 
الأول ورد فى قولة أتعالى * 

« وداود وَسلَيمَان إذْ يَحَكُمَان فى الْحَرث إذ تَقَشّت فيه غنم القَرم . .62 » 

( سورة الأنبياء 1 

فالحرث فى الآية معناه : الزرع ٠‏ والزرع ناتج عن إثارة الارض وإهاجتها . 
وعملك يا أيها الإنسان أن تهيج الآرض وثثيرها ٠‏ وتأتى بالبذر الذى تخلقه الله فى 
الأرض التى خخلقها الله » وتسقيها بالماء الذى خملقه الله » وتكبر فى الهواء الذى 
خلقه الله + ولذلك يلفتنا وينبهنا الحق ‏ سبحانه ‏ فيقول : 

« أفرآيتم ما تحرثوت 02 أأنتم تررعونه أَم نحن الرّارعرد 9 »4 


(:سورة الواقغة ) 


1 


والمعنى الثاني : يُطلق الحرث عل المرأة فى قوله تعالى : 
مار اج عج و / 
او رت لُك 8 
(عن الآية 318 سورة البقرة ) 


وإذَا كان حرث الزرع هدفه إيجاد النبات فكذلك المرأة حتى تلد الأولاد . ويقول 
سبحانه وتعالى 7 


(من الآية *57 سررة البقرة ) 


وأراد المتحللون الإباحيون أن يُطلقوا إتيات المرأة فى جميع جسدها ء ونقول لهم : 
لاحظوا قوله : « حرئكم » والحرث محل محل الإنبات . فالإتيان يكون فى محل الإنبات 
فقط . لا تفهمها تعميياً وإغا هى تخصيص . ويتابع الحق وصف الذى يقول القول 
الحسن . ولكنه يسعى فى الأرض بالفساد فيقول : و وهلك الحرث والنسل © . 
والنسل هو الأنجال والذرية . 


ويذيل الحق الآية : « والله لا يحب الفساد ٠‏ أى أن الح يريد منكم إن لم تدخلوا 
بطاقة الله التى خلقها لكم فكراً وعطاء . فعلى الأقل اتركوا المسألة كا خلقها الله ؛ 
لان الله لاا يجب أن كسنوا ني] كلقة«صانها و انهم 


وما سيق فى هذه الآية هو جرد صورة من صور استقبال الدعوة الإسلامية فى أول 
عهدها من الذين كانوا يناقفقون واقعها القوى اقياتون بأقوالتعجت ٠‏ وبافعاك 
تعب من ينافق . ونعرف أن النفاق كان دليلا على قوة المسلمين ٠‏ ولذلك لم ينشأ 
التفاق فى مكة ٠‏ ولتقأ نكأ فى المديئة . فقد قال الحق : 


1م 


9 ومن أهل الْمدينة م ة ردول التاق » 


(من الآأية ٠١١‏ سورة التوبة) 


56 
4 


٠١ 5‏ ت١9:١9999‏ 223025992949 
وربما يتساءل إنسان : وكيف تظهر هذه الظاهرة فى البيئة الإيمانية القوية فى 
المدينة ؟ ونقول : لأن الإسلام فى مكة كان ضعيفاً » والضعيف لا ينافقه أحد ء» 

والإسلام فى المدينة أصبح قوياً ٠‏ والقوى هو الذى ينافقه الناس . 

إذن» فوجود النفاق فى المديئة كان ظاهرة صححية تدل على أن الإيمان أصبح 
قوياً بحيث يدعيه من ليس عنده إسلام ١‏ معو ارزيقوارة رلا عدا سيلا 
وقد يفعلون أمام من ينافقونه فعلاً يُمجب من يراهم أو يسمعهم ٠‏ ولكنهم لا يثبتو 
على الحق » - نه ب يكام ابيبح بكرم إل 
الكفرى ٠‏ أو إذا اثتمنوا على شىء فهم يسعون فى الارض فساداً . 

والآية هنا تتعرض لشىء يدل على فطنة المؤمئين ٠‏ إن الآية فضحت من نافق , 
وكان الأخنس عمدة فى النفاق » وفضيحة المنافق بهذه الصورة . تدل على أن وراء 
محمد صلى الله عليه وسلم ووراء المؤمنين بمحمد . ربا يخبرهم بِمَنّْ يدلس عليهمء 
وايضاً ينبههم لضرورة أن تكون لهم فطنة بدليل قول الحق : 


7 1 2 
د 5 رةه 


اقل 0 أله 


الخ فك 9 0 8 يكذ © 4 


ّ 


ولا يقال له اتق الله إلا إذا كان قد عرف أنه منافق . وما داموا قد قالها له ذلك 
فهذا دليل على أن فطنتهم لم يجز عليها هذا النفاق . ونفهم من هذه الآية أن المؤمن 
كيس فطن ٠‏ ولابد أن ينظر إلى الاشياء بمعيار اليقظة العقلية » ولا يدع نفسه لمجرد 
الصفاء الربانى ليعطيه القضية ؛ بل يريد الله أن يكون لكل مؤمن ذاتية وكياسة . 

« وإذا قبل له اتق الله ؟ فكأن المظهر الذى يقول أو يفعل به » ينافى التقو 
قرل معجب لا ينسجم مع باطن غير معجب ٠‏ صحيح أنه يصلى فى الصف الاول ء 


بصع 


خمححوححوحو؟وهت:ه :55 أن 6 


ويتحسمس لقضايا الدين ؛ ويقول القول الجميل الذى يعجب النبى ضلى الله عليه 
وسلم ويعجب المؤمنين » لكنه سلوك وقول صادر عن نية فاسدة . ومعنى < اتى الله 
أى ليكن ظاهرك موافقاً لباطتك ٠‏ فلا يكفى أن ت تقول قرلا يعجب ٠‏ ولا يكفى أن 
تفعل فعلاً يروق الغير ؛ لان الله يحب أن يكون القول منسجما مع الفعل ٠‏ وأن 
يكون فعل الجوارح منسجما مع نيات القلب ٠‏ 

إذن» فالمؤمن لا بد أن تكون عنده فطنة ٠‏ وذكاء » وألْمعيّة » ويرى تصرفات 
المقابل » فلا يأخمذ بظاهر الأمر . ولا بمعول القول ولا الفعل . إن لم يصادف فيه 
اتسجام فعل مع السجام نية . ولا يكتفى بأن يعرف ذلك وإما لا بد أن يقول للمنافق 
حقيقة ما يراه حثى يقصر على المنافق أمد النفاق » لأنه عندما يقول له : ٠‏ اتق الله » 
يفهم المنافق أن نفاقه قد انكشف . ولعله بعد ذلك يرتدع عن التفاق ٠‏ وفى ذلك 
رحمة من المؤمن بالمنافق , وكل من يرى ويلمح بذكاته نفاق من أحد هنا يقول له : 
« اتق الله » فالمراد ان يفضح نفاقه ويقول له  :‏ اتق الله ؛ . فإذا قال له واحد : 
«اتق الله » وقال له آتخر : * اتق الله 6 ء وثالث ؛ ورايع » فسيعرف تماما أن نفاقه قد 
انكشف » ولم يعد كلامه يعجب الثاس 

« وإذا قيل له ائق الله أخخذته العزة بالإثم » » وتقييد العزة بالإئم هنا يفيد أن 
العزة قد تكون بغير ثم ء وما دام الله قد قال : « أخذته العزة بالإثئم »؟ » فهناك إذن 
عزة بغير إثم . نعم » لان العزة مطلوبة للمؤمن والله عز وجل حكم بالعزة لنفسه 
وللرسول وللمومتين : 

«ولله لعز ولرَسُوله وللمؤمنين 00خ 

( سورة المنافقون ) 

وهذه عزة بالحق وليست بالإئم . وما الفرق بين العزة بالحق وبين العزة بالإكم ؟ 

امات 1 31 . ألم يقل سحرة فرعون فيمما حكاه الله 


(بعزة فرْعَوكَ إِنَا تحن الغالبُوت 69 4 
( سوزة الشعراء ) 





( سورة ص) 


وهى. عزرة كاذبة أيضا أما قوله عرز وجل : 
ول سك ردك رب العزة عنا تصكرتٌ # 
4 00 يمصعود روي 
( سورة الصافات ) 
فتلك هى العزة الحقيقية . إذن فالعزة هى القوة التى تَغْلِبٌ ء ولا يَعْلِبها أحد . 
أما 'العزة بالإئم فهى انفد الكرياء المقرونة بالذتنب والمعصية . والحق سبحانه وتعالى 
يقول لكل من يريد هذا اللون من العزة بالإثم : إن كانت عندك عزة فلن يقوى 
عليك أحد . ولكن يا سحرة فرعون يا من قلتم بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون . 
أنتم الذين خررتم سجدا لموسى وقلتم : 
ف ءَامنارْبٍ الْعشِينَ © رب موسى وَمَدروفَ جم # 
( سورة الشعراء ) 
ولم تنفعكم عزة فرعون ؛ لأنها عزة بالإثم . لقد جاءت العزة بالحق فغلبت العزة 
. بالإثم . لذلك يبين لنا الحق سبحانه وتعالى أن العزة حتى لا تكون بالإثم : يجب أن 
تكون على الكافر بالله . وتكون ذلة على المؤمن بالله . 
2 «م ا يول ع 2 80 
« أذلة علَ المؤمين أعرّة عَلَ الكفرينَ » 
(من الآية 4ه سورة الائدة ) 
وكذلك قوله الحق : 
1 2ب موث 3 #معد سودلا 
© اشداة عل الكغار رحماة ينب 
7 - على 2 م4 ومن الأبة 74 سورة الفتح ) 
اا ا ا 


ئو دان 
020202021222225 1/55 © 

وهذه دليل الغزة بالحق ٠‏ وعلامتها أنها ساعة تغلب تكون فى منتهى الانكسار 
ولنا القدوة فى سيدنا رسول الله لله وهو الذى خرج من مكة لأنه لم يستطع أن 
يحمى الضعفاء من المؤمنين , وبعد ذلك يعود إلى مكة فاتحاً بنصر الله » ويدخل مكة 
ورأسه ينحنى من التواضع لله حتى يكاد أن يمس قربوس سرج دابته: تلك هى 
القوة ء وهى على عكس العزة بالائم التى إن علبث تطغى »إا العزة بالحق إن علبت 
تتواضع . 

«وإذا قيل له اتق أللة أخذته العزة بالإثم» أى أن الأنفة والكبرباء مقرونة بالإثم » 
والإئم هو لمخالف للمأمور بة من الحق سبحانه وتعالى :1 فحسبه جهنم ولبئس 
المهاد ؛ . أى عزة هذه التى تقود فى النهاية إلى النار؟ إنها ليست غزة. ولكنها ذلة ؛ 
فلا خير فى عنمل بعده النار» ولاشر فى بعده الجنة . فإن أردت أن تكون عزيزاً فتأمل 
عاقبتك وإلى أين ستذهب؟ 

افحسبه! أى يكفيه هذا فضيحة لعزته بالإثم » وأما كلمة #مهاد؛ فمعناها شىء 
مهد ومُوطأ : أى مريح فى الجلوس والسير والإقامة . ولذلك يسمون فراش الطفل 
المهد. وهل المهاد بهذه الصورة يناسب العذاب؟نعم يناسبه تماماً ؛ لأن الذى يجلس 
فى المهاد لا إرادة له فى أن يخرج منه ٠‏ كالطفل فلا قوة له فى أن يغادر فراشة . إذن ' 
فهو قد فقد إرادته وسيطرته على إبعاضه . فإن كان المهاد نهذه الصورة فى النار فهو 
بس المهاد هذا لون من الناس وفى المقابل يعطينا ‏ سبحانه ‏ لوناً آخر من الناس فيقول 


سيحاته : 
2 وض ع تالا 2 ساس عر شاد 
+8 وم الئاس مَنينْرى نفسة أبيضاء 
قله 


)١(‏ القربوس هو الجزء المرتفع المفوس من السرج 


مز التق 
جه ١١١‏ وصمحصحص عمحوو .90005 
والله سبحانه تعالى ساعة يستعمل كلمة «يشرى يجب أن تلاحظ أنها من 
الأفعال التى تستخدم فى الشىء ومقابلة » ف«شرى» يعنى أيضا «باع» . إذن 
كلمة«شرى؟ لها معينان ؛ واقرأإن شئت فى سورة يوسف قوله تغالى: 


ععمءخ# رم ام 
0 


وشروة يشمن مين به [سورة يوسف] 

أى باعوه بثمن رخيعن . وتأتى أيضا بمعنى اشترى ٠‏ فالشاعر العربى القديم عنترة 
ابن شداد يقول 5 فخاض غمارها وشرى وباعا ٠.‏ 

إذن #شرى» لغة تُسعمل فى معثيين : إمأ أن تكون بمعنى « باع ؛ » وإما أن تكون 
بمعنى # اشترى » ؛ والسياق والقرينة هما اللذان يحددان المعنى المقصود منها فقول 
عنترة : # شرى وباع ؛ نفهم أن المقصود من «شرى؛ هنا هو ؛ اشترى ؛ لأنها مقابل 
باع»؛ وقؤله تعالى : 

لوزت نس 4 [سورة يوسف | 

يوضحة سياق الآية بأنهم باعوه . وهذا من عظمة اللغة العربية» إنهأ لغة تريد 
أناساً يستقبلون اللفظ بعقل ٠‏ ويجعلون السياق يتحكم فى فهمهم للمعانى . 

#ومن الناس من يشرى نفسه» ونفهم «يشرى» هنا بمغنى يبيع نفسه » والذى يبيع 
تكون التضحية ابتغاه مرضاة الله فهى الشهادة فى سبيله عز وجل ٠‏ كأنه باع نفسه 
وأخذ مقابلها مرضاة الله . 


ومثل ذلك قوله تعالى : 


اع هات 00 عق #عاقه م 
© إن الله أشترئ من المؤمنين انفسهم © [ سورة-العوبة ] 





لصممحصحمت حم 2 ج2224 بن 6 

إن الحق يعطيهم الجنة مقابل أنفسهم وأموالهم . إذن فقوله : 2 ومن الئاس من 
يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله » يعنى باع نفسه وأخد الجنة مقابلاً لها ».هذا إذا كان 
معنى « يشرى » هو باع . 

وماذا يكون المعنى إذا كانت بمعنى اشترى ؟ هنا نفهم أنه اشترى نفسه بمعنى أنه 
ضحى بكل شىء فى سبيل أن تَسلم نفسه الإيمانية . ومن العجب أن هذه الآية قيل 
فى سبب نزولها ما يؤكد أنها تحتمل المعنيين » معنى ١‏ باع ؟ ومعنى « اشترى ؛ فها 
هو ذا أبو يحيى الذى هو صهيب بن سئان الرومى كان فى مكة . وقد كبر نه » 
وأسلم واراد أن يهاجر » فقال له الكفار ٠‏ لقد جتت مكة فقيراً وآويناك إلى جوارنا 
وآنت الآن ذو مال كثير » وتريد أن تهاجر بمالك . 

فقال لهم : أإذا خليت بينكم وبين مالى أأنتم تاركونى ؟ 


قالوا :انعم . 
قال : تضمنون لى راحلة ونفقة إلى أن آذهب إلى المدينة ؟ 
قالوا : لك هذا . 


إنه قد شرى نفسه بهذا السلوك واستيقاها إيمانياً بثروته ٠‏ فلما ذهب إلى المدينة 

قال : وأربح الله كل تجارتكم . 

وقال له سيدنا أبو بكر وسيدنا عفر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا 
أن جبريل أخمبره بقصتك ؛ ويروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له : ربح 
البيع أبا يحبى . إذن معنى الآية وفق هذه القصة : أنه اشترى نفسه بماله ء وسياق 
الآية يتفق مع المعنى نفسه . وهذه من فوائد الأداء القرآنى حيث اللفظ الواحد يخدم 

ولكن إذا كان المعنى أنه باعها فلذلك قصة أخرى ٠‏ ففى غزوة بدر » وهى أول 
غزوة فى الإسلام ء» وكان صناديد قريش قد جمعوا أنفسهم لمحاربة المسلمين فى هذه 
الغزوة ٠»‏ وتمكن المسلمون من قتل بعض هؤلاء الصناديد » وأسروا ملهم كثيرين 
أيضاء وكان من قتلوا فى هذه الغزوة واخد من صتاديد قريش هو أبو عقبة الحارث 





موز انغ 
ت ١‏ لومحم ومح حمصح#حصمرححصبحصهه 

ابن عامر والذى قتله هؤ صحابى اسمه خبيب بن عدى الأنصارى الأوسى » وهو 
من قبيلة الأوس بالمديئة ؛ وبعد ذلك مكر بعض الكفار فأرسلوا إلى رسول الله عله 
قالوا : يارسول الله , إننا قد أسلمتا » وتريد أن ترسل إلينا قوما ليعلمونا الإسلام. 
فأرسل لهم رسول الله عله عشرة من أصحابه ليعلموهم القرآن » فغدر الكافرون 
آخر اسمه زيد بن الدثئّة » لكن خخبيباً وقع فى الأسر وعرف الذين أسروه أنه هو الذى 
قتل أبا عقبة الحارث فى غزوة بدر ؛ فباعوه لابن أبى عقبة ليقتله مقابل أبيه » فلم يشأ 
أن يقتله وإغا صلبه حياً ؛ فلما تركه مصلوباً على الخشبة ٠‏ قال رسول الله عله وهو 
فى المدينة : من ينزل خبيبا عن خشبته وله الجنة ؟ 

قال الزيير : أنا يازسول الله.: 

وقال المقداد : وأنا معه يارسول الله . 

فذهبا إلى مكة فوجدا خبيباً على الخشبة وقد مات وحوله أربعون من قريش 
يحرسونه ٠‏ فانتهزا منهم غفلتهم وذهبا إلى الخشبة وانتزعا خبيباً وأخذاه » فلما أفاق 
القوم لم يجدوا خبيباً فقاموا يتتبعون الأثر ليلحقوا يمن خطفوه ؛ فراهم الزيير » 
فألقى تخبيباً على الأرض ثم نظر إليه فإذا بالأرض تبتعله فسمى بليع الأرض - وبعد 
ذلك التفت إليهم ونزع عمامته التى كان يتخفى وراءها وقال : أنا الزبير بن العوامء 
أمى صفية بنت عبد المطلب » وصاحبى المقداد» فإن شئتم فاضلتكم يعنى يفاخر كل 
منها بنفسه - وإن شكتم نازلتكم ‏ يعنى قاتلتكم ‏ وإن شئتم فانصرفوا ؛ فقالوا : 
ننصرف ء وانضرفوا ء فلما ذهب الزبير والمقداد إلى رسول الله لله بشرهم بالجنة 
التى صار إليها خبيب . 

إذن فقد باع خبيب نفسه بالجنة. وعلى ذلك فإن ذهبت يسبب نزول الآية إلى أبى 
يحيى صهيب بن سنان الرومى تكون «شرى؟ بمعنى اشترى» وإن ذهبيت يسبب 
التزول إلى خبيب فتكون بمعنى : باع . وهكذا نجد أن اللفظ الؤاحد فى القرآن الكريم 
يحتمل أكثر من واقع , 





ح جح حجج 00203200922225 رم ك4 
وخبيب بن عدى هذا قالت فيه ماوية ابنة الرجل الذى اشتراه ليعطيه لعقبة ليقتله 
مقابل أبيه ٠‏ قالت : والله لقد رأيت خسيباً يأكل فطفا من العنب كراس الإنسان ! 
ووالله ما فى مكة جائط ‏ بستان ‏ ولا علب وإنما هو رزق ساقه الله له . 
وما جاءوا ليقتلوه قال : أنظرونى أصل ركعتين .. فصلى ركعتين ونظر إلى القوم 
وقال : والله لولا أنى أاف إن تقولوا إنه زاد فى الصلاة لكى نبطىء بقتله لزدت . 
وقال قبل أن يقتلوه : اللهم اخصهم عددا . واقتلهم بدذا » ولا تبق منهم أحداً . 
ثم هتف وقال : 
ولدت-آبالى حين افتل:مسلمنا 
على أى فى جنب كان فى الله مصرعى 
وكان ذلك آخر ما قاله . 
ويقول الحق : ١‏ والله رءوف بالعباد ؛ وما العلاقفة بين ما سبق وبين رءعرف 
بالعباد ؟ ما دام الله رءوفا بالعباد فلم يشا الله أن يجعل ذلك آمرأ كلياً فى كل مسلمء 
وإنما جعلها فلات لتثبث صدق القفضية الإيمانية ؛ لأنه لا يريد أن يضحى كل 
المسلمين بأنفسهم ١‏ وإنما يريد أن يستبقى منا أناسا يحملون الدعوة . 
وبعد أن عرض الحق سبحانه وتعالى أصناف الناس الذين يستقبلون الدعوة كفراً 
ونفاقا ٠‏ ومن يقابلهم من يستقبلونها إيمانً خالص؟ . نادى جميع المؤمنين فقال : 
جف يَآيُها لدت ءَاسَمُو اد خاو 
فال لْرِافَة وَلَاتَبَِعواْخْطواد ت الشَيْطن 
إِتَهْلَكُمْ ع عَدُوٌ مين 2) #ه 


تبدا الآية بنداء الذين آمنوا بالله وكأنه يقول لهم : يا من آمنتم بى استمعوا 





سوزالنة 
٠ 22‏ 042292242 222+ احج 


الحديثى . قلم يكلف الله من لم يؤمن به وإنما خاطب الذين أحسوه وامنوا يه 
وماداموا قد أحبوا الله فلابد أن يتجه كل مؤمن إلى من يحبه. لأن الله لن يعطيه 


إذن فالتكليف من | الله إسعادٌ لمن أحبء ايا أيها الذين امنوا ادخلوا فى السلم 

كافة»: وكلمة «فى» فيد الظرفية؛ ومعنى نى الظرفية أن شيئا يحتوى شيئا منال ذلك 
الكوب الذى يحتوى الماء فنقول: «الماء فى الكوب»:؛ وكذلك المسجد يحتوى 
المصلين فئقول: «المصلون فى المسجد؟. 


والظرفية تدل على إحاطة الظرف باللظروف» ومادام الظرف قد أحاط بالمظروف 
إذن فلا جهة بفلت منها المظروف من الظرف. ولذلك يعطينا الحق سبحانه وتعالى 
صورة التمكن من مسألة الظرفية عندما يقول: 


رمن الابة الما سورة طءه) 
إن الصلب دائيأ يكون على شىء . وتشاء الأية الكريمة أن تشرح لنا كيف يمكن إن 
يكون الصلب متمكنا من المصلوب . فأنت إذ! أردت أن تصلب شيئا شيئا على ثىء فأنت 
تربطه على المصلوب عليه . فإذا ما بالغت فى ربطه كانك فوت المصلوب داخل 
المصلوب عليه , 


ومثال ذلك . .هات عود كبريت وضعه على إصبعك ثم أربطه بخيط ربطا جيدا . 
ستلاحظ أن الود قدٍ:غاضى .فى جبيدك , والحق يقول : « ادخلوا فى السلم كافة » 
والتّلم وَالسَلم والسلم هو الإسلام . فالمادة كلها واحدة + لأن السلم ضد الخرب . 
والإسلام جاء لينبى الخرب بينك .وبين الكون الذى تعيش فيه لصالحك رلسالج 


الكون ولتكون فى سلام مع الله وفى سلام مع الكون . وى سلام م مع الناس ال 
سلام مع نفسك . 


قوله : « ادخلوا فى السلم » معناه حتى يكتنفكم السلم . إن الله هو الإله الخالق 
لس سس تت تس 


ح+جه +225 :0-04-0090 متسس 


للكون ولابد أن تعيشوا فى سلام معه ؛ لانكم لا تؤمنون إلا به إِلحأ واحداأ . فيجب 
علينا أن نعيش مع الأرض والسماء والكون ق.سلام:؟ ؛ لآن الكون الخاضع عبن 
المسخر الذى لا يملك أن حرج عا رصم له يعمل لخدمتك ولا يعاندك . 


والإنان حين يكون طالعاً يُسَ به كلى شىء فى الوجود ؛ لان الوجود طائع 
ومُسبّح . فساعة يبد الإنسان مُسبْحا مثله يُسرٌ به لأنه فى سلام مع الكون . وأنت ىق 
سلام مع نفسك ؛ لأن لك إرادة . وهذه الإرادة قَهْرَ الله لها كل جوارحك . والذى 
تريده من أني عضو يفعله لك . لكن هل يرضى أى عضو عا تأمره به ؟ تلك مسألة 
أخرى . مثلا . لسالك ينفعل بإرادتك ٠‏ فتقول به : ١‏ لا إله إلا الله » وقال به غيرنا 
من المشركين غبر ذلك . وأشركوا مع الله بشرأ وغير بشر يعبدونهم . وقال الملحدون 
بالسنتهم والعياذ بالله : دلا إله فى الكون.» .ول يعص اللشان أجداً من ؤلاء 'لانة 
مقهور لإرادتهم . 


وتنتهى إرادة الإنسان عل لسانه وعلى جميع جوارحه يوم القيامة فيشهد عليه كما 
تشهد عليه سائر أعضائه : الآرجل . والأيدى . والعيون . والآذان . وكل عضو 
يقر ما كان يفعل به . لأنه لا سيطرة للإنسان على نلك الأبعاض فى هذا اليؤم . إنما 
السيطرة كلها للخالق الاعلى . 


ون المُلك اليوم لله الواحد القهارء .. والحق حين ينادى المؤمنين بأن يدخلوا فى 
السلم كافة فالمعنى يحتمل أيضا أن الحق سبحانه وتعالى يخاطب المسلمين ألا يأخذوا 
بعضاً من الدين ٠‏ ويتركوا البعض الآخر . فيقول لحم : خذوا الإسلام كله وطبقوه 
كاملا ؛ لان الإسلام يمثل بناء له أسس معلومة . وقواعد واضحة . فلا يحاول أخد 
أن يأخذ شيئاً من حكم بعيداً عن حكم آخرء وإلا لحدث الخلل . 


وعل سبيل المثال قد نهد خلافاً بين الروج والروجة ٠‏ وقد يؤدى الخلاف ال 
معارك وطلاق : وبعد ذلك نجد من يتهم الإسلام بأنه أعطى الرجل سيفاً مسلطاً 
على المرأة . ونقرل لهم ولماذا تتهمون الإسلام ؟ هل دَخْلْتَ على الزواج بمنطق 
الإسلام ؟. إن كنت قد دتعلت على الزواج بمنطق الإسلام فستجد القواعد المنظمة 





ا 

٠. 2‏ موك تح جروجو وت جروج وح حو ومح 
والتى تحفظ للمرأة كرامتها'» ولكن هناك من يدخل على الزواج بغير منطق الإسلام» 
فلما وقع فى الازمة راح ينادى الإسلام . هل اختار الرجل مَنْ تشاركه حياته بمقياس 
الدين ؟ وهل وضع نصب عينيه شروط اختيار الزوجة الضالحة النى جاءت فى 
الحديث الشريف : 

عن أبى هريسرة ‏ رضى الله عنه ‏ عن التبى صلى الله عليه وسلم قال : 
٠‏ تنكح المرأة لاربع : لمانها » ولحسبها : ولجمالها . ولدينها ٠‏ فاظفر بذات الدين 
تريت يداك :90 , 

هل فضل الرجل ذات الدين على سواها ؟ أم فضل مقياسا آخر ؟. وعندما جاء 
رجل ليخطب ابئة من أبيها هل. وضع الأب مقابيس الإسلام فى الاعتبار عند مواققته 
على هذا الزواج ؟ هل فضلتم من ترضون دينه وخخلقه ؟ أم تركتم تلك القواعد . 
أنت تركت قواغد الإسلام ؛ فلماذا تلوم الإسلام عند سوء النتائج والعواقب ؟. 

إنك إن أردت أن تمحاسب فلابد أن تأخذ كل أمورك بمقاييس الإسلام ٠‏ ثم 
تصرف بما يناسب الإسلام . فإن كنت كذلك فالإسلام يحميك من كل شىء . 
فالإسلام يسائد القُوى فى الكون ويساند القوى فى النفس بحيث تعيش فى سلام رلا 
تتعاند ؛ لان كل ذلك يقابله الحرب . والحرب إنما تنشا من تعاند القوى ٠‏ فتتعاند 
قوى نفسك فى حرب مع نفسك ٠‏ وتتعائد قوى البشر فى حرب البشز مع البشر » 
وتتعاند قواك مع قوى الكون الاخرى » فانت تعاند الطبيعة وتعاند مع الحق سبحاته 
وتغالى . 

إِذْنْء فالتعاند ينشاأ منه الحرب . والحرب لا تنشا إلا إذا اختلفت الأهواء . 
وآهواء البشسر لا يمكن أن تلنقى إلا عندما تكون محروسة بقيم من لا هوى له » 
ولذلك يقول الله عز وجل : 

4 69 .. ولو ائبع الحق أهواءهم لفسدات السموات والأرض ومن فين‎ «١ 

( سورة المؤمنون » 


. روه البخارى ومسلم وابر داود والنسائى وين ماجه‎ )١( 


ينو النقلق 
ضمحصح مص صموحصمحصححموححمصمصضصر بره 
لماذا ؟. دعك من الكون الأصم حولك . أو دعك من الكون الذى لا اختيار له 
فى أن يفعل أو ينفعل لك ؛ فهو فاعل أو منفعل لك بدون اختيار منه » ولكن انظر 
إلى البشر من جنسك . فيا الذى يجعل هوى إنسان يسيطر على أهواء غير ؟.. 


ما الذى زاده ذلك الإئسان حتى تكون أنت تابعاً له ؟ أو يكون هو تابعاً لك ؟. 
وفى قانون التبعية لا يمكن إلا أن يكون التابع مؤمناً بان المتبوع أعلل منه ٠‏ ولا يمكن 
لبشر أن توجد عنده هذه الفوقية أبدا . لذلك لابد للبشر جميعا أن يكونوا تبعا لقوة 
آمنوا بأنها فوقهم جميعاً . فحين نؤمن ندخل فى السلم . ولا يوجد تعاند بين أى قوة . 
وقوة أخرى ؛ لانى لسث خاضعاً لك , وأنت لست خاضعا لى . وأنا وأنت مسلمون 
لقوة أعلى منى ومنك ٠‏ ويُشترط فى القوة التى نتبعها طائعين ألا يكون لها مصلحة فيا 
تشع . 


إن المشرعين من البشر يراعون مصالحهم.حين يشرعون ٠‏ فمشرع الشيوعية يضع 
تشريعه ضد الرأسمالية . ومشرع الرأسمالية يضع نشريعه ضد الشيوعية . لمكن عندما 
يكون المشرع غير منتفع بما يشرع . فهذا هو تشريع الحق سبحانه وتعالى . 


وحين ندخل فى الإسلام ندخل جميعاً لا يشذ منا أحد . ذلك معنى و ادخلوا فى 
السلم كافة » . هذا معنى وازد . وهناك معنى آخر وارذ أيضا وهو ادخلوا فى السلم 
أى الإسلام بجميع تكاليفه بحيث .لا تتركوا تكليفا يشذ منكم . 


وحين يأى المعنى الول فلاننا لو لم ندخخل فى السلم جيعاً لشقى الذين يُسلمون 
بالذين لا يُسلمون ؛ لأآن الذى يُسلم شيهذب سلوكه بالنسبة للآخرين ٠‏ ويكون نفع 
المسلم سواه . ويشقى المسلم بعدم إسلام من لم يسلم . فمن مصلحتنا جميعاً أن 
نكون جميعا مسلمين . والذين لا يدركون هذه الحقيقة يفسرون قول الله تعالى : 


معموعء 22 2 0 

اضرع من صَلْ ذا أهتديم » 
(هن الآبة ه١٠‏ سورة المائدة ) 

عل غير ظاهرها . فسن ضِمْن هدايتكم أن تَبَصَروًا من لم يؤمن بأن يؤمن + لان 


لل 11110 


له بن جحمح ح9ه + 2-0020 


مصلحتكم أن تسلموا جميعاً . فإذا أسلمت أنت فسيعود إسلامك على الغير ؛ لان 
سلركك سيصبح مستقيا مهذباً . والذى لم يسلم سيصبح سلركه غير مستقيم وغير 
مهذب . وستشقى أنت به . إذن فمن مصلحتك أن تقضى وفنا طويلا وتتحمل عناءً 
كبيراً فى أن تدعو غيرك ليدخل فى الإسلام . وإياك أن تقول : إن ذلك يضيم عليك 
فرص الحياةٌ . لا إنه يضمن لك فرص الحياة . ولن يضيع وقتك لأنك ستحمى 
نفسك من شرور غير المسلم . 


وأذكر جيداً أننا حين تكلمنا فى فاتحة الكتاب قلنا : إن الله يُعلمنا أن نقول : 
و إياك نعبد » فكلنا يارب نعبدك وسنسعد جميعنا بذلك . واهدنا كلنا يارب ؛ لانك 
إن هديتنى وحدى فسيستمتع غيرى بهدابتك لى . وانا سوف أشقى بضلاله . فمن 
مضلحتنا حميما أن نكون مهديين حميعا , 


هذا على معنى وادخلوا فى السلم كافة» أى جميعا. أما معنى قوله تعالل: 
«لايضركم من ضلّ إذا اهتديتم » أى لا تتحملون أوزار ضلاهم إذا أمرتم بالمعروف 
ونبيتم عن المنكر . أما المعنى الثاى فادخلوا فى الإسلام بحيث لا يشذ منكم أحد . 
وياخذ شيئا وبعضا من الإسلام ويترك بعضا منه ء فانت تريد أن تبتى حياتك . 
ورسول الله صل الله عليه وسلم شرح أن للإسلام أسسا هى الأركان الخمسة . 
وإياك أن تأخذ ثلاثة أركان ونترك ركنين ؛ لأن هندسة الإسلام مينية على خمسة 
أركان . 


وقد قال لى أحد المهندسين : إننا نستطيع أن ننشىء بنياناً على ثلائة أركان أو على 
أربعة أو على خمسة . فقلت له : ولكن حين تجعل البنيان على أربعة أركان . وتوزع 
الاحال والأثقال على أربعة أمس . هل يمكنك حين تنشىء أن تجعلها ثلاثة أركان 
فقط ؟. قال : لاا . 


قلت : إذن فالبناء إنما ينشأ من البداية على الاسس التى تريدها . ولذلك فانت 
توزع القوى على ثلائة أو أربعة أو خمسة من البداية . والله سبحانه وتعالى شاء أن 
يجعل أسس الإسلام خمسة ؛ وبعد ذلك يب الإسلام ؛ وحين يبنى الإسلام فإياك أن 





صحمبحح محم صمح صمح صمح ره 


تأخذ لبئة من الإسلام دون لبئة » بل يُؤخذ الإسلام كله » فالضرر الواقع فى العالم 
الإسلامى إنما هو نائج من التلفيقات التى تحدث فى العالم المسلم . تلك التلفيقات 
النى تحاول أن تأخيذ بعضا عن الإسلام وتترك بعضا ء وهذا هو السبب فى التعب 
والضزر ؛ لان الإسلام لابد أن يؤخذ كله مرة واحدة . 'إذن « ادخلوا فى السلم 
كافة » يعنى إياكم أن تتركوا حكياً من الاحكام . إن الذى يتعب النتسبين إلى الدين 
الآن أننا نريد أن نلفق حياة إسلامية فى بلاد تأخذ قوانيتها من بلاد غير إسلامية , 


إذن حتى ننجح فى حياننا ٠‏ فلابد أن ناخذ الإسلام كله . وللأسف فإن كثيراً من 
حكام البلاد المسلمة لا يأخنذون من الإسلام إلا آخر قول الله تعالى :< أطيعوا الله 
وأطيعوا الرسول واولى الأمر منكم ؛ إنهم يأخذون « أولى الأمر منكم » ويتركون 
1 أطيعوا الله واطيعوا الرسول » ٠‏ 


وأقول : لماذا تأخذون الأخبرة وتتركون ما قبلها ؟ إن الله لم يجعل لولى الأمر طاعة 
مستقلة بل قال : « أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولى الأمر ٠‏ ليدل على أن طاعة ولى 
الأمر من باطن طاعة الله وطاعة الرسول الع الاانريد تلفينا ق الإسلام 0 خذره 
كاملا . إتستريحوا أنتم ونسترح نحن معكم . 


إن الحق سبحانه وتعالى يريد بدعوتنا إلى دخول الإسلام أن يعصم الناس من فتئة 
اختلاف أهوائهم فخفف ورفع عن خلقه ما يمكن أن يختلفوا فيه ٠‏ وتركهم أحرارا فى 
أن يزاولوا مهمة ة استنباط أسرار الله فى وجوده بالعلم التجريبى كيا يحبون . فإن أرادوا 
رقياً فليَمْمِلُوا عقوهم المخلوقة لله ؛ فى الكون المخلوق لله . بالطاقة المخلوقة لله ؛ 
ليسعدوا الفهم ويدفعوها إلى الرفى ٠‏ وإن انتهى أحد منهم إلى قضية كونية + 
واكتشف سرامن الأسرار فى فى الكون فهو لن يقدم للناس جديداً فى المنبج . وسياخذ 
الناس هذا الجديد ولا يعارضوته . 


إدَنَ فمن الممكن أن يستنيظ العلهاء بعضاً من أسرار قضايا الكون المادية بوساطة 
العلم التجريبى . وهى أمور سيتفق عليها الناس . ولكن البشر يمكن أن يختلفوا فى 
الأمور النابعة من أهرائهم ؛ لان لكل واحد هوى . وكل واحد يريد أن يتبع هواه 





ا 

و بر حصحوصحج 2:56:25 
ولا يتبع هوى الآخرين : والحق سبحانه يريد أن يعصمنا من الأهواء لذلك قال لنا : 
« ادخلوا فى السلم كافة : أي ادخلوا فى كل صور الإسلام : حتى لا يأتى تنافض 
الأهواء فى المجتمع , 

وكن أيها المؤمن فى سلم مع نفسك فلا يتناقض لسانك مع ما فى قلبك ٠‏ فلا 
تكن مؤمن اللبان كافر القلب . كن متنسجما مع نفك حتى لا تعاني من صراع 
الملكات . وأيضا كن داخلاً فى السلام مع الكون الذى تعيش فيه ؛ مع السماء » مع 
الأرض , مع الحيوان ؛ مع النبات . كن فى سلم مع كل تلك المخلوقات لأنها 
.خلوقة مسخرة طائعة لله » فلا تشل أنت لتغضبها وتحفظها عليك . 
منهج الله سيلعنك هو والمكان » وإذا أردت أن تشيع سلامك فى الكون فعليك كما 
علمك الرسول صلى الله عليه وسلم أن تسالم كل الكون » وكان الرسول ضلى الله 
عليه وسلم يشيع السلام فى الزمان والمكان » وعلى سبيل المشال كان صلى الله عليه 
وسلم أكثر الئاس صياعاً فى شعبان ٠‏ ولما سأله الصحابة عن هذا أخبرهم أن شعبان 
شهر يهمله الناس لأنه بين رجب  .‏ وهو من الأشهر الخرم الأربعة - وبين رمضان» 
قاحب أن يحيى ذلك الشهر الذى يغفل غنه الناس ٠‏ فكان رسول الله صلى الله عليه 
وسلم أراد أن يسعد الزمان بأن يشيع فيه لوناً من العبادة فلا يجعله أقل من الازمنة 
الأخرى . 

كذلك الأمكنة تريد أن تسعد بك ٠‏ فكل الأماكن تسعد بذكر الله فيها . والحق 
سبحائه ‏ بعد أن أمرتا جميعا بالدخول فى السلم بافعل ولا تفعل » حذرنا من 
اتباع الشيطان لانه هو الذى يعمل على إبعادنا عن منهج الله ٠‏ فقال جل شأله : 

ط ولا توا حُطرَات الشيطان نه أكم عدو مبين 6-290 » 

: ( سورة البقرة ) 
ولماذا لا نتبع خبطوات الشيطان ؟ لان عداوته للإنان عداوة مسبقة » وقف من 





ب 


البق 
حمحص بحص وحوح 52005 ادر © 

آدم هذا الموقفف » وبعد ذلك أقسم بعزة الله أن يغويكم جميعاً : وإذا كان الحق 
سبحائه وتعالى قد حكى لنا القصة فكأنه أعطانا المناعة . أى أن الشيطان ثم يفاجثنا. 
وإنما وضع الح أمامنا قصة الشيطان مع آدم واضحة جلية ليعطينا المناعة » بدليل أننا 
حين نريد أن نصون أجسامنا نجعل لانفسنا مناعة قبل أن يأنى المرض + تُطعم أنفسنا 
ضد شلل الأطقال » وضد الكوليرا » وضذ كذا ٠+‏ وكذااء فكان الله سبحانه وتعالى 
يذكر فصة الشيطان مع أبينا آدم ليقول لنا : لاحظوا أن عداوته مسبقة . 

وما دام له معكم عداوة مسبقة فلن يأخذكم على غرة ؛ لأن الله نبهكم لثلك 
السألة مع الخلق الأول . والشيطان عندما يذكر فى القرآن يراد يه مرة عاصى الجن ٠‏ 
لأن طائع الجن مثل طائع البشر تمامآ ٠‏ ومرة يريد به شياطين الإنس. إذن من الحن 
شياطين + ومن الإنس شياطين . 

وحتى تستطيع أن تفرق بين ما يزينه الشيطان وبين ما تزينه لك نفسك . فإن 
رآأيت نفسك مصرا على معصية من لون واحد فاغلم أن السبب هو نفسك ٠:‏ لان 
النفس تريدك عاصياً عن لون يشبع نقصا فيهسا فهى تصر عليه : إنسان يحب امال 
فتتسلط عليه نفسه من جهة المال ٠‏ وإنسان آخر يحب الجئس فتتسلط عليه نفسه من 
جهة النساء ٠‏ وثالث يحب الفخر فوالمديح فتسلط عليه نفسه من جهة من ينافقه , 
لكن الشيظان لا يصر على معصية بعينها » فإن رآك قد امتنعت عن معصية فهو يزين 
لك معصية أخرى ؛ لأنه يريدك عاصياً على أية جهة . 

والحق يحذرنا « ولا تتبعوا خمطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين » . وليس هتاك 
عداوة أوضح من عداوة الشيطان بعد أن وقف من آدم وقال ما أورده الحق على 
لسانه : 

ٍَلأفريهم ين عاد مه مين 6 4 

( سورة ص ) 


ويقول الحق من بعد ذلك : 





: 0 ا 2 0 
<##فإن رَلاكْريْنْبَقَد دنحم الْيدَككَكُ 
ع1 عجر ل في 
فاعلموا أنالله عرير كيز © © 


والزلة هى المعصية ٠‏ وى مأخوذة من دزالء» ٠‏ وزال الثىء أى خرج عن 
استقامته » فكأن كل شيء له استقامة ٠‏ والخروج عنه يعتبر زللا . والزلل : هو 
الذنوب والمعاصى الى تخالف مها المنيج المستقيم 0 


ا ه من بعد ما جاءتكم البينات ٠‏ إنه سبحانه يوضح لنا أنه لا عذر لكم مطلقا فى أن 
تزلوا ؛ لأننى بينت لكم كل شىء . ولم أترككم إلى عقولكم . ومن المنطقى أن 
تستعملوا عقولكم استعمالا صحيحا لتديروا حركة الكون الذى استخلفتكم فيه » 
ومع ذلك . إن أصابتكم الغفلة فأنا أرسل الرسل . ولذلك قال سبحانه : 


« وما كَأمعَذِينَ سق عت رسولًا ‏ 
( من الآية 1١‏ سؤرة الإسراء ) 
لقد. رحم الله الخلق بإرسال الرسل ليبينوا للإنسان الطريق الصحيح من الطريق 
المعوج . والحق سبحانه وتعالى يثرك بعض الأشياء للبشر ليأتوا بفكر من عندهم ثم 
, يرتضى الإسلام ما جاءوا به ليعلمنا أن العقل إذا ما كان طبيعيا ومنطقيا فهو قادر على 
أن يمتدى إلى الحكم بذاته . وق تاريخ الإسلام نجد أن سيدنا عمر قد رأى أشياء 
واقترح بعضا من الاقتراحات 2 ووافق عليها الرسول صل الله عليه وسلم ٠‏ ثم ينزل 
القرآن على وفق ما قال عمر . وقد يتساءل أحد قائلا : ألم يكن النبى صل الله عليه 
وسلم أولى ؟ 
نقول : لوكانت تلك الآراء قد جاءءت من النبى صل الله عليه وسلم لا كان فيها 
غرابة ؛ لأن النبى صل الله عليه وسلم معصوم ويوحى إليه ٠‏ لكن الله يريد أن يقول 


ججمحجحج حو 22000242199 إن ج66 


لنا : إن العقل الفطرى عندما يصفو فهو يستطيع أن يبتدئى للحكم الصحيح » وإن 
لم يكن هناك حكم قد نزل من السهاه . ولذلك تستفز أحكام سيدنا عمر عددا كبيرا 
فن المستشرقين ويقولون : أليس عندكم سوى عمر؟ لاذا لا تقولون محمدا ؟ 


تقول لهم : لقد ترى عمر فى مدرسة النبى صل الله عليه وسلم . فيا يقوله هو . 
إنما قد اخذه عن النبى صل الله عليه وسلم ء وقد أقر عمر بذلك وقال : وفاعمر 
لولا الإسلام ٠»‏ ونسن نستشهد بعمر لأنه بشر وليس رسولا ٠‏ وسبرى عليه 
مايسرى على البشر . فلا يوحى إليه ولم يكن معصوما . 


إذن كان الحق أراد أن يُقَرّب لنا القدرة على الاستنباط والفهم فنكون جميعا عمر ؛ 
لأن عمر بالفطرة كان يهتدئ إلى الصواب . ويقول لرسول الله صل الله عليه 
وسلم : ٠‏ نفعل كذا » . فينزل الوحى موافقا لرأيه » فكأن الله لم يكلفنا شططا . إنما 
جاء تكليفه ليحمى العقول من أهواء النفس التى تطمس العقول . فآفة الرأى 
الهوى . ولولا وجود الأهواء لكانت الآراء كلها متفقة , 


وقديما أعطوا لنا مثلا بالمرأة التى جمعت الصيف والشتاء فى ليلة واحدة » فقد 
زوجت ابنها وابنتها ٠‏ وعاش الأربعة معها فى -حجرة واحدة . ابنها معه زوجته ٠‏ 
وابتئها معها زوجها . والمرأة معهم . تنام نوما قليلا وتذهب لابنتها توصيها : « دفئثى 
زوجك وأرضيه » فاجو بارد » وتذهب لابنها وتقول : « ابعد غن زوجتك فالدنيا 
0 : 


إن المكان واحد ء والليل واحد . لكن المرأة جعلته صيفاً وشتاء فى وقت واحد 
والسبب هو هوى 0 والله صاب لنا ذلك فى 4 
( من 'الآبة ١لا‏ سورة المؤمنون) 
وان قالاق سبسخافه تلق رماطنا لون يكال 0 
أنفسهم لأنفسهم . فيحاولون أن يخففوا من خطأ التقنين البشرى . فيقننوا أشياء 





ص حصمرحصحمحصحصوح حص محصحمحصصحمصه 
يعدلون بها ما عندهم » ولو نظرت إلى ما عدلوه من قوانين لوجدته تعديلا يلتقى مع 
الإسلام أو يقترب من الإسلام . 


لقد سألون فى أمريكا : اذا لم يظهر الإسلام فوق كل العقائد برغم أنكم 
تقولون : إن الله يقول فى كتابه : ٠‏ ليظهره على الدين كله ٠‏ . ومع ذلك لم يظهر 
دينكم على كل الاديان . ولم يزل كثير من الناس غير مسلمين سواء كانوا يهودا أو 
نصارى أو بلا دين ؟ 


قلت : لوفطتتم إلى قول الله : ٠‏ ولو كره الكافرون » وه لوكره المشركون » 
لدلكم ذلك عل أن ظهور الإسلام قد تم مع وجوذ كفار. وظهوره مع وجود 
.مشركينء ولا لوظهر ولا شىء معه فممن يكره ؟ إن العقيدة التى يكرهها أهل 
الكفر هى التى تعزز وجود الإسلام . إذن ٠‏ ليظهره على الدين كله ولوكره 
'المشركون ٠‏ يدل على أن ظهور الإسلام يعنى وجود كافر ووجود مشرك كلاهما سيكون 
موجودا وسيكرهان انتشار الدين . 


وعندما نرى أحداث الحياة تضطر البلاد الغربية عندما يجدون خطا تقنيتهم 
فيحاولون أن يعدلوا فى التقنينات فلا يجدون تعديلا إلا أن يذهبوا إلى أحكام 
الإسلام . لكنهم لم يذهبوا إليه كدين إنما ذهبوا إليه كنظام ء إن رجوعهم إلى 
الإسلام لدليل وتأكيد على صحة وسلامة أحكام الإسلام . لأنهم لوأخذوا تلك 
الأحكام كأحكام دين لقال غيرهم : قوم تعصبوا لدين آمنوا به فنفذوا أحكامه . 
ولكنهم برغم كرههم للدين: اضطروا لأن ياخذوا بتعاليمه . فكأنه لاحل عندهم 
إلا الأذ بما ذهب إليه الإسلام . 


إذن قول الله ّّ « ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون » قوة لنظام الإسلام ٠‏ 
لا لتؤمن به وإنما تضطر أن تلجأ إليه . وكانوا فى إيطاليا - عل سبيل المثال ‏ يعيبون 
على الإسلام الطلاق ويعتيرونه انتقاصا الحقوق المرأة . ولكن ظروف الحياة 
والمشكلات الأسرية اضطرتهم لإباحة الطلاق » فهل قنوه لان الؤسلام قال به ؟ 


لللللبسب٠ببيب٠7سب‏ ب ببيِيب بيج لبجب بيهو لله 


موز النقق 
ممص حمقفصمصحمص صو حمحوسة رره 
وف أمريكا عندما شنوا حملة شعواء على تناول الخمور » هل حاربوها لأن الإسلام 
حرمها ؟ لاء ولكن لأن واقع الحياة الصحية طلب منهم ذلك , إذن و ولو كره 
الكافرون ؛ . ٠‏ ولوكره المشركون ؛ : معناهما أنهم سيلجاون إلى نظام الإسلام ليحل 
قضاياهم . فإن لم يأخذوه كدين فسوف يأخذونه نظاما . 


« فإن زللئم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم » أى إناكم 
أن تظنوا أنكم بزللكم أخذتم حظوظ أنفسكم من الله فإن مرجعكم إلى الله وهو 
عزيز وعزته سبحانه هى أنه يُغْلب ولا يُغلب . فهو يدبر أمورنا برحمة وحكمة . 
ويقول الحق بعد ذلك : 


أى ماذا ينتظرون ؟ هل ينتظرون أن تداهمهم الأمور ويدوا أنفسهم فى كون وإن 
أخذ زخرفه فهو يتحول إلى هشيم تذروه الرياح ٠‏ ويضير الإنسان أمام لحظة 
الحساب 7 95 0 


وقوله : «هل ينظرون » مأخوذة من النظر . والنظر هو طلب الإدراك لشىء 
مطلق . وطلب الإدراك لأى شىء بأى شبىء يسمى نظرا.. ومثال ذلك أننا نقول لاى ٠‏ 
إنسان يتكلم فى أى مساألة معنوية : أليس عندك نظر ؟ أى هل تملك قوة الإدراك أم 
8 


' إذن فالنظر هو طلب الإدراك للشىء ؛ فإن طلبت أن ترى فهو النظر بالعين » وإن 
طلبت أن تعرف وتعلم ؛ فهو النظر بالفكر وبالقلب . واحيانا يُطلق النظر على 
الانتظار » رهو طلب إدراك . ما ينوقع 1 





ح ١ن‏ وخجمحمجحججوج2ح22+4 :03022220 


وه هل ينظرون إلا أن يأتيهم اله »2 يعنى هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الساعة 
وتفاجئهم فى الزمن الخاص ؟ لأنها لن تفاجىء أحدا فى الزمن العام » فسوف يكون 
لها آياث صغرى وآيات كبرى . ومعنى أن لها آبات صغرى وكبرى » أن ذلك دليل 
على أن الله يمهلنا لنتدارك أنفسنا . فلايزال فاتحا لباب التوبة مالم تطلع الشمس من 
مغربها . 


وساعة نسمع قوله تعالى : «هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله » نقول : ما الذى 

يؤجل دحولهم فى الإسلام كافة ؟ ما الذى ينتظرونة ؟ تماما كأن تقول لشخص 
أمامك : هاذا تنتظر ؟ كذئك الحق يحثنا على الدخول فى السلم كافة وإلا فياذا 
تنتظرون ؟ 


ود إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغيام والملائكة » ساعة تقول : « يأنيهم الله ٠‏ أو 
دوجاء ربك ه أو يأق سبحانه بمثل فى القرآن ما نعرفه فى المخلوقين من الإتيان 
والمجىء وكالوجه واليد » فلتأخذه فى إطار « ليس كمثله شىء » فاللكه موجود وأنت 
موجود ٠.‏ فهل وجودك كوجوده ؟ لا . 


إن الله حى وأنت حى ٠+‏ أحياتك كحياته ؟ لا . والله سميع وأنت سميع . 
أسمعك كسفعه ؟ لا . والله بصير وأنت بصير,» أبصرك كبصره ؟ لا . وما دمت 
تعتقد أن له صفات مثلها فيك . فلتأخحذها بالنسبة لله فى إطار ه ليس كمثله شىء » . 


والذين يفمسرون المقصود بوجه الله أنه ذاته . وبيده يعنى قدرته ٠‏ ودويد الله فوق 
أيديهم » .. يعنى قدرته فوق قدرتهم . نقول لحم : لماذا هذه التفسيرات ؟ إننا لو 
بويج وو ).موسي اياعر ليت بوي وود 


ولذلك يقول للمفقرة . : إنك تؤمن اله كا أعطالك صورة الإيمان به لكن فى إطار 
لا يختلف عنه عمًا فى أنه و ليس كمثله شىء » » وإن أمكن أن تتصور أى شىء 
فريك على خلاف ما تتصور . لأن ما خطر ببالك فإن الله سبحانه عل خلاف ذلك . 





صمحصحمحصححمححمححمصصو ممصو ور هه 


فبال الانسان لا يخطر عليه إلا الصور المعلومة له . ومادامت صورا معلومة فهى ىق 
خلق الله وهو سيحانه لايشيه خلقه . 


إن ساعة يتعجل الحق . سيفاجىء الذين تصوروا الله على أية صورة . أنه سبحانه 

على غير ما تصوروا وسباتيهم الله بحقيقة لم تكن فى رءوسهم أبدأ ؛ لأنه لو كانت 
صورة الحق فى بال البشر لكان معنى ذلك أنهم أصبحوا قادرين على تضوره : وهو 
القادر لا ينقلب مقدوراً عليه أبدأ , ومن عظمته أن العقل.لا مستطيع أن يتصوده 
مادياً . ولذلك ضرب الله لنا مثلاً يقرّب. لنا المسألة ٠.‏ فقال ! 


2 روفي ئلا ترون ج » 
( سورة لذاريات ) 
إن الروح الموجودة فى مملكة جسمنا والتى إذا خرجت من إنسان صار جيفة ٠‏ وعاد 
بعد ذلك إلى عناصر تتحلل وأبخرة تتصاعد , هذه الروح التى فى داخل كل منالم 
يستطع أحد تضورها . أو تحديد مكانها أو شكلها . هذه الروح المخلوقة لله لم نستطع 
أن نتصورها ٠‏ فكيف لستطيع أن نتصور الخالق الأعظم ؟ 


وهل ينظرون إلا أن يأنيهم الله » يعنى بما لم يكن فى حسبانهم . هل بنتظرون حق 
يروا ذلك الكون المنسقى البديع قد اندثر. والكون كله تبعثر. والشمس كورت ٠‏ 
والنجوم اتكدرت . وكل شئء فى الوجود تغير. وبعد ذلك يفاجأون بأخهم إمام 
رهم فهاذا ينتظرون ؟. 


إذن يجب أن ينتهزوا الفرضة قبل أن يأى ذلك الأمر . وقبل أن تفلت الفرصة من 
أيديهم ويُنبى أمد رجوعهم إلى الله . لماذا يسوفون فى أن يدخلوا فى السلم كافة ؟ 
ما الذى ينتظرونه ؟ اينتظرون أن يتغير الله ؟ أو أن يتغير منهج الله ؟ إن ذلك لن 
يحدث . 


. ونؤكد مرة أخرى أننا عندما نسمع شتثا يتعلق بالحق فيها يكون مثله فى البشر 
فلناجذه فى إطار و ليس كمثله شىء » . فكما أنك آمنت بأن لله ذاتاً لا كالذوات . 





داق 
ص 1١‏ حمحصح نت محم حوصححيمح حيحمهت 
فيجب أن تعلم أن لله صفات ليست كالصفات . وأن لله أفعالاً ليست كالافعال . 
فلا تمعل ذات الله ممالفة لذوات الناس ؛ ثم تأى فى الصفات التى قال الله فيها عن 
نفسه وتجعلها مثل صفات الناس ٠‏ فإذا كان الله يجىء ؛ فلا تتصور مجيئه أنه سيترك 
مكانا إلى مكان . فهو سسبحانه يكون فى مكان بما لا يخلو عنه مكان , تلك هى 
المظمة . 


فإذا قبل : «١‏ إلا أن يأئيهم الله » فلا تظن أن إتيانه كإتيانك ؛ لأآن ذاته ليست 
كذاتك . ولأن الناس فى اختلاف درجاتهم تختلف أفعاهم . فإذا كان الناس يختلفون 
فق الأفعال باختلاف منازهم . وفى الصفات باختلاف منازهم . فالحق منزه عن كل 
شىء وكل تصور . ولناخذ كل شىء يتعلق به فى إطار ه ليس كمثله ثىء ه + ففغل 
ربك يختلف عن فعلك . وإياك أن تُخضع فعله لقانون فعلك + لان فعلك يحتاج إلى 
3 لت اا عو او يت 
بعلاج بحيث بحيث تأخذ منه زمنا ولكنه يقول : دكن فيكون ٠»‏ . 

كان الحق سبحانه وتعالى يريد إن يعطينا صورة عن الإنجاز الذى لا دخل لاختيار 


البشراى'آن يخالفوا فيه فيقول : ساعة يجى ء الأمر اتخلعت كل قدرة لمخلوق عن 
ذلك الآمر وأصبح الأمر لله وحدم . 


ودى ظلل عن الغيام ه . فيه شىء بظلك وفيه شىء نستظل به . والشىء الذى 
يظلك لايكون لك ولاية عليه فى أن يظلك إلا أن ترى أين ظله وتذهب إليه . 
وشىء آخر تستطيع أنت التصرف فيه كالمظلة تفتحها فى أى مكان تريد . وكلمة 
وظلل ؛ معناها أنها تستر غنك مصدر الضوء ؛ ولذلك حين) أراد الحق سبحانه 
وتعالى أن يصور لنا ذلك قال : 


ف َإذًا عَشيهم موي كالظلل فى 
(هن الآية 837 سورة لقيان ) 


سيندثر كله وسياتيك الامر المفزع الأمر المفجع » والمؤمن كان يتوقعه » وسيدخل 
وسسس 3 


حمصححمصصحمصصمحصص٠منحم‏ و ره 
عليه برداً وسلاماً ؛ لأنه ما آمن من أجله . لكن الكافر سيصاب بالفزع الأكبر ؛ لأنه 
فوجىء بشىء لم يكن فى حسابه . ١‏ 


وقارن بين مجىء الأمر لمن يؤمله ء وبين مجىء الأمر لمن لا يؤمله . إن الحق 
سبحانه وتعالى قال : ساعة تجى ء هله الظلل والملايكة فقد قضى الأمر . وعندما 
تسمع « قضى الأمر » فاعلم أن المراد أن الفرصة فلتت من أيدى الناس ء فمن لم 
يرجع إلى ربه قبل الآن فليست له فرصة أن يرجع . ومثال ذلك ما قاله الحق فى قصة 
توح : 

يلار ولتت عل ردي » 

( من الآية 44 سورة عود) 

أى انتهى كل شىء . ولم يعد للناس قدرة على أن يرجعوا عما كانوا فيه«قالله 
يقول : ماذا تنتظرون ؟ هل تنتظرون حتى يأنيكم هذا اليوم ؟ لابد أن تنتهزوا 
الفرصة لترجعوا إلى 'ربكم قبل أن تفلت منكم فرضة العودة . «وإلى الله ترجع 
الأمور» . ومرة تأق «وإلى الله ترجع الأمور» . 


وفيه فرق بين « ترجع الأمور » نفتح التاء وبين ١‏ نجع الأمور ٠‏ بضم العام . ** 
فكأن الأمور مندفعة بذاتها . ومرة تساق إلى الله . إن الراغب سيرجع إلى ربه 
بنفسه ؛ لأنه ذاهب إلى الخير الذى ينتظره » أما غير الراغب والذى كان لا يرجو لقاء 
ربه فَسَيُرجَع بالرغم عنه ء تأ قوة أخرى ترجعه . فمن لم يجىء رغبا يأق رهبا . 
ويقول الحق بعد ذلك : 


* عي ل ع صاحي* را سوصير معان تن فوع ف جر وده ؟ 
<وة ملب وَإِسَره يل كم تدهم من ةيدن ومن يبول 


عسوم لاع ع سي ل ب مر 2-0 
يمه آلَهمنْبَعْدِمَاجَآءَنه فَإِنَألَّه صَدِدُالْمَِابِ 02 4ه 





:4 22+222492524 جص وجح جسدل٠ججويبلم‏ 


فكأن الله لم يحمل عل بنى إسرائيل ويريد منهم أن يقروا على أنفسهم بما أكرمهم 
به الله من خير سايق ؛ فساعة تقول : « اسأل فلانا عما فعلته معه » . كأنك لا تأمر 
بالسؤال إلا عن ثقة , وأنه لن يجد جوابا إلا ما يؤيد قولك . والحق يبلغ رسوله صلى 
الله عليه وسلم أن يسأل بنى إسرائيل عن الخير السابق الذى غمرهم به وهو سبحانه 
عليم أنهم لن يستطيعوا مع لددهم أن يتكلموا إلا بما يواقق القضية التى يقوها الحق 


والحق سبحانه وتعالى يقول : « سل بنى إسرائيل كم آتيناهم » ساعة تسمع 
« كم » فى مقام كهذا فافهم أنها كناية عن الإخبار عن الامر الكثير بخلافٍ ٠‏ كم » 
التى تريد مها الاستفهام . وانت تقول : دكم فعلت كذا مع فلان » وه كم صنعت 
معد معروفا» وه كم تباونت معه » ود كم أكرمته » . لذلك فعندما تسمع وكم» 
هذه فاعرف أن مغناها الكمية الكثيرة التى يكنى بها على أن عددها لا يحصى . 


«سل بنى إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة » إن الحق يريد أن يضرب لنا مثل 
كمثل إنسان يأكل خخيرك وينكر معروفك . ويشكوك إلى إنسان » فترد أنت لم ينقل 
لك الشكوى : سله ماذا قدمت له من جميل . أنا لن أتكلم بل سأجعله هر يتكام . 
وأنت لا تقول ذلك إلا وآنت على ثقة من أنه لا يستطيع أن يغير شيئا . 


ألم يفلق هم البحر؟ . ألم بعل عصا موسى حية ؟ ألم يظللهم الله بالغام ؟ ألم 
يعطهم الله المن والسلوى ؟ كل ذلك أعطاه الله لحم ؛ فلم يشكروا نعمة الله . فجل 
عليهم غضبه ؛ أخذهم بالسنين والجوع وأخذهم بالقمل والضفادع والدم ٠»‏ كل 
ذلك فعله الله معهم .. وحين يقول الحق لرسوله : « سل بتى إسرائيل » فالقول 
منسحب على أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإذا جاءك واحد متهم فاسأله : 
كم آية أعطاها الله لكم فأنكرتوها . وتلكاتم . وتعنتم . « كم آنيناهم من آية بينة » 
إن « كم » تدل على الكمية الكبيرة . وه من آية ه : معناها الأمر العجيب . وه بينة » 
تعنى الأمر الواضح الذى لا يمكن أن يغفل عنه أحد . 


و سل بنى إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة » ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته 





مح ج22 +52223921022 وجج64 وذقنا 


فإن الله شديد العقاب »6 . وكيف :يبدل الإنسان نعمة الله ؟ .' إن نعمة الله حين 
تصيب خلقاً فالواجب عليهم أن يستقبلوها بالشكران ء ومعنى الشكران.هو نسبتها 
إلى واهيها والاستحياء أن يعصوا من أنعم عليهم بها . فإذا استقبل النا النعمة 
بغير ذلك فقد بُدلت . ولذلك يقول الحق فى آية أخرى «الاترال الذين بدلوا 
نعمة الله كفراً» وما ذاموا قد بدلوها كفراً » فيكون الكفر هو الذئى جاء مكان 
الإيمان . إذن كان المطلوب أن يقابلوا النعمة بالإيمان . بالازدياد .فى التقرب إلى 
الله ,» لكنيم بدلوا النعمة بالكفر . 


« ومن يبدل نغمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب » قد نفهم أن معني 
و شديد العقاب ٠‏ هو أمر يتعلق بالآخرة ؛ ولعل اناس يستبطتون الآخعرة . أو آثاناً 
غير مؤمنين بالآخخرة ٠‏ فلو كان الأمر بالعقاب يقتصر عل عقاب الآخرة لشقى الناس 
يمن لا يؤمنون بالآخرة . . أو يستبطثونها لأن هؤلاء يعيثون فى الأرض فسادا ؛ لانم 
لايخافون الآخرة ولا يؤمنون يغ أن أننا لا تخطر ببالهم . 

مالل يزين أن طناك أعزة اتن وتساعزنة عيها باب هو الى يود تتلزقه 
عل مقتضى ذلك الايمان . أما الذى لا يؤمن أن غناك يوماً آخر فالدنيا تشقى به . 
فإذا لم يعجل الله بلون من -العقوبة للذين لا يؤمنون بالآخرة أو الذين يستبطئون 
الآخبرة لشقى الناس ببؤلاء الذين لا يؤمنون أو يسبتطئون . 


وكل جماعة لا تقبل على منيج الله . ويبدلوت نعمة الله كفراً لابد أن يكون لله 
فيهم عقاب عاجل . وذلك ليعلم الناس أن من لم يرتدع إيمانا وخوفا من اليوم الآخر 
فعليه أن يرتدع تمافة أن يأتيه المقاب فى الدنيا . قالظالم إذا علم أن ظااً مثله لقى 
عقابه وحسابه فى الدنيا فسيخاف أن يُظلم ؛ وإن لم يكن مؤمناً بالآخرة ‏ لأنة سيتاكد 
أن الحساب واقع لا محالة . ولذلك لا يؤجل الله العقاب كله إلى الآخرة ولكن ينزل 
بعضا منه فى الدئيا. ويقول الحق فى الذين يبدلون نعمة الله كفرا: 


مم ومءم مم قدصم ا 


© واعلوا مومهم دار الْبَوَارٍ ١‏ هم يصلوبًا يس الصرار 4 


( مورة إبراهيم ) 





ةا 
2ت 2029+ 22222209 0 0 وحص حمصه 


هذه عقوبة الآخرةءولن يتركهم الله فى الدنيا دون أن بناهم العقاب . 


وحتى الذين يظلمون ويتعسفون مع أنهم مسلمون لا يتركهم الله بلا عقاب فى 
الدنيا حتى يأتيهم يوم القيامة بل لابد أن يحجىء لهم من واقع دنياهم ما يخيف الناس 
من هذه الخواتيم حتى تستقيح حركة الحياة بين الناس جميعا . وإلا فسيكون الشقاء 
واقعا على الناس من هؤلاء ومن الذين لا يؤمئون بعقاب الآخخرة . 


وكان بعض الصالحين يقول : ٠‏ اللهم إن القوم قد استبطاوا آخرتك وغرهم 
حلمك فخذهم أخذ عزيز مقتدره ؛ لأنه سبحانه لوترك عقابهم للآخرة لفسدوا 
وكانوا فتئة لغيرهم من المؤمنين . ولذلك شاء الله أن يجعل فى متهح الإيمان تجريما 
وعقوبة تقع فى الدنيا . لماذا ؟ حتى لا يستشرى فساد من يشك فى أمر الآخرة . 
وشدة عقاب الله لا يجعلها فى الآخرة فقط . بل جعلها فى الدنيا أيضا ؛ ولذلك يقول 
الله سبحانه وتعالى : 

سمه طلما نر ع2 ماس # امه رلا عبوظخ ا سوم 


ومن أعر ص عن ذ لو فإ له معبنه صَنكا وتحشرم يوم فم أغي ورج © 


( سورة طه) 


١يهه‏ 2 مدال ومع عر 22 4 عرس بر بج مر 
لني كفروأ لْحَيؤة ادن وَيسْحرُوتَمِنَ أدبن 
حَْ 1 سس ل بي و اس ير و سس 2ع عر ع شه ررم 


وَالْدِسِنَ أتقوأ فوقهميوم الْقَيلمَةَوا 
رو د3 يج س ممبجبي بره : 
رْرْقُ مَنيَمسَرْحِسَابٍ 07 #له 


يريد الحق سبحاته وتعالى أن يبين واقع الإنسان فى الكون . هذا الواقع الذى يدل 





حصموصحمصهوىص صوص و2529 بو > 
على أنه سيد ذلك الكون . ومعنى ذلك أن كل الاجناس تخدمه . وقد عرفنا أن الحهاد 
يخدم النبات ٠‏ والاد والنبات يخدمان الحيوان 5 والجباد والنبات والحبوان تخدم 
الإنسان . فالإنسان سيد هذه الأجناس . 


وكان مقتضى العقل أن يبحث هذا السيد عن جنس أعلى منه . فكما كانت 
الأجناس التى دونه فى خدمته . فلابد أن يكون هذا الحنس الأعلى يناسب سيادتة ٠‏ 
ولن يجد شيئا فى الوجود أبدا أعلى من الجنس الذى ينتسب إليه » لذلك كات 
المفروص أن يقول الإنسان : أنا اريد جنسا ينبهتى عن نفسى ؛ فأنا فى أشد الاحتياج 
إليه . فإذا جاء الرسل وقالوا : إن الذى أعلى منك أيها الإنسان هو الله وليس كمثله 
شىء وتعالى عن كل الاجناس:. كان يبب على الإنسان أن يقول : مرحبا ؛ لآن 
معرفة الله تمل له اللغز . والرسل إنما جاءوا ليحلوا للإنسان لغزاً ببحث عنه ‏ وكان 
على الإنسان أن يفرح بمجىء الرسل . وخخصوصاً أن الله عز وجل لا يريد خدعة 
منه . إن الإنسان هو الذى يحتاج لعبادة الله ليسخر له الكائنات » ويعيده ليعزه . 
إذن فالمؤمن بين أمرين : بين نخادم له مسخر وهو من دونه من الجياد والنبات 
والحيوان » ومعطٍ متفضلٍ عليه مُمتارٍ وهو أعلى مله . إنه هو الله . 


فمن يأخذ واحدة ويترك واحدة فقد أخذ الأدن وترك الاعلى ٠‏ فيقول له الحق : 
حذ. الأعل . فإذا كنت سعيذاً بعطاء المخلوقات الادن منك . وتحب أن تستزيد منها 
فكيف لا تستزيد ممن هو أعلى منك ؟ . إنه الله . 


والحق عندما يقول : « زين للذين كفروا الحياة الدنيا » فهو يريد أن بلفتنا إلى أن 
مقاييس الكافرين مفاييس هابطة نازلة + لان الذى رين لهم هو الأمر الادنى ٠‏ ومن 
خيبة التقدير أن يأخذ الإنسان الأمر الأدنى ويقضله على الأعل . وكلمة ٠‏ رين » 


رويد بدا باصي بيع ادر ابي تمصي 


دس ه مه وعمس ميوعد م مو وده هام 


ينلاس حب حب الذجوات من النسآو وآلبنين والقنلطيرٍ المقنطرة من لد 
َآلفْضَة» 


زعن الآية ١+‏ سورة آل عمران ) 





1 


د ++02 وص حو حمحده 
هناك « زين للناس » وفى آبة البقرة التى نحن بصددها « زين للذين كفروا » لماذا 
قال الحق هناك : « زين للناس ٠؛‏ ولماذا قال هنا : « زين للذين كفروا » ؟ لقد قال 
الحق ذلك لأن الذين كفروا ليس عندهم إلا الحياة الدنيا . فالأعل لا يؤمنون به . 
ولكن فى مسألة الناس عامة عندما يقول الله عرز وجل : ٠‏ زين للناس حب الشهواث 
من النساء والبئين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام 
والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب » فهو سيحانه يقول للناس : . 
خذوا الحياة على قدرهاءوزٌينت يعنى حُسنت . فمن الذى حستها ؟ لقد حستها الله عز 
وجل . فكيف تنسى الذى حسنها لك .. وجعلها جميلة وجعلها تحت تصرفك ؟ 


كان يجب أن تأخذها وسيلة للإيمان بمن رزقك إياها . وكلما ترى شيئا جميلا فى 
الوجود تقول : « سبحان الله ؛ . وتزداد إيمانا بالله أما أن تأخذ المسألة وتعزلها عمن 
خلقها فذلك هو المقياس النازل . 


أو أن الله سبحانه وتعالى نهو الذى زينها'بأن جعل فى الناس غرائز تميل إلى 
ما تعطيه هذه الحياة الدنيا . ونقول : هل أعطى سبحانه الغرائز ولم يعط منهجا 
لتعلية هذه الغرائز ؟ لا » لقد أعطى الغرائز وأعطى المنبج لتعلية. الغرائز » فلا تأخذ 
هذه وتترك تلك». ولذلك يقول الحق : 

« وَالْبَقَتْ الصْلِحَتُ حَي » 

(من الآية 41 سورة الكهف ) 

والحق عندما يقول : « زين للدين كفروا الحياة الدنيا ؛ فهو يفضح من يعتقدون 
أنه لا حياة بعد هذه الحياة . ونقول لهم : هذا مقياس نازل . وميزان غير دقيق » 
ودليل على الحمق ؛ لانكم ذهيتم إلى الادنى وتركتم الأعلى . ومن العجيب أنكم 
فعلتم ذلك ثم يكون بينكم وبين من اختار الأعلى هذه المفارقات . أنتم فى الأدنى , 
وتسخرون من الذين التفتوا إلى الأعلى . إن الحق يقول : « ويسخرون من الذين. 
آمنوا ه . لماذا يسخرون منهم ؟ 


لببببييييبييببببيبيبيببببشِإ٠-إ‏ يس مم٠‏ سي 


راجع أصله وخبيج أحاديئه الدكتور أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر . 


وحصسموح حجعت. هج وج جوج جنوه وه أأزر هه 

لأن الذين آمنوا ملتزمون . ومادام الإنسان ملتزما فسيعوق نفسه عن حركات 

الوجود التى تأنيه من غير حل » لكن هؤلاء قد انطلقوا بكل قواهم وملكاتهم إلى 
ما يزيئن هم من الحياة . 5 


لذلك تمد إناناً يعيش فى مستوى دخخله الحلال » ولا يملك إلا حُلّةٌ واحدة 
«بدلة ٠»‏ وإناناً آخر يسرق غيره . فتجد الثانى الذى يعيش عل أموال غيره حسن 
المظهر والهندام وعندما يلتقى الاثنان تمد الذى ينبب يسخر من الذى يعيش على 
الحلال » لماذا ؟ لأنه يعتبر نفسه فى مقياس أعلى منه » يرى نفسه حسن المندام 
وه الشياكة » فيحسم الحق هذه المسألة ويقول : «و الذين اتقوا فوقهم يوم القيامة » . 
لماذا يوم القيامة ء أليسوا قوقهم الآن ؟ 

إن الحق سبحانه وتعالى يتحدث عن المنظور المرئى للناس ؛ لأنهم لا ينظرون إلى 
الراحة النفسية وهى انسيام ملكات الإنسان حينيا يذهب لينام » ولم يجرب عل 
نفسه سقطة دينية ولا سقطة خلقية » ولايؤنى أحدًا. ولا يرتثى ع ولا ينم 
ولا يغتاب . كيف يكون حاله عندما يستعرض أفعال يومه قبل نومه ؟ لابد أن يكون 
فى سعادة لا تقدر يمال الدنيا . 


ولذلك لم يدخخل الله هذا الإحساس ف المقارنة » وإثما أدخل المسألة التى لا يقدر 
عليها أحد . « والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة » . ولذلك يقول الحق سبحانه 
وتعالى * 

2 دان ارا 1 من لين اموا 0 ادق وَإذًا أي 
يَعَامرُونَ جك وَإذَا نبوا إل أهلهم آنقلبوأتكيين © وَإِذَاراوهُمْ 
نوا إن متوْكةو لصَالْونَ © وُمَآ رسو عَهُمْ حلفظين © » 

( سورة المطففين ) 

ثم يقول الحق بعد ذلك : 





١١١ 5‏ حمحصح وح 00204492245 


فَألْيوم الّينَ اموأ من الْكُمَارِ يضْسَكُونَ #١‏ عل الأرآبك ينظرونَ جه 


ع د و معلر 


مَل نوب كماما وا يَفمُوت وي » 


( سورة المطغفين ) 
أى هل عرفنا أن نجازيهم ؟ نقول : نعم يارب . خصوصا أن ضحك الآخرة 


ليس بعده بكاء . 


د والذين اتقوا فرقهم يوم القيامة » ولنلاحظ أن الحق سبيحانه وتعالى خالف 
الأسلوب فى هذه الآية. لقد كان المفروض أن يقول : والذين آمنوا فوقهم . لكنه 
قال : « والذين اتقوا فوقهم » لأنه قد يؤخذ الإيمان على انه اسم ء فقد شاع عنك 
أنك مؤمن . فأنت بهذا الوصف لا يكفى لتنال به المرتبة السامية إلا إذا كانت 
أقعالك تؤدى بك إلى التقوى . 


فلا تقل ٠:‏ أنا مؤمن'؛ ويقول غيرك : « أنا مؤمن » ء» ويصبح المؤمنون مليارا من 
البشر فى العالم . نقول لهؤلاء : أنتم لن تأخخذوا الإيمان بالاسم وإنما تأخذون الإيمان 
بالالتزام بمنبج السماء . ولذلك لم يقل الله : « والذين آمنوا فوقهم يوم القيامة » وإنما 
قال : « والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة » ليعزل الاسم عن الوصف . ويذيل الحق 
الآية بالقول الكريم : « والله يرزق من يشاء بغبر حساب » . ماهو الرزق ؟ الرزق 
عند القوم : هو كل ما يتفع به ؛ فكل شيء تنتفع به هو رزق . وطبقا لهذا التعريف 
فاللصوص يعتبرون الحرام رزقا» ولكنه رزق حرام . 


والناس يقصرون كلمة الرزق على شىء واحد يشغل بالحم دائها وهو« المال » تقول 
لهم : لاء إن الرزق هو كل ما يُنتفع به ؛ فكل شىء يكون مجاله الانتفاع يدخل فى 
الرزق : علمك رزق ء» وخلقك رزق . وجاهك رزق ٠‏ وكل شىء تنتفع به هو 
رزق . ساعة تقول : إن كل ذلك رزق تاخذ قول الله : 
الح مالع سير عر ارمس يي ادا ا ع5 
« نا لذن فضلوارادى رذقهم عل ماملكت مم فَهُمْ فيد سوا # 


( من الآية 7١‏ سورة التحل ) 





وح .352240390292222 11 2 


كأن الله يريد من خلقه استطراق أرزاقهم على غيرهم ‏ وكل إنسان متميز وتزيد 
عنده .حاجة عليه أن يردها على الناس . لكن الناس لا تفهم الرزق إلا عل أنه مال » 
ولا يفهمون أنه يطلق على كل شىء ينتفعون به . 


إذا كان الآمر كذلك فيا معنى « برزق من يشاء بغير حساب» كلمة « بغير 
حساب » لابد أن نفهمها على أن الحساب يقتفى محايِب » 5008 52 
عليه . وعلى هذا يكون «١‏ بغير حساب ٠‏ ممن ولمن وفى ماذا ؟ 


إنه رزق بغير حساب من الله ؛ فقد يرزقك الله على قدر سعيك . وربما أكثر. 
وهو يرزق بغير حساب » لأنه لا توجد سلطة أعلى منه تقول له : اذا أعطيت فلانا 


وهو يرزق بغير حساب ؛ لآن خزائنه لا تنفد . ويرزق بغير حساب ؛ لأنه 
لا يحكمه قانون » وإنما يعطى بطلاقة القدرة . إنه جل وعلا يعطى للكافر حق 
تتعجب أنت وتقول : يعطى الكافر ولا يعطى المؤمن لاذا ؟ 


إذا استطاع أحد أن يحاسبه فليسأله لماذا يفعل ذلك ؟ إنه يعطى مقابلا للحسنة 
سبعياثة ضعف بغير حساب . إن الحساب إنما يأى عندما تأخذ معدوداً » فإذا أخذت 
مثلا مائة من ألف فأنت طرحت معدودا من معدود فلابد أن ينقص ٠‏ وعندما تراه 
ينقص فأنت تخاف من العطاء . لكن الله بخلاف ذلك . إنه يعطى معدوداً من غير 
معذود . 


لل هين هي عمسي امد حا 6و ا ب 


مره م مع لم 2 


جنات ف يق جام اقاباق 4 


(من الآية 47 سورة التحل ) 





نانك 
نت ٠.١‏ حمحص ص محص ص وص ص مص و وص صمح 
رُزْق أكثر منه ؛ لانه لا يعلم حكمة الله فيها . وهناك أناس كثيرون عندما يعطيهم 
الله نعمة يقولون : «ربنا أكرمنا» » وعندما يسلبهم النعمة يقولون : « ربنا 
أهاننا » » وى ذلك يقول سبحانه وتعالى : 


وعء لاصاظ عا ورعظ مومسم سمخر # ا مه امم 


ف فَأمًا الإنسلن إذَا ما أ بتلله ربهر فا كرمه, وتنعمهر فيقول رب أحكْرنٍ © 
وَأمآ إِذًا ما بمَلَنهُ فَفَدَرَ طبه ررق 0 ل رَقَ مسن يج » 
( سورة الفجر ) 
كلا . مخطىء آنت يامّن اعتبرت النعمة إكراما من الله » وانت مخطىء أيضاً 
يا م اعتجرت سلب النعمة إهانة من الله ؛ إن النعمة لا تكون إكراما من الله إلا إذا 
وفقك الله فى حسن التصرف فى هذه النعمة . ولا تكون النعمة إهانة إلا إذا لم يوفقك 


ل ديات ولس يي #جالميار با لوي يماع 


ونحب أن نفهم ‏ أيضا - أن قول الله سبحانه وتعالى : « والله يرزق من يشاء بغير 
حساب ٠»‏ يتسحب على معنى آخرء وهو أنه سبحائه - لا يحب أن تَقَدّرَ أنت رزقك ٠‏ 
يجاب ختركة عتنلك فقط ؛ فحساب ختركة عَملك قد يخطىء هد مويه + 
الذى يزرع ويقدر رزقه فيها يننج من الأرض . وربما جاءت آفة تذهب بكل شىء كيأ 
نلاحظ ونشاهد ء ويصبح رزق الفلاح فى ذلك الوقت من مكان آخر لم يدخل فى 
متايه أبن .: 


ولهذا فإن على الإنسان أن يعمل فى الأسباب . ولكنه لا يأخذ حسابا من 


الأسباب ٠.‏ ويظن أن ذلك هو رزقه ؛ لآن الرزق قد ياق من طريق لم يدخل فى 
حسابك ولافى حساباتك:. وقال الحق فى ذلك : 


55 110 معوقء 2 عط كي 5 4 


9 ومن بِتَقٍ الله صل هر حرجا لبي ويرزقه من حيث لا يحتسب 


( من الآبنين ” . :7 سورة الطلاق ) 





صصح محصحمحمت 2+5 6 عاك 
وبعد ذلك يقول لنا الحق سبحانه وتعالى فى آية أخرى ها يوضح لنا ويبين قضية 
العقيدة وموكب الرسالات فى الارض ء بداية وتسلسلا وتنابعا فى رسل متعاقبين » 
فقال الحق سبحانه وتعالى : 


ا عام م ودس ع ع سس د م تو م تم 
حل كان اناس أمة واجدة فبعث الله الْيِسَنَ متشّررج 
11 لخر ل ور 


75 5 3 وس سا 2-1 ب 0 
ومُنذ رن وَأَنَل معَهمَالْكِك باحق لِيَحَكم بَنَ لايس 


7 


فيحَاأحتَأفِة وَمَاحتَلَفَ يلالد ووه نْبسَدٍ 

مَاجآء ْم الي بيهم هذى مه ألدَءَامَوأ 

مَااختَلأضِه مِنَلْحَقَ ادنوه وَأشَهسَموى مَنْيفَآم 1 
مِرَطُِسيَنم 7© #ه 


ولقائل أن يقول : إذا كان الناس أمة واحدة » وقد رتب الله بعث وإرسال التبيين 
على كونهم أمة واحدة ؛ فمن أين إذن جاء الخلاف إلى حياة الناس ؟ وثقول : لابد 
أن تحمل هذه الآية المجملة على آية أخرى مفصلة فى قوله تعالى : 
مم يري عا 8 ع براوج الع عع سلف 4 مسد ع امه 22 كي ” 
فل وما كان الناس إلا امة و'حدة فاختلفوا ولولا كامة سبقت من ربك لقضى 


مودو ف جود 2# 
ينهم فيا فيه يلون جع » 
( سورة يونس ) 
لابد لنا إذن أن نأخذ هذه الآية فى ظل آية سورة يونس ؛ فالحق سبحانه وتعالى 
ساعة يخاطب العقل البشرى يريد أن بخاطبه خطابا يوقظ فيه عقله وفكزه حتى يستقبل 


كك “001010 00200 


١.١.‏ 29وج حوج حم حصحوح جم 


« كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين » . فقبل بعث الله النبيين كان الناس 
أمة واحدة يتبعون آدم » وقد بلغ الحق آدم المنبج بعد أن اجتباه وهداه ٠.‏ وعلم آدم 
أبناءه منيج الله , فظل الناس من أبنائه على إيمان بعقيدة واحدة » ول ينشأ عندهم 
ما يوجب اتبتللااف أهوائهم ؛. فالعالم كان واسعا. وكانت القلة السكائية فيه هى آدم 
واولاده فقط ٠‏ وكان خير العالم يتسغ للموجودين جميعا . .إذن لا تطاحن على شىء . 
ومن يريد شيئا يأخذه . وكانت الملكية مشاعة للجميع ؛ لأنه لم تكن هناك ملكية 
. لأحد ؛ فمن يريد أن يبنى بيتا فله أن يبنيه ولوعلى عشرين فدانا . ومن يريد أن ياكل 
فاكهة أو ياخذ ثمرا من أى بستان فله أن يأخذ ما يريد , 
والمثال على ذلك فى حيائنا اليومية » هناك رب الاسرة الذى يق بعشرين كيلو 
برتقا ويتركها أمام أولاده , وكل طفل يريد برتقالة أو أكثر فهو يأخذ ما يريد 
بلا خرج . لكن لو اشترى رب البيت كيلو برتقالاً واحذاً فكل طفل يأخذ برتقالة 
واحدة فقط , 0 


إذن كان الناس أمة واجدة . أى 0 توجد الأطراع 03 وم يوجد حب الاستكثار 
بالمنافع ما يجعلهم يختلفون . إذن فأساس الاختلاف هو الطمع فى متاع الدنيا . ومن 
هنا ينشا الحوئ.. 

وكان من المفروض فى آدم عليه السلام بعد أن بلغه الله الميج أن يلغه لأولاده » 
وأن يتقبل أبناؤه المنهج ٠‏ ولكن بعض أولاده تمرد على المنبج . ونشأ حب الاستكار 
من ضيق المستأثر والمنتفع به . ومن هنا نشات الخلافات . ولنافى قصة هابيل وقابيل 
ما يوضح ذلك : : ١‏ 7 

معء ل ممواء عم ود مء > وومةه ادس روس كز عرسم ع 4م > امبو ليوو - 
م 0 . . ]| - 7 2 0007 1 َك .2 
وآثل علبهم نبأ أبى *ادم بق إِذ قربا قربانا تفيل من أحدها ولد تفيل من 


وه مم مولع 


تان امد تا واج زع 17ر1 نا 24 
الْآخْر َال لَأْفمنَك َال نايبل لمن الْمتقِنَ جع » 


( سورة الخائدة ) 


سيت لئس 


نالبق 
حجده 222295299224495 ورد © 

ونعرف أن آدم وحواء هما أصل الوجود ؛ حواء تلد توأمين فى كل مرة ٠‏ وأراد 
آدم أن يزاوجهم فكيف تكون المزارجة وهم جميعا أبناؤه وأبناء عصر واحد ؟ وكل 
منهم يعرف أن الذى أمامه هو أخوه . 

لفد واجه الشرع تلك المشكلة فى ذلك الوقت » واعتبر أن البعد هو بعد البطن» 
أى أن الذى يولد مع اخيه فى بطن واحد فهو أخره اما التق لل يلف او اقل 
فكانه ليس أنخاه ؛ لذلك كان آدم وحواء يبادلان زواج الأبناء حسب ابتغاذ البطون » 
وكان الغرضص من هذا التباعد أن تكون المرأة وكأنها أجنبية عن أخخيها . 

روى عن ابن عباس وابن مسعود رضى الله عنهما : : أن آدم كان يزوج ذكر 
كل بطن بأنثى الآخسر ؛ وأن هابيل أراد أن يتزوج أخت قابيل زكان أكببر من هابيل 
وأنحت قابيل أحسن فاراد قابيل أن يستأئر بها على أخخيه » وأمرء آدم عليه السلام أن 
يزوجه إياها فآبى ٠‏ فأمرهما أن يقربا قربانً فقرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب 
غنم ٠‏ وقرب قابيل حزمة من زرع من ردىء زرعه فنزلت نار فاكلت قربان هابيل ٠‏ 
وتركت قربان قابيل: فغضب وقال : لأقتلنك حتى لا تنكم أختى » فقال : «إنما 
يتقبل الله من المتقين » . 

إذن + كان ميلاد آول خلاف بين البشر حينما تنافس النات للاستثثار بمنفعة ما » 
وكان هذا مثالاً واضحا لما يمكن أن يحدث عندما تضيق المنافع عن الأطماع . 

< كان التامرح أمة واحدة » لكنهم اختلفوا لحمظة الاستتثار بالمنافع ٠‏ وأصبخ لكل 
إنسان هوى . ولو شاء الله أن يجعل منهجه لآدم منهسجا دائماً إلى أن تقوم الساعة 
لفعل . لكنه سبحاته برحمته يعلم أنه خلقنا ؛ ويعلم أننا نعقل مرة ونهر مرة ٠ه‏ 
ونلتزم مرة ونهمل مرة أخسرى ٠‏ فشاء الله أن يواصل لخلقه مواكب الرسل . ولذلك 
ياتى قوله الحق : ١‏ فبْعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ؛ . ومهمة « التبشير 
والإنذار» هى أن يتذكر النامن أن هناك جنة وثارا » ولذلك يبشر كل رسول من آمن 
من قومه بالجنة ٠‏ وينذر من كفر من هؤلاء القسوم بالنار . ويذكرنا الحق سبحانه بأنه 
أشهدنا على أنفسنا على وحدانيته فقال : 





©6224 وجو ججوويح9و‎ ٠٠١ 


ا ٠‏ مدعف ع ميلم رو مد 4م «كمم 


( وذ د رَبك من ب لام من ظهورهم فيتس وَأفيَدهم عك أنيوم ألمت 
0 ًا وأا ل بدن ١‏ لأ اسان مدا َه نا 


د31 ميزة لععلره 6ع ا اه 
5 1 نْرّكُ َباؤْنامن قبل وكنا ذرية من بعدهم افتبلكا يما فمل 
الونتة 1 
( سورة الأعراف ) 


يخير سبحانه أنه استخرج ذرية آدم من أصلابهم شاهدين على انفسهم أن الله 
رميم ومليكهم . وأنه لا إله إلا هو كبا أنه فطرهم على ذلك . لم بعد أن أخرجهم 
إلى الوجود من آدم جاء للخلق الأول وهو آدم وأعغطاه المنهج وكانت الأهواء غير 
موجودة » فظل المنيج مطبفا بين بنى آدم ., وبعد ذلك تعددت الاهواء . وق 
الأهواء إنما ينشأ عن الاستكثار ليع » وذلك بسبب الخوف من استثثار الغير . فنشأ 
حب الذات : ونا كانت المنافع لا تنسع لاطاع الناس فقد استشرى حب الاستثثار 
والتملك : 


ونجد هذه المسألة زاضحة حينا تتوافر السلع وتغمر الأسواق ٠‏ وتستطيع أن 
تشترى أى سلعة فى أى وقت تحت . وتجدها متوافرة , عند ذلك لا توجد أزمة » 
لكن الازمة تنشأ عندما تقل الكميات المعروضة هن السلع عن حاجة الناس ء 
فيتكالب الناس على الاستثثار بها . وهكذ! نعرف أن المناقع عندما توجد » وتكون 
دون الأطياع هنا تتولد المشكلات . 


وم دوسة اانا سيحانة رطا بتكلون رين قم علستسيساه يتك تقر 
أمام أهوائهم وأمام استثثارهم بالمنافع » أرسل الرسل إلى البشر ليبشرؤا ولينذروا . 
«وأنزل مغهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس في] اختلفوا فيه , وما اختلف فيه 
إلا الذين أوتوه من بعد ماجاءتبم البينات ٠‏ فكأن الحق لم يشأ أن يترك البشر 
ليختلفوا ٠‏ وإنما الغقلة من الناس هى التى أوجدت هذا الاختلاف . :من بعد 
ما جاءتهم البينات بغيا بينهم » ومن و الاختلاف لا ينشأ 
إلا من إرادة البغى . والبغى هو أن يريد الإنسان أن يأخذ غير حقه . وماذام كل 





حمح ح بوص ح :0-40-0459 بعد 


منا يريد أن يأخذ غير حقه فلا بد أن ينشأ البغض . 


د نفهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ؛ أى أن الله يهدى الذين 
آمنوا من كل قوم بالرسول الذى جاء مبشرا ومنذرا وحاملا متيج الحق ليحكم بين 
الناس فيه اختلقوا فيه . وبذلك يظل المتبج سائداً إلى أن تمضى فترة طويلة تغفل فيها 
النفوس . وتبدأ من خلاها المطامع ويحدث النسيان لمنيج الله وتنشاً الأهواء » 
فيرسل الله الرسل ليعيدوا الناء. ى إلى المنيج القويم » واستمر هذا الأمر حتى جاءت 
زسالة اللإسلام خائمة وبعث الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم للدثيا كافة ٠‏ 
وبذلك. ضمن لنا الحق سبحان وتعالى ألا ينشأ خلاف فى الأصل ؛ لأننا لوكنا 
سنختلف فى أصل العقيدة لجرى علينا ما جرى على الأمم السابقة . هم اختلفوا 
فأرسل الله هم رسلا مبشرين ومنذرين ٠‏ لكن أمة محمد صل الله عليه وسلم أراد 
الحق ها منبجا واضحا يحميها من الاختلاف فى أصل العقيدة . وإن اختلف الناس 
من أمة محمد صل الله عليه وسلم فعليهم أن يسترشدوا بالممبج الحق المتمثل فى 
القرآن والسنة . 


٠‏ ونعرف أن من ميزاته صل الله عليه وسلم أنه خاتم الانبياء بحق . ولن تجد فى 
الموكب الرسالى رسولا أوكل له الله أن ينثىء حكم) جديدا لم ينزل فى كتاب الله 
إلا سيدنا محمداً صل الله عليه وسلم . لقد أعطى الله سيدنا رسول ألله صلى الله 
عليه وسلم النفويض فى أن يشرع عن الله ؛ فى ظل عصمة الله له فقد قال سبحانه : 


4 


+ وو عضي سي نم سوير سي 72 ٠‏ 


و9 وماءاتدك الرسؤك مَحدُوه وماتبكرعَنْه قآنتهوأ 


ع 
| 


رمن الآبة /ا سورة الحثر) 
إنه أمر واضح للمؤمئين بأن يأتمروا بأمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم » 
لآأن ما يأمرهم به فيه الصلاح والخير . وأن ينتهوا عما ينباهم عته ؛ لأنه صلى الله عليه 
وسلم إنما ينبى عن الأمور التى ليس فيها خير لأمة المسلمين . ويأمر الحق جل وعلا 
جماعة المسلمين بطاعة الرسول صل الله عليه وسلم لأنها من طاعة الله » فيقول جل 
وعلة : 





ضضم 4١‏ 222200 ب تت بمصنحيميح هه 


3 باج ل ا تيو إن ا سيوس سن حجنن ابن ص و 
ف من يطع سول فَقَذ أطاع أل ومن تو العم فيا ج » 
( سورة النساء ) 
وهكذا نرى أن طاعة الرسول صل الله عليه وسلم من طاعة الله » ومن يعرض 
عن طاعته فله العقاب فى الآخرة . ويؤكد الحق سبحانه على طاعته وطاعة الرسول صلى 
الله عليه وسلم فيقول : 
+ + م 2 معةءء > و يدن 3 4 وعره - 
«[ فل أطبعوأ الله والرسول فإن لوا نَأل لابعُبُ الكفرينَ جج # 
( سورة آل عمران ) 
هكذا نعرف أن طاعة الرحمن تستوجب طاعة الرسول صل الله عليه وسلم . إذن 
فقد فوض الله رسوله أن يُشْرّع للبشر . وهو عليه الصلاة والسلام ‏ ما ينطق عن 
الهوى . , 


وميزة أخرى لأمة المبلمين هى أن رسول الله صل الله عليه وسلم ترك لنا حق 
الاجتهاد فى المسائل التى لم يأت فيها نص من القرآن ولا من السئة,أو ورد فيها نص 
ولكنه يحتمل أكثر من معنى»ومعنى ذلك أن الحق سبحانه قد أمِنَ أمة محمد عليه 
الصلاة والسلام بأن تصل بالاجتهاد لما بحسم أى خلاف . وأن أى اختلاف لن يضل 
إلى الجوهر . فلو علم الله أزلا أننا سوف نختلف اختلافا فى صحيح العقيدة لكان قد 
أرسل. لنا رسلا . 


ونحن نجد كل الاختلافات بين طوائف المسلمين لا تخرج عن إطار فهم نصوص, 
القرآن أو أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم » وكل مسلم يريد أن يستقى دليله 
من الكتاب والسلة . 


ومعنى ذلك أننا لم نترك الأصل . ولكن كل منا يريد أن يأخذ الحكم الصحيح . 
بل إننا نجد أن بعضا من المسلمين الذين لم يجدوا دليلهم من القرآن والسنة قد 
حاولوا أن يضعوا حديثا يتسبونه إلى رسول الله ليبنوا عليه الحكم الذى يريدونه . 





خصمحصمح حوموح :2496 6112002 


وهؤلاء مأواهم النار ؛ لأنهم نطقوا بلسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله 
الرسول الكريم لقد كذبوا عليه » ومن كذب عليه متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . 


إذن فكلنا نلتقى حول القرآن والسنة النبوية » أين المشكلة إذن ؟ المشكلة هى أن 
يكون الناس أذكياء وعن علم حتى يعرفوا هل المأخوذ من القرآن مقبول أو غير 
مقبول ؟ وهل الأحاديث المستند إليها بمقاييس الجرح والتعديل موجودة أو لا ؟ 


إذن فحصافة الاجتهاد والرأى عند أمة محمد صل الله عليه وسلم جعلتهم ماأمونين 
عل كل شىء ف المنيج . وأن الخلاف فيما بينبم لم يصل إلى ما وصلت إليه الأمم 
السابقة » ولكن عليهم أن ينتبهوا ويرتقوا حتى يميزوا الأمور التى تكون من غير 
معطيات. القرآن .. ثم يريد قوم أن يحملوها على القرآن . 


إن عليهم آلا يفسروا القرآن حسب أهوائهم بل حسب ماجاء به الرسول صلى 
الله عليه وسلم حتى يكون هواهم تبعا لما جاء به - وعلينا أن نتنبه إلى أن الله قد أمِن 
أمة محمد صل الله عليه وسلم على القرآن وعلى رسالة الإسلام والقرآن ورسالة 
الإسلام تن يصيبهما التغيير أو التحريف , وكل ما هو مطلوب أن يكون المؤمنون أهل 
دقة وفطنة . فإذا أراد إنسان أن يستغل أية سلطة زمنية أو أن يجىء بحديث موضوع 
ليروج لباطله فعلى المسلمين أن يكشفوا سوء مقصد هذا الإنسان . 

فنحن نفهم أن الله شاء بالإسلام حياة القيم » كيا شاء بالماء حياة المادة » والماء 
حتى يظل ماء فلا بد أن يظل بلا طعم ولا لون ولا رائحة . فإذا أردت أن تجعل له 
طعرًا خرج عن خاصيته ؛ ربما أصبح مشروبا أو عصيراً أو غير ذلك ء وقد يحب 
بعض الناس نوعا من العصير » لكن كل الناس يحبون الماء ؛ لأن به تُصان الحياة » 
فإذا رأيت ديناً قد تلون بجباعة أو ببيثة أو بشكل فاعلم أن ذلك خخارج عن نطاق 
الإسلام . وكل حماعة تريد أن تصبغ دين الله بلون إنما يخرجونه عن طبيعته 
الاصلية . ولذلك نجد آمتنا في مصر قد صانت علوم الإسلام بالأزهر الشريف وكل 
عالم من علياء الإسلام فى أى بقعة من بقاع الأرض مدين للازهر الشريف. وتجد أننا 
نحب آل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم . ولكن لا نجد عندنا متشيعا واحدا » 





رحس لال . 


وف الوقت نفسه لا تجد واحداً يكره أبابكر وعمرء وهذا هو الإسلام الذى 
لايتلون ؛ لأنه إسلام الفطرة , 
القع و 


“ميم ممء اممار دوي ودلا 
أصسبغة ألله ومن أسحسن من أله صبغة 
(من الآية ١78‏ سورة البقرة» 

فالذين يحاولون فى أى زمان من الأزمنة أن يصبغوا الدين بشكل أو بطقوس أو 
بلون أو برسوم أو هيئة خاصة نقول لهم : أنتم تريدون أن تُخرجوا الإسلام عن 
عموميته الفطرية التى أرادها الله له : ولابد أن تققوا عند حد الفطرة الإسلامية » 
ولا تلونوا الإسلام هذا التلوين . وبذلك نحفق قول الله : « فهدى الله الذين آمنوا 
لما اختلفوا فيه من الخق بإذنه ء والله يهدى هن يشاء إلى صراط مستقيم » ونعرف أن 
اهداية معناها الأمر الموصل للغاية ؟ وحين ترد الحداية من الله سبحاته وتعالى فعلينا 
أن نفهم أن الحذاية من الله ترد على معنيين : المعتى الأول هو الدلالة على الطريق 
الموصل ٠‏ والمعنى الثان هو المعونة . 


وضربت من قبل المثل بشرطى المرور الذى يدلك على الطريق الموصل إلى الغاية 
التى تريدها . فإن احترمت كلامه ونفذته فهو يعطى لك شيئاً من المعوئة ٠‏ بأن يسير 
معك أو يوصلك إلى المكان الذى تريد . فيا بالنا بالحق سبحانه وتعالى وله المثل 
الأعلى ؟ إنه بهدى. الجميع بمعنى يدهم . فالذين آمنوا به وأحبوه بديهم هداية 
أخرى . وهئ أن يعينهم على ما أقاموا نفوسهم فيه . وبعضنا يدخله العجب عندما 
يسمع قول الحق : 


ماعي ءءء 


006 2571100 ء موه م2ظة و روم مم وو م م عشظيومم 
« وما مود فَهدِيستهُمْ َاستحبوأ الْحمى عل المْدَئ فَأَحَدَيْهُمْ صَعِقَةُ الْمَدَابٍ 


.2 رم #8 ومه را سم ءمةءء وى 2 222 ومرس9 #2 م 
طون يما كانوأ يكبون ون ونجينَا لين +'منوأ و كانوأ ينَقُونَ ج »# 


( سورة فصلت ) 
بعضنا يتعجب متسائلا : كيف يقول سبحائه : إنه هذاهم » ثم استتحيوا العمى 
على المهدى ؟ ونقول : إن «هداهم » جاءت هنا بمعنى « دطم ٠»‏ لكنهم استحبوا 





اذام 
ممححنصمحصح بوبح صو 22955 راداه 
العمى على المهدى . أما الذين استجابوا لهداية الدلالة وآمنوا فقد أعانهم الله 
وأنجاهم ؛ لانهم عرقوا ثقواه سبحانه . 


ونحن نسمع بعض الناس يقولون : مادام الله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم 
فيا ذنب الذى لم يبتد ؟ نقول : إن الحق يهدئ من شاء إلى صراط مستقيم ؟ أى يبين 
الطريق إلى الهداية . فمن يأخذ ببداية الدلالة يزده الله بهداية المعولة وير له ذلك 
الأمر . ونحن نعلم أن الله نفى الحداية عن رسوله صلى الله عليه وسلم فى آية » 
وأثبتها له فى آية أخرى برغم أنه فعل واحد لفاعل واحد . قال احق نافيا اداية عن 
الرسول صلى الله عليه وسلم : 


« إِنْدَلاتبْدى تن أَحيتَ » 
(من الآية 1ه سورة القصص ) 
والحق يذكر للرسول صل الله عليه وسلم الهداية فى موضع آخر فيقول له : 
« َإنكَ تنيت إل مرّط تفي م 
5 (من الأبة 07 سورة الشررى) 
ومن هنا نفهم أن الحداية نوعان : هداية الدلالة . فهو ه ببدى : أى يدل الناس 


عل طريق الخير . وعناك هداية |خرى معنوية . وهى من الله ولا دخل للرسول صلى 
الله عليه وسلم فيهاء وهى هداية المعونة . 


إذن قوله تعالى : ٠‏ وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم » معناها : أنك تدل على 
الصراط المستقيم » ولكن الله هو الذى يعين على هذه الهداية . « والله يبدى من 
يشاء إلى صراط مستقيم » فعلينا أن نستحضر الآيات التى شاء الله أن يبدى فيها 
مؤمنا وألا يبدى آخر. ويقول الحق - سبحانه - : 

مل عاعه 0000 32 

هل وألله لابسدى القوم الكنفرين #« 


زمن الآية 714 سورة البقرة ) 








ةلق 
1١ 2‏ 220992934> مج صمح حفصت 
معنى ذلك أن الله لا هدى إلا الذين آمنوا به . وهدايته للمؤمنين تكون بمعونتهم 
على الاستمرار فى الهداية ؛ فالكل قد جاءته هداية الدلالة ولكن الحق يختص المؤمنين 
مهداية المعونة .. والحق يقول فى ذلك : 

أ م ا ا و الصدوعا 2 وص 55 و وردول ‏ موده بد 
امن اسس بنيلنه, عن نقوئ من الله ورضونٍ خصير آم من أسس بنيلنهر عن 
َ 

عدص زف اع اروك . جا صمدن سوءعد م دء. «وسوءى 2 - 
شفغارفا هار فأنبار بوء فى نار جهنم وألله لا سدى القوم الظددين © 
( مورة التوبة ) 
إن الحق يوضح لنا المقارنة بين الذى يؤسس بنيان حياته عل تقوى من الله ابتغاء 
الخبر والحئة . وهو الذى جاءته هداية الذلالة فاتبعها » فجاءته هداية المعونة من 
الله . وبين ذلك الذى يؤسس بنيان «حياته على حرف واد متصدع آيل للسقوط فسقط 
به البنيان فى نار جهسم . إنه الذى جاءته هداية الدلالة فتجاهلها , فلم تصله هداية 
المعونة . ذلك هو الظالم المنافق الذى يريد السوء بالمؤمنين . والحق تبارك وتعالى 
يقول : :2 
بععياء عل ادي وعم ى « مقع يعدي ع رقم ده عاءة هاده موس ع ل:ء 
« التنفر ف أ نارهم إن تستففر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم 
يي م 1ل موجه و وي عدم 2 عي وقد مه وموم ووه 2207 
ذلك بأنهم كفروا لله ورسولوء والله لايسدى الوم القيقين: © » 
( سورة الثوبة » 
إن الحق يلغ رسوله أنه مهيا استغفر للمنافقين الذين يُظهرون الإسلام » 
ويبطنون الكفر فلن يغفر الله لمم . لاذا ؟ لان هداية الدلالة قد جاءت لهم فادعوا 
أخبم مؤمنون بباء ولم تصلهم هداية المعونة ؛ لأخيم يكفرون بالله ورسوله . والله 
لا بهدى مثل هؤلاء القوم الفاسقين الخارجين بقلوبهم عن منبج الله .' وبعد ذلك 
يقول الح : 


00 


+ آم حي بنش َنسَدَخْلُوأ البجكسة وما يكم مكل 








وص كاحت 


م يه وومةه 2 5 000 
دلوأ نفيك نمم ب البأسَآءوَالقماءٍ 
وروا أ 1 ا 
ضَرْائَ دن سْرَمهرَّثٍ © #ه 


2 


-_-_- 


أى أظننتم أنكم تدخلون الجنة بدون ابتلاءات تحدث لكم ؟ إن الحق سبحانة 
يئفى هذا الظن ويقول : لينتن الأمر كلك ٠‏ بل لابد من تحمل تبعات الإيمان » 
فلو كان الإيمان بالقول لكان الأمر سهلا . لكن الذى يُصَعِبُ الإيمان هو العمل ٠أى‏ 
حمل النفس على منبج الإيمان . لقد استكبر بعض من الذين عاضروا محمد صل الله 

عليه وسلم أن يقولوا : « لا إله إلا الله ؛ لأخهم فهموا مطلويها ؛ لأن الأمر لو اقتصر 
على مجحرد كلمة تقال بلا رصيد من عمل يؤيدها » لكان أسهل عليهم أن يقولوها , 
لكنهم كانوا لا يقولون إلا الكلمة بحقها . ولذلك أيقنوا تماما أنهم لو قالوا  :‏ لا إله 
إلا الله » لانتهت كل معتقداتهم السابقة , لكنهم لم يقولوها ؛ لأنهم أبوا وامتنعوا عن 
القيام بحقها وأداء مطلويها . 


إن الحق يقول : وأم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خخلوا من 
قبلكم مستهم البأساء والضراء ؛ فنا العلافة بين هذه الآبة وما سبق من الآيات ؟ لقد 
كان الحديث عن بنى إسرائيل الذين حسبوا أنهم يدخلون الجنة بدون أن يبتلوا . 
وصارت لهم أهواء يحرفون بها المنيج ا يا يم 
أن يستعدوا للابتلاء » أن يعرفوا كيف يتحملون الصعاب 


ونحن نعرف فى النحو أن هناك أدوات تغى وجزم . ومن أدوات النفى : هلمء 
ودلا » فعندما تقول : لم يحضر زيد ه فهذا حديث فى الماضى ء ومن الجحائز أن 
يحضر الآن . ولكن إذا قلت : « لما يحضر زيد » فالنفى مستمر حتى الآن . أى أنه لم 
يأت حتى ساعة الكلام لكن حضوره ويجميثه متوقع . ولذلك يقول الحق : 





0-4429 صموحح وح تح جح ج22‎ 4١1 


ومو أوسوم | دم 


َل الأعراب ءامنا قل لَ تومو وللكن فووا أسلسنا ولْما بدخل لمان في 
عد 
دع برو 
لبك # 
( من الآية ١4‏ سورة الحجرات ) 
وعندما سمع الاعراب ذلك قالوا : نحمد الله ء فيازال هناك أمل أن تؤمن . لقد 
أراد الله أن يكون الأعراب صادقين مع أنفسهم ٠‏ وقد نزلت هذه الآية كيا يقول 
بعض المفسرين فى قوم من بنى أسد . جاءوا إلى المدينة فى سنة جدبء وأعلتوا 
الشهادة ترسول انله صلى الله عليه وسلم وقالوا [: ولا إله إلا الله محمد رسول الله ». 
وكانوا يطلبون الصدقة . ويحاولون أن يمنوا على الرسول صل الله عليه وسلم بأنهم لم 
الإسلام 'لكن ذلك لا يعنى أنهم منافقون . ولذلك يوضح القرآن الكريم أن إظهار 
الإسلام لايعنى الإيمان + لأن الإيمان عملية قلبية . 


لقد أعلنوا الخضوع لله . وأرادوا أن يقوموا بأعمال المسلمين نفسها لكن ليس هذا 
هو كل الإيما . وهم قالوا : « آمناه فقال الحق لهم : لالم تؤمنوا وكونوا صادقين 
مع أنفسكم فالإيمان عملية قلبية . ولا يقال إنك آمنت ؛ لأنها مسألة فى قلبك ٠‏ 
ولكن قل أسلمت . أى خضعت وفعلت مثلم يفعل المؤمنون . فهل فعلت ذلك عن 
إيمان أو غير إيمان . إن ذلك موضوع آخر . 


هنا تقول الأية : «أم حسبتم أن تدخلوا الجئة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من 
قبلكم » أى لا يمكن أن تدخلوا الجنة إلا إذا جاءكم من الابتلاء مثل من سبقكم من 
الأمم ولابد أن تفتنوا وأن تمحصوا بباساء وضراء . ومن يثبت بعد ذلك فهو يستحق 
أن يدخل الجنة . فلا تظنوا أنكم أمة متميزة عن غيركم فى أمر الاختبار . فانتم لن 
تدخلوا الجئة بلا إبتلاء . بل على العكس سيكون لكم الابتلاء على قدر النعياء . 


أنتم ستاخذون مكانة عالية فى الأمم ولذلك لابد أن يكون ابتلاؤكم على قدر 


0ك 


جحججوجح ج وو 24022590222412 فوح ااه 


الدنيا فلا بد أن يكون ابتلاؤكم على قدر عظمة مسئوليتكم ومهمتكم . 


« ونا يأتكم مثل الذين خلوا من فبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا » إن قول 
الله:ه ونا » يفيد بأن ما حدث للذين من قبلهم من ابتلاء عليهم سيقع على المؤمنين 
مثله , : 
وعندما نتأمل قوله الحق : «٠‏ وزلزلوا» فانت تكتشف خاصية فريدة فى اللغة 
العربية » هذه الخاصية هى تعبير الصوث عن واقعية الحركة . فكلمة « زلزلوا » 
1 أصلها زلزلة » وهذه الكلمة لها مقطعان هماه زل . زل» . وه زل» : أى سقط عن 
مكانه . أو وقع من مكانه . والثانية لها المعنى نفسه أيضاً . أى وقع من مكانه , 
فالكلمة تعطينا معنى الوقوع المتكرر : وقوع أول . ووقوع ثانٍ . والوقوع الثنى ليس 
امتدادا بوقوع الأول ؛ ولكنه فى اتجاه معاكس 1 فلو كاتتعة فى اتجاه واحد الحاءت 
رتيبة ء إن الزلة الثانية تأق عكس الزلة الأولى فى الاتجاه . فكأنها سقوط جهة اليمين مرة ء» 
وجهة الشيال هرة أخرى . 


ومثل ذلك والخلخلة » أى حركة فى اتجاهين معاكسين وخلّه الأولى جهة 
اليمين 2 وه خل » الثانية جهة اليسار» ومهذا تستمر الخلخلة . 


وهكذا ١‏ الزلزلة » تحمل داخلها تغير الاتجاه الذى , يسمى فى الحركة بالقصور 
الذاتى . والمثال على ذلك هو ما يحدث للإنسان عندما يكون راكباً سيارة . وبعد 
ذلك يأق قائد السيارة فيعوقها بالكابح ؛ الفرامل » بقوة . عندئذ يندفع الراكب 
للأمام مرة. ثم للخلف مرة أخرى . وربما تكسر زجاج السيارة الأدلنن + حسب قوة 
الاندفاع ؛ ما الذى تسبب فى هذا الاندفاع ؟ إن السبب هو أن جسم الراكب كان 
مهيأ لأن يسبر للأمام ؟ والسائق أوقف السيارة والراكب لازال مهيأ يأ للسير للأمام 5 
فهو يرتج ٠.‏ وقد يصطدم بأجزاء السيارة الداخلية عد وقوفها فجأة . وعملية 
« الزلزلة » مثل ذلك تماما , 'ففيها يصاب الشىء بالارتجاج للأمام والخلف . أو 
لليمين ‏ واليسار . وفى أى جهتين متعاكستين ٠‏ * 


و« زلزلوا » يعنى أصابتهم الفاجعة الكبرى . الملهية . المتكررة . .وهى لا تنكرر 





الباق 
١٠١١‏ 29+28 2-9222 
على مط واحد ٠‏ إنما يتعدذ تكرارها . فمرة يأخذها الإيمان ٠‏ ثم تأخذها المسائب 
والأحداث . وتتكرر المسألة حتى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا 


٠ 


مه : « متى نصر الله » ؟ 


وياتى بعده القول : « ألا إن نصر الله قريب ؛ فهل يتساءلون أولاً » ثم يثوبون 
إن رشناهم, ويزقوك علق اتقسستهم ,1/3ل9نإنضر الله 'اقنريي: 176174 قلك إنضناح بان 
المسآلة تتارجح بين « متى نصر الله ؟ وبين ١‏ آلا إن نصر الله قريب © ؟. 

لقد بلغ الموقف فى عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختيار والابتلاء 
إلى القمة ؛ ومع ذلك واصل الرسول صلى الله عليه وسلم.والذين معه الاستمساك 
بالإيمان . لقد مستهم البأساء والضرام وزلزلوا » أى أصابتهام رجفة عنيفة هزتهم ٠‏ 
. حتى وصل الإمر من أثر هذه الهزة أن « يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله 
ألا إن نضر الله قريب »© . 

إن مجىء الأسلوب بهذا الشكل ١‏ مثى نصر الله » يعنى استبطاء مجىء النصر 
أولا ٠‏ ثم التبشير من بعد ذلك فى قوله الحق : ١‏ آلا إن نصر الله قريب » . ولم 
يكن ذلك للشك والارئياب فيه . وهذا الاستبطاء + ثم التبشير كان من ضمن الزلزلة 
الكبيرة » فقد اختلطت الأفكار : أناس يقولون : « متى تصر الله » فإذا بصوت آخر 
من المعركة يرد عليهم قائلاً : ١‏ ألا إن نصر الله قريب © . 

وسياق الآية يقتضى أن الذين قالوا : « متى نصر الله » هم الصحابة + وأن الذى 
قال : ١‏ آلا إن نصر الله قريب © هو رمسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم يتتقل الحق 
سبحانه وتعالى بعد ذلك إلى قضية أخرئى ٠‏ هذه القضية شاعت فى هذه الصورة وهى 
ظاهرة سؤال المؤمتين عن الأشياء » وهى ظاهرة إيمانية صحية ٠‏ وكأن فى استطاعة 
المؤمنين آلا يسألوا عن أشياء لم يات فيها تكليف إيمانى خوفاً من أن يكون فى الإجابة 
عنها تقييد للحركة + ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

« ذرونى ما تركتكم ٠»‏ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على 


زر الب 
صصح بححوح حو 0220569١‏ الوا 
أنبيائهم ٠‏ فإذا أمرتكم بشىء فأتوا منه مااستطعتم وإذا حبيتكم عن شىء 


فدعوه 2006 . 


ورغم ذلك كانوا يسألون عن أدق تفاصيل الحياة , وكانت هذه الظاهرة تؤكد 
أنبم عشقوا التكليف من الله ؛ فهم يريدون أن يبنوا كل تصرفاتهم بناء إسلاميا » 
ويريدون أن يسألوا عن حكم الإسلام فى كل عمل ليعملوا ..لى أساسه . يقول الحق 
سبحانه وتعالى : 


والسؤال ورد من عمرو بن الجموح وكان شيخا كبيرا فقال : يا رسول الله . إن 
مالى كثير فبهاذا أتصدق . وعلى من ألفق ؟ ولم يكن يسأل لنفسه فقط . بل كان 
يترجم.عن مشاعر غيره أيضا , ولذلك جاءت الإجابة عامة لا خص_ السائل وحده 
ولكتنبا تشمل: كل المؤمنين.. 


والسؤال عَنَ 'و'ماذا ينفقون 8 + فكان الثىء. الملفق هو الذى يسألون عته + 
والإنفاق - كما نعرف ‏ يتطلب فاعلا هو الْفِق ٠‏ والشىء الْنفْق ‏ هو المال - ؛ ومنقاً 
عليه . وهم قد سألوا عن ماذا ينفقون . فكان أمر الإنفاق أمر مُسلُم به . لكتيم 
يريدون أن يعرقوا ماذا ينفقون ؟ فيأتى السؤال على هذا الوجه ويجىء الجواب حاملا 
الإجابة عن ذلك الوجه وعن أمر زائد : 4 





. هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم والنسائى وابن ماجه والامام أحمبد فى مسنده عن أي هريرة‎ )١( 





١١‏ صمح صوص ح وت صمو حم حومت 

يقول الحق : « يسألونك ماذا ينفقون ٠‏ هذا هو السؤال , والجواب 
«قل ما أتفقتم من خير فللوالدين » . إن الظاهر السطحى يظن أن السؤال 
هو فقط عن ماذا ينفقون ؟ وأن الجواب جاء عن المنفق عليه . نقول : لا , 
لمأذا نسسيت قوله الحق : إن الإنفاق يجب أن يكون من « خير ». فالمال 
المنفق منه لا بد أن يتصف بأنه جاء من مصدر خير . 

وبعد ذلك زاد وبيّن أنه : ما دمتم تعتقدون أن الإنفاق واجبء فعليكم 
أن تعلموا ما هو الشىء الذى تنفقونه ٠‏ ومن الذى يستحق أن يُنفَقّ عليه . 
ه قل :ما اتفقتم من خير » والخير هو الشىء الحسن النافع . والمنفق 
عليه هو دوائر الذى يُثفق؛ لأن اب تريد أن ححمل المؤمن دواكه التفاصة ؛ 
حتى تلتحم الدوائر مع بعضها فيكون قد حمّل المجتمع على كل المجتمع , 
لانه سبحانه حين يُحملتى أسرتى ووالدى والاقربين , فهنه صيانة 
للاهل. وكل واحد سنا له والذان وأقربون ‏ ودائرتى أنا تشمل والدئ 
وأقاربى ؛ ثم تشيع فى أمر آخر ؛ فى اليتامى والمساكين . 

وهات كل واحد واحسب دوائره من الوالدين والأقربين وما يكون 
حوله من اليتامى والمساكين . فستجد الدوائر المتماسكة قد شملت كل 
المحتاجين ٠‏ ويكون المجتمع قد حمل بعضه بعضا ؛ ولا يوجد بعد ذلك إلا 
العاجز عن العمل . وعرفنا أن السائل هو « عمرو بن الجموح » , وكانت 
له قصة عجيبة ؛ كان أعرج ؛ والأعرج معذور من الله فى الجهاد , فليس 
على الاعمى حرج ٠‏ ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج . 

وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج فى غزوة, فجاءه عمرو 
ابن الجموح وقال : يسا رسول الله لا تحرمنى من الجهاد. فإن أبنائى 
يحرموننى من الخروج لعرجتى . قال له النيى صلى الله عليه وسلم : إن الله 
قد عذرك فين عذر . قال: ولكنى يا رسول الله أحب أن أطأ بعرجتى الجنة . 

هذا هى من سأل عن ماذا ينفقون» فجاءت الإجابة من الحق : ٠‏ قل ما أنفقتم 
من خير ٠‏ أى ما أخرجتم من مال ؛ لان الإنفاق يعنى الإخراج ٠‏ والخير هنا هق 

#7 ل _# _س سبحب ببسي 


ناه 
يشي الرسيسسهت د د عست 


المال . والإنفاق يقتضى إخراج المال عن ملكية الإنسان ببيع أو هبة أو صلة ؛ وأصل 
كلمة «الإنفاق » مأخوذ من « نفقت السوق » أى راجت ؛ لآن السوق تقوم عل 
البضاعة . وحين تأت إلى السوق ولا تهد سلعاً فذلك يعنى أن السوق رائجة . ولكن 
عندما تجد البضائع مكدسة بالسوق فذلك يعنى أن السوق لازالت قائمة . 


إذن فمعنى « نفقت السوق » أى ذهبت كل البضائع كا تذهب الحياة من الدابة . 
فعتدما تقول : نفقت الدابة » أى مانت . وأوجه الإنفاق بينها .. سبحانه ‏ فى قوله : 
« فللوالدين . والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل » . فهل كل يتيم تاج ؟ 
ربما يكون اليتيم قد ورث المال لكن علينا أن نفهم أن المسألة ليست هى سد حاجة 
محتاج فقط 3 ولكنها الوقوف بجانب ضعيف لق أى زاوية من زوايا الضعف ؛ لأآن 
الطفل عندما يكون يتا ولديه مال + ثم يراك تعطف عليه فهو يشعر أن أباه لم يمت ؛ 
لان أبوته باقية فى إخوانه المؤمنين » وبعد ذلك لا يشب على الحسد لأولادٍ آباؤهم 
موجودون » لكن حين يرى اليتيم كل أب مشغولا بأبنائه عن أيتام مات أبوهم . هنا 
يظهر فيه الحقد. وتترى فيه غريزة الاعتراض عل القدر . فيقول « لاذ! أكون أنا 
الذى مات والدى ؟: , ولكن حين يرى الناس حميغا آباءه ؛ ويصلونه بالبسمة والود 
والترحاب والمعونة فلسوف يشعر أن من .له أب .واحخد يتركه.الناس اعتاداً عل وجود 
أبيه » لكن حينما يموت أبوه فإن الناس تلتفت إليه بالمودة والمحبة » ويترتب على ذلك 
أن تشيع المحبة فى المجتمع الإسلامى والألفة والرضا بقدر الله » ولا يعترض أحد 
على وفاة أبيه ء فإن كان القدر قد أخذ أباه فقد ترك له آباء متعددين . 


ولوعلم الذين يرفضون المودة والعطف عل اليتيم لأن والده ترك له ما يكفيه » 
لو علموا ما يترتب على هذا التعاطف من نفع معنوى لتنافسوا على التعاطف معه ؛ 
فليست المسألة مسألة حاجة مادية » وإنما هى حاجة معنوية . 


وأنا أقول دائها : يجب أن نري فى الناشئة أن الله لا ياخذ أحدأ من خلقه وفى 
الأرض .حاجة إليه ؛ وارقبوا هذا الأمر فيمن حوثكم تجدوا واحداً وقد تُوفى وترك 
أولادا صغار! فيحن أهله ومعارفه ؛ لأنه ثرك أولاده منغارا . وينسون الأمر من بعد 
ذلك . وتمر فترة من الزمن ويفاجا الناس بأن أولاد ذلك الرجل قد صاروا سادة 





٠٠١١‏ محصوج ‏ 2524224 جح اا جيجه 


الجى ؛ وكأن والدهم كان محبسا على رزقهم ٠ ٠‏ قعينا انتقو الآب انعم الاعل الأيناء 
صتابير الرزق » وذلك حي لا يُغنْن إنسان قْ يميا . 


وبعد الإنفاق على اليتامى نجد الإنفاق يكون على المساكين وابن السبيل ء» وقد 
عرفنا أن المسكين هو المحتاج وابن السبيل هو المنقطع عن أهله وماله . ويختم الحق 
هذه الآية بقوله  :‏ وما تفعلوا من ير فإن الله به عليم » . إن الله يريد أن يرد الطبع 
البشرى إلى قضية هن : إياك أن تطلب جزاء الخير الذى تفعله مع هؤلاء من أحد 

من الخلق . ولكن اطلبه من الله . وإياك أن تحاول أن يعلم الناس عتك أنك مُنفق 
على الأقارب واليتامى وابن السبيل ؛ لأن الذين نريدهم أن يعلموا لا يقدرون لك 
على جزاء » وعلمهم لن يزيدك شيئا » وحسبك أنْ يعلم الله الذى أعطاك . والذى 
أعطيت مما استخلفك فيه ابتغاء مرضاته . فحين ينفق الناس لمرضاة الناس » يلقون 
.من بعد ذلك النكرات والجحود فيكون من أعطى قد خسر ما أنفق . واستبقى: الشر 
تمن أنفقه عليهم . 


ولو أن الإنسان المسلم قصد بالإنفاق وعمل الخير مرضاة الخالق الاعلى عز وجل 
لاستبقى ما أنفق من حسنات وثواب ليوم القيامة + ولخر الله له قلوب من تصدق 
عليهم بالمحبة والوفاء بالمعروف . وهذه عدالة من الله تتجلى فى أنه يفعل مع المرائين 
ذلك ؛ لأنهم يعطون وف بالههم أنهم أعطوا له . ولو أعطوا الله لما أنكر الآخذ جميل 
العطاء . أنت أعطيته لمرضاته هوء فكأن الله يقول لك : سأتركك له ليجازيك 
وهذا كان المتصذق فى السر عن السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله 
فمنهم : 

. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شهاله ما تنة تنفق يمينه و20 وهذا 
عو الاق ل صدقة التطوع . وأما الزكاة الواجبة فإعلانما أفضل ٠‏ وكذلك الحال 
بالنسبة للصلاة فالفريضة تكون إعلانما أفضل ٠‏ والناقلة يكون إسرارها أفضل . 

لكن لوعملت وف بالك الله فستجد أثر العطاء فى وفاء مُن أخذ . فإياكم أن 


. رواء مسلم عن أي هريرة‎ )١( 





إرإذدله 





تحاولوا ولو من طرف خفىّ أن يعلم الناس أنكم تفغلون الخير . وبعد ذلك يرجع 
الحق إلى قضية سبق أن عالجها فى قوله تعالي  :‏ ولا تقائلوهم عند المسجد الحرام 
حتى يقاتلوكم فيه ه يرجع الحق إلى القتال فيتكلم عن المبدأ العام فى القتال فيقول : 


ها 3 1 ل ال سر 27 - 
+ كيب علِنصكم الْقِدَالُ وهوكزه لَك وَحَسَى أن كرَهُوأ 
يسو كن ع الله مدررة يه 20000 3 0 2 0 


سَيِتاوَهُوح ركم وعسو أن تُجِيُوأ شيشا وطو سن 
أنه وأنش لاتتكئورت © جه 


إن كراهية الفتال هى قضية قطرية يقوها الذى تخلق الإنسان فهو سبحانه لا يعالج 
الأمر علاجا سوفسطائيا . بمعنى أن يقول : وماذا فى القتال ؟ لا . إن الخالق يقول : 
أعلم أن القتال مكروه . وحتى إذ! ما أصابك فيه ما تكره فأنت قد علمت أن الذى 
شرعه يُقدر:ذلك . ولو لم يقل الحق إن القتال كره : لفهم الناس أن الله يصور لهم 
الأمر العسير يسيرا , 


إن الله عز وجل يقول للذين آمنوا : اعلموا أنكم مقبلون على مشقات . وعلى 
متاعب . وعلى أن تتركوا أموالكم . وعل أن تتركوا لذتكم ومتعكم . ولذلك نجد 
كبار الساسة الذين برعوا فى السياسة ونجحوا فى قيادة مجتمعاتهم كانوا لا يحبون 
لشعوبهم أن تخوض المعارك إلا مضطرين . فإذا ما اضطروا فهم يوضحون لحندهم 
نهم يدرأون بالقتال ماهو أكثر شرا من القتال . ومعنى ذلك أنهم. يعبئون النفس 
الإنسانية حتى ثواجه الموقف بجماع قواها ٠‏ وبجميع ملكاتها . وكل إرادتها . 


والحق سبحانه وتعالى يقول : « كتب عليكم القتال وهو كره لكم »؛ إنه سبحانه 
يقول لنا : أعلم أن القتال كره لكم ولكن أردت أن أشيع فيكم قضية . هذه القضية 
هى ألا تحكموا في القضايا الكبيرة فى حدود علمكج ؛ لأن علمكم دائما ناقص ٠‏ بل 





4252242 242222192+2 254 ٠٠١ هج‎ 


خذوا القضايا من خلال علمى أنا ؛ لأننى قد أشزع مكروها . ولكن يأتى منه أخير . 
وقد ترون حبا فى شىء ويأق منه الشر . ولذلك ينبهنا الحق إلى أن كثيرا من الأمور 
المحبونة عندنا يأق منها الشرء فيقول الواحد منا : « كنت أتوقع الخير من هذأ 
الأمرء. لكن الشر هو ماجاءن مله . 


اليم سلا حتى يتاكد النان. أن | ب سبحانه وتعالى وى ل 

مقتضيات ومقاييس علم العباد » إنما تجرى الحكم على مفتضى ومقايين وعلم رب 

العياد . ولننظر إلى عارواة لمق مثلا للناس على ذلك : 

وَإدْ قل مومى لفئكه لامح حَيع بم يمع البحرَينٍ أو المضئ حَمْبًا ج. فنا 
نايمع يديا يا حوتهمًا كَأنحْدَ سَببله, فى الْبَخر سربا جع قلا جاورا قل 
لفل + اتنا عَدَآةنَا َه لَِينَا من سَفْرِنَا هلدا صب , ل رديت إذ أ بآ 
إل الصخْرة ال يبت اموت وآ ني إلا ليطي أن أذ زم اند 
سَيله. فى لب 4 نبَحْرِ تباي 6 ل كما كناخ اداع + مره قَصَصًا وج )ه 

(سررة الكهفا) 


إن موسى عليه السلام يسير مع فتاه إلى مجمع البحرين . ويقال : إنه ملتفى 
بحرين فى جهة المشرق . وكان معهما طعام هو حوت مملوح يأكلان منه لكن السفر 
والمشقة أنساهما الحوت وانطلق الحوت بآية من آيات الله إلى البحر ؛ وعندها وصل 
موسى إلى مجمع البحرين طلب من فتاه أن يأ بالطعام بعد طول التعب . لكن الفتى 
يقول لموسى : إنه نسى الحوت ١‏ ول ينسه إياه إلا الشيطان . وإن الحوت اتخذ طريقه 
إلى البحر. فقال مومى : إن هذا ما كنا نطلبه علامة عل وصولنا إلى غابثنا وهى 
مجمع البحرين . . أى أمر الحوت وفقده هو الذى نطلب . فإن الرجل الدى جثنا من 
أجله هناك فى .هذا المكان . وارتد موسى والغلام على آثارهما مرة أخرى . 





اال 
حصبحص تح مبموصحوحصحص وحص ص بحص بحو ا © 
فما الذى يحدث ؟ يلتقى موسى عليه السلام بالعبد الصالح الخضر » وهو ولى 
من أولياء الله ء علمه الله العلم الربانى الذى يهبه الله لعباده المتقين كثمرة للإخلاص 
والتقوى . ويطلب موسى عليه السلام من العبد الرباني سيدنا الخضر عليه السلام أن 
يتعلم منه بعض الرشيد . لكن العبد الربانى الذى وهبه الله من العلم ما يفسوق 
استيعاب القدرة البشرية يقول لموسى عليه السلام : 
طقال إِنْكَ أن تَسْتطيعَ مَعى صَبْرًا 69 وَكَيْف تصبر عَلَى مَا لم نحط به 
خا هه 4 
( سورة الكهف ) 
لقد كان موسى على علم سابق بأن ضياع الحوت هو مسألة فى ظاهرها شر لكن 
فى باطنها خير ؛ لأن ذلك هو السبيل والعلامة التى يعرف بها موسى. كيف يلتقى 
بالعبد الصالح . ويستمر السياق نفسه فى قصة موسى والعبد الصالح » قصة ظاهرها 
الشر وباطئها الخسير سواء فى قصة السفينة التى خرقها أو الغلام الذى قتله » أو 
الجدار الذى أقامه . 
لقد كان علم العبد الصالح علما ربانيآ ؛ لذلك أراد موسى أن يتعلم بعضاً من 
هذا العلم لكن العبد الصالح ينيه موسى عليه السلام أن ما قد يراه هو قوق طاقة 
الضبر ؛ لآن الذى قد يراه موسى من أفعال إنما قد يرى فيها شرا ظاهراً ٠‏ لكن فى 
باطنها كل الخير . 
وقبل موسى عليه السلام أن يقف موقف المتعلم بأدب مع العالم الذى وهبه الله 
الغلم الربانى . ويشترط العسبد الربانى على مؤسى آلا يسأل إلا بعد أن يحدثه العبد 
الربانى عن الاسباب . ويلتقى موسى والعيد الربانى بسفيئة فيصعدان عليها ٠‏ 
ويخرق العبد الربانى السفينة ٠‏ فيقول موسى : 
د أْحْرقَْها لتَغرق أهلها قد جنت شيئا إمرا 69 4 
١‏ ( سورة الكهف )© 
قيرد العبد الصالح : 





مولائ. ع مم يوي صم سام وم 
أفل إنك أن تستطيع مبى صَيرا 0 © 
( سورة الكهف ) 
ويتذكر موسى أنه وعد العبد الصالح بالصبر. لكن ما الذى يفعله موسى وقد 
وجد العبد الصالح يخرق سفينة تحملهم فى البحر ؟ إنه أمر شاق على النفس . لذلك 


يفول موسى : 
عدفقم باو لام ع« عىمة هو ا عله ير 
9 مَل لانمططن يما يبت ولا تعفن من أرى عُنرًا هه 4 


( سورة إلكهف ) 
إن موسى يعود إلى وعده للعبد الصالح . ويطلب منه فقط ألا يكلفه بأمور تفوق 
قدرته . وينطلق العبد الصنالح ومعه موسى عليه السلام ٠‏ فيجد العبد الصالح غلاما 
فيقتله ٠.‏ فيقول موسق : 
امي م مو لا درةء” مه امع مم عمد مه 
«أقكَ نَفا يتيس لمَذ يحنت خَبْها لك » 


(من الآية 4لا سورة الكهف) 

ويُذكر العبد الصالح موسى أنه لن يستطيع الصبر معه . ويعتذر موسبى عما 

لا يعلم . وير العبد الصالح ومعه موسى بقرية فطلبا من أهل القرية الضيافة ٠‏ لكن 

أهل القرية يرفضون الضيافة . ويجد العبد الصالح جدارا مائلا يكاد يسقط فييدا فى 
بنائه ٠‏ فيقول مومى : 


سم اوم مةعءو ع معء أعور 
«# لوست لَتْحَذْتَ عََيْه بحرا » 
(من الآبة لالا سورة الكهف ) 


ويكون الفراق بين العبد الصالح وموسى . ويخبر العبد الصالح مومى بما لم يعلمه 
ولى يصير عليه . إن خرق السفينة كان لإنقاذ أصحاببا من اغتصابها منهم ؛ لأن هناك 
ملكا كان يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا » فأراد أن يغيبها ليتركها الملك لمؤلاء 
المساكين . 


للتسييللل تت ل ااي 


حمحهه ‏ ووجح 52525 22500 ووه 

وقتل الغلام كان ربصمة بأبويه امؤمنين » كان هذا الاب سكليه نبا الأقياك 
والكفر » وأزاد إلله أن يبدله خيراً فنه. , : 

وآن التدار الذئ أقامه كان فوق كنز + وكان ليتيمين من هذه القرية وكان والد 
الغلامين صَالحا ...لذلك كان لابد من إعادة بناء الجدار حتى يبلغ الغلامان أشدهما 
ويستخرجا الكنز ويقول العيد الصالح عن كل هذه الاعمال : 

واقرأ قول الله سببحانه وتعالى : 

ونا فض أن ذلك أرما فم ع عله راق » 

( سورة الكهف ) 

إن العبد الصالح لا ينسب هذا العمل الربائى لنفسه + ولكن ينسبه إلى الخالق 
الذى علمه . إذن فالحق يطلق بعضاً من فضايا الكون حتى لا يظن الإنسان أن الخير 
دائماً فسيما يحب » وأن الشر فيما يكره ». ولذلك يقول سبحانه  :‏ وعسى أن 
تكرهوا شيئاً وهو خخبر لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم 4 فإن كان القتال كرها 
لكم ؛ فلعل فيه خيراً لكم . ومناسبة ذكر الكْره نوضح أن هناك « كَره » و« كُره * . 
إن ١‏ الكرَهْ » بفتح الكاف : هو الشىء المكروه الذى تُحمل وتْكْره على فعله ؛ أما 
الكره ؛ بضم الكاف فهو الشىء الشاق . 

وقد يكون الشىء مكروهاً وهو غير شاق ؛ وقد يكون شاقآ ولكن غير مكروه . 
والحق يقول : « كتب عليكم القتال وهو كره لكم ؛ . ولنلاحظ أن الحق دائمآً حيئما 
يشرع فهو يقول : ١‏ كتب » ولا يقول : : كَنِبت ؛ ذلك حتى نفهم أن الله لن يشرع 
إلا لمن آمن به 4 فهو سبحخائة لم يكتب غلى الكافر أى تكاليف: : وهل يكون من 
المنطقى أن يكلف الله مَنْ آمن به ويترك الكافر بلا تكليف ؟ 

نعم ء إنه أمر منطقى ؛ لأن التكليف خصير ء وقد ينظر بسعضي الئاس إلى 
التكليف من زاوية أنه مقيّد ٠‏ نقول لهم : لو كان التكليف الإيمانى يقيد لكلف الله 
به الكافر ؛ ولكن الله لا يكلف إلا من يحبه ٠‏ إنه سبحانه لا يأمر إلا بالخير ٠‏ ثم إن 
الله لا يكلف إلا مَنْ آمن يه ؛ لأن العبد المؤمن مع ربه فى عقد الإيمان . 


225-14-2 2+4 و6 بتو بوجج مجه 


إذن فالله حين يقول : «كتب»ء فمعنى ذلك أنه سبحانه يقصد أنه لم يقتحم على 
أحد حركة اخختياره الموهوبة له . والله سبحانه وتعالى قد ترك للئاس حرية الاختيار فى 
أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا . ومن آمن عن اختيار وطواعية فقد دخخل مع الله فى عقد , 
إيمان : وبمقتضى هذا العقد كتب الله عليه التكاليف . ومن هذه التكاليف القتال » 
فقال سبحاته : وكتب عليكم. القثال» . 


وقوله : « عليكم » يعنى أن القتال ساعة يكتب لا يبدو من ظاهر أمره إلا المشقة » 
فجاءت « عليكم ؛ لتناسب الأمر . وبمد انتهاء القتال إذا انتصرنا فنحن ناخذ 
/ الغنائم 3 وإذا انبزمنا واستشهدنا فلنا الحئة 5 


ويعبر الحق عن ظاهر الأمر فى القتال فيقول عنه : ه وهو كره لكم وعسبى أن 

تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ه . إنها قضية عامة كما 
قلنا . لذلك فعلينا أن نرد الأمر إلى من يعلمه . ٠‏ والله يعلم وأنتم لا تعلمون » فكل 
أمر علينا أن نرده إلى حكمة الله الذى أجراه ؛ لأنه هو الذئى يعلم'. 


وهناك قصة من التراث الإنسان غك لبية زخل من المين.ء وكان الرجل, 
يملك مكانا متسعا وفية خيل كثيرة . وكان من ضمن الخيل حصان يجيه . وحدث أن 
هام ذلك الخصان فى المراعى ولم يعد . فحرّن عليه » فجاء التاس ليعزوه فى فقد 
الحضان » فابتسم وقال هم : ومن أدراكم أن ذلك شر لتعزونى فيه ؟ 


وبعد مدة فوجىء الرجل بالجواد ومعه قطيع من الجياد يجره تخلفه . فليا رأى 
الناس ذلك جاءوا ليهنثوه » فقال لهم : وما أدراكم أن ذلك خير. فسكت الناس 
عن التهنئة . وبعد ذلك جاء ابئه ليركب الحواد فانطلق به . وسقط الولد من فوق 
الحصان فانكسرت ساقه . فجاء الناس مرة أخرى ليواسوا الرجل فقال لهم : ومن 


وبعد ذلك قامت حرب فجمعت الحكومة كل شباب البلدة ليقاتلوا العدر. 
وتركوا هذا الابن ؛ لان ساقة مكسورة ء فجاءوا يهنثونه . فقال هم : ومن أدراكم 





صمحصص بيحصصححوتحوص حوصت نا 
أن ذلك خير ؟ فعلينا ألا نأخذ كل قضية بظاهرها . إن كانت خيرا 
أو شرا ؛ ولكن علينا أن ناخذ كل قضية من قضايا الحياة فى ضوء 
قول الحق : 
لكَيْلا تَأوا علئ ما فاتكم ولا تَفرحوا بما آناكم 4 
(من الآية 7 سورة الحديد) 


والحق هو القائل :« والله يعلم وأنتم لا تعلمون » . ولله المثل 
الأعلى . سبق لنا أن ضربنا المثل من قبل بالرجل الحنؤن الذى يحب 
ولذه الوحيد ويرجى بقاءة فى الدنيا : لذلك عندما يمرض الابن فالاب 
يعطيه الدواء المر . وساعة يعطيه الجرعة فالابن يكره الدواء ولكنه خير 
له . بعد ذلك يتحدث الحق سبخانه وتعالى عن سؤال آخر يقول فيه : 


2 


جف يسََلُوتَتَحَ نهر 


2 


ع مر 2 لمن 


لْسَرَامِقتَالِ فيه لّقِسَالفِهِ موي ِ 


7 


وَكُفْربو وَاَلْمَسْجِد الْحرَاوِوِ 1 حَرَاج أَهلِو ونه كير 


مده 1 ء مو رمءويء قار ده وي 


عِنْدَ أله وَأَلْفِتَنَة أكار. كيرمن لعتل ولادرالون ياد 
عع د مطل ل عرض ورا جاعهد مدع . 
رثاو دعن دبيِكم إن استطلعوأوص يرد ذ 
51 
02 سدع سات ات ١‏ 2 
كمعن ينو يمت وَهوََا داك حيطت 
5 0 7 2 عط 


أَعَملهُم ف الداوا لخر د َأوْكَقِكَآسْحَبُألنًا ثَارٍ 
هُمْ فهَاحَديِدُوت # 





داز 
ا اليل صمح صمح حمحصو مححمححصمحه 
والسؤال هنا لين عن الشهر الحرام ؛ لأنه كان معروفا عندهم من أيام الجاهلية ٠‏ 
ولكن السؤال عن القتال فى الشهر الحرام . فىم| جدوى السؤالٍ إذن ؟ إنه سؤال 
استفزازى . والمسنألة هأ قضة توتعزقة زد اللمية الى حدر هرا وقد جعل الله 
فيها أربعة أشهر حرم : شهر واحد فرد وهو رجب . وثلاثة سرد ء وهى ذو القعدة 
وذو الحجة . والمحرم . ومعنى أشهر حرم أى أن القتال محرم فيها , 


لقد علم الله كبرياء الخلق على الخلق . لذلك جعل الله لخلقه سائرا يحمى 
كبرياءهم . ومن هذه السئن التى سنها ألله هى حرمة القتال فى الأشهر الحرم » 
والأماكن الحرم ٠‏ فيجوز أن الحرب تضر المحارب . لكن كبرياءه أمام عدوه يمنعه من 
وقف القتال . فيستمر فى الخرب مهما كان الثمن . فيأق الحق سبحانه وتعالى ويقول 
لنمتحاريين : ارفعوا أيديكم فى هذء الشهور لأنى حرمت فيها القتال . وربما كان 
المحاربوك أنفسهم يتمنون من أعياقهم أن يتدخل أعحك ليوقف الخرب 5 ولكن 
كرياءهم يمنعهم من التراجع . وعندما يتدخل حكم السماء سيجد كل من الطرفين 
حجة ليتراجع مع حفاظه عل ماء الوجه . وكدذلك جعل الله أماكن محرمة . يحرم فيها 
القتال حتى “يقول الناس إن الله هو الذى حرمها. وتكون لهم ستاراً يحمى 
كبرياءهم . 


إذن فالحق سبحاتة وتعالي الذى.خجلن الإنسان أراد أن يصون الإنسنان حتى يحقِن 
الدماء » فإذا ظل الناس ثلاثة اشهر بلا حرب ٠١‏ تم هرا آخر. فتعموا فى هذه 
الفترة بالسلام والراحة والهدوء . فربما يالفون السلام ٠‏ ولا يفكرون فى الحرب مرة 
أخرى . لكن لواستمرت الحرب بلا توقف لظل سعْار الحرب فى تفوسهم . وهذه 
هى ميزة الأشهر الحرم . 


والأشهر الخرم حُرُمٌ فى الزمان والمكان + الآن الزمان والمكان هما ظرف الأحداث . 


3 حدثك ت 0 زمانا ومكانا , وعندما يحرم الزمان ويحرم المكاث نفكل من طرق 


إن الحق سبحانه وتعالمى يعرض هنا قضية أراد بها خصوم الإسلام من كفار فريش 





0 
مص مص جهن ج٠0‏ + +2 4 6 


ووو ا سرام في انا رسلا سل سي سطع يرسل بعضن السرايا 
للاستطلاع , والسرية هى عدد محدود من المقائلين ؛ . فجاء رسول الله صلى الله عليه 
وسلم ٠‏ وأرسل سرية على رأسها عبدالله بن جحش الأسدى ابن عمة رسول الله صلق 
الله عليه وسلم . وأرسل معه ثيانية أفراد ؛ وجعله أميرا عليهم , وأعطاه كتابا وأمره 
ألا يفتحه إلا بعد مسيرة يوفين . وذلك حتى لا يعلم أحد أين تذهب السرية » ٠‏ وق 
ذلك احتياط فى إخفاء الخير . 


فليا سارت السرية ليلتين فتح عبدالله الكتاب وقرأه فإذا به : اذهب إلى « بطن 
نخلة ه وهو مكان بين مكة والطائف واستطلع عيرقريش , ولا تُكره أحدا بمن معك 
على أن يسير مرغيا . بمعنى أن يكون لكل فرد فى السرية حرية الحركة . فمن يفضل 
عدم السير فى السرية فله هذا الحق . 


وبين هم فى الطريق ضل بعير لسعد بن أبى وقاص وعقبة بن غَرُوانَ . وذهبا 
يبحثان عن البغير ٠‏ وبقى سته مقائلن مع عبدالله ٠.‏ وذهب الستة إلى د بطن نخلة » 
فوجدوا" ه عمرو بن الحضرمى » عه “لاله “عل عير القريفن + فدخلوا معهم ىق 
معركة . وكان هذا اليوم فى ظنهم هو آخر جمادى الآخرة . لكن تبين لهم فيا بعد أنه 
أول رجب أى أنه أحد أيام شهر حرام . 


وقتل المسلمون ابن الحضرمن . قتله واقد بن عبدالله من أصحاب عبدالله 
ابن جحش . وأسروا اثنين ممن معه . وفر واحد . فليا حدث هذ! . وتبين لهم أنهم 
فعلوا ذلك فى أول رجب . عند ذلك اعتيروا أن قتالهم وغنائمهم مخالفة لحرمة شهر 


. 


:وثارت المسألة أخذا وردًا بين المسلمين قبل أن تتحدث فيها فريش حيث قالوا : 
إن محمداً يدعى أنه يحترم المقدسات ويحترم الأشهر الحرم . ومع ذلك قاتل فى الاشهر 
الحرم . وسفك دمناء وأنخذ أموالنا . وأسر الرجال . فامتنع رسول الله صلى الله 
عليه وسلم عن الغنائم والاسرى حتى 505 الله فى القضية فنزل حكم السماء فى 
القضية بهذا القول الحكيم : 





ةانق 
6 1 حو 02+2٠‏ جوج ص وج صوص 2 

« يُسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل فال فيه كبير وص عن سبي 
الله وكفر به والمسجد ٠‏ الحرام وإخراج هله منه أخبر عند الله والفتة أكبر 

من الْقحَل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يرذوكم عن ديبكم إن استطاعوا ومن 
اي سك من حيد قيست ور تافر فلإفاك حبنت ماهم في الال 
والآخرة وأولتك أصحَاب الثار هم فيها خالدون 09 » 

(شورة البقرةً) 

نحن مُسلّمون أن القتال فى الشهر الحرام آمر كبير ٠‏ ولكن 
انظروا يا كفار قريش إلى ما صنعتم مع عبادنا وقارنوا بين كير هذا 
وكبر ذاك .. انتم .تقولون. : إن القتال فى الشهر الحرام مسالة كبيرة : 
ولكن صدكم عن سبيل الله وكفركم به ٠‏ ومنعكم المسلمين من المسجد 
الحرام ٠‏ وإخراج أهل مكة منها أكبر عند الله من القتال فى الشهر 
الحرام ٠‏ فلا تفعلوا ما هو أكبر من القتال فى الشهر الحرام ؛ ثم 
تاكدكم القيرة على الموهات : 

فكان الحق أراد أن يضع قضية واضحة هى : لا تأخذوا من 
جزئيات التدين أشياء وتتدحصنوا فيها خلف كلمة حق وأنتم تريدون 
الباطل فالواقع يعرض الأشياء . ونحن نقول : نعم إن القثنال فى 
الشهر الحرام كبير . ولكن يا كفار قريش اعلموا أن فتنة المؤمنين فى 
دينهم وصدهم عن طريق الله ؛: وكفركم به سبحاته . وإهداركم 
حرمة ألبيت الحرام بما تصنعون فيه من عبادة غير الله » وإخراجكم 
أهله منه . إن هذه الامور الآثمة هى عند الله أكبر جرها وأشد إثما من 
القتال فى الاشهر الحرم لاسترداد المسلمين بعض حقهم لديكم . 

ولهذا يرد الحق سهام المشركين فى نحورهم «٠‏ ولا يزالون 
يقناظوتكم حلتتى«يمو شيعن ملتكم إن اس كلا عسوا ا اياكم . 
تعتقدوا أنهم سيحترمون الشهر. الحرام ولا المكان الحرام 
« ولا يزالون يقالونكم » أى وسيصرون ؛ ويداومون على 0 


سج سس سج سس سس سم ص سمج سك 


57000 1 
66 11 222000390909254 52٠6 


«وحتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا » . 


وتأمل قوله : «إن استطاعوا» إن معناها تحدٍ لهم بأنهم لن يستطيعوا أبدا 
ف و إن » تأتى دائها فى الأمر المشكوك فيه . ويتبع الحق « ومن يرتدد منكم عن دينه 
فيمت وهو كافر فأولئك .حبطت أعياهم فى الدنيا والآخزة وأولئثك أصحاب النار هم 
فيها خالدون » سيظلون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا . ثم يختم 
الحق الآية بقضية يقول فيها : « ومن يرتدد منكم عن دينه » هذه الآية يقابلها آية 
أخرى يقول الحق فيها : 

يخل الإ ل بط مم الآيرة يكير 4 

ومن الآية ه سوزة الماثئدة » 

وإذا قارنًا بين الأيتين نجد أن الآية التى نحن بصدد خراطرنا عنها قد ورد فيها 
قوله : : فيمت وهو كافر » وى سورة المائدة لم يرد هذا وإنما ورد قوله : « ومن يكفر 
بالإيمان فقد حبط عله » وقد اختلف العلياء فى المسألة اختلافات حميلة , ولكنهم 
اتفقوا ألا على أن أئ إنسان يرتد عن الإسلام ثم يموت مرتداً فقد حبطت أعماله . 
ولكن اختلافهم تركز فيا لو رجع وآمن مرة ثانية » أى لم يمت وهو كافر . بل زجع 


وللإمام الشافعى رأى يقول : إن الذى يرتد عن الدين تحبط أعماله إن مات عللى 
الكفر . أما إن عاد وأسلم مرة أخرى فإن أعماله التى كانت قبل الارتداد تكون 
محسوبة له . والإمام أبو حتيفة له رأى مختلف فهو يقول : لا . إن آية سورة المائدة 
ليس فيها « فيمت وهو كافر » وعليه فإننا نُجملها على آية سورة البقرة التى ذكر فيها 
ذلك من باب حمل المطلق على المقيد . وعلى ذلك فالذى يكفر بعد إيانه عمله ممبط 
سواء رجع إلى الإيمان بعد ذلك أو لم يرجع . فلا يحتسب له عمل . 

'أين موضوع الخلاف إذن ؟. هب أن إنساناً آمن وأدى فريضة الحج ثم لا قدر الله 


كفر وارتد ء ثم رجع فآمن أتظل له الحجة التى قام بها قبل الكفر أم تحبط ويطلب منه 
حج جديد ؟ هذه هئ نقطة الخلاف . فالشافعى يرى أنه لا يحبط عمله مادام قد 





فوا 
حستتُْس1ستسصخبيُ“سْسصصْبسخيسبيشبيسييسبيجييجيت 


رَجع إلى الإيمان لأن الله قال : د فيمت وهؤ كافر: فمعنى ذلك أنه إن لم يمت عل 
الكفر فإن عمله لا يجبط . ولكن لا يأخدذ ثوابا على ذلك الحج الذى سبق له أن 
أداه . لقد الثفت الإمام الشافعى رضى الله عنه إلى شىء' قد يغفل غنه كثير من 
النايس . وهو أن الحج ركن من أركان الإسلام . فالذى لا يحج وهو قادر على الحج 
فالل يعاقبه على تقصيره . والذى حج لا يعاقب ويأخذ ثواب فعله , 


فكأن الأعال التى طابها الحق سبحانه وتعالى إن لم تفعلها وكانت فى استطاعتك 
عوقبت . وإن فعلتها يمر عملك بمرحلتين . المرحلة الأولى هى ألا تعاقب . والمرحلة 
الثانية هى أن تناب عل الفعل , فالشافعى قال : إن الشخص إذا فعل فعلا يئاب 
عليه الإنسان . ثم كفر . ثم عاد إلى الإسلام فهو لا يُعاقب . ولكنه لا يئاب . أما 
الإمام أبو حنيفة فقد قال : إنه لا عبرة بعمله الذى سبق الردة مصداقا لقوله تعالى : 
د حبطت أعباهم » اق الطلت..وزالت.. وكانيا م تكن . 


إن القرآن استخدم هنا كلمة وحبط ؛ . وهى تستخدم تعبيراً عن الأمر المحسوس «١‏ 
فيقال : « حبطت الماشية ٠‏ أى أصابها مرض اسمه الحباط . لأنها تأكل لونا من 
الطعام تنتفخ به » وعندما تنتفخ فقد تموت . والنبى عليه الصلاة والسلام دول : 
وإن مم بيت الربيع ما يقئل حبطا أو يلم ,)2 , 


إنه صل الله عليه وسلم يحذرنا من أن الخير قد يندس فيه شراء. مثلما يحدث فى 
الربيع الذى ينبت فيه من النبات الذى يعجب الماشية فتأكله فياتيها مرض 
٠‏ الحباط ه. فتنتفخ ثم تموتاء أو « يلم » أى توشك أن تموت . وكذلك الأعيال 
التى فعلها الكفار تصبح ظاهرة مثل انتفاخ البطن . وكل هذه العمليات الباطلة 
ستحبط كى) تحبط الماشية التى أكلت هذا اللون من الخضر . ثم انتفخت فيظن 
المشاهد لها أنها سمنة ؛ وبعد ذلك يفاجاأ بانه مزرض . لقد أعطانا الله من هذا القول 
المعنى المحسوس لتشابه الصورتين ؛ فالماشية عندما تحبط تبدو وكأنها نمت وسمنت ١‏ 
لكنه نمو غير طبيعى إنه ليس شحباً أو لحا . لكنه ورم . كذلك عمل الذين كفروا + 
عمل حابط . وإن بدا أنهم قد قاموا بأعيال ضخمة فى ظاهرها أنها طيبة وحسنة . 





)١(‏ رواء البخارى والترمذى وابن ماجه 





2 الوعرع 
ممص حص مج وجججح2 2224© برااة 


ويقول بعض الناس : وهل يُعقل أن الكفار الذين صنعوا إنجازات قد استفادت 
منها البشرية » هل من المعقول أن تصير أعالهم إلى هذا المصير؟. لقد اكتشفوا 
علاجا لأمراض مستعصية وخففوا آلام الناس . وصنعوا الآلات المريحة والنافعة , 
ونقول 'لاصحاب مثل هذا الرأى : مهلا . فهناك قضية يجب أن نتفق عليها وهى أن 
الذى يعمل عملا ؛ فهو يطلب الأجر ممن عمل له . فهل كان هؤلاء يعملون وفى 
باهم الله أم فى بالهم الإنسانية والمجد والشهرة ؟. لقد أعطتهم الإنسانية المجد 
والشهرة . وماداموا قد نالوا هذا الأجر فى الدنيا فليس هم أن يتتظروا أجراً فى 
الآخرة . لذلك يقول الحق : 


2 2 ملس ير 


2 مره ملعمو قوم . 
0 وَالدين كفروا] تله كسراب يقيعة يحسسبه 
ع قعو ع عاد 07 2 9 عن عق عه 
يده شيعا ووجد أله عدم 0 وَألَهمَرِيِمٌ امساب رج # 


يتسبه الطَمعَان م]ة حنج إذَا جام ل 


رسررة الور ) 
إن الكافر يظن أن أعياله صالحة نافعة لكنها فى الآخرة كاراب الذى يراه 
الإنسانه فى الصحراء فيظنه ماء . ويجد نفسه فى الآخرة أمام لحظة الحساب فيوفيه الله 
حسابه بالعقاب . وليى هم من جزاء إلا النار. وينطبق عليهم ما ينطبق على كل 
الكافرين بالله . وهو «و أولئك أصحاب البار هم فيها خالدون : . 


هذ! وإن الحق سبحانه وتعالى يوضح حقيقة الأمر للمؤمنين به وبرسوله صلى الله 
عليه وسلم حتى يعطيهم مناعة إيمانية ضد آمال الكافرين فى الإضرار بالمؤمنين » 
فيعلمنا أنهم لن يدخروا وسعا حتى يردوكم عن دينكم + لان منهج الله دائا لا يخيف ٠‏ 
إلا المبطلين + فالإنسان السوى الذى يريد أن يعايش العالم في سلام ويأخخذ من الخير 
على قدر خركته فى الوجود لا ترهقه سيادة مبادىء الإسلام ٠‏ إنما ترهق فبادىء 
الإسلام هؤلاء الذين يريدون أن يسرقوا عرق وكدّ غيرهم وهم يبذلون كل الجهد 
ويستخدمون كافة الأساليب التى تصرف المسلمين عن دينهم . ولكن هل يمكنهم الله 
من ذلك ؟ لا ؛ فلا يزال هناك أمل فى الخير إن تمسكت أمة الإسلام بالمنبج الحق .. 


إنه سبحانه يعطى المناعة للمؤمنين . والمناعة ‏ كيا نعرف . هى أن تنقل للسليم 





1١: 2‏ +042242524502 فحص ص نه 
ميكروبب المرض بعد إضعافه . ويذلك تأخذ أجهزة جسمه فرصة لآن تنتصر على هذا ٠‏ 
الميكروب ؛ لذلك قال الحق : « ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك 
حبطت أعرالهم ؛ . إن الخخلاف الجوهرى بين المؤمن والكافر . هو أن المؤمن إنما يعمل 
العمل الصالح وفى نيته أن المكاقء هو الله . وهو يتجه بنية خالصة فى كل عمل . 
ويأخذ بأسباب الله فى العلم ليتتفع به غيره من الناس + فتكون الفائدة عميمة 
وعظيمة ٠‏ وعلى المؤمن أن يكون سباقا إلى الاكتشاف والاختراع ونهضة العام 
المسلم . وأن يكون المؤمن العالم منارة نشع بضوء الإيمان أمام الناس . لا أن يترك 
غيره من الكافرين يصلون إلى المكتشفات العلمية وهو متواكل كسلان . 


إن على المؤمن أن يأخذ بأسباب الله فى الحياة ؛ لأن الإسلام هو دين ودنيا . وهو 
دين العلم والتقدم ء ويضمن لمن يعمل بمتبجه سعادة الدنيا وسعادة الآخرة وإذا 
كان المؤمن يستمتع بإنتاج يصنعه الكافر قليعلم أن الكافر إنما أخذ أجره مُسخرا ممن 
عمل له . أما المؤمن فحين يتفوق فى الصناعة والزراعة والعلم والاكتشاف فهو يأخذ 
الاجر فى الدنيا وق الآخرة ؛ لأن الذى يعطى هنا هو الله . 

أما عمل الكافر فهو عمل من مسخر كالمطايا وكالجاد والثبات والحيوان المسخرة 
لخدمة الإنسان . وإذا كان الله قد ميز المؤمن على الكافر بالأجر فى الدنيا وحسن* 


الثواب فى. الآخرة . آلا يليق بالمؤمن أن يسبق الكافر فى تنمية المجتمع الإسلامى ٠‏ 
وأن يكون بعمله منارة هذاية لمن حوله ؟! ويقول الحق من بعد ذلك : 


إ لدت ءَاممْوأوَالرِسِنَ مَاجرُوأ جَهَدُوأ 
. ص ص جه صمراهس -- 
فْسسِب لٍأنْهأولِيكَ يود يحمت لله 

مهو + د+عديه فر 
وَأَلهعَمُورُ بصم 7) +له 


إن الآية قد عددت ثلاثة أصناف : الضنف الأول هم الذين.آمنوا . والصنف 





البق 
صبصم ححوحص حو و9 :1-29 
الثاى هم الذين هاجروا . والصنف الثالث هم الذين جاهدوا . إن الذين آمنوا يمان 
خالضاً لوجه الله . وهاجروا لتصرة. الدين » وجاهدوا من أجل أن تعلو كلمة 


الإسلام هؤلاء قد فعلوا كل ذلك وهم يرجون رحمة الله . ولقائل أن يقول : أليست 
الرحمة مسألة متيفنة عندهم ؟ 


'ونقول : ليس للعبد عند الله أمر متيقن ؛ لأنك قد لا يفطن إلى بعض ذنوبك التى 
لم تُحسن_التوبة منباء ولا التوبة عنها عنها . وعليك أن نضع ذلك فى بالث دائياً. وأن 
تتيقن من استحضار نية الإخلاص له فى كل عمل تقوم به ؛ فقد تحدتك نفسك 
بنىء قد يفسد عليك عملك . وكذلك رسول الله ضلى الله عليه وسلم وهو سيد 
الخلق وسيد ال موصولين بربهم يقول : ٠‏ اللهم إى أعوذ بك من علم ٠‏ ينفع وعمل 
لالم بويعك لسع 90 


إن الرسول الكريم وهو سيد المحتسبين فى كل أعماله يعلمنا أن النفس قد تخالط 
صاحبها بشىء يفسد الطاعة . وعللى المسلم أن يغلل فى محل الرجاء . والمؤمن الذى 
يثق فى ربه لا تقول : إن على الله واجبا أن يعمل لى كذا + لآن أصل عبادتك لله سبق 
أن دفع لمنها . وما تناله من بعد ذلك هو فضل من الله عليك ٠‏ مدفوع ثمنها للد 
إيجادا من أمن عدم وإمدادا من عدم . ومدفوع ثمنها بان متعك الله بكل هذه الأشياء ٠‏ 
فلو قارتت بين ما طلبه الله منك على فرض أنك لا تستفيد منه ‏ فقد أقدت ثما قدم 
لك أوّلا . وكل خيير ياتيك من .بعد ذلك هو من فضل الله عليك . والفضل يرجق 
ولا يتيقن ؛: 


وعظمة الحق سبحانه وتعالى فى أنك تدعوه خوفاً وطمعا, . ويقول هذا المثل - ولته 
لل الأعل إن من عظستك أمام والدك انك تمد لك أبأ تحاف منه » وترغب أن 
يحقق لك يَعضاً من أحلامك ٠١‏ ولو اختلت واحدة من الاثنتين لاختلت الأبوة 
اليو 


كذلك عظمة الرب يُرعْبٍ ويُرهب : إن رغبت فيه ولم ترهبه فأنت ناقص 


)١(‏ رواه احمد والحاكم وابن حبان عن آلنى 





1 وج5 +0269 جص فج وصوحصبحه 


الإيمان » وإن رهبت وم ترغب فإيمانك ناقص أيضاً . لذلك لابد من تلازم 

الاثنتين : الرهبة والرغبة . ولو تبصر الإنسان ماافرضه الله عليه من تكاليف إيمانية 

لوجد أنه يفيد من هذه التكاليف أضعافاً مضاعفة شعي ا ريدم 
هو الفضل . وهو الزيادة . وكل رزق للإنسان إنما هو محض الفضل . 

الفضل يُرجى ولا يُتيقن . 


وهاهو ذا الحق يقول : 
ع 
أذعوأ د را ل هر لبجب الْمعدينَ وه ولام م أفى الأرض بَعْدٌ 


ع 
»# # م2 مممع دو وموم > جسم 2 


إصللحها وأدعوه موقا وطمعا إن رحمت ألله قريب من ألْمخسنِينٌ جه © 
(سورة الاعراف ) 
إن الدنيا كلها مسكرة نحت قهر الرحمن ومشيئته وتسخيره . وله تمام التصرف ىق 
كل الكائنات وهو الخالق البديع ٠‏ لذلك فليدع الإنسان الله بخشوع وخضوع ف 
السر والعلانية , والحق لاحب من يعتدى بالقول أو الرياء 0 الايذاء . 


إن الإيمان يجب أن يكون خالصا لله . فلا يفسد الانسان الأرض بالشرك أو 
المعصية ؛ لأن الحق قد وضع المنبج الحق لصلاح الدنيا وهو القرآن . ورسالة رسول 
ألله صل الله علية وسلم . ورحمة الله قريبة من المطيعين للحق جل وعلا . 


إن عظمة الرب فى أنه يُرغب ويُرهب ؛ إن رغبت فيه ولم ترهبه فعملك غير 
مقبول ؛ وإن رهبته وم ترعب فعملك غير مقبول . إن الرغب والرهب مطلوبان 
مغاء لذلك فالمؤمن المجاهد فى سبيل الله يرجو رحمة الله . 


والحق يقول : : أولئك يرجون رحمة الله » » ما هى الرحمة ؟ الرحمة ألا تبتلى بالألم 
من أول الأمر ء والحق سبحاته وتعالى يقول : 
لم8 00 
وين القن ملهوشفة ورخة المؤرين # ٠‏ 
(هن الآية 1م سورة الإسراء)* 


بسب مملسسسيبيب بي سس ييح ب بصب بلبحلبدبدبد س2 


ايز 
حهووه :010720900900202 


الشفاء هو أن تكون مصابا بداء وييرثك الله منه . لكن الرحمة . ععى ألا يأتى الداء 
أصل « والله غفور رحيم » . 


والله سبحانه وتعالى يعلم عن عباده أن أحدا منهم قد لا يبرأ من أن يكون له 
ذنب . فلو حاسينا بالمعايير المضبوطة تماما فلسوف يتعب الإنان مناء ولذلك أحب 
أن أقول ‏ دائما ‏ مع إخوانى هذا الدعاء : « اللهم بالفضل لا بالعدل وبالإحسان 
لا بالميزان وبالجبر لا الاب :. أى عاملنا بالفضل لا بالعدل . وبإحسانك 
لا باميزان + لآن الميزان يتعبنا .. 


ولقد علمنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن دخول الجنة لا يكون بالأعيال 
وحده.ا . ولكن بفضل الله ورحمته ومغفرته . إن الرسول الكريم يقول : 


ولن يدخل أحدكم الحنة بعمله . فقألوا : ولا أنت يارسول الله . قال : ولا أنا 
حتى يتغمدنى الله برحته 000 , 


إذن فالمؤمن يرجو الله ولا يشترط على الله . إن المؤمن ينجه بعمله خالصا لله يرجو 
التفبل والمغفرة والرحمة . وكل ذلك من فضل الله . وياق الحق للؤال آخخر : 


له ينوك عرب الْكَمْرٍ وَالْمَنِيسِقلْ سام 


م - 5000 عَرمن 2 سّ 


2 2 معسا مل 17 


وَسَعَلُوبَلكَ مادا نَقِعُونَ كل المعو دكين 
كلاد تاك تتتؤرة © 4ه 


١ع‏ رواء أحمد والبخارى وملم واليهقى 





0 
جه 1 96٠652992‏ 220 +2212 
والخمر ‏ كا نعرف ‏ مأخوذة من السترء ويقال : « دخل فلان فى خمرة » أى فى 
أيكة من الاشجار ملتفة فاختب فيها . وه الخار » هو القناع الذى ترتديه المسلمة لستر 
رأسها . وهو مأخوذ أيضا من نفس المادة . وه خامره الأمر» أى خالطه . وكل هذه 
المعانى مأخوذة من عملية الستر. ود لجز » مأخوذ من اليسر ؛ لأنه يظهر للناس 
بمكاسب يسيرة بلا تعب . 


الخمر والميسر من الأمور التى كانت معروفة فى التاهلية . والإسلام حين جاء 

ليواجه نظيا جاهلية واجه العقيدة بلا هوادة » وم يجابيها ويواجهها على مراحل بل 

أزاها من أول الأمر » ورقع راية :لا إله إلا الله محمد رسول الله ؛ . ثم جاء الإسلام 

ف 6 التى تعتير من العادات فبدأ يبؤنها ؛ لآن الناس كانت تألفها . لذلك أخذها 

من الرفق واهوادة . وكان هذا من حكمة الشرع . فلم بجعل الأحكام فى أول 

لمر سباي قجرلة تقد يارب مليها اخلل فى لنمد برق الوجود كله ٠‏ وإنغا أخذ 
الأمور بالهوادة ‏ 4 


وإذا كانت الخمرة مأخوذة من الستر . فياذا تستر؟ إنها تستر العقل بدليل أن من 
يتعاطاها يغيب عن وعيه . ولا يريد الله سبحانه وتعالى للإنسانٌ الذى كرمه الله 
بالعقل أن يأتى للشىء الذى كرمه به ويُسَبْر به أمور الخلافة فى الأرض ويستره 
ويغيّبه » لأن من يفعل ذلك فكاأنه رد على الله النعمة التى أكرمه بها » وهذا هو 
الحمق . 


ثم إن كل الذين يتعاطون الخمر يبررون فعلهم بأنهم يريدون أن ينسوا هموم , 
الدئيا ؛ ونسأل هؤلاء : وهل نسيان الهموم يملع مصادذرها ؟ لا . ولذلك فالإسلام 
يطلب منك أن تعيش همومك لتواجهها بجاع عقلك . فإذا كانت هناك هموم 
ومشكلات فالإسلام لا يريد منك أن تنساها . لاء بل لابد أن توظف عقلك فى 
مواجهتها . ومادام المطلوب منك أن تواجه المشكلات بعقلك فلا تأت لمركز إدارة 
الأمور الحياتية وهو العقل؛والذى يعينك على مواجهة المشكلات وتقهره بتغييبه عن 
العمل . 


وهل النسيان بمنع المصائب ؟ إن الذى يمنع المصائب هو أن تحاول بجباع فكرك أن 





ولاق 
9و5 :2 :22-20022033900 2-11 
تجد السبيل للخروج منها » فإذا كان الأمر ليس فى استطاعتك فمن الحمق أن تفكر 
فيه ؛ لأن الله يريد منك أن تريح عفلك فى مثل هذه الأمور , وإن كان الأمر له حل 
وى استطاعتك حله . فانت تحتاج للعقل بكامل قوته . 


والحق سيحانه وتعالى يرشدنا فى هذه القضية بحكمة الحكيم » ويعطينا عطاء 
ونع وسو اعرد أعرود د . إنه ‏ سبحاته ا 
زمن الآية /31 سورة النحل ) 

قنتتها لذكر الله وسكراً 8 مر ليها بلا تغليى ... :وعتدمااقال:: وازرقاً ه وطعد يانه 

: حسنا ؛ . فكان يهب أن نتنبه إلى أن الله يمهد لموقف الإسلام من الخمر ؛ فهو لم 

يصف ٠‏ السكر» بأى وصفا. وجعل للرزق وصفا هو الحسن ؛ فالناس عندما 

٠‏ يستخرجون من هذه الشمرات سكراً . فهم قد أخرجوها عن الرزق الحسن لآق 
هناك فرقا بين أن تأخذ من العنب غذاءٌ وبين أن تخمره قتفسده وتجعله ساترأ للعقل . 


وبعد ذلك فهناك فرق بين تشريع ونصح . فعندما تنصح شسخصا فانت تقول له : سأدلك 
على طريق الخير وأنت حر فى أن تسير فيه أو لا تسير . وعندما تشرع وتضع الحكم . فانت تأمر 
هدا الشخص أو ذاك بأن يفعل الأمر ولاشىء صواء . 


والحق سبحانه وتعالى عندما قال : « يسألونك عن الخمر والميسر هء ذكر لنا 
المفاسد وترك لنا الحكم عليها . قال سبحانه مُبْلقَا ارسوله : « قل فيهما إثم كبير 
ومنافع للناس » ولو لم يقل « ومنافع للناس » لاستغرب الناس وقالوا : نحن نأخيذ 
من الخمر منافع . ونكتسب منها . ونتسى بها همومنا . كانت هذه هى المنافع بالنسبة 
لحم . لكن الحق يوضح أن إثمهما أكبر من نفعهها » أى أن العائد من وراء تعاطيهما 
أقل من الضرر الحادث منها . وهذا تقييم عادل ٠‏ فلم تكن المسألة فد دخلت فى 
.نطاق التحريم . لأنها مازالت فى منطقة النصح والإرشاد . 


وقزل مال تو جوققدي تمن قسن »عمل اناهزا نوها مج الله القداغان 





١:١. ©‏ كعمو :552542220 © 
التدرج فى الحكم أمرأ مطلوباً لأنه سبحانه يعالج أمرا بإلف العادة ٠‏ فيمهد سبحانه 
ليخرجه عن العادة . والعادة شىء يقود إلى الاعتياد ؛ بحيث إذا مر وقت ولم يأت 
ما تعودت علية نفسيئك ودمك يحت لك اصطراب .. وما دانت السألة تقو إلى 
الاعتياد ٠‏ فالافضل أن تسد الباب من أوله وتمنع الاعتياد . 


لقد كانث بداية الحكم فى أمر الخمر أن أحداً من المسلمين شرب الخمر قبل أن 
تحرم ثهائيا » وجاء ليصلى » فقال : 3 قل يا أيها الكافرون أعبد ما تحبدون » 
وبعدها نزل تأديب الحق بقوله : 

( يا يها الذين آمَنوا لا تقربُوا | لعمسلاة وأنئم سكَارَئ حي تَعلَمُوامًا 
تقولوت . .9 » (تعورو الساة) 

وفى ذلك تدريب لمن اعتاد على الخمر آلا يقربها ؛ فالإنسان الذى يضلى 
صدر 'غليه الحكم ألا يقرب الصلاة وهو سكران » فمتى يمتئع إذن ؟ إنه يصحو من 
نومه فلا يقرب الخمر حتى يصلى الصبح . ويقترب الظهر فيستعد للصلاة ٠‏ ثم 
العصر بعد ذلك 03 ويليه المغرب فالعشاء 3 أى لن يصبح عنده وقت ليشرب فى 
الأوقات التى ينتظر فيها الصلاة » إذن فلا تصبح عنده فرصة إلا فى آخر الليل ٠‏ فإذا 
ما جاء الليل يشرب له كأسا ثم يغط فى ثومه . ويكون الوقت الذى امتنع فيه عن 
الخمر أطول من الوقت الذى يتعاطى فيه الخمر . 

ولما بدأ تعودهم على الخمر يتزعزع » حدثت بعض الخلافات والمشكلات التى 
دفعتهم لأن يطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوضح لهم حكماً فاصلاً 
فى الخمر فنزل قوله تعالى : 

كع به ومع امم ممه ا لوق قر م 17707 ك8 

«يا أيها الْذين آمنوا إِنْمَا الخمر واللميسر والأنصاب والأزلام رجس من 
عَمَلٍ الشّيطان فاجعبوه لَعلّكُم تفلحون © إِنمَا يرِيدُ الشْيَطَانْ أن يوقع 
يكم العداوة وَالبَعْصاء فى الْحَمْر وَالْمَيْسر وَيْصدَكُم عن ذكر الله وعن 





طذاتيز 
صصح هوج 22929692 :ذه 
مه 26 4 ” 
سار ة فهل أننم متبونت © 
( سورة المائدة ) 


فقالوا : انتهينا يارب . 


إذن فالحق سبحانه وتعالى أزاد بتحريم الخمر أن يحفظ على الإنسان عقله ؛ لان 
العقل هو مناط التكليف للإنسان . وهو متاط الاختيار بين البدائل . فاراد الحق أن 
يصون للإنسان تلك النعمة . 


إن هدف الدين فى المقام الأول سلامة الضرورات الخمس التى لا يستخنى عنبا 
الإنسان: : سلامة النفس . وسلامة العرض . وسلامة المال ». وسلامة العقل ء 
وسلامة ألدين : وكل التشريعات دور حول سلامة هذه الضرورات اكمس 3 
ولو نظوت إلى هذه الضرورات تهد أن الحفاظ عليها يبدأ من سلامة العقل . فسلامة 
العقل تبعله يفكر فى دينه . وسلامة العقل تجعله يفكر فى حركة الحياة . وسلا 
العقل , تجعله يحتاط لصيانة العرض . 


إذن فالغقل هو أساس العملية التكليفية التى تدور خوفا هذه المسألة » والحق 
سبحانه وتعالى يريد ألا يخمر الإنان عقله بأى شىء مُسكر . حتى لا يحدث عدوان 
على هذه الفرورات الخمس . 


وقد جمع الله فى هذه الآية ألتى نحن بصدد خواطرنا عنها ؛ بين الخمر والميسر » وهو 
جل وعلا بريد أن يحمى غفلة الناس . فلعب الميسر يتمثل فى صورته البسيطة فى 
اثنين بجلسان أمام بعضههما البعض . وكل واحد منبها حريص على أن ياخذ مافى 
جيت الاأعرء قاى آحوة تيقى بين مؤلاء ؟ إن كل معييا خريض عل أن: يجين الآخر 
إلى منزله خخناوئ الجيوب فأى أخوة تكون بين الاثنين ؟ 


ومن العجيب انك ترى الذين يلعبون الميسر فى صورة الاصحاب . ويحرص كل 
منبيا على لقاء الآخر. فأى شخيبة فى هذه الصداقة ؟! 





.1 وجو +522222222455 
ومن العجيب أن يقر كل من الطرفين صاحبه على فعله . يأخذ ماله ويبقى على 
صداقته , والعيجب الأكبر هو التدليس والسرقة بين الذين يتعودون على لعب 
ال سس . ولو لاحظت حياة اهؤلاء الذين يلعبون الميسر ددم ينفقودٍ ويذرون 
بلا:احتياط ولا يتتفعون أبداً بما يصل أيديهم من هال عهما كان كير لاذا ؟ 


لأن المال حين يكتسب بيسر. يصرف مه بلا احتياط ء هذا هو حال من 
يكسب ء أما بالنسبة للخاسر فتجده يعيش فى الحسرة والألم على ما فقد . وتهده فى 
فقر دائم » وربما اضطر إلى التضحية بعرضه وشرفه ؛ إن لم يبع ملابسه . وأعز 
ما يملك . ويحدث كل ذلك يأمانٍ زائفة . .وآمال كاذبة يزينها الشيطان للطرقين ؛ 
الذق كسب والذى خسر . فالذى كسب يتمتى زيادة ما مّعه من مال أكثر وأكثر. 
والذى خسر يأمل أن يسترد ماخسره ويكسب . 


وعلنما,يتمرد الإتشآن:ان؛ يفكب بذونا سرّكة 6 شىء يوق عليه »وياد :أن 

يعيش على الكسب السهل الرخيص . وحين لا يجد من يستغفله ليلعب معه ربما 

سرق أو اختلس . وهذا هو حال الذين يلعبون الميسر ؛ إنبم أصحاب الرذائل فى 

المجتمع .. فهم الذين يرتشون ويسرقون ويعربدون , ولا أخلاق عندهم ولبس لهم 

' صاحب ولا صديق . وبيوتهم منهارة .» وأسرهم مفككة . وعليهم اللعنة حتى فى 
سيكلهم وهندامهم . 


ولذلك'قال الح : ٠‏ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهم| إثم كبير ومنافع للناس 
وإثمهما أكبر من نفعهها ؛ ومادام الإثم أكبر من النفع . فقد رجح جانب الإثم . هذا 
فى العملية الذاتية . أما فى العملية الزمنية فقد قال سبحاته : 


م 2ع اس عم ايم 
« لا تقريوأ الصلزة وأنم سكدرئ » 
( من الأية ”م سورة النساء ) 


وبعد ذلك أنبى ‏ سبحاته ‏ المألة تماما بقوله الحق : 


عي لاا .مامء 


9 يناببا الْينَ 6امنوأ نما حمر وَالْمَيسر والاتصاب و الأزكم رجس من صصٍِ 





حبومحص حص وح وحوح تت وو جووحصص و وح أكأأاه 


ليطن فَاجتبوه لَعْلْكرْ ف فء 2 وت © 4 


( سورة المائدة ) 


ثم تمضى الآية إلى سؤال آخخر هو « ويسألونك ماذا ينفقون قل العفى» إنه السؤال 
نفسه من عمرو بن الجموح وكان الجواب عليه من قبل هو ه قل ما أنفقتم من خير 
فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل 6 وهنا جواب بشكل وصورة 
أخرى دقل العفره والعفو معناه الزيادة وق ذلك يقول الحق ‏ سبحانه وتعالي ‏ : 
0500 0 موء *- عب فده 2 وعقاعب 28 و موّءع# > 
وما أرسَلنا ف كر من نوم إل أحذنا ألا بآلَْاسَآو اضرا لمهم يصَعونَ 
© مَبَدَننَا مَكَانَ اكه الحسَنَة حَهى عمُوأ وتَالو قد مس عابآءنا الضرآء 
اشر فَاخذْئئهم بِعْعَة وَهُم رون © 
١:‏ ( سورة الأعراف ) 
إن الله جلت قدرته ‏ يحذر وينذر لعلى النامن تتذكر وتعتير إنه ‏ سبحانه ‏ لم 
واكك إل قوم فقابلوه بالتكذيب والنكران إلا أخذهم وابتلاهم بالفقر والبؤس 
والمرض والضر لعلهم يتوبون إلى ربهم ويتذلّلون له - سبجانه ‏ ليرفع عنهم ما م 
به0 ثم لما لم يرجعوا ويقلعوا. عما هم فيه من الكفر والعناد اختبرهم وامتحتهم 
بالتعم 0 بالخصب والثراء والعافية والرخاء حى كثروا وزادت أموالهم وخيراتهم ٠‏ 
وقالوا ‏ وهم فى ظل تلك النعم ‏ : إن ما يصيبنا من سراء وضراء وخير وشر إنما هو 
سنة الكون ٠‏ ؤعادة الدهر, فأسلافنا وآباؤنا كان يعترييم مثل ما يصيبنا » ولما أصروا 
على كفرهم باغتهم الله بالعذاب . وانزل بهم العقاب المفاجىء . قلبهم الله بين 
الشدة والرنخخاء 3 وعالجهم بالضر واليسر ء. حتى لا تكون هم حجة على الله وما 
ظهرت خسة طبعهم وأقامرا على باطلهم اخدهم الله أخذ عزيز مقتدر . ولنتامل قوله 
تعالى فى ذلك : 
معده 65ل وبر يي ٍ-- «علامب موي 55س موا مث عع 85 م 
« وَلَقَد أرسَلآإك آم من قيِكَ فأَحَذنهم بالباسآه والضراء لَعلّهم يمصَرَعُونٌ 


« سرس عمو وم سس سن آل ل الإ سس عع لياس عل الى سرع ار 


5 فكوا د جاء هم باسنا تضرعو ولذكن قبت قلوبهم ورين سم الشيطنن 





© 111 وح 242223٠92200+‏ فجت 
اَن جع قلا نوأ تاكن أبوبَمؤٍت وح إذا 
> 5 و عسل سواسي ( سوعلر مي « 4م ع م 
ع ما أونوأ أحذنلهم بغْة فإذَا هم مبلون ج »© 
( سورة الأنعام ) 
أى لم نعجل بعقابهم بل تركاهم فتهادوا فى المعصية حين إذا فرحوا بما أوتوا من 
النعمة والثروة وكثرة العدد . « أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون » أى يانسون من رحمة 
الله أو نادمون متحسرون . ولا ينفعهم الندم خينئذ . فقد فانث الفرصة وصمّعوها 


إن الحق ينزل هذا الأمر كعقاب وبه تكون النقلة صعبة . إنهم يتمادون دبعافيهم 
الحق عقابا صاعقا . كالذى يرفع كائنا فى الفضاء ثم يتركه ليهوى على الأرض ء 
والعفو هنا يمكن أن يكون بمعنى أخبم ازدادوا فى الطغيان . وهناك معنى آنخر للعفو. 
فقد يأق بمعنى الترك : : 

يمء ل معد م6 عرسه الا رعسم" ل 
« قن عل ل من أخيد ئء فَاتبَاعبالمعروف © 
رعن الآية 1108 سورة البفرة » 

أى فمن ترك له أخوه شيئا فلياخذه . إذن فالعفو تارة يكون بمعن, الزيادة » وتارة 
أخرى يكون بمعنى الترك . والحق 'هنا يقول : ٠‏ ويسألونك ماذا ينفقون قل العفوه 
أى أن الإنفاق إنما يكون من الزائد عن الحاجة » فيكون معتى العفو هنا هو الزائد أو 
المتروك ء وهكذا نرى أن الغفو واحد فى كلا الأمرين . فلا تظن أن المعانى 
تتضارب ؛ لأن بها يتحقق المعنى المقصود فى النهاية . فالعفو هو الزيادة . والعفو 
أيضا يؤخذ بمعنى الصفح . 


إذن فالإنفاق من الزائد عن الحاجة يحقق الصفح ويحقق الرثاهية فى المجتمع . 
فالذى يزرع أرضا وينتج ما يكفيه هو وعياله ويزيد ٠‏ فهل يترك ما يزيد عن -حاجته 
ليفسد أم ينفق منه على قريبه أو جاره المحتاج ؟ أيهها أقرب إلى العقل والمنطق ؟ وكان 
ذلك قبل أن يشرع الحق الزكاة بنظامها المعروف . وما سر تبديلها من عفو إلى زكاة ؟ 





40 وا حبحص جح اوم«ح لمح يحل وح 


واس روس بوره وسور نوموصي ا 
لان حركة المتحرك تنفع المتحرك . أراد المتحرك أو لم يرد ؟؛ ولذلك نجد ٠‏ زكاة 
الركاؤ » وهى الزكاة المروضة عل ها يوجد فى. باطن الأرض من ثروات كالمعادن 
النفيسة والبترول وغيرها . لقد جعل الحق نصاب تلك الزكاة عشرين فى الماثئة » أى 
الخمس بين| الذى يحرث الارض ويبذر فيها الحب ويتركها حتى ينزل المطر فتنمو. 
فنصاب الزكاة هو العشر على ما أنتجته زراعته 


واما الذى يزرع على ماء الرى فعليه نصف العشر . والذى يتاجر كل يوم ويتعب 
فيذهب للمنتج يشترى منه . ثم يوفر السلعة على البائع فيشتريها . هذا نقول له : 
عليك اثنان ونصف فى الائة ( 7/55 ) فقط , 


إذن فالزكاة متناسبة مع الحركة والجهد . كان الحق يحمى الحركة الإنسانية من 

حمق التقنين البشرى . إن المتحرك القوى يدفعه الله ليزيد من حركته لعن 
المجتمع ٠‏ وأوكل الله ' للحاكم الذى يتبع م: ميج اللإسلام :أن يأخذ من الأثرياء ما يقي 
به كرامة الفقراء . لاقل الاطلاء يقال الل لبهي ولم ينفقوا غلى الفقراء من 
رزق الله ؛ قالمنيج الحق يحمى المال من فساد الطمع . الع 1 اا 
الحياة مستقيمة وآمنة للناس 5 


فالذى ينفق من ماله على أهله يخيا وهو آمن . وكذلك من ينقق على أهله وتوابعه 
فتزداد دائرة الأمان . وهكذا لقد حمى الله بالزكاة طموح البشر من حمق التفنين من 
البشر . فالمقنن من البشر يأتى للمتحرك أكثر وبزيد عليه الأعباء » نقول'له : إن هذا 
المنحرك إن لم يقصد أن ينفع لخم نيتيم مرق سرف بالرقي هنا 
فالإنسان الذى يملك مالا يُلقى الله خاطرا فى باله ٠‏ فيقول : « ماذا لوبنيت عيارة من 
عشرة أدوار» وفى كل دور لب اق وج كت املد كلاق اهارا موسا 16 
شهر . إن هذا الرجل لم يكن فى باله إلا أن يربح ٠‏ فنتركه يفكر فى الربح ٠‏ وعندما 
نراقب الفائدة التى ستعود على المجتمع منة فسنجد الفائدة تعود على المجتمع من هذا 
العمل . ولنا أن نحسب كم فردا سوف يعمل فى بناء تلك العيارة الجديدة ؟ ابتداء 
من البئائين ومرورا بالنجارين والحخدادين والمبيضين والسباكين وغيرهم . 





هه ١‏ صعوحهح جه :1-0-2902 

إن كل طبقات المجتسمع الفقيرة تكون قد أفادت واستفادت من مال هذا الرجل 
قبل أن يدخل جيبه مليم واحد ؛ لقد ألقى الله فى نفسه خخاطراً ٠‏ فأخرج كل ما فى 
جيبه : وألقاه فى جبوب الآخرين قبل أن توجد له عمارة . وهكذا يحمى الله حركة 
المنحرك لآن حركته ستفيد سواه فصد إلى ذلك أو لم يقصد . 

أما إذا قلنا له : سناخذ عا يزيد على حاجتك قسراً فلا بد أن يقول لنفسه : 
«ساجعل حركتى على قدر حاجتى ولا أزيد إلا قليلاً » . والحق عز وجل لا يريد أن 
يشيع هذا المنطق بين الناس ؛ ولككن يريد لهم أن يتحركوا فى الحياة بالجدية والخلال؛ 
وكلما تكقر حركتهم تقل الزكاة المفروضة عليهم + لآن الحركة لا يستفيد مثها 
صاحبها فقط ولكن يستفيد منها للجتمع ٠‏ فبعضه يسكن ٠‏ وآخر يزرع ٠‏ وثالث 
يعمل . وخير للإنسان أن يأكل من عمل يديه من أن يأكل من صصدقات الناس 
وركاتهم . 

عن المقدام بن معديكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : : ما أكل 
أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ٠‏ وإن نبى الله داود عليه السلام كان 
يأكل من عمل يده 6( . 

ويقول الحق من بعد ذلك : 


5 م رموه سق سرس ول ع ص ع ع رار رحة للء 2 
© فى الد نبا وا لاعجرة وَيسحَلوتَكَعَن الس قل إصلاح يم 


فم + 
سر إل مم 


ِ 2-6 م عسل د عاردعورء “رثن 0 
حر وإن خا لطوهع فَِحوافَكم وَاللَهيَعْلمُ الْمُعْيسدَمِنَ 
الْمسَيخ وَكوْسََ أذ كَكْتتَكْر نَأ رديه )4 


إن الحق يبدا هذه الآية بقوله - ١‏ فى الدنيا والآخرة » وكأنه يقول لنا : إياكم أن 





, رواء أحمد والبمخارى‎ )١( 


ام 3 


حونه .222212224209622 اذا 6 


تعتفدوا أن كل تكليف من الله جزاؤه فى الآخرة فقط . أبدا.إن الجزاء سيصيبكم فى 
الدنيا أيضا . 


وتأمل سيرة المستقيمين الملتزمين بمنهج دينهم ومنيج الأخلاق فى حباتهم تجدهم قد 
أخذوا جزاءهم فى الدنيا رضا وسعادة وأمنا حتى أنك تهد الناس تتساءل : كيف ربى 
فللان أولاده ؛وكيف علمهم نزم أن مر ثيه بسيط ؟ 


هم لا يعلمون أن ند الله معه بالبركة فى كل جركات حياته  .‏ فلا تظن أن الجزاء 
مقصور على الآخرة فقط . بل يعجل الله بالحزاء فى الدنيا . أما الآخرة فهى زيادة . 
ونحن نأخذ متاع الأخرة بفضل الله . قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « لن 
يدخل أحدكم الجنة بعمله . قالوا : ولا أنت يا رسول الله . قال :. ولا أنا إلا أن 
يتغمدذى الله ب رحمته لكان 


وأحي أن يتأمل كلل منا أحوال الناس المستقيمين فى منهج الحياة ٠‏ ويرى كيف 
يعيشون وكيف ينفقون عل أولادهم . ويتأمل البشر والرضا الذى يتمتعون بها 
وكيفت تخلر حياهم من المناكل والعقد النفية ٠.‏ 


وكأنه سبحاته وتعالى يلفتنا إلى أن كل ما جاء فى المنبج القويم . إنما جاء لينظم لنا 
حركة الحياة ويخرجنا من أهواء النفرس . 


ونقول بعد أن استكمل الحق الكلام عن الحج وهو الركن الخامس من أركان 
الإسلام . بين لنا صلفين من المجتمع : أما الصنف الأول فهو الصنف المنافق الذى 
لا ينسجم منطقه مع واقع قله ونفسه : 


صما ه ظه 8 مهءة هده يطعم .ع قل لو صامه م م 
ومن الناس من يعجببك قوله, فى الحيؤة ألدنيا ويشيد لله على مافى قلبهء 


عم 3و م 


2 1 ا 3 انا يذ ىت كنم اوييية)ة + 
هود أنقصَام نيك وَإِذَا نول معن ف الأرض لِيفْد فيا وَيبْلِكٌ الحَرَتَ 


)١(‏ أخرحه الإمام الخارتى ومسلم و(الامام أحمد فى مصذه واليهقى, وغرهم برءايات محتلمة 


ى ١١‏ حصمححوصص محص محص مص حصحمصه 


عادر 
1 وألله لابب الْمَادَ و » 
( سورة اللقرة) 
وليت هذا الضنف حين يتنبه إلى ذلك يرتدع ويرجع ؛ لا. إنه إذا فيل له من 
ناصح محب مشقق : ١‏ اتق الله ٠ ٠‏ أحذته العزة بالإثم !! . والصتف الآخر فى المجتمع 
هو من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ٠‏ ويتمثل ذلك فى أنه إما أن يبيع نفسه فى 
القتال فيكون شهيداً ٠‏ آنا أن يمشنمها اننا يكون فيه الخير لمنبج الله . فقال 
سيحانة 
ليت اس اصن 00 ع سسا ص م ادس 4# يء. »م 
فج ا م 1 ارك بالمدج 4ه 
( سورة لبقرة) 
ثم تكلم الحق عن الدخول فى السلم كافة . والدخول فى السلم أى الإسلام 
يطلب منا أن ندخل جميعاً فى كل أنواع السلم فى الحياة ء م 
فلا تتعأرض ملكاتك. . قلا تقول قولا يناقفس قلبك . وُصلم مع المجتمع أ 
تعيش فيه . وسلم مع الكون الذى يخدمك جاداً نيان ران ٠‏ وسلم مع 2 
التى تعيش فيها . 'ققال سبحانه : 


61م ع 26 م 1 


يي نامثو آدحُلوا في تل كآنه ولا عو رات ليطن إنهى لَك 


( سمورة اتقرة ) 

قل داكي سر ٠.‏ ولي اس قلليي :الل يقاس 5 
السلامة والأمن فى كل أطوار هذه الحياة . فإِنَ رأيت خللا أو اضطرابا فى الكون ٠‏ أو 
رأيت خخوفاً أو قلقاً فاعلم أن منبجأ من مناهيج الإسلام قد عغطل . والحق سبحانه 
وتعالى حين) يأمرنا أن ندخل ؤ فى السلم كافة فهو سبحانه يحذرنا أننا إن زللنا عن المميج 
فإن الله عزيز حكيم فلا يغليه أحد . ولا يقدر عليه أحد . فهو القادر القو الذى 
تجرى كل ثىء .بحكمة ٠‏ فلا تظنوا أنكم بذلك تسيئون إلى الله بالزلل عن منيجه . 
وإغا تسيكون إلى أنفسكم وإلى أبناء جا..كم ؛ + الآن الله الاامغلتة. 





افك 
خصمححمحص صمو ص وحص حص وحصحوه 0 أده 

وينبهنا الحق سبحانه تنبيها آخر . إنه يلفتنا إلى أننا لا نملك أمر الساعة . فالساعة ‏ ' 
تاق بغتة ومفاجئة » صاخة طامة . مرجفة مزلزلة . فاحذروا أن تصيبكم هذه 
الرجفة وأنتم فى غفلة عنها . وكل ذلك لندخل أيضا فى السلام فى اليوم الآخرء 
وكان الحق سبحانه يلفتنا إلى أن كليات القرآن ليست مجرد كلمات نظرية » ولكنها ' 
كليات الحكيم الخبير التى حكمت تاريخ الآمم التى سبقت دعوة محمد صل الله عليه 
وسلم . 

فكم من آيات أرسلها الح إلى بنى إسرائيل فتلكأوا وكان منهم ما كان » وشقوا 
هم . وشقى م المجتمع . إذن فالكلام ليس كلاما نظريا . ويريد الله لنا أن ننظر 
بعمق إلى أمور الحياة . وألا ننظر إلى سطحيات الأمور .» فيجب ألا تخدعنا زينة 
الحياة الدنيا عن الحياة الآخرة ؛ لأن الحياة الدنيا أَمَدُا قصير . وعلينا أن نقيس عمر 
الدنيا بأعمارنا منها . وأعمارنا فيها قصيرة ؛ لأن منا من يموت كبيرا ومنا من يموت 
ضغيرا . 

ويبين لنا الحق سبحانه أنه لم يترك خلقه عملا . وإنما أرسل لهم رسّلا يبينون لهم 
ملح الله . فكان الناس أمة واحدة مختمعة على الحق إلى أن تحركت الأهواء فى 
تفوسهم . ومع ذلك رحمهم الله فلم يسلمهم إلى الأهواء . بل استمر موكب 
الرسالات فى البثر » وكل) غلبتهم الأهواءوظطم الفساد ٠‏ أرسل الحق ب رحمته رسولا 
لينبه إلى أن جاء الرسول الخاتم الذى ميزه الله بخلود منبجه . وجعل القيم فى أمته . 
وصارت الامة المحمدية هى حاملة أمانة حراسة المنيج الذى يصون حركة الحياة فى 
الأرض ؛. لأن الحق سبحانه لم يأمن أمة سواها . ولذلك كان رسول الله صل الله 
عليه وسلم خاتم الأنبياء . 


ثم نبهنا الله من بعد ذلك إلى أن خباية الإنسان إلى نعيم الله فى الجنة لن يأ سهلا 
يورا . بل هو طريق تحفوف بالمكاره . فيجب أن تنبهوا أنفسكم وتروضوها 
وتدربوها على تحمل هذه المكاره . وتوطنوها على تحملها تلك المشاق . كيا قال 
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لحفت الجنة بالمكاره وحفت الثار 
بالشهوات )1(١)‏ . 


زوع رواء أحمد ومسلم والترمذى عن أنن 








ويمئن الحق من بعد ذلك عل خلقه أنه أهدى للإنسان الخليفة فى الارض عقلا 
يفكر به . وطاقة تنفذ تخطيط العقل . وكوناً ماديا أمامه يتفاعل معه فى الحركة': 
فالعقل يخطط . والطاقة تنفذ فى المادة المخلوقة المسخرة لله . إذن فكل أدوات الشركة 
موجودة لله » وليس لك أبها الإنسان أن تخلق شيئا فيها إلا أن ثوجه طاقات محلوقة 
للعمل فى مادة مخلوقة ٠‏ فأنت لا توجد شيئا , 


وبعد ذلك يطلب الحق منك أبها المسلم أن تحافظ على حركة الحياة . بأن تقدر 
للعاجز عن هذه الحركة نصيباً م حركتك ؛ لذلك فعليك أن تتحرك فى الحياة حركة 
تسعك , وتسع من تعول . وتسع العاجزر عن الحركة . وبذلك تومن السهاء كل 
عاطزغت ارك ركه سركي من ونه الؤمنين ».وهو سيسات داك إن 
إذا فعلت ذلك وات العاجر . فهو جل وعلا سديؤهاالتوسويع يوار جليك: علدا : 


لقد جعل الله سبحاته حالة الحياة دولاً بين الناس . فلا يوجد قوم قادرون دائا 
ولا قوم عاجزون دائياً ٠.‏ بل يجعل الحق من القادرين بالامس عاجزين اليرم ؛ ومن 
العاجزين بالامس قادرين اليوم ؛ حتى تتوزع الحركة فى الوجود . وحتى يعلم كل منا 
أن الله يطلب منك حين تقدر ؛ ليعطيك حين تعجز ٠‏ لذلك.طلب منا أن تلفق 
والنفقة على الغير لا تتأق إلا بعد استيفاء الإنسان ضروريات حياته . فكأن الحق 
يقول لك : إن عليك أن تتحرك فى الحياة حركة تسعك وتسع أن تنفق على من 
تعول . وإلا لو تحركت حركة على قدرك فقد لا تجد ما تنفقه . 


وبعد ذلك يكلفنا سبحات بأن كل مؤمن عليه أن يأخدذ مسئولية الانفاق على 
الدائرة القرنية منه ؛ ‏ ليتحمل كل موججود فى الحياة مستولية قطاع من المجتمع مربوط 
به رباطا نسَبِيًا ؛ كالوالدين والأقربين . وأن نجعل الضعفاء من الآيتام مشاعا على 


المجتمع مطلوبين من الجميع . سواءٌ كانت تربطهم بنا قرابة أو لا تربطنا بهم قرابة , 
فهم جميعا أقاربنا : لأن الله كلفنا بأن نرعاهم . 


زا ل 086 اننكل تيج الفلافوث اسه السلالة لئسا 0 ؛ لذلك يتبهنا 
الحق. إلى أننا سسنجف أقواماً لا يسعدهم أن يطبق منيج الله فى الوجود ؛ لانم 





مصممححوح حوصحوص 559 دو 


لا يعيشون إلا على مظالم الناس . هؤلاء قوم سيسوؤهم: أن يُطبق منيج الله ٠.‏ 
فلتتبهوا لهؤلاء ؛ ولذلك فرض الحق سبحانه القتال حتى تملع الفتنة بالكفر من 
الارض + لأن الكفر يعدد الالغة فى الكون وسيتبع كل إنسان الهوى . ويصبح إلهه 
هواه وستتعدد الآهة بتعدد الأهواء . ولذلك كتب الله على المؤمنين القتال وقال : 
ه وهوكُره لكم ؛ . كل ذلك ليضمن لنا الغاية التى يريدها » وهى الدخول فى السلم 
والسلام والإسلام كافة . وبعد ذلك يطلب منا أن نجاهد بأموالنا وأنفسنا وأن بجر 
أوطاننا وأهلنا إن احتاجت إلى ذلك الحركة الإيمانية فقال : 
عمق بم عع مومع »#8 ومم بم مم م» > سوم م 
9 إن الْدينَ اموأ وَالْذِينَ 8 0002 ج025 , 
عر سم صدة « 
وله عفر رحيم 622 « 
رسورة القرة ) 
ويلفننا الحق بعد ذلك إلى قمة الجهاز التخطيطى فى الإنسان ليحميه ويجعله جهازاً 
سليياً قادرأ على التتخطيط بصفاء وحكمة وقوة . وهو العقل . ويلفتنا بضرورة أن تنمنع 
عن العقل كل ما يخمره أى يستره عن الحركة تمنع.عنه الخسر لماذا ؟ ليظل العقل ىا 
يريده الله أداة الاختيار بين البدائل , 


ومادام العقل هو الذى بخطط للطاقة الموجودة ق الإنان لتعمل فى المادة الموجودة 

فى الكون:فيجب أن يظل هذا العقل التخطط علي فلا يماول الإنتان أن يسترمء 
ولا يقل أححد : « إن أستره من فرط زيادة المشكلات » لا لان العكيد حلا بريد 
عقلاً واحداً منك فقط . ولكنها تريد عقلين . فلا تأى للعقل الواحد لتطمسه بالخمر . 
فمواجهة المشكلات تفتغى أن نخطط تخطيطا قويا ‏ 


وبعد ذلك يحذرنا الحق أن اخذ من حركة الأخرين : بغير عرق وبغير جهد . 
فيحذرنا من امبسر وهو الرزق السهل . والتحذير من لميسر إنما جاء ليضمن لكل 
إنسان أن يتحرك فى الحياة حركة سليمة لا خداع فيها فيها . وكان كل مأ تقدم هو من 
إشراقات قوله الحق :. و فى الدنيا والآخرة » وق قد ذلك يقول الحق سبحانه 
وتعالى : 


71777 0»>»>1071-17' > 0 >1 ب اليا 


ووس روصو و ار 
اج تلوس ص صا سم لاعفو ده 3 عو رع 
وسعلونكٌ عن آلب 2 ل تيد لكوم فوشي وألله يعل 
5 لف ممم إزية ممعم > #م 
آلمفِد من املح ولرشاأء الله لاعشك إن أله يز حكم 4 
. (من الآية 11١‏ سورة البقرة ) 
ونعرف أن اليتامى قد لا يدخلون فى دائرة المحتاجين لكن الله ينبهنا إلى أن المسألة 
فق الوم ليجدت اله احتياج إلى الافتيات . ولكنه فى حاجة إلى أن نعوضه بالتكافل 
الإيمان عما فقده من الأب . وذلك يمنع عنه الحقد على الأطفال الذين لم يمت 
آباؤهم . وحين يجد اليتيم أن كل المؤمنين آباء له فيشعر بالتكافل الذى يعوضه حتان 
الأب ولا يعاى من نظرة الأمى التى ينظر بها إلى أقرانه المتميزين عليه بوجود آبائهم » 


وكانه المسلمون القدامى يخلطون أموالهم بأموال اليتامى ليسهلوا على أنفسهم . 
وعل أمر حركة اليتيم مئونة العمل + فلو أن يني دخال تحت وضاية إنسان ٠‏ وأراد 
هذا الإنسان أن يجعل لليتيم القاصر حياة مستقلة وإدارة مستقلة ومسلكاً مستقلاً فق 
الحياة لشق ذلك على نفس الرجل . ولذلك أذن الله أن يخلط الوصبى ماله يمال 
اليتيم ٠‏ وأن يجعل حركة هذا المال من حركة ماله , بما لاا يوجد عند الوصى مشعة : 
ولما نزل قوله تعالى : 


00 لا ْمَل لينم إلا .لبي هى أحسن » 
(من الآبة ؟5١‏ من مورة الأنعام ) 
وتحرج الناس . وتساءلوا كيف يعاملون اليتيم خصوصا أن الحق سبحانه وتعالى 
قال : 
إن اين يَأعخُونَ أنل البتدمى شن نما أكون فى بوني تار #4 
( من الاآية ٠١‏ سورة النساء ) 


وكف الناس أيدم الف ةالكاتن» وال انلق سمحا سمال 17 
بن الشعيم كر امبر الاين ىُ 





5 


خحمحص نح وحص وح تح وح 0ح وحص حص وص تح اده 


الآمر. فاتزل القول الحق : دقل إصلاح هم خير وإن تخالطوهم فإخواتكم » 
والمخالطة تكون على أعاني أن البتامى إخوانكم واحذروا جيدا أن يكون,فى هذا 
الخلط شىء لا يكون ف 2 فيه إصلاح للميتيم . 


وإياكم أن تفهموا أن الشكلية الاجتماعية تكفى الوصى فى أن يكون مشرفاً عل 
مال اليتيم دون حساب ؛ لأن الله يعلم المفسد من المصلح . فلا يحاوا. أحد أن يقول 
أمام الناس : إنه قد فتح بيته لليتيم وإنه يرعى اليتيم بينها الأمر على غير ذلك ؛ لأ 
الله يعلم المفسد من المصلح . 


ويقول الحق : « ولو شاء الله لاعنتكم ٠‏ والإعنات هو أن توقع غيرك وتدخخله فى أمر 
فيه مشفة»فلو لم يبح الله لكم مخالطتهم لاصابتكم مشفة فيسر الله للمؤمنين من الأوصياء 
أن يخالطوا اليتامى . ومعنى المخالطة : هو أن يُوحّد الوصى حركة اليتيم مع حركته . 
وأن يوحد معاش اليتيم مع معاشه . بدلاً من أن يكرن لليتيم عل سبيل المثال أدوات 
طعام مستقَلة . وقد كان هذا هو الحاصل . 


وكان يفسد ما يتبقى من الطدام ٠‏ فلم تكن هناك وسائل صيانة وحفظ الأطعمة 
مثل الثلاجات . وكان ذلك ضررا باليتيم » وضررا أيضا يمن بشرف عليه : لكن 
حين قال : « وإن تخالطوهم ٠‏ . فكان ذلك توفيرا للمشقة على الأوصياء . فالمخالطة 
فى المفاغئرةا الى “لا يتعثر فية التميين.. 


وقد درسنا فى طفولتنا درسا بعنوان « الخلط والمزج ٠‏ فالخلط هو أن تخلط على 
سبيل المثال حبوب الفول مع حبوب العدس . أو حبوب الأرز مع حبات البندق 


وعندما تاق لتمييز صنف من آخراء فانت تستطيع ذلك . وتستطيع أن نفصل 
الصنفين بعضا عن بعض بالغريال + ولذلك فالمخالطة تكون بين الحبوب 
ونحوها , 





0 
تن ١‏ صومححهو تح حصوحص تمه صوحصنحمصه 


أما المزج فهوق السوائل . والحن سبحانه يرشدنا أن نخالط اليتامى لا أن نزج ماهم 
بمالنا ؛ لأن اليتيم سيصل يوما إلى سن الرشد . وسيكون على الوصى أن يفصل ماله 
عن مال اليتيم . 


ويتابع الحق : ٠‏ والله يعلم المفسد من المصلح » لأن الوصى قد يدعى أمام الناس 
أنه يرعى حق اليتيم ٠‏ وأنه يقوم يَصَاله ويجارم ,ماله لكن الأمر قد يختلف فى النية 
وهو سبحانه لم يكل الأمر إلى ظواهر فهم المجتمع لسلوك الوصى مع اليثيم وعن 
المخالطة لل لحي لق كله اق ,لالس انه الاق سي إنا الرسانة ريميفت 
أن رقابة الله فوق كل رقابة » ولو شاء الحق لأعنت الأوصياء وجعلهم يعملون لليتيم 
.وده . ويفصلون بين حياة اليتيم وحياتهم ومعاشهم . وى ذلك مشقة شديدة على 
النفس ... جر ا ورج ع بدقة فلتقرأ قول 0 سبحانه : 


لالص 2 عدم - 8 


كن 


(سورة التوبة ) 

لقد جاءكم أيبا المؤمنون رسول منكم . عربى ومن قريش يبلغكم رسالة الله 
سحانه وتعالى . يحرص عليكم كيلا تقعوا فى مشقة أو تعيشوا فى ضنك الكفر , 
حريض على أن تكونوا من المهتدين | للوبول سيل اسلو ءاتش سرون 
الملائكة . ولكن جاء من جنس البشر ٠‏ فلا يقو! لن احد : : إنه لا يصلح أسوة لى 
نشأ فى مكة التى تعيش بها قريش ١‏ ملسي سه : عاك ء 
أول الأوصاف المطلوبة والواجبة للرسالة وهى الأمانة . فالحق جاء به من البشر 
وليس بغريب عليهم . وبمجرد أن أخخبر بالوحى وجد أناسا آمنوا به قبل أن يقرأ 
قرآنا . وقبل أن يأتيهم بتحدٍ . 


فعندما جاءه الَلَكْ جبريلٌ عليه الثلام فى غار حراء ٠‏ فقال:اقرأ . قال : ما أنا 
بقارىء . فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ٠‏ [ أى ضمنى وعصرنىءوالحكمة فيه 
شغله عن الالتفات ليكون قلبه حاضرا ] ثم أرسلنى فقال : اقرأ ء قلت : هاأنا 





3 نم1 
حفمصحج 229222 ١5اا96‏ 
بقارىء فأخذنى فغطى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى وقال : اقرأ . فقلت : 
ما أنا بقارىء . فأخذنى الثالثة فغطنى ثم أرسلنى فقال : «اقرأ باسم ربك الذى 
خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم » علم الإنسان 
مالم يعلم » فرجع بها رسول الله صل الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة 
بنت خويلد رضى الله عنها فقال لها : « زملوق . زملون » . فزملوه حتى ذهب عنه 
الروع ٠‏ فقال لخديجة وأخيرها الخبر : « لفد خشيت على نفسى ٠‏ لكن خديجة رضى 
الله عنها بحسن استنباطها تقول : و كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم 
وتحمل الكل ونكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق 2306 . 


إن خخديجة رضوان الله عليها تستنبط أن من فيه هذه الخصال إنما هو مهيا 
للرسالة , 
2ه مت 0 س. 14 اروس #عمي مره 4ه 
قد ججآء ل سول من أنف كا عَزِ طبه ماعنم » 
رمن الأية 8؟١‏ سورزة التوبة ) 
أى محب لككم بشق عليه ويتعبه ما يشق عليكم ويتعبكم ؛ ولذلك كان الرسول 
صل الله عليه وسلم مشغولا بأمته . ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : 
والحق سبحانه وتعالى يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بأمته . 
عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبى صل الله عليه وسلم تلا قول الله عز 
وجل فى إبراهيم «رب إنبن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه منى .. 
الآية » . وقال عيسبى عليه السلام : « إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تخفر لهم فإنك 
أنت العزيز الحكيم » فرفع يديه وقال : اللهم أمتى أمتى وبكى . ققال الله عز 
وجل : « يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيكءفأتاه جبريل عليه 
الصلاة والسلام فسأله فأخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال 
الله :يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سئرضيك فى أمتك ولا نسوؤك ,9" , 


. رواء البخارى باب كيف كان بدء الوحى‎ )١( 


(؟) رواء مسلم. 





جه ٠٠١‏ و جرح :99> 0-2003 

إننا عندما نتأمل دقة الجواب النبوى نعرف أن الرسول الكريم مشغول بأمئه . 
ولكنه ينظر إلى نفسه على أنه أخ لكل مؤمن . والأخ فد يتغير على أخيه ٠‏ لدذلك لم يشأ 
الرسول الكريم أن يخرج أن المسلن امن ننه اله ورسيه: ومو اا للق الكريم إلى أمره 
هو صلى الله عليه وسلم . 


إن الرسول يعرف أن الله أرحم بخلقه من أى إنسان . حتى الرسول تفسه . 
نقول ذلك فى معرض حديئنا عن العنت الذى يمكن أن يصاحب الإاسان إن لم يرع 
حق الله فى مال اليتيم : لآن الله عزيز حكيم . وهو الحق الذى يَغدتٍ ولا يُغليه 
أحد . ونرى فى قول الحق : ه إن الله عزيز حكيم ٠‏ أن صفة العرّة «.أزرة بصفة 
الحكمة . 


وبعد ذلك يدخل معنا الحق سبحانه وتعالى فى مألة جديدة عه 7 
لوجدناها أساس أى حركة فى الحياة وى المجتمع . إنها مسألة الزواج . 
سبحانه أن يضمن الاستقرار والسعادة للكائن سر ردي بي لبي 
وجعل كل الأجناس مسخرة امت : 


إن الحق يريد أن. يصدر ذلك الكائن عن ينبوع منبجى واحد ؛ لأن الأهواء 
المتضاربة هى ألتى تفسد حركة الحياة . فأراد أن يصدر المجموع الإنسان كله عن 
ضوع عمّدى واحد . وأراد أن يحمى ذلك البنبوع من أن يتعثر بتعدد النزعات 
والأهواء . لذلك يتبهنا الحق إلى هذا الموقف . إنه سبحانه بريد سلامة الوعاء الذى 
سيوجد ذلك الإنسان . من بعد الزواج . فبالزواج يلجب الإنسان وتستمر الحيأة 
بالتكائر . ولذلك لا بد من الدقة فى اختيار الينبوع الذى يأق منه النسل ٠.‏ فهو 
سبحانه يقول : 


دنه اتكثراالق رقي والزمانا سعرين ) 2 
ين مُشْرِكَةٍ ولو أعجبك5. عَجبقَك وَلَاتكمُواا أأْلْمشْرِكينٌ حَقٌ 





ذا 


7 ة بحسم 
2 00 ًَ:: بع رم . 7 نس عدا سر" 0 
ل لقو اذ 7 


ساس فر م 1 
َب يهلا لمَلَّهُميتَدَوونَ (© #له 





إن الحق يقول : ٠‏ ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ٠‏ . وهذه أول لبنة فى بناء 
الأسرة وبناء المجتمع , لأنها لولم تكن مؤمنة . فهاذا سوف يحدث ؟ إنها ستشرف على 
تربية الطفل الوليد إشرافا يتناسب مع إشراكها , ٠‏ وأنت مهمتك كأب ومرب لن تتأق 
إلا بعد مدة طويلة تكون فيها المسائل قد غرست فى الوليد ٠»‏ فإياك أن يكون الرجل 
مؤمنا والمرأة مشركة ؛ لان هذا يخل بنظام الأسرة فعمل الأم مع الولد يؤثر فى أوليات 
توي إك بكتر ل بتكني لاا رعلا فى نال لط أن وى أرياضن .- 
والطفل يقضى سنواته الآولى فى حضن أمه . وبعد ذلك يكير ؛ فيكون فى حضن 
أبيه . فإذا كانت الأم مشركة والأب مؤمنا فإن الإيمان لن يلحقه إلا بعد أن يكون 
الشرك قد أنخذ منه وتمكن وتسلط عليه . 


ونعرف أن الطفولة فى الإنسان هى أطول أعار الظفولة فى الكائنات كلها . فهناك 
طفولة تمكث ساعتين اثنتين مثل طفولة الذباب . وهناك طفولة أخرى تستغرق 
شهرا . وأطول طفولة إنما تكون فى الإنسان + لأن هذه الطفولة مناسبة للمهمة الى 
سيقوم مها الإنسان ء. كل الطفولات التى قبلها طفولات لها مهمة سهلة جدا . إنما 
الإنسان هو الذى ستأق منه القيم . لهذا كانت طفولته طويلة ؛ إنها تستمر حتى قثرة 
بلوغ الحلم . والحق هو القائل : 

3 
ٍ واب لأف متك الحم فليستعذاوا تعدوأ م ستَعدنَ لين من قَبِلهم كدلك 


وعءظ ب وطعفء > روم 5م 


يبن أ يده ونه عليم حكم م © 4 


رسورة النور ) 





ت ٠١‏ حمحح وحمت صوصو وحصمحه 
فكان الطفل يظل طفلا إلى أن يبلغ الحلم . فكم سنة إذن ستمر على الطفل ؟. 


وكم سنة سوف يتغذى هذا الطفل من ينابيع الشرك إن كانت أمه مشركة ؟ إنها فترة 
طويلة لا يمكن له من بعد ذلك أن يكون مؤمنا غير مضطرب الملكات . وإن صلح 
مثل هذا الإنسان أن يكون مؤمنا فسيقوم إيمانه على القهر والقسر والولاية للأب ‏ 
وسيكون مثل هذا الإيمان عملية شكلية ليست مرتكزة ولا معتمدة على أساس 
صادق . 


ونحن نعرف أن الثمرات التى ننعم نحن بأكلها لا يكون نضجها إلا حين تنضج 
البذرة التى تتكون منها شجرة جديدة . وقبل ذلك تكون مجرد فاكهة فيجة وليس ها 
طعم . وقد أراد الحق أن ينبهنا إلى هذا الأمر ليحرص الإنسان على أن يستبقى الثمرة 
إلى أن تتضج ويصير ها بذور. 


إن المزأة الا تكون ثمرة أطيبة إلا إذا تبت متلها ولد صانكا:نافما.. يريذ' اق 
للنشء أن يكون غير مضطرب الإيمان ؛ لذلك يقول : ٠‏ ولا تنكحوا المشركات حتى 
7 » أى إياكم أن تندخدعوا بالمعايير الهابطة النازلة , وعلى كلَّ منكم أن يأخذ حكم 
:- دولامة مؤمنة خخير من مشركة ولو أعجبتكم » لأن إعجاب الإنسان بالمرأة 
قد لصي 1 ولس امسر عل ! 


إن عمر الاستمتاع بالجمال الحسى للمرأة إن جمعنا حظاته فلن يزيد مجموعه عن 
شهر من مجموع سنوات الزواج . فكل أسبوع يتم لقاء قد يستغرق دقائق وبعدها 
يذبل الجمال » وتبقى القيمْ هى المتحكمة . ونحن نجد المرأة حين تتزوج » ثم 
يبطىء الحمل فإنا تعاى من الشلق وكذلك أهلها . 

إن الرجل إن كان قد تزوجها للوسامة والقسامة والقوام والعينين ء فهذا كله 
سيبرد ويهد! بعد فترة . ثم توجد مقاييس أخرى لاستبقاء الحياة . وعندما يلتفت إليها 
الإنسان ولا يجدها فهو يغرق فى الندم ؛ لأنها لم تكن فى باله وقت أن اختار . 


لذلك تريد. امرأة أن ممكن لغنها بأن بكرن هتدها ولد لثريظ'الزتغل بهااء. وخ 





حمححمصوص جه :252290 ارو 2 

يقول المجتمع : : عليك أن تتحملها من أجل الأولاد » ! فالرجل بعد الزواج 
يريد قيما أخرى غير القيم الحسية التى كانت ناشتة أولا » لذلك يحذرنا الله قائلاً : 
٠‏ ولا تتكحوا المشركات حتى يؤمن » . وجاء قوله ٠‏ ختى يؤمنّ ؛ لأن الإسلام يجب 
ما قبله ما دامت د آمنت فقد انتهت المسألة . 

وانظروا إلى دقة قوله سبحانه : 2 ولا تتكحوا المشركات حتى يؤمن ولامة مؤمنة 
خير من مشركة » أى إِنّ الامة المسلمة خير من حرة مشركة ٠»‏ « ولو أعجبتكم ؟ لقد 
جاء قول الحق هنا بمقابيس الإعجاب الحنى . ليلفتنا إلى أننا لا يصح أن نهمل 
مقابيس خالدة ونأخذ مقاييس بائدة وزائلة . 

ثم يقول الحق : « ولا تُتكحوا المشركين حتى يؤمنوا ؟ وهذا هو النظير فى 
الخطاب وهو ليس متقابلاً فهو لم يخاطب المؤمنات آلا يتكحن المشركين » إنما قال : 
« ولا تُكحوا المسركين حتى يؤهنوا © وتلك دقة فى الاداء هنا ؛ لأن الرجل له 
الولاية فى آن يُنكح ٠‏ فيامره بقوله له : لا تكح » لكن المرأة ليس لها ولاية آن 
تكح نفسها . فتحن نعرف القاعدة الشرعية التى تقول : « لا نكاح إلا بولى * » 
وهو لم يوجه حديئه للنساء ؛ لأن المرأة تتحكم فيها عاطفتها لكن وليها ينظر للأمر 
من ممجموعة زوايا أخرى تحكم الموقفا . 

صحيح أننا نستاذن الفتاة البكر كى نضمن أن عاطفتها ليست مصدودة عن هذا 
الزواج ء لكن الاب أو ولى الامر الرجل يقيس المسائل بمقاييس آخرى ٠‏ فلو تركنا 
للفتاة مسقياسها لتهدم الزواج بمجرد هدوء العاطفة » وساعة تأتى المقاييسس العقلية 
الأخرى فلن تمد ذلك الزواج مناسبآً لها فتفشل الحياة الزوجية .. لذلك يطالبنا 
الإسلام أن نستشير المرأة » كيلا تأتيها بواحد تكرهه ٠‏ ولكن الذى يزوجها إلى ذلك 
الرجل هو وليها ؛ لان له المقانيس العقلية والاجتماعية والخلقية التى قد لا تَنَظرٌ إليها 
الفتأة ؛ فقد يبهرها فى الشاب قوامه وجسن شكله وجاذبية خديثه » لكن عندما 
تدخل المسألة فى حركة الحياة ودوامتها قد تجده إنساناً غير جدير بها . 

ولكى نكون المسألة مزيجا من عاطفة بنت » وعقل أب ٠‏ وخبرة أم . كان لابد من 





استشارة الفتاة . وأن يستنير الاب برأى الأم . ثم يقول الأب رأيه أخيرا . وكل 
زواج يأق بهذا الاسلوب فهر زواج يجالفه التوفيق . لأن المعايير كلها مشتركة » 
لا يوجد معيار فد اختل ؛ فالآب بنى حك على أساس موافقة الابنة » أما إذا رفضت 
الفتاة وكانت معايير الأب صحيحة . لكن الابنة ليس ها تقبل لهذا الرجل , لذلك 
فلا يصح أن يتم هذا الزواج . 


وكثير من الزيجات قد فشلت لأننا لم نجد من يطبق متبج الله فى الدخول إلى 
الزواج . وحين لا يطبقون منيج الله فى الدخول إلى الزواج ثم يُقَابْلون بالفشل . 
فهم يصرخون منادين قواعد الإسلام لتنقذهم . 


ونقول لهم : وهل دخلتم الزواج على دين الله ؟ إنكم مادمتم قد دخلتم الزواج 
بارائكم المعزولة عن منيخ الله فلتحلوا المسألة بآرائكم . فالدين ليس مسثئولا إلا 
عمن يداخل بمقاييسه . لكن أن ندخل على الزواج بغير مقاييس الله ثم تريد من الله أو 
من القائمين على أمر الله أن يحلوا لك المشاكل فذلك ظلم منك لنفسك وللقائمين 
على أمر الله . وإن لم تحدث مثل هذه المشكلات لكنا قد اتبمنا منبج الله . ولقلنا : 
قد تركنا منهج الله وسعدنا فى حياتنا . ذلك كان لابد أن تقم المشكلات . 


إن فقول الى مسمطاته راق عد رول كع الم افص :رسن هده سه 
ها سبب . لكن العيرة فيها بعموم موضوعها لا بخصوص سببها . لقد كان السبب 
فيها هوما رُوىٌ أنه كان هناك صحابى اسمه مرثد بن أبى مرئد الغنوى بعفه رسول الله 
صل الله عليه وسلم إلى مكة ليخرج منها ناسا من المسلمين . وكان يبوى إمرأة فى 
الجاهلية اسمها + عناق » وكانت تحبه . وساعة رأته أرادت أن محلو به فقال لها : 
ويحك إن الإسلاغ قد حال بيئنا ٠‏ فقالت له : تزوجنى . فقال لها : أتزوجك لكن 
يعد أن أستأمر وأستأذن لنب صل الله عليه وسلم ٠‏ فلها استأمره نزل قوله تعالى : 
« ولا تتكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ٠‏ . 

وقيل إن قوله تعالى:٠‏ ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم » نزلت فى 
خنساء١'2‏ وليدة سوداء كانت لحذيفة بن اليهان ٠‏ فقال لها حذيفةهيا خنساء قد ذكرت 


. الخنى : الخفاض فى قصية الأنف مع أرتفاع قليل فى طرف الأنف‎ )١( 





حخصمبححص محص هنوت حوه :0559 أأآدا6 


فى الملأ الأعلى مع سوادك ودمامتك وأنزل الله ذكرك فى كتابه . فأعثقها حذيفة 
وتزوجها . 


ويتابع الحق فيقول : ٠‏ ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من 
مشرك ولو أعجبكم » . إن المقاييس واحدة فى اختيار شريك الحياة . إنها الرغية فى 
بناء الحياة الآسرية على أساس من الخير . وغاية كل شىء هى التى تحدد قيمته ٠‏ 
وليست الوسيلة هى التى تحدد قيمة الثبىء . فقد تسير فى سبيل وط بق خطر وغايته 
فيها خير ؛ وقد تسير فى سبيل مفروش بالورود والرياحين وغايته شر . ولذلك يقول 
الحق : و أولئتك يدغون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبير. أياته للناس 
لعلهم يتذكرون ..٠‏ والذين يدعون إلى النار هم. أهل الشرك . أما الله فهو يدعم إلى 
الجنة . والمغغرة تأت بإذن الله أى بتيسير الله وتوفيقه . ونعرف جميعا ا كمة التى قاها 
الإمام « على » كرم الله وجهه : لاخير فى خير بعده النار . ولاشر فى شر بعدء 
الحنة . 


وقوله الحق ؛ ٠‏ لعلهم يتذكرون » ترد كثيراً . هذا التذكر ماذا يفعل ؟ إن التذكر 
يُشعرك بأن القضية كانت معلومة والغفلة هى التى طرأت . لكن الغفلة إذا تنبهت 
إليها : فهى تذكرك ماكنت قد نسيته :من قبل ٠.‏ لكن إن طالت الغفلة.. .ونسى 
الأصل فهذه هى الطامة . التى تنطمس ا المسألة , 


إذن فالتذكر يشمل مراحل : المرحلة الأولى : أن تدرف إن نم تكن تعرف . أو 
تعلم إن كنت تجهل . والمرحلة الثانية : هى أن نتذكر إن كنت نأسياء أو توائم بين 
ما تعلم وبين ما تعمل ؛ فالتذكر يوحى لك: بأن توائم ما بين معرفتك وسلوكك حتى 
لا تقع فى الجهل . والجهل معناء أن تعلم ما يناقض الحقيقة . لفد أراد الله أن يصون 
الانسان الذى اختار الإيمان عندما حرم عليه الزواح بواحدة من أهل الشرك . 


إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يضمن لمن جعله خخليقة فى الأرض عقيدة واحدة 
يصدر عنها اللوك الإنسان ؛ لأن العقائد إن توزعت حسب الأهواء فيتوزع 
الوك حسب الأهواء . وحين يتوزع السلوك تتعاند حركة الحياة ولا نتسانلد . 





1١ 2‏ موصت نحص صوص ص بولح حميحه 
فبريد الحق سبحانه وتعالى أن يضمن وحدة العقيدة بدون مؤثر يؤثر فيها ؛ فشرط 
فى بناء اللبنة الأولى للأسرة ألا ينكح مؤمن مشزكة ؛ لأن المشركة فى مثل هذه الخحالة 
سغتولى حضالة الطفل لمدة طويلة هى ‏ كما قلنا- أطول أعيار الطفولة فى الكائن 
الحى . ولو كان الأب مؤمنا والأم مشركة فالاب سيككون مشغولاً بحركة الحياة 
فتتأصل عن طريق الأم معظم القيم التى تتناقض مع الإيمان . 


وأراد الحق سبحانه وتعالى أيضا ألا تتزوج المؤمنة مشركا ؛ لأنها بجكم زواجها من 
مشرك ستنتقل إليه وإلى بيثته المشركة وإلى أسرته . وسيئشأ طفلها الوليد فى ببئة 
شركية فتتأصل فيه الأشياء القيمية التى تناقض الإيمان . ويريد الح سبحانه وتعالى 
بهذه الضيانة ٠‏ أى بعدم زواج المؤمن من مشركة . وبعدم زواج المؤمئة من مشرك » 
أن يحمى الحاضن الاول للطفولة . وحين يحمى الحاضن الأول للطفولة يكون المنبوع 
الأول الذى يصدر عنه تربية عقيدة الطفل ينبوعا واحداً . فلا يتذيذب بين عقائد 
متعددة . لذلك جاء قول الحق : 


9 3 َ 
000 وسدسيس ‏ 22 خب 9 خرو وموك 2 ريه 29 2 اي ويدف 
« ولا تنكحوأ المش ركنت حن يؤمن ولام مؤمنة خير من مشرحكة ولو اتمبدكر 


ع 


مق دم ل ديءوة را ءءء عي ركا رده > لمعه في إلى عل عسي 
ولا تتكحوأً المش ركين حن يؤمنواأ ولعبد مؤمن خير من مثيرك ولو اتيك 
اعم ع 
امسن سعروم ع ا ممع مي ول مم اسم م موومه م 0 متعمع ام 
سك يدعون إل )1 | ئة والمغفرة بإدنهء ويبين ءابلمهء 
اولنبك يدعون إلى ألنارٍ والله يدعوا إل أبلمنة والمغفرة بإذنه- وبين #اينيه 
2 عبوره مممروه م 
اللناس لعلهم ند كرو © » 
( سورة البقرة ) 
كل ذلك حتى يصون الحق البيئة التى ينشأ فيها الوليد الجديد . وعلينا أن نفهم أن 
الحق سبحانه وتعالى رخص للمؤمنين فى أن ينكحوا أهل الكتاب بقوله الحق : 


ءم مع 4 2 عدر عم 8 صمهم ظطيع م74 ويوسى م اس 5 عوعءمماء روه 
© البوم أحل لكر الطيبلت وطعام الذين اوتوأ الكتلب حل لكر وطعامكز 
5 كه دم 01 0000 3 مما م 


5 ءوة .4خ2خء. بجو ع 
حل لهم والمخصنات من المؤمنات والمحصننت من آلْينَ أوثوأ اكتبٌ من 


مسسحح سس سي ببسي سج بيبيييييييححببحح 


ا ذا 
او 8 24 عوظاف.. كم دي 200 5 
ََلَى إذا>اتبتموهر. أجحورهن حصنين غير مسلفحين لانن ان 
08 معن سجر عر عرص 7# ملام 


ومن يَكْفرْ لمان فد حبط مله وهوفى الآشرة من أطي رن ج »© 
( سورة المائدة ) 

وقد وقف العلياء من مسألة ترخيص الحق للمؤمنين فى أن يتزوجوا من أهل 
الكتاب موقفين : الموقف الأول : هو موقف مانع ؛ لأن بعض العلياء رأى أن أهل 
الكتاب فد ينحرفون فى معتقداتهم إلى, ما بجعلهم فى الشرك ء. وقالوا : وهل هناك 
شرك أكثر من أن تدعى الريوبية لبشر ؟ والموقف الثاى : أجاز بعض العلماء أن 
ينزوج الإنساث من كتابية ويجب عليه أن يسأها اهى تدين بألوهية أحد من البشر أم 
تدين بالله الواحد القهار ؟ فإن كانت المسألة يحرد الخلاف فى الرسول فالأمر هون ء 
أما إن كانت تؤمن بألوهية أحد من البثشر بجانب الله فقد دخلت فى الشرك وعلى 
المؤمن أن يحتاط ‏ 

وإذا كان للرجل الولاية وله أن يتزوج بكتابية فهو غالبا ما ينقلها إلى بيثته هو 
وستكون البيئة المؤثرة واحدة . ووجود الولاية للأب مع الوجود فى البيئة الإيمانية 
سيؤثر ويخفف من تثير الام الكتابية على أولادها. وإن كان على الانسان أن 
يتيقظ إل أن هنال مسالك تتلطف وتصال ناحية الشر ك ٠‏ فمن الخير أن يبتعد المسَلم 
عن ذلك . وأن يتوج ويعصم ويعف فتاة مسلمة . 


وحين يحمى الحق سبحانه وتعالى الحضانة الأولى للطفل فهو يريد أن يربى فى 
الطفل عدم التوزع . وعدم التمزق . وعدم التنافر بين ملكاته . وحين نضمن 
للطفل التواجد والنشأة فى بيئة متآلفة فهو ينشا طفلا سويا . والإسلام يريد أن يحافظ 
على سوية هذا الطفل . ويقول بعض الناس : واذا لا نوجد محاضن جماعية ؟ 
وكأنهم بذلك يريدون أن يحلوا الإشكال . 


نقول لحم : إن الإشكال لم يحل عند الذين فعلوا ذلك من قبلنا . ولذلك فعندما 
نقرأ مؤلفاتهم مثل كتاب « أطفال بلا أسر م فسنجد أن الطفولة عندهم معذبة . ولماذا 





500 
جرح ح029320900009002900+55‎ ٠١ ١ 


تذهت سيا إننا عندما نتتبع كيفية النشأة الجاعية للأطفال فى إسرائيق فالبحوث 
العلمية تؤ كد على أن الأطفال يعيشون فى بؤس رهيب لدرجة أن التبول اللا إرادى 
ينتشر بينهم حتى سبن الشباب . : 


وكيف يغيب عن بالنا أن الطفل يظل حتى تصل سنه إلى عامين أو أكثر وهو يطلب 
ألا يشاركه فى أمه أحد . حتى وإن كان أخا له فهو يغار منه فيا بالك بأطفال متعددين 
تقوم امرأة ليست أمهم برعايتهم ؟ ولا يغنى عن حنان الام حنانٌُ مأثة مربية ٠‏ فليس 
للمريات جميعاً قلب: الأ التى ولدت الطفل . فالحنان الذى تعطيم الأم ليس حناناً 
شكلياً ولا وظيفياً . ولكنه طبيعة حياة خلقها الله لتعطى العطاء الصحح , ٠‏ لذلك 
لابد من إعطاء الطفل فترة يشعر فيها بأن أمه التى ولدته له وحده . ولا يشاركه فيها 
أحد حتى لو كان أخا له . وثمر عليه فترة بعد أن يخرج من مهد الطفولة الأولي إلى 
الشارع ليجد حركة الحياة . ويجد القائمين على حركة الحياة هم الرجال وآباء أمثاله 
من الأطفال فيحب بعد ذلك أن يُنسب إلى أب له كيان معروف فى المجتمع 
الخارجى . 


فمن مقومات تكوين الطفل أن يشعر أن .له آمَأ لاايشاركه فيها أحد.. وأن له أب 
لا يشاركه فيه أخد . وإن شاركه فيه! أحدٌ فهم إخوته ويضمهم ويشملهم جميعا 
حنان الام ورعاية الآب . لقد اعترف أهل العلم بتربية الاطفال أن احتياج الطفل 
لأمه هو احتياج هام وأسامى للتربية لمدة عامين وبضعة من الشهور . والحق تبارك 
وتعالى حين أنزل على رسوله قبل أربعة عشر قرنا من الأن + القول الحكيم الصادق 
بين هذه الحقيقة واضحة فى أجل ضورها : 
ممةقءوء + ال اس كر صم صاصم ٠‏ كر ص عله -. 
ْنَا الإنسنَ بولديه سن مله امه 0 2 6 
ردكت ع نايع قتزتيع ارين لذت تزني ار تةة 
ا مط اعم م م مع ع ف مقع 
آل انعسي عل وعل و'لدَى أن أعْمَلَ صَللِمًا ترضله واصالح لى ف در ب لل 
عمس مم 007 
بت إِنكَ مف من لْمِْيِينَ 2 © ., 


( سورة الأحقاف ) 





77101 
7لمسجسصحخصحمححص و حو وححيوصه ند هه 
إن الام هى الحاضنة الطبيعية للطفل كما أرادها الحق . إذن ء فالحق يريد أن 
يحمى اللبنة الأولى فى تكوين المجتمع وهى الأسرة فى البناء الغقدى من أن تتأثر 
بالخرةء ويريد أن حفظط للأسرة كياناً حلم . 


ويعالج الحق بعد ذلك قضية التواصل مع المرأة أثناء فترة الخيض فياق التشريع 
ليقنن هذه المسألة لأن الإسلام جاء وفى الجو الاجتماعى تياران : 


تيار يرى أن الخائض هى امرأة تعان من قذارة » لذلك لا يمكن للزوج أن ياكل . 
معها أو يسكن معها أو يعاشرها أو يعيش معها فى بيت واحد وكذلك أبناؤه . وتيار 
آخر يرى المرأة فى فترة الحيض امرأة عادية لا فرق بينها وبين كونها غير حائض أى 
تباشر جياتها الزوجية مع زوجها دون تحوط أو تحفظ . كان الحال ‏ إذن ‏ متأرجحا 
بين الافراط والتفريط . فجاء الإسلام ليضع حداً هذه المسألة فيقول الحق سبحانه 
وتعالى : . 


527 


جة وتنك كلك عن ألميو ل مواد تاغترنوا 
ليآ ف الْمَحِيِضَ ل 
لهك وهر يِنْحَيْتُ مر َه 
جب لين ويا مورت 09 4# 
حين نقرأ وهو أذى ٠‏ فقد أخذت الحكم ممن يُوْمِنُ على الأاحكام » ولا تناقش 
المسألة . ومهما قال الطب من تفسيرات وتعليلات وأسباب نقل له : لا . الذى خلق 


قال : « هو أذى ه . والمحيض يطلق على الدم . ويراد به أيضا ‏ مكان الحيض » 
ويراد به زمان الحيض . 





4 


092202 2© ١ 922+ جح وج‎ ١٠١٠١ 


وقوله الحق عن المحيض إنه أذى بهيىء الذهن لأن يتلقى حكما فى هذا الاذى » 
وبذلك يستعد الذهن للخطر الذى سيآ به الحكم . وقد جاء الحكم بالحظر والمنع بعد 


أن سبقت حيثيته . 


إن الحق سبدحائه وتعالى وهو الخالق أراد أن تكون عملية الحيض ف المرأة عملية 
كبياوية ضرورية حياتها وحياة الإنجاب . وأمر الرجال أن يعتزلوا النساء وهن 
حوائض ؛ لأن المحيض أذى هم . لكن هل دم الحيض أذى للرجال أو للئساء ؟ إنه 
أذى للرجال والنساء معا ؛ لأن الآية أطلقت الأذى. ولم تحدد من المقصود به . 
والذئ يدل على ذلك أن الخيض يعطى قذارة للرجل فى مكان حساس هو موضع 
الإنزال عنده . فإذا وصلت إليه الميكروبات تصيبه بأمراض خطيرة . 


والذى يحدث أن الحق قد خلق رحم المرأة وى مبيضيها عدد محدد معروف له 
وحده سبحائه وتعالى من البويضات . وعندما يقر ز أحد المبيضين البويضة فقد لا يتم 
تلفيح البويضة . فإن بطانة الرحم المكون من أنسجة دموية تقل فيها نسبة الرمونات 
التى كانت تثبت بطانة الرحم . وعندما تقل نسبة الهرمونات يحدث الحيض . 


والحيض هو دم يحتوى على أنسجة غير حية . وتصبح منطقة المهبل والرحم أن 
حالة تيج . لأن منطقة المهبل والرحم حساسة جدا لنمو الميكروبات المسببة 
للالتهابات سواء للمرأة ٠‏ أو للرجل إِنْ جامع زوحته ك5 فكرة الخيض . والخيض 
يصيب المرأة بأذى فى قوتها وجسدها ؛ بدليل أن الله رخص ها ألا تصوم وألا تصل . 
إذن فالمسألة منبكة ومتعبة لها. فلا يجوز أن يرهقها الرجل بأكثر مما هى عليه . 


إذن فقوله تعالى : « هو أذى » تعميم بأن الاذى يصيب الرجل والمرأة. وبعد ذلك 
بِينْ الحق أن كلمة ٠‏ أذى ؛ حيثية تتطلب حك يرد . إما بالإباحة وإما بالحظر . 
ومادام هو أذى فلا بد أن يكون حظرا . 


'يقول عز وجل : ٠‏ فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن ٠‏ والذى يقول : إِنْ 
المحيض هو مكان الحيض يبتى قوله بأن المحرم هو المباشرة الجنسية ٠‏ لكن ما فوق 





صمو صمحخحصمححطمحح و صمحو وريه 
السرة وما فوق الملابس فهو مباح ‏ فقوله الحق : « ولا تقربوهن » أى لا تأترهن فى 
المكان الذى يأتى منه الأذى وهو دم الحيض . و حتى يطهرن فإذا نطهرن فاتوهن من 
حيث أمركم الله :.ود يطهرن » من الطهور مصدر طهر يطهر . وعندما نتأمل 
قوله : « فإذا تطهرن ٠‏ نجد أنه لم يقل : ٠‏ فإذا طهرن » . فيا الغفرق بين « طهر» 
ودتطهرع؟ 30 


إن ٠‏ يطهرن » معناها امتنع عنهن الحيض . وه تطهرن ٠‏ يعنى اغتسلن من 
الحيض ؛ ولذلك نشأ خلاف بين العلماء . هل بمجرد انتهاء مدة الديض وانقطاع 
الدم يمكن أن يباشر الرجل زوجته . أم لا بد من الانتظار حتى تتطهر المرأة 
بالاغتسال ؟. 


وخروجا من الخلاف نقول : إن قوله الحق ؛ « تطهرن ٠‏ يعنى اغتسلن فلا مباشرة 
قبل الاغتسال . ومن عجائب آلفاظ القرآن أن الكلمات تؤثر فى استنباط الحكم . 
ومثال ذلك قؤله تعالى : 
« امعان كم وي فى كمب مكئون جه لَايسهم إلا المطهرون جه » 

( اسورة الوافعة ) 

ما المقصود إذن ؟ هل المقصود أن القرآن لا يمسكه إلا الملائكة الذين طهرهم الله 
من الخبث ء أو أن للبشر أيضا حى الإمساك بالمصحف لأهم يتطهرون ؟ بعض 
العلماء قال : إن المسألة لابد أن ندخلها فى عموم الطهارة . فيكون معنى 
« إلا المطهرؤن »؛ أى الذين طهرهم من شرع هم التطهير ؛ ولذلك فالملم حين 
يغتسل أو يتوضاً يكون قد حدث له أمران : التطهر والطهر . 


فالتطهر بالفعل هر الوضوء أو الاغتسال . والطهر بتشريع الله . فكيا أن الله طهر 
الملائكة أصلا فقد. طهرنا معشر الإنس تشريعا . وبذلك نفهم الآية على إطلاقها 
ونرفع الخلاف . وقول الحق فى الآية التي نحن يصدد خواطرنا عنها : « حتى 
يظْهْرن » أى حتى يأذن الله هن بالطهر . ثم يغتسلن استجابة لتشريع الله هن 
بالتطهر . «فأتوهن من حيث أمركم الله » يعنى فى الأماكن الحلال . 





البق 
.009030990339339 
: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ٠‏ وأراد الحق تبارك وتعالى أن يدخل عليك 
ائعآ ٠‏ فكا أنه طلب منك أن تتطهر ماديا فهو سبحانه قبل أيضاً منك أن تتطهر 
معنويا بالتوبة » لذلك جاء بالأمر حسيا ومعنويا . وبعد ذلك جاء الحق سبحانه 
وتعالى بحكم جديد . هذا الحكم ين إشكالا أثارة اليهود . 


وقد كان اليهود يثبرون أن الرجل إذا أتى امرأته من خلف ولوف قبلها - نضم 
القاف ‏ جاء الولد أحول . ود القبل ه هو مكان الإثيان . وليس مغناه الانيان فى 
الدبر والعياذ بالله كما كان يفعل قوم لوط . ونا كان هذا الاشكال الذى أثاره اليهود 
لا أساس له من الصحة فقد أراد الحق أن يرد على هذه المسألة فقال : 


3-0 


يآ عي لعا شِنمٌ 
وَقَدَهُوأ أشي وَاثو وَآتَقَوأ أَشّهَ حص 
ست مم عيطي 5 


إن الحق سبحانه وتعالى يفسح المجال للتمتع للرجل والمرأة على أى وجه من 
الأوجه شريطة أن بن يتم الإتيان فى محل الإنبات . وقد جاء الحق بكلمة و حرث » هنا 
ليوضح أن الحرث يكون فى مكان الإنبات . ٠‏ فاتوا حرثكم » وما هو الحرث ؟ 
احرث مكان استنبات الات . وقد قال تعالى : 

« ريد لتر ركنن 4 

( من الأية 5*6 سورة البقرة ) 

فأتوا المرأة فى مكان الزرع . زرع الولد . أما المكان الذى لا ينبت منه الولد 
قلا تقر بوه كس الئاس لراحط (اقره - « فأتوا خرتكم أن عتم > معناها 
إنيان المرأة فى أى مكان . وذلك خطأ ؛ لأن قوله : « نساؤكم حرث لكم » يعنى محل 





ان 
وح :2 © وو وح وحصت بوخ و دوا 

استنبات الزرع ٠‏ والزرع بالنسبة. للمرأة والرجل هو الولد ٠‏ فأتها فى المكان الذى 
ينجب الولد على أى جهة شئت . 

ويتابع الحق ؛ 3 وقدموا لانفسكم »© أى إياك أن تأنذ المسألة على أنها استمتاع 
جنسى فحسب ٠‏ إنما يريد الحق سبحانه وتعالى بهذه اللذة الجنسية أن يحمى متاعب 
ما ينشأ من هذه اللذة ؛لأن الذرية التى ستأتى من آثر اللقاء الجنسى سيكون لها 
متاعب وتكاليف ٠‏ فلو لم يربطها الله سبحانه وتعالى بهذه اللذة لزهد الناس فى 
الجماع . 

ومن هنا يربط الحق سبحانه وتعالى بين كدح الآباء وشقائهم فى تربية أولادهم 
بلذة الشهوة الجئسية حتى يضمن بقاء النوع الإنسانى . ومع هذا يحذرنا الحق أن 
نعتبر هذه اللذة الجنسية هى الأصل فى إتيان النساء فقال : ١‏ وقدموا لأنفكم * » 
يعتى انظروا جيداً إلى هذه المسألة على آلا تكون هى الغاية » بل هى وسيلة ٠‏ فلا 
تقلبوا الوسيلة إلى الغاية » « وقدموا لانفسكم * أى ادخروا لأنفسكم شيئا ينفعكم 
فى الأيام المقبلة . 

إذن. فالاصل فى العملية الجنسية الإتجاب . « وقدموا لأنفسكم » أى لا تأخذوا 
المناع اللحظى العاجل على أنه هو الغاية بل خذوه لما هو آت . وكيف نقدم لانفنا ؟ 
أو ماذا نفعل ؟ حتى لا نشقى بمن يأتى ٠‏ وعليك أن تتبين هذه العملية فقدم 
لنفسك شيثاً يريحك. . وافعل ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ساعة 
تأتى لهذه النعمة وتقتبرب من زوجتك لابد أن تسمى الله وتقول : 3 اللهم جنبنى 
الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنى ؛ ؛ وعندما يأتى المسلم أهله وينشأ وليده فلن 
يكون للشيطان عليه دخل . وقال بعض العلماء : لا يمكن أن يؤثر فيه سحر ٠‏ لماذا 
كل ذلك ؟. 

لأنك ساعة استنبته أى زرعته ٠‏ ذكرت الْْبِتْ وهو الله عز وجل . وما دمت 
ذكرت النيث الخالق فقد جسلت الابيك حصانة آبدية .:وعلى تكس ذلك ينقا الطفل 
الذى ينسى والده الله عندما يباشر اهله فيقع أولاده فريسة للشياطين . 


« رقدموا لانفسكم ؛ أى قدمزا لها ما يريحكم وما يطيل أمد حيانكم وأعمالكم فى 


الخياة ؛ لآنك عندما تقبل على المسألة بنية إنجاب الولد . -وتذكر الله وتستعيذ من 
الشيطان فينعم عليك الخالق بالولد الصالح . هذا الولد يدعو لك . ويعلم أولاده 
أن يدعوا لك . وأولاد أولاده يدعون لك . وتظل المسألة مسلسلة فلا ينقطع عملك 
إلى أن تقوم الساعة . وهنا تكون قدمت لنفسك أفضل ما يكون" التقديم . 


وهب أنك رُزقت المولود ثم هات ففجعت به واسترجعت واحتسبته عند ريك . 
إنك تكون قد قدمته . ليغلق عليك بابا من أبواب النيران ‏ إذن فكل أمر لابد أن 
تذكرفيه م وقدموا لأنفسكم ؛ 


ويفول الحق : ١‏ واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين » معنى ٠‏ اتقوا 
الله » أى إياكم أن تغضبوا ربكم فى أى عمل من هذه الأعال . وكن أبها المسلم فى 
هذه التقوى على يقين من أنك ملاقى الله ٠‏ ولا نشك فى هذا اللقاء أبدا . ومادمت 
ستتقى الله وتكون على يقين أنك تلاقيه لم يبق لك إلا أن تبشر بالحنة . وبعد ذلك 
يقول الحق سبحانه : 


وَلَاجحمُوا لوأ أله عرص باد كُمْ أن تَبروأ 
6 


ا 500 5 0 
تَمَُا وَفْضلِح أب اَي نوسيم عليغ. 7 له 


وف الآبة ثلاثة أشياء : أولا : أن تبروا . أى أن تفعلوا البر . والير قد يكرهه 
الإنسان لأنه شاق على النفس . ثانيا : أن تتقواء أى أن تتجبوا المعاصى . والتقوى 
تكون أيضا شاقة فى بعض الأحيان . ثالثا : أن تصلحوا بين الناس . أى أن 
تصلحوا ذات البيئّن . وقد يكون فى الإصلاح بين الناس مئونة وذلك بعد أن تمتنعوا 
أن تجعلوا الله عرضة للقسم , 


وحين يقول الحق : ولا تجعلوا الله .عرضة لأيّانكم » فالعرضة هى الحجاب . 





دي عدج لبجو 
حوورح وجح ت+ج:5 117١2254525+‏ 6 


وهى ما يعترض بين شيئين . « وعرضة ٠‏ هى - أيضا ‏ الامر الصالح لكل شىء » 

فيقال: وفلان عرضة لكل المهمات »ه. أى صالح. والعرضة ‏ كما 
عرفنا هى ما اعترض بين شيئينء كأن يضع الإنسان بده على عينيه 
فلايرى الضوء . هنا تكون اليد وعُرضة » بين عينى الإنسان والشمس . 
إن الإنسان يحجب بذلك عن نفسنه الضوء . 


كان الحق يقول : أن لا أريد أن تجعلوا اليمين عرضة بين الإنسان 
وفسل الخير والبر والتقوى » . فعندما واب بعلةه واد عن 


اليمين بالله قاتفا يلكا وبع واه 


ويريد الحق بذلك القول أن ينبهنا إلى أن القسم به لا يجوز فى منع البر أو صلة 
الرحم أو إصلاح بين الناس . . ومن خلف على شىء فرأى غيره خيرا منه فليفعل 
الخير وليكفر عن بمينههماذا ؟ لآن المؤمن عندما يحلف عل ألا يفعل خيراً فهو يضع الله 
مائعا يله وين القتره اوبذللةه يكون 8 اناقضى المؤمن نفسه بأن جعل المانع هو 
الحلف بالله . إن الله هو صاحب الأمر بالبر والتقوى والإصلاح بين الناس . لذلك 
فالحق' يقول : « ولاتجعلوا الله عُرضة لأيّاتكم ٠‏ . أى أن الحق يريد أن يحمى 
عمليات البى والتقوى والإصلاح بين الناس 0 


إنك إن حلفت أبها المؤمن ألا تفعل هذه الغمليات:فالحق يريد لك أن تحنث فى 
هذا القسم وأن تفعل البر والتقوى والإصلاح بين الناس حتى لا نتناقض مع تشريع 
اله :.ونحن عنذما نجد المجتمع وقد صنع فيه كل قرة الب » واتقى فيه كل إنسان 
المعاصى ٠‏ ورأى فيه كل إنسان نزاعاً بين جماعتين فأصلح هذا التزاع » أليس هذا 
دخولا فى السلم كافة و اعطيها سو دواعي 


إن الحق هو الآمر بألا يجعل المؤمن اليمين مائعاً بين الإنسان والير ٠.‏ أو بين 
الانسان والتقرق ٠‏ أو ب بين الإنسان والإصلاح ين الناس . ويتساهل الإسلام فى 





324222202240242 2ت جر25‎ 1+١ 


مان التزابير: وتلق فى الر رفول النتلف. السنالم + لتقف شيومن البرو لذن 
جع فى البر فيقوا لح بر من الم 


فالمجتمع الذى فيه صنع الب » وتقوى المعاصى ٠‏ والصلح بين المتخاصمين يدخل فى 
إطار : 


« نكن 33 
( من الأية. ٠١4‏ سورة الغرة) 


والإنسان قد يتعلل بأى سبب حتى يبتعد عن البر أو التقوى أو الإصلاح بين 
الناس . بل يعمل شيئا يريحه ويخلع عليه أنه متئل لأمر الله . ولنضرب لذلك مثلا . 
سيدنا أبويكر الصديق رضى لله عنه بعد أن جاء مسطح بن أثائة واشترك مع من 
خخاضوا فى الآفك الذى اتهموا فيه أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها . 


وخلاصة الأمر أن عائشة رضى الله عنها زوجة رسول الله صل الله عليه وسلم . كانت 
قد خيرجت مع الرسول الكريم فى غزوة ‏ بنى المصطلق » وكان الأمر بالحجاب قد نزل 03 
لذلك خرجت عائشة رضى الله عنها ى هودج . 


وفام الرسول بخزوته وحان وقت العوذة . وفقدت عائشة عقداً لها . وكانت رضى 
الله عنها خفيفة الوزن ؛ لان الطعام فى تلك الآيام كان قليلا . راحت عائشة رضى 
الله عنها تبحث عن عقدها المفقود . وعندما حملوا هودج عائشة ة رضى الله عنها لم 
يفطنوا أن عائشة ليست به . ووجدت عائشة عقدها المفقود . وكان جيش رسول الله 
قدابتعد عنها . وظنت أنهم سيقتقدونهأ فيرجعون إليها . وكان خلف الجيش صغوان 
ابن المعطل السلمى وعرفته عائشة وأناخ راحلته وغادت عائشة إلى المدينة . ودار 
خحديث الإفك بوساطة عبدالله بن أنىّ بن سلول رأس النفاق . 


وكان الغم والحزن يصيبان السيدة عائشة طوال مدة كبيرة وأوضح الحق كذب هذا 
الحديث , وذاع ماذاع عن أم المؤمنين عائشة لشة وهن: زوجة رسول الله صل الله عليه 
وسلم قبل أن تكون بدت أبى بكر . وأبوبكر صِديق رسول الله صلى الله عليه وسلم 





صمححوححيصتص مححوو حمحص صرب ه 


ولو أن غير عائشة حدث ها ما حدث لعائشة لكان موقف أبى بكر هو موقفه عندما . 
جاء قريبه مسطح بن أثائة واشترك فى حديث الإفك مع من اشتركوا ثم يبرىء 
الله عائشة وينزل القول الذى يثبت براءة أم المؤمنين فى حديث الإفك .» وحين 
يبرئها الله يأق أبو بكر وكان ينفق على مسطح فيقطع عنه النفقة ويقول « والله 
لا أنفق عليه أبداً » لماذا ؟ لأنه اشترك فى حديث الافك . والمسألة فى ظاهرها ورع . 
لذلك سيمتنع عن النفقة على مسطح بن أثائة لآن مسطحاً خاض فى الإفك الكو 
انظر إلى مقاييس الكهال والجمال والفضائل عند الله فقد أوضح الحق أن هذا طريق » 
وذاك طريق آخر . فيقول سبحانه وتعالى : 

« لات ونوا انقضي ينك انم نمؤتو أل سكين وان 


0 عومو7 و نوم د مس ا م م 


سبل لله ولبعفوا وليصفحواً ألا بون أن يعفر 2 4 وألله غفور 
نحم © 4 


( سورة الترر) 
فإذا كنت تحب أن يغفر الله لك . أفلا تغفر لمن فعل معك سيئة ؟ . ومادمت تريد 
أن يغقر الله لك فاغفر للناس خطأهم . قالما الحق عز وجل لأبى بكر ؛ لأنه وقف 
موقفا من رجل خخاض فى الإفك مع من خحاض ومع ذلك يبلغه أن ذلك لا يصح . 


قوله تعالى : ٠‏ ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم أن تبروا » لا تقل :إنى حلفت بالله 
على ألا أفعل ذلك الخيركلا . افعله فالله يرضى لك أن تحنث وتكفر عن يمينك . 


« ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا ونصلحوا بين الناس والله سميع 
عليم ؛ . إن الله عز وجل يبلغنا : أنا لا أريد أن تجعلوا الحلف بى عُرضة . يعنى 
حاجزاً أو مائعاً عن .فعل الخير تقلا الو طقب-متلك أذاتكن كلهسا أمناء اليلق 
فلا تقل : حلفت ألا أبرَ به لأنه لا يستحق . عندها تكون قد جعلت اليمين بالله 
مَائقا :لبر . وكآن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يقول لك : لا . أنا متجاوز عن 
اليمين بى ؛ إن حلفت ألا تبر أو لا تنقى أو لا.تصل رحا أو لا تصلح بين اثنبت ٠‏ أنا 
تسامحت فى اليمين , 





جه ؛ أذ رحو 202492200996999 
والحديث يقول : ( من حلف على يمين فرأى غيرها يرا منها فليأت الذى هو خير 
وليكفر عن يمينه )(') وهكذا يحمى الله سبحانه وتعالى فعل البر ويحمى التقوى ويحمى 
عمليات الوصلاح بين الناس ٠‏ ولو كنت قد حلفت بالله ألا تفعلهاءماذا ؟ لانك 
عندما تحلف بالله ألا تفعل . وتجعل الله سبحانه وتعالى هو المانع ٠‏ فقد ناقضت 
التشريع نفسه ؛ لأن الله هو الآمر بالبر والإصلاح والتقوى . فلا تجعل يمين البشر 

مانعا من تنفيذ منيج رب البشر . 


ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس ٠‏ إن حلفت 
على ترك واجب وجب أن ترجع فى اليمين . احنث فيه وكفر عنه ؛ والحكم نفسه 
يتترى عل لذ جنع متلكاته كالدابة أو الماكينة أو السيارة من أنتماع الناس بها بحجة 
أنه حلف آلا يعيرها لأحد ؛ وذلك أمر يحدث كثيرا فى الأرياف . 


ويختم الحق سبحانه وتعالى الآية بالقول الكري يم : ووالله سميع عليم ٠‏ . إنه 
عه سيم لمن الل اميد ...تلب تلت دكاتت غير لخر لل يل 
اليمين حجة لأن تمنع البر والتقرى والإصلاح . والحق سبحانه وتعالى عندما يتكلم 
عن أليمين يعطينا أصلا من أصول اعتبار اليمين هل هو يمين حقا أو لغوء ومن رحمة 
الله أنه سبحانه وتعالى لم يأخذ إلا باليمين الذى عُقد القلب عليه » أى الذى يقصد 
صاحبه ألا يحنث فيه ء أما لغو اليمين فقد تجاوز الله عته . 


مثلاً . ليان الدارجة على األسئة الناس كقوهم ٠:‏ والله لولم تفعل كذا لفعلت 
معك كذا؛ة. «دولله. سأزورك ٠‏ . : والله ماكان قصدى» أو الحلف بناءٌ على 
الظن ؛ كأن تحلف بقولك : « والله حدث هذا » وأنت غير متأكد من تام حدوثه , 
لكن ليس فى مقصدك الكذب . 


أا أليمين الغموس نهى الحلف والقسم الذى تعرف كذيه وتجلف بعكس 
ما تعرفا؛ كأن تكون قد شاهدت واحدأً يسرق أو يقتل وتحلف بالله أنه لم يسرق أو 
لم يقل . من أجل ذلك كله يسم الله سبحانه وتعالى هذه القضية بقوله : 


)١(‏ هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم والترمذى والإمام أحمد فى مده عن أى هريرة 








040 





4 هاه 0 


- 
2 


اناق لتر نتوج ولك يرايلم 


وكان من المناسب أن تأتى هذه الآية بعد كل ما سبق لأنه سبحانه أوضح لنا اليمين 
التى لإ تقع وكأنه قال لنا : ارجعوا فيها واحنثوا وسأقبل رجوعكم فى مقابل أن تبروا 
ونتقوا وتصلحوا . فإذا كان قد غبل تراجعنا عن هذا اليمين فلآن له مقابلا فى فعل 
الخير . وقوله الحق : دبما كسبت قلوبكم ه هو المعنى نفسه لقوله تعالى : 


« ولتكن يواد عند م الأبمدن 8 
دمن الأبة 4 سورة المائدة ) 
اى الشىء المعقود فى النفس والذى رسخ داخل نفسك ع لكن الثىم الذى يمر 
ُّ اللسان فلا يؤاخذنا الله به . ٠‏ لا يؤاخذكم الله باللغوفى أيعانكم ٠»‏ والأيمان جمع 
يمين : واليمين : هو الحلف أو القسم . وسمى يمينا ؛ لأنهم كانوا قدياً إذا تحالفوا 
سيام : امرىء متهم يمينه على مين صاحبه . وذلك لأن اليمين هى الجارحة 
الفاعلة . 


وبالمناسبة . فالجارحة الفاعلة إياك أن تظن أتها تفعل بالرياضة والتدزيب ٠‏ وإنما 
هى تفعل بالخلق أى كا خلقها الله ٠.‏ فهى مجيرة على الفعل حسب خلقتها . 


ولذلك عندما تجد إنانا ويده اليمنى لا تعمل ويزاول أعباله بيده اليسرئ 
فلا تحاول أن تجبعله يستخدم اليمنى بدلا من اليرى ؛ لأن محاولتك عبث لن 
يجدى ؛ لأن السبب فى أنه يستخدم اليسرى بدلا من اليمنى سبب خلقى . فالجهاز 
الخاص بالتحكم فى الحركة فى المخ هو الذى. يقر هذا الأمر : إن كان مخلوقا فى 
النصف الأيمن من المخ كانت اليد اليمنى هى الفاعلة . وإن كان محلوقا فى النصف 





وي انق 
ص ١‏ مجح :25955599259525 
الأيسر من الم قاليد اليسرى هى التى تعمل . 
لذلك تجد الذى يكتب بيده اليسرى يتقن الكتابة بها أفضل من الذى يكتب 
باليمنى فى بعضض الأحيان » ومن هنا تقول : إنه من خط أن تحاول تغيير سلوك 
الذى يعمل بيده اليسرى بدلا من اليمنى ؟ لآن ذلك عبث لن يصل لنتيجة . 
واحيانا تجد الجهار المنحكم فى حسركة اليدين موجوداً فى منتصف ووسط المخ: 
فيرسل حركات متوازنة لليد اليمنى واليد اليسرى مغا . ولذلك تجد شخصا يكتب 
بيذيه اليمنى واليسرى معا بالسرعة نفسها وبالإتقان نفسه ٠‏ ويؤدى بهما الأعمال يتلقائية 
عادية . وللّه فى خلقه شئون ١‏ فهو يعطينا الدليل على أنه لا تحكمه قواعد ١‏ فهو قادر 
على أن يجنعل اليد اليمنى تعمل ٠‏ وقادر على أن يجعل اليد اليسرى تعمل» أو 
يجعلهما يعملان معا بالقوة نفسها » أو يجعل كلتا اليدين غير قأبلتين للعمل . إنها 
ليت عملية آلية نخارجة عن إرادة الله ٠‏ بل كل شىء خاضع لإرادته سبحانه , 
: لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيماتكم ؛ المقصود به الحلف . والحلف من معائيه 
التقوية » وهى ماخوذة من الحلف ٠‏ وهو أن يتحالف الئاس على عمل ما . ونحن 
عندما تتحالف على عمل فنحن نقسّم العمل بيننا » وعندما نفعل ذلك يسهل علينا 
جميعاً أن تفعله . 
« لا يؤاخذكم الله باللغو فى آيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله 
غفور حليم © والكسب عملية إرادية . لانك ساعة تقسم بالله دون أن تقصد فهر لا 
يؤاخذك » وهذ! دليل عسلى آن الله واسع حليم . ويقول الحق سبحانه وتعالى بعد 
ذلك : 
>5 سروك 2 اعر مدر 
+ لِلَِنَموْلُونَمِ نيهم ربص 
عست و وساي يكو 2 مم2 دياه : 
أربحَة أَكْه رين فهو وَإنَألَه حَمُو رييخ () كه 
ص 





دلق 
020202999220002 بوص 
يؤلون : أى يحلفون ألا يقربوا أزواجهن فى العملية المخصوصة ٠‏ ويريد الرجل 
أحيانا أن يؤدب زوجته فيهجرها فى الفراش بلا يمين » وبدون أن يحلف . وبعض 
الناس لا يستطيعون أن يمتنعوا عن نسائهم من تلقاء أنفسهم . فيحلفون ألا يقربوهن 
حتى يكون اليمين مانعا ومشجعا له على .ذلك . وكان هذا الأمر مالوفا عند العرب 
قبل الإسلام : 


كان الرجل يمتنع عن معاشرة زوجته فى الفراش أى فترة من الزمن يريدهاء 
وبعضهم كان يحلف ألا يقرب زوجته زمنا محددا . وقبل أن ينتهى هذا الزمن يحلف , 
يمينا آخر ليزيد المدة فتّرة أخرى ء وهكذا حتى أصبحت المسألة عملية إذلال للمرأة» 
وإعضالا ها ء وامتناعا عن أداء حقها فى المعاشرة الزوجية . وكان ذلك إهدارًا لحق 
الزوجة فى الاستمتاع بزوجها . 


ويريد الحق سبحانه وتعالى أن ينهى هذه المسألة » وهو سيحانه لا ينبيها لحساب 
طرف على طرف . وإنما بعدل الخالق الحكيم الرحيم بعباده . وكان من الممكن أن 
يجرمها ويحرمها نهائيا ويمنع الناس منها . لكنه سبحانه عليم بخفايا وطبيعة. النفوس 
البشرية . فقد ترى امرأة أن تستخل إقبال الرجل عليها » إما لجبال فيها أو لتوقد 
شهوة الرجل . فتحاول أن تستذله ؛ لذلك أعطى الله للرجل الحق فى أن يمتنعم عن 
زوجته أربعة أشهر . أمّا أكثر من ذلك فامرأة لا تطيق أن بمتنع زوجها عنا . 


« للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ه 
والإسلام يريد أن يبنى الحياة الزوجية على أساس واقعى لا على أفكار مجنحة ويجحفة 
لا تنبت أمام الواقع . فهو يعترف بالميول فيعليها ولكن لا .هدمها : ويعترف بالغرائز 

وعناك فرق بين الضبط والكبت ؛ فإن الكبت يترك الفرصة للداء ليستشرى خفيا 
حتى يتفجر فى نوازع النفس الإنسانية تفجرا على غير ميعاد وبدون احتياط ٠‏ لكن 
الانضباط يعترف بالغريزة ويعترف بالميول » ويحاول فقط أن يهديها ولا بهدمها . 
ويخضع البشر فى كل أعاالهم هذه النظرية حتى فى صناعتهم . فالذين يصنعون 

22551355925 لتر لشي ا ا ار 


اذ الي 
و صمح ح وح هت + 220059552095 
المراجل البخارية مثلا يجعلون فى تلك المراجل التى يمكن أن يضغط فيها الغاز ضغطا 
فيفجرها يجعلون ها متنفسا حتى يمكن أن بخفف الضغط الزائد إن جد .. وقد 
يصممون داخلها نظاما آليا لا يتدخل فيه العقل بل تحكم إلآلة نقسها . 


والحق سبحانه وتعالي وضع نظاما واضحا قّ خلقه الذين 1 خلقهم 3 وشرع هم 
تكوين الأسرة على أساس سليم . وبنى الإسلام هذا النظام أولا على سلامة العقيدة 
ونصاعتها ووحدتها حتى لا تتوزع المؤثرات فى مكونات الآسرة . لذلك منع المسلم 
من أن يتزوج من مشركة » وحرم على المسلمة أن تتزوج مشركا 5 وبعد ذلك علمنا 
معنىق الالتقاء الغريزى بين الزوجين . ولقد أراد الحق سبحانه وتعالى ألا يطلق العنان 
للغريزة فى كل زمان التواجد الزوجى , فجعل المحيض فترة يحرم فيها الجماع وقال : 
« انه في التحيض » 
( من الآية 577 سورة البقرة ) 
وهكذا يضبط الحق العلاقة الجنسية بين الزوجين ضبطا سليا نظيفا . 


الحق سبحانه وتعالى يعلم أن النفس البشرية ذات أغيار ؛ لآن الإنسان حادث له 
بداية ونهاية . وكل ما يكون حادثا لابد أن يطرأ عليه تغيير . فإذا ما التقى الرجل 
بالمرأة . كان لابد من أن يتحدد هذا اللقاء على ضوء من منج الله ؛ لأن اللقاء إن 
تم على منيج البشر وعواطفهم كان المصير إلى الفشل ؛ لأن مناهج البشر متغيرة 
وموقوتة . ولذلك يهب أن يكون لقاء الرجل بالمرأة على ضوء معايير الله . 


فالله يعلم أن للنفس نوازع ومتغيرات . ومن الحائز جدا أن يحدث خلاف بين 
الزوجين , فيجعل الله سبحانه وتعالى متنفسا يتنفس فيه الزوج للتأديب الذى ينشد 
التهذيب والإبقاء » فشرع للرتجل إن رأى فى امرأته إذلالا له بجياها وبحسنها » وقد 
يكون رجل له مزاج خاص ورغية جاعحة فى هذه العملية ؛ لذلك شرع الله له فترة من 
الفترات أن يحلف ألا يقرب امرأته . ولم يجعل الله تلك الفترة مطلقة . إنما قيدها 
بالحلف حتى يكون الأمر مضبوطا . 


05107005 مع محف . 
راجع أصله وخرج أحاديثه الدكتور أحمد عمر هاشم نالب رئيس جامغة الأزهر , 


09999992 "1 


2 


اب 
و وحص و توح وص وص ص نحص و نوحص 0ص ووص تت أإا و 
فالحق يريد العلاج لا القسوة . فلولم يكن الرجل مضبوطا بيمين فقد يُغير رأيه : 
بأن يأق زوجته . ولذلك قال الحق : «للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة 
أشهر ه أى إِنْ لك أيها الزوج أن تحلف الا تقرب زوجتك أربعة أشهر لكن إن زادت 
المدة على أربعة أشهر فهى لن نكون تادييا بل إضرارا . والخالق عز وجل يريد أن 
يؤدب لا أن يضر . .فإذا ما تجاوزت المدة يكون الزوج: متعديا ولاحق له . 


إن الحق سبحانه وتعالى هو خالق الميول والعواطف والغرائز ويقنن لها التقنين 
السليم . إنه عز وجل يترك لنا ما يدلنا على ذلك . ففى خلافة عفر بن الخطاب 
رضى الله عنه . يمر عمر فى جوف الليل فيسمع امرأة تقول الأبيات المشهورة : 


تطاول: إهنذا اليق وابود جابةه 
وأرقنى إلاخليل الاعيه 

فيالل! ليرلا الللد. كتين ضيافية 
١‏ تلوق مج سا الجردر سويد 


معنى ذلك أن المرأة تعاق من الوحشة إلى الرجل . وتوشك المعاناة أن تدفعها إلى 
سلوك غير فويم . لكن تقوى الله هى التى تمنعها من الانحراف . ومن الجائز أن ' 
نتساءل كيف سمع عمر هذه المرأة وهو يسير فى الشارع . وأقول : إن المرأة التى تأق 
غندها هذه الأحاسيس تترنم فى سكون الليل . وعندما يسككن الليل لا تكون فيه 
ضجة فيسهل ساع ما يقال داخخل البيوت ٠‏ ألم يسمع عمر كلام المرأة التى تبادل 
ابنتها فى غش اللبن ؟ 


ولا سمع الفاروق كلام هذه المرأة التى تعان من وحشة إلى الرجل . ذهب بفطرته 
العليدة ولليج الدرقة إلى السوتحففة حفصة أم المؤمنين رضى الله عنبا . وقال ها ! كم 

تصير المرأة على بعد الرجل ؟ فقالت : من ستة شهور إلى أربعة أشهر . 

تيسن ميونت ورج بن رقن ألا بعد جندى من جنود 
المسلمين عن أهله أربعة أشهر . إذن فقول الح سبحانه وتعالى : « للذين يؤلون من 
نسائهم تربص أربعة أشهر ه سبق حادئة عمر . ثم ترك الحق لواقع الحياة أن بين لنا 





5100 
ى ٠١‏ صوص حوت 52600092222545 


صدق ماقننه لناء ويأق عمر ليستنبط الحكم من واقع الحياة . 


٠‏ فإن فاءوا » أى فإن رجع الرجل ٠‏ وأراد أن يقترب من زوجته قبل مضى الأربعة 
أشهر ؛ فللرجل أن يكفر عن ينه وتنتهى المسألة . ولكن إذا مرت الشهور الأربعة 
وتجاوزت المقاطعة مدتها يؤمر الزوج بالرجوع عن اليمين أو بالطلاق . فإن امتنغ 
الزوج طلقها الحاكم . وقال بعض الققهاء : إِنْ مضى مدة الأربعة أشهر دون 
أن يرجع ويفىء يجعلها مطلقة طلقة واحدة يائنة : ولذلك يقول الحق : 


حلقة وَإنْعَرَوأ ألطَلَقَ نمه يع عَليعٌ 7) كه 


واختلف العلياء ؛ هل تطلق الزوجة طلقة بائنة أو طلقة رجعية ؟ ومعني ٠‏ طلاق 
رجعى ٠‏ مأخوذ من اللفظ نفسه ‏ أى أن الزوج له الحق أن يراجع امرأته دون إذن 
كفنا قرعا . أما الطلاق البائن فإنه لا عودة إلا إذا عقد عليها عقدأ جديدا بمهر 
جديد . 


والطلقة فى الإيلاء بينونة صغرى وهى التى تحتاج إلى عقد وفهر جديدين . هذا 
إذا لم يسبق طلاقان . والبينونة الكيرى وهى التى توصضف بأنها ذات الثلاث » 
فالزوجة فيها تطلق ثلاث مرات . فلا يصح أن يعيدها الزوج إلا إذ! تزوجت زوجا 
غيره . وعاشت معه حياة زوجية كاملة . ثم طلقها لأى سبب من الأسباب . وبعد 
ذلك يحق لزوجها القديم أن يراجعها ويعيدها إليه بعقد ومهر جديدين . لكن بعد 
أن يكتوى بغيرة زواجها من رجل آخر , والحق سبحانه وتعالى يعرض هذه المسألة 

٠ع‏ سرصم - 5 لكوتم مم «- 
للد يؤّلُون من لُسَاءِيم تربص أربعة 6< فإن قَآءْو فَإِنْ الله مور رحم 

ممه 2 
© كف عَرَمُوالطليّ مسيم لم © » 
( سورة البقرة) 





كلذابتة 
حمح ست جح سح :وه هت : وات نح ص وجح ألا 
فالإسلام دين واقعى يعطى الزوج المسلم أشياء تنفس عن غضبه . وأشياء تمكنه 
من أن يؤدب زوجته . ولكن الإسلام لا يحب أن يتمادى الرجل فى التأديب . وإذا 
تمادى وتجاوز الأربعة الأشهر نقول له : لابد أن يوجد حد فاصل . 


وبعد ذلك ينئقل الحق سبحانه وتعالى فى التكليف إلى أن يتكلم عن الطلاق وقد 
تكلم من قبل عن الزواج والإيلاء حتى وصل الطلاق . 


وعندما نتأمل موقف الإسلام من الطلاق نجده يتكلم كلاما واقعيا يناسب المبول 
الإنسانية + لأننا مادمنا أغيارا فمن الممكن أن يطرأ على حياة الزوجين أحداث أو 
مشاعر لم تكن فى الحسبان ساعة الزواج . ويجوز أن يكون الإنسان فى ساعة الزواج 
مدفوعا بحرارة ملكة واحدة . وبعد ذلك عندما يجىء واقم الحياة تتملكه فح 
متعددة . وقد تسيطر عليه المسألة الجنسية . وتدفعه للزواج . وفى سبيل إرضاء 
شهوته الجنسية قد مبمل بقية ملكات نفه . فإذا ما دخل واقع الزواج وهدأت ثيرة 
وحرارة غرائر ز الانسان تتنبه نفس الإنسان إلى مقاييس أخرى يريد أن يراها فى زوجته 
فلا يجدها ويتساءل ما الذى أخفاها عنه ؟ 


أخفاها سعار وعرامة النظرة الجنسية . فقد نظر للمرأة قبل الزواج من زاوية 
واحدة . ولم ينظر لباقى الجوانب . مثلا قد يجد الزوج أن أخلاق الزوجة تتنافر مغ 
أخلاقه . وقد يبد تفكيرها: وثقافتها تتنافر مع تفكيره وثقافته ٠‏ وربما وجد عدم التوافق 
العاطفى بينه :وبينها ولم يحدث تآلف نفى بينههما . والعواطف ‏ كما تعلم ‏ ليس ها 
قوانين . ٍ 

فمن الجائز أن يكون الرجل غير قادر على الاكتفاء بوليمة جنسية واحدة . فهو 
لذلك لا يببى حياته على طهر . وإنما يريد من امرأته أن تكون طاهرة عفيفة فى حياتها 
معه ٠‏ بينها يعطى لنفسه الحرية فى أن يعدد ولائمه الجنسية مع أكثر من امرأة . وربما 
عد نقد يدوا الخ وبل الخيل ياي ٠‏ لكئن المرأة تريد أكثر 
من رجل . 


وقد يكون الرجل طاهر الاسلوب فى الحياة . وثكون زوجته راغبة فى أن يأنيها بلمال 





1١٠١ 22:‏ جو جح 2200226520 حج بج 


من أى طريق» فيختلفان . وقد تكون المرأة طاهرة الأسلوب فى الحياة فلا ترضى أن 
يتكسب زوجها من مال حرام . 

من هنا يأتى الشقاق؛ إن الشقاق يأتى عندما يريد أحد الزوجين أن تكون حياتهما 
نظيفة طاهرة؛ مستقيمة؛ ولايرى الآخر ذلك . مثل هذه الصورة موجودة فى الواقع 
حولنا » فكم من بيوت تشقى عندما تشقى عندما تختفى الوحدة الأسرية » وتختلف 
نظرة أحد الزوجين للأمور عن آخر . 

وهذا هو سبب الشقاق الذى يحدث بين الزوجين عندما لايكتفى أحد الزوجين 
تصاحبة . ولواتفق رجل وامرأته على العفاف . والطهر ؛ والخيرية لاستقامت أمور 
حياتهما . ولذلك يأتى الإسلام بتشريعاته السامية لتناسب كل ظروف الحياة فيقول 
الحق سبحانه : 


1# ار ذم عل مود ع 7 ا 0 7 
*38 الفط لنت يبن لبن ةوهو 
0-4 0 سخ ل 2 00 . عو م 2< 
َل طن بكسن مَاحَلقَ أنه أزيعامه نر 
2 0 سه متي لمرو عرويع ساعن ع ل اال 
ومن اله وَاليووا لأحِ ويم ون ورين ف ولك 
.: 210 نع كوك ٠‏ عر مهت ص 2 1 
إِنََرَادواإِضِلنسًا و سن مِثْل اذى عَلرنَ با مروف 
ظًّ 00 
1111 2ه معام رم وو ىس ' 
َلجَالِعََونَديَعَةَ هيرك 07 له 
الآية كلها تتضمن أحكاماً تكليفية: والحكم التكليفى الأول هو :«والمطلقات 
يتربضن بأنة ن ثلاثة قروء" ولنا أن نلحظ أن الحكم لم يرد بصيغة الأمر ولكن جاء 
فى صيغة الخبر» فقال: ١‏ والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء»؛ وحين يريد الحق 
بحانه وتعالى حكمآً لازما لايأتى له بصيغة الأمر الإنشائى ٠‏ ولكن يأتى له 





14 


صحبجووه+٠240204095+2952‏ 222609 ارد 


بصيغة الخبر. هذا آكد وأوثق للأمر كيف ؟ 


معنى ذلك أن الحق سبحانه وتعالى خين يأمر فالأمر يصادف من المؤمنين به 
امغالاً , ويُطبق الامتثال فى كل الجزئيات حتى لا تشذ عنه حالة من الحالات فصار 
واقعا يحكى وليس تكليفا يُطلب . ومادام قد أصبح الأمر وافعا يحكى فكأن المسألة 
أصبحت ناريا يروى عو : « والمطلقات يتريبص بأنفهن ثلاثة قروء » . ويجوز أن 
تأخيذ الأية على معني آخر هو أن الله قد كال : « والمطلقات يتريصن بأنفهن » 
فيكون كلاما خيريا . 


وقلنا إن الكلام الخبرى يحتمل الصدق والكذب . إن الله قد قال ذلك فمن أراد 
أن يصدق كلام الله فليلفذ الحكم . ومن أراد أن يبارز الله بالتكذيب ولا يصدقه 
فلا ينفذ الحكم » ويرى فى نفسه آية عدم التصديق وهى الخسران المبين . أليس ذلك أكثر 
إلزاما من غيره ؟ ومثل ذلك فوله تعالى : 

2 مي هب 7# بم 3 5ع ممصن 2هخ# م دسم 5 
1 نحبيئات تخبيئين 1 والمسيئورن . ثم حمييلات نيت اللطييين والطيبون للطيبات للطينت 

ا اع م جج 4 

( سورة النور) 

ولكن الله يطلب منا أن تكون القضية هكذا ٠‏ الخبيئات للخبيئين » يغنى أن ربكم 
يريد أن تكون ٠‏ الخبيئات للخبيثين » وأن تكون ٠‏ الطيبات للطييين ٠‏ وليس معتى 
ذلك أن الواقع لابد أن يكون كيا جاء فى الآية . إنما الواقع يكون كذلك لو نفذنا 
كلام الله وسيختلف إذا عصينا الله وتمردنا على شرعه . والمعنى نفسه فى قوله تعالى : 


0 
© ومن دَحَلمْكانَّ امنا © 
( من الأية 41 سورة آل عمران ) 


أى اجعلوا من يدخل البيت الحرام آمنأ ..ويجتمل أن يغصى أحد الله افلا يجعل , 
البيت الحرام آمنا . إذن فقوله الحق : ٠‏ والمطلقات يتربص بأنفسهن ثلاثة قروء ٠‏ هو 





امه 


شم 


1١١‏ وحوج. و+2+4024+29294939320. 


حكم تكليفى يستحق النفاذ لمن يؤمن بالله » وقوله : ٠‏ يتربصن ٠‏ أى ينتظرن . 
واللفظ هنا يناسب المقام تماما . فالمتريصة هى المطلقة . ومعنى مطلقة أن مزهود 
فيها , وتتربص وتنتظر انتهاء عدتها حتى ترد اعتبارها بصلاحيتها للزواج من زوج 
آخر . وم يئته القول الكريم بقوله : ٠‏ يتربصن ٠‏ وإنا قال : » يتربصن بأنفسهن » 
مع أن المتربصة هى نفسها المطلقة + ذلك لأن النفس الواعية المكلفة والنفس الأمارة 
بالسوء تكونان فى صراع على الوقت وهو ١‏ ثلاثة قروء : . ١‏ وقروء » جمع ٠‏ قرء وهر 
إما الحيضة وإما الطهر الذى بين الحيضتين . .وقوله الحق سبحانه ونعالى : ١‏ ثلاثة 
قروء » هاالمقصود به ؟ 1 


هل هو الحيضة أو الطهر ؟ إن المقصود به الطهر: ؛ لأنه قال : « ثلاثة » بالتاء , 
ونحن نعرف أن التاء تأتى مع المذكر . ولا تأنى مع المؤنث . و« الخيضة ٠‏ مؤنثة 
وه الطهر ه مذكر . إذن . «١‏ ثلاثة قروء » هى ثلاثة أطهار متواليات . والعلة هى 
استبراء الرحم وإعطاء مهلة للزوجين فى أن يراجعا نفسيه] . قربا بعد الطهر الأول 
أو الثانى يشتاق أحدهما للآخر . فتعود المسائل لما كائت عليه . لكن إذا مرت ثلاثة 
أطهار فلا أمل ولا رجاء. فى الرجوع . 


ثم يقول الحق بعد ذلك : ٠‏ ولا يجن هن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن : 
وما معنى الخلق ؟ الخلق هو إيجاد شىء كان معدوما . وهذا الشىء الذى كان معدوفا 
إما أن يكون حملاً وإما أن يكون حيضا . وللحامل عدة جاءت فى قوله الحق , 

من 224 #لترظر 2 4 تموم روس 5 

ولت الا حال أجلهن أن يضَعن حلهن # 

رص الاية 4 سورة الطلاق ) 
أما المرأة الحائل وهى التى بدون حمل . فعدتها أن تحب وتطهر ثلاث مرات 
وهناك حالة ثالثة هى : 

01 ممم م 1 1 وعسالء م عم 0 درفي 

ف« والتهى يسن ين الْمحِض بن سابك إن أرتيم قعدتبن كلانه شمر والتهى 
3 
رحَضْنَ © 


(من الأبة غ من سورة العلا ) 





ح وحص حص هص :2ج جوج ووصح و وو و0 ورنه 

أى أن المرأة التى انقطعت عنها الدورة الشهرية فعدتهااثلاثة أشهر؟ الحكم نفسه 
للصغيرة التى لم تحض بعد ٠‏ أى عدتها ثلاثة أشهر . إذن فنظام العدة له حالات : 
« إن كانت غير حامل فعدتها ثلاثة قروء أى ثلاثة أطهار إن كانت من يبحخضن 
إن كانت حاملا فعدتها أن تضع حملها : 
« وإن لم تكن حاملا وقد بلغت سن اليأس ولم تعد تحيض » أو كانت صغيرة لم 
تصل لسن الحيض » هذه وتلك عدتها ثلاثة أشهر , 

وقوله تعالى : #ولايحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن» يدل على أن 
المرأة لها شهادتها لنفسها فى الأمر الذى يخصها ولا يطلع عليه سواها . وهى التى 
تقرر المسألة بنفسهاء فتقول : أنا حامل أولاء وعليها الا تكتم ذلك . فقد يجوز أن 
تكون حاملا وبعد ذلك تكتم مافي بطنها حتى لا تنتظر طول مدة الحمل وتتزوج 
رجلاً آخر فينسب الولد لغير أبيه؛ فغالبا مايستمر الحمل تسعة أشهر ولكن فيه استثناء 
فهناك حمل مدته سبعة شهورء وأحيانا ستة شهور ٠‏ وقد تزوج المرأة المطلقة بعد 
ثلاثة شهور وتدعى أنهنا خامل من الزواج الجديد وأن حملها لم يستمر سوى سبعة 
أشهر أو سنة أشهر. 

وبعضنا يعرف قصة الحامل فى ستة شهورء فقد جاءوا بامرأة لسيدنا عشمان كيلية 
لأنها ولدت لستة أشهر: فأراد أن يقيم عليها حد الزتى ؛ فتدخل الإمام على ابن أبى 
طالب وقال : كيف تقيم عليها الحد لأنها ولدت لسعة أشهرء ألم ت تقرأقول المق 
سبحانه وتعالى؟قال عثمان : وماذا قال الحق فى ذلك؟ فقرأ الإمام على قول الله: 

ع اع #« تم لوس اوس س ا عروضه ع امه 
9 وألوالنات ,رضعن اولدهن حولينٍ مكلدن 4 
رمن الاية 50# سبورة البفرة ا ) 

أى أنها ترضع الوليد لمدة أربعة وعشرين شهرا. وى اية أخرى قال الحتى : 

لَه أمه 00 ددبي ل 22 ع يلظ ع سا نر مم م 000 


هر كرا ووضعته كرها و. حمله, وفصللهر ثللئون شبرأ 


زم الاية ١3‏ سورة الأحقافا) 





00 
اح ره وح حمحص و وحص وحن موص صوص 


فإذا أخذثا من الأية الأولى أربغة وعشرين شهرا وهى مدة الرضاع وطرحناها من 
الثلاثين شهرا التى تجمع بين الحمل والرضاع فى الأية الثانية فهمنا أن الحمل قد 
يكون ستة أشهر . هنا قال سيدنا عثان متعجبا : والله ما نطنت هذا . 


إذن فحمل الستة الشهور أمر ممكن . ومن هنا نفهم الحكمة فى قوله تعالى : 
د ولا يحل هن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن ٠‏ ؛ حتى لا تدعى المرأة أنها ليست 
حاملا وتتزوج رجلا آخر وتنسب إليه ولذّا ليس من صلبه ويترتب على ذلك أكثر من 
إشكال . منها إلا يرث الولد من الأب الأول . وأن محارمه لم تعد محرمة عليه ٠‏ فأخته 
من أبيه لم تعد أنحته وكذلك عباته وخالاته وتنقلب الموازين . هذا من جانب الأب 


الأصلى . 


أما من .جانب الزوج الثانى فالطفل يكتسب حقوقا غير مشروعة له . سيرث منه . 
وتصبح حارم الرجل الثان محارمه فيدخل عليهن بلا حق ويرى عوراتهن . وتحدث 
تداخلات غير مشروعة . 


إذن فقوله الحق : « ولا يحل هن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن » هو قول 
يريد به الحق أن تقوم الحياة على طهر زعلى شرف وعبل عفاف . ولا يغتدى أحد على 
حقوق الأخر. هذا بالنبة للحمل . فكيف يكون الخال بالنسبة للحيض ؟ 


أيضا لا يحل ها أن تكتم 'حيضها لتطيل زمن العدة مع زوجها . ويقول الحق : 
« إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر * . فيا علاقة الايمان هنا بالحكم الشرعى ؟ إنها 
علاقة وثيقة ؛ لأن الحمل أو الحيض مسائل خفية لا يحكمها قائون ظاهر . إنما الذى 
يحكمها هو عملية الإيمان . ولذلك قيل : ١‏ الغيب لا يحرسه إلا غيب » ومادام 
الشىء غائباً فلن يحرسه إلا الغيب الأعلى وهو الله تعالى . 


ويتابع الحق : « وبعولتهن أحق بردهن فى ذلك ه والبعل هو الزوج . وهو الرب 
والشيد والمالك :وق أثناء'فتزة التزنض يكون الروج أحق برد زوجته إلى عصمته ع 
وقوله تعالى : «وبعولتهن أحق بردهن ٠‏ هل يعنى ذلك إن هناك أناسأ يمكن أن 





ذا 
صصص ح هه ج 2ج 255:54 برد © 

يشاركوا الزوج فى الرد ؟ لأن الحق جاء بكلمة : أحق ؛ وفى ظاهرها تعطى التق 
لغير الأزواج آن يراجعوا ؟ لا ء إثما المقتضود هو أنه لا حى لاحد هنا إلا للزوج ؛ 
فالرد خلال العدة من حق الزوج ٠‏ فليس للزوجة أن تقول : لا : وليس لولى 
الزوجة أن يقول : لا . فالزوج إذا أراد مراجعة زوجته وأبت وامتنعت هى وجب 
إيثار وتقديم رغبته على رغبتها » وكان هو أحق منها . ولا ينظر إلى قولها ٠‏ فإنه 
ليس لها فى هذا الامر حق فقد رضيت به أولآ . أما إذا اتنهت العدة فالصورة 
تختلف » لا بد من الولى ؛ ولا بد من عسقد ومهر جديدين واشتراط موافقة 
الزوجة . 7 

« وبعولتهن احق بردهن فى ذلك إن أرادوا إصلاحا » هذا إن أرادوا إصلاحاً . 
والإرادة عمل غيبى ٠‏ فكأنها تهديد للزوجين ٠‏ إن التشريع يجيز لهما العودة » لكن 
إذا كان الزوج يريد أن يردها ليوقع بها الفرر لسيب فى نفسه فالدين يقول له : لا » 
ليس لك ذلك .. وإن كان القضاء يجيز له رذها ٠‏ إلا أن الله يحرم عليه ذلك الظلم . 
إن من حق الزوج أن يرد زوجته ردأ شرعيآ للعفة والإحصان ولغرض الزوجية لا 
لشىء آخر ء أما غير ذلك كالإضرار بها والانتقام منها فلا يجيز له الدين ذلك . 

أما فضائياء فالقضاء يعطيه الحق فى ردها ولا يستطيع أحد أن يقف أمامه مهما 
كانت الأسباب الكامنة فى نفسه » لكن عليه أن يتحسمل وزر ذلك العمل ٠‏ ويتابع 
الحق : : ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف ؛ أى أن للزوجة مثل ما للزوج ٠‏ لكن ما 
الذى لهن وما الذى عليهن ؟ 

المثلية هنأ الى الجنس ٠‏ فكل منهلما له حق على الآخر حسب طبيعته » الزوج 
يقدم للزوجة بعضا من خدمات » والزوجة تقدم له خدمات مقابلة ؛ لآن اللسياة 
الزوجية مبنية على توزيع المستوليات ٠‏ إن الرجل عليه مسثوليات تقتضيها طبيعته 
كرجل ع وامراة عليها مستوليات تحنمها طبيعتها كانثى . والرجل مطالب بالكدج 
والسعى من أجل الإنفاق . والمراة مطالبة بأن توفر للرجل البيت المناسب ليسكن إليها 
عندما يعود من مهمته فى الحياة . ولذلك يقول الله عز وجل : 


( ومن ايان أذ لق لَكُم من سكم أزواجا لنسكنو يه وغل كم مر 





50 
ص بره صمححوححوحوص مححوححيميحه 
ع إن فى ذلك كينت عور ب زود 4 


( سورة الروم ) 


والسكن إلى شىء هو نقيض التحرك . ومعنى « لتسكنوا إليهاء أى إنكم 
تتحركون من أجل الرزق طوال النهار ثم تعودون للراحة عند زوجاتكم . فالرجل 
عليه الحركة . والمرأة عليها أن تببىء له حسن الإقامة . وجمال العشرة وحنان وعطف 
المعاملة . فالمسئوليات موزعة توزيعاً عادلاً . فهناك حت لك هو واجب عل غيرك , 
وهناك حق لغيرك وهو واجب عليك . 


ويقول الحق : : وللرجال عليهن درجة ٠‏ وهى درجة الولاية والقوامة . ودرجة 
الولاية تعطينا مفهوما أعم وأشمل ٠‏ ء فكل اجتماع لابد له من قيم . والقواهة مسئولية 
ولبصف ةلط والذى يأخذ القوامة فرصة لنخاط السك فهو يخرج بها عن 
غرضها ؛ فالأاصل فى القوامة أنها مسئولية لتنظيم الحركة فى الحياة . 


ولا غضاضة عل (١‏ لرجل أن يأتمر بأمر المرأة فيها يتعلق برسالتها كامرأة وى ممالات 
خدمتها ‏ ٠أى‏ فى الشئون النسائية . .فا أن للرجل مجاله قللمرأة غناها أيقا . 
والدرجة التى من أجلها رفم الرجل هى أنه قرام أعلى فى الحركة الدنيوية ٠‏ وهذه 
القوامة تقتضى أن ينفق الرجل على المرأة تطبيقاً لقول الحق : 
1 عثر 


« رانين نري 4 


(من الأية 54 سورة النساء) 


إذن فالإنفاق واجب الرجل ومسئوليته . وليعلم أن الله عزيز لا يحب أن يستذل 
رجل امرأة هى تلوق لله . والله حكيم قادر على أن يقتص للمرأة لوفهم الرجل أن 
درجته فوق المرأة هى للاستبداد ‏ أو فهمت اللمرأة أن وجودها مع الرجل هى منة منها 
عليه . فلا استذلال فى الزواج لان الزواج أساسة المودة والمعروف . ويقول الحق 
بعد ذلك : 








_ 0017 الوا و قن ا عق رو ءءء دعر 

إلا أنيخافا ا لا يقيماحدود الله فإن حِفم لايق 

والي” 2 >ت وم 54 5 ا 5 
ودَأَشَم اح عَلَدهِمَافَمَا مدت بهء تلك حد ود 


هنا يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن الطلاى بعد أن تحدث عن المطلقة فى عدتها 
وكيفية ردها ومراجعتهاء» وإنه سبحانئه يتحدث عن الطلاق فى حد ذاته والطلاق 
مأخوذ من الانطلاق والتحرر؛ فكأنه حل عقدة كانت موجودة وهى عقدة التكاح » 
وعقدة النكاح هى العقدة التى جعلها الله عقداً مغلظاً وهى الميثاق الغليظ » فقال 
تعالى : 
وَأحْذن من ميا عَليظا © [سورة النساء] 
أنه ميثاق غليظ لأنه أباح للزوجين عورات الآخرء في حين أنه لم يقل عن الإيمان 
إنه ميثاق غليظ » قال عنه : #ميثاق» فقط ٠‏ فكأن ميشاق الزواج أغلظ من ميشاق 
الإيمان. والحق سبحانه وتعالى يريد أن يربى فى الئاس حل المشكلات بأيسر الطرق . 
لذلك شرع لنا أن نحل عقدة التكاح » ونهاية العقدة ليست كبدايتها ٠‏ ليست جذرية» 
فبداية التكاح كانت أمراً جذرياء أخذناه بإيبجاب وقبول وشهود وأنت خين تدخل 
فى الأمر تدخله وأنت دارس لتبعاته وظروفه؛ لكن الأمر فى عملية الطلاق ييختلف؛ 
فالرجل لايملك أغمار نفسه.ء قربما يكون السبب فيهاهيئاً أو لشىء 





0 
5ه ٠١‏ حورج 22-200-20099209 
كان يمكن أن يمر بغير الطلاق ؛. فيشاء الحق سبحانه وتعالى أن يجعل للناس أناة وروية 
فى حل العقدة فقال : « الطلاق مرتان » يعنى مرة ومرة ٠‏ ونقائل أن يقول | كيف 


يكون مرتين » ونحن نقول ثلاثة ؟ وقد سأل رجل رسول الله صل الله عليه وسلم . 
فقال يارسول الله قال الله تعالى : « الطلاق مرتان » فلم صار ثلانا ؟ 


فقال صل الله عليه وسلم مبتسياً : ٠‏ فإمساك بمعروف أو تسريح بإحان » . 
فكأن معنى « الطلاق مرتان ه . أى أن لك فى مجال اختيارك طلقتين للمرأة . إنما 
الثالثة ليست لك . اذا ؟ لأنها من بعد ذلك ستكون هناك بيئونة كبرى ولن تصبح 
واس ين هذه المرأة قد أصبحت من حق رجل آخر . 


> 6 تم اج مس # 1 


7 
ف حى تنكم روجا غيرمر © 
رمن الأية +57 سور البقرة) 


أما قول الوجل لزوجته أنت ٠‏ طالق ثلاثا ؛ يُعتبر ثلاث طلقات أم لا ؟ نقول : إن 
الزمن شرط أسامى فى وقوع الطلاق . يطلق الرجل زوجته مرة ٠‏ ثم تمضى فترة من 
الزمن . ويطلقها مرة أخرى فتصبح طلقة ثانية » وتمضى أيضا فثرة من الزمن وبعد 
ذلك نصل لقوله : ٠‏ فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان » ولذلك فالآية نصها 
واضح وصريح فى أن الطلاق بالثلاث فى لفظ واحد لا يوقم ثلاث طلقات . وإنما 
هى طلقة واحدة . صحيح أن سيدنا عمر رضى الله عنه جعلها ثلاث طلقات + لأن 
الناس استسهلوا المسألة . فرأق أن شدد علتيخ ليكفوا.ء لكنهم لل يكفوا . وبدذلك 
نعود لاصل التشريع كما جاء فى القرآن وهر ١‏ الطلاق مرتان» . 


وحكمة توزيع الطلاق على المرات الشلاث لافى العبارة الواحدة . أن الحق 
سبحانه. يعطى ؤرصة للتراجع .. وإعطاء الفرصة لا يأق فى نفس واحد وق جلة 
واحدة . إن الرجل الذى يقول لزوجته : أنت طالق ثلاثا لم يأخذ الفرصة ليراجع 
نفه ولو اعتيرنا قولته هذء ثلاث طلقات لتهدمت الحياة الزوجية بكلمة . - 
عظمة التشريع فى أن الحق سبحانه وزع الطلاق على مرات حتى يراجع الإنسان 
نفسه . فربما أخطأ فى المرة الأولى : فيمسك فى المرة الثانية ويندم . وساعة مهد 
التشريع يوزع أمرا يجوز أن يدت وبجوز ألا يحدك ٠‏ فلا بد من وجود فاصل زمنى 





انز 
احمححمحص صصح محص وحص حو حوصت أنه 


بين كل مرة . وبعض المتشدقين يريدون أن يبرروا للناس تهجمهم على منيج الله 
فيقولون : إن الله .حكم بأن تعدد الزوجات لا يمكن أن يتم فقال : 

ول كستطيعوا د واب انناو وَل رضم » 

رمن الأية 174 سوزة النساء ) 

ويقولون : إن الله اشترط فى التعدذ العدل : ثم حكم بأننا لن نستطيع أن نعدل 
بين الزوجات مهما حرسنا . فكأنه رجع فى التشريع . هذا منطقهم . ونقول هم : 
أكملوا قراءة الآية تفهموا المعنى . إن الحق يقول : ٠‏ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين 
النساء ولو حرصتم ٠»‏ ثم فرع على النفى فقال : 

ملا ينوا كل اميل » 

ومن الآية ١14‏ سورة التساء) 

,ومادام النفى قد فُرّعَ عليه فقد انتقى . فالامر كا يقولون : نفى النفى إثبات . 
أن الاستطاعة ثابتة وباقية وكان قوله تعالى:« فلا تميلوا كل الميل ٠‏ إشارة إليها . 
وكذلك الأمر هنا د الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أوتسريح بإحسان ؛ . فادام قد 
قال : ٠‏ فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ه وقال:« الطلاق هرتان » أى أن لكل 
فعل وا ؛ فذلك يتناسب مع خلقات التأديب والتهذيب . وإلا فالطلاق الثلاث 
بكلمة واحدة فى زمن واحد . يكون عسلية قسرية واحدة . وليس فيها تأديب أو 
إصلاح أو تبذيب ٠‏ وق هذه المسألة دك الحق : « ولا يحل لكم أن تأخذوا مما 
اعرف كا » لأن المفروض فى الزوج أن يدقع المهر نظير استمتاعه بالبضع . فإذا 
ما حدث الطلاق لا يحل للمطلق أن ياخذ من مهرم شيئاً ٠‏ لكن 0 
المسألة فقال : « إلا أن يخافا ألا يقيها حدود الله فإن خفثم ألا يقيها حدود الله 
فلا جناح عليها في| افتدث به» , 


فكأن الحق سبحانه وتعالى أراد أن يجعل للمرأة مخرجاً إن أريد بها الضرر وهى لا 
تقبل هذا الضرر . فيأق الحق ويشرع :: مادام قد خافا ألا يقيها حدود الله ٠‏ فقد أذن 
لحا أن افتدى نفسك أيتها المرأة بثبىء من مال»ويكره أن - على المهر إل إذا كان 
ذلك ناشئا عن نشوز منها ومحالفة للروج فلا كراهة إذن ى الزيادة على المهر . 





2 4 222022022131+ ججح 

وقد جاء الواقع مطابقاً لما شرع الله عندما وقعت خادثة 2 جميلة ؛ أخت 
#عبدالله. بن آبى » حينما كانت روجة لعبد الله بن فيس ء فقد ذهبت إلى رسول الله 
صلى الله عليه وسلم وقالت : * أنا لا اتهمه فى دينه ولا خلقه ولكن لا أحب الكفر 
فى الإسلام » وهى تقصد أنها عاشت معه وهى تبغضه ؛ لذلك لن تؤدى حقه وذلك 
هو كفر العشير أى إنكار حق الزوج وترك طاعته . 

وهى قد قالت : إنها لا تتهمه لا فى ديئه ولا فى خلقه لتعبر بذلك عن معان 
غاطفية أختزى : فاراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلم منها ذلك ٠‏ فقالت * 
لقد رفعت الخباء فوجدته فى عدة رجال فرايته أشدهم سوادأ وأفصرهم قامة وأقبحهم 
وجهاً . فقال لها صلى الله عليه وسلم : ؛ أتردين حديقته » ؟ فقالت : وإن شاء 
زدته ء فقال صلى الله عليه وسلم : لا حاجة لنا بالزيادة » ولكن رد عليه 
حديقته . 

ويُسمى هذا الأمر بالخلع » أى أن تخلع المرآة نفسها من زوجها الذى تخاف آلا 
تؤدى له حقاً من حقوق الزوجية ٠‏ إنها تخلع تفسها منه مال حتى لا يصيبه ضرر » 
ققد يريد أن يتزوج بأخرى وهو محتاج إلى ما قدم من مهر لمن تريد أن تخلع 
نفسها منه . ويتابع الحق سبحانه : ١‏ ولا يحل لكم أن تأخذوا نما آتينموهن شيئاً © 
وهذا الشىء هو الذى قال عنه الله فى مكان آخخر : 

( وآنيكم إِحَداهنَ قطارا 9 4 

( سورة النساء ) 

ويتابع الحق الآية بقوله : ١‏ إلا أن ييخافا آلا يقيما حدود الله » والمقصود هنا هما 
الزوجان ؛ ومن بعد ذلك تاتى مسثئولية أولياء أمر الزوجين والمجتمع الذى يهمه 
أمرهما فى قوله : ١‏ فإن خفتم ألا يقيما خحدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به 
تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فآولئك هم الظالمون » . 

وحدود الله هى ما شرعه لعباده حدا مانعاً بين الحل والحرمة . وحدود الله إما 
أن ترد بعد المناهى؛ وإما أن ترد بعد الأوامر ء فإن وردت بعد الاأوامر فإنه يقول : 





5710 
صمصحنتمصصمصصحمح ومو صمصه ددا ك6 


وتلك حدوذ الله فلا تعتدوها ؛ أى آخر غايتكم هنا . ولا تتعدوا الحد » ولكن إن 
جاءت بعد النواهى يقول : و تلك حدود الله فلا تقربوها ه , لأن الحق يريد أن بمنع 
النفس من تأثير المحرمات على النفس فتلح عليها أن تفعل . فإن كنت بعيداً عنها 
فالأفضل أن تظل تعيذاً ١‏ 


وانظر جيداً فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : + إن الحلال بن وإق الخرام 
بين وبينهها أمور مشبهات فمن اتقى الشبهات فقد استيرأ لدينه وعرضه ومن وقع فى 
الشبهات وقع فى الحرام كالراعى يوعى حول الحمن يوشك أن يقع فيه . ألا وإن 
لكل ملك حمى . ألا وإن حمى الله فى أرضه محارمه ,90؛ , 


ومادامت الحنرود تشمل مناهى الله وتشمل أوامر الك فكل شىء عأمور به وكل 
.شىء منهى عنه يجب أن يظل قى مجاله من القعل فى د افعل ٠‏ ومن النبى فى 
و لا تفعل » . وإذا انتقل نظام ( افعل ) إلى دائرة (لا تفعل ) وانتقل ما يدخل فى 
دائرة ٠‏ لا تفعل » : إلى دائرة «افعل ه . هنا يختل نظام الكون ء ومادام نظام الكون 
أصابه الخلل فقد حدث الظلم ؛ فالظلم هو أن تنقل حق إنسان وتعطيه لإنسان 
. آخبر . وتشريع الطلاق حد من حدود الله » » فإن حاولت أن تأ بأمر لا يناسب ما أمر 
اله به فى تنظيم اجتياعى فقد نقلت الأمور به إلى حيز المنهى عنه . وبذلك تُحَدِتُ 
ظلها . 


والحق سبحانه وتعالى حينا يعالج قضايا المجتمع يعالجها علاجاً يمنعم وقوع 
المجتمع فى الأمراض والآفات . والبشر إن أحسنًا الظن مهم فى أنهم يشرعون للخير 
وللمصلحة . فهم يشرعون على قدر علمهم بالأشياء . لكننا لا نامن أن يجهلوا شيئاً 
يحدث .ولا يعرفوه ٠‏ فهم شرّعوا لا عرفوا ء وإذا شرعوا لما عرفوا وفوجئوا بأشياء لم 
يعرفوها ماذا يكون الموقف ؟ إن كانوا مخلصين بحق داسوا على كبرياء غرورهم 
التشريعى وقالواء ُعدّل ما شرعنا . وإن ظلوا فى غلوائهم فمن الذى يشقى ؟ إن 
المجتمع هو الذى يشقى بعنادهم . 


)١(‏ رواء البخارى ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه 





2٠2222506 1142‏ صفمح حو حجهجصهت 


والحق سبحانه وتعالى لا يتهم الناس جميعاً فى أن منهم من لا يريد الخير . ولكن * 
هناك فرق بين أن تريد خيرا وآلآ تقدر عل الخير . أنت شرعت على قدر قدرتنك 
وعلمك اوتعرق اخنيعاً آن شقاء التجارب فى القرانين الاجتاعية النظرية ,تقع على 


المجتمع . 


ونعرف جيداً ل هناك فرقاً بين العلم التجريبى المعمل والكلام النظرئى 
القعراايرة تماق الفعرور مقكز د ساس لسري جين الل بعد يعني أن 
معمله وهوالذى يشقى ويضحى بوقته وبماله وبصحته ويعيش فى ذهول عن كل شىء 
إلا تجربته التى هو بصددها . فإذا ما انتهى إلى قضية اكتشافية فالذى يسعد باكتشافه 
هو المجتمع . لكن الأمر يختلف فى الاشياء النظرية ؛ لآن الذى يشقى بأخطاء 
المقننين من البشر هو المجتمع ٠‏ إلى أن بحىء مقنن يعطف على المجتمع ويعدل خخطأ 


من سيقةه . 


أما الحق سبحانه. وتعالى فقد جاءنا بتشريع يحمى البشر من الشقاء » فائله 
سبحاته - يتركنا فى العالم المادى التجريبى أحراراً . ادلو المعمل وستنتهون إلى 
أشياء قد تتفقون عليها » ٠‏ كن إراكي وايعلاييه الأعواء ؛ لذلك تولى الله عز وجل 
تشريع عا تختلف فيه الأهواء . حتّى ب يضمن أن المجتمع لا يشقى بالخطأ من * 
المشرعين . لغترة من الزمن إلى أن - مشرع آخر ويعدل للناس ما أخطأ فيه 
غيره , 


لذلك 'نجذ :ف امنا المماصر الكثير من-القضانا النابعة'من: الفوى + ويتستسلف 
الناس فيها بأهوائهم .» ثم تضغط عليهم الأجداث ضغطا لا يستطيعون بعدها أن 
يضعوا رءوسهم فى الرمال . بل لابد أن يواجهوها . فإذا ما واجهوها فإنهم لا بجدون 
حلا ها إلا يما شرعةه ان ونجد أنهم التقوا مع تشريعات الإسلام . 


إن بعضاً من الكارهين تيدم يفولون : أنتم تقولون عن ديتكم : إنه جاء 
أيظهر عل كل. الأديانء هرة يقول. القرآن : 





4 


خحصمحصح وح هووتك:5 93029024 11 6 


8 
5 سس امه عير مطلاس ىس له 22 كنا افك لتفاعة واه 
« اسل رسولة, بدن ودين الي ليظهرم عل لدي كلوه وك بأقه 
ع بي 
يدا © » 
( سورة الفتج ) 
ومرة يقول القرآن : 
م م م 0 8 0 ٠‏ سل يدر 7,6 ممع ” يءرد ”7 

2 بريدون ليطفعوأ نور الله بأفواههم والله مع نور ء ولوكره الكنفرون‎ (١ 
2 اعت سيق عاض م عدي م سير نيصن الك سم‎ 9 
لارام تر اس‎ 
» الْمشْركونَ دي‎ 

( سورة الصفا) 

ويستمر هؤلاء الكارهون للإسلام فى قوهم ويضيفون : إن إسلامكم لم يظهر على 
الدين كله حتى الآن بدليل أن هناك الملايين لم يدخلوا الإسلام ؟ ونقول لهم : أو 
يظهر عل الدين كله بأن يؤمن الناس بالإسلام جميعا ,لاء لو فطنوا إلى قول الله ؛ 
« ولو كره الكافرون ٠‏ لعلموا أن إظهار الإسلام على الدين لابد أن يلازمه وجود 
كافرين كارهين . ومادام الإسلام موجوداً مع كافرين كارهين . فهو لن يظهر 
كدين . ولكنه يظهر عليهم ‏ أى يغلبهم ‏ كنظام يضطرون إليه. ليحلوا مشكلات 
مجتمعاتهم الكافرة 3 فيأخدون من أنظمة وفوانين الإسلام وهم كارهون ٠‏ ولذلك 

نجدهم يستقون قواتيهم وإصلاحاتهم الاجتئاعية من تعاليم الإسلام . 


ولو كانوا سيا حذونه كدين لما قال الحق : « ولو كره الكافرون ؛ أو « ولر كره 
المشركون » لأنهم عندما يعتنقونه كدين فلن يبقى كاره أو مشرك . لكن حين يقول 
سبحانه : « ولو كره الكافرون » وه ولو كره المشركون ٠‏ فذلك يعنى : أن اطمئنوا 
يامن أغنتم بمحمد صل الله عليه وسلم وأخذتم الإسلام دين ٠‏ إن تجارب اللحياة 
ستأق لتنبت لدى الجاحدين صدق دينكم . وصدق الله فى تقنيئه لكم ٠.‏ وسيضطر 
الكافرون والمشركون إلى كثير من قضايا إسلامكم ليأخذوعا كنظام يحلون به مشاكلهم 
رغم عنادهم وإصرارهم عل أن يكونوا ضد الإسلام . 





292242242: رمون+222‎ ٠١ 
وضربنا على ذلك مثل بما حدث فى إيطاليا النى بها الفائيكان قبلة الكاثوليك‎ 
الروحية ؛ فقد اضطروا لأن يشرعوا قوانين تبيبح الطلاق . وحدث مثل ذلك فى‎ 
أسبانيا وغيرها من إلدول . انظر كيف تراجعوا فى. مبادىء كانوا يعيبوتها على‎ 
الإسبلام ! لغد اضطرتهم ظروف الحياة لأن يقننوا إباحة الطلاق تقنينا بشريا لا بتقنين‎ 
إفى . ومثل هذه الأحداث تبين لنا مدى ثقتنا فى ديننا » وأن مشكلات البشرية فى‎ 
فإن لم يأخذوه كدين فسيضطرون إلى‎ ٠ بلاد الكفر والشرك لن يحلها إلا اللإسلام‎ 

أخنة كنظام , 


ومن شرف الإسلام ألا يأخذوه كدين ؛ لأنهم لو آمنوا به لكانت أفعالحم وقوانينهم 
مبادىء الدين الذى .يكرهونه ما يصلح مجتمعاتهم الفاسدة فذلك الفخر الأكبر 
للإسلام . إن هذا هو مفهوم قول الحق : ٠‏ ولو كره الكافرون؛ و« ولو كره 
المشركون : وإذا ما جاء لك أحد فى هذه المسألة فقل له : من شرف الإسلام أن يظل 
فى الدنيا مشرك . وأن يظل فى الدنيا هؤلاء الكفار ثم يرغموا ليحلوا مسائل 
جتمعاتهم بقضايا الإسلام . والإسلام يفخر بأنه سبقهم منذ أربعة عشر قرنا إلى 
ما يلهثون وراءه الأن بعد مفى كل هذا الزمن. ويقول الحق بعد ذلك : 


> سس رس 2 4 7 3 -23 كر د م 
82 فَإِنَطَلَّقَهَا مَلَا يل لمم بَعَدُ ح تنكم عم 
عه جد كما أنيز جتنا طلا يتين 


5 


0 له زع ردج ورمورم ‏ 2+ يوأ ير م ٍ 
حدود الله وتلك حدودانله يبيتها ل معْلمُونَ (7) له 


وسبق أن قال الحق : ٠‏ الطلاق مرتان » وبعدها قال : ٠‏ فإمساك بمعروف أو 
تسريح بإحسان ؛ . وهنا يتحدث الحق عن التسريح بقوله : ٠‏ فإت طلقها فلا تحل له 
هن بعد حتى تنكح زوجا غيره ه . وذلك حتى يبين لنا أنه إن وصلت الأمور بين 





الزوجين إلى مرحلة اللا عودة فلابد من درس قاس ؛ قلا يمكن أن يرجع كل منها 
للآخر بسهولة . لقد أمهلها الله بتشريع البينونة الصغرى التى يعقبها مهر وعقّد 
جديدان فلم يرتدعا . فكان لابد من ل الكبرى . وهى أن تتزوج المرأة بزوج 
آخير وتجرب حياة زوجية أخرى . وبذلك يكون الدرس قاسيا . 


وقد يأخذ بعض الرجال المسألة بصورة شكلية » فيتزوج المرأة المطلقة ثلاثاً زواجاً 
كامل الشروط من عقد وشهود ومهر. لكن لا يترتب على الزواج معاشرة جنسية 
بينبها . وذلك هو والمجلل » الذى نسمع عنه وهو مالم يقره الإسلام . 


فمن تزوج على أنه محلل ومن وافقت على ذلك المحلل فليعلما أن ذلك حرام على 
الاثنين . فليس فى الإسلام محلل . ومن يدخبل بنية المحلل لا تبوز له الزوجة . 
وليس له حقوق عليها . وى الوقت نفسه لو طلقها ذلك الرجل لا يجوز ها الرجوع 
لزوجها السابق . لأن المحلل لم يكن زوجا وإنما هو تمثيل زوج . والتمثيل لا ينبت فى 
الواقع شيئاً . ولذلك فال الحق : :فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره : . 


والمقصود هنا النكاجح الطبيعى الذى سافت إليه الظروف دون افتعال ولا قصد 
للتحليل . وعندما يطلقها ذلك الرجل لظروف نخارجة عن الإرادة وهى استتحالة 
العشرة ء وليس لاسباب متفق عليها ٠‏ عندئذ يمكن للزوج السابق أن يتزوج المرأة 
النى كانت فى عصمته وطلقها من قبل ثلاث مرأت . 


« فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقييا حدود الله وتلك حدود 
الله يبينها لقوم يعلمون» أى أن يغلب على الظن أن المائل التى كانت مثار خلاف 
فيها مضى قد انتهت ووصل الاثنان إلى درجة من التعقل والاحترام المتبادل . وأخيذا 
درساً من التجربة تجعل كلا منبما يرضى بصاحبه . وبعد ذلك يقول الحق : 


2 





حص روه 
0 0 0 2 عر دءء وزع 8 عاسية 
سرحو هن مروف ولا 5225 ضرارا لتعئدوأ ومن ْيفْعلٌ 
اع مضيس ا 1 30000 03 م 51 | 
لِك فَقَدَظاِتَفْسَهوَلَا ةتُجِذُوا عونك يت اللوهروا واد 


207 


1ه و 2 
م اناس وَاعْمَا نا اهب كن وو ا 


ولنلاحظ قوله : ٠‏ وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن ٠‏ ونسأل : هل إذا بلغت 
' الأجل وانتهت العدة » هل يوجد بعدها إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ؟. هل 
يوجد إلا التسريح ؟. إن هناك آية بعد ذلك تقول : 


» معء 39 مومس معوعه اعرد‎ ١ 


ذالم لاه ف بن أجلَهَى قلا تعطلوهن أن بتكن از" تحهن إذًا 
رايهم والنتزون 4 
( من الأبة ل ” سورة اللقرة ) 
إذن نحن أمام آيتين كل منها تبدأ بقوله : ٠‏ وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن » 
لكن نكملة الآية الأوثى هو : : فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ٠؛‏ وتكملة 
الآية الثانية هو : و فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن ٠»‏ . ماسر هذا الاخثلاف 
إذن ؟ 


تقول : إن البلوخ يأق بمعنيين . المعنى الأول : أن يأتى البلوغ بمعنى المقاربة مثل 
قوله تعالى : « إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ه . أى عندما تقارب القيام 
إلى الصلاة فافعل ع . والمعتى الثانى : يطلق البلوغ على الوصول الحقيقى 
والفعل , إن الإنسان عندما يكؤن مسافرا بالطائرة ويهبط فى بلد الوصول فهو يلاحظ 
أن الطيار يعلن أنه قد وصل إلى البلد الفلان . إذن مرة يطلق البلوغ على القرب 
ومرة أخرى يطلق عل البلوغ الحقيقى . 





اكز 
صصص محص محقم هه حوصح 59ت وه > 
وى الآية الأولى « وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو 

سرحوهن بمعروف » هنا طلق الرجل زوجته لكن عدتها لم تنته بل قاربت على الانتهاء 
قربا يمكنه أن يسرحها أو يمسكها بإخسان . وأصبح للزوج قدر من زمن العدة يبيح 
له أن يمسك أو يسرح , لكنه زمن قليل . إن الحق يريد أن يتمسك الزوج بالإبقاء 
إلى آخر لحظة ويستبقى أسباب الالتقاء وعدم الانفصال حتى آخر لحظة . وهذه علة 
التعبير بقوله :: « فبلغن أجلهن » أى قاربن بلوغ الاجل . إن الحق يزيدنا أن نتمسك 
باستبقاء الحياة الزوجية إلى آخر فرصة نتسع للإمساك . فهى لحظة قد ينطق فيها 
الرجل بكلمة يترتب عليها إما طلاق.. وإما عودة الحياة: الزوجية . 


أما إلآية الثانية وعى قوله تعالى : « وإذا طلقتم الناء فبلغن أجلهن 
فلا نعضلوهن أن ينكحن ازواجهن » فالله سبحانه وتعالى يريد أن يحصر مناقشة 
الأسباب فى الانفصال أو الاستمرار بين الزوج والزوجة فقط فلا تتعدى إلى غير 
الزوج والزوجة ؛ لأن بين الاثنين من الأسباب ما قد تجعل الواحد متها يُلِين جانبه 
للأخر . 


لكن إذا مادخل طرف ثالث ليست عنده هذه فسوف تكبر فى نفسه الخصومة 
ولا توجد عنده الحاجة فلا يبقى على عشرة الزوجين . فإذا ما دخل الأب أو الأخ أو 
الأم فى النزاع فسوف تشتعل الخصومة . وكل منهم لا يشعر بإحساس كل من 
الزوجين للآخر . ولا بليونة الزوج لزوجته . ولا بمهادنة الزوجة لزوجها . فهذه 
مسائل عاطفية ونفسية لا توجد إلا بين الزوج والزوجة . أما الأطراف الخارجية 
قلا يربطها بالزوج ولا بالزوجة إلا ضلة القرابة . ومن هنا قإن حرص تلك الأطراف 
الخارجية على بقاء عشرة الزوجين لا يكون مشلى حرص كل من الزوجين على التمسك 
بالآخر . 


ولذلك يجب أن نفهم أن كل مشكلة نحدث بين زوج وزوجته ولا يتدخل فيها 
أحد تنتهى بسرعة بدون أم أو أب أو أخ . ذلك لأنه تدخل طرف خارجى لا يكون 
مالكا للدوافع العاطفية والنفسية التى بين الزوجين . أما الزوجان فقد تكفى نظرة 
واحدة من أحدعما للاخر لآن تعيد الأمور إلى حاريها . فقد يُعجب الرجل بجمال 





١.‏ احجمي وبح ص مج نح جح ححفمحص صيمحجه 
المرأة ويشتاق إليها . فينبى كل شىء . وقد ترى المرأة فى الرجل أمرأ لا تحب أن 
تفقده منه فتنسى ما حدث بينهها. وهكذا . 
لكن أين ذلك من أمها وأمة . أو أبيها وأبيه ؟ ليس بين هؤلاء وبين الزوجين 
أسرار وعواطف ومعاشرة وغير ذلك . 


وهذا فأنا أنصح دائما بأن يظل الخلاف محصوراً بين الزوج والزوجة, : لآن الله قد 
جعل بينهي| سيالا بماطفيا . والسيال العاطفى قد يسيل إلى نزوع ورغبة فى شنىء ما , 
وربما تكون هذه الرغبة هى التى تصلح وتجعل كلا من الطرفين يتنازل عن الخصومة 
والطلاق . ولذلك شاءت إرادة الله عز وجل ألا يطلق الرجل زوجته وهى حائض . 
لماذا ؟ 


لأن المرأة فى فترة الحيض لا يكون لزوجها رغبة فيها . وربما ينفر منها . لكن بريد 
الحق عز وجل ألا يطلق الرجل زوجته إلانى طهر لم يسبق له أن عاشرها فيه معاشرة 
الزوج زوجته وبعد أن تغتسل من الحيض . وذلك حتى لا يظلقها إلا وهو فى أشد 
الأوقات رغبة ها . 


إذن فالحق سبحانه وتعالى يريد أن تكون الخلافات بين الزوج والزوجة فى إطار 
الحياة الروجية » حتى يحفظهها سياج المحبة والمودة والرحمة . لكن تدتحل الأطراف 
الأخرى يحطم هذا السياج . أيا كان الطرف أما أو أبا أو أخا . 


ويقول الحق : « ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا : أى لا تبق أيها الرجل على الحياة 
الزوجية من أجل الإضرار بالمرأة وإذلالها : ومعنى الضرار أنك تصنع شيئا فى ظاهره 
أنك تريد الخير وفى الباطن ريد الشر . ولذلك أطلق اللفظ على ه مسجد الضرار : 
فظاهر بنائه أنه مسجد بنى للصلاة فيه , وق الباطن كان الهدف منه هو الكفر 
والتفريق بين المؤمنين . وكذلك الضرار فى الزواج ؛ يقول الرجل أنا لا أريد طلاقها 
وساعيدها لبيتها » يقول ذلك ويبيت فى نفسه أن يعيدها ليذها وينتقم منها . وذلك 
لاايقره الإسلام ؛ بل ويتهى عنه . 


ربب سس سس سسبو ببسلل سس 


2 


صمح خضبوح بح صمح صوص حوح0 أنه 


إن الحق عز وجل يحذر من مثل هذا السلوك فيقول : « ولا تمسكوهن ضرارا 
لتعتدوا ٠»‏ ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه » فإياك أن تظن أنك حين تعتدى على 
زوجتك بعد أن تراجعها أنك ظلمتها هى , لا . إنما أنت تظلم نفسك ؛ لأنك حين 
تعتذى على إنسان فقد جعلت ربه فى جانبه » فإن دعا عليك قبل الله دعوته . 
وبذلك تحرم نفسك من رضا الله عنك . فهل هناك ظلم أكثر من الظلم الذى يأتيك 
بسخط الله عليك ‏ 


ويتايع الحق سبحانه وتعالى : « ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات' 
الله هزوا » أى خذوا نظام الله على أنه نظام جاء ليحككم حركة الحياة حك بلا مراوغة 
وبلا تحليق فى خيال كاذب . إنما هو أمر واقعى . فلا يصح أن يبزأ أحد بما أنزله الله 
من أنظمة تصون حياة وكرامة الإنسان رجلا كان أو امرأة . 


9 واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به » 
ونعمة الله عليهم التى يذكرهم الله بها فى معرض الحديث عن الطلاق هى أنه 
سبحانه ‏ يلفتهم إلى ما كانوا عليه قبل أن يشرع نهم أين كان حظ المرأةتى الجاهلية 
فى أمور الزواج والطلاق . وما أصبحت عليه بعد تزول القرآن ؟ لقد صارت حقدقها 
مصونة بالقرآن . 


إن الحق عر وجل يمتن على المؤمنين ليلفت نظرهم إلى حالتهم قبل الإسلام ؛ فقد 
كان الرجل يطلق امرأته ويعيدها . ثم يطلقها ويعيدها ولو ألف مرة دون ضابط أو 
رابط . وكان يحرم عليها المعاشرة الزوجية شهوراأ ويتركها تتعذب بلوعة البعد عنه, 
ولا تستطيع أن تتكلم . 

وكانت المرأة إذا مات زوجها تنفى من المجتمع فلا تظهر أبدا ولا تخرج من بيتها 
وكأنها جرثومة . وقبل ذلك كله كانت مصدر عار لابيها . فكان يقتلها قبل أن تصل 
إلى سن البلوغ بدعوى الحرض على عرضه وشرفه . 


باختضار كان الزواج أقرب إلى المهازل منه إلى الجد . قجاء الإسلام . فحسم 





5000 
١:‏ صوص حون 9 50 0009002699 


الأمور حتى لا تكخون فونى بلا ضوابط وبلا قوانين . فاذكروا أيها المؤمنرن ثعمة الله - 
عليكم بالإسلام , وانظروا إلى ما أنعم به عليكم من نظام أسرى يلهث العالم شرقه 
وغربه ليصل إلى مثله . 


كنتم أمة بلا حضارة وبلا ثقافة » تعبدون الاصنام وتقيمرن الحرب وتشعلونها 
بينكم على أتفه الأسباب وأدونا , وتجهلون القراءة والكتابة ٠‏ ثم ينزل الله عليكم 
هذا التشريع الراقى الناضج الذى لم تصل إليه أية حضارة حتى الآن . ألا تذكرون 
هذه التعمة التى أنتم فيها بفضل من الله ؟ لذلك قال سبخانه : 9 واذكروا نعمة الله 
عليكم وما أنزل عليكم هن الكتاب والحكمة يعظكم به » والكتاب هو القرآن . 
والحكمة هى سنة رسول الله صل الله عليه وسلم . ويختنم الحق تلك الآية الكريمة 
بقوله ٠‏ «واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شىء عليم » . 


فإياكم أن تتهموا دينكم بأنه قد فاته شىء من التشريم لكم ء فكل تشريع جاهز 
فى الإسلام , لان الله عليم بما تكون عليه احوال الناس ٠‏ فلا يستدرك كون الله في 
الواقع على ما شرع الله فى كتابه . لأنه سبحانه خالق الكون ومنزل التشريع . وبعد 
ذلك يقول الحق : 


جة لدم ال كن ْنَا وهأ نكسن 

ا يد لِك يوَعظِبو مركن 

رودي ميته انم الآي يأك لكزو اران 
لمكم اسن © د 


دفيلغن أجلهن » هنا أى فانتهت العدة ء ولم يستنفد الزوج مرات الطلاق ٠‏ وم 
يعد للزوج حق فى أن يراجعها إلا بعد عقد ومهر جديدين . هب أن الزوج اراد أن 





رق التق 
صمحصحبوص صوص صوص توح :052 أ 

يعيد. زوجته إلى عصمته مرة أخرى . وهنا قد يتدخل أهل اللدد والخصومة من 
الأقارب . ويقفون فى وجه إتمام الزواج . والزوجان ربما كان كل منه) يميل 
إلى الآخر . وبينهيا سيال عاطفى ونفسى لا يعلمه أحد . لكن الذين دخلوا فى الخصومة 
من الأهل يقفون فى وجه عودة الأمور إلى مجارها » نخوقا من تكرار ما حدث أو 
لأسياب أخخرى . وتقول لؤلاء : مادام الزوجان قد تراضيا عل العودة فلا يصح أن 
يقفا أحد فى طريق عودة الأمور إلى ما كانت عليه . 


وقوله الح : دفلا تعضلوه: ٠‏ نعرف منه أن العضل هو المنع ٠.‏ والكلام للأهل 
والأقارب وكل من يبمه مصلحة الطرفين من أهل المشورة الحسنة . وه أن يتكحن 
أزواجه: ٠‏ أى الذين طلقوهن أولا . 


والمعنى : لا تمنعوا الأزواج أن يعيذوا إلى عصمتهم زوجاتهم اللائى طلقوهن من 
قبل . وليعلم الأهل الذين يضرون على منع بناتهم من العودة لأزواجهن أنهم 
بالترادى فى المتصومة يمنمون فائدة التدرج فى الطلاق التى أراد : حكمة الله . 


إن حكمة التشريع فى جعل الطلاق مرة . ومرتين هى أن من لم يصلح فى المرة 
الأولى قد يصلح ف المرة الثانية » وإذا كان الله العليم بنفوس البشر قد شرع لهم أن 
يطلقوا مرة ومرتين » وأعطى فسحة من الوقت لمن أخطأ فى المرة الأولى ألا يخطىء فى 
الثانية . لذلك فلا يصح أن يقف أحد حجر عثرة أمام إعادة الحياة الزوجية من 
جديد , 


وقوله الحق : ٠‏ أن بنكحن أزوا جهن » ونلحظ هنا أن الحق سبحاته وتعالى يلب 
التكاح للنسوة . فقال : ٠‏ يتكحن ٠‏ وهذا يقتفى رضاء المرأة عن العودة للزوج 
فلا يمكن أن يطلقها أولا ثم لايكون لما رأى فى العودة إليه . 


« إذا تراضوا بينهم بالمعروف ٠‏ وماداموا تراضوا ورأوا أن عودة كل منبهها للآخر 
أفضل . فليبتعد أهل السوء الذين يقفون فى وجه رضا الطرفين . وليتركوا الحلال 
يعود إلى مجاريه . « ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى 





4 


220202249225٠1‏ حمصجم 


لكم وأطهر » إن هذا تشريع ربكم وهو موعظة لكم يا من تؤمنون بالله ربا حكييا 


مشرعا وعالما بنوازع الخير فى نفوس البشر . 


وكلمة « وأطهر » تلفتنا إلى حرمة الوقوف فى وجه المرأة التى تريد أن ترجع لزوجها 
الذى طلقها ثم انتهت العدة . وأراد هو أن يتزوجها من جديد . إن الحق يبلغنا : 


لاتقفوا فى وجه رغبتهها فى العودة لائ سبب كان ء لاذا يارب ؟ 


وتأتى الإجابة فى قوله الحق : ٠‏ والله يعلم وأنتم لا تعلمون » تامل جمال السياق * 
القرآى وكيف خدم قوله تعالى : « والله يعلم وأنتم لا تعلمون » المعنى الذى تريده 
الأيات . إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون أن فى عودة الأمور لمجاريها بين الزوجين ازكى 


واطهر . ويقول الح بعد ذلك : 


اعقو 22 عد اق د و لك ام سيره م 
4 وَالْوَالِدت برَضِعَنَ أوْلدَهنَ حولين كا ملين لِمَنْ أَرَادٌ 
ع ع ,/ 


زم < 
د سن لح ع عر مر «سر 4 22 صر وز بي 


دم ٍِ .5 20 
أن يم الرضاعة وعَزَإْلوْلودٍ له, ينين وصوهن ِالمعرُوفٍ 


6 


53 


2 ةد > 2 و عت 2 ار 2 ع ع كلخ سح سا 2 
لاتكلف تفن إلاوسعها لانضادٌ وَلِدَنوَلرِهَاوْلا 
لء 4 ودجو مام ع مس عات سد اس و ع ترد 
٠‏ مولود له .بولرٍوء وعلَّأنوَارث مِمْلّدَلِكَ َإِنَأرادَافِصَالَا 


ع جر جم وس اوم ع ل 


ع يض ًا كك لجاع هما لذ اد أن 
0 نه عا مسق 22 وم م مس 3 2 1 
تَتَرَضِعُوأ أَوْلَدَيٌْ مَلَاجََاحَ عَلِتَكِ إِدَا سَلْمَسم ما ءَالَيتَ 


اعون وَانَصو سمو لمهأ انبر © ##ه 


انظر إلى عظمة الإسلام هاهوذا الحق سبحانه يتكلم عن إرضاع الوالدات 
لأولادهن بعد عملية الطلاق . فالطلاق يورث الشقاق بين الرجل والمرأة » والحق 





ذاة 
ممبخحمبحص تت وح هه 55605995 اوه 

سبحانه وتعالى ينظر للمسألة نظرة الرحيم العليم بعباده؛ فيريد أن يحمى الثمرة التى 
نتجت من الزواج قبل أن يحدث الشقاق بين الأبوين؛ فيبلغنا : لانمجعلوا شقاقكم 
وخلافكم وطلاقكم مصدر تعاسة للطفل البرىء الرضيع . 

وهذا كلام عن المطلقات إللانى تركن بيوت أزواجهن» لأن الله يقول بعد ذلك: 
«وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف» ومادامت الآية تحدثت عن ١رزقهن‏ 
وكسوتهن* فذلك يعنى أن المرأة ووليدها بعيدة عن الرجل» لأنها لو كانت معه لكان 
ززق الوليد وكسوته أمرا مفروغا منه . والحق سبحانه يفرض هناحقا للرضيع ٠‏ وأمه 
لم تكن تستحقه لولا الرضاع. ويعض الناس فهمو“خطأ أن الرزق والكسوة 
للزوجات عموما وئثقول لهم : لا . إن الرزق والكسوة هنا للمطلقات اللاتى 

ويريد الحق سبحانه أن يجعل هذا الحق أمرا مفروغا منه » فشرع حق الطفل فى أن 
يتكلفة والده بالرزق والكسوه حتى يكون الأمر معلوما لديه حال الطلاق . 

وقوله تعالى : #والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين» نلحظ فيه أنه بم يأت 
بصيغة الأمر فلم يقل , ياوالدات أرضعن 0 لأن الأمر عرضة لأن يطاع وأن يعصى» 
لكن الله أظهر المسألة فى أسلوب خبرى على أنها أمر واقع طبيعى ولا يخالف . 

ويقول الحدق : #وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن؛ ولنتأمل عظمة الأداء القراني 
فى قوله : «وعلى المولود له» إنه لم يقل : #وعلى الوالد» وجاء ب«المولود له؛ ليكلفه 
بالتبعات فى الرزق والكسوة » لأن مسئولية الإنفاق على المولود هى مسئولية الوالد 
وليست مسئولية الأم » وهى قد حملت وولدت وأرضعت والولد ينسب للب فى 
النهاية يقول الشاعر : 

فَإئّما أمهاتالناس اوعية 

مستوعادت وللأباء أبنساء 


ومادام المولود منسوباً للرجل الأب فعلى الأب رزقه وكسوته هو وعليه أيضا رزق 





5 2 


+2222122422240 259 اصحجكح‎ ٠.١ 


وكسوة أمه التى ترضعه بالمعروف المتعارف عليه بما لا يسبب إجحافاً وظلما للاب فى 
كثرة الإنفاق . ويقول الحق : ولا تكلف نفس إلا وسعها » هنا الحديث عن الأم 
والأب . فلا يصح أن ترهق المطلقة والد الرضيع بما هو فوق طاقته » وعليها أن 
تكتفى بالمعقول من النفقة . 


ويتابع الحق : ولا تضار والدة بوئدها ولا مولود له بولده » ولازال الحق يذكرٌ 
الاب بأن المولود له .هوء. وعليه ألا يضر والدة الطفل بنع الإنفاق على اينه ء 
وألا يتركها تتكفف الناس من أجل رزته وكسوته » وفى الوقت نفسه يُذْكرٌ الام : 
لا تجعلى رضيعك مصدر إضرار لابيه بكثرة الإلحاح فى طلب الرزق والكسوة . 


رضصيع ينعم بدفء الحياة بين أبوين متعاشرين . ووجوده بين أبوين غير متعاشرين . 


والحق سبحانه وتعالى يعطينا لفتة أخرى هى أن والد المولود قد يموت فإذا ما مات 
الوالد. فمن الذى ينفق على الوليد الذى فى رعاية أمه المطلقة ؟ هنا يأتينا قول الحق 
بالجواب السريع : « وعلى الوارث مثل ذلك » . 


إن الحق يقرر مسئولية الإنفاق على من يرث والد الرضيع . ضحيح أن الرضيع 
سيرث ف والده . لكن رعاية الوليد اليتيم هى مسئولية من يرث الوصاية وتكون له 
الولاية على أموال الاب إن فات . وهكذا يضمن الله غز وجل حق الرضيع عند 
المولود له وهو أبوه إذا كان ححيا. وعند من يرث الاب إذا توق . 


وبذلك يكون الله عز وجل قد شرّع لصيانة أسلوب حياة الطفل فى حال وجود 
أبويه , وشرع له ف حال طلاق أبويه وأبوه حى . وشرع له فى حال طلاق أبويه 
ووفاة أبيه . ويتابع الحق : » فإن أزادا فصالا عن تراضٍ منهمأ وتشاور فلا جناح 
عليهها» . 


انظر إلى الرحمة فى الإسلام ؛ فطلاق الرجل لزوجته لا يعنى أن ما كان بينهها قد 





7 
اصموصسصمصحيبحمبححمصحضحبحو ره 


انتهى ء ويضيع الأولاد ويشقون بسب الطلاق . فقوله تعالى : « عن تراض منهما 
وتشاور » دليل على أن عناك قضية مشتركة مازالت بين الطرفين وعى ما يتصل برعاية 
الأولاد . وهذه القضية المشتركة لابد أن يُلاحظ فيها حق الأولاد فى عاطفة الأمومة . 
وحقهم فى عاطفة الأبوة ‏ حتى ينشأ الولد وهو غير محروم من حنان الأم أو الأب . 
وإن اختلفا حتى الطلاق . 


. إن عليهها أن يلتقيا بالتشاور والتراضي فى مسألة تربية الأولاد حتى 'يشعروا يحنان 
الأبورين 3 ويكبر الأولاد دود آلام نفسيّة ٠‏ ويفهمون إن أفهم تقدر ظروفهم 5 
وكذلك والدهم وبرغم وجود الشقاق والخلاف ببنبم) فقد اتفقا على مصلحة الأولاد 
باراض_وتقاوي:: 


إن ما يحدث فى كثير من حالات الطلاق من تجاهل للأولاد بعد الطلاق هى مسألة 
خطيرة ؛ لأنها تترك رواسب وآثارا سلبية عميقة فى نفوس الأولاد . ويترتب عليها 
شقاؤهم وربما تشريدهم فى الحياة . وما ذنب أولاد كان الكبار هم السبب اللباشر فى 
بحيئهم للحياة ؟ أليس من الأفضل أن يوفر الآباء لهم الظروف النفسية والحياتية الى 
تكفل هم النشأة الكريمة ؟ إن منيج الله أمامنا فلياذ! لا نطبقه لنسعد به وتسعد به 
الأجيال القادمة ؟ 


والحق سبحانه وتعالى قال فى أول الآية : ٠‏ والوالدت يرضعن أولادهن حولين 
كاملين ؛ لكن ماذا يكون الحال إن نشأت ظروف تقلل من فترة الرضاعة عن 
العامين .' أو نشأت ظروف خاصة جعلت فترة الرضاعة أطول من العامين ؟ هنا 
يقول الحق : و فإن أرادا قصالا عن تراض هنهيا وتشاور فلا جناح عليه ٠‏ . 


إنه جل وعلا يبين لنا أن الفصال أى الفطام يب أن يكون عن تراض وتشاور بين 
' الوالدين ولا جناح عليهها فى ذلكه. ويقول الحق : « وإن أردتم أن تسترضعوا 
أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف ٠‏ . و« أن تسترضعوا 
أولادكم » أى أن تأتوا للطفل بمرضعة . فإن أردتم ذلك فلا لوم عليكم فى ذلك . 
إن المطلق جين يوكل إلى. الأم أن ترضع وليدها فالطفل يأخذ من حنان الأم 





5-: .0222© 
الموجود لديا بالفطرة . لكن هب أن الأم ليست لديها القدرة على الإرضاع أو أن 
ظروفها لا تسعفها على أن ترضعه لضعف فى صحتها أو قوتهاءعند ذلك فالوالد 
مطالب أن يأق لابنه بمرضعة , وهذه المرضعة التى نرضع الوليد تحتاج إلى أن يعطيها 
الأجدما تمكنها وتسلها تقبل على إرضاع الولد بأمانة . والإشراف عليه بصدق . 


ويختم الحق هذه الآية الكريمة بقوله : « واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون 
بصير ه . إن الحق محذر أن يأخذ أحد أحكامه ويدعى بظاهر الأمر تطبيقها » لكنه 
غير حريص على روح هذه الأحكام . مثال ذلك الاب الذى يريد أن يدلس على 
المجتمع . فعندما يرى الأب مرضعة ابنه أمام الناس فهو يدعى أنه ينفق عليها , 
ويعطيها أجرها كاملا » ويقابلها بالحفاوة والتكريم بينما الواقع يخالف ذلك . 


إن الله يحذر من يفعل ذلك : أنت لا تعامل المجتمع وإنما تعامل الله « والله بما 


أ 01110 لخر عع ب 50 ع ودج ء علا 
8 وَاَلَذنَ َوهو مد ويذرون روجا يرصن 


بأنيبيق ابه لجر يمقر انلتق لون 
فَلا-جِنَاح ني فِسِمَافَعلْنَ فى نس هن بالمعروف 
متنك يي © هه 


والعدة ‏ كما عرفنا- هى الفترة الزمنية التى شرعها الله بعد زواج انتهى بطلاق أو 
بوفاة الزوج . والعدة إما أن تكون بعد طلاق . وإما بعد وفاة زوج . فإن كانت 
الغدة بغد طلاق فمدتها ثلاثة قروء ء والقرء ‏ كما عرفنا ‏ هو الحيضة أو الطهر . فإن 
كانت المطلقة صبغيرة لم تحض بعد أو كانت كبيرة تعدت سن الحيض فالعدة تنقلب 
من القروء إلى الأشهر وتصبح « ثلاثة أشهر» ٠.‏ 





9002:0242 _ي2إ-22-- :220 أنرداحمم 


وعرفنا أن من حق الزوج أن يراجع زوجته بينه وبين نفسه دون تدخل الزوجة أو 
ولى أمرهاءله. ذلك فى أثناء فترة العدة فى الطلاق الرجعى ٠‏ فإن انتهت عدتها فقد 
سقط حقه فى مراجعة الزوجة بنفسه . وله أن يراجعها . ولكن بمهر وعقد جديدين 
مادام قد بقى له حق ألم يسيققد موانت الطلاق . 


وقد قلا : إن تعدت الطلفات اثنتين وأصبحت فناك طلقة ثالثة فلا بد م: ن ذوج 
آخر يتزوجها بالطريقة الطبيعية لا بقصضد أن يحللها للروج الأول ل .. وأما عدة 'المتوق 
عنها زوجها فقد عرفنا أن.القرآن ينص على أنها تتربص بنفسها أربعة أشهر وعشرا . 
هذا إن لم تكن حاملا . فإن كانت حاملا فعدتها أبعد الأجلين . فإن كان الأجل 
الأبعد هو أربعة أشهر وعشر! فتلك عدتبا : وإن كان الاجل الأبعد هو الحمل قعدتها 
أن ينتهى الحمل . لكن أليس من الجائز أن يموت زوجها وهى قن الشهر التاسع من 
الحمل فتلد قبل أن يدفن ؟ وهل يعتى ذلك أن عدا اننهت ؟ لا ٠‏ إنها تنتهى بأبعد 
الاجلين وهو فى .هذه الحالة مزور أزبعة أشهز وعشرا ٠‏ وإن قال بعضن الفغفاء اء:إن عدة 
الحامل بوضع الجمل . 


4 4 
لكن إذا لم يكن زوجها متو عنها فعدتها أن تضم حملها . وإن شاءت أن تتزوج 
' بعد ذلك فلها ذلك ولو بعد لحظة . وبعض الناس يفسرون الحكمة من جعل عدة 
المنوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشراء فيقولون :. لأنها إن كانت. حاءلا بذكر 
فسيظهر حملها عندما يتحرك بعد ثلاثة أشهر . وإن كانت حاملا بأنثى فستتحرك بعد 
أربعة أشهر ونعطيها مهلة عشر ليال, 


ونقول هم : جزاكم الله خيرا على تفيركم . لكن العدة هنا ليست لاستبراء 
الرحم ل لو كانت لاستيراء الرحم لانتهت عدة المرأة بمجرد ولادتمها . ولوكان 
الأمر للتأكذد من وجوذ حمل أو عدمه . لكانت عدتها ثلاث حيضات إن كانت من 
ذوات الحيض . وإن كانت من غير ذواتث الحيض لصغر أو لكبر سن لكانت عدتها 
ثلاثة أشهر . لكن الله اختصها بأربعة أشهر وعشر وفاءٌ لحق زوجها عليها وإكراما 
لحياتهي) الزوجية . 


إذن فالله عر وجلل جعل المنوفى عنها زوجها تتربص أقسى مدة يمكن أن تصبر عليها 





كاز 
ج١٠١١‏ حووهح. كوج 22525 009225 
المرأة . فالمرأة ساعة تكون متوفى عنها زوجها لا تخرج من بيتها ولا نتزين ولا تلقى 
أحدا وفاء للزوج ٠‏ فإذا انتهت عدتها أى مضت عليها الأزبعة الأشهر والعشرة » 
د فلا جناح عليكم فيا فعلن فى أنفسهن » وهو يعنى أن تتزين فى بيتها وتخرج دون 
إبداء زينة وأن يتقدم لها من يريد خطبتها . وقوله تعالى : « أربعة أشهر وعشرا » 
والمقصود .بذه المدة أربعة أشهر وعشر ليال . 


وهنا لفتة تشريعية إيمانية تدل على استطراق كل حكم شرعى فى جميع المكلفين 
وإن لم يكن الحكم ماسا لهم ؛ فلمتوق عنها زوجها تربصت أزبعة أشهر وعشرا 
وبلغتها فى مدة العدة , وكان من حكم الله عليها ألا تتزين وألا تكتحل وألا نخرج 
من بيتها وفاءً لحق زوجها فإذا بلغت الأجل وانتهى قال : « فلا جناح عليكم فيا 
فعلن فى أنفسهن ٠»‏ ولم يقل : فلا جناح عليهن 


, لقد وجه الخطاب هنا للرجال ؛ لأن كل مؤمن له ولاية على كل مؤمنة ء فإذا رأى 
فى سلوكها أو أسلوب عنتايتها بنفسها ما يناى العدة فله أن يتدخل . مثلا إذا رآها 
تتزين قال لها أو أرسل إليها من يقول لها : لماذا تتزينين ؟ إن قول الله : « فلا جناح 
عليكم ٠‏ بجعل للرجال قوامة على المتوفى عنها زوجها . فلا يقولون : لا دخل لنا ؛ 
لأن الحكم الإيمنى حكم مستطرق فى كل مؤمن وعى كل مؤمن . قالحق سبحانه 
وتعالى يقول : 

« وَتَوَاصوَ باحق وتَوَاصَوَا بالصير » 

(من الآية ‏ سورة العصر ) 

إن قوله الحق : « تواصوا» لا يعنى أن قوما خصوا بأنهم يُرصون غيرهم وقوما 
آخرين يوصيهم غيرهُم . بل كل واحد منا موص فى وقت ؛ وموصى من غيره فى 
وقت آخرء هذا هو معنى «وتواصواء. 


فإذا زأيت فى غيرك ضعفا فى أى ناحية من نواحى أحكام الله » فلك أن توصيه . 
وكذلك إن رأي غيرّك فيك ضعفا فى أ 'ناحية من التواحى فله أن يوصيك » وعندما 
نتواصى جميعا لا يبقى لمؤمن بيننا خط ظاهر . 





حمححصمححويوححبوحصو وححبصو رااهه 
إذن فالآية لا تَخُصٌ بالوصاية جماعة دون أخرى إنما الكل يتواصون . لآن الأغيار 
البشرية تتناوب الناس أجمعين . فأنت فى فترة ضعفى رقيب على . فتوصينى . وأناق 
فثرة ضعفك رقيب عليك ٠‏ فأوصيك . ولذلك جاء فول الحق : « فلا جناح 
عليكم ؛ إنه سبحانه لم يوجه الخطاب للنساء » ولكن خخاطب به المؤمنين ولم بخص 
بالخطاب أولياء أمور النساء فحسب وإنما ترك الحكم للجميع حتى لا يقول أحد : 
لاعلاقة لى بالمرأة التى توق عنها زوجها ولتفعل ماتشاء . إن ها أن تتزين 
بالمتعارف عليه إسلاميا فى الزينة ء وا أن تتجمل فى حدود ما أذن الله لها فيه . 


ويخنتم الحق هذه الآية بقوله : «والله بما تعملون خبيره أى والله أعلم بما فى 
نفسها وبا فى نيتها . وهب أنها فعلت أى فعل على غير مرأى من أحد فلا تعتقد أن 
المجتمع وإن لم يشهد منها ذلك أن المسألة انتهت ء لاء إن الله عليم بما تفعل وإن لم 
يطلع عليها أحد من الناس . 


إن الحق سبحانه وتعالى قد حمى بكل التشريعات السابقة حق الزوج حتى تنتهى 
العدة . وحق المتوفى عنها زوجها فى أثناء العدة » وحمى أيضا بكل التشريعات كرامة 
المرأة . وجعل المرأة حرما لا يقترب منه أحد يدش حجابها ؛ إن عليها عدة ممسوبة 
فى هذا الوقت لرجل آخرء فلا يحق لاحد أن يقترب منها , 


لماذا ؟ لأن المرأة خاصة إذا كانت مطلقة قد تتملكها رغبة فى أن تثأر لنفها 
ولكرامتها » وربما نعجلت التزوج » وربما كانت مسائل الافتراق أو الخلاف ناشئة 
عن اندساس رغبة راغب فيها , وبمجرد أن يتم طلاقها وتعيش فترة العدة فقد يحوم 
حوها الراغبون فيها . أو تستشرف هى من ناحيتها من تراه صالحا كزوج ها . 
ولذتك يفرض الحق سياجا من الزمن ويجعل العدة كمنطقة حرام ليحمى المرأة حماية 
موضوعية لا شكلية . 


الذى يرغب ن أن يتزوج » ولا من ناحية المرأة التي تستشرفء أن تتزوج 0 فيعالج 
هذه الماألة بدقة وبحزم وبحسم معا فيقول جل غيالة 2 





58 


ز-ت ريل 


0 ماع عَلتَكُم مَاعَرضحبو ون ةم 
كينت حْتَن رن أنش كعم هكم سكد و هن 


كن لَانوَاعِدُوهُنّ را لَه أن موا 0 / 


د عر الكتكث 


ا سمم وت 1 
لمأن دع جه 0 1 
بد 0 2 عَلِعٌ ©) #ه 





و« عرضتم ١‏ ماحوذة من التعريض . والتعريض : هو أن تدل على شبىء 5 


بما يؤديه نصاء ولكن تعرض به تلميحا . 


إن الحق سيحانه وتعالى يريد أن يجعل للعواطف تنفيسا من هذه التاحية . 
' والتنفيس ليس مجرد تعبير عن العاطفة . ولكنه رعاية للمصلحة . فمن النائز أنه 
لوحزم التعريض لكان فى ذلك ضياع فرصة الزواج للمرأة » أو قد يفوت هذا 
المنع - الفرصة على من يطلبها من الرجال ؛ للذك يكم اطق القراعة الو تفرهن 


على الرجل والمرأة معا أدب الاحتياط . وكأنه يقول لنا : أنا أمنعكم أن تخطبوا فى 


العدة أو تقولوا كلاما ريا وواضحًا فيهااء » لكن لا مانع من التلميح من بعيد . 


مثلا يثتى الرجل على المرأة ؛ ويعدد مخاسنها بكلام لا يعد خروجا على آداب 
الإسلام مثل هذا الكلام هو تلميح وتعريض . وفائدته أنه يعبر عما فى نفس قائله تجاه 
المطلقة فتعرف رأيه فيها . ولول يقل ذلك فربما سبقه أحد إليها وقطع عليه السبيل 
لونفاذ ما فى نفسه . ومنعه من أن يتقدم لخطبتها بعد انتهاء العدة » وقد يدفعه ذلك 





حموح مح بو مص صمح تق وحص حص محص راالهة 
إذن فالتعريض له فائدة فى أنه يُعرف المطلقة رأى فلان فيها حتى إن جاءها غيره 
لا توافق عليه مباشرة . وهكذا نرى قبساً من رحمة الحق سبحانه وتعالى بناء بان 
جعل العدة كمنطقة حرام تحمى المرأة » وجعل التعريض فرصة للتعبير عن العاطفة 
التى تؤسس مصلحة من بعد ذلك . 


إن الحق يقول : « ولا جناح عليكم فيا عرضتم به من خطبة النساء » والخطبة 
مأخوذة من مادة ٠‏ الخاء » وه الطاء » وه الباء » وتدل على أمور تشترك فى عدة معالم : 
منبا خطبة بضم الخاء . ومنها تحظب وهو الأمر العظيم . ومنها المعنى الذى نحن 
بصدده وهو الخطبة بكسر الخاء . وكل هذه المعالم تدل عل أن هناك الأمر العظيم 
الذى يُعالج » فالخطب أمر عظيم يبز الكيان . وكذلك الخُطبة لا يلقيها الخطيب 
إلافى أمر ذى بال ء فيعظ المجتمع بأمر ضرورى . 


وابمنطبة كذلك أمر عظيم ؛ لأنه أمر فاصل بين حياتين : حياة الانطلاق » وحياة 
التقيد بأسرة وبنظام . وكلها معان مشتركة فى أمر ذى بال ء وأمر خطير. وهو 
سبحانه وتعالى يقول : « ولا جناح عليكم فيا عرضتم به من خخطبة النساء أو أكننتم 
فى أنفسكم » أى لا جناح عليكم أن وضعتم فى أنفسكم أمرا يخفى على المرأة » 
وللمسلم أن يكنن ويخفى فى نفسه ما يشاء . ولكن ما الذى يُدرى ويعلم المطلقة أنها 
فى بالك يا من أسررت أمرها فى نفسك ؟ إنك لابد أن تلمح وأن تعرض بأسلوب 
يليق باحترام .المرأة , 


ويقول الحق : «علم الله أنكم ستذكرونين » . إن الذى خلقك يعلم أنبها 
مادامت فى بالك . ومات زوجها عتها أو ظلقها فقد أصبحت أملا بالنسبة لك » 
فلو أنه ضيق عليك لعوق عواطفك . ولضاعت منك الفرصة لأن تتخذها زوجة من 
بعذ ذلك . وهذا أباح الحنُ التعريض حتى لا يقع أحدكم فى المحظور وهو 
ولا تواعدوهن سرا » بأن تأخذوا عليهن العهد الا يتزوجن غيركم ٠‏ أو يقول ها : 
تزوجيى. بل عليه أن يعرض ولا يفصح ولا يصرح: إن المواعدة فى السر أمر منهى عله. 
لكن المسموح به هو التعريض بأدب ء ٠‏ إلا أن نقولوا قولا معروفا» كأن يقول : 
ويا سعادة من ستكون له زؤجة مثلك ٠‏ . ومثل ذلك من الثناء الذى يطرب المرأة - 





١١ ١‏ مهْححمم حو حمو همهو حيحه 
ونعلم جميعا أن المرأة فى مثل حال المطلقة أو المتوى عنبها زوجها تملك شفافية والمعية 
تلتقط ا معنى الكلام ومراده . 


ويتابع الحتي : ٠‏ ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله » وهكذا نرى أن 
مجرد العزم الأكيد أمر نبى عته . والعزم مقدم على الفعل فإذا نجى عنه كان الى عن 
الفعل أقوى وأشد وأنهى . فلك أن تنوى الزواج منها وتتوكل على الله ب لكن 
لا تبعله أمرا مفروغا منه. إلا بعد أن تتم عدتها . فإن بلغ الكتاب أجله وانتهت 
عدتها فاعزموا عقدة النكاح . فكأن عقدة التكاح تمر بثلاث مراحل : 


المرحلة الأولى : وهى التعريض أى التلميج . 

والمرحلة الثانية : هى العزم الذى لا يصح ولا يستقيم أن يتم إلا بعد اتتهاء 
فترة العدة . 

والمرحلة الثالثة : هى العقد . 


والمقصود ببذه المراحل أن يأخذ كل طرف فرصته للتفكير العميق فى هذا الأمر 
الجاد » فإن كان التفكير قد هدى إلى العزم فإن للإنسان أن يعقد بعد انتهاء العدة » 
وإن كان التفكير قد اهتدى إلى الابتعاد وصرف النظر عن مثل هذا الأمر فللانسان 


ويزيد الحق من هذه المراحل أن يعطى الفرصة فى التراجع إن اكتشف أحد 
الطرفين فى الآخر أمرا لا يعجبه . وكل هذه الخطوات تدل عل أن العقد لا يكون 
إلا بعزم ٠.‏ فلا يوجد عقد دون عزم + إن الحى يريد من الملم آلا يقدم على عقدة 
النكاح إلا بعد عزم . والعزم معناه التصميم على أنك تريد الزواج بحق الزواج 
ويكل مسئولياته ٠‏ وبكل مهر الزواج . ومشروعيته . وإعفافه ؛ قالزواج بدون 


أرضية العزم مصيره الفشل ‏ 


ومعتى العزم : أن تفكر فى المسألة بعمق وروية فى نفسك حتى تستقر عل رأى 
أكيد . ثم لك أن تقبل على الزواج على أنه أمر له ديمومة وبقاء لا يحرد شهوة طارئة 
ليست الها أرضية من عزيمة النفس عليها . 1 





صمحح بيححمح صوصو وح حوصوواأأاله 


ولذلك فإن الزواج القائم على غير رويّة . والمعلق على أسباب مؤقتة كقضاء 
الشهوة لا يستمر ولا ينجح . ومثل ذلك زواج المتعة ؛ فالعلة فى تحريم زواج المتعة 
ا لقع سل ١‏ يرود ١‏ حمر ل اخ أويدةرنلقة ١:‏ عد ب الرعيية 
فمعناه أنهة هدقف للمتعة الطارئة . 


والذين يبيحون زواج المنعة مصابون فى تفكيرهم ؛ لأنهم يتناسون عنصر الإقبال 
بديمومة على الزواج . فيا الداعى لأن تقيد زواجك بمدة ؟ إن النكاح الأصيل لا يُقيد 
بمثل هذه المدة . وتأمل حمق هؤلاء لتعلم أن المسألة ليست مسألة زواج » إنا المسألة 
عى تبرير زى ء وإلالماذا يشترط فى زواج المتعة أن يتزوجها لمدة شهر أو أكثر؟ 


إن الإنسان حين يشترط تقييد الزواج بمدة فذلك دليل على غباء تفكيره وسوء 
نيته ؛ لآن الزواج الأصيل هو الذى يدخل فيه بديمومة ٠‏ وقد ينبيه بعد ساعة إن وجد 
أن الآمر يستحق ذلك . ولن يعترض أحد على مثل هذا السلوك ء فلياذ! تفيد نفسك 
بمدة ؟ إن المتزوج للمتعة يستخدم الذكاء في غير محله » قد يكون ذكيا فى ناحية ولكنه 
قليل الفطنة فى ناحية أخرى . 


إن عل الإنسان أن يدخل عل الزواج بعزيمة بعد تفكير عميق وروية ثم ينفذ 
العزم إلى عقد . حذار أن تضع فى نفك مثل هذا الزواج المربوط على مطامع 
وأهداف فى نفسك كمعدم الديمومة أو لدف المتعة فقط . فكل ما يفكر فيه بعض 
الناس من أطراع شهوانية ودنيوية هى أطماع زائلة . اصرف كل هذه الافكار عنك ؛ 
لأنك إن أردت شيئا غير الديجومة فى الزواج . وإرادة الإعفاف ؛ فالله سبحائه وتعالى 
يعلمه وسيرد تفكيرك نقمة عليك فاحذره . 


إن الله سبحانه لا يحذر الإنسانَ من شىء إلا إذا كان ما يغضبه سبحانه . لذلك 
يذيل الحق هذه الآية الكريمة يقوله : « واعلموا أن الله يعلم مافى أتفسكم فاحذروه 
واعلموا أن الله غفور حليم » . وهو سبحانه يعلم ضعف النفس البشرية وأنها قد 
تضعف فى بعض الأحيان . فإن كان قد حدث مها شىء فالله يعطيها الفرصة فى أن 
يتوب صاحبها لأنه سبحانه هو الغفور الحليم . وبعد 3لك يقول الحق صبحانه : 


. 

3 
9 

د 


0 





١٠١055١ 


يلاجنا عل إنطَلقم لآ مَالوتمسُومنَأوتفصُوا 
الا م ا معزيو وش 


2100 2 
لهنَفِيصَة وميَعوهنَ عل لسع ذَدَرموَعَلَ معدم 
2 1 عا م 1 
َالَو حَفَااخينَ 7) كه 


نحن للاحظ أن الكلام فيا تقدم كان عن الطلاق للمدخول بها ؛ أو عن المرأة 
النى دخل بها زوجها ومات عنبا . ولكن قد تحدث بعض من المسائل تستوجب 
الطلاق لامرأة غير مدخول بها . وتأق هذه الآية لتتحدث عن المرأة غير المدخول 
بها وهى إما أن يكون الزوج لم يفرض لما صداقاً . وإما أن يكون قد فرض ها 
صداقا . : 


والطلاق قبل الدخول له حكيان : رضت فق العقد فريضة . أو لم تفرض فيه 
قريضة , فكأن عدم فرض المهر ليس شرطاً فى التكاح ١‏ بل إذا تزوجته ولم يفرض فى 
هذا الزواج مهر فقد ثبت ها مهر المثل والعقد صحيح . ودليل ذلك أن الله سبحائة 
وتعالى يقول ؛ ولاجناخ عليكم إن طلقتم النساء مالم تمسوهن أو تفرضوا لهن 
فريضة » وفعنى ذلك أنها كانت زوجة ولم يحدث دخول للزرج نيا . 


ولنا أن نسأل هاهو المس ؟ ونقول : قيه من اء وفيه لمس ء وليه امل 
فالإنسان قد يمس شيا . ولكن الماس لا يتأثر بالممسوس ٠‏ أى لم يدرك طبيعته أو 
حاله هل هو خشن أو ناعم ؟ داقء أو بارد . وإلى غير ذلك . 


أما اللمس فلابد من الإحساس بالثىء الملموس . أما الملامسة فهى حدوث 
التداخل بين الشيئين . إذن فعندنا ثلاث مراحل : الأولى هى : مس . والثانية : 
مس .ل والثالثة * ملامسة . كلمة ه المس » هنا دلت علل الدخول والوطء ٠.‏ وهى 
أخف من اللمس . .وأيسر من أن يقول :. لامستم أو باشرتم . ونحن نأتحذ هذا 





- 


3 3 


حصمحصح محص حمححمح صح بح صمح محصح روهت 


المعنى ؛ لأآن هناك سياقا قرآنيا فى مكان آخر قد جاء ليكون نضا فى معنى . ولذلك 
0 عمسيو ع فده بين ايد ليك فقد فالت اللسيدة 
مريم : 


ف د 020 #اسض 
« أن بكو بن لد وز ينس بكر ولا أل يميا 
رمن الآية 5٠‏ سورة مريم ) 

إن القرآن الكريم بوضح على لسانة سيدتنا مريم أن أحداً من البشر لم يتصل بها 
ذلك الاتصال الذى .ينشأ عنه غلام » والتعبير فى منتهى الدقة . ولأن الأءر فيه 
تعرض لعورة وأسرار ؛ لذلك جاء القرآن بأشف لثظ فى وصف نثلك المنألة. وهو 
الى ع زكآن لق سيسانة وتطاق يريك أن يبب اها عقاف ىق اللقظا: فتقى رد 
مس البشر لما . وليس الملامسة أو المباشرة برغم أن المقصود باللفظ هو المباشرة ؛ لان 
الآية بصدد إثبات عفة مريم . 


ولنتأمل أدب القرآن فى تناول المسألة فى الآية التى نحن بصددها + فكأنٍ الحق 
سبحانئه ' وتعالى يعبر عن اللفظ بنهاية مدلوله وبأخف التعبير . 


والحق يقول : « أو تفرضوا لحن فريضة ؛ وتعرف أن ٠‏ أو » عندما ترد فى الكلام 
بين شيئين فهى تعن « إما هذا وإما ذاك ٠‏ » فهل تفرض طن فريضة مقابل المس ؟. 
إن الأصل المقابل فى «هالم تموظن ٠‏ هو أن تمسوهن . ومقابل « تفرضوا هن 
فريضة » هو : أن لا تفرضوا هن فريضة . كأن الحق عر وجل يقول ٠‏ لا جناح 
عليكم إن طلقتم النساء مالم تمسوهن سواء فرضتم لهن فريضة ألم تفرضوا لحن 
فريضة . وهكذا يحرص الأسلوب القرآن على تنبيه الذهن فى. ملاحظة المعاى . 


ولنا أن نلاحظ أن الحق قد جاء بكلمة « إن » فى احتتال وقرع الطلاق ١‏ وم إن ؛ 
كما تعرفٍ تستخدم للشك ٠‏ فكأن الله عنز وجل لا يريد أن يكون الطلاق محترءا 
عليه زيحققاً » فلم يأت به إذا وغ .بل جعلها.فى مقام الشك ختى تُعزز الآية :قول 
الرسول على الله عليه وسلم : «أبغض الخلال إلى الله الطلاق :20 , 





. رواءه أبو داود والبيهقتى والحاكم عن ابن غمر‎ )١( 





ج١١١٠‏ اح .+002222122200 :0ت 
ثم يقول الحق عز وجل بعد ذلك : « ومتعوشن على الموسع قدره وعلى المقتر 
قدره » أى إِنْك إذا طلقت المرأة قبل الدخول . وم تفرض ها فريضة فأعطها متعة . 
وقال العلماء فى قيمة المتعة : إنها ما يوازى نصف مهر مثيلاتها من النساء ؛ لأنه كان 
من المفروض أن تاخذ نصف المهر . ومادام ل يُحدد لها مهرٌ فلها مثل نصف مهر 
مثيلاتها من النساء . ويقول الحق : « على الموسع قدزه وعلى المقتر قدره ؛ أى ينبخى 
أن تكون المتعة فى حدود تناسب حالة الزوج + فا موسع الغنى : عليه أن يعطى 
ما يليق بعطاء الله له . والمقتر الفقير : عليه أن يعظى فى حدود طاقته . 


وقول القرآن  :‏ ال موسيع » مشتق من : أوسع ٠‏ واسم الفاعل « و موسع ه واسم 
التغرل ةا لسع تقليةا:- اللي سوس خقلاء يتلق سل ابوج ا ا 
الرزق من الحق فهوه موسع عليه ؛ . وإن نظرت إلى أن الحق يطلب متنك أن توسع 
حركة حيانك ليأتيك ززقك . وعلى قدر توسيعها يكون اتساع الله لك . فهر 
٠موسع‏ 6 , 


إذن فالموسع : هوالذى أوسع على نفسه بتوسيع حركة أسبابه فى الحياة . والإقتار 
هو الإقلال ٠‏ وعل قدر السعة وعلى فدر الإفتار تكورن المتعة . والحق سبيحائه وتعالى 
حينها يطلب حكيأ تكليفياً لا يقصد إنفاذ الحكم على المطلوب منه فحسب ء ولكنه 
يوزع المسئولية فى الحق الإيمانى العام ؛ فقوله : ٠‏ ومتعؤهن على الموسع قدره وعلى 
المقتر قدره ه يعنى إذا وجد من لا يفعل حكم الله فلا بد أن تتكاتفوا على إنفاذ أمر الله 
فى أن يمتع كل واحد طلق زوجته قبل أن يدخل بها . والجمع فى الأمر وهو قوله: 
: ومتعوهن ٠‏ ذليل على تكاتف الأمة فى إنفاذ حكم الله . وبعد ذلك قال : 


لف وَإِن طَفسم: 1 هرمن قَبلِأَنة ع سوفن فده قر كر ٍِ.ء 
ويه وصتمو فل أن يتقو رت أَرَيمَهُوا حْفُوأ 
يرو شك ة اك راكد يقرو 


م 





0 
صعيحخحجهح حوه حو ت2 594524 18 .له 


3 وََامسوا َبتك ْلَه َمَبِمَاصَمَلوْنَ ضر © جه 


أى مادام لم يدخخل بها ول يتمتع بها فلا تأخذ المهر كله . إنما يكون لها النصف من 
المهر . ولنعلم أن هناك فرقا بين أن يوجد الحكم بقانون العدل . وبين أن ينظر فى 
الحكم ناحية الفضل . وأحكى هذه الواقعة لنتعلم منها : 


ذهب اثنان إلى رجل ليحكم بيه فقالا : احكم بيننا بالعدل . قال : أتحبون أن 
أحكم بينكيا بالعدل ؟ أم بما هو خير من العدل ؟ فقالا : وهل يوجد خير من 
العدل ؟ قال : نلعم . . الفضل . 


إن العدل يعطى كل ذى حق حقه , ولكن الفضل يجعل صاحب الحق يتنازل عن 

حقه أو عن بعض حقه . إذن فالتشريع حين يضع موازين العدل لا يريد أن يحرم 
التبع الإيماق من أريحية الفضل ؛ ؛ فهو يعطيك العدل . ولكنه سبحانه يقول بعد 
ذلك : « ولا تنسوا الفضل بينكم »؛ فالعدل وجنه قد يكون.شافاً وتبقى البغضاء 5 
النفوس » ولكن عملية الفضل تنبى المشاحة والمخاصمة. والبغضاء , 


والمشاحة إنما تأق عندما أظن أنى صاحب الحق . وأنت نظن أنك صاحب الحق ٠‏ 
ومن الجائز أن تأق ظروف تزين لى فهمى . وتأق لك ظروف تزين لك فهمك ٠‏ 
فحين نتمسك بقضية العدل لن'نصل إلى مبلغ التراضى فى النفوس البشرية . ولكن 
إذا جئنا للفضل تراضينا وانتهينا . 


والحق سبحانه وتعالى يقول : ه وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن » أى من قبل 


أن تدخلوا بن ٠‏ وقذ فرضتم لمن فريضة ٠‏ يعنى سميتم المهر « فنصف ما فرضتم 
إلا أن يعفون » والمقصود بده يعفون» هو الزوجة المطلقة . 


إن بعض الجهلة يقولون والعياذ بالله : إن القرآن فيه لحن . وظنوا أن الصحيح 
فى اللغة أن يآق القول - إلا أن يعفوً بدلا من ٠‏ إلا أن يعفون ».. وهذا اللون 





:22+22 0 تجببصه 


من الجهل لا يفرق بين « واو الفعل » وه واو الجمع ٠‏ إنها هنا « واو الفعل ٠»‏ فقول 
الحق : « إلا أن يعفون » مأنحوذة من الفعل «عفاة وديعفوة. 

وهكذا تفهم أن للزوجة أن تعفو عن نصفى مهرها وتنتنازل عنه لزوجها. ويتابع الحق: 
أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح ؛ والمقصود به الزوج وليس الولى . لأن سياق الآية 
يفهم منه أن المقصود به هو الزوج ٠‏ مع أن بعض المفسرين قالوا : إنه ولى الزوجة . 
ولنا أن نعرف أن الولى ليس له أن يعفو فى مسألة مهر المرأة ؛ لأن المهر من حق 
الزوجة ٠‏ فهو أصل مال . وأضل رزق فى حياة الناس ؛ لانه نظير التمتع بالبضع , 


ولذلك تجد بعض الناس لا يصنغون شيئاً بصداق المرأة ٠.‏ ويدخرونه لها بحيث إذا 
مرضص واحد اشترت له من هذا الضداق ولوقرص اسبرين مثلا ؛ لانه علاج من 
رزق حلال . فقد يجعل الله فيه الشقاء . فالمرأة تحتفظ. بصداقها الحلال مثل هذه 
المناسبات لتصنع به شيئا بعل الله فيه خيرا . لانه من رزق حلال لاغش فيه 
ولااتلليمن .. 

وأرد على المفسرين الذين نادوا بأن ولى الزوجة هو الذى يعفو وأفول : لماذا ياق 
الله بحكم تتنازل فيه المرأة عن حقها وأن تعفو عن النصف . والرجل لا يكون أريجياً 
ليعفوعن النصف ؟ لاذا تجعل السماء الغرم كله على المرأة ؟ هل من المنطقى أن تعفو 
النساء أو يعفو الذى بيده عقد النكاح يعنى أولياء الزوجة . فنجعل العفو يأق من 
الزوجة ومن أوليائها ؛ أى من جهة واحدة؟ 


إن علينا أن نحسن الفهم لسياق الفضل الذى قال الله فيه : « ولا تنسوا الفضل 
بينكم ٠ء‏ إن التقابل فى العفو يكون بين الاثنين ء بين الرجل والمرأة . ونفهم منه 
المقصود بقوله تعالى : ٠‏ أو يعفوٌ الذى بيده عقدة النكاح ٠‏ أنه هو الزوج ع فكيا أن 
للمرأة أن تعفوعن النصف المستحق لها فللزوج أن يعفو أيضا عن النصف المستحق 
له 

ويقول الحى : « وأن تعفوا أقرب للتقوى : ؛ لأن من الجائز جدا أن يظن أحد 
الطرفين أنه مظلوم . وإن أخذ النصف الذى يستحقه . لكن إذا لم يأخخذ شيئا فذلك 
أقرب للتقوى وأسلم للنفوس . ولنا أن نتذكر دائما فى مثل هذه المواقف قول الحق : 





وجح 22292221929925 وجنت إأرر مه 


٠‏ ولا تنسوا الفضل بينكم » فحتى فى مقام الخلاف الذى يؤدى إلى أن يفترق رجل عن 
امرأة لم يدخل بها يقول الله : « ولا تنسوا الفضل بينكم » أى لا تجعلوها خصومة 
وتارا وأحقاداً 3 واعلموا أن الحق سبحانه يجعل من بعض الأشياء أسبايا مقدورة 
لقدور َم تعلمه . وهذه المسألة تجعل الإنسان لا يعتقد أن أمبابة هى الفاعلة 
وحدها . ١‏ 


ومثال ذلك : قد نجد رجلا قد أعجب بواحدة رآها فتزوجها . أو واحدة أخرى 
رآها شاب ولم تعجبه . ثم جاء ها واحد آخر فأعجب بها معنى ذلك أن الله عز 
وجل كتب لها القبول ساعة رأت الشاب أهلا لحا ورآها هى أهلاً له . ولذلك كان 
الفلاحون قديما يقولون : لا تحزن عندما يأق واحد ليخطب ابنتك ولا تعجيه ؛ لأنه 
مكتوب على جبهة كل فتاة:أيها الرجال عفوا ‏ بكسر العين وتشديد الفاء ‏ عن نساء 
الرجال ؛ فهى ليست له ء ولذلك فليس هذا الرجل من نصيبها . وعلينا ألا همل 
أسباب القدر فى هذه الآمور ؛ لأن هذا أدعى أن نحفظ النفس البشرية من الاحقاد 
والضغائن . 


ويختم الحق الآية بقوله. : « إن الله بما تعملون بصيرء إنه سبحانه يعلم ماق 
الصدور وما وراء كل سلوك . وبعد ذلك تأق آية لتثبت قضية إيمانية , هذه القضية 
الإيمانية هى أن تكاليف الإسلام كلها تكاليف مجتمعة ٠‏ فلا تستطيع أن تفصل 
تكليفا عن تكليف » فلا تقل : دهذا فرض تعبدى » و« هذا مبدأ مصلحى » 
وه هذا أمر جتائى ٠‏ . لا ٠‏ إن كل قضية مأمور :يها من الححق :فى اقضية إيانية تُكَونُ 
مع غيرها منبجا متكاملا . 


فبعد أن تكلم الحق سبحانه وتعالي عن الطلاق يقول : 


4 مه 0 سرب ه 4آ. دمر م 
2 جبرء د 
ِل قَدِتينَ ©ون نل بدي 





الى ادل 


اسك نوا هكم مَلعَصكمَالمْ تكو تدلوت 


ثم يعود إلى الآسرة وإلى المتوق عنها زوجها فيقول : 


م ماسم 4# م 


ِِ لين فون مكر وَيذّرونَ ازواجا وصية به لأزراجهم * معنعًا إل حول غير غير إتراج 
ًّ 


ًا و سا ل سه 8م 2 مويه عضوم عع #١‏ 


فإن خرجن' فلا جناح عليكر فى مافعلن 53 أنْْسنْ من معررف وألله عزِيز 


حَكم © 4 
( سورة البقرة ) 


إذن فالحق سبحانه وتعالى عَصَلٌ بآية اذ جريشو جل العطرات. , عررين قدي 
واحدة هى قضية الفراق بين الزوجين وقسمها قسمين . وأدخل بينها الحديث عن 
الصلاة . وذلك لينبهنا إلى وحدة التكاليف الإيمانية » ونظرا لأن ع لق يتكلم هنا عن 
أشياء كل مظاهرها إما شقاق اختيارى بالطلاق . وإما افتراق قدرى بالوفاة » فأراد 
الله سبحانه وتعالى أن يدخخل الإنسان فى العملية التعبدية التى تصله بالله الذى شرع 
الطلاق والصلاة وقدر الوفاة . 


ولماذا اختار الله الصلاة دون سائر العبادات لتقطلع سياق الكلام عن تشريع 
الطلاق والفراق ؟ لأن الصلاة هى التى تهب المؤمنين الاطمئنان » إن كانت أمور 
الزواج والطلاق حزبتهم وأضتهم ق ف الاختيار فى الطلاقات التى وقعت أو عناء 
الافتراق بالوفاة . ولن يربط على قلوبهم إلا أن يقوموا لربهم ليؤدوا الصلاة » وقد كان 
رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يفعل ذلك . كان إذا ما حزبه أمر قام إلى 
الصلاة . 


إن المؤمن يذهب إلى الخالق الذى أجرى له أسباب الزواج والطلاق والفراق ؛ 








ح+و1 +935922252425 ااه 


ليساله أن يخفف عنه الحم والحزن . ومادام المؤمن قد اختار الذذهاب إلى من يجرى 
الأقدار فله أن يعرف أن الله الذى أجرى تلك الأقدار عليه لم يتركها بلا أحكام » بل 
وضع لكل أمر حكيا مناسبا . وما على المؤمن إلا أن يأخذ الأمور القدرية برضا ثم 
يذهب إلى الله قانتا وخاشعا ومصليا . لأن المسنالة مسألة الطلاق أو الوفاة فيها فزع 
وفراق اخختيار أو فراق الموت القدرى . 


ويأق قوله تعالى : « حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى » فتفهم أن المقصود 
فى الآية هى الصلوات الخمس . فا المقصود بالصلاة الوسطى ؟ 


ساعة يأق خاص وعام مثل قوله. تعالى : 
عه بي 


2 
لموماد مللت ولا تزد 


سم 


2ه وج * ع جيف 4 جد عع ءارم ير اس وظى .> 
ف رب اخ ل ولولدى وَلمَن دخل يبت مؤمنا وللمؤمنين وأ 
آل لطدلمينَ اسار ج42 
( سورة ترج ) 
فكم مرة دخخل الأب والأم هنا ؟ لقد دخلوا فى قوله تعالى : «اغفر لى ولوالدى » . 
وف قوله : « ولمن دخل بيتى ٠‏ » وى قوله : « وللمؤمنين والمؤمنات .٠‏ أى دخلوا 
ثلاث هرات 5 
إذن فإبجاد عام بعد خاص » يعنى أن يدخل الخاص فى العام فيتكرر الأمر بالنسبة 
تلخاصن تكراز؟ يناميت خصوصيته:. 


وقوله تعالى : « حافظوا على الصلوات والصلاة الوسعلى » تفهم ذلك المعني . 
فإذا سألنا : ما معنى حافظوا ؟ الحواب ‏ إذن ‏ يقتضى أن نفهم أن عندنا هو حفظا » 
يقابل « النسيان » . وه حفظا » يقابله و التضبيع ٠‏ . والاثنان يلتقيان ٠‏ فالذى حفظ 
شيئا ونسيه فإنه قد ضيعه . والذى حفظ مالا ثم بدده . لقد ضيعه أيضا . إذن كلها 
معان تلتقئ فى فقد الشىء . فالحفظ معناه أن تضمن بقاء شىء كان عندك ؟ فإذا 
ما حفظت آية فى القرآن فلا بد أن تحفظها فى نفسك . ولوأنعم. الله عليك يمال 
قلا بد أن تحافظ عليه . 





حو؟ اش مجتح22 4 © 24 02+00 


.وقوله: :© خافظوا:عل-الضلرات» نعتاة لتضيعوها .:وتحتمل أيضا متعى: حر 
هو أنكم قد ذقتم حلاوة الصلاة فى القرب من معية ربكم . وذلك أجدر وأولى أن 
تتمسكوا بها أكثر. وذلك القول يسرى على الصلوات الخمس التى نعرفها . 


قوله تعالى : ٠‏ والصلاة الوسطى : ذكر للخاص بعد العام . فكأن الله أمر 
بالمحافظة على ذلك الخاص مرئين . مرة فى دائرة العموم ومرة أخرئ أفردها الله 
بالختصرص . وما العلة هنا فى تفرد الصلاة الوسطى بالختصوص ؟ إن « وسعلى ٠‏ هى 
تأنيث « أوسط » . والاوسط والوسطى هى الأمر بِينْ شيئين على الاعتدال . أى أن . 
الطرفين متساويان . ولايكون الطرفان متساويين فى العدد وهى الصلوات 
الخمس - إلا إذا كانت الصلوات وتزا + أى مفردة ؛ لانها لوكانت زُوجية لما عرفنا 
الوسطى فيها . ومادام المقصود هو وسط الخمس . فهى الصلاة الثالثة التى يسبقها 
صلاتان ويعقبها صلائان . هذا إن لاحظت العده . باعتبار ترتيب الأول. والثان 
والثالث والرابع والخامس . 


وإذا كان الاعتبار بفرضية الصلاة فإن أول صلاة 'فرضها الله عز وجل هى صلاة 
الظهر ٠‏ هذا أول فرض ٠‏ وبعده العصر : فالمغرب . فالعشاء . فالفجر . فإن 
إخذت الوسطى بالتشريع فهى صلاة المغرب وهذا رأى يقول به كثير من العلياء . 


وإن أخذت الوسطى بحسب عدد ركعات الصلاة فستجد أن هناك صلاة قوامها 
ركعتان هى صلاة الفجر وصلاة من أربع ركعات هى صلاة الظهر والعصر 
والعشاء » وصلاة من ثلاث ركعات هى صلاة المغرب . والوسط فيها هى الصلاة 
الثلاثية . وهى وسط بين الزوجية والرباعية فتكون هى صلاة المغرب أيضا . وإن 
أخذتها بالنسبة للنبار فالصبح أول النبار والظهر بعده ثم العصر والمغرب والعشاء » 
فالوسطى هى العصر . 

وإن أنخذتها على أنها الوسط بين الجهرية والسرية فيحتمل أن تكون هى صلاة 
الصبح أو صلاة المغرب ؛ لأن الصلوات السرية هى الظهر والعصر . والجهرية همى 
المغرب والعشاء والفجر . وبين العشاء والظهر تأق صلاة الصبح . أو صلاة المغرب 
باعتبار أنها تاتى بين الظهر والعصر من ناحية . والعشاء والصبح من ناحية أخرى . 





ا . 
صمصحمح بحو وح هنم حدصت 1١١‏ أله 


وإن أخذتها لان الملائكة تجتمع فبها فهى فى طرق النبار والليل فذلك يعنى صلاة 
العصر أو صلاة الصبح . إذن » فالوسط يأ من الاعتبار الذى تمسب به إن كان 
عدداً أو تشريعا » أو عدد ركعات . أو سرية أو جهرية أو بحسب نزول ملائكة !: . ر 


والليل ٠‏ وكل اعتبار من هؤلاء له حكم . 


وئاذا أخفى الله ذكرها عنا ؟ نقول : أخفاها لينتبه كل منا ويعرف أن هناك فرقا 
بين الشىء لذاته » والشىء الذى يُبهم فى سواه ؛ ليكون كل شىء هو الثىء فيؤدى 
ذلك إلى المحافظة على جميع الصلوات . ١‏ 


فا دامت الصلاة الوسطى تصلح لان تكون الصبح والظهر والعصر والمغرب 
والعشاء فذلك أدعى للمحافظة على الصلوات جمعا . فإهام الثبىء إنما جاء لإشاعة 
بيائه . ولذلك أبهم الله ثيلة القدر للعلة نفسها وللسبب نفسه . فبدل أن تكون ليلة 
قدر واحدة أصبحت ليالى أقدار . 


كذلك قزل تعالى : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ه أى: عل 
الصلوات الخمس بصفة عامة وكل صلاة تنفرد بصفة خاصة . ويريد الحق سبحانه 
أن نقوم لكل صلاة ونحن قانتون . والأمر الواضح هو : وقوموا لله قانتين » وأصل 
القنوت فى اللغة هو المداومة على الثنىء وقد حض وحثكث القرآن الكريم على ديمرهة 
طاعة الله ولزوم الخشوع والخضوع . ونرى ذلك فى قول الحق الكريم : 
م يى عب ف 2ه د92 م مسن ار و صوعد م سه 
درا أعرة 5 


ععء ارمي #4 مس يكذء 
« أمن مهرَكَدنتٌ 6اناء ليل ساجدا وقَاما يحذر الأخرة ويرجوارحمة ربوء قل هل 


د 


02 س سوعد ممع كه ع ممه وعاولء ا 
ستو اد يَمْلونَوَالذينَ لاتحشون سابد ووأ الأب د * 


( سورة الزمر ) 
إن الحق سبحانه يبلغ رسوله صل الله عليه وسلم لببلغنا نحن المسلمين المؤمنين 
برسالته أن نقارن بين الذى يخشع لله فى أثناء الليل فيقضيه قائما وساجدا يرجو رحمة 
ربه ء وبين الذى يدعو ربه فى الضراء ويناه فى السراء . هل يستوى الذين يعلمون 
حقوق الله فيطيعوه ويوحدوه والذين لا يعلمون فيتركوا النظر والتبصر فى أدلة فقدرات 


1.2+ 09و00 ص و 


الله ؟ إن السبيل إلى ذكر الله هو تجديد الصلة به والوقوف بين يديه مقيمين للصلاة . 


ونحن نتلقى الأمر بإقامة الصلاة حتى فى أثناء القتال , لذلك شرع لنا صلاة 
الخوف . فالقتال هو المسألة التى تخرج الإنسان عن طريق أمنه . فيقول سبحانه : 
« فإن خفتم فرجالا أو ركبانا ؛ . إننا حتى فى أثناء القتال والخوف لا ننسى ذكر الله ؛ 
لأننا أحوج ما نكون إلى الله أثناء مواجهتنا للعدو . ولذلك لا يصح أن نجعل السبب 
الذى يوجب أن نكون مع الله مبررا لان تنسى الله . 


وكذلك المريض ء مادام مريضاً فهو مع معية الله . فلا يصح أن ينقطع عن 
الصلاة ؛ لأنه لا عذر لتاركها . حتى المريض إن لم يستطع أن يصلى واقفا صللى 
فاعدا . فإن لم يستطع قاعدا ؛ فليصل مضطجعا . ويستمر معه الأمر حتى لو اضطر 
للصلاة برموش عينيه . كذلكِ إن خفتم من عدوكم صلوا رجالا » يعنى سائرين على 
أرجلكم أو ركبانا ود رجالا » جمع « راجل : أى بمشى على قدميه ‏ ومثال ذلك قوله 
الحق : 

فز ول فى اليس بنج بأو لاط لط روم كلقع م2 4 

( سورة الحج ) 

لقد كان الناس يؤدون فريضة الج سيرا على الأقدام أو ركبانا على إبل يضمرها 
السفر من كل مكان بعيد . إذن فالراجل هو من يمثى على قدميه . والأرجل مخلوقة 
لتحمل بنى الإنسان : الواقف متهم . وتقوم بتحريك المتحرك متهم ء فإن كان 
الإنسان واقفا حملته رجلاه ٠‏ وإن كان ماشيا فإن رجليه تتحركان . والمقصود هنا أن 
الصلاة واجبة على المؤمنين سائرين على أقدامهم أو ركبانا . 


هذه المسألة قد فصلها الحق سبحانه وتعالى فى صلاة الخوف بأن قسم المسلمين 
تم قسها يصل مع النبى عليه الصلاة والسلام فى الركعة الأولى . ثم يتمون 
الصلاة وحدعم ويأق القسم الآخر ليأئم بالرسول فى الركعة التى بعدها حتى تنتهى 

. الصلاة بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم ء وينتظرهم حتى يفرغوا من صلاتهم 
ويسلم مهم . فيكون الفريق الأول أخذ فضل البدء مع الرسول . والفريق الآخر 
أخخذ فضل الانتهاء من الصلاة مع الرسول صلى ألله عليه وسلم . أوكان ذلك فى غزوة ذات الرقاع 





صمح ح وح وح ووه وو 66117254595 
فكل من الفرقتين كانت نقف فى وجه العدو للحرامة فى أثناء صلاة الفرقة الاخرى . . 
ولى رأى ق هذه المسألة هو أن صلاة الخوف بالصور التى ذكرها الفقهاء إنما كانت 
للمعارك التى يكون فيها رسول الله صل الله عليه وسلم ؛ لأنه لا يصح أن يكون 


هناك جيش يصلى خلف النبى صل الله عليه وسلم ويحرم الباقى من أن يصل 
خلفه » لذلك جعل الله بركة الصلاة مع . رسول الله للقسمين . 


لكن حينيا انغقل رسول الله صل الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فمن الممكن أن 
يكون للواقفين أمام العدو إمام وللآخرين إمام ٠‏ إذن كان تقسيم الصلاة وراء اللإمام 
فى صلاة الخوف إا كان لأن الإمام هو الإمام الأعل رسول الله صل الله عليه 
وسلم . فلم يشأ الله أن يحجب قوما عن الصلاة مع رسول الله عن قوم آخرين » 
فمسم الصلاة الواحدة بينهم . لكن فى وقتنا الحالى الذى انتظمت فيه المائل . 
وصار كل الناس على سواء : ولم يعد رسول الله صل الله عليه وسلم فينا . لذلك 
يصح أن تصلى كل جماعة بإمام خاص بهم . 

وقوله الحق : و فإن خفتم فرجالا أو ركبانا » نفهم منه أن الصلاة لا تسقط حتى 
عند لقاء العدوء فإذا حان وقت الصلاة فعلى المؤمن أن يصليها إذا استطاع فإن لم 
يستطع فليكبر تكبيرتين7' ويتابع الحق فيقول : « فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكؤنوا 
تعلمون » أى اذكروا الله على أنه علمكم الأشياء التى لم تكونوا تعلموتها » فلو لم 
يعلمكم فياذا كنتم تصنعون ؟ 


وبعد ذلك يعود الحق لسباق الحديث عن المتوق عنها زوجها فيقول : 
اسمة ب ومدق 2. معدو م )جع مد 420 
< وَالَذِينَ يتَوَفو رت منحكم ويدرون أرواجاوصِيّة 
2 م الي سي الي اي ل يا 
لأزوتجهم متدعا إلى الحول عير إِخرَاج وَإِنْحرَجَنَ 


. أنظر تفسير القرطئى للاية الكريمة رقم 154 سورة البقرة‎ )١( 








١ 


 يرع‎ 


لجسا عَبيِكُمْ ف ماعل ننه رك ون 


ْو وان سِرُحَصكمٌ © جه 


فى آية سابقة قال الحق : 
8 - لممووء له معه 3 ماعس ل عصدوس م #284 * 1 عدم 6و2 92 1( 
3 والدين يتوفون منكر ويد رون أزواجا يتر بصن بانفسين أريمة أشي وعشرا فإذا 
ب َه لاح بك نا لَب بون بالتدووت وَاهيَا 
سوما2 ماج # 
حملن بير © » 
( سورة البقرة ) 
إذن نحن أمام حكمين للذين يتوفون ويذرون أزواجا . حكم أن تتربص بنفسها 
أربعة أشهر وعشرا . وحكم آخر بآن للزوج حين تحضره الوفاة أو أسبابيا أو مقدمانها 
أن بتصح ويوصى بأن نظل الزوجة فى بيته حولة كاملا لا تباج ٠.‏ وتكون الأربعة 
الأشهر والعشر فريضة وبقية الحول والعام وصية . إن شاءت أخذتها وإن شاءت : 
عدلت عتها . 


« والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية ه هذه وصية من الزوج عندما 
تحضره الوفاة 5 


إذن فالمتوقى عنها زوجها بين حكمين : حكم لازم وهو فرض عليها بأن تظل 
أربعة أشهر وعشرا . وحكم بأن يوصى الزوج بأن تظل حولا كاملا لا مهاج إلا أن 
تخرج من نفسها . وه غير إخراج » أى لا يخرجها أحد . ٠‏ فإن خرجن فلا جناح 
عليكم فيا فعلن فى أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم » . إن ها الخيار أن تنظل 
عاما حسب وصية زوجها . وها الخيار فى أن تخرج يعد الأربعة الأشهر والعشر . 





مواق 





حعوااراة 
ويقول الحق بعد ذلك : 


خا ملكا توعان 
لتقت © #ه 


إن لكل المطلقات فى أى صورة من الصور متاعا » ولكنه سبحانه قد بين المتاع فق 
كل واحدة بدليل أنه أوهيح لنا : إن لم تفرضوا لحن فريضة فقال : « ومتعوهن عل 
الموسع قدرء وعلى المقتر قدره » . وإن كنتم فرضتم ها مهرًا فنصف ما فرضتم . 
فكأن الله قد جعل لكل حالة حكيا يناسبها » ولكل مطلقة متعة بالقدر الذى قاله 
سبحانه . وعندما نتأمل قول الحق من بعد ذلك : 


د كَدَلكَيْبَنُ أَهلَكُمْ ايو 
تلكشهنة © 4 


فنحن نعرف مما سبق أن الآيات هى الأمور العجيبة . والحق سبحانه وتعالى حين 
ينبه العقل إلى استقبال حكم بالتعقل يكون العقل المحض لو وجه فكره إلى دراسة 
أسياب هذا الموضوع فلن ينتهى إلا إلى هذا الحكم . ولذلك تهد أن الحق سبحانه 
وتعالى يترك لبعض المشادات فى التعامل والثارات فى الخصومة أن تخرج عن خكم 
ما شرع الله فى أى شىه من الأشياء التى تقدمت . ثم يصيب المجتمع شر من 
المخالفة . وكأنه بذلك يؤكد حكمته فى تشريع ماشرع . وإلالو لم تحدث من 
0 +47 اناري . ولتركوا التشريع دون أن 
يصيبهم شر . 





دلق 
.923222009202406 


إذن فحين لا نلتزم بالتشريغ فالمنطق والكبال الكونى أن تحدث الشرور ؛ لآنه لولم 
تحدث الشرور لاتهم الناس منهج الله وقالوا : إننا لم نلتزم يارب بمنبجك . ومع ذلك 
لااشرور عندنا :. فكأن الشرور التى نجدها فى المجتمع تلفتنا إلى صدق الله وكيال 
حكمته فى تحديد منبجه . وهكذا يكون المخالفون لمتبج الله مؤيدين لهج الله . وبعد 
ذلك ينتقل الحديث إلى علاج قضية إيمانية وهو أن الله حين يقدر قدرا لا يمكن 
لمخلوق أن يفلت من هذا القدر.» يقول سبحانه : 


5-5 م ا هه عت اس عي مع 4ع ب 
8 أَلْمَتَر إِلَالْدِيَخَرَجُوامِندِيَرِهِمْ وهم الو 
ع هد سر هن رزو عه عه ور 11 عو يت 
كرات فال إتقاملة 313 الوق رب 
ا 1 1 
أئله لنوفضل على الثاس ولخ أكارالناس 
0-700 لم 
لابَنْكُروت © هله 


بعد أن تكلم الحق سنبخاته: وتعالى على ما يتعلق بالأسرة المسلمة فى حالة علاج 
الفراق فى الزواج إما بالطلاق وإما بالوفاة . أراد الحق سبحاته وتعالى للأمة الاسلامية 
أن تعرف أن أحداً لن يفر من قدر الله إلا إلى قدر الله . فالامة الإسلامية هى الأمة 
التى أمنها على حمل رسالة ومنيج السماء إلى الأرض إلى أن تقوم الساعة . فلم يعد 
محمد صل الله عليه وسلم بأ ولا نبى يُبعث . ولا بد مثل هذه الآمة أن تُرى تربية 
تناسب مهمتها التى حملها الله إياها . ولا بد أن ب يضع الحق سبحانه وتعالى بين يدى 
هذه الآمة كل ما لاقته وصادفته مواكب الرسل فى الأمم السابقة ليأخذوا العيرة من 
المواقف ويتمثلو! المنيج لمن نظريات تتلى ولكن من واقع قد افوس ووقع ق 
المجتمع . 


أزاد الحق سبحانه وتعالى أن يلفتنا إلى أسساس كيال وسوانة سبخانه واهب الحياة 
ولا أحذ غيره . وواهب الحياة. هر الذى يأخذها ولم يضع. فبة الحياة سببا غند 





ةالة 
حصحمحصحصح وجوه وو 21١120292299‏ 


الإنسانى » ولكن استبقاء حياة الافراد إغا ينشأ بالقوت الذى بنشأ من التمول . 


ويعالئج الحق هذه المسألة بواقع سبق أن غاشه موسى عليه السلام مع قومه وهم 
بنوإسرائيل » ونعرف أن قصة موسى مع قومه قد أخذت أوسع قصص القرآن ؛ 
لأا الأمة التى أتعبت الرسل ١‏ وأتعبت الأنبياء » وكان لا بد أن يعرض الحق هذا 
الأمر برمته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم من واقع ما حدث . فقال سبحانه : 
: ألم تو إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت » . ونعرف من هذا 
القول أن علة الخروج إغا كانت محافة أن يموتوا . أما عن سبب هذا الموت فلم ' 
تتعرض له الآيات . وإن تعرض المفسرون له وقالوا كلاما طويلا ٠‏ فمنهم من قال : 
إنهم خرجوا هربا من وباء يحل بالبلد خشية أن يموتوا » وبعضهم قال : نهم خرجوا 
فرارأً من عدو قد سُلط عليهم ليستأصلهم . لمهم أنهم أرادوا أن يفروا خوفا من 
ا موت . 


إذن فالقرآن يعالج تلك المسألة من الزاوية التى تهم . ولكن مأ هو السبب ولاذا 
الخروج ؟ فذلك أمر لام ؛ لأن القرآن لا يعطى تاريخا » فلم يقل متى كانت 
الوقائع ولا زمنها . ولا على يد من كان هذ! . ولا يحدد أشخاص القضية . كل ذلك 
لا هتم به القرآن . والذين يتعبون أنفسهم:فى البحث عن تفاصيل تلك الأمور فى 
القصص القرآى إنما يجاولون أن يربطوا الأشياء بزمن تخصوص . ومكان تخصوص ٠‏ 
وأشخاص عخصوصة . 


ونقول لمم : إت القرآن لوأراد ذلك لفعل . ولوكان ذلك له أصل فى العيرة 
والعظة لبيّنه الحق لنا . وأنتم تريدون إضعاف مدلول القضة بتلك التفاصيل ؛ لان 
مدلول القصة إن تحدد زمنها . فربما قيل : إن الزمان الذى حدثت فيه كان يحتمل أن 
تحدث تلك المألة والزمن الآن لم يعد يحتملها . وربما قيل : إن هذا المكان الذى 
وقعت فيه يحتمل حدوثهاء إنما الامكنة الأخرى لا تحتمل . وكذلك لوحددها 
بشخصيات معينة لقيل :إِنْ القصص لايمكن أن تحدث إلاعلى يد هذه 
الشخصيات ؛ لأنها فلتات فى الكون لا تتكرر ؛ * 


01ت 011222214 


حم ١‏ 220000226 © نوحص ص مح حجحميحه 

إن الله حين يبهم فى قصة ما عناصر الزمان والمكان والأشخاص وعمومية الأمكنة 

إنه - سبحانه - يعطى لما حياة فى كل زمان وفى كل مكان وحياة مع كل شخص . 

ولا يستطيع أحد أن يقول : إنها مشخصة . وأضرب دائا هذا المثل بالذين يحاولون 

أن يعرفوا زمن أهل الكهف ومكان أهل الكهف وأسماء أهل الكهف وكلب أهل 

الكهف . نقول هؤلاء : أنتم لا ترون القصة , لانكم عندما تحددون ها زمانا 
ومكانا وأشخاصا فسيقال : إنما لا تنفع إلا للزمان الذى وقعت فيه . 


ولذلك إذا أراد الحق أن يبهم نقد أبيم ليعمم . وإن أراد أن يحدد فهر يشخص . 
ومثال ذلك قوله تعالى : 


اذ 
ده م وهامو عق مجه 2 ووه عه 8 اعاءعواء و اوعد واد عصاء اع اع 
3 ضرب أله مشلا للذين كفروأ أمرات نويج وأمرات لوط كانتاتحت عبد من عبَادنًا 


2 مع تيمم م عن 2 عءاس موع م عي 24 ج سمدم 2 2 /, 
صللحين انتاهما فل بغنبا عنهما من أللّه شيعا وقي لأ دخلا النار مم آلدخلين وج ©# 

( سورة التحريم ) 
لم مجحدد الحق هنا اسم أى امرأة من هانين المرأتين » بل ذكر فقط الأمر المهم وهو 
أن كلا منبي) كانت زوجة لرسول كريم . ومع ذلك لم يستطع نوح عليه السلام أن 
يستلب العقيدة الكافرة من زوجته ٠‏ ولم يستطع لوط علبه السلام أن يستلب العقيدة 
الكافرة من زوجته 8 بل كانت كل من المراتين تتامر ضد زوجها ‏ وهو الرسول ‏ مع 
قومها , لذلك كان مصبر كل منهما الثار . والعيرة من القصة أن اختيار العقيدة هو 

أمر متروك للإنسان , فحرية العقيدة أساس واضح من أسسس المنيج . 


وأيضا قال “سبحانه فى امرأة فرعون : 


ممع و وةءء # مع 0100 ومعما اعمعه وومء فاملم م امعء كم عمق 
وضرب ألله مشلا للدي #امنوأ آم أت فرعون إذ قات رب أبن لى عندَلء بين )بحن 


ينه وى بنَالقزم لطبيمً ته » 
ِ ( سورة التحريم ) 
م .يذكر اسمها ؛ لأنه لا يبمنا فى المسألة . المهم أنها امرأة من ادّعى الألوهية , 
بيج ب ا اي ل ا 


ومع ذلك لم يستطع أن يقنع امرأته بأنه إله : لكن حينما أراد أن يشخص فال فى مريم 
عليها السلام : 5 


مس ال اماماي صي مم سمس رم مم م م. 


صم بك ران الو أحْصَنْتْ فَرْجَهَا فنفَْنَا فيه من روحنا وَصَدُقْتْ بكم 
ريا و كنبه د وكانك من الفحعِين 2 « 


سورة التحريم ) 
لقد ذكرها الحق وذكر اسم والدها . ذلك لآن الحدث الذى حدث ها لن 37 
ف امرأة أخرى . فالذين يحاولون أن يُمَوُوا القصة بذكر تفاصيلها نقول لهم : 
تفقرون القصة ؛ فالمهم هو أن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يقول : إنهم حرجوا من 
ديارهم وهم ألوف حذر الموت . ونريد أن نقف موقا لغويا عند قول اح : ٠‏ ألم 
ثرة. 
أنت تقول لإنسان : « ألم تره يعنى ألم يز بعيئيه . وبالله هل رسول الله صلى الله 
' عليه وسلم وهل المؤمنون معه والمؤمنون بغده إلى أن تقوم الساعة رأوا هذه المسألة ؟ 
لا. لقد وصلتهم بوسيلة السماع وليس بالرؤية . ونحن نعلم أن الرؤية تكون 
بالعين . والسماع يكون بالأذن . والتذوق يكون باللان . والشم يكون بالائف , 
واللمس يكون باليد . إن هذه هى الوسائل إلتى تعطى للعقل إدراكا وإحساسا لكى 
يعطى معنويات . وفى ذلك ا قوله .تعالى : 
09 تدع بن رذ 0 لا عدون حبقا وحمل ل لكر المع وَالْأبِصر / 


4 ماسممة ل يع 


والأئيدة تعلو نووت © » 
( سورة التخل ) 
إذن فوسيلة العلم تأق من الحواس . وسيدة الحواس هى العين ؛ لأنه من الممكن 
أن تسمع شيئا من واحدٍ بتجربته هواء لكن عندما ترى أنت بنفسك فتكون التجرية 
خاصة بك . ولذلك يقال : وليس من رأى كمن سمع ٠‏ . فإذا أراد الحق أن 
يقول : ألم تعلم يا من أخاطبك بالقرآن خبر هؤلاء القوم ؟ فهو سبحانه بأى مها على 
هذه الصورة : « ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ؛ ويعنى ألم تعلم والعلم هنا بأى 


وسيلة ؟ بالسمع . 





١:‏ احمموحبوص ححص واصحبيصحصيصه 
ولاذا لم يختصر سبحانه المسافة ويقول : « ألم تسمع » بدلا من « ألم ترء ؟. إله فى 
قوله : « ألم تر » يخبرك بشىء سابق عن وجودك أو بشىء متأخر عن وجودك . فعليك 
أن تتعتقبله استقبالك ا رأيته ؛ لأن الله الذى جلق الحواس هو سبحانه ‏ اصدق 
من الحواس » ولذلك جاء قوله تعالى قَ سورة الفيل : 
سوم م رمه ع بعرم ملام و2 0 
« ال نعل ربك حب لفل ص ». 
( سورة الفيل) 

إننا نعرف أن النبى صل الله علية وسلم ولد فى عام الفيل ولم ير هذه؛' الحادثة 
فكيف يقول الله له ألم تر ؟ إن المعنى من ذلك هوه ألم تعلم » ؟ « ألم تسمع منى » ولم 
يقل « ألم تسمع ٠‏ ؟ لكى يؤكد له أنه سيقول له حدثا هو لم يره ولكن الحق سيخبره 
به ء وإخبار الحى له كأنه يراه . فكأن الله يقول : إن هذه مسألة مفروغ منها وساعة 
أخيرك بها فكانك رايتها . 


ونحن نسمع فى حياتنا قول الناس : إن فلانا ألمعى . ومعنى ذلك أنه يحدئك 
حدينا كأنه رأى أو سمع . 


الالعى الذى يظن بك الظن 035 أقنة: براق بوفتله مها 


ويحدئنا الحق عن'هؤلاء القوم فيقول : « ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم 
ألوف حذر الموث فقال لحم الله موتوا ثم أحياهم » . إنه سبحانه يخبرنا بأن الأمر الذى 
يفرون منه لاجتى بهم . لأنه لا تحتاط من قدر الله أحد . لذلك أماتهم الله ثم 
أحياهم ليتعظوا . ولو أخر الله الإحياء إلى يوم البعث فلن نؤثر العبرة ؛ لآنه بعد يوم القيامة 
لا اعبار ولا تكليف ٠‏ وكل ذلك لا قيمة له . 


وقوله تعالى : و حذر الموت » بيان لعلة الخروج » فأراد الحق سبحاته وتعالى أن 
يبين لهم أن هذه قضية لا ينفع فيها الحذر , أنتم خرجتم خوفا من الموت ساميتكم , 
والذى كتتم تطلبونه بعد الموت سأحدث لكم غيره .. ذلك أحياهم إحياءً آخر حتى 
يتحسروا . ويأخذوا أجلهم المكتوب « ثم أحياهم » حتى يبين لكم أن آمر الموث بيده 





0 


صبححبوححوص ح مص ص وحص ص مص جح وا 

سبحانه سواءً كان خوفهم من الموت نابعا من أعدائهم أو من وباء وطاعون» فالأمر 
فى جوهره لايختلف ٠‏ ولو أن الآية ذكرت أنهم خرجوا خوفا من وباء مأ كنا فهمنا 
منها احتمال خروجهم خوفا من أعدائهم . إذن إبهام السبب المباشر فى القصة 
أعطاها ثراء , 

وقوله تعالى: #وهم ألوف؛ يبين لنا مدى الخنيبة والغباء الذى كانوا فيه » لأنهم 
كيف يخرجون خائفين من الأعداد وهم ألوف مؤلفة . ولم يظهر واد من هؤلاء 
الألوف تيقول لهم : إن الموت والحياة بيد الله. ألم تر إلى الذين خرجوأ من ديارهم 
وهم ألوف حذر ألموت فقال لهم الله موتوا ' 7 

وساعة تأمر مأمورا منك بأمر فلا بد أن يكون عندك طلاقة قدرة أن تفعل: وهل 
إذا قلت لأجد : مت » سيموت#إذا أمات نفسه فقد قتلهاء وفرق كبير بين الموت 
والقتل . إنما الموت يأتى بلا سبب من الميت . و لكن القتل ريما يكون يسبب الانتحار 
أو بأى وسيلة أخرى ٠‏ المهم أنه قثل للنفس وليس موتا . 

ل ب ل 0 
«ومانمد سر لز من به انسل قن مات أو فل انملع عل 

عد ف ومن ينَقَلبْ عل عَفَيه قن 0 ممَبَجْزِى انه لمكن 2 » 

رسورة ا عمسرال ) 

ولقدجاءت هذه الآية فى مجال استخلاص العبر من هزيمة أحد حين شاع بين 
المسلمين أن رسول الله مله قد قتل ٠‏ ففكر بعض منهم فى الارتداء » وجاء قول الحق 
سبحانة موضحا أن رسول الله عله هو نبى سبقه رسل جاءوا بالمنهج » والأمة المسلمة 
النى أمنها الله على تمام المتهج لايصح أن يهتز الإيمان فبها ببوت الرسول الكريم ؛ لأن 
من ينقلب ويرتد فلن يضر الله شيثاً » إنما الجزاء سيكون للشاكرين العارفين فضل 
منهج الله . 

ولنا أن نعرف أن الحق سبحانه جاء بالموت كمقابل للقتل ٠‏ وأوضح فى الآية 





١‏ احمخ مص ح٠موص‏ صموحص ص مح صمحه 


التالية أمر الموت حين قال + 


# هم 00 004 عم 0 


مم د مه 6 يهام عد 2 
© وما كان فس أن تمُوتَ إلا يإذن لل كتنبا مجك ومن برذ ثاب الانيا نؤههه 
0 


م 


جم ممه لام ليرا مر ارم وم مايه 2 - 
يجا دمن بيد أواب لآير نؤيهء ينها وسَجزِى الأنكريت 9ح » 
( سورة آل عمران) 
إِذن فأمر الموت مرهون بمشيئة الله وطلاقة قدرته وتحديده لكل أجل بوقت معلوم 
لا يتقدم ولا يتأخر » وسيلقى كل إنسان نتيجة عمله»فمن عمل للدنيا فقط ال 
جزاءه فيها , ومن عمل للآخحرة فسيجزيه الله ف دنياه وآخرته : 


لذلك يصدر الأمر من اللحق بقوله : فقال لهم الله موتوا لم أحياهم » فلم يكن 
بإرادهم أن يصنعوا موتهم ٠‏ أو أمر عودتهم إلى الحياة ؛ لكنه أمر تسخيرى . إنهم 
يموتون بطلاقة قدرته المتمثلة فى « كن فيكون » . ويعودون إلى الحياة بتهام طلاقة 
القدرة المتمثلة فى « كن فيكون ٠‏ . فليس .طم رأى فى مسألة الموت أو العودة للحياة . 
إنه أمر تسخيرى . كيا قال الحق من قبل للأرضى والسماء : 


[قمء«مم - ا+ و ةعم م ملم همد مد إادوةة ا روت 
نم أستوط إِلّ السمآه وهى دخان قَالَ لما وللارض آفنيا وا أوَحَؤْم) قَالنَ 

قعوء ا مب - 2 

ْنَا طَآَبعينَ 02 # 

( سورة فملت) 
'لقد شاءت قدرته أن يخلق السهاء على هيئة دخان فوجدت ٠‏ وخلقه للسياوات 

والأرض عل وفق إراذته وهو هين عليه بمنزلة ما يقال للشىء إحضر راضيا أو كارها . 
فيسمع الأمر ويطيعة : وهذه أمور تسخيرية من الخالق الأكرم 0 وليس للمخلوق من 
سماوات وأرض وما بينهها إلا الامتثال للأمر التسخيرى من الخالق عز وجل . فعندما 
يقول الحق سبحانه : « موتوا ثم أحياهم ؛ فهذا أمر تسخيرى بالموت . وأمر تسخيرى 
بعودتهم إلى الحياة . 


وأليس الموت عو عا تماقره وفروا منه واحتاطوا بالهرب هنه ؟ نعم . لكن لا أحد 
مم 0 





لي 


حصبمصص٠جصو‏ صمص حبص وصبمححصيصت رازه 
بقادر على أن يحتاط على قدر الله ؛ لأن الحق أراد لهم أن يعرفوا أن أحداً لا يفر من 
قدر الله إلا لقدر الله . ولذلك فسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عند أراد 
للناس٠ألا‏ تذهب إلى أرض فيها الطاعون . قالوا له 


- أتفر من قدر الله ؟ 

قال عمر: نعم : نَفرٌ من قدر الله إلى قدر الله . 

إن ذلك يجعل الإإنسان فى تسليم مطلق بكل جوارحه لله . صحيح على الإنسان 
أن يحناط . ولكن القدر الذى يريده الله سوف يتْفذ . والمؤمن يأخذ بالأسباب . 
ويسلم أمره إلى الله . 


وقد يقول قائل : اذا لم يترك الله هؤلاء الفوم من بنى إسرائيل ليموتوا وإلى أن يأق 
البعث يوم إلقيامة ليحاسبهم ؟ 


وأفول : لقد أراد الحى سبحانه بالأمر التسخيرى بالإحياء ثانية أن توجد العبرة 
والعظة . ولتظل مائلة أمام أعين الخلق وحفوظة ف فى أكرم كتاب حفظه إلله منبجا 
للناس وهو القرآن الكريم . إن الحق أراد بالأمر عظة واعتبارا وتجر بة. يموتون بأمر 
تسخيرى . ويعودون إلى الحياة بأمر تسخيرى آآخر . ثم يعيشون الحياة المقدرة لهم 
ويموتون بعدها حتف أنوفهم . ولتظل عبرة ماثلة أمام كل مؤمن حق . فلا يخاف 
ألموت فى سبيل الله" 

لقد أراد الله هذه التجربة أن نستخدم قضية الجهاد فى سبيل الله . فلا يظن ظان 
أن القتال هو الذى يسبب الموت . إنما أمر الموت والحياة بيد واهب الحياة .. وهاهو ذا 
قول خالد بن الوليد على قراش الموت باقيا ليعرفه كل مؤمن بالله : 


- لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها وما فى جسدى شير إلا وفيه ضربة بسيف أو 
طعنه برمح . وهأنذا أموت بت على فرائى كا يموت الع فلا نامت أعين الحبناء , 


* إذن فأمر الحياة والموت ليس مرهونا بقتال أو غيره : إنما هو محدد بمشيئة الله . 





١‏ موحت عحصحوحصح موص ص محص اميه 

ولننظر إلى تذبيل الآية حين يقول الحق : (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر 
الناس لايشكرون». وما الفضل؟ إنه أن تتلقى عطاء يزيد على حاجتك . والحق 
سبحانه وتعالى لايعطى الناس فقط على قدر حاجتهم إنما يعطيهم ماهو أكثر من 
حاجتهم 8 إذن فلو مات هؤلاء القوم الذين خخرجوا من ديارهم خوفا من وباء أو عدو 
لكان هذا الموت فضلا من عند الله ؛ لأنهم لو ماتوا بالوباء لماتوا شهداء » وهذا فضل 
من الله . ولو ماتوافى لقاء عدووحاريوا فى سبيل الله لنالوا الشهادة أيضاء وذلك 

اذا يكون مثل هذا الموت فضلا من الله ؟ لأننا جميعا سوف نوت . فإن مات 
الإنسان استشهادا فى سبيله فهذا عطاء زائد . لكن أكثر الناس لايشكرون ؛ لأنهم 
لايعلمون مدى التعمة فيما يعجريه الحق سبحانه وتعالى عليهم من أمور ؛ لأن الناس 
لوعلمت مدى النعمة فيما يجريه الحق عليهم من أحدث بما فيها الإحياء والأماتة » 
لشكروا الله على كل مايجريه عليهم » فالحق سبحانه وتعالى لايجرى على البشر» 
وهم من صنعته إلا مايصلح هذه الصنعة » وإلا ماهو خير لهذه الصنعة , 

لقد استبقى الحق سبحانه هذه العبرة بما أجراه على بعض من بنى إسرائيل لترى أن 
القتال فى سبيل الله هو من نعم الله على العباد ؛ فلا مهرب من قضاء الله ٠‏ وهاهو ذا 
الشاعر العربى يقول : 

ألا أيها الزاجرى أحضر الوغى2 وأنأشهداللذات هل أنت مخلدى 

فإن كنت لاتسطيع دفع منيتى فدعنى أبادرهابما ملكت يدى 

إن الشاعر يسأل من يوجه له الدعوة لا إلى القتتال » ولكن إلى الاستمتاع بملذات 
الحياة قائلاً : مادمت لاتملك لى خلوداً فى هذه الحياة ولا أنت بقادر على رد الموت 
عنى فدعنى أقاتل فى سبيل الله بما تقلكه يداى . 

وبعد الحديث عن محاولة هرب بعض من بتى إسرائيل من قدر الله فأجرى عليهم 
الموت تسخيراً وأعادهم إلى الحياة تسخيراء وهذا درس واضح للمؤمنين الذين سيأتى 








22 


إليهم الأمر بالقتال فى سبيل الله . قلا تيالوا أيها المؤمنون إن كان القتال يجلب لكم 
الموت ؛ لأن الموت يأق فى أى وفت .بعد ذلك يقول الحق : 


إنه الأمر الواضخ بالقتال فى سبيل الله دون مخافة للموت . لاذا؟ لان واهب 
الحياة وكاتب الأجل سميع عليم ٠‏ سصميع بأقوال من يقاتل وعليم بنواياء 5 


وكان الجهاد قديما عبكا ثقيلا على المجاهد + لأنه كان يتحمل ثفقة نفسه ويتحمل 

المركبة ‏ حصانا أو جملا ويتحمل سلاحه . كان كل مجاهد يُعِدٌ عدته للحرب ء» 
فكان ولا بد إذا سمح لنفسه أن تموت فمن باب أولى أن يسمح مماله . وأن يجهز 
عدته للحربة: وعل ذلك كان القتال بالنفمن #والمال أمراً ضروريا . 


وقوله تعاى : ١‏ وقاتلوا فى سبيل الله » أى قاتلوا بأنفسكم ثم عرج إلى الأموال 
فقال : 





٠:4. 
ساعة تسمع « يقرض الله » فذلك أمر عظيم ؛ لأنك عندما تقرضض إنسانا فكأنك‎ 
تقرض الله . ولكن المسألة لا تكون واضحة . لاذا ؟ لأن ذلك الإنسان سيستفيد‎ 
. استفادة مباشرة » لكن عندما تنفق فى سبيل الله فليس هناك إنسان بعينه تعطيه‎ 
وإنما أنت تعطى المعتى العام فى قضية التدين . وتعاملك فيها يكون مع الله . كأنك‎ 

تقرض الله حين تنفق من مالك لتعد نفسك للحرب . 


والحق سبجانه وتعالى يريد أن ينبهنا بكلمة القرض على أنه يطلب هنا عملية 
ليست سهلة على النفس البشرية : وهو سبحائه يعلم بما طبع عليه النفوس . 
والقرض فى اللغة معناه قضم الشىء بالناب . وهو سيحانه وتعالى يعلم أن عملية 
الإقراض هى مسألة صعبة . وحتى يبين للناس أنه يعلم صعوبتها جاء بقوله : 
ويقرض .٠‏ إنه المقدر لصعوبتها. ويقدر الجزاء على قدر الصعوبة . 


ومن ذا الذى يقرض الله قرضا حسئا و . وما هو القرضص الحسن ؟ وهل إذا 
اقرضت عيداً من عباد الله لا يكون القرض حسنا ؟ 


أولا إذا أقرضت عبد من عباد الله فكأنك أقرضت الله » صحيح أنت تعطى 
الإنسان ما ييسر له الفرج فى موقف متأزم . وصحيح أيضا أنك فى عملية الجهاد 
لا تعطى إنسانا بعينه وَإِئما تعطى الله مباشرة » وهو سصبحاته يبلغنا : أن من يقرض 
عبادى فكأنه أقرضنى . كيف ؟ لآن الله هو الذى استدعى كل عبد له للوجود ٠‏ فإذا 
احتاج العبد فإن حاجته مطلؤية لرزقه فى الدتنيا . فإذا أغطى العيد لآأخيه المحتاج 
فكأنه يقرض الله المتكفل برزق ذلك المحتاج . 


وقوله تعالى : « يقرض الله » تدلنا على أن القرض لا يضيع ؛ لأآن القرض شىء 
تخرجه من مالك على أمل أن تستعيده » وهو سبحانه وتعالى يطمئنك على أنه هو 
الذى سيقترض منك . وأنه سيرد ما اقترضه » لكن ليس فى صورة ما قدمت وإئما فى صورة 
مستثمرة أضعافا مضاعفة . إن الأصل محفوظ ومسمر . ولذيلك يقول : ٠‏ من ذا 
الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة » . إنها أضعاف كثيرة 
بمقاييس الله عز وجل لا بمقاريسنا كبشر . . 





36> 2 2220 تح وححه رده 
والتعبير بالقرض الحسن هنا بدلنا على أن مصدر المال الذى نقرض منه لا بد أن 
يكون من حلال , ولذلك قيل للمرأة التق تتصدق من مال الزنا : ٠‏ ليتها لم تزن وم 
تتصدق 2.1 


وقيل إن القرض ثوابه أعظم من الصدقة . مع أن الصدقة يود فيها الإنسان 
.بالشيء كله ٠‏ فى حين أن القرض هو دين يسترجعه صاحبه . لأنّ الآلم فى إخراج 
الصدقة يكون لمرة واحدة فأنت تخرجها وتفقد الآمل فيها ٠‏ لكن الفرض تتعلق 
نفسك به . فكليما صبرت مرة أتنك حسنة . كا أن المتضدق عليه قد قد يكون غير 
محتاج . ولككن المقترض لا يكون إلا محتاجا , 


والقرض من المال الذى لديك يجعل المال يعافض. + لذلك فالله يعطيك أضعافا 
مضاعفة نتيجة هذا الفرض . وذلك مناسب تماما ' لقوله تعالى : « يقبض ويبسط » 
التى جاء بها فى قوله تعالى : « والله بقبضض ويبسط وإليه ترجعوق ٠‏ أى ساعة ذهب 
إليه ويأخذ كل منا حقه بالحساب أى أن المال الذى تقرض منه ينقص فى ظاهر الآمر 
ولكن الله سبحائه - يزيده ويبسطه أضعافا مضاعفة وفى الآخرة يكون الحزاء 
جزيلا . 


ثم ينتقل الله عز وجل إلى قضية أخرى يستهلها بقوله سبخانه : ٠‏ الم تر ه تأكيدا 
للخير الذى سيأق بعدها على أنه أمر واقع وقوخ الثىء المرئى ٠.‏ يقول سبحانه : 





6 احمح ححص محص مص محصحوصه 


53 


ونويدرتاو سايكا قلا يب عَلَتِهِمَالْقِسَالُ د توَلَوا 
إِلَاقِلآمْنْهءوَامَدعَليِءٌبالطببيرته © #له 


إن الحق سبحانه يبلغنا بوسيلة السياع عه وعلينا أن نتلقى ذلك الأمر كأتنا نراء 
بالعين . فهاذا نرى ؟ « ألم تر إلى الملأ ه » ما معنى الملا ؟ هى من ملا يعنى ازدحم 
الإناء . ونم يعد فيه مكان يتحمل زائدا أو ترب فيل بانازرته 1 | 
يعد يتسع لسواه . وكلمة وملا ٠‏ تُطلق عل أشراف القوم . وأشراف القوم كأنهم 
هم الذين يملاون حيأة الوجود حوهم ولا يستطيع غيرهم أن يزأحمهم ود د 
قم راف الوجوه والقرم يجلرن للتشاور . 


وألم تر إلى الملا من + بنى إسرائيل هن بعد عوسبى ٠‏ أى الم يأنك خبر وجوه القوم 
بام م بسدرس عجره اسيل مان صر سيران سأ لايل أو 
شمويل » أو أى واحد منهم . ولا يعنيئا ذلك لأن القرآن لا يذكر فى أى عهد كانوا . ٠‏ 
المهم أنهم كانوا بعد مومبى عليه السلام . ٠‏ إذ قالوا لنبى هم ابعث لنا ملكا نقاتل فى 
سبيل الله » . 

لفد اجتمع أشراف بنى إسرائيل للتشاور ثم ذهبوا إلى النبى الذى كان معاصرا 
لهم وقالوا له : ابعث لنا ملكا . ونفهم من ذلك أنه لم يكن لهم ملك . وماذا نستفيد 
من ذكر وجود نبى هم وعدم وجود ملك لهم ؟ 


نفهم من ذلك أن النبوة كانت تشرف عل نفاذ الأعبال ولا تباشر الأعبال ٠.‏ وأمأ 
الملك فهو الذى يباشر الأعمال . ولو كانت النبوة نباشر إعمالا لما طلبوا من نبيهم أن 
يبعث هم ملكا . وسبب ذلك أن الذى يباشر عرضة للكراهية فن كثير من الناس 
وعرضة أن يفشل فى تصريف بعض الامور . فبدلا من أن يوجهوا ا 
العليا . ينقلون ذلك لمن هو أقل وهو الملك . ولذلك طلبوا من النبى أن يأق ملك 
بعيد تصريف الأمور فتكون النبوة مرجعا للحق . ولا تكون موطنا للوم فى أى 


سىء . 





1565600-22 


الحق سبحائه وتعالى يبلغنا أنه قال لنبى بنى إسرائيل : 


أنتم الذين طلبتم القتال وأنتم الملا أى أشراف الفوم ‏ وأتيتم بالعلة الموجبة 
للقتال وهى أنكيم اخرجتم من دياركم وأبنائكم أى بلغ بكم الهوان أنه لم تعد لكم 
ديار » وبلغ بكم الموان أنه لم يعد لكم أبناء بعد أن أسرهم عدوكم . إذن علة طلب 
القتال موجودة ٠‏ ومع ذلك قال هم البى : وهل عسيتم إن كتب عليكم القتال 
ألا تقاتلوا » لقد أوضح هم نبيهم الشرط وقال : إننى أخاف أن آى لكم بملك كى 
تقاتلوا فى سبيل الله . وبعد ذلك يفرض الله عليكم القتال . وعندما نأتى للامر 
الواقع لا نجد لكم عزما على القتال وتتخاذلون . 


لكنهم قالوا : ٠‏ وما لنا ألا نقائل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا » . 
انظر إلى الدقة فى قولحم ؛ ٠‏ فى سبيل الله » وتعليق ذَلِك السبيل على أنهم أخرجوا من 
ديارهم وأبنائهم ! لقد أرادوا أن يقلبوا المسألة وأن يقولوا  :‏ إن القتال فى سبيل الله 
بعد أن عضتهم التجربة فيها يحبون من الديار والأبناء » إذن فالله هو الملجأ في كل 
أمرء وقبل سبحانه منهم قولهم . واعتبر قتالهم فى اسييله . 


وكان إخراجهم من ديارهم أمرا معقولا » لكن كيف يخرجون من أبنائهم ؟ ربما 
كانوا قد تركوا أبناءهم للعدو. وربما أخذهم العدو أسرى . .لكنهم هم الذين 
أخرجوا من ديارهم » وينطبق عليهم فى علاقتهم بالأبناء قول الشاعر : 


إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا الاتفارقهم فالراحلون همو 


وانظر إلى التمحيص . إنهم ملا من بنى إسرائيل وذهبوا إلى نبى وقالوا له : ابعث 
لنا ملكا حتى يجعلوها حريا مشروعة ليقاتلوا فى سبيل الله ٠‏ وقال هم النبى ما قال 
وردوا عليه هم : «وما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله » يعنى وكيف لا نقاتل فى سبيل 
ال ؟ 


وجاء لهم الأمر بالقتال فى قوله تعالى 5 : فليا كتب عليهم القتال تولوا » إن قوله : 
«كتب » لأنهم هم الذين طلبوا تشريع القتال فجعلهم الله داخلين فى العقد فجاء 





اذا 
٠١١‏ وح 22205 2+9 60+29 


التعبير به كيب » ول يأت ب« كُنْبَ ٠‏ » ومع ذلك تولوا أى أعرضوا عن القتال . 


لقد كان لنبيهم حق فى أن ينشكك فى قدرتهم على القتال . ويقول لهم : « هل 
عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا ه . ولكن هل أعرضوا جميعا عن القتال ؟ 
لا؛ فقد كان فيهم من ينطبق عليه قول الشاعر : 


إن الذى جعل الحقيقة علقياً لم يخل من أهل الحقيقة جيل 


سان > عرب > ا لديا سن لمك وهذا تمهيد 
مطلوب . حتى إذا انحسرت الجمهرة ٠.‏ وانفض الجمع من حولك إياك أن تقول : 
اف ل لت المقاييس ليست بكثرة الجمع . ولكن بنصرة الحق سبحانه 
وتعالى ٠  .‏ 


وقد يكون عدوك كثيرا لكن ليس له رصيد من ألوهية عالية » وقد تكون فى قلة 
من العدد . لكنْ لك رصيد من ألوهية عالية . وهذا ما يريد الحق أن يلفتنا إليه 
بقوله : ٠‏ فليا كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا » . كلمة : إلا قليلا ه جاءت لتخدم 
قضية . لذلك جاء فى آخر القصة قوله تعالى : 

مّء 0 موده ل 0 

« ع ين فنه قيِة علب دئة كير ياذن ال 4 

( من الآية 549 سورة البفرة ) 

أى أن الغلبة تأق بإذن الله » إذن فالشىء المرئى واحد . لكن وجهة نظر الرائين 
فيه تختلف على قدر رصيدهم الإيماى . أنت ترى زهرة جميلة ٠‏ والرؤية قدر مشترك 
عند الجميع » وراها غيرك . اعجبتك انت وحافظت عليها وتركتها زينة 

لك ولغيرك ٠‏ بينها رآها إنسان آخر فقطفها ول يبال مِلّكُ من هى . وهكذا تعرف أن 
العمل التزوغى يختلف من شخص لآخر , فالعدو قد يكون كثيراً أمامنا ونحن قلة » 
وكلنا رأى العدو كثيراً وراى نفسه قليلاً . لكن المواجيد تختلف . أنا سأحسب نفسى 
ومعى رن ٠‏ وغيرئ رآهم كثيرين وقال : لا نقدر عليهم ؛ لأنه أخرج ريه من, 
الحساب . 





٠‏ ع1المة 
محص ج2445 :99+ 511500909292 
د فليا كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظامين » إذن فالتولى 
ظلم للنفس ؛ لأن الظلم فى أبسط معانيه أن تنقل الحق لغير صاحبه » وأنت 
أخرجت من ديارك وظللت على هذا الخال » إذن فقد ظلمت نفسك . وظلمت 
أولاذك الذين خرجوا منك .» وم تستردهم ٠»‏ وفوق ذلك كله ظلمت قضيتك 
الدينية , 


إذن فالجماعة الذين تولوا كانوا ظالمين لأنفسهم ولأهليهم ولجتمعهم وللقضية 
العقدية . وقوله الحق : « والله عليم بالظالمين » هو إشارة على أن الله مطلع على 
هؤلاء الذين تخاذلوا سرا . وأادوا أن يقتلوا الروح المعنوية للناس وهم الذين يطلق 
عليهم فى هذا العصر « الطابور الخامس » الذين يفتتون الروح المعنوية دون أن يراهم 
أحد ولكن الله يعرقهم . 


لقد طلب هؤلاء القوم من بنى إسرائيل من نبيهم أن يبعث لهم ملكا . وكان 
يكفى النبى المرسل إليهم أن يختار هم الملك ليقاتلوا تحت رايته » لكنهم يزيدون ى 
التلكؤ واللجاجة ويريدون أن ينقلوا الأمر نقلة ليست من قضايا الدين .. 


ويفول الحق بعد ذلك : 


وم ور اه وما ل 


بهم بَسسِهِمَإِن عب يس 2 
سم و لَبْنْكعَلتَكَاوَك نحن الْمزْقِ 


ج امن وس جد ع ركه وك #شات ضدم 30 23 ٍِِ 
نه وَلَم بوت س رت ١‏ َمَالِقَالَ - لله اأصطفينه 
د37 و سج سل درم و 2 
عَيَحكم و زا ةف الم لي وَالْجسمِوَاله ؤي 


و 00-7 سوا لَه واسِع 8 جيه © 4ه 





اق 
حت صمح مص حم صصح مصحصيصهت 


هم الذين طلبوا من نبيهم أن يبعث لحم ملكا . وكان يكفى -إذن - 
يختار نبيهم شخصا ويوليه الملك عليهم . لكن نبيهم أراد أن يغرس الاحترام 
منهم فى المبعوث كملك لهم لقد قال هم : : وإن الله قد بعث لكم طالوت 
ملكا » . والنبى القائل ذلك ينتمى إليهم » وهو منيم ٠.‏ وعئدما طلبوا فئه 
أن يبعث لهم ملكا كانوا يعلمون أنه مأمون على ذلك . 


ويتجلى أدب التنبوة ؤ فى التلقى . ققال : ٠‏ إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا , . 
إنه يريد أن يطمئتهم على أن مسألة اختيار طالوت كملك ليست منه + لأنه بشر 
مثلهم . وهو يريد أن ينحى قضيته البشرية عن هذا الموضوع ٠‏ ققال ١‏ ! الله قد 
بعث لكم طالوت ملكا » ٠‏ فياذا كان ردهم ؟ « قالوا أن يكون له الملك علينا وا م حِنن 
أحق الملك منه ولم يؤت سعة من المال ٠‏ . وهذه بداية التلكؤ واللجاجة ونقل ؛مر 
إلى مساألة ليسث من قضايا الدين . 


إنهم يريدون الوجاهة والغبى . وكان يجب عليهم أن يأخذوا المسألة على أن الملك 
جاء لضالخهم . لأنهم هم الذين طلبوه ليقودهم فى الحرب . إذن فامر اتختيار الملك 
كان هم وتصالحهم . فلاذا يتصوروت أن الاختيار كان ضدهم وليس لمصلحتهم ؟ 


شىء آخر نفهمه من قوهم : « أن يكون له الملك عليناء » إن طالوت هذا لم 
يكن من الشخضيات المشار إليها ء فمن العادة حين مرب الأمر فى' جماعة من 
الجماعات أن تفكر فيمن يقودٍ . فعادة ما يكون هناك عدد من الشخضيات اللامعة 
الى يدور ر التفكير حوها . وتظن الجاعة أنه من الممكن أن يقع على واحد منهم 
الاختيار . وكان اخختيار السباء لطالوت على عكس ما توقعت تلك الجماعة . لقد جاء 
طالوت من غمار القوم بدليل أنهم قالوا : ١‏ أن يكون له الملك ؛ أ لم يؤت الملك من 


ولقد كانوا ينتمون إلى نسلين : نسل أخذ النبوة وهو نسل إتيلتين :ه ونسل أخذ 
الملوكية وهو نسل لاوى بن يعقوب . فليا قال لهم : « إن الله بعث 3 كم طالوت 
ملكاوء بادا كترنا ل محف السب الخاطةنة فلم علو اضيا :اك 
ولا لذاك . ولذلك قالوا : « أن يكون له الملك علينا » . وهذ! يدلنا على أن الناس 





صصح حص جح ص54 9و4 21110922040049 


عين يزيدون وضعا من الأوضاع لا يريدون الرجل الخاسب للموقف ٠‏ ولكن يريدون 
الرجل المناسب لتفوسهم 2 بدليز ل قوهم : دان يكرن له الملك علينا ونبحن أحق 
بالملك منه » . 


وهل الملك يأق غطرسة أو كبرياء ؟ ومادام طالوت رجلا من غمار الناس فالحق 
سبحانه وتعالى بريد أن ضع قضية كل مؤمن وهى أنك حين تريد الاختيار فإياك أن 
يغشك حسب أو نسب أو جاه . ولكن اختر الأصلح من أهل الخيرة لمن أهل 
الثقة . لقد تناسوا أن القضية التى طلبوها من نبيهم تحتاج إلى صفتين : زجل جسيم 
ورجل' عليم ء والله انختار لهم طالوت رجلا جسينا وعليها معا . 


وعندها نتأمل سياق الآيات فإننا نجد أن الله قال لهم فى البداية : ٠‏ بعث لكم » 
حتى لا يحرج ج أحدا منهم فى أن طالوث أفضل منه . ولكن عندما حدث لحاج قال 
هم : ١‏ إن الله أصطفاه عليكم : وهو هذا القول يؤكد إنه لا يوجد فيكم من أهل 
البسطة والجسامة من يتمتع بصفة العلم . وكذلك لا يوجد من أهل العلم فيكم من 
يتمتع بالبسطة والجسامة « إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى العلم والجسم ٠‏ . 
وكان يهب أن يستقبلوا اصطفاء الله طالوت للملك بالقبول والرضى فنا بالك وقد 
زاده بسطة فى العلم والجسم ؟ 


والبسطة فى العلم والجسم هى المؤهلات التى تناسب المهمة التى أرادوا من أجلها 
ملكا لهم . ولذلك يقول الحق : ٠‏ والله يؤق ملكه من يشاء » وكان الحق يقول لهم : 
لا تظئوا أنكم أنتم الذين ترشمحون لنا الملك المناسب . يكفيكم أنكم طلبتم أن 
أرسل لكم ملكا فاتركونى بمقابيسى أختر الملك المناسب . 


ويختم الحق الآية بقوله : ٠‏ والله واسع عليم : أى عنده لكل فقام مقال . ولكل 
0 عليم بمن يصلج هذه المهمة . ومن يصلح لتلك . لا عن 
ضيق أو قلة رجال » ولكن عن سعة وعلم . 


لقد استقيلوا هذا الاختيار الالهى باللجاج . واللجاج نوع من العناد ولا ينبيه 





4 


2:14 22+40 وص جص مص حوصته 
إلا الأمر المشهدى المرئى الذى يلزم بالحجة . لذلك كان لا بد من بحىء معجزة . 
لذلك يأق قوله الحق.: 


بهذ اعاا سا اج قم 4- 
جو وَقال لهم نْسِهمإنَ أيه الجكه نيكم 
ف ب ال م مال ا دس اس نوين 
الثَابوتٌ فيه سَحكيئة من رد وبعيه بفسّة هما 
5 5300 


الس م 2 ؛ العا 
َف ذلك لَآَيَهَ لَحكُحْ وكش مُزميرت © 4ه 


لقد أرسل الحق مع الملك طالونتا آية تبرهن على أنه ملك من اختيار الله فقال لهم 
نبيهم : ه إن آية ملكه أن يأتيكم النابوت ٠‏ أى إِنْ العلامة الدالة على ملكه هى ٠‏ أن 
يأتيكم التابوت ه وهذا القول نستدل منه على أن التابوت كان غائبا ومفقودا . وأنه 
أمر معروف لدبهم وهناك تذهف منهم على مجيئه . 


وما هو التابوت ؟ إن التابوت قد ورد ق القفرآن فى موضعين أسورشه] ق الآية 
التى نحن بعيدما الآن. والموضع الآخر فى قوله تعالى : 
00 ِذأ حجنا بخ مك ما , يوحي 3ض أن قذفيه فى النابوت فأقذفيه فى لي 


0-007 


ابرع لمدة د ممع ماعدة لامع 0 


رد قم ا ا وَالْقَيتَ عليِكَ محسة مني ولتصنع 


مم امو 


عَلَ عن © » 


( سورة له ) 


إذن فالتابوت نعرفه من أيام قصة موسى وهر رضيع . عندما نخافت عليه أمه ؛ 





ماك 
.+25654 +222220400905 .ا هة 
فاوحى لها الله : ١‏ فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم » فهل هو التابوت نفشه الذى 
تتحدث عنه الآيات التى نحن بصددها ؟ 
غالب الظن أنه هو ؛ لأنه ما دام جاء به على إطلاقه فهو التابوت المعروف » 
وكأن المسألة التى نجا بها موسى لها تاريخ مع موسى وفرعون ومع بيهم ومع 
طالوت. وهذه عملية تأخذ منها أن الآثار التى ترتبط بالاحداث الجسيمة فى تاريخ 
العقيدة يجب أن نعنئ بها . ولا نقول إنها كفريات ووثنياث ؛. لآن لها ارتباطا بأمر 
عقدى ٠‏ وبمسائل تاريخية ٠‏ وارتباطا بالمقدسات . انظر إلى التابوت الذى فيه بقية نما 
ترك آل موسى وآل هارون وتحمله الملائكة . إن هذا دليل على أنه شىء كبير ومهم . 
إذنء فالآثار التى لها مساس وارتباط باحداث العقيدة وأحداث النبوة » هذه 
الآثار مهمة للإيمان ٠.‏ وكأن القرآت يقول : اتركوها كما هى ٠‏ ونحمذوا منها عظة 
وعبرة ؛ لانها تذكركم بأشياء مقدسة . لقد كان التابوت مفقوداً ٠‏ وذلك دليل على 
أن عدوا غلب على البلاد التى سكثرها . والعدو عندما يغير على بلاد يحاول أولة 
: طمس المقدسات التى تربط البلاد بالعقيدة . فإذا كان التابوت مقدساً عندهم بهذا 
الشكل . كان لابد أن ياخذه الاأعداء . وهؤلاء الاعداء هم الذين أخرجوهم من 
ديارهم وهم ألوف حذر الموت . وإذا كانوا قد أخرجوهم من ديارهم فمن باب أولى 
أنهم أجبروهم على ترك التابوت . 
والله سبحانه وتعالى يطمئنهم بأن آية الملك لطالوت هى مجىء التابوت الذى 
تتلهفون عليه ٠‏ وترتبط به مقسدسانكم . « أن ياتيكم التابرت فيه سكينة من ربكم » 
فكأن الاستقرار النفسى سياتيكم مع هذا التابوت ؛ لان الإنسان حين يجد التابوت 
الذى تجا به نبى ٠‏ وفيه الأشياء التى سنعرفها فيما بعد ٠‏ إن الإنسان يستروح صلته 
بالسماء » وهى صلة مادية تجعل النفس تستريح . 
وعلى سبيل المثال تأمل مشاعرك عندما يقال لك : « هذا هو المصحف الذى كان 
يقرأ فيه سيدنا عثمان ؛ . إنه مصحف مثل أى مصحف آخر ٠‏ ولككن ميزته أنه كان يقرأ 
فيه سيدنا عثمان ؛ إنك تستريح نفسيا عندما تراه . وأيضاً حين تذهب إلى دار 





جح ١١٠١١‏ وج وح جوت06000000019240229402239320:022ظغ) 
الخلافة فى تركيا » ويقال لك ؛ و هذا هو السيف الذى كان يحارب به الإمام عل » ١‏ 
فتنظر إلى السيف . وتجد أن وزنه وثقله يساوى عشرة سيوف ٠‏ وتتعجب كيف كان 
يحمله سيدنا على كرم الله وجهه وكيف كان يحارب به ؟ 


وكذلك عندما يقال لك : « هذه شعرة من شعر رسول الله صل الله عليه وسلم 
أو المكحلة التى كان يكتحل بهاء. لاشك أن مثل هذه المشاهد ستثرك إشراقا 
وطمانينة فى تفسك . وعندما يراها إنسان به بعض الشكوك والمخاوف فإن العقيدة 


ومن هذا كله أقول : إن ولاة الأمر يجب ألا يعتبروا مقدسات الأآشياء ضربا من 
الشركيات والوثنيات . بل يجب أن يولوها عناية ورعاية ويبرزوها للناس ؛ لتكون 
مصدر سكيئة وأمن نفس للناس . وعليهم أن ينصحوا الناس بألا يفتنوا بها » ولكن 
عليهم أن يتركوها لتذكرنا بأمر يتصل بعقيدتنا وبنبينا . 


وانظر إلى حديث القرآن عن التابوت . إن الحق سبحانه لم يقل : إن التابوت 
سيآق كاملا . ولم يقل كذلك إنه التابوت الذى وضع فيه موبى . وإنما قال : « فيه 
سكيئة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ؛ كأن آل موسى وهارون قد 
حافظوا على آثار أنبيائهم . وأيضا قوله تعالى : ٠‏ تحمله الملائكة ه يؤكد لنا أنه لاشك 
أن الأثر الذى تحمله الملائكة لابد أن يكون شيئا عظيما يوجب العناية الفائقة 0 إن آية 
ملكه أن يأتيكم التابوثت » . 


ونلحظ فى قوله : ٠‏ أن يأتيكم التابوت » أنه سبحانه قد نسب الإتيان إلى 
التابوت . فهل كان من ضمن العلامة أن يأتيهم التابوت وهم جالسون ينتظرون » 
ولأن التابوت تحمله الملائكة فلن يراهم القوم لأخسم كائنات غير مرئية . فلن يراهم 
أحد وإغا سيرى القوم التابوت أتيا إليهم . ولذلك أستد الحقى أمر المجىء للتابوت . 


وهذا المشهد يخلع القلوب ويجعل أصحاب أشد القلوب قساوة يخرون سجدا 
ويقولون « ياطالوت أنت الملك . ولن نختلف عليك » . ونريد الآن أن تغرف 





صلمححمححوح ووو 00995 210 
الأشياء التى يمكن لآل موسبى أن يحافظوا عليها من آثار موسى عليه السلام ٠‏ والآثار' 
التى يحافظ عليها آل هارون من هارون عليه السلام . 


قال بعض الناس إنها عصا موسى . وهى الأثر الذى تبقى من آل موسى . وذلك 
أمر معقول ؛ لأنبا أداة من أدوات معجزة مومى عليه السلام | ألم تكن هى المعجرة 
التى انقلبت حية تسعى وابتلعت بسرعة ما صنعه السجرة ؟ إن مثل هذه الآداة 
المعجزة لا يمكن أن يبملها موسى ٠‏ أو يهملها المؤمنون به بعد ما حدث منها . وليس 
من المعقول أن يفرط آل موسى فى عصا تكلم الله فيها وقال : 


مرمر ا اج م م ساس اراس 01 ص ع ع اس لصم اج رو صرصعومم 
ف ومن كيك بمومئ (2) كال هى عصَاى م كوا طَيًا © 
زالآية /إ1 . من الأية 18 سورة طه) 


إن هناك قصة طويلة استغرقها الخديث عن هذه العصا . فكيف يفرط فيها موسى 
وقومه بسهولة ؟ لاشك 'أنبم حافظوا عليها » وقدسوها. وجعلوها من أمجادهم . 


ويرينا الحق سبحانه وتعالى أن هؤلاء القوم أهل لاج وأهل جدل وأهل تلكؤ . 
فهم لا يؤمنون بالأمور إلا إذا كانت حسية كالتابوت الذى يأتيهم وحدهم . صحيحا 
تحمله الملائكة . لكنبم لا يروت الملائكة ؛ وإنما رأوا التابوت يسير إليهم . « أن 
يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل.موسى وآل هارون تحمله 
الملائكة إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين » وليس هناك آيات أعجب من بجمى» 
التابوت حتى يثبت صدق النبى فى أن الله قد بعث طالوت ملكا . فإن لم يؤمنوا بهذه 
المسألة فعليهم أن يراجعوا إيمانهم . 


والسياق القرآن. يذل عل. أن الله جبتهم بالحجةه) وبيتهم ,بالآية ٠.‏ وتهتهم 
بالقرآن . بدليل أنه حذف ما كان يجب أن يقال وهو : فقبلوا طالوث ملكا . ونظم 
طالوت الخرب فقام وقسم أخنود ورتبهم » وكل هذه التفاصيل لم تذكرها الآياث.. 
والحق يقول بعد ذلك : 





لق تاقصل طَالوثبالْجُد درك انه مركم 


4 صر د ياس وما مم 6 ع رةه 

لاطاقة لَنَاأَليَوْمْ يَجَالُوتَ وَجسُودوء قَالَ ارت 
روح ل سات ع سريام أن 
يَظأنولك أننهُم ماهوا اه كم ون وق يبآ 


لم ا +ع #2 ج2و ررم و( 0 
عَلَتَوفَه حكيرة بدن الله وأَُممَألصَسيرن 7 له 


بره 


الفصل هو أن تعزل شيئا عن شىء آخرء ومثل ذلك قوله تعالى : 
ممع مام مم 6م27 .اع مام مار - 
وما مَصَلْتَ المي َال أبوهم إلى لاجد ري يوسي © 
( من الآية 44 سورة يوسفا) 

د فصلت العير؛ أى غادرت مصر وخرجت منه . ونحن نستخدم كلمة « فصل ٠»‏ 
فى تبويب الكتب . ونقصد به قدرًا من المعلومات المترابطة التى تكون وحدة واحدة , 
وعندما تنضم الفصول مع بعضها فى الكتب تصير أبوابا ء وعندما تنظم الأبواب 
الموضوعة فى مجال علم واحد مع بعضها نقول عنها : هذا دكتاب » , 


ونحن نستخدم كلمة ه فصل ٠‏ فى وصف مجموعة من التلاميذ المتقاربين فى العمر 
والمستوى الدراسى ونقسمهم إلى قصل أول وثانٍ وثالث . على حسب سعة الفصول 
وعدد التلاميذ . وهكذا نفهم معنى قول الحق : دفلا فصل طالوت بالجتود » أى 


لبننبسينسسس ب حيبي يبيبح 


التاق 
ججح وح و ووو 5955 02909229 أو رأ 


فصلهم عن بقية غير المقاتلين ‏ "ؤقسمهم إلى جماعات مرتبة » وكل جماعة لها مهمة . 


وكلمة و جنود؛ هى جمع « جند » وهى مفردة لكنها تدل على جماعة » وأصل 
الكلمة من « بجند » وهى الأرض الغليظة الصلبة القوية . ونظرا لآن الجنود مفروض 
فيهم الغلظة والقوة فقد اطلق عليهم لفظ : جند . وبرغم أن كلمة ٠‏ جند : مفرد ؛ 
إلا أنها ندل على القوم مثل « رهط ٠‏ و «طائفة ه ويسموتها اسم جمع . « فللا فصل 
طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنبر » أى عندما خرج إلى مكان إقامة الحيش بدأ 
فى مباشرة أولى مهماته كملك . لقد أراد أن يختيرهم . فهم قوم وقفوا ضد تعيينه 
ملكا . لذلك أراد أن يدخل الحكم على أرض صلبة . فقال لهم عن الحق : ذ إن 
الله مبتليكم ببر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغثرف 
غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا متهم ». 


لقد أوضح لهم : انتم مقبلون على مهمة له فى سبيل الله : وهر سبحانه الذى 
سيجرى عليكم الاختبار. ولست أنا لان الاختيار يكون عل قدر المهمة ؛ أنا 
مشرف فقط على تنفيذ الأمر . والله مبتليكم بنهر من يشرب منه فليس منا إلا من 


وساعة تسمع كلمة « مبتليكم » فلا تفسرها على أنها مصيبة ٠‏ ولكن فسرها على 
أنها اختبار . قد ينجح من يدخله وقد يفشل . والاختبار هنا بنهر . ومادام كان 
الاختبار بنهر فلا بد أن لهذه الكلمة موقعا وأثرا نفسيا عندهم . لا بد أنهم كانوا 
عِطاشًا . وإلا لولم يكونوا عِطاشًا لما كان الغبر ابتلاء . ٠‏ إن الله مبتليكم بنهر فمن 
شرب هنه فليس هنى .٠‏ 


إنهم عطاش . وساعة يُرى الماء فسيقبلون عليه بنهم شربا ورياً. ومع ذلك يختبر 
الخق صلابتهم فيطالبهم بأن يمتنعوا عن الشرب منه . لقد جاء الاختبار فى منعهم مما 


تصبو إليه نفوسهم . ٠‏ فمن شرب منه فليس منى» لاذا ؟ 


لأخهم ساعة يرون ما يحبونه ويشتهونه فسيندفعون إليه وينسون أمر الله ٠‏ ومن ينس 





1 
هةهةحبصحص١٠ح‎ +45٠. هحجي.‎ ٠٠١4 


أمر الله ويفضل نفسه . فهو غير مأمون أن يكون فى جند الله . لكن الذى يرى الماء 
ويمتنع عنه وهو ق حاجة إليه » فهو صابر قادر على نفسه ٠.‏ وسيكون من جند الله ؛ 
لأنه آثر مطلوب الله على مطلوب بطنه . وهو أهل لأن يُبتل . 


ومع ذلك ل يُقّنُ الله فى الابتلاء » فأباح ما يفك العطش وم يحرمهم منه نهائيا . 
« إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من اغترف 
غرفة بيده » لقد سمح لهم بغرفة يد تسد الرمق وتستيقى الحياة » أباح لهم ما تقتضيه 
الضرورة . لكن ما صلة هذا الابتلاء بالعملية التى سيقيلون عليها ؟ 


إن العملية الخربية التى سيدخلونها سيقابلون فيها الويل وسيعرضون لنفاد الزاد » 
وهم أيصا عرضة لأن يحاصرهم عدوهم . وعلى الإنسان المقاتل فى مثل هذه الأمور 
أن يقوى على شهوته وياخذ من زاده ومائه على قدر ضرورة استبقاء الحياة » لذلك 
تكفى غرفة واحدة لاستبقاء الحياة . كان التدريب هنا ضرورة للمهمة . فهل فعلوا 
ذلك ؟ 


يأنينا الخبر من الحق « فشربوا منه إلا قليلا منهم ٠‏ . وهكذا تتم التصفية . ففى 
البداية سبق هم أن تولوا وأعرضوا عن القتال إلا قليلا . وهنا امتنع عن الشرب قليل 
من القليل ». وهذه غرابيل الاصطفاء أو مصافى الاختار » فقد يقرى واخد على 
نصف المشقة . ويقوى آآخر على ثلث المشقة . ويقوى ثالث على ربعها . لقد بقى 
منهم القليل ٠‏ لكنه القليل الذى يصلح للمهمة ؛ إنه الذى ظل عل الإيمان . 


وانظر كيف تكون مصاف الابتلاء فى الجهاد فى سبيل الله ؟ حتى لا يحمل راية 
الجهاد إلا المأمون عليها الذى يعرف حقها . « فليا جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا 
لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده » أى عندما عبروا الغبر واجتازوا كل الاختبارات 
السابقة قال بعضهم : د لا طافقة لنا اليوم بجالوت وجنوده + لقد خاف بعض متهم 
من الاختبار الأخير. ولكن الذين آمنوا بالله لم يخافوا » ويقول الحق : « قال الذين 
يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع 
الصابرين ». ١‏ 





لفان 
حوح جح وح . 0-4-0-3 ووااأ- 
لقد اختلفت المواجيد وإن اتحدت المرائى . فالذين جاوزوا النبر انقسموا 
قسمين » قسم رأى جالوت وجنودهء والقسم الآخر رأوه أيضا . وم ينقسموا عند 
الرؤية لكنهم انقسموا عند المواجيد التابعة للرؤية » فقسم حاف وقسم لم يخف ٠‏ 
والذين خافوا قالوا : «لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده » لقد وجد الخوف من 
جالوث وجنئوده فى نفوسهم فقالوا : ولا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ٠‏ ؛ لقد مروا 
بثلاث مراحل ؛ المرحلة الأولى : هى إدراك لجالوت وجنوده . والثانية : هى وجدان 
متوجس من قوة جالوت وجنوده . والأخيرة : هى نزوع إلى الخوف من جالوت 
وجنوده . لكن القسم الذى لم يخف رأوا المشهد أيضا وجاء فيهم فول الله : ه قال 
الذين يظنون أتهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله » . 


كأنهم أدخلوا ربهم فى حسابهم فاستهانوا بعدوهم . لكن الفئة السابقة عزلت 
نفسها عن ربها فرأوا أنفسهم قلة فخافوا . لقد كان بحرد ظن الفئة المؤمنة أنهم ملاقو 
الله قد جعل هم هذه المقيدة . وإذا كان هذا حال محرد الظن فا بالك باليقين ؟ 
« كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين » . وتعرف أن هناك 
معارك يفوز فيها الأقدر على الصبر. ودليئنا على ذلك قول الحق : 


م .2 46 5 عالء هء 2 010 - ٠ممءوم‏ 00 
« إذ تقل يومد أن يفيك أن يدث ربع لالد بن السجكة 


ا سم سم 
مُرنِينَ © » 
( آل عمران ) 
هذا هو الوعد لكن إذا صبرتم كم يكون المدد؟ يقول الحق: ٠‏ 


شاه هو ورقء م4« جاه 


رةه امم و عستم و 42م ام ع رصب سوه 102 
9 بخ إن تصيروأ وندهوأ وياتوصكم من فورم هلد بمددث ر بكر يحمة :اللف 
ع العاف _ ينه 


من الْملتبطه مَرِمِينَ 2ه » 


( ال عمران ) 
فكان البدء بثلائة آلاف لمساندة أهل الإيمان ويزيد العدد فى المدد إلى خمسة اللاف 
إن صنروا واتقوا . إذن فالمدد يأى على قدر الضبر ؛ لأن حنان القدرة الآهية عليك 





٠١2‏ حمحج همق حص مصوح بحص حوححيحهصه 
يزداد ساعة يجدك تتحمل المشقة فيحن عليك ويغطيك جزءا أكبر . فالله يريد من 
عبده أن يستنفد أسباب قوته الخاصة . وحين تستنفد الاسباب برجولة وثبات ؛ 
تأتيك معونة ألله ء ويقول الله لملالكته : هذا يستحق أن يعان فأعينوه . ولذلك جاء 
قوله الحق على السنة المؤمنين : « كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع 
الصابرين : . ويقول ألحق بعد ذلك : 


ا 0 ره . سر 1 و سا سمه 5# 
وَلْمَابَرَرُو أ ِجَالوت وَجْمُودوء فَالوأ ربسا أفْرغ 
سيك مع 


عَلَعْئَاصوًا وَكَيََت أفد امنا وا باعل الْمور 


الكدرس. © #ه 


هذه هى الشحنة الإيمانية لمن يريد أن يواجه عدوه فهو ينادى فائلا : «ربناء إله لم 
يقل : يا الله ٠‏ بل يقول : « ربنا ‏ ؛ لآن الرب هو الذى يتولى التربية والعطاء ٠‏ بينها 
مطلوب « الله » هو العبودية والتكاليف ؛ لذلك ينادى المؤمن ربه فى الموقف الصعب 
٠‏ يازبنا » أى يا من خلقتنا وتتولانا وتمدنا بالاسباب . قال المؤمنون مع طالوت : 
«ربنا أفرغ علينا صيرا». 


وعندما تتأمل كلمة « أفرغ علينا صبرا » تفيدنا أنهم طليوا أن بملا الله قلويهم 
بالصير ويكون ر الصير تشيت الأقدام « وثبت أقدامنا » حتّى يواجهوا العدو بإيمان . 
وعند نهاية الصبر وتثبيت الأقدام يأق نصر الله للمؤمنين على القوم الكافرين . وتاتق 
النتيجة للعزم الإيمانى والقتال فى قوله الحق : 


و ورين 0 8 2 ا 0 2 5 55 
8 مَهَرمُوهم بلا سأمَِوْكحَلَ داق دُجَالوْمك وءَاككهُ 











فس عه سه 5-9 ل 0 
أللهأ ناش نع 0 بِبَعَضٍ لد رص 3 
وَكحكر أله ُو مدع َلَالسكيرت. © #ه 


إن الحق يبلغنا أنه قد نصر المؤمنين به.. ويجىء الحق بكلمة «هزموهم : وهىٍ 
تدل على فرار من كان يجب أن يكون مهاجما . والمحارب يجب أن يكون مهاجما كارا 
دائها . فحين يلجأ إلى أن يفر . هنا نتوقف لنتبين أمره . هل هذا الفرار حرفا لقتال 
وانعطافا وميلا إلى موقف آخر هو أصلح .للقتال فيه ؟ لو كان الأمر كذلك فلا تكون 
المزيمة . لكن إذا كان الفرار لغير كر ومخادعة للعدو بل كان للخوف هنا تكون المرية . 


وقول الله : ٠‏ فهزموهم بإذن الله » يدل على أن جنود جالوت لم يقتلوا كلهم » 
ولكن الذين قتلوا هم أثمة الكفر فيهم . بدليل قوله بعد ذلك : «وقتل داود 
جالوت ٠‏ . وجالوت هو زعيم جيش الكفار الذى هرب . فطارده داود وقتله . 
ولاول مرة يظهر لنا اسم « داود ؛ فى هذه القضة الطويلة . وهو اسم لم يكن عندنا 
فكرة عنه من قبل . وستأق الفكرة عنه بعد هذه القصة فى قوله تعالى : 

جعي سوم جح سو حيو ل مش ملسي سه شل 
« وَلَقَد اننا داوده ما فَضْلا بلجبَال أوبى ممه والظيرَ وَألَنَالهُ الحَديد ج أن 
َل سلَي وى الود ولوأ سما إفي يما نيصر ده » 
( سورة سب ) 
إذن فبداية داود جاءت من هذه المعركة بعد قثل جالوت . وكان « داود» أخا 
لعشرة وهو أصغرهم . وقال النبى للقوم : إن من يدخل المعركة ضد جالوت لا بد 
أن يأقى درع موسي عل مفاسه » وهتا استعرض والد «ددارد » الدرع عل جميع 
أبنائه .. فلم يات على مقاس أى واحد منهم إلا على أصغرهم . وهو: داود» . جاء 
الدرع غلى مقاسه ء ودخخل « داود : المعركة فقتل جالوت قائد المشركين » وشاءت 





ام 3 
لجح مم١١‏ 


حكمة الله أن يكون أصغر المؤمنين هو الذى يقتل كبير جيش المشركين : 


كانت هذه المعركة بداية تاريخ داود . وقد جاءت له هذه المعركة بالفتح العطيم 3 
ثم أنعم الله عليه بالملك والحكمة وجعل الجبال والطير تردد وترجع معه تسبيح الله 
وتنزيهه » كل ذلك نتيجة قتل جالوت . وأحب داأود الدرع وصار أمله أن يعلمه الله 
صناعة الدروع , ولذلك لم يتخذ صنعة فى حياته إلا عمل الدروع . وجعل الله له 
الحديد لينا ليصنع منه مايشاء كيا جاء فى قوله تعالى : 


دعوم « م ومر رغ تارم زم سير 


5 
وطسئله صنعة لبويس لكر لتخصدم من باسك © 
(من الأية ٠م‏ سورة الأنبياء ) 

وهذا دليل على أن الإنسان يحب الشىء الذى له صلة برفعة شأنه . ولقد كان قتل 
جالوت هو البدإية لداود . « وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه بما 
يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على 
العالمين ه إن الحق يأى هنا بقضية كونية فى الوجود » وهى أن الخرب ضرورة 
اجتماعية . وأن الحق يدفم الناس بالناس . وأنه لولا وجود قوة أمام قوة لفسد 

العالم ؛ فلو سيطرت قوة واحدة فى الكون لفسد . 


فالذى يعمر الكون هو أن توجد فيه قوى متكافئة ؛ قوة تقابلها قوة أخرى . 
ولذلك نجد العالم دائها محروسا بالقوتين العظميين » ولو كانت قرة واحدة لعم 
الضلال . ولو تأملنا الناريخ منذ القدم لوجدنا هذه الثنائية فى القوى تحفظ الاستقرار 
فى العام . 


فى بداية الإسلام كانت الدولتان العظميان هما الفرس فى الشرق ٠‏ والروم فى 
الغرب . والآن سقطت قرة روسيا من كفة ميزان العالم » وتتسابق المانيا واليابان 
ليوازنا قوة أمريكا . 





راجع أصلله وخرج أحاديثه الدكتور أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر . 


لسوبسس يي ب سيييإ-|يبإي يب يي 


حصموصح محص نص وحص حص وحص صوص حص وهو أو اه 

إن قول الله تعالى : ٠‏ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض » جاء 
تعقيبا على قصة الصراع بين بنى إسرائيل وبين أعدائهم الذين أخرجوهم من ذيارهم 
وعندما نتأمل هذه القصة من بدايتها نجد أخهم طلبوا أولا من الله الإذن بالقتال . 
وبعث الله لهم ملكا ليقائلوا تحت رايته ؛ وكانت علامة هذا الملك فى الصدق أن ياق 
الله بالتابوت . ثم-. جاءت قضية اجتياعية ينتهى إليها الناس عادة بحكيم الرأى 
ولو بدون الوحى . وهى أن الإنسان إذا ما أقبل على أمر يجب أن يعد له إعدادا 
بالأسباب البشرية . حتى إذا ما استوفى إعداده كل الأسباب لحأ إلى معونة الله » لآن 
الأسباب ‏ كيا قلنا- هى من يد الله » فلا ترد أنت يد الله بأسباها » لتطلب معونة 
الله بذاتهء بل خذ الأسباب أولا لأنها من يد ربك . 


ويعلمنا الحق أيضا أن من الأسباب تمخيص الذين يدافعون عن الحق تمحيصا 
يبين لنا قوة ثباتهم فى الاختبار الإيمانى ؛ لأن الإنسان قد يقول قولا بلسانه ؛ ولكنه 
حين يتعرض للفعل تحدثه نفسه بألا يوق . وقد نجح قلة من القوم فى الابتلاءات 
المتعددة . وفعلا دارت المعركة ؛ وهزم هؤلاء المؤمنون أعداءهم , وانتصر داود بقتل 
جالوت . 


إذن فتلك قضية دفع الله فيها أناسا بأناس ٠‏ ويطلقها الحق سيحانه قضبة عامة 
« ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ٠‏ أى لولا أن الله دفع بالقلة 
المؤمنة الكثرة من عدوهم لفسدت الأرض ؛ فالدفع هو الرد عن المراد » فإذا كان 
المراد للناس أن يوجد شر . فإن الله يدفعه . إذن فالله يدفع ولكن بأيدى خخلقه . كما 


قال سبحاله : 
ع 0عء سسيءظة رودو ركع ساهو اس لم تملع سبماء ممع م مايه 
00 قشتلرهم يعد بهم أله بابديكر ويجخزهم وينص رك عليهم وضف صدور قوم 
لمم 2 
ومين © 4 
( سورة التوبة ) 


إنه دقع الله المؤمنين ليقاتلوا الكافرين . ويعذب الحق الكافرين بأيدى المؤمنين . 
وعندما نتامل القول الحكيم : وولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لقسدت الأرض» 





200096929292900 00933992254 5-02 


ل 
فإننا نجد مقدمة سابقة تمهد لهذا القول ,» لقد اخرجوا من ديارهم وأبنائهم فكان 
هذا هو مبرر القتال . وتجد أية أخرى أيضا تقول : 
عاع 4ه 8ه 2 ءا مه 14 2ل اوعاء ,عل عروب مو( مود م 2 م 
لذن اجر حواء” ونث هم يقير بحئ: إلا أن مقولراً ريا ألله ولولا دفم الله أ 
ظ لين بجوأ من ديلرهم بح إلا أن بيفولوأ دء اند ولع ذققم اله الناتي 
م2 6 2م مء َه ل ابي رع مه بع 2 
بعضهم يبعض خدمت صوامع وبع وصلوات ومسلجد بذأحكر فيها آمم الله 
5 م2 مو رودم 8 ع عدله سم و 
كديرا لصن أله من ينصرهج إنّ لَه َقَرى عرِيرْ ‏ © 
( سورة الج ) 
والسياق مختلف فى الايتين : السياق الذى يأق فى سورة البقرة عن أناس يحاربون 
بالفعل . والسياق الذى يأ فى سورة المج عن أناس مؤمنين برسول الله صل الله 
عليه وسلم خرجوا وهم المستضعفون من مكة لينضموا إلى إخوتهم المؤمنين فى دار 
الإيمان ليعيدوا الكرة » ويدخلوا مكة فاتحين . 


صحيح أننا نجد وحدة جامعة بين الآيتين . وهو الخروج من الديار . إذك فمرة 
يكون الدفاع بآن تفِرٌ لكر . . أى أن تخرج من ديار الكفر مهاجرا لتجمع أمر نفسك 
أنت ومن معك وتُعود إلى بلدك مقاتلا فاتحا . ومرة يكون الدفاع بأن تغاتل بالفعل » 
فالآية التى نحن بصدد خواطرنا عنها هنا تفيد أنهم قاتلوا بالفعل . والآية الثانية تفيد 
أنهم نخرجوا من مكة ليرجعوا إليها فاتحين . فالخروج نفسه نوع من الدفع , لماذا ؟ 
لأن المسلمين الأوائل-لو مكثوا فى مكة فربما أفناهم خصومهم فلا يبقى للإسلام 
خيرة . فذهبوا إلى المدينة وكوئوا الدولة الإسلامية ثم عادوا منتصرين فاتحين : 


« باجا عر لم وانتتخ ى » 
( سورة النصر ) 
إن السياق فى الآيتين واحد ولكن النتيجة تختلف .2 هنا يقول الحق : « ولولا دفع 
الله الناس نعضهم ببعض لفسدت الأرض » لاذا تفسد الأرض ؟ لأن معنى دقاع 
الناس بعضهم ببعض أن هناك أناسًا ألقوا الفساد . ويقابلهم أئاس نجرجوا على مُن 
أَلِفْ الفساد ليردوهم إلى الصلاح . ويعطيئا الحق سبحانه وتعالى فى الآية الثانية 
السبب فيقول : ١‏ 





يللب 
حمح و ورج :22209220 أردنات 


ج س لاوس تممه مص #اصضس ممصت * ممه 


« وَلرَا دف أله نس بِعصَهم يبْض خَدَمَتْ صَوْصِعْ وببِعٌ وَصَلَواتْ ومسَلجد 
كرفا ألم أل كثيرا » 
( من الأية + سورة الحج ) 

والصوامع هى ما يقابل الآن الدير للنصارى وكانوا يتعبدون لله فيها . لأن فيه 
سعدا غمل بالكيف العام ٠‏ وسيل آخجر قد ألزم نفسه بشىء قوق ما كلفه الله 
به . فالذين يعبدون الله هذه الطريقة يجلسون فى أماكن بعيدة عن الناس يسمونها 
ارانيد » وهى تشبه الدير الآن . والمعنى العام فى التعبد للنصارى هو التعبد فى 
' الكنائس وهو المقصود بالبيع . والمعنى الخاص هو التعيد فى الصوامع 


إذن د فدمث صوامع هذه لخاصة المتدينين . وكنائس أو بيع لعامة المتديئين . 
وقول الحق : «ووصلوات ». هن صالوت .. وهى مكان العبادة لليهود » 
ود مساجه؛ وهى مساجد المسلمين . 


إن قوله تعالى : «لفسدت الأرض »ء فى هذه الآيْةَ . وقوله تعالى هناك ٠‏ هدمت 
صوامع وبيع وصلوات ومساجد ٠‏ أى أنه ستفد الأرض إذا لم تقم الصوامع والبيع 
والصلوات والمساجد ؛ لأنها هى التى تربط المخلوق بالخالق . ومادامت تلك الأماكن 
هى التى تربط المخلوق بالخالق فإن هدمت . . يكون الناس على غير ذكر لربهم 
وتفتهم أسباب الدليا . 


فالأديرة والكنائنس والصوامع حين كانت والمساجد الآن هى حارسة القيم فى 
الوجود . لأنها تذكرك دائما بالعبودبة وتمنع عنك الغرور . وهى من السجود الذى هو 
منتهى الخضوع للرب . نخضع بها لله خمس مرات فى اليوم والليلة ؛ فإن كان عند 
العبد شىء من الغرور لا بد أن يذوب . ويعرف العبد أن الكون كله فضل من الله 
على العباد ؛ فلا يدخلك أيها المسلم شىء من الغرور . فإذا لم يدخلك شىء من 
الغرور أستعملت أسباب الله فى مطلوبات الله . اما أن تاخذ أنت أسياب الله فى غير 
مطلوبات الله فهذه قحة منك . فإذا كان الله قد' أقدر يدك على الحركة فلياذا تعصى 
الله بها وتضرب بها الناس ؟ والله أقدر لسانك على الكلام . فلاذا تؤذى غيرك 





١١١‏ حومحص وح صوصو محص مح حمص 
' بالكلمة ؟ إن الله قد أغطاك النعمة فلا تستعملها فى المعصية . 


قال الله تعالى فى هذه الأية : « لفسدت الأرض ه وشرح ذلك فى قوله تعالى : 
« ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض فدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر 
فيها اسم الله كثير! » فهذه الأماكن هى التى تبقى أصول القيم فى التدين . ٠‏ وأضصول 
الفيم فى الثدين : غبر « كل القيم فى التدين ٠‏ . ولذلك نحن قلنا : إن الحق سبحانه 
وتعالى جعل للإسلام خمسة أركان . وهى التى بنى عليها الإسلام . ولا بد إن نقيم 
بنيان الإسلام على هذه الأركان الخمسة . فلا تقل : إن الإسلام هو هذه الأركان 
الخمة . لا ؛ لان الإسلام مبنى عليها.فقط فهى الآعمدة أو الأسس التى بنى عليها 
الإسلام . فأنت حين تضع أساسا لمنزل وتقيم الأعمدة فهذا المنزل لا يصلح بذلك 
للسكن . بل لا بد أن تقيم بقية البنيان . إذن فالإسلام مبنى على هذه الاسس 


والحق سبحانه وتعال يوضح ذلك فيأمر بالمحافظة على أماكن هذه القيم ؛ لأن 
المساجد ‏ ونحن نتكلم بالعرف الإسلامى ‏ هى .ملتقى فيوضات الحق النورائية على 
خلقه . فالذى بريد فيض الحق بنوره يذهب إلى المنجد . إذن لكيلا تفسد الأرض 
لا بد أن توجد أماكن العبادة هذه . فمرة جاء الحق بالنتيجة وفرة جاء باليب . 


وثاذا يدفع الله الناس بعضهم ببعض ؟ لأن هناك أناسًا يريدون الشر وأناسًا 
يريدون الخير. فمن يريد الشر يدفع. من يريد الخير. وإذا وقعت المعركة بهذا 
الوصف فإن يد الله لا تتخلى عن الجانب المؤمن الباحث عن الخير ٠.‏ فهو سبحانه 
القائل : 
عزنو مونو ار و | ومتصميوة دن ب 
ولنصرنٌ ألله من ينصرهم إن الله لَمَوِى عر بز # 
( من الأية 4٠‏ سورة الحج ) 
ا إن المعركة لا تطول . ولذلك كلنا سابقا :. إن المعارك .التى ثراها فى الكون 
لا نجد فيها معركة بين حقين ؛ لانه لا يوجد فى الوجود حقان. فالحق واحد . 
قلا يقولن اد : إنه غل خى وحتضمه غل تق . لا إن هناك حقًا وَحخَدًا فقط.. 
والمعركة ب إن وجدت - توجد: بين حق وباطل, ٠‏ أو بين باطل وباطل . والمعركة بين 





خموح حو :5:22 002229030029 بوك 
الحق والباطل لا تطول ؛ لأن الباطل زهوق . والذى يطول من المعارك هى المعارك 
بين الباطل والباطل ؛ فليس أحجدهما أولي_بان ينصره الله . فهذ! على فساد وذاك على 
فسباد . وسبحائه يدك هذا الفساد بذاك الفساد . وحين يندك هذا الفاد بذاك . 
الفاد. فجناحا الفاد فى الكون ينتهيان . وياق من بعد ذلك أناس ليس عندهم 
فساد ويعمرون الكون . 


والمعارك التى تدور فى أى مكان تهد أن هذا الطرف له هوى والاخر له هوى 
ختلف . ولا يقف الله فى أى جانب منهها ؛ لأنه ليس هناك جانب أحق بالله من 
الآخر ؛ لذلك يتركهم يصطرع بعضهم عع بعض ٠‏ ومادام الحق قد تركهم ليعضهم 
البعض فلا بد أن تطول المعركة . ولو كانّ الله فى بال جانلب منهم لوقف سبحانه فى 
جانبه . وكذلك نرى فى معارك العصر الحديث أن المعركة تطول وتطول ؛ لأننا 
لانجد القسم الثالث الذى جاء فى قوله سبحانه : 
وإن يمان من آلْمَوْمِنِينَ لصوا أ صلحوأ ب 5-6 1 


( و عوددم 


الأخرى مُتَعلرا الى ني حو نف 3 أني لله قإن فآءت كَأصلحواً بيلهما 
التثل انط إنَّ سيب الْمقسطينَ ج » 
( سوزة الحجرات ) 
إن الحق سبحانه وتعالى يأمر عند اقتئال طائفتين من المؤمنين أن يصلح بينه) قوم 
مؤمنون . فإن تعدت إحداهها على الأخرى . ورفضت الصلح فالحق يأمر المؤمثين 


بأن يقاتلوا الفئة التى نتغدى إلى أن ترجع إلى حكم الله . فإن رجعت إلى حكم الله 
فالإصلاح بين الفتين يكون بالإنصاف ؛ لأن الله يحب المادلين المتنصفين . 


ونحن نجد الباطل يتقاتل مع الباطل ؛ لذلك لا نجد من يصلح بين الباطلين ؛ 
بل نجد اهواءً تتعارك . وكل جانب ينفخ فى الطائفة التى تناسب هواه . 


وهذه هى الخيبة فى الكون المعاصر + إن المعارك تطول لأنه ليس فى بال المتقاتلين 





٠١42‏ هص +02 مج ص وحوح صوص ته 
شىء جامع. ولو كان فى بلمهم شىء جامع. لما حدئت الحرب . وماداموا قد غفلوا عن هذا 
العىة الجامع . فمن المفروض أن تتدخل الفئة القادرة على الإضلاح . ولكن حتى 
هؤلاء لم يدخلوا للإصلاح . وهذا معنا أن الخيبة فى العالم كله . وسيظل العالم فى 
خيبة إلى أن يرعووا ويرتدعوا . إنهم يطيلون على أنفسهم أمد التجربة وسيظلون فى 
هذه الخيبة حتى يفطنوا إلى أنه لا سبيل إلى أن تنتهى هذه المشاكل إلا أن يرجعوا جميعاً 
عن أهوائهم إلى فراد جالقهم : 


ه ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض » . نعم تفسد الأرضى فيه 

جعل الله للإنسان يدأ فيه , أما الشىء الذى لم يجعل الله للإنسان يدأ فيه فستظل 
النواميس كما هئ لا يؤثر فيها أحد . فلا أحد يؤثر فى الشمس أو القمر أو المواء أو 
المطرء إنما الغاد جاء فيا للانسان فيه يد . 


انظر إلى الكون . إنك تجد المسائل التى لا دحل للإنسان فيها مستقيمة على 
أحسين ها يكون . وإنا يأى 'الفساد من النواحى التى تدخل فيها الإنسان بغير منبج 
الله . ولوأن الإنسان دخل فيها بمنبج الله لاستقامت الأمور كا استقامت النواميس 
العليا تماما . 

فى سورة الرحمن قوله تعالى : 

1 (سورة الرحمن ) 

ومادام الحق قد رفع السماء ووضضع الميزان ٠‏ فالسناء لا تقع على الأرض والنظام 
كم تماما. الشمس تطلع من الشرق وتغرب فى الغرب ٠‏ والقمر والنجوم تسيرفى 
منتهى الدقة والإبداع . لأنه لا دخل لأحد من البشر فيه . فإن أردتم أن تصلح 
حياتكم ؛ وأن تستقيم أموركم كيا استقامت هندسة السياء والأرض قخذوا الميزان 
من السهاء فى اعبالكم . واتبعوا القول الحق : 


تمه عوياءم 


ا مع ست ات . د اميه 21 مومءه .- د“ >ة # و مءمو”ى 
والسمآة رفعها ووضع ألْميرَان وج لاطعا فى الميزان زج وأفيمرأ ألوزن 


7سس سس _سس سس سج 


حجوحص ص ,وح ه + حت وحص 0 وبحت ١أهه‏ 


اقني ليرا ليرد ع 4 
( سورة الرحمن) 
ومادمتم قد رأيتم أن الأمور الموجودة التى تسير بنظام لا تتحكمون فيه تعمل 
باستقامة وترون أن الفساد قد -جاء من ناحية الأمور التى دخلتم فيها. فلماذا لا نتبع 
منهج الله فى الأمور التى نا دحل فيها ؟ إنك إِنْ عملت فى الحياة بمبيج الله الذى خلق 
الحياة فإن أمورك تستقيم لك كما استقامت الأمور العليا فى الكون . واحفظ جيدا 
قوله تعالى : 
© وانْمَاء رَفعها ووْضَمْ الْميرانَج ألا َطموا فى الميران 2 » 
( سورة الرحمن ) 
ليحفظ كل منا هذا القول لنعرف أن الأمور العليا موزونة لآن يد الإنسان 
لا تدخل فيها . إن السماء لا تقع على الأرض لأنها محكومة بنظام. محكم تماما . 


والأرض لا تدور بعيدا عن فلكها لآن:خالقها قد قدر. لها النظام ‏ المتحكم هاما... 
وهذا يقول الحق سبحانه عن نظام الكواكب فى الكون : 


« لااشس يِبَتى مان تَدرِكَ الْمَمرَولَا آلبَلُ سَلق الْبَار 1 ف قَلَك 
- م 
( سورة بيس » 


إنه نظام دقيق محكم لأنه لاادخل للإنسان قبه . اصنعوا ميزانا فى كل الأمور التى 
لكم فيها اختيار حتى لا تطغوا فى الميزان . 


وماذام القن سبحانه وتعاليى قد خلق الإنسان ومنحه الاختيار . وبعض الئاس 
اختار مذهها ٠‏ والبعض الآخر اختار مذهيا مضادا » وكل من المذهبين خارج عن 
منيج الله . فالحق سبحانه وتعالى يثرك الفثتين للتقاتل والتناحر . ولأنه سبحانه ذو 
رحمة على العالمين » يبقى عناصر الخمرُ فى الوجود » لعل أحدا يرى ويتنبه ويتلفت 


روحت ويل 
ويذهب ليأخذها . فعندما تطغى جماعة يأق لهم الحق بجراعة يردونهم ٠‏ حتى تبقى 
عناصر الخير فى الوجود لعل إنساناً ياق ليأخذ عنصراأ منها يحرك به حياته » وصاحب 
الخير إنما يأق من فضل الله على العالمين . ثم يقول الحق سبحانه وتعالى : 





جل اك #إتسث أنه يَوحَاعَككالحقَنََ 


ونعرف أن ٠‏ تلك ٠‏ إشارة بخاطب الله بها رسوله صل الله عليه وسلم . ويشير إلى 
الآيات التى سبقت والتى ندل على عظمة الحق وقيومته , فقد قال الحق من قبل ؛ 
صم مص ام عل ا 2 على عمميومء ممم ٍِ 
هٍِ ل مر إِلَ الذي حرجو من دبلرهم مم وف حدر موت قال لمم آله موئوأ 

000 ععوومعة يمء. ._.- 3 دعر ة ألو عدر > 

م أيهم إن اله دو قَضْلٍ عل الناس ولتكن | ككثر اناس لا يشكرُونَ ٠م‏ © 

( سورة البقرة ) 

وساعة طلبوا أن يقاتلوا . وأن يبعث هم ملكا . ويعئه لهم . وبعث هم التابوت 
فيه سكينة.. أليست هذه آيات أخرى ؟ ومن بعد ذلك أراد الحق أن يأق مقتل 
جالوت العملاق الضخم على يد داود الصبى الصغير. أليسث هذه آية ؟ وآية 
أخرى هى أن جماعة قليلة ‏ بإقرارهم ‏ حيث قالوا : « كم من فثة قليلة غلبت فئة 
كثيرة بإذن الله ه هذه الجاعة القليلة تدخل المعركة وتهزم الكثرة » اليست هذه آية ؟ 


وهل الرسول صل الله عليه وسلم كان يعرف الآيات التى سبقت رسالته ؟ لا : 
ولكنبا من إخبار الله له مع إقرار الجميع . وخاصة الذين كفروا بمحمد صل الله عليه 
وسلم ؛ بانه لا قرأ ولا كتب ولا جلس إلى معلم . ولا أحد قال له شيئا ؛ حتى 
الرحلة التى ذهب.فيها للتجارة كان يصحبه فيها أناس غيره ٠‏ ولوكانوا قد رأوه 
جالسا إلى احلا يعلمه شيثا ؛ لأذاعوا أن محمداً قد جلس مع فلان ٠‏ وتعلم منه كذا 





صمحصححوجحج ص وحص حصمحص صوصهت وحصت بوااه 
وكذا . ولكن هذا لم يقله أحد ؛ لأنه لم يحدث أصلا . ولذلك كان إخباره صلى الله 
عليه وسلم بما يعلمونه هم عندهم هو بعضا من أسرار معجزته ١‏ إنه قد عرف 
الأخبار السابقة رغم أنه لم يقرأ ولم يكتب ولم يتلق علما من أحد : وقد تماحك بعض 
المشركين وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس إلى فتى عند المروة 
يعلمه هذه الأخبار . فنزل القول الحق ندحض هذا الافتراء : 


معمه مءوم3 226 ع2 # م وس اسيم يي عي" سم 8 عى مام سم 


ماه 
( وقد نعم انم بقولونَ نا بعلم بَثَرَ لان الذى يلحدونَ إليه اعميبى 


2 
2 


علي ع #اس 4# م #7 
وهنذا لسان عرى مين نز © 
( سورة التحل ) 
لقد ألبت الحق أنها جحجة باطلة ٠‏ وزعم كاذب من ناحيتهم . لأن الذى ادّعوا أنه 
علم الرسول كان أعجميا . ويقول الحق سبحانه لمحمد صلى الله علية وسلم : 
«تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق و. إن كلمة «١‏ آيات الله » تعنى الأشياء 
العجيبة . وه نتلوها » أى نجعل كلمة بعد كلمة . وهى من ه ولى ؛ أى جاء بعده 
بلا فاصل . + نتلوها عليك بالحق + والحق هو الشىء الذى وفع موقعه حيث لا يتغير 
عنه . فلا يتضارب أبدا . 


نهب أن حادثة وفعت أمامك . ثم سُئلت عنها ألف مرة فى طيلة حياتك ستجد 
أن جوابك لن يختلف عليها أبدا ؛ لأنك تحكى واقعا رأيته » لكن لو كانت الحكاية 
كذبا ؛ فستجد أن روايتك ها فى المرة الثانية تنغير + لأنك لا تذكر ماذا قلت في المرة 
الأولى ؛ لانك لا تحكى عبن واقع يأخذك وتلتزم به وكذلك الحق لا يتغيرء 
ولا يتضارب . ولا يتعارص . 


وتلك آيات الله نثلوها عليك بالحتى ٠‏ ومادام الحق سبحاله هو الذى يقوها : 
فسيقرها لك حقيقة . وعندئذ يعرف الآخرؤن أنك عرفت ما عندهم ما يخفونه فى 
كتبهم يقوله بعضهم لبعض . هنا يعرفون أنك من المرسلين . ولذلك نحن نجد 
3 كلاخ اراك الى تيمول: زنها "كال د نوما كت اوعا قت وج 
وو ما كنت ه ومثل قوله الحق : 





24ت جح نمحصححبموحمحصح بو محيحه 
له وَمَاكَتَ عاب لغرب إذ قَصَبنا بل مومى الأ ومَا كنت من نهدن وج # 
٠‏ ( سورة القخصص » 
أى ما كنت يا مجمد حاضرا مع موسى فى المكان الغربى من الحبل حين عهد الله 
إليه بأمر الرسالة » ولم تكن معاصرا لمؤسى ولا شاهدا تبليغه للرسالة فكيف يكذبك 
قرمك وأنت تتلو عليهم أنباء انيل ؟ ومثال ذلك قوله الحق : 
« يلين أنبآه آلب نوحيه بلك وَمَاكُنتَ لديم إذ يلقو انتمهم بم 
رم 2 عضءم ا » 
كفل م وما كنت لديم إِذْيَحَصمُونَ ذَ © » 
( سورة أل عمران ) 
إن الذى رواه القرآن لك يا محمد من الاخبار الجليلة عمن اصطفاهم الله هى من 
الغيب الذى أوحى الله به إليك . وما كنت حاضراً معهم وهم يقترعون بالسهام 
ليعلم بالقرعة من يقوم يشئون مريم » 8 اتساب ع ومس 
الشرف النبيل . ومثال ذلك قوله الحق سبحانه : 
ولاعءء عم عءوع#» دسم ب ممء4 تسومخ . جع 
2 مكتيج الور إذا نوكن ره ين ربك نر وما متهم ين دير 


- 2ه 211 امال 


من قَبَلِكَ لعلَهم يد ون ج 4 
( سورة القصص ) 
لمعف يرل ساق ]اق باه اللو جو مو ل 
وكلمه ربه وناجاه . ولكن الله أعلمك بهذا عن طريق الوحى رحمة بك وبامتليت 
ولتلغه لغوم لم ياعهم رسول من قبلك لعلهم يتذكرون ويؤمنون . ومثال ذلك قوله 
الحق : 
2 اميم موعت معاد م ورا 6 لير م ع م مم 
« رَحَدَيكَ اوحينا إليك روحامن امينا ماكنت ‏ تشرىٍ ملكتب ولا , 


ا امه 


الإ لي مله نوم مبددى يو من لاه بن بد وَإِنْكَ تند 


سسلالسسسس ل يجيي 


( سورة الشوري ) 

إن القرآن هو وحى منزل من عند الله . يُعرّف المؤمنين النور إلى الحداية وتكاليف 
الحقء وسبدى من اختار الهدى ؛ وإنك يا خمد لتدعو هذا المَرآن إلى صراط 
مستقيم . إن كل « ما كنت » فى القرآن الكريم:هى دليل عل أن ما أخيرك به جبريل 
رسولا من عند الله إليك .. وحاملا للوحى من الله هو الحق ؛ فتعلمه أنت يا محمد 
بطريقة خاصة وعلى نبج مخصوص . رغم أنك.لم نقرأ كتابا ولم تجلس إلى معلم . 
وما تخبرهم به من آيات هى موافقة لما مغهم . وكان من الواجب أن يقولوا إن الذى 
علمك هذا هو الله سبحانه وتعالى . وكان يجب أن يقروا ويشهدوا يأنك من 
المرسلين . وبعد ذلك يقول الحق سبحانه : 


3 عد 

ل #رعد بمهجةءسعءدروء ر4 ده > ردة ا عماعو 

جو بَلْكَألرْسُلٌُ سل ََلابَصَهَل بي دنهم م كلمل 

سس دس برج ب اال ع ص عر عر 2 عه م ع ل 2 أ لك 
ورفع بِعضَهم د رجات وءاتيناعيسىابن مريم ألم 


وَأيّذَنه روح الْفُدْس وَلَوْسَآء أله دمحل الزن 
من بَعَدِهِم من بَعَد مَاجاء نهم الْبِيسَتُ ولك ناختلنوأ 


0# - 


ضوع ع 


مه ولوس أهمَاأفتَعَوا 


و 1 ريد () © 


إن الحق سبحانه وتعالى يشير إلى الرسل بقوله 3 ك الرسل ؛ وه الرسل ٠»‏ هى 
جمع لمفرد هو د رسول ه . والرسول هوالمكلف بالرسالة . والرسالة هى الجملة من 
الكلام التى تحمل معنى إلى هدف . ومادام الرسل جماعة فلإذا لم يقل إلحق ٠‏ هؤلاء 





.2402.7 2 202+© 04ج 
الرسل ؛ وقال « تلك الرسل » ؟ ذلك ليدلك القرآن الكريم على أن الرسل مهما 
اختلقوا فهم مرسلون من قبل إله واحد وبمنيج واحد . وكا عرفنا من قبل ان 
الإشارة ب« تلك ؛ هى إشارة لأمر بعيد . فعندما نشير إلى لىء قريب فإننا نقول : 
ذا »ء وعندما نستخدم صيغة الإشارة مع الخطاب نقول : ٠‏ ذاك » . وعندما نشير 
إلى مؤنث فنقول : «ت» وعندما شير إلى خطاب مؤنث نقول ؛ «دتيك » . 
ود« اللام ٠‏ كا عرفنا هنا للبعد أو للمتزلة العالية , 


إذن ققوله الحق : « تلك الرسل » هو إشارة إلى الرسل الذين يَعْلَمُهُم سيدنا محمد 
عليه الصلاة والسلام . أو الرسل الذين تقدموا فى السياق الفرآنى . والسياق القرآق 
الذى تقدم تحدث عن مومى عليه السلام . وعن عينى عليه السلام » وتكلم 
السياق عن أولى العزم من الرسل . 


إن أردث الترتيب القرآن هنا . فهو يشير إلى الذى تقدم فى هذه السورة . وإن 
أردت ترتيب النزؤل تكون الإشارة: إلى من عَلِمَهُ الرسول من الرسل السابقين . 
والمناسبة هنا أن الحق قد خختم الآية السابقة بقوله هناك : « وإنك لمن المرسلين «. 
ولما كانت و وإنك لمن المرسلين » تفيد بعضيته صل الله عليه وسلم لكلية عامة . كانه 
يقول : إياكم أن تظنوا أنهم ماداموا قد اتفقوا فى أنبم مرسلون أو أهم رسل الله . 
أخهم أيضا متساوون ف المنزلة. لا . بل كل واحد منهم له منزلته العامة فى الفضليّة 
والخاصة فى التفضيل . إنهم جميعا رسل من عند الله . ولكن الحق يعطى كل واحد 
منهم منزلة خاضة فى التفضيل . 

فلما كان تقول الله : « وإنك لمن المرسلين » يؤكد لنا أن سيدنا رسول الله صلى الله 
عليه وسلم من بين الرسل فلا تأخذ هذا الآمر على أساس أن كل الرسل متساوون فى 
المكانة » ونقول إنهم متمائلون فى الفضل . لا . إن الله. قد فضل بعضهم على 

وماهو التفضيل ؟ 

إن التفضيل هو أن تأق للغير وتعطيه ميزة » وعندما تعطى له مزية عمن سواه قد 
ست 


حوحه 2020020 02529202249 ااا اك 


يقول لك إنسان ما ه هذه محاباة » . لذلك ثقول لمن يقول ذلك : الزم الدقة ٠‏ 
ولتعرف أن التفضيل هو إيثار الغير بمزية بدافع الحكمة . أما المحاباة فهى إيتار الغير 
بمزية بدافع الموى والشهوة . فمثلا إذا أردنا أن تمختار أاحذا من ألناس لصب كبين, 
فنحن نختار عددا من الشخصيات التى بمكن أن تنطبق عليهم المواضفات ونقول : : 
« هذا يصلح . وهذا يصلح . ركذا رشاع ارراهذا كرات من 1ك رمكلا 
فإن نظرنا إليهم وقيمناهم بدافع الحكمة والكفاءة فهذا هو التفضيل . ولكن إن 
اخترنا واحدا لأنه قريب أو 5 أو غير ذلك قهذ! هو الموتى والمحاباة . 


إن التفضيل هو أن تؤثر وتعطى مزية ولكن لحكمة . وأما المحاباة فهى أن تؤثر 
وتعطى مزية . ولكن هوى فى نفسك . فمثلا هب أنك اشتريت قاربا بخاريا وركبته 
أنت وابنك الضغير . ومعك مائق القارب البيخارى . وأراد ابنك الصغير أن يسوق 
القارب البخارى . وجلس مكان السائق وأخذ يسوق . ولكن جاءت أمواج عالية 
واضطرب البحر فنيضت أنت فرعا وأخذت الولد وأمرت السائق أن يتولل 
القيادة ٠.‏ وهنا فد يصرخ الولد . فهل هذه مخاياة منك للسائق؟ لا فلو كانت محاباة 
لكانت لابنك . لكنك ل قد ائرت السائق لحكمة تعرفها وهى أنه أعلم بالقيادة 
من الولد الصغير . إذن إذا نظرت إلى حيثية الإيثار وحيثية التمييز لحكمة فهذا هو 
التفضيل . ولكن فى المحاباة يكرت الهرى هو الحاكم . 


وكل أعيال الحق سبحانه وتعالى تصدر عن خكمة ؛ لأنه سيحأنه ليس له هوق 
ولا شهوة . فكلنا حنيعا بالسبة إليه سواء . إذن هو سبحانة حين يعطى مزية أو 
يعطى خيرا أو: يعطى فضلية . يكون القصد فبها إلى حكمة ما . 


وحيننما قال الحق : « وإنك لمن المرسلين ٠‏ جاء بعذها بالقول الكريم : « تلك 
الرسل فضلنا بعضهم على بعض ٠‏ وأعطانا تماذج التفضيل فقال : « منهم من كلم 
الله ه. وساعة تسمع «منهم من كلم الله » يأنى فى الذهن مباشرة موسى عليه 
السلام ء وإلا فالله. جل وعلا قد كلم الملائكة . 


وبعد ذلك يقول الحى : ٠‏ ورفع بعضهم درجات » . ثم قال : ٠‏ وآتينا عيسى ابن 





7١252‏ +2 و ججح 6 بوص جوج ججمحخحبصةسس 
مريم البينات » إنه سبحانه قد حدد أولا موسى عليه السلام بالوصف الغالب فقال : 
« كلم ألله » وكذلك حدد سيدنا عيسى علية السلام بأنه قد وهبه الآيات اليتاتك:: 
وبين موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام قال الحق ٠‏ ورفع بعضهم درجات » 
والخطاب فى الآيات لمحمد عليه الصلاة والسلام . إذن ففيه كلام عن الغير لمخاطب 
هو محمد صلى الله عليه وسلم . 


وساعة يأق التشخيص بالاسم أو بالوصف الغالب . فقد حدد المراد بالقضية , 
ولكن ساعة أن ياق بالوصف ويترك لفطنة السامع أن يرد الوصف إلى صاحبه فكأنه 
من المفهوم أنه لا ينطبق قوله : « ورفعتا بعضهم درجات + بحق إلا على محمد صل 
الله عليه وسلم وحده . وجاء بها سبحائه فى الوسط بين موسى عليه السلام وعيسى 
عليه السلام . مع أن الرسول صل الله عليه وسلم لم يأت فى الوسط ء وإنما جاء آخر 
الأنبياء . ولكنك تجد أن منبجه صل الله عليه وسلم هو الوسط . فاليهودية قد 
أسرفت فى المادية بلا روحانية . والتصرانية قد أسرفت فى الروحانية بلا ماذية » 
والعالم يحتاج إلى وسطية بين المادية والروحية . فجاء محمد صل الله عليه وسلم . 
فكأن محمدا صل الله عليه وسلم قطب الميزان فى قضية الوجود , 


وإذا أردنا أن نعرف مناطات التفضيل . فإننا نجد رسولا يرسله الله إلى قريته مثل 
سيدنا لوط مثلا . وهناك رسول محدود الرسالة أو عمر رسالته محدود . ولَكِنْ هناك 
رسول واحد قيل له.: أنت مرسل للإنس والجن . ولكل من يوجد من الإنس والجن 


إلى أن تقوم الساعة إنه هو محمد صل الله عليه وسلم , 


فإذا كان التفضيل هو تحال العمل فهو لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم . وإذا 
نظرنا إلى المعجزات التى أنزها الله لرسله ليثبتوا للناس صدق بلاغهم عن ربهم ١‏ 
نجد أن كل المعجزات. فد جاءت معجزات كونية . أى معجزات مادية حسية الذى 
يراها يؤمن بها » فالذى رأى عصا موسى وهى تضرب البحر فانفلق . هذه معجزة 
مادية آمن بها قوم مومبى . والذى رأى عليسى عليه السلام يبرىء الأكمه والأبرص 
فقد شهد المعجزة المادية وآمن بها. ولكن هل لهذه المعجزات الآن وجود غير الخير 
عنها ؟ لا ليس ها وجود . 


للسسسببيبيب بييسسيبيي _ حببببيببببببيب يب ا سس يح 


0006 مداه 

لكن محمد صل الله عليه وسلم حينما يشاء الله أن بانيه بالمعجزة لا يا له بمعجزة 
فن جنس المحسات”" التى تحدث مرة وتنتهى ٠١‏ إنه سبحانه قد بعث محمد! صل الله 
عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة . فرسالته غير محدودة . ولابد أن تكون معجزته صل 
الله عليه وسلم غير محسة وإنما تكون معقولة : لآن العقل هو القدر المشترك عند الجميع . 
لذلك كانت معجزته القرآن . ويستطيع كل وإحد الأن أن يقول : محمد رسول الله وتلك 
معجزته , 

إن معجزة رسولنا صلى الله عليه وسلم هى واقع مخسوس . وى مناط التطبيق 
للمنبج نجد أن الرسل ما جاءوا ليشرعوا . إثما كانوا ينقلون الأحكام عن الله » 
وليس .هم أن يشرعوا . أما الرسول محمد صل الله عليه وسلم فهو الرسول الوحيد 
الذى قال الله له : 

« رماش ارول عَعْدُووَماتتكعنه قانئيوا » 

رس الابة ا سورة الحشر) 

فهو صلى الله عليه وسلم قد اختصه'الله بالتشريع أيضا ء أليست هذه مزية ؟ إن 
لمراد من المنبج السهاوى هو وضع القوانين التى تحكم حركة الحياة فى الخلافة فى 
الأرض . وتلك القوانين نوعان : نوع جاء من الله ٠‏ وى هذا نجد أن كل الرسل 
فيه سواء . ولكنْ هناك نوع ثانٍ من القوانين فوض الله فيه رسول الله صل الله عليه 
وسلم أن يضع من التشريع ليلائم مايرى . وهذا تفضيل للرسول صل الله عليه 
د" 0 


إذن حين يقول الله تعالى : ٠‏ ورفع بعضهم درجات ٠ه‏ فهذا لا ينطبق إلا على 
المثل ‏ ولله المثل الأعلى ‏ أنت أعطيت لولدك قلها عاديا ٠‏ ولولدك الثانى قلم! مرتفع 
القيمة . ولولدك الثالث ساعة . أما الولد الرابع فاشتريت له هدية غالية جداء ثم 
تأق للأولاد وتقول هم : أنا اشتريت لفلان قلما جاقا » ولفلان قلم حبر . واشتريت 
لفلان ماعة . وبعضهم اشتريت له هدية ثميئة . ف د بعضهم » هذا قد عرف بأنه 
الابن الرابع الذى لم تذكر اسمه . فيكون قد تعين وتحدد . 





. لما بأن رسول الله 6 كانت له معبجزاء:. حسية كييرة انظر كناب : الفرقان . . . لابن نيمية‎ - ١ 


سس 7 مس 222277777 ل 


تزه النتتق 
حي صمححه*تص م595 5465 5465 


« تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض هنهم من كلم الله » وحين تقول كلم الله 
إياك أن تغفل عن قضية كلية تحكم كل وصف لله يوجد فى البشر . فأنا أتكلم والله 
يتكلم ٠.‏ لكن أكلامه سحانه مثل كلامى ؟ إن كنت تعتقد أن وجودق مثل وجوده 
فاجعل كلامى ككلامه . وإن كان وجودى ليس كوجوده فكيف يكون كلامى 
ككلامه ؟ 


ربما يقول أحد: إن الكلام صوت وأحبال صوتية وغير ذلكء نقول نه: لا أنت 
لا تأخل ما يخص الله سبحانه إلا فى إطار «ليس كمشله شىء؟ ونحن نتأخذ كل 
وصف يرد عن الله بواسطة الله ولا نضع وصفا من عندتاء وبعد ذلك لا تقارنه 
بوصف للبشر. فلله حياة ولك حياة. لكن أحياة أى منا كحياته سبحانه ؟ لا» إن 
حياته ذائية؛ وحياة كل منا موهوبة مسلوبة: فليست مثل حياته 


وعندما يقوب احقى 
د 
ع سم مومه 


رمرة لضام ةمس اعوم]مام 1 الو فراعم 22 دو 
ع لله الى لق السموات والارض وما نما فى ستة ايار ثم أستوئ على العرش 
دم فت انيه 22 يمد د +9 5 / 
مان من دونوء من وي ولَاسْفيج أفلا نت زو 30 © 


( سورة السدة) 


فهل جلوس الحق كجلوس الخلق؟ أو هل يكون كرسى الخالق ككرسى 
المخلوق؟ طبعا لا. وتحن المؤمنين ناخذ كل صفة عن الله فى نطاق التنزيه: 
سبحان الله وليس كمغله شىء: فليس امستواء الله مثل استسواء البشسرء وليس 
جلوس الحق مثل جلوس الإنسان. 

ونضرب هذا المثل ‏ ولله المثل الأعلى من سبل ومن بعد هب أن صاحبا لك 
دعاك لشأكل عنده ثم دعاك أحد كبراء القوم لتأكل عنده؛ لابد أنك تجد الطعام 
منفاوتا فى جودته وأصنافه بين كل مائدة من موائد من دعوك: فإذا كان البشر 
أنفسهم تتفاوت بينهم الأمور الوصفية تبعا مقاماتهم وقدراتهم وإمكاناتهم؛ فإذا ما 
ترقيت بالصفة إلى خالق كل الأشياء أيقنت أنه سبحانه منزه عن كل من سواه؛ 
وليس كمثله شىء. 


سس ب _بإبإسهاا-بهبه ياهب ويبيسبسبباببب!ببببسسب بيب 0ك 


حمص مص ص مص صوص حم حميصه وباره 
إذن « كلم الله » تعنى أنه أعلم رسوله بأى وسيلة من وسائل الإعلام . ؛ منهم من * 
كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس »« 
والحق سبحانه وتعالى يؤكد دائها فى الكلام عن سيدنا عيسى - أن عيسى أبن مريم 
مؤيد بروح القدس + لان المسائل التى تعرض لها سيدنا عيسى تتطلب أن تكون 
روح القدس دائيا معه 0 ولذلك يقول الحق سبحاته عله : 


عواعء ل معوسنم 2 35 معو ور اير يوم ةورع دس 
1 ] : 
171 


# 
لسلنم على .يوم ولدت ويوم آموت ويوم ابعث حيا 2 # 


( مررة ريم ) 
ففى الميلاد سيدنا عيسى تعرض لمشكلة ؛ لأنه ولد على غير طريقة ميلاد الناس . 
واتهمت فيها أمه . وجاء القرآن فنزهها . وبرأها . ووضع الأمر فى تصابه الحق . 
وأيضا ف هوته عندما أرادوا أن يقتلوم , 


وحين ننظر إلى الرسل نجد أن مقتضى أن برسل الله رسلا إلى العام هو أنه سبحانه 
قد خلق الخلق غير مكرهين على فعل . ولا مسخرين كيا تسخر بقية الاجناس فى 
الكون . ودونه مباشرة الحيوان الذى ينقص عنه العقل . وبعد الحيوان يأق جنس 
النبات الذى ينقص عنه الحس والحركة . وبعد ذلك الجاد الذى ينقص عن 
النبات . تلك هى أجناس الوجود . والإنسان هو سيد هذه الأجناس . والسيادة 
جاءث له من ناحية أن الأجناس كلها مسخرة لخدمته لا بالاختيار . ولكن بالقهر 
والقسر . 


' فالشمس لم تح مرة لتقول : لم يعد الخلق يعجبونتى لذلك لن أشرق هم اليوم . 

ولا اممواء امتنع عن أن يبب . ولا المطر امتنع عن أن ينزل . ولا الأرض امتنعت عن. 
أن تعطى النبات عناصر غذائه . إن الإنسان يركب الدابة ويسيرها كا يحب وكا 
يريد . لااشىء يتأى أبذا على الإنسان . وأنت أيها الإنسان الجنس الوحيد الذى 
وهبك الله الاختيار لتيارس مهمتك فى الوجزد . فإن شئت فعلت كذا . وإن شثت لم 
تفعل كذا . : 


ولكن الله لم يدعك هكذا على إطلاقك ٠‏ بل إِنْ فيه أمورأ تضير برغم أنفك وأنت 
حت ير 


رعس اا بصمصصيييح يت مورحصتصتصيحت 
مسخر فيها , لا تستطيع ‏ مثلا ‏ أن تتحكم فى يوم ميلادك . ولافى يوم وفاتك » 
ولا فيا ينزل عليك من الأحداث الخارجة عغنك . ولا فيها يدور من الحركة ىن 
5 


ونعرف أنه سبحانه وتعالى قهر أجناساً على أن تكون كا يريد . وكبا يحب ٠‏ وتلك 
صفة القدرة ؛ لأن صفة القهر تفيد السيطرة . فإذا هاترك جئسا يختار أن يؤمن » 
ويختار ألا يؤمن . وإن آمن يختار أن يطيع ويختار أن يعصى . فهذه تثبت المحبوبية لله 
سبحانه وتعالى لمن اختار وآثر طاعة الله على المعصية , 


ومين ميرك أن التهر خف الترالي تكن لا جتنيس القلبي . فأنت تستطيع أن 
تهدد إنسائا بمسدس وتقول له-: « اسجد لى » فيسجد لك » لكنك لا تستطيع أن 
تقول له - وهو تحت التهديد أحبتى ٠ ٠‏ فالحق سيحاثة وتعالي يترك لنا الايمان 
بالاختيار , ويترك لنا الطاعة والمعصية اختياراً ليعلم من يأتيه حباً ومن يأنيه قهرا . 


وإلغااكله يأق لله قهرا . وأنت أيبا الإنسان فى ذاتك أشياء أنت مقهور فيها . 
ومن هنا ثبت لبتت لله تعالى القدرة ٠‏ وبقى أن تك تثبت.له االحب .. والعبد الصالح هو الذى 
يطيعه عن تنيع ولجن . قد:سبى لا #31غموينا. قاذ عرراقة الل االامن - وقلنا إن 
إنسانا عنده خادمان واحد اسمه سعد والآخر اسمه سعيد . سعد قيذه صاحبه بحبل 
وير قائلا - ٠‏ ياسعدء فهل لعد ألا يجىء ؟ لا . لكن صاحب العبدين ترك 
لسعيد الحرية ٠‏ وعندما يناديه فهو يأتيه . 


إذن ء أببيا يحبه . الذى جاء بابل أم الذى جاء بالمحبة ؟ إذن . فمن كرامة 
الانسان أن يثبت لله صفة المحبة إن آمن بالله ؛ لأنه سبجانه وتعالى لوشاء أن ييدى 
الناس جميعا ما استطاع أى واحد منهم أن يكفر به . ولوشاء أن يكون مطاعا دائ) 
ما استطاع واحد أن يعصيه أبدا '. ولذلك قلنا : إن إبليس كان عالما حينها قال أمام 
الله تعالى : 

م م ف أعاعالء عون 6خ 

طقل نمزب لاي بينج » 

زمن الآبة 7م سورة صن ) 





9329429224 22+02 إل أ م 


أقسم الشيطان لله يعزته سبحانه عن خلقه. وكأنه قال : أنت يارب لوكنت 
تحتاج عبادك فأنا ل استطيع أن آخذهم . ولكن لانك عزيز عليهم . إن أرادوا أن 
يؤمنوا آهنوا . وإن أرادوا ألا يؤمنوا لم يؤمنوا ؛ فهذا هو المدخل الذى سأدخل عنه . 
ولذلك استنتى الشيطان بعضا من العباد لأنه لن يستطيع أن يجد لوسوسته لديم 
مدخلا : 
3 ع ع ل سل ارس وم 
« إلا عبَادلك م المخلصَ وج 4 
( سورة هن ) 
أى إن الذى يريد الله أن يستخلصه لنفسه فلن يستطيع الشيطان أن يقترب منة . 
أوضح الحق ذلك حين جاء على لسان إبليس فى القرآن : 
9 َال فبِعَرَكَ َ لَأعْ وينم مين جه إلا عبادل منمالمُخلصينَ جه © 
( سررة صص) 
إذن لو أراد الله أن نكون طائعين جميعا . أيستطيع واحد أن يعصى ؟ لا يستطيع . 
ولو أرادنا مؤمنين جميعا . أيستطيع واحد أن يكفر ؟ لا يستطيع . إنما شاء الله تعالى 
لبعض الأمور والأفعال أن .يتركها لاختيارك ؛ لآنه يريد أن يعرف من الذى يأتيه طوعا 
وليظل العبد بين الخوف والرجاء ؛ ولذلك يقول الرسول ضل الله عليه وسلم : ( لو 
يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد . ولو يعلم الكافر ما عند الله 
من الرحمة ما قنظ من جنته أحد)0 , 


وهذا فإن مطلوب الارتفاع الإيمان ٠‏ والارتفاع اليقينى أن تحب ابته لذات الله , 
وهو سبحاله يجرى عليك من الأحداث مايناء . وتظل تحبه فياهى الله بك الملائكة 
فتقول الملائكة : يارب يحبك لنعمتك عليه فيقول لحم : وأسلب نعمتى ولايزال 
يحبنى » ويسلب الحق النعمة لكن العبد لايزال يحب الله . فهو يحب الله ولا يحب 
نعمته لأنه سيحانه ذات تحب لذاتها بصرف النظر عن أنه يعظينا النعم . 


3 رول عسلم ست عن ان هريرف: 





اق 
١.‏ 099922959209522 

إذن الحق سبحانه وتعالى قد آرسل الرسل يحملون منهج الله لمن يريد أن يعلن 
حبه لله ء وأن يكون خليفة فى الأرض بحق ٠‏ وأن يصلح فى الكون ولا يفنسده . 
ونعرف أن الإصلاح له مرئيتان : أن تترك الصالح بطبيعشه فلا تفسده ٠‏ أو أن تزيد 
الصالح صلاحا . فلا تأتى على عين الماء التى تتدفق للناس وتردمها » ولكنك 
تتركها على صلاحها إن لم تستطع أن تزيدها إصلاحاً . وقد تستطيع أن نزيد عين 
الماء صلاحاً ؛ فبدلة من أن يذهب الناس متعبين إلى العين ويحملون منها الماء » قد 
تصنع لهم مضخة عالية لها حزان ترفع إليه الماء وتمد ١‏ المواسير » وتوصل المياه إلى 
منازلهم . فأنت بذلك تزيد الامر الصالح صلاحا . وهذه خلافة وعمارة فى 
الوجوذ. فإن لم تستطع أن تزيد الصالح صلاحاً فجنبنا شر إفسادك . ودع الحال كما 
هى عليه ٠‏ واقعد كما انت عالة فى الكون . 

ولو أن الإنسان كان منصغا فى الكون لسأل نفسه : مَنْ الذى اهتدى إلى صتاعة 
الرغيف الذى ناكله الآن ؟ وسيعرف أنه قد أنحذ تجارب الناس من أول آدم حتى 
وصل إلى صتاعة هذا الرغيف ٠‏ فهناك إنسان ررع القمح .٠‏ وناك إنسان آخر هداء 
الله أن يطحن هذا القمح : وهو شيبيفانه هدى الإنسان أن يصنع متخلا ليفصل 
الدقيق عن النخالة . ثم هداء أن يعجن الذقيق حنى يجد له طعماً أفضل . ولا 
شك أنه ترك مرة قطعة من العجين ثم شّغل عنها بأى شاغل أو بأى سنبب ثم رجع 
لها مرة أخرى فوجدها متخمرة ٠‏ فلما خصبزها خرج له العيش افضل طعما . إنه 
سبحانه قدر فهدى ٠‏ وإلا كيف تأتى هذه التجربة الطويلة ؟ 

ومثال آثخر : إن الإنسان حين ينظف ثوبه » لو آنه استعرضص اعمال من سبقوه 
فى هذا الموضوع منذ آدم ٠‏ لعلم أن كل واحد سبقه فى الوجود أعطاه مرحلة من 
النفعية إلى أن وصل للغسالة الكهربائية التى تغسل له بدون تعب . كل هذه الاشياء 
جاءت له بهدايات من الله . 

وقد قلت مرة : لماذا طبخث الناس « الكوسة ؛ ولم تطبخ 8 الخيار ؛ ؟ إن هدم 
دليل على أن هناك تجارب كثيرة مرث على الإنسان حتى يميز طعم الكوسة المطبوخة 
عن الخيار » وكذلك طبخ الناس الملوخية ولم يطبخوا التعناع » مع أن النعناع احسن 





4 


حصوصهص؟+ح حو نح وح ت وحصت وت ااه 


منها » حدث ذلك ؛ لان هناك تجارب وصلتنا بأن التعناع لا يُستساغ طعمه 
مطبوخا . 


وأنت لو نظرت إلى أى شىء تستفيد به اليوم ٠‏ وقدرت الأعمال التى تداولته من 
يوم أن وجد , ستجد أن .الحق قد قدر لكل إنسان عملا ويجالاً ٠‏ وظل يخدمك 
انت . ومادمت قد مُدمتَ بهؤلاء الناس كلهم من أول آدم وحتى اليوم ٠‏ فلا بد أن 
تنظر لترى ماذا ستقدم لمن يأن من بعدك . فلا تكن كسولا فى الحياة ؛ تأخذ خير 
غيرك كله فى الوجود . وبعد ذلك لا تعطى أى شىء . بل لا بد أن يكون لك 
عطاء . فكها أخذت من ينتك لا بد أن تعطى هذه البيكة » ولو لم يوجد هذا لا 
ارتفت الحياة 0 لأن معنى ارتقاء الحياة أن إنسانا أخذ خيرة من سبقوه ٠‏ وحاول أن 
بريذا علزياك اي ان ياغخل اكير اثمرة واقل تهره:. 


فلو قدر الناصس جهد الإنسان الذى ابتكر ه العجلة » مثلا التى تسير عليها السيارة 
لكان عليهم أن يستغفروا الله له بمقدار ما أراحهم . فبعد إن كان الإنسان يحمل على 
اكتافه فصارى ما يحمل . وفْر عليه مْن اخترع هذا أن يحمل ويتعب ء وجعله يحمل 
أكبر كمية وينقلها بأقل مجهود . , 


إذن لا بد أن تنظر إلى النعم التى تستفيد بها الآن وترى كم مرحلة مرت بها . 
وهل صنمها الناس هكذا أم تعبوا وكدوا واجتهدوا منذ بدء الوجود على الأرض ٠‏ 
وعرف الإنسان جيلا بعد جيل كيفية تطوير تلك الأشياء . وقد يحدث خطأ فى مرحلة 
معينة فيبدأ الإصلاح أو التحسن وهكذا . فأنت عندما تجد أن العام قدم لك كل 
هذه النتجات . لا بد أن تسأل نفك : ما الذى ستقدمه أنت هذا العالم » وبذلك 
تظل الحلقة الإنسانية مرتقية ومتصلة . 


وق سبحانه وتعالى يرسل الرسل ويضع المتيج : «افعل كذاء ودلا تفعل 
كذا » . حتى تستقيم حياة الناس على الارض ء لكن الناس غلبت عليهم الغفلة عن 
أمر المنيج ؛ ولذلك تظهر ل الوجود فسادات بقدر الْعْفْلة » وعندما يزداد الفساد 
يبعث الحق سبحانه رسولا جديدا يذكرهم بالمنبج مرة أخرى . وعندما يأق الرسول 





000 
و3 النكة 
١٠١١٠١‏ حووح ه22 030 0-40-0400 
يؤمن به بعض من الناس ويحاربون معه . وينتصر الرسول وتستقر مبادىء الله فى 
الارض . ثم تمر فترة وتأق الغفلة فيحدث الخلاف . فهناك أناس يتمسكون بمتيج 
الله ٠‏ وأناس بقرطون فى هذا المنبج ١‏ وبحدث الخلاف وتقوم المعازك . 


ولو كان الحق سبحانه وتعالى يريد الكون بلا معارك بين حق وباطل لمعل الحق 

مسيطرا سيطرة تسخير. لكن الله تعالى أعطانا تمكيتاء وأعطانا اختبارا؛ لذلك نجد 

من ينشأ مؤمناء ومن ينشأ كافرا نجد الطائع» ونجد العاصىء هذا فريقء» وهذا فريق. 

وإياك أن تفهم أن وجود الكافرين فى الأرضء أو وجود العصاة فى الكون دليل 

على أنهم غير داخلين فى حوزة الله. لا . بل إن الله تعالى هو الذى أعطاهم هذا 

الاختيار: ولو شاء الله أن يجعل الناس أمة واحدة لما استطاع إنسان أن يخرج على 

عراد الله. 

وفى الآية التى نحن بصددها جاء الح بأولى العزم من الرسل: سيدنا موسى 
عليه السلام» ورسول الله صلى الله عليه وسلم» وسيدنا عيسى عليه السلام وبعد 
ذلك يقول سبحانه: ١‏ 


« ولو شاء الله ما افْتل الذين من بَعدهم مَن بَعْد ما جَاءَتهُم ابت ولدكن اخْمَلفُرا 
فمنهم من عامن ومنهم من كفر ولو شاء الما الوا دكن الله يفعْلَ م يريد 4 


( من الآبة 1١89‏ سررة البقرة ) 


إذن ما الذى جعل الئاس تقتتل فيما بينها؟ إنه الاختلاف بين الناسء تقد اختلفوا 
فاقتتلوا. لكن ألا يمكن أن يكونوا قد اختلفوا ولم يشتتلوا؟ إن ذلك لو حدث لكان 
إجماعا على الفساد. والحق سبحانه لا يريد أن يحدث هذا الإجماع على الفساد. فإن 
٠‏ لم يسيطر الخيسر على أمور البشر فلا أقل من أن يظل عنصر الخير موجوداء وبأتى 
واحد ليجد عنصر اقير وينميه. 





ول التق 
+2 02+22 وجوج ص وحصوص محههه برل [ع 


إن الحق سبحانه لا يمحو فى أزمنة الباطل معلم الخير والأفعال الحسنة ٠‏ بل 
يستبقى ‏ سبحانه ‏ معالم الخير والأفعال الحسنة ليذهب إليها أى إنسان يريد الخير. 
وقد يكون الخبر ضعيفا . ولكن الله لا يمحوه ؛ لأنه يعطى به دفعة جديدة لمؤمنين 
جدد يرفعون راية الحق . وإن بدأوا ضعفاء . ولذلك نجد الرسول الكريم صل الله 
عليه وسلم يقول : ( لولا عباد لله ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم 


العذاب صبا:0© . 


إن الرسول صلى الله عليه وسلم يتبهنا الا ننظر إلى الضعفاء على أنهم عالة وأننا 
أقوياء لمجرد أنهم يعيشون فى أكنافنا . بل قد يكونون سياج لطف ورحمة كيا فى 
الحديث السابق , 


إن الله سبحانه وتعالى رفع عنا العذاب من أجل وجود الضعفاء بيننا . لآن فى 
الضعاف يوجد شىء من الخير. ولتظل فى الوجود خلية من الخبر حتى إذا ما أراد 
الوجود إن يفيق إلى الرشد فإنه سيجد من الخير ما يرشده , إذن لولا الاقتتال لعم 
الفساد ٠‏ وانتهت المسألة . لكن الناس اختلفت فمنهم من أمن . ومنهم من كفرء 
٠‏ ولو شاء الله ما اقتتلوا » أى لظلوا على منهج واحد من الكفر أو من الفساد . لكن 
الله يفعل ما يريد . وق الافتتال ‏ كيا نعرف _ هناك تضجيات بالنفس . وتضحيات 
من اجل ان تظل القيم السماوية على الأرض . 


وتفتضى التضحية إما أن يبود الإنسان بنفسه وإما أن يبود بماله » ولذلك فمن 
المناسب هنا أن نتكلم عن النفقة وهى الجود بالمال . وخاصة أنه فى الزمن القديم كان 
المقاتل هو الذى يجهز عدة قتاله : فرسنه . رمحه , سيفة . سهامه . لذلك فهو يحتاج 
]لاق ويتكلم الحق عن هذه المسألة لآن الأمر بصدد استيقاء خخلية الإيمان 
المصورة فى المنيج السماوى الذى جاء به الرسل ؛ ليظل هذا المنيج فى الأرض حتى 
يغىء إليه الناس إن صدمهم الشر أو صدمهم الباطل فيقول ؛ 





, رواة الطبراي فى الكبير والببهقى فى المنئن الكبرى‎ )١( 


ا 0 


: س 4 م2 اع مويه 4 ء 0 اا 
< يَتأبها ألَذِسَء اموأ أَنْفِهُوأ مِنَارَرْفتَكُمٍ مْكبْلٍأن 
0 1 
سرع سس ء قذي سرء وو ع سن خ ير ” كه 2ع 0 
ياب ملا بيع فِيهِوٌلَا خزَهوَلا شفعة والكفرون 
شي © #ه 


5 


. ونحن نعرف أن كل نداء من الحق يبدأ بقوله تعالى : و ياأيها الذين آمنوا » إنما 
يدل على أن ماياق من بعد هذا القول هو تكليف لمن آمن بالله . وليس تكليفا 
للناس على إطلاقهم ؛ لأن الله لا يكلف من كفر به ١‏ إنما يكلف الله من آمن به , 
ومن اجتاز ذلك وأصبح فى اليقين الإيمان فهر أهل لمخاطبة الله له ء فكانه يجد فى 
القول الربان نداء يقول له : يا من آمن ب إلا حكيها قادرا مشرعا لك . أنا أريد منك 
أن تفعل هذا الأمر 1 


إذن الإيمان بالله هو حيثية كلل حكم . فأنت تفعل ذلك اذا ؟ لا تقل:لآن حكمته 
كذا وكذا . لا . ولكن قللآن الله الذى آمنت به أمرن بهذه الأفعال . سواء فهمت 
الحكمة منها أو لم تفهمها . بل ربما كان إقبالك على أمر أمرك الله به وانت لا تفهم له 
حكمة أشد فى الإيمان من تنفيذك لأمر تعرف حكمته . 


ولو أن إنسانا قال له الطبيب : إن الخمر التى تشربها تفسد كبدك وتعمل فيك كذا 
وكذا . وبعد ذلك امتنع عن الخمرء صحيح أن امتناعه عن الخمر صادف طاعة 
له . لكن هل هو امتنع لان الله قال ؟ لا لم بمتنع لآن الله قال . ولكنه امتنع لآن 
الطبيب قال فإيمانه بالطبيب أكثر من إيمانه برب الطبيب . أما المزمن فيقول : أنا 
لا أشرب الخمر ؛ لأن الله قد حرمها . وماذا أنتظر حتى يقول لى الطبيب : إن كبدك 
سيضيع بسيب الخمرء فالرحمة هى ألا بجىء الداء . 


إن الحق يقول : « يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم » أى انا لا أطلب منكم 





اذاه 

حوه 2242© جوت وحوح 0 اناك 
أن تنفقوا على ء ولكن أنفقوا من رزقى عليكم ؛ لأن الرزق يأق من حركة 
الإنسان » وحركة اللإنسان تحتاج طاقة تتحرك فى شىء أو مادة ؛ وهذه الحركة تن 
بعل ترتيب فكر » وهذا الفكر رتبه من خبلقه . واللجوارح التى تنفعل . واليد التى 
تتحرك ؛ والرّجل التى تمشى خخلقها الله . والمادة التى تفعل بها محلوقة لله خذ 
الزارع نموذجا . نجد أن الأرض التى فيها العناصر مخلوقة لله ؛ إذن فالإنسان يعمل 
بالعقل الذى خلقه الله » ويخطط بالجوارح التى خخلقها الله لتأق له بالطاقة التى يعمل 
بها فى المادة التى خخلقها الله لتعطى للإتسان خيرها . . فاى شىء للإنسان إذن ؟ 


ربع كلك إن اسيل الاتبان ميس ماعل تورسيييك يقرا « إنه لى » بل 
أمنحه لك أيها الع 0 أي حقى فيه 3 وحقى لن آخذه لى لى ولكن هرو 
لأخيك المسكين . والحق يقوا 


اياي سيا يطعمون 29 4 
(: سورة الذاريات )» 
وإياك أن تقول : وما دخلى أنا بالمسكين ؟ عليك أن تعلم أن المسكنة 
عَرْض . والعرض من الممكن أن يلحق بك أنت . فلا ُقدّر أنك مغطٍ دائها » ولكن 
قدر أنك ريما حدث لك ما يجعلك تاخذ لآ أنْ تعطى . الحق يقول لك:أعط المسكين 
وأنت غنى + لأنه سبحانه سيقول للناس:أن يعطوك وأتت فقير . فقذّر حكم الله 
ساعة يُطلب منك . ليحميك ساعة أن يُطلب لك . وبذلك تتوازن المآألة . 


ومع أنه سبحانه هو الذى يرزق . فهو يريد متكم أبها العباد أن تتعاونوا وأن يحب 
بعضكم بعضا ء حتى تمحى الضفائن من قلوبكم ؛ لآن الإنسان الضعيف ‏ ضعفا 
طبيعيا وليس ضعف التسول أو الكسل أو الاحتراف . بل ضعف عدم القدرة على 
العمل هو مسئولية المؤمنين » فسبحانه وتعالى يجعل القوق مسثولا أن يساعدك 


وأنت اضعيك.. 


وأنت حين ترى-ؤائك ضعيف لا تقدر- الأقوياء الذين قدروا م ةا 
وذكروك بما عندهم . عندئذ تعلم أنك ف بيئة متساندة تحب لك الخيرء فإن رأيت 


ه١١‏ ممح صمح صوص وحوح صوص حصح و0 
نعمة تنالك إن عجزت فأنت لا تحسدها أبداً . ولا تحقد على معطيها » بل تتمنى من 
حلاوة وقعها فى نفسك ‏ لأا جاءنك عن حاجة ‏ تتمنى لو أن الله قدرك لتردها , 
فيكون المجتمع. مجتمعا متكافلا متضامنا . 


فحين يقول الله تعالى : « أنفقوا ما رزقناكم » فأنتم لا تتبرعون لذات الله بل 
تنفقون ما رزفكم : ومن فضل الله عليكم أنه احترم أثر عملكم ونسبه لكم حتى وإن 
احتاج أخوك . فهو سبحانه يقول : 


عه 77 . ممم # 3 
0 من ذَا لذ يِفْرضُ الله رسا د يِصَْعفه, لم أَضْعَاقًا مكيرة له ير 


اال الى عار م 
وسقاط ِلَب ترْجَعونَ وه 4 
: ( سورة البقرة ) 
إن الح سبحانه قد اعتبر النفقة فى سبيل الله هى فرض من العبد للرب الخالق 

الوهاب: لكل رزق . وحتى نفهم معنى النفقة أقول : قد قلنا من قبل : إن الكلمة 
مأخوذة من مادة « النون والفاء والقاف » . ويقال:نفقت السوق أى انتهت بسرعة 
وتم تبادل البضائع فيها بالأثيان المقررة ها » ونحن نعرف أن التجارة تعنى مقايضة 
بين سلع وأثان . والسلعة هى مايستفاد بها مباشرة . والثمن مالا يستفاد به 
مباشرة , 


فعندما تكون جائعا أيغنيك أن يكون عندك جبل من ذهب ؟ إن هذا الجخبل من 
الذهب أنت لا تستفيد منه عباشرة . أما فائدتك من رغيف الخبز فهى استفادة 
مباشرة 3 وكذلك كوب الماء الممتلىء ٠‏ تستفيد ينه مباشرة ٠‏ والملابس التى ترتديها 
أنت تستفيد منها مباشرة . إذن فالذى يستفاد منه مباشرة اسمه سلعة. والذى 
لا يستفاد منه مباشرة نسميه ثمئأ . ولذلك يقول لنا الحق إنذارا وتحذيرا من الاعتزاز 


بالمال : 
04-7 م ٠‏ 5 ممودر ار ص ابي مره ممه ع ل ع و ممم 
فإ يتامم لين +منواأنفأ ما رقم من بل أن يل هوم لايع في ولا خلة ولا 
4 


م ملق سيرورس ‏ #3 ب ا 7# 2 


شَمْعَة والدكتفروت هُمْ طبرن هه © وسور ايقرة) 





حمعحص صصح ص مص وح حمق صمحو ااه 
إن الحتي سيحانه ينبهنا أن ننفق من رزقه لنا من قبل أن يأ اليوم الاخر الذى 
لا بيع فيه ؛ أى لا مجال فيه لاستبدال أثيان بسلع أو العكس . وأيضا لا يكون فى 
هذا اليوم : ملة » . ومعتى « نخلة » هى الود الخالض » وهى العلاقة التى تقوم بين 
اثنين فيصير كل منههم| موصولا بالآخر بالمحبة ؛ لأن كلا منكما منفصل عن الآخرء 
وإن ربطت بينكما العاطفة وى الآخرة سيكون كل إنسان مشغولا بأمر نفسه . 


إن اليوم الآخر ليس فيه بيع ولا شراء ولا فيه خملة ولا شفاعة . وهذه هى المافذ 
التى يمكن للإنسان أن يستند عليها . فأنت لا تملك ثمنا تشترى به ء ولا يملك غيرك 
سلعة فى الآخرة . إذن فهذا الباب قد سد . وكذلك لا يوجد خلة أو شفاعة . 
والشفاعة هذه مأذون فيها . إن كانت ممن أذن له الله أن يشفع فهى فى يد الله ع 
ومعنى « شفيع ٠‏ مأخوذة من الشفع والوتر . الوتر واحد والشفع اثنان » فكأن 
الشفيع يضم صوته لصوق لنقضى هذه الحاجة عند فلان . فيتشفع الإنسان بإنسان 
له جاه عند المشفوع عنده حتى ينفذ له ما يطلب . ولكن هذه الوسائل فى الآخرة غير 
موجودة . فلا بيع ولا خملة ولا شفاعة ؛ فانتم إذا أنفقتم اتقيتم ذلك اليوم » فانتهزوا 
الفرصة من قبل أن يأق يرم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة . 


وهذه هئ أبواب النجاة المظنونة عند البشر التى تُغْلق فى هذا اليوم العظيم . وكان 
الحق سبحانه وتعالى يقول : أنا لم أفوت فرصة على خلقى ؛ تخلقى هم الذين ظلموا 
أنفسهم ووقفوا أنفهم هذا الموقف . فأنا لم أظلمهم . لذلك يذيل الحق الآية 
بقوله : « والكافرون هم الظالموت » . 


ويعد أن تكلم الله سبحانه وتعالى عن الرسل . وعن الاختلاف + وعن القتال 
لتثبيت منيج الحق . وعن الإنفاق . يوضح لنا التصور الإيمانى الصحيح الذى فى 
ضوئه جاءت كل هذه المسائل . فقد جاء موكب الرسالات كلها من أجل هذا المنهج 
ققال سبحانه : 





صحج 1 حموح وح 005954 


ف ]م ل لاهو اللو تحدم يسكةولا و" 
مايق وتوا رض مَن ذَاالذِى يَْهَععِندَه: 
ادكه ماب أدبو وَمَاعلَمهُح ولا يلون 
كن وِمَنْعِلْ دإِلَامَا شَء وميه ألسَموت 


رمحعة 


رهج ع سس كا ملل لع 2 وعد ور ور م 11 : 
والارض ولا وده .حفظهما وهوالعىالعظيم جه 


ونقف بالتأمل الآن عند قوله الحق : « الله لا إله إلا هو . إن كلمة ٠‏ الله » ههى 
عَلَمُ على واجب الوجود . وعندما نقول : « الله » فإن الذهن ينصرف إلى الذات 
الواجبة الوجود . 


ما معني و واجبة الوجود ؛ ؟ إن الوجود قسبان : قسم واجباء وقسم ممكن . 
والقسم الواجب هو الضرورى الذى بيجب أن يكون موجودا » والحق سبحانه وتعالى 
حين أعلمنا باسمه « الله ٠‏ أعطاناً فكرة على أن كلمة « الله » هذه يتجدى بها 
سبحانة ‏ أن يُسمى بها سواه . ولو كنا جميعا مؤمنين لكان احترامنا لهذا 
التحدى نايعا من الايمان . ولكنْ هناك كافرون بالله ومتمردون وملحدون 
يقولون : : الله خرافة ». ومع ذلك هل يجرؤ واحد من هؤلاء أن يسمى نفسه 
« الله م ؟ 

لم يفعل أحد هذا ؛ لان. الله تحدى بذلك . فلم يرو واحد أن يدخل فى هذه 
التجربة . وعدم جرأة الكفار والملاحدة فى أن يدخلوا فى هذه التجربة ذليل على أن 
كفرهم غير وطيد فى نفوسهم ء فلو كان كفرهم صحيحا لقالوا : ستسمى وثرى 
مايحدث . ولكن هذا لم يحدث .. 


إذن و الله » علم واجب الوجود المتصف بكل صفات الكهال . وبعد ذلك جاء 





صمحص بحص صمح حموحص صوص حصن بإزر ا رص 

بالقضية الاساسية وهى قوله تعالى : ولا إله إلا هوه وهنا نجد النفى ونجد 
الإثبات » النفى فى «لا إله ». والإثبات فى و إلا هوه . والنفى تخلية والإثبات 
تحلية . خلى سبحانه نفسه من وجود الشريك له ثم أثبت لنا وحدانيته . ودلا إله 
إلا هوء أى لا معبود بحق إلا الله . ونعرف أن بعضا من البشر فى فترات الغفلة قد 
عبدوا أصاما وعبدوا الكواكب . ولكن هل كانت آألحة بحق أم بباطل ؟ لقد كانت 
آهة بباطل . ودليل صدق هذه القضية التى هى ولا إله إلا الله »ء» أى لا معبود 
إلا الله أن أحدا من تلك الألحة لم يعترض على صدق هذه القضية . إذن قهذا الكلام 
هو حق وصدق , 


وإن ادعى أحد غير ذلك . نقول له : إن الله قد أخبرنا أنه لا معبود بحق غيره ؛ 
لأنه هو الذى نلق وهو الذى رزق . وقال:أنا الذى خلقت . إن كان هذا الكلام 
صحيحا فهو صادق فيه . فلا تعبد إلا هو . وإن كان هذا الكلام غير صحيح ٠‏ وأن 
أحدا غيره هو الذى خلى هذا الكون فاين هذا الأحد الذى خلق . ثم ترك من لم 
يخلق ليأخذ الكون,منه ويقول : « أنا الذى خلق الكون » ؟ إنه أمر من اثنين : الأمر 
الأول : هو أنه ليس هناك إله غيره . فالقضية ‏ إذن ‏ متتهية . والأمر الآخر : هو 
أنه لو كان هناك آهة أخرى . وبعد ذلك جاء واحد وقال : ٠‏ أنا الإله وليس هناك إله 
إلا أناء . فاين هذه الآهة الأخرى؟ ألم تعلم بهذه الحكاية ؟ 


إن كانوا لم يعلموا مها » فهم لا يصلحون أن يكونوا آة » وإن كانوا قد علموا 
فلماذا لم يقولوا : لا. نحن الآلحة . وهذا الكلام كذب ؟ وكيا بعث الله رسلا 
بمعجزات كان عليهم أن يبعثوا رسولا بمعجزات . فصاحب الدعوة إذا ادّعاها ولم 
يوجد معارض له . تثبت الدعوى إلى أن يوجد منازع . 


إذن كلمة ٠‏ لا إله إلا الله » معها دليل الصدق ؛ لأنه إما أن يكون هذا الكلام 
حقا وصدقا فتنتهى المسألة . وإن لم يكن حقا فين الإله الذى خخلق والذى يجب أن 
يُعبد بعد أن سمع من جاء ليأخذ منه هذه إلقضية ؟ وبعد ذلك لا نسمع له حسا 
ولا حركة » ولا يتكلم . ولا نعلم عنهة شيثا » فيا هو شأنه ؟ إما أنه لم يعلم 
فلا يصلح أن يكون إلا ؛ لأنه لوكان قد علم ول يرد فليست له قوة . ولذلك ربنا 





9:222+22 22459992542225 دحوو‎ ١٠ ١٠٠١ج‎ 


سبحانه. يأق بهذه القضية من ناحية أخرى فيقول : 


© قل لوكانَ مَعَرٍ اح اررة ذا لاسكا إل ذى الْعرش سيلا 2 
روم عظ رصم م اممة 
محللة , وتعلن عن يفون علو كبا © » 
( سورة الإسراء ) 
فلوكان عد ثلك الآلمة المزغومة'مظاهر قزة:لذهبوا إق الله اضبيحانة وتغالق وأنكروا 
ألوهيته 0 ولو كان هناك إله غير الله لحدثت معركة بين الآلهة » ولكن هذا لم يحدث : 
فالكلمة « لا إله إلا الله » صدق ف ذاتها حتى عئد.من ينكرها . والدليل فيها هو عدم 
وجود المنازع هذه الدعوى ؛ لاأنه إن لم يوجد منازع فقد ثبت أنه سبحانه لا إله 
إلا الله . وإن وجد المنازع نقول : أين هو؟ 


وأضرب هذا المثل ‏ ولله المثل الأعلى ‏ هب أننا فى اجتماع . وبعد ذلك وجدنا 
حافظة نقود + فعرضناها على الموجودين . فلم 'نجد لا صاحبا , ثم جاء واحد كان 
معنا وخرج ء وقال : يا قوم بينا كنت أجلس معكم ضاعت حافظة نقودى . ولا لم 
يدعها واحد منا لنفسه فهى إذن حافظته هو. 


إذن ولا إله إلا الله » هى. قضية تمتىء. بالصدق والحق . والله هو المعبود الذى 
يُتوَجّه إلية بالعبادة . والعبادة هى الطاعة . فمعنى عابد أى طائع . وكل طاعة 
تقنضى أمرا وتقتضى نيا . ومادامت العبادة تقتضى أمرا وتقتضى نيا ٠‏ فلا بد أن 
يكون المأمور والمنهى صالحا أن يفعل وضالحا آل يفعل.. فغندما نقول له : اقغل كذا 
كمتيج إيمان . فهر صالح لثلا يفعل . وعندما تقول له : لا تفعل فهو صالح لأن 
يفعل . وإلا لولم يكن صا حا آلا يفعل أيقول له ه افعل » ؟ لا . لا يقول له ذلك . 
ولو كان صالحا ألا يفعل أيقول له «لاتفعل ٠؟‏ إن ذلك غير ممكن 


إذن لا بد ان يكون صالحا لهذه وتلك وإلا لكان الأمر والبى عبثا ولا طائل من 
ورائهها . لذلك عندما أرادوا أن يقصروا الإسلام فى العبادات الطقسية التى هى 
شهادة .لا إله إلا الله . وأن محمداً رسول الله . والصلاة .. والصوم ٠‏ والزكاة . 





حمحصبيص0ت هبو:5 1١12520‏ © 
والحج ؛ ٠‏ قالوا : هل هذا هو كل الإسلام ٠‏ وقالوا : إنه دين يعتمد عل المظاهر 
فقطء قلنا هم : لا. إن الإسلام هو كل حركة فى الحياة تناسب خلافة الإنسان فى 
الآرض ؛ لآن الله يقول فى كتابه الكريم : 


م-4>ة 


ان الأرض واستعمر زُ فيا ب# 


وس الاية اكام سورة هود) 


« واستعمركم فيها: أى طلب منكم أن تعمروها . فكل حركة فى الحياة تؤدق إلى 
عار الأرض فهى من العبادة » فلا تأخذ العيادة على أنها صوم وصلاة فقط ؛ لأن 
الصوم والصلاة وغيرهما هى الأركان التى ستقوم عليها حركة الحياة التى سَيبنى عليها 
الإسلام فلو جعلت الإجلوم هو هذه الأركان فقط لجعلت الإسلام أساسا بدذون 
مبنى ٠‏ فهذه هى الأركان التى يُبنى عليها الاسلام . قإذن الاسلام هو كل مأ يئناسب 
خلافة الإنسان فى الأرضص يبيين ذلك ويؤكده قول الله تعالى : 


« هرانا ْم الأرض وَاستمم ركذ فيا # 
زمن الاية 5١‏ من سررة هرد) 

ويخرج إلينا أناس يقولون : نحن ليس لنا إلا أن نعبد ولا تعمل . ونقول لأى 
منهم : كم تاخذ الصلاة منك فى اليوم ؟ ساعة مثلا . والزكاة كم تأخدٍ منك فى العام 
يوما واحدا فى العام ؟ والصوم كم يأخذ منك من وقت ؟ نهار أيام شهر واحد . 
وفريضة الحج أتاخذ منك أكثر من رحلة واحبدة فى عمرك ؟ فبالله عليك ماذا تفعل فى 
الباقى من عمرك من بعد ذلك وهو كثير؟ إنك لا تخد أكثر من ساعة فى اليوم 
للصلاة . ولا تأخذ اكثر من يوم فى السنة لاخراج الزكاة؛وتقضى شهرا فى السنة تصوم 
نجاره . وتحج مرة واحدة فى عمرك . فياذا تفعل فى بقية الزمان . ستأكل وتلبس ٠‏ 
ستطلب رغيف الخبز للطعام فمن الذى سيصنعه لك ؟ إن هذا الرغيف يمر بمراحل 
حتى يصير لقمة تأكلها . ويحتاج إلى أكثر من علم وأكثر من حركة وأكثر من طاقة . 


إن المحل الذى يبيعه فقط ولا يخبزه يحتاج إلى واجهة من زجاج أو غيره , 'ولا بد 
أن يعمل فيه من يذهب بعربته إلى المخبز ليحمل الخبز » وينقله إلى المحل ويبيعه ٠‏ 








وإذا نظرت إلى الفرن فسوف تجد مراحل عدة من تسليم وتسلم للدقيق » ثم إلى 
العجين , وإلى النار التى توقد بالمازوت . ويقوم بذلك عيبال يحتاجون لمن يخطط 
همء وقبل ذلك كان الدقيق جرد حبوب ٠‏ وتم طحنها لتصير دقيقا , وهناك 
مهندسون يديرون الماكينات التى تطحن . ويعملون على صيانتها » وبغد ذلك 
الأرض التى نبت فيها القمح وكيف تم حزثها » وتميئتها للزراعة » وريهاء 
وتسميدها ٠‏ وزرعها » وحصدهاء وكيف كُرِس القشر والسنابل ع وكيف تتم 
تذريته من بعد ذلك » لفصل الحبوب عن التبن . وتعبئة الحبوب . إلى غير ذلك ؟ 


انظر كم من الجهد اخذ رغيف الخبز الذى تأكله . وكم من الطاقات وكم رجال, 
للعمل ؛ فكيف تستسيغ لنفسك أن يصنعوه لك . وأنت فقط جالس لتصلى 
وتصوم ؟ لاء إياك إن تاخذ عمل غيرك دون جهد منك . 


مثال آخر . انت تلبس جلبابا . كم أخذ هذا الجلباب من غزل ونسج وخيط ؟ 
إذن فلا تقعد ٠»‏ وتنتفع بحركة المتحرك فى الحياة » وتقول؛أنا لوق للعبادة فقط . 
فليبست هذه هى العبادة ٠‏ ولكن العبادة هى أن تطيع الله فى كل ما أمر . وأن تنتهى 
عن كل مانمى فى إطار قوله تعالى : دهو أنشأكم من الأرضن وامتعمركم فيها؛ إن 
كل عمل يعتير عبادة . وإلا ستكون ٠‏ تنبلا » فى الوجود . والإيمان الحن يقتفى منك 
أن تنتفع بعملك ولا تعتمد على عمل غيرك . 


إن الحق سبحانه وتعالى قد استخلفنا فى الأرض من أجل أن نعمرها . ومن حسن 
العباذة أن نتقن كل عمل وبذلك لا نقيم أركان الإسلام فقط . ولكن نقيم الأركان 
والبنيان معا . وتكون قد آديئا مسئولية الإيمان .: وطابق كل فعل من أفعالنا قولنا: 
دلا إله إلا الله 


ولقد عرفنا أن كلمة « الله ؛ هى عَلم عل واجب الوجود . وهى الاسم الذى 
اختاره الله لنفسه وأعلمنا به . ولله أسياء كثيرة كما روى فى الحديث عن رسول الله 
صل الله عليه وسلم جين سأل الله بكل اسم هو له أنزله ف كتابه أو علمه أحذا من 
خلقه - أى خصه به أو استأثر به فى علم الغيب عنده . فلا تظنن أن أسماء الله عى 


س7٠7س7ملعس‏ ب باب ساسج لاسي 


تنالب 
بحوج 61٠15900335:‏ 


كلها هده الأسماء التى تعرفها 5 ولكن هذه الأاسماء هى التى أذن الله سبحانه وتعالى 
بأن نعلمها . 


ومن الجائز . أو من لفظ الحديث نعلم أن الله قد يُعلّمِ بعضا من خلقه أسياء له ء 
ويستاثر لنفسه: بأسياء سنعرفها يوم القيامة حين تلقاه . وحين نتكلم عن الأسهاء 
الآخرى نجد أنها ملحوظ فيها الصفة » ولكنها صارت أسماء لأنها الصفة الغالبة . 
فإذا قيل :« قادر » نجد أننا نستخدم هذه الكلمة لوصف واحد من البشر . ولكن 
« القادر» إذا أطلق اتنصرف إلى القادر الأعلى وهو الله . وكذلك « السميع ؛ . 
وه اللصير: . وو العليم .٠‏ 


إننا نجد أن بعضا من أسهاء الله سيحانه وتعالى له مقابل . ومن أسياء الله الحسى 

ما لاتجد له مقابلا . فإذا قيل ‏ المحبى » تجد « المميت » . وه المعز » تهد و المذل » ء 
لأنبا صفة يظهر أثرها فى الخيرء فهو ميت لغيره . ومعرّ لغيره . ومذل لغيره . لكن 
الصفة إن لم يوجد لها مقابل نسميها صفة ذات . فهو« حى ٠‏ ولا نأى بالمقابل إئما 
ومح ه » نأق بالمقابل وهو ه المميت » » فهذه اسمها صغة فعل . فصفات الفعل 
يتصفف عبا وبمقابلها لاما فى الغير. لكن صفة الذات لايتمف إلاها. 


وحينم) قال الحق : الله » فهو سبحانه يريد أن يعطينا بعض تجليات الله فى 
أسيائه . فقال : « الله لا إله إلا هوه ليحقق لنا صفة التوحيد . ويجب أن نعلم أن 

دإلا » هنا ليست أداة اسخناء » لانها لوكانت أداة اسناء فكانك تنفى أن توجد آهة 
ويكون الله من ضمن هذه الآلحة التى نفيتها وذلك غير صحيح:وإنما المراد أنه لا آلحة 
أبدأ غير الله فهو واحد لا شريك له . وأنه لا معبود بحق إلا هو فكلمة « إلآ ٠‏ ليست 
للاستئثناء وإنما غى بممعنى غير. أى لا إله غير الله . 


وقد عرقنا أن .هذه القضبة معها دليلها . وإلا فلو كان هناك إله آخر لقال لنا:إنه 
موجود . لكن لا إله إلا هو سبحانه أيلغنا « الله لا إله إلا هوء . وأعجبنى ما قاله 
الدكتور عبدالوهاب عزام رحمة الله عليه - وكان متأثرا بالذشاعر الباكستان 
« إقبال ه ء كان للشاغر إقال شىء اسمه « المثانى » . أى أن يقول بيتين من الشعر فى 





0 


عون البق 
455 :)0242353302 صق 


معنى . وبيتين من الشعر فى معنى , وكان يغلب عل شعر إقبال الفلسفة الإسلامية 
والفكر الإسلامى . وقد تأثر الدكتور عبدالوهاب عزام بشعر إقبال فجعل له مثا 
أيضا يناظر فيها « إقبال» .. فيقول : 


إنما التوحيد إيجاب وسلب ففيهم) للنفس عزم ومضاء 


وقوله : « إنما التوحيد إبجاب وسلب » هو قول متأثر بالقضية الكهربية . فيقول : 
إنما التوحيد إيجاب وسلب فيهما للنفس عزم ومضاء . فأنت عندما تقول : 
ولا إله». فولاء للنغى . وعندما تكمل قولك:: إلا الله » ف ١‏ إلا ؛ للإثيات » 
ويكيمل الدكتور عزام قوله : لا وإلااقوة قاهرة . فهما فى القلب قطبا الكهرباء 
كأن الكهرباء تأق بانك تسلب وتوجب . #الإيجاب فى و إلا ه والسلب فى دلا» . 
ومادام فيه إيجاب وسلب . إذن ففيه شرارة كهرباء . 


و الله لا إله إلا هو الحَنّ القيوم «. ووالحى ٠‏ هو أول ضفة يجب أن تكون لذلك 
الإله . لآن القدرة بعد الحياة . والعلم بعد الحياة . فكل صفة لابد أن تاق بعدها فى 
الذكر وإلا فليست صفة من صفات الله أسبق من صفة ولا متقدمة عليها فكلها قديمة 
لا أول ها . فلو كان غدماً فكيف تاق الصفات على العدم ؟. وكلمة و حي » عندما 
ومو 1 : ماهو الحى ؟. إن العلاضقة اقذ إختاروا'ق, تفتيرنها فمئهم من 
ها : الحىّ هو الذى يكون على صفة تجمله مُذْرِكاً إن وجذ ما يُذْرَك . 


كأن الفيلسوف الذى قال ذلك : يعنى بالحياة حياتنا نحن » وما دوننا كأنه ليس فيه 
إدراك . ونقول لصاحب هذا الرأى : لا . إن أردت الحياة بالمعنى الواسع الدقيق 
فلا بد أن تقول : الحياة عى أن يكون الثىء على الصفة التى تبقى صلاحيته لمهمتة . 
هذا هوما يجب أن يكون عليه التعريف . ف و الح » : هو الذى يكون على صفة 
تُبقى له صلاحيته لمهمته ؛ مثال ذلك النباتء مادمت هده يتمؤ؛ إذن قفيه حياة 
تبقى له صلاحية مهمته . فلو قُطمْ لانتهت الصلاحية . ومثل الإنسان عندما يموت 
تنتهى صلاحيته لمهمته . والعناصر الجامدة عندما تأق مع بعضها تتفاعل » هذا 
التفاعل فرع وجود الحياة , لكنها حياة مناسبة لها وليست مثل حياتنا . 





أنت مثلا ترى « الزلط » الناعم الأملس ٠‏ تجده على مقدار واحد ؟ لاء إن 
أشكاله مختلفة » وهذا دليل على أن هناك مراحل للحجر الواحد منها » ولو استمرت 
. تلك الأحجار فى بيئتها الطبيعية'فلاشك أن هذه الكبيرة تتفتت يوما وتصير صغيرة ثم 
تكبر مرة أخرى . لكن الإنسان حين يستخدم هذه الحجارة ليضعها على سبيل المثال 
بين القضبان التى تسير عليها القطارات فهذه الأحجار تكون فد خرجت من بيثتها . 
ومن حكمة الله أنه لا يوجد شىء تنتهى جدواه أبدأ . بل هو سبحانه يببىء لكل 
شىء مهمة أخرى . 


إذن فكل كائن يكون على صفة تُبقى له صلاحيته لمهمة : وتكون له حياة مناسبة 
لتلك المهمة . نحن لا نأق بهذا الكلام من غندنا ٠‏ ولكننا ناق هذا الكلام لأننا نقرأ 
القرآن بإمعان وتدبر . ونقول : ماذا يقابل الحياة فى القرآن ؟ إنه اهلاك بدليل أن الله 
قال : 


٠‏ سعمواممم #62اعوم ميوت جء- مو ءاعوم 
« يبلك من هلك عن بدئة ويحين من حى عن بين ب 
(من الآية 47 سورة الأنفال ) 
إذن فالحياة مقابلة للهلاك . وه الحن ٠‏ غير هالك . والحالك لا يكون حيا , 
ويقول تعالى فى الآخرة : 
عد: م - 17 عاو 
.كل تَىْء الك إلا وَجهَه # 
(من الآية 8م سورة القتصص ) 
ومعتى ذلك أن كل الأجناس من أعلاها إلى أدناها » سواء الإنسانء أو 
الملائكة . أو الحيوان أو النبات ؛ كلها ستكون هالكة » ومادام كل ثىء سيهلك يوم 
القيامة فكأنه لم يكن هالكاً قبل ذلك . وله حياة مناسبة له الك اهار فيا : 
وستدخل فى افلاك يوم القيامة ؟ . إذن فهى قبل ذلك غير هالكة . لكئنا نحن البشر 
لا نفطن إلى ذلك ونفهم الحياة فقط على أنها الحس والحركة الظاهرة . مع أن العلياء 
قد أثبتوا أنه حتى الذرة فيها دوران » ولها حياة . وأنت عندما تنظر بالمجهر على ورقة 
٠‏ من النبات » وترى مابها من خضر وخلايا » وتشاهد العمليات التى تحدث بها » 
وتقول : هذه حياة أرقى من حياتنا. وأدق متها . 





1:5 محص جص و محص 0حهوو حوحصحمصه 
إذن فكل شىء له حياة . وإياك أن تظن أنك أنت الذى تبلكها . فعندما تأق 
بحجر وتدقه أو تضعه فى الفرن لتصنع الجير ؛ إياك أن تقول:إنك أذهبت من 
الأحجار الحياة المناسبة لا . أنت فقط قد حولت مهمتها من حجر صلب . وصارت 
ها مهمة أخرى . فالمسائل تتسلسل إلى أن يصير لكل شئء فى الوجود حياة تناسب 


المهمة التى يصلح الا . 


اوانظر إلى مهمة الحق . ما شكلها ؟ إنها الحياة الغليا. وهو الحى الاعل وحى 
لا تسلب منه الحياة ». لان أحدا لم يعطه الحياة . بل حياته سبحائه ذاتية » فهذا هو 
الحى غل إطلاقه . 


إذن فالحى على إطلاقه هو الله والحق سبحانه وتعالى قال : ١‏ الله لا إله إلا هو الحى » 
وأثر صفة هذه موجود فى كل الصفات الأخرى فقال : ٠‏ القيوم » . والقيوم هو صفة مبالغة 
فى قائم . ومثلها قولنا : ٠‏ الله غفور » لكن ألا يوجد غافر ؟ يوجد غافر . لكن ٠‏ غفور» 
هى صفة مبالغة , 


وقد يقول قائل : عل صفات الله فيها صفة فوية وأخرى ضعيفة ؟. تقول : لا . 
فصفات الله لا يصح أن توصف بالضعف أو بالقوة . صفات الله نظام واأحد . وحتى 
نفهم ذلك فلنضرب هذ! المثل وله المثل الأعلى - نحن نقول : كلنا نأكل كى 
نستبقى حياتنا . فكل واجد مناه آكل » . لكن عدما نقول : فلان أكول . فمعنى 
ذلك أنه أخذ صفة الأكل التى كلنا شركة فيها وزاد فيها فنقول عليه:« أكَال » أو 
«أكول». 


من أى ناحية تأق هذه الزيادة ؟ قد تأق الزيادة من أنك تأكل فى العادة رغيفا , 
وهو يأكل رغيفين أو ثلاثة'. إذن فالحدث له فى الأكل أثر كبير . فنقول عليه : 
أكول . وقد يأكل معك رغيها فى الوجبة الواحدة » لكنه يأكل حمس وجبات بدلا من 
ثلاث وجبات ؛ فيكون أيضا أكولا . إذن ف« أكول» إما مبالغة فى الحدث نفسه 
وإما بتكرار الحدث . 


وتحن ننظر إلى صفات الله ونقول:إنها لا تحتمل القرة والضعف ق ذات الحدث » 





صمح نح وحصت وحص تن بح حو صوصن داه 
إغا فى تكررها بالنسبة للمخلوقين جميعاً . فالله غافر هذا . وغافر لذاك » وغافر لكل 
عاض يتوب ٠‏ إذن فالحدث ب رء فيكون غفوراً » ود غفاراء .. وهذا مايحل لنا 
الاشكال فى كثبر من الأمور. فعندما يقول سبحانه : 

« رارك بط للتبيد 4 

00 
من الآية 47 سورة فصلت )» 
فتحن هنا نجد قضية لغرية تقول : إنك إذا جئت يصيغة المالغة » وأثيتها » 

تكون الصيغة الأخرى الأقل منها ثابتة بالضرورة . مثال ذلك عندما نقول : فلات 
. ٠علام؛‏ أو «عالمه. فدمت أثبت له الصفة القرية ؛ تكون الصفة. الضعيفة 
موجودة . لكن إذا نفيت الصفة البالخ فيها قد تكون الصفة الأخرى موجودة ٠‏ فهر 
ليس « علامة » لكنه قد يكون «علاما» أو و عالما » ؛ فإذا قلت : فلان و علامة » 
فقد اثبت له الآدن الاح أنيقوة وعلاما» ووعالماء . لكن إذا نفيت عنه 
وعلامةي انتفى عنه الباقى ؟ لاء إذن فنفى الأكثر لا ينفى الأقل . 


ء 

لكن إذا أثبت الأكثر ثبت الاقل . وإذا نفيت الاكثر فلن ينتفى الأقل . فإذا 
قلت : الله ليس بظلام للعبيد . نقيت الأكثر . صحيح أنة غير مبالغ فى الظلم ٠‏ 
فهل يمكن أن يكون ظالاً؟ على حسب ما قلنا : إذا نفينا الأكثر لا يتتفى الأقل 
نقول : لا . لاننا هنا يجب أن نأخذ التقضية الأولى فى أن المبالغة فى الحدث والمبالغة 
فى الفعل تأى مرة فى ذات الحدث ٠‏ ومرة فى تكرار الحدث , والحق سبحانه لو أراد 
أن يظلم هذا ويظلم هذا » فقد تكرر الحدث ؛ فيكون معاذ الله - ظلاماً . ولذلك 
م يقل : بظلآم للعبد » بل قال : بظلام للعبيد . 


فعندما يظلم كل هؤلاء يكون ظلاماً . ولذلك نفاها سبحانه وقال : « وما ربك 


والحق هنا يقول : « قيوم » وهذه صفة مبالغة من قائم » فالاصل فيها : القائم 
على أمر بيته . والقائم على أمر رعيته ٠‏ والقائم على أمر المدرسة ٠‏ والقائم على أمر 


سس سيب ميب يبس سه 


0 


١5‏ محص صمت بحص حصحعمححمحصمحه 


هذه الإدارة . ومعنى قائم على أمرها : أنه متولى شئونها . فكأن القيام هو مظهر 
الإشراف . فنحن لا نقول : ١‏ قاعد على إدارتها ٠‏ . وعندما نقول ١‏ قيوم » فمعناها 
أنه أوسع فى القيام . كيف جاء هذا الاتساع ؟. لآن القائم قد يكون قائياً بغيره , 
لكن حين يكون فائما بذاته . وغيره يستمد قيامه منه . فهو قائم على كل نفس وهو 


محانه القائل : 
اعسم. عم مماة نرم 9 اب اعم 0 4 ع لعمة عد 
امن هر قاب عل كل اسبث: وجعاوا قد شركاء قل #عرهر أم تنسهونه, 
عام مولعم 1 مع عد 1 دو عه 2 1 
يما لايع ف الأرض 2 بل زين للذين كفروا مك 
”7 
ا 


وشبكرا عن ألْبِيلٍ و لي ومن يطلا بولاقاة اعجرم 


( سورة الرعد) 

إن المشركين قد بلغوا السفه فى جحودهم فجعلوا لله شر كاء فى الغبادة.. فهل 

يستطيع أحد أن يبلغ تلك المرتبة العالية ٠‏ مرتبة تحلى العالم والقيام على كل أمر فيه . 

صغر أو كير؟. إنه الحافظ المراقب لكل نفس . العالم بكل ما خفى وظهر . وهذه 

الأوثان لا نضر ولا تنفع » فكيف تتوهمون يا من أش, ركتم باه له ندا . إن الحق مزه 

عن ذلك بقيامه على كل نفس وكلى الخلق . لكن أهل الضلال أغواهم ضلاهم فلم 
يعد شم هاد بعد الله . 


إن الحق سبحانه قائم بذاته . وقائم على غيره . والغير إن كان قائ! إنما يستمد منه 
القيام . فلابد أن يكون ٠‏ قيوما ٠‏ . ومن قيومته أنه و لا تأخذه سنة ولا توم ٠ ٠‏ وقيل 
فى كتب العلم : إن قوم بنى إسرائيل سألوا موسى عليه السلام : أينام ربنا؟. 


فأوحجى الله إليه : أن ات بزجاجتين وضعهها فى يد إنان . ودعه إلى أن ينام , 
ثم انظر الجواب ‏ فلها فلما وضع فى يده الزجاجين ونام . انكسرت الزجاجتان فقال : 
هو كذلك . هو قائم على أمر السياء اء والأرض ؛ ولو كانت تأخذه سنة أو نوم 

لتحطمت الدنيا . 


:وهو تاه ولاتاخذه سنة ولا نوم .. وه السنة » هى أول مايأق من 
سي سس سس يي ب يبيب سس سس 


71 
جوووحج+2 214592 2220:2246 117و 


ّ 


النعاس ؛ أى النوم الخفيف. فالواحد منا يكون جالساً ثم يغفو. لكك النوم هو ه السبات" 
العميق » ١‏ فلما قال : « لا تأخذه سنة » قألوا : إنه يتغلب على النوم الخفيف لكن ١‏ 
هل يقدر على مقاومة النوم العميق ؟. فقال الحق عن نفسه : ٠لا‏ تأخذه سنة 
ولا نوم » . وعرفنا أن السنة هى : النعاس الذى يأ فى أول النوم . ومظهرها يبدو 
أولاً فى العين وفى الجفن . فعندما يذهب إنسان فى النوم ٠‏ فإن اثر ذلك يظهر فى 
عينيه » ولذلك يقولون : إن العين هى الجارحة التى يمكن أن تعرف بها أحوال 
الإنسان ٠‏ وقد اكتشفوا فى عصرنا الحديث أن الشرايين لاعكن أن يعرقوا حالتها 
بالضبط إلا.من العين . فالفتور الذى يأن فى العين أولا هو الئئة أو مقدمات النوم 
ونسميه : النعاس . 


ولا تاخذه سنة ولا نوم ه أتريدون تطميناً من إله للألوه . ومن معبود لعاند . ومن 
خالق لمخلوق أكثر من أنه يقول للعابد المخلوق : ٠‏ ثم أنث ملء جفونك ٠‏ 
واسترح ؛ لأن ربك لا ينام ». ماذا تريد أكثر من هذا؟ هو سبحائه يعلم أنه 
خلقك . وأنك تحتاج إلى النوم ٠‏ وأثناء نومك فهناك أجهزة قى جسمك تعمل . (إذا 
نمت وقف قليك ؟ أإذا غمت انقطع نفسك ؟ أإذا نمت وقفت معدتك من حركتها 
الدودية التى يضم ؟ إإذا نمت توقفت أمعاؤك عن امتصاص المادة الغذائية ؟ لا . بل 
كل شىء فى دولابك يقوم بعملة . .فمن الذى يُشرف على هذه العمليات لو كان ربك 
نائها ؟ 

إذن فأنت تنام وهو لا ينام . وبألله هل هذه غبودية تذلنا أو تعرّنا © انها أعبودية 
تعرنا-؟ فالذى نعيده يقول : ناموا انتم 0 لأننى لا تأخذن سنة ولا نوم , وإياك أن 
مكاي ان اا ا اس م 0 
مافى السموات والأرض له. فلا شىء ولا أحد يخرج عن قدرته . ولذلك يقول 
الحق : ولة“اماى. السموات زمافى الأرض 6". 


ويتابع سبحانه بقوله : ٠‏ من ذا الذى بشفع عنذه إلا بإذنه » إنه سبحاته وتعالى 
يوضح : أنا أعطيتك الراحة فى الدنيا. وحين الكافر جعلته بتنعم بنعمى ١‏ ولم * 
أجعل الأسباب تضن عليه ٠‏ وأعطيته عادام قد اجتهد فى تلك الأسباب مما يدل على 
أنق: ليتن علد محاياة » قلت للأسباب : يا أسباب من سنك ياعذك ولو كان 





099222203392229 24226 ١ 1١ 
كافرا بى . لكنه سيق يوم القيامة وليس للكافر إلا العذاب , لأنه مادام قد عمل فى‎ 
فإياكم أن نظنوا كا قالوا 3 دهؤلاء شفعاؤنا‎ ٠ الدنيا وأحن غملا فقد أذ جزاءه‎ 
: عند الله »» وجاء فيهم قول الحق‎ 
ممءولاع م م سس مزرؤر 2ى بس س مرخ .ى مس2 ل( م م_ل2 له‎ 
يصون ين دون لهل بضرهم ولا بتفعهم يفون م ولاو شفعكو:‎ 


2 انمد عو يه مان مووع قوم سل ممع بم 


أ قل | تنبعون لله عما لا بعل فى ألَمنوت زلافى الأرض سبحلنه, وتعلٍ 
ما بثْركونَ جيه » 
( سورة يونس ) 

إن هؤلاء الذين افتروا على الله بالشرك به . واتخذوا أصناما باطلة لا تضرهم 
٠‏ ولا تنفعهم . يقولون عن هذه الأصنام : إنها تشفع هم عند الله فى الآخرة . ويامر 
الحق سبحانه رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يبلغ المشركين : قل لهم 
يا محمد : هل مخمرون أبله بشريك لا يعلم الله له وجودا ق السموات ولاق 
الأرض ٠‏ وهو الخالوة لكل مانى السموات والأرض ومنزه سبحانه عن أن يكون له 
شريك فى الملك.. 


لقد أرادوا أن يلوا بقضية التوحيد ويجعلوا لله شركاء ويقولوا : إن هؤلاء الشركاء 
هم الذين سيشفعون لنا عند الله . فيفول الحق سبحانه : إن الشفاعة لا يمكن أن 
تكون عندى إلا لمن أذنت له أن يشفع . إن الشفاعة ليست حقا لأحد . ولكنها عطاء 
من الله . لذلك يقول : «من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذله » . 


ويقول الحق : « يعلم ما بين أيدبهم وما خلقهم » . ساعة يتعرض العلياء إلى : 
مابين أيديهم وما خلفهم ٠‏ يشرحون لنا أن ما بين اليدين أى ما أمامك . وما خحلفك 
أى ماوراءك . ومابين يدى الإؤنسان يكون مواجها لآلة الإدراك الرائدة وهى 
العين . فهر أمر يشهد . 


والذى فى الخلف يكون غيبا لا يراه » كأن ما بين اليد يراد به المشهود والذى فى 
الخلف يراد به الغيب باوايعة سوسسسن. سوس 





حصبحح بوحهحوحح وص و0 حوحص 0 اانا 
وغيبهم . ويطلق وما بين اليد » إطلاقا آخر . إننا قد نسال عا بين يديك . هل هو 
مواجه لك أو غير مواجه ؟ فلو كان أمامك بشر . فهل هم قادمون إليك أو راحلرن 
عغنك ؟ 

إنهم إن كانوا راحلين عنك فقد سبقوك وقد جلت أنت من بعدهم ٠‏ ومن وراءك 
سيان من بعدك . أى أن الحق سبحانه يخبرنا أنه يعلم الماضى والمستقبل . فمرة يعلم 
الحق ما بين أيدييم أى انحالم المشهود ويسمونه و عالم الملك » . وما خلقهم ان 
الغيب . ويسمونه « عالم الملكرت » . إنه يعلم المشهود هم والخفى عنهم . وكا 
يقول الحق : 

2 وَعِندَه مَمَائَحَ القيولا رعلنهسا الهو ديعل ماف لمر م ع 1 


فرع و سوسس دمي دمدك ل لاد ععء . اذى مم 0000 07 

من ورقة إلا يلها ولاحبة فى ظلنت الارض ولا رطب ولا يايين إلا فى 
- 0 

كنب بين 69 » 


( سورة الأنعام ) 
إن عند الله علم جميع الغيب ويحيط علمه بكل شىء . ولا تخفى عليه خافية . إنها 
إحاطة من كل ناحية . ه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون يثىء فن علمه 
إلا بما شاء ٠‏ . إنه الحق.يعلم مطلق العلم . وكون الحق يعلم فإن ذلك لا ينفى أن 
يكون غيره يعلم أيضا . لكن علم البشر هو بعض علم موهوب من الخالق لعباده . 


فعندما يقول واحد ؛ أنا اقول الشعر. فهل منم ذلك القول أحداً آخر من أن 
يقول الشعر؟ لا. إنه لم يقل : ها يقول الشعر إلا أنا , 


ويفزلا ,سبكانة : « ولا يحيطون بثىء من علمه إلا بما شاء » . وه العلم » هو 
الصفة التى تعلم الأشياء على وفق ما هى عليه ٠‏ هذا هو العلم . وصفة الله وعلمه 
أعظم من أن يحاط بها . لأنها لو أحيطت لحددت . وكيالات الله لا تحدد ؛ مثلما ترى 
شيئا يعجبك فتقول : هذه قدرة الله » هل هى قدرة الله أو مقدور الله ؟ إنها مقدور 
الله أى أثر القدرة . فعندما يقول : « ولا يحيطون بشىء من علمه » أى من معلومه . 





مول ةانق 
٠٠١‏ أحمح محصصمصحمصححموحوهيحه 


د دريحيطون » هى دقة فى الأداء . لأنك قد تدرك معلوما من جهة وتجهله من 
جهات ٠‏ فاوضح سبحانه : أنك لا تقدر أن تحيط بعلم الله أو قدرته ؛ لان معنى 
الإخاطة أنك تعرف كل شئء . مثل المحيط على الدائرة » لكن ذلك لا يمنع أن نعلم 
جزئية ما. ونحن نعلم بما آثانا الله من قوانين الاستنباط . فهناك مقدمات نستتبط 
منها نتائج » مثل الطالب الذى يحل مساألة جير. أو تمرين هندسة » أيعلم هذا 
الطالب غيبا ؟ لا » ولكنه يأخذ مقدمات موضوعة له ويصل إلى نتائج معروفة سلفا 
لأستاذه . وأنت لا تحيط بعلم إلا بما شاء لك الله أن تحيط ٠‏ « لا يحيطون بشىء من 
علمه إلا بما شاءء , ٌُ 


وقول الله : « إلا بما شاء » هو إذن منه سبحانه بأنه سيتفضل على خلقه بأن يشاء 
لهم أن يعلموا شيئا من معلومه » وكان هذا المعلوم فيا عنهم ومستورا فى أسرار 
الكون . ثم يأذن الله للسر أن يدكشف . وكل شنء اكتشفه العقل البشرى ؛ كان 
مطمورا فى علم الغيب وكان سرا من أسرار الله » وبعد ذلك أذن الله للسر أن 
ينكشف فعرفناه ٠‏ بمشيثته سبحائه . فكل سر فى الكون له ميلاد كالانسان تمافا. أى 
أن له ميعادا يظهر فيه » وهذا الميعاد يبسمى مولد السر . لقد كان هذا السر موجودا 
وكان العام يستفيد منه وإن لم يعلمه . لقد كنا نحن نستفيد ‏ على سبيل المثال. من 
قانون الجاذبية ولم نكن نعلم قانون الجاذبية » وكذلك النسبية كنا نستفيد متها ولم نكن 
تعلمها . وهذا ما يبينه لنا الحق فى موضع آخر من القرآن الكريم . قال تعالى : 
اه اع اما م دعم *» خخ ةي ال 4 0 م دع ممع 
ظا ميم ءابنا فا لآق وف أَنمسيمْ حَق بين هم انه الح أو[ بكف 
عه اع عم رم اس م 1 
ريك أنه عل تَْو تيد ي » 
( سورة فصلت) 
مادام قال سبحانه : و سنريهم ٠‏ . فهذا يعنى أنه سبحانه سيولد لنا أسراراً 
جديدة , وهذا الميلاد ليس إيجادًا وإنما هو إظهار . ولذلك يقول الناس عن الأسرار 
العلمية:إنها اكتشافات جديدة . لقد تأدبوا فى القول مع أن كثيرا منهم غير متدينين ء 
قالوا : اكتشفنا كذا . كأن ما اكتشفره كان موجودا وهم لا يقصدون هذا الأدب , 
إغا هى جاءت كذلك . أما المؤمنون فيقولون : لقد أذن الله لذلك السر أن يولد . 


مسب ب بيب ير يي يي يج يي سي 


ص محصحصميو و9 222260950 ا١٠اه‏ 
وقوله : ولا يحيطون بشىء من علمه إلا ما شاء » فيه تحد واضح . فحتى إذا 
اجتمم البشر مع بعضهم البعض فلن يحيطوا بشىء إلا بإذنه . وهذا تمد للكل . 
أحين يشاء سبحانه أن يوجد إظهار سر فى الوجود . فهذا السر يولد . وقد يكون 
إظهار السر مواققا لبحث الناس مثل العالم الذى يجلس فى معمله ليجرب فى العناصر 
والتفاعلات . ومبتدى لهذه وهذه » إنه يتعب. كثيرا كى يعرف بعضا من الأسرار » 
ونخن لا ندرى بتعبه وجهده إلايوم أن يكتشف سره . 


لقد أذ المقدمات التى وضعها الله فى الكون حتى إذا تتبعناها تصل إلى سرء » 
مثلما نريد أن نصل إلى الولد فنثئزوج حتى يأتى . وقذ يأذن الله مرارا كثيرة أن يولد 
السر بدون أن يشتغل الخلق بمقدمانه . لكن ميعاد ميلاد السر قد جاء ولم يتشغل 
الملياء بمقدماته ؛ فيخرجه الله لأى مخترع كنتيجة لخطأ فى تجربة ما . 


وعندما نبحث فى تاريخ معظم الاكتشافات نجدها كذلك . لقد جاءت مصادفة , 
فهناك عالم يبحث فى يخال ما فتخرج له حقيقة أخرى كانت مغفية عنا جيعا . لقد 
جاء ميعاد ميلادها على غير بحث من الخلق . فجاء الله بها فى طريق آخر لغيرها , 
وى بعض الأحيان يوقق الله عالما يبحث المقدمات ويكشف له السر الذى يبحث 


عله , 


إذن ٠‏ ف ولا يحيطون بشىء من علمه إلا يما شاء. تعنى أن الإنسان قد يصادف 
السر بالبحث . ومرة يأق سر آخر فى حال البحث عن غيره » فالله لا يضن بكشف 
السر حتى لو لم يشتغلوا به ونسميها نحن مصادفة ‏ إن كل شىء بجرى فى الكون إنما 
يجرى بمقدار ء وهذا هو الذى يفرق لنا بين معرفة غيب كان موجودا وله مقدمات ى 
كون الله نستطيع أن تصل إليه مها » وشىء مستور عند الله ليست له مقدمات ؛ إن 
شاء سبحانه أعطاه من عنده تفضلا ؛ من باب فضل الحود لا بذل المجهود وهو 
سبحانه يفيضه ف ١‏ المصادفة » هنا ويفيضه فيم] لا مقدمات له على بعض أصفيائه من 
خلقه ». ليعلم الناس جميعا أن لله فيوضات على بعضض عبيده الذين وَالاهُم الله بمحبته 
وإشراقاته وتجليه . 


لكن هل هذا يعنى أن باستطاعتنا أن نعرف كل الغيب ؟ لا ٠‏ قالغيب قسيان : 





2 ااصمحص مح وح صمح حمص نميه 
تالاح بانج ا لاسر مني اساج عا يي رسي ومساتةةت 

. من باب ذ فيض الحود لا بذل المجهود . ونوع آخر من الغيب ليست له مقدمات » 
وملام سار لولمه ا افد بخص عامل يعدن سلهداكا درل يبط 


1 .2 يَ 0 امس مم 22 نلك و 
لوعلم م القَيلٍ رع َيه لذ © لام أرتضّئ من رسول فإ يسلك من 


مه عمجم ماج 


بين يليه وين ةع 
ءِ ( سورة الجن ) 
إن الله هو عالم الغيب قلا يُطلع أحدا من خلقه على غيبه إلا من ارتضاه واصطفاه 
فلا يوجد من يفتح دكانا لعلم الغيب يذهب إليه الإنسان ليساأله عن الغيب . إن 
الحق. يقول : 
اه مومهم 3 و ع مو ملام وم م م ره بير 
# وعندم, تح الي لايتفا لامر 26 وما سقط من 
ركه إلابنليا لاحب فى لدت الأرض ولا رطت ولا ياس لاني 


2 0 
كت مين 9 » | 
( سورة الأنعام ) 
وهر سبحانه لا يعطى المفتاح لاحد من خلقه . وقد يريد الله أن يعطى لواحد 
كرامة » فأعطاه كلمة على لسانه قد يكون هو غير مدركِ ها ! فيقول : من يسمع هذا 
القول وينتفع به . فلان قال لى : كذا وكذا . . يا سلام ! وهذا فيض من الله عل عبده 
حتى يبين الله لنا أنه يوالى هؤلاء العباد الصالحين . 


وقوله الحق : ١‏ ولا يحيطون بشىء ه نجد أن كلمة « شىء » تعنى أقل القليل . 
وقوله سبحانه : « من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض » يعلمنا أن 
الحق فيها يتكلم به عن نفسه ولخلقه فيه نظائر . كالوجود.. هو سبحانه موجود وأنت 
موجود . وكالغنى هو غتى وأنث غنى م كالعلم هو عالم وأنت تكون عالاً : فهل 





مزل البق - 
حورج ج94 060020439952924 أا٠اررة‏ 
نقول : إن الضفة لله كالصفة عندنا ؟ لا . كذلك كل مايرد بالنسبة للغيب فيا 
يتعلق بالله إضافة أو وصفا ؛ لا تأخذها بال مناسب عندك ؛ بل خذها فى إطار د ليس 
كمثله شىء ؛. 


فإذا قيل لله يد . قل : هو له يد كيا أن له وجودا ؛ وبما أن وجوده ليس كوجودى 
فيده ليست كيدى بل افهمها فى إطار « ليس كمثله شىء »ء فإذا قال : «وسغ 
كرسيه : نقول : هو قال هذا . ومادام قال هذا فتأخذ هذه الكلمة فى إطار ه ليس 
كمئله شىء » . فلا تقل له كرسى وسيقعد عليه مثلنا . لا . لقد وجدنا من قال : 
أين يوجد الله ؟!! متى وجد ؟!! وقلنا ونقول : ٠‏ متى » وه أين » لا تأق بالنسبة لله » 
إنها تاق بالنسية لكم أنتم . لاذا ؟ لأن و متى » زمان وه أين » مكان . والزمان 
والمكان ظرفان للحدث . فالشىء الحادث هو الذى له زمان ومكان . مثال ذلك أن 
اقول : « أنا شربت » ومادام قد حدث الشرب فيكون له زمان ومكان . لكن هب 
أننى لم إشرب ٠‏ أيكون هناك زمان او مكان ؟! لا فيادام الله ليس حدثاً فليس 
متعلقا به زمان أو مكان + لآن الزمان والمكان نشآ عندما خلق الله ا هذا 
الكون . فلا تقل : ومتى و لأن و مى » شُلِفت به , ولا ثقل ٠‏ « أين » لأن أين خلقت 
به ولأن دمتى »2 ود أين » ظرفان + هذه للزمات ٠‏ وهذه للمكان ٠‏ والزمان واللكان 
فرعا الحدث . وعندما يوجد حدث فقل زمان ومكان . 


إذن فيادام الله ليس حدثا . فإياك أن تفول فيه متى . وإياك أنَ تقول فيه أين . 
لأن و متى ء وه أين » وليدة الحدث ل ل د - كا قلا 
فى إطار ليس كمثله شىء ٠‏ . الكرمبى ٠:‏ فق اللغة من الكرّس . والكرس 

هو : التجميع . ومنه الكراسة وهى عدة أوارق جمعة . وكلمة ة كرسى » استعملت 
فى اللغة بمعنى الاساس الذى يبنى عليه الشىء » فيادة « الكرسى 6( الكاف والراء 
والسين ) تدل عل التجميع وتدل على الأساس الذى تثبت عليه الأشياء ؛ فنقول : 
اصنع لهذا الجدار كرسيًا . أى ضبع لهذا الجدار أساساً يقوم عليه . وتطلق اك 
على القوم العلماء الذين يقوم بهم الأمر فيها يشكل من الأحداث . والشاعر العربى 
قال : « كراسى فى الأحداث حين تنوب » أى 'يعتمد عليهم فى الأمور الجسيمة . 


وحين يُسب أثىء :من ذلك للحق سبحانه وتعالى .. فإن السلف.هم فيها كلام 





49-062 64وج ححفحه 
والخلف لمم فيها كلام . والسلف يقولون : كما قال الله نأخذها ولكن نضع كيقيتها 
رتصورها فى إطار « ليس كمثله شىء ؛ ٠‏ وبعضهم قال : نؤوها بما يُثبت لها صفة من 
الصفات ٠‏ كا يئبتون قدرة الحق بقوله الحكيم . 

2 عا مااقة 1 
0 د أله قوق اندي عم © 
زعن الآية ٠١‏ سورة الفتج ) 
أى أن قدرة الله فوق قدرتهم . وكيا قال سبحأنه عن قدرته فى الخلق : 
والسماة بنَبئلها بايد وإنا لمرسعونَ وج # 
( سورة الذاريات ) 
إن كيال قدرة الله أحكمت خلق السياء . والحق .سبحانه مقدص وَمُنرُه عن أن 
يتصور المخلوق كلمة « يد ع بالنسبة لله , ونحن نقول : الله قال ذلك . ونأخذها من 
الله ؟ ؛ لأنه اعلم بذاته وبنفسه . :وتحيلها إلى ألا يكون له شبيه أو نظير . كيا أثبتنا لنه 
كثيراً من الصفات ٠‏ فى خلق الله مثلها ومع ذلك نقول : علمه لا كعلمنا . وبصره 
لا كبصرنا . فللأذا يكون كرسيه مثل كرسينا ؟. فتكون فى إطار ٠‏ ليس كمثله 


شىء و . 


والعلماء قالوا عن الكرسى :.إنه ما يعتمد عليه . فهل المقصود علمه ؟. نعم . 
وهل المقصود سلطانه وقدرته ؟ نعم 6 لأن كلمة « كرمى » توحى بالجلرس فوقه , 
والإرنسان لا نجلس عن قيام إلا إذا استتب له الأمر . ولذلك يسموئة ١‏ كرسى 
لمك » ؛ لان الأمر الذى يحناج إلى قيام وخركة لا يجملك تجلس على الكرسى . 
فعندما تقعد على الكرسى . فمعنى ذلك أن الأمر قد استتب . إذن فهو بالنسبة لله 
السلطان . والقهر . والغلبة . والقدرة . 


أو نقول : مادام قال : ٠‏ وسع كرسيه النموات والأرض » فوسع الثىء أى : 
دخل فى وسعه واحتاله .. : والسموات والأارض » نحن نفهمها أنها كائنات كبيرة 
بالضة لا إنه سيجانه يقول : 


لب ييا ا ب سس سي يب لسالسب كح 


ّ 2 


صحمص محص ص محص حم جوحهمبحص و١‏ ورت 
عق لنترن الاين ينين يكين لئس ةج » 
( سورة غافر) 


وعندما يقول : إن الكرسى وسع السموات والأرض . إذن » فهر أعظم من 
السموات والأرض أى دخل في وسعه السموات والأرض . ولذلك يقول أبوذر 
الغفارى رضى الله عله : 


( ساألت النبى صل الله عليه وسلم عن الكرمى فقال : يا أبا ذر ما السهاوات 
السبع والأرضون السبع عند الكرمى إلا كحلقة ملقاة أبأرض فلاة . وإن فضل 
العرش على الكربى كفضل الفلاة على تلك الحلقة )230 , 


والبشرية بكل ما وصلت له من إنجازات علمية قد وصلت إلى القمر فقط وهو 
جرد ضاحية من ضواحى الأرض . ومفصول عنا بمسافة تقاس بالثوان الضوئية . 
ولشد تعودنا فى حياتنا أن نستخدم وحدات الميل والكيلومتر لقياس الأطوال والأبعاد 
الكبيرء » لكننا اكتشفنا أن هذه الوحدات ليست ذات نفع فى قياس أبعاد النجوم ؛ 
لأننا نعرف مئيل" أن الشمس تبعد عن الأزض ثلاثة وتسعين مليونا من الأميال » 
ولكن عندما نريد أن نردمد المسائة بيننا وبين أحد النجوم فلسوف نضطر إلى 
استخدام أعداد كثيرة من الأصفار ام رقم ماء وهذا حمل التعبير غير عمل ٠‏ وهذا 
السبب وضع علياء الفلك وحدة ملائمة لقي , أبعاد النجوم وهى ها نسميه السنة 
الضوئية.. ونحن نعرف أن سرعة الضوء حوالى ثِلونُ”ة ألف كيلومتر فى. الثاية. : 
ولذلك فقياس أى مسافة بيننا وبين أى نجم فى السياء أمر يمحن إلى حسابات دقيقة 
وكثيرة ودراسة علوم متعددة . 


فالشمس بيننا وبينها ثلائة وتسعون مليونا من الأميال ويصلنا ضوؤها فى خلال ثان 
دقائق وثلث الدقيقة . والشعرى الييانية وهى المع نجوم السهاء يصل إلينا ضوؤها فى 
تسع سنوات ضوئية . ١‏ 





. حديث شريف أخرجه ابن جرير وأبو الشيخ فى العظمة‎ )١( 


ات لت يي م 


1 صمح حمس حم حمس محص وحمت 
إذن فالسنة الضوئية هى وحدة لقياس المسافات الفلكية . ونحن نذهل عندما 
نعرف أن بعض النجوم يصل ضوؤها إلينا فى خمسين سنة ضوئية !! كل ذلك ونحن 
لم نصل بعد إلى إلى السماء الدنيا ؛ فما بالنا ببقية السموات ؟ إذن فحدود ملك الله فوق 
تصورنا . .ولنا أن نعرف أى تكريم من الحق للمؤمنين حين يصور لنا ضخامة الجنة يقول 
سبحانه : 


0 افوا | إل مففرة بن ريك وَبَنَة ره كَمَرْضٍ اللْسَآه والأرض عدت 


سم . عع - 


لذي #اصنوا لله سوه ذلك مضل لله وني من 0 وَأ مُرَاننَشي. 


العظم © © 
( سورة الحديد ) 


هذه هى الجنة التى أعدها الله للمؤمنين بالله ورسله الذين يسارعون إلى طلب 
غفران الله . قإذا كان عرض الجنة هو السموات' والأرض ٠.‏ فنا طوفا إذن ؟ وكم 
يكون بعدها ؟ والعرض كما نعرف هو أقل البعدين . 


إذن يجب أن نفهم أن هناك عوالم أخرى غير السياء والارص لك عيرينا 
لا تبر فقط إلا ماأراده الح لنا من السياء والأرف نى ٠‏ ولذلك معندما نسمع قول 
الحق : «وسع كرسيه السموات والأرض :, فلنا أن نتخيل أى عظمة هى عظمة 
كرسى ذى الجلال والاكرام . 


1 إن الحق 1 « وسع كزسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهها » ٠‏ ومعنى 
اال بي 3 وحتى نفهم ذلك هب أن إنسانا يتطيع أن يحمل عشرة 
كينوجرامات ٠‏ فإن زدنا هذا الحمل إلى عشرين من الكيلوجرامات فإن الحمل يثفل 

عليه عليه . ويجعل عموده الفقرى معوجا حتى يستطيع أن يقاوم النقل . فإن زدنا الحمل 
أكثر فقد يقع الرجل على. الأرض من فرط زيادة الوزن الثقيل , 


إذن فمعنى « ولا يؤوده حفظه ؛ أى أنه لا يثقل على الله حفظ السسموات والأرض 





. َذالجة 

حمحص ص مص مص ص مص مح حمحه ١١‏ داه 
إن السماء والأرض وهما فوق اتساع رؤية البشر ؛ قد وسعهما الكرمى الرباق . وقال 
بعض المفسرين : إذا كان الكرسى لا يثقل عليه حفظ السموات والأرض فا بالنا 

بصاحب الكرسى !!؟ : 


ها هوذا الحق سبحانه وتعالى يطمئننا ا 
و م مع 6م م ددعب .اوم لام . 6م 
ا بسك السمنوات وآلا, 0 9 ولين العا إن أمسسكهما من أحد 
00 عاء ع تنم 
من بعدهة اميه 
( سورة فاطر) 
إنه الحق وحده سبحانه وتعالي الذى يحفظ السمواث والأرض فى توازن عجيب 
ومذهل . ولئن قدّر ليا أن تزولا . فلن يحفظها أحد بعد الله , أى لا يستطيع أحد 
إمساكهها ؛ فهها قائمتان بقدرة الواحد المهار » وإذا أراد الله 3 تزولا فلا يستطيع 
أحدُ أت يمسكهما ويمنعهها من الزوال . 


' وإذا كانت هذه الأشياء الضخمة من صنع الله وهو فوقها . فإنه عندما يصف 
نفسه بأنه « عل ٠‏ وه عظيم ه فذلك أمر طبيعى . إن الحق سبحانه وتعالى عطينا 
تذييلا ملطقيا يقتضيه ما تقدمت به الآية الجليلة : آية الكرمى » إنه الحق يقول : 
« وهو العلل العظيم ٠‏ وكلمة « عل » صيغة مبالغة فى العلو . ود العلل » هو الذى 
لا يوجد ماهو أعلى منه فكل شبيء دونه . 


هذه الآية الكريمة التى نحن بصددها نعرفها بآية الكرسى ؛ لآن كلمة « الكرمسى » هى 
الظاهرة فيها . وكلمة «الكرسى ؛ فيها : تعنى السلطان والقهر والقدرة والملكية وكلها 
إنه لا إله إلا هو . إنه الحى . إنه القيوم . إنه الذى لا تاخذه سنة ولانوم . 


والشفاعة عنده مأذون يها بإرادته هو وحده وليس بإرادة سواه . وهو العليم بكل 





206225222422+ حموج وجي‎ ٠١ 


شىء . الذى يسع كرسيه السموات والأرض وهو العلّ فلا أعل منه . وهو العظيم 
بمطلق العظمة . وتتجمع كل هذه الصفات لتضع أمامنا أصول التصور فى العقيدة 
الإيمانية » وقد وردت فيها أحاديث كثيرة ٠‏ ومنها نستخلص أنها آية لها قدرها 
ومقدارها عند الله . فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال ؛ 


ه وكلنى رسول الله صل الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتان آت فجعل يحثو 
الطعام فأخذته وقلت:والله لأرفعتك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : إف 
محتاج . وعلى عيال . ولى حاجة شديدة . قال:فخليت عنه ٠»‏ فأصبحت فقال النبى 
صل الله عليه وسلم يا أبا هريرة : «مافعل أسيرك البارحة ٠؟‏ قال : قلت 
يارسول الله : شكا حاجة شديدة وعيالا . فرحمته . فخليت سبيله . قال : ١‏ أما إنه 
كذيك وسيعرد » فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ إنه 
سيعود . فرصدته فجاء يحثو من الطعام فاخذته فقلت : لارفعتك إلى رسول الله 
صل الله عليه وسلم ‏ قال:دعنى فإنى محتاج . وعلّ عيال لا أعود . فرحمته وخليت 
سبيله . فأصبحت فقال لى رسول الله صل الله عليه وسلم : يا أبا هريرة: ما فعل 
أسيرك و؟ فقلت يارسول الله : شكا حاجة شديدة وعبالا فرحمته فخليت سبيله 
قال : « أما إنه قد كذبك وسيعود ٠‏ فرصدته الثالثة . فجاء بحثو من الطعام فأخذته 
فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ وهذا اخر ثلاث مرات 
أنك تزعم لا تعوذ + قال : دعنى أعلمك كلات ينفغك الله بها فلت : ماهى ؟ 


قال : إذا أويت إلى فراششك فاقرأ آية الكرميى « الله لا إله إلا هو الحى القيوم » 
حتى تمختم الآية ؛ فإنه لن يزال عليك من الله حافظ . ولا يقربنك شيطان حتى 
تصبح » فخليت سبيله » فأصبحت فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم - : 
«ومافعل أسيرك البارحة » ؟ قلت يا رسول الله : زعم أنه يعلمنى كليات يتفعنى 
الله بها فخليت سبيله قال : ٠‏ ماهى » قلت : قال لى : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ 
آية الكرمى من أولها حتى تختم « الله لا إله إلا هو الحى القيوم » . وقال لى : لن 
يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتّى تصبح ٠‏ وكانوا ( أى الصحابة ) 
أحرص شىء على تعلم الخير. فقال النبن ‏ صل الله عليه وسلم : « أمًا أنه فد 





صدمحص هن ومصحبحصه وه 0556559 ١ةو١ااه‏ 
صدقك وهو كذوب » تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ قال : لا » 
قال صلى الله عليه وسلم : ٠١‏ ذاك الشيطان 200 , 


وعن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سورة البقرة فيها 
آية سيدة آى القرآن لا تقرأ فى بيت فيه شيطان إلا خرج منه ‏ آية الكرسى 200 . 


وعن أبى أمامه قال : ٠‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من قرأ دَبرَ كل 
صلاة آية الكرسى لم بمنعه من دنخول الجنة إلا أن يموت 96" . 


وعن عل - كرم الله وجهه عن رسول الله صل الله عليه وسلم ‏ قال : و من قرأها 
- يعنى آية الكرسى . حين يأخذ مضجعه أمنه الله تعالى على داره . وذار جاره ٠‏ وأهل 
دويرات حوله اه 


كل هذه المعان قد وردت فى أفضال هذه الآية الكريمة . وقد جلس العلماء 
يبحثون عن سر هذه المسألة فقال واحد منبم : انظروا إلى أسماء الله الموجودة فيها . 


وبالفعل قام أحد العلماء بحصر أسياء الله الحسنى فيها . فوجد أن فيها سئة 
عشر اسياً من أسياء الله . وبعضهم قال : إن بها سبعة عشر اسبم] من أسياء الله 
الحسنى . وبعضهم قال أن فيها واحدًا وعشرين اسياً من أسياء الله . كل ذلك من 
أجل أن يستنبطوا منها أشياء . ويعلموا فضل وفضائل هذه الآية الكريمة . والذين 
قالوا إن بها ستة عشر اسياً من أسياء الله قالوا : 


إن بها اسم علم واجب الوجود «الله ». 
واسم دغره ف لا إله إلا هر:هو الاسم الثنن . 





. من صحبع البخاري فى كتاب فضائل القرآن وكتاب الوكالة وق صفة إبديس‎ -١ 
. الحاكم أبو عبدالله فى مستدركه‎ 1 
. النسائى فى اليوم والليلة وابن بان ى مصجيحه‎ 


4- البيهقى فى شعب الإيمان , 


آآآ#آ#ذآتت اببس يي يي يبي يي سس 


ص ١‏ أأحمححصوححصمحص ص مححمحصيحه 


وه الحىّ ٠‏ عو الاسم الثالق .: 

وه القيوم » هر الاجم الرابع 

وعندما ندفق فى قول 5 ولاتاخذه سنة ولا نوم » نجد أن. الضمير ق 
دلا تأخذه» عائد إلى ذاته جل شأنه ‏ .. 

وله مافى السموات وماق الأرض » فيها ضمير عائد إلى ذاته سبحانه . 

وكذلك الضماثر فى قوله:ه عنده » و بإذنه » و« يعلم ٠‏ وه من علمه » ود يما شاء » 
وه كرسيه ه كلها تعود إلى ذاته جل شأله . 

ودلا يؤوده حفظهما» فيها ضمير عائد إلى ذاته كذلك . 

ودهوه فى قوله سبحانه « وهو العلى العظيم » اسم من أسمائه تعالى . 

وه العل » اسم من أسمائه جل وعلا 

ود العظيم » كذلك اسم . من أسيائه سبحائه وتعالى . 


لكنَ عاماً آخر قال : إنها سبعة عشر اسياً من أسياء الله ؛ لانك لم تحسب الضمير 
فى المصدر المشتق منه الفعل الموجود بقوله:ه حفظهيا » إن الضمير فى « هما » يعود إلى 
السموات والأرض . وه الحفظ » مصدر .. فمن الذى يحفظ السموات والأرض ؟ إنه 
الله سبحانه وتعالى . وهكذا أصبحوا سبعة عشر اسبأ من أسماء الله الحستى فى آية 
الكرسى . 


وعالم ثالث قال : لا. أنتم تجاهلتم أسياء أخرى ؛ لأن فى الآية الكريمة أسياء 
واضحة للحق جل وعلا. وهناك أسهاء مشتقة . مثال ذلك : 

الله لا إله إلاهو. الح هو. القيوم هو. العلل هو. العظيم هو. 

ولكن العلياء قالوا ردا على ذلك : صحيح أنها أسياء مشتقة ولكنها صارت 
أعلاما . 


المهم أن فى. الآية الكريمة ستة عشر اسيأء وإن حسبئا الضمير المستتر فى 
١‏ حفظهما » نجد أنها سبعة عشر اسيا. وإذا حسبنا الضمير الموجود فى المشتقات مثل 
« الحى هوء وه القيوم هوه . ود العلَ هوه وه العظيم هوء. ضارت أسياء الله 
الحستى الموجودة فى هذه الآبة الكريمة واحدًا وعشر بن اسياً . إذن هى آية قد حمست 
قدراً كبيرا من أسياء الله . ومن ذلك جاءت عظمتها . 





از 
ح مح ءجوه هه و حو :تح © 52 ااا 

هذه الآية الكريمة فد بيّنت ووضحت قواعد التصوز الإيمانى ٠‏ وأنشات عقيدة 
متكاملة يعتز المؤمن أن تككون هذه العقيدة عقيدته . والآبة فى ذاتها تنضمن حيثيات 
الإيمان » إنه ما دام هو الله لا إله إلا هو : وما دام هو الحى القيوم على أمر السماء 
والأرض ٠»‏ وكل شىء بيده . وهو العلى العظيم + فكل هذه مسررات لآن نؤمن به 
سبحبانه وتعالى : وأن نعتز بأن نعتقد هذه المعتقدات : وتكون هى الدليل على أن 
المؤمن فخور بهذا الدين الذى كان أمر الألوعية المطلقة واضسصاً وبيناً فيه . 

ولذلك؛: فمن الطبيعى آلا يقهر الحق أحداً على الإيمان به إكراها » لان الذى 
يقهر أحداً على عقيدة ما » هو أول من يعتقد أنه لولا الإكراه على هذه العقيدة لما 
اعتقدها أحد . ونحن فى حياتنا اليومية نهد أن أصحاب البادىء الباطلة هم الذين 
يمسكون السياط من أجل إكراه الناس على السير على مبادئهم . وكل من أصحاب 
هذه المبادىء الباطلة يعلم تمام العلم أنه لو ترك السوط والقهر ما سار إنسان على مثل 
هذه المادىء الباطلة . 

ولو كان أحد من أصحاب هذه المبادىء الباطلة معتقداً أن مبدأه سليم لقال : 
أطرح هذا المبدأ على الناس ؛ وآترك لهم الخيار ؛ لأنه فى هذء الحالة سيكون واثقآ 
من مبدثه . أما الذى يقهر الناس إكراها بالسوط أو السلطان ليعتقدوا مبدأ مأ ء فهو 
أول مَنْ يشك فى هذا المبدأ » وهو أول من يعتقد أنه مبدا باطل .. مثل هؤلاء نراهم 
عندما تضعف أيديهم عن استعمال السوط أو السلطان» فإن أمر مبدئهم ينهزم ويسقط 
لي + 

والحق سبحانه وتعالى بعد ذلك يقول : 


سم ع عه ا ب مح 2 كري م ير 
00 1 اهف الدين حد سين ١‏ 8 
سر فلوس يا برس رصح فده 207 يع 7 وج مس 
من و فم نيكمر بالطلغو ونوصل1 باللو مد 
2-2 00 
- - : ل 


كن البق 
١١2‏ اأاحوححصموصت وص حو حمصحصبحصه. 
إن الحق سبحانه وتعالى يوضح لنا نحن العباد المؤمنين ولسائر البشرية أنه : 
:لا إكراه فى الدين » . والإكراه هو أن تحمل الغير على فعل لا يرى هو خيراً فى أن 
يفعله . أى لايرى الشخص الكرّه فيه خيراً حتى يفعله . 


ولكن هناك أشياء قد نفعلها مع من حولنا لصالحهم . كأن نرغم الأبناء على 
المذاكرة » وهذا أمر لصالح الأبناء » وكأن نجبر الأطفال المرضى على تناول الدواء , 
ومثل هذه الأمور ليست إكراها . إنما هى أمور نقوم بها لصالح من حولنا ؛ لآن أحداً 
لايسره أن يظل مريضا . 


.إن الإكراه هو أن تحمل الغير على فعل من الافعال لا يرى فيه هو الخير' بمنطق 
العقل السليم . ولذلك يقول الحق سبحانه : ولا إكراه فى الدين ». ومعبى هذه 
الآية أن الله لم يُكره خخلقه ‏ وهو خخالقهم ‏ على دين . وكان من الممكن أن الله يقهر 
الإنسان المختار . كها قهر السموات والأرض والحيوان والتبات والجياد » ولا أحد 
ها لَوْينَا؛ لله لحَدَى الناس بحيمًا © 
(من الآية 5١‏ سورة الرعد ) 
لكن الحق بريد أن يعلم من يأتيه تحبا تختاراً وليس مقهورا . أن المجىء قهراً ينبت 
له القدرة » ولا يثبت له المحبوبية » لكن من يذهب له طواعية وهو قادر ألا يذعب 
فهذا دليل على الحب . فيقول تعالى : لا إكراه فى الدين » أى أنا لم اضع مبدأ 
الإكراه : وأنا لوشئت لآمن من فى الارض كلهم جميعا . فهل الرسل الذين أرسلهم 
سبحانه يتطوعون بإكراه الناس ؟ . لاء إن الرسول جاء لينقل عن الله لا ليكره 
الناس . وهو سبحانه قد جعل خلقه متارين . وإلا لو أكرههم لما أرسل الرسل » 
ولذلك يقول المولى عز وجل : 
1. #غلاء سس 1 2و 2ب ممع صسيير ا 


ف ولوسَاءَ ربك لمن من فى الأرض لهم يميا أقانت تكره ألناس تن كونواً 
٠.‏ 3 
مؤْسِنِينَ © © 


( سورة يونس ) 





حومحصحمص تن مصص مح حم حمحه ١أاات‏ 


إن الرسول له مهمة البلاغ عن الله ؛ لأن الله لم يرد خخلقه مكرهين على التدين » 
إذن فالمبلغ عنه لا يُكره خلقه على التدين . إلا أن هنا ليسا . فهناك فرق بين القهر 
على الدين » والقهر على مطلوب الدين » هذا هو مايحدث فيه الخلاف . 


تقول لمسلم : لاذا لار تصلى ؟ يقول لك : ولا إكراه فى الدين ٠‏ . ويدعى أنه 
عل وكيك ين الأو لسك ا فتقول له خا< . ٠لا‏ إكراه فى الدين ٠‏ 
عقيدة وإيماناً . إنما إن آمنت وأعلنت أنك آمنت بالله وصرت معنا مسلياً فلا بد أن 
تعرف أنك إن كسرت حكياً من أخكام الإسلام نطلب منك أن تؤدبه . أنت حر أن 
تؤمن أو لا تؤمن . لكن حين التزمت بالإيمان ٠‏ فعليك مسئولية تنفيذ مطلوب 
الإيمان , وإلا نسب تصرفك أنه من تصرفآات الإسلام ٠ ٠‏ فإذا كنت تشرب خراً 
فإنك حر ؛ لأنك كافر مثلا ٠‏ لكن أتؤمن ثم تشرب را !؟ لا . أنت بذلك تكسر 
حداً من حدود الله . وعليك العقاب ٠,‏ 


ولانك هادمت كد علمث كعافل رشيد مطلوبٌ الإسلام . فعليك أن تنفذ مطلوب 
الإسلام » ولذلك ل يكلف الله الإنسان قبل أن يتضج عقله بالبلوغ ؛ حتى لا يقال: 
إن الله قد أخذ أحدا بالإيمان وألزمه به قبل أن يكتمل عقله . بل ترك التكليف حتى 
ينضج الإنسان ويكتمل . حتى إذا دخل إلى دائرة التكليف عرف مطلوباتة وهو حر 
أن يدخل إلى الإيمان أو لاايدخل . لكن إن دخل سيُحاسب , 


ذه ملاعل المد بماد يسمع حكياً من أحكام الدين : دلا إكراء و فى الدين »و 
لان هذه الآية نزلت بشأن ل الأساسية . فإن اتبعت هذه العقيدة صار لزاماً 
عليك أن توفى بمطلوباتها . وقد أراد خصوم الإسلام أن يصعدوا هذه العملية فقالوا 
كذبا وافتراء : إن الإسلام انتشر بحد السيف . 


ونقول هم : لقد شاء الله أن بنشأ الإسلام ضعيفاً ويُضطهد السابقون إليه بكل 
أنواع الاضطهاد . ويعذبون » ويخرجون من ديارهم ومن أموالحهم ومن أهلهم ٠.‏ 
ولا يستطيعون عمل شىيء . إذن ففترة الضفعف التي مرت بالإسلام أولا فيرة 
مقصودة 0 





حص ١ر١١‏ عوص وح :32045954 

ونقول لهم أيضا : من الذى قهر وأجبر أول حامل للسيف أن يحمل السيف ؟! 
والمسلمون ضعاف ومغلوبون على أمرهم , لا يقدرون على ان يحموا أنفسهم . إنكم 
تقعون فى المتناقضات عندما تقولون : إن الإسلام نثيرٌ بالسيف . ويتحدثون عن 
الجزية رفضاً لها . فنقول : وما هى الجزية التى يأخذها الإسلام من غير المسلمين 
كضرييبة للدفاع عنهم ؟ لقد كان المسلمون يأخذون الحزية من البلاد التى دخلها 
الفتح الإسلامى . أى أن هناك أناسًا بقوا على دينهم . ومادام هناك أناس باقرت على 
ديهم فهذا دليل على أن الإسلام لم يكره أحدا . 


وقول الله : دلا إكراه فى الدين » علته أن الرشد واضح والغى واضح ٠‏ ومادام 
الأمر واضحا فلا يأق الإكراه . لأن الإكراه يأق فى: وقت اللبس . وليس هناك 
بس . لذلك يقول الحق : ٠‏ قد تبين الرشد من الغى ٠‏ . ومادام الرشد بائنا من 
الغى فلا إكراه . لكن الله يعطيك الأدلة . وأنت أيها الإنسان بعقلك يمكنك أن 
تختار. كى تعرف أنك لودخلت الدين لالتزمت . وحوسبت على دخولك فى 
الدين . فلا تدخل إلا وأنث مؤمن وائق بأن ذلك هو الحق ؛ لأنه سيترتب عليه أن 
تقبل أحكام الدين عليك . 


ولا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ء والرشد : هو طريق النجاة ء 
وه الغى » : هو طريق الاك . ويقول الحق إيضلحا للرشد والغى فى آية أخرى من 


عمة مصمدنةءء 3 عع ووه 


دو م مء رج ءمى مواة | مغ سه ما هه ص 
ف صرف عن عاينتى الْدينَ يسكيرونَ فى الأرض بغير الحقٍ وإن يرو كل #ابة 


4 ل ا ولمع لاطا كم اس رموة جم اس عو مم 
لا.يؤمنوا بها وإن يرواسبيل أرشد لا بخذوه سبيلا وإن يروا سبيل ألغي 
م ال ا اوقل اسا 2-22 ومع م 

ِدُوه سيلا ذلك بام كذيا ينامثع َفينَ 2ه 4 


(سورة الاعراف )© 
إن الحق يعلمنا أن المتكبرين فى الأرض بغير حق لن يستطيعوا الفوز برؤية آيات 
الله ودلائل قدرته . وحتى إن رأوا السبيل الصحيح فلن يسبروا فيه . وإن شاهدوا 
طريق الضلال سلكوا غيه لانهم يكذبون بآيات الرعمن ويغفلون عنها . 


لاسلس سمب بياب _ يبي مت 


صبححمححوحه :052644 واااك 
والغى ‏ أيضا هو ضلال الطريق : فعندما يسير إنسان فى الصحراء ويضل 
الطريق يقال عنه : «فلان قد غوئ » أى فقد الاتجاه الصحيح فى السيرء وفد 
يتعرض لمخاطر جمة كلقاء الوحوش وغير ذلك بعت لنا الحق طريق الرشد 
بمنطوق آخر فى 2 الحق : 
كم ومس اس عؤهء مء2 


و ون / درئة ريد د بمَن فى لأرض ١‏ م ارادييم ربهم عدا ري » 


2 


( سورة الجن ) 


إن الجن قد ظنوا كبا طن بعض من معشر الإنس أن الله لن يبعث أحداً بعد الموت 
أو لن يرسل رسولاً من البشر لهداية الكون . وقد طلتٍ الجن بلوغ السهاء فوجدوها 
قد ملعت حرساً من الملائكة وشُّهباً محرقة , وإزا ل الرومامد هال قد راس 
السياء وهل فى ذلك شما بلبشر أو أراد الله بهم خيراً وهدى . إذن فالدُشد - يضم 
الراء وتسكين الشين .. والرشد: + بفتح الراء وفتح الشين - كلاهها يوضح الطريق 
لموصل للنجاة . ويقابل الرشد القن . 

ويتابع الحق : « فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى » 
أولا : نلحظ أن الحق هنا قد قدم الكفران بالطاغوت . ثم جاء بالإيمان بالله ؛ لأن 
الأمر يتطلب التخلية أولا والتحلية ثانيا » لابد أن يتخلى الإنسان من الطاغوت > 
فلا يدخل على أنه يؤمن بالله وق قلبه الطاغرت ٠‏ فنحن قبل أن نكوى الثوب نغسله 
وننظفه ٠.‏ التتخلية قبل التحلية . 


وما هو « الطاغوت ؛ ؟ إنه من مادة و طغى »ء وكلمة « طاغوت » مبالغة فى 
الطغيان . لم يقل "الع » ٠‏ بل طاغوت ٠‏ مثل جبروت ٠‏ والطاغوت إما أن يُطلق 
عل الشيطانهوإما أن يُطلق على من يعطون أنفسهم حق التشريع فيكَفْرونَ وينسبون 
من يشاءون إلى الإيمان حسب أهوائهم » ويعطون أشياء بسلطة ة زمنية من عندهم » 
ويطلق أيضاً علا ولاش لش ل الل من ملق الوق لفقا أن 
شىء ٠.‏ فكلمة و طاغوت » مبالغة : وقد تكون هذه امبالغة متعددة الألوان » فمرة 
يكون الطاغى شيطانا ٠‏ ومرة يكون الطاغى كاهنا ٠‏ ومرة يكون ساحراً أو دجالاً » 
ومرة يكون حاكياً . 





ب 5 


5-2224 96+: 243 0 +21١1>2< 

ومادة : الطاغوت » تدل على أن الموصوف بها هو من تزيده الطاعة له طغيانا . " 
فعندما يريك فى حاجة صغيرة » فتطيعه فيها فيزداد بتلك الطاعة طغيانا عليك . والحق 
سبحانه يقول : 

عميروم ماج مويلا سام و 2 ال باضه" 32 
ف فَأسسَحَنَ قومه, قاطاعوه نهم كا ماين 2 © 
( سررة الزخرف ) 

ويزيد فى الأمر حتى يصير طاغية . ولا يوجد أحد استهل عمله بالطغيان العالى . 
إنما يبدأ الأمر خطوة خطوة , كأى نظام ديكتاتررى قهرى . إنه يبدأ ب (جس نبض ) 
فإن صير الناس . ازداد هذا النظام فى القسوة حتى يصير طاغوتا » إذن فالطاغرت هو 
الذى تتتزيده الطاعة طفيانا » وتطلق على الشيطان ؛ لأنه هو الأساس » وعل 
الذين يتكلمون باسم الدين للسلطة الزمنية ( سواء كانوا كهاناً أو غيرهم ) . تطلق 
على الذين يسحرون ويدجلون . لأغبم طُعْوا بما علمؤه ؛ إنهم يستعملون أشياء 
يتعبون مها الناس » وقد جاءت الكلمة هنا بضيغة البالغة لاشتاها على كل هذه 
المعان . وإذا استعرضئا الكلمة فى القرآن نجذ أن « الطاغوت ٠‏ ترد مذكرة فى بعض 
الأحيان . وقد وردت مؤلثة فى آية واحدة فى القرآن : 

ع 
ل وان تدوأ الطعوت أن يعبدوها وأتابوا إل َه لهم البشرى كَبشز ناد ج » 
( سورة الزمر) 

لقد أوضحت هذه الآية أنهم تركوا كل أنواع الطغيان وأصافه . أى إن الذين 
اجتنبوا الألوان المتعددة من الطغيان هم الذين يتجهون بالعبادة الخالصة لله . ولهم 
البشرى . «فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى : وكلمة 
«استمسك » غير كلمة « مسك » . لأن و استمسك » تدل علق أن فيه مجاهدة ىق 
المسك . والذى يتدين يحتاج إلى مجاهدة فى التدين ؛ لأن الشيطان لن يتركه . 
فلا يكفى أن تمسك . بل عليك أن تسنتمسك . كلما وسوس الشيعلات لك بأمر 
فعليك أن تستمسك بالتدين . هذا يدل على أن هناك مجاهدة وأخذًا ورد . 


ققد استمسك بالعروة» والعرؤة هئ العلاقة , مثل) نقول : «عروة الدلو» » 
النى تمسكها منه. وهذه عادة ها نكون مصمنوعة من الخبل” الملفوف المتين ٠‏ 





اهز 
:000000000009925 © 
وه الوثقى » هى تأنيث ( الأوثق ) أى أمر موثوق به » وفوله : ة فقد استمسك 
بالعروة الوثقى * ٠‏ قد يكون تشبيهآ بعزوة الدلو لأن الإنسان يستخام الدلو ليأتى 
بالماء » وبالماء حياة البدن + وبالدين حياة القيم. 
١‏ فقد استمسك بالعروة الوثقى © كأنه ساعة جاء بكلمة ١‏ عروة ؛ يأتى بالدلو فى بال 
الإنسان ء والدلو تأتى بالماء + والماء به حياة البدن » إذن فهذه تعطينا إيحاءات 
التصور واضحة ؛ ١‏ فقد استمسك بالعروة الوثقى © » وما دامث « عبروة وثقى » 
التى هى الدين والإيمان بالله » وما ذامت هئ الذين وحبل الله فهذه وثقى ١‏ وما 
دامت ١‏ وثقى » فلا انفصام لها » وعلينا أن نعرف أن فيه انفصاماً . وفيه انقصام 
الأول بالفاء والثانى بالقاف . 
الانفصام : يمنع الاتصال الداخلى ؛ مثلما تتكسر اليد لكنها نظل معلقة » 
والانقصام : أن يذهب كل جزء بعيداً عن الآخر أى فيه بيئونة » والحق يقول : « لا 
انفصام لها والله سميع عليم » توحى بآن عملية الطاغوت ستكون دائماً وسوسة » 
وفك الرسوملة اهن التصوة الذذى بكر بالكلام المعسول » ولذلك أخذتث كلمة 
#رسرمة الققتطاة #انق وسوملة: ال :61 وومتومنة الققب :قن ,ولق اللتعنب: الى 
وسوسة مغرية مثل وسوسة الشيطان » والله عليم بكل أمر . ويقول الحق بعد ذلك: 
+ نَمو لدت ءَامَنوأ يُخْرجهميِنَالظلمتٍ إل 
وَاَلَدِسَِكفروَآأوََِآقهُْمٌالطدحُوتُ يُخْرِجُوئهُم يت 


إن الله ولى الذين آمنوا ما دام ؛ فمن يكفر بالطاغوت ويؤعن بالله فقد استمسك 


مدر التق 5 
+222122222241١‏ 


بالعروة الوثقى » وكأن الحق يشرح ذلك بهذه الآية ء فيادام العبد سيتصل بالعروة 

الوثقى ويستمسك بهاء. وهذه ليست ها انقصام فقد صارت ولايته لله. » وكلمة 

دول » إذا سمعتها هى من « وَل » أى : جاء الثىء بعد الشىء من غير فاصل ؛ 

هذا يليه هذا . ومادام يليه من غير فاصل فهو الأقرب له . ومادام هو الأقرب له إذن ' 
فهو أول من يفزع لينقذ » فقد يسير .معى إنسان فإذا التوت قدمى أناديه ؛ لأنه 

الأقرب منى . وهو الذى سيتجدنق . 


فلا يوجد فاصل . ومادام لا يوجد فاصل فهو أول من تناديه » وأول من يفزع 
إليك بدون أن تصرخ له ؛ لآن من معك لا تقل له : خذ بيدى » إنه من نفسه يأخذ 
بيدك بلا شعور ء إذن فكلمة : ٠‏ الله ولى الذين آمنوا » إذا نظرت إليها وجدتها تنسجم 
أيضاأ مع و سميع وعليم » » يدك إن اطبب» ]ل مساك سن لسري مه 
لينتجدك » » وهو لن تصرخ عليه ؛ لأنه سميع وعليم ‏ « الله ولى الذين آمنوا» . 


وكلمة ٠‏ وى » أيضا منها ( مولى ) ومنها ( وال ) ٠‏ « ول الذين آمنوا؛ أى هو 
الذى يتولى شئونهم وأمورهم . كيا تقول : الوالى الذى تون أمر الرعيّة . وكلمة 
لزي براض السبذ. ومرة تطلق عن خادمه . ولذلك يقول الشاعر : 

مولاك يا مولاى طالب حاجة 

أى عبدك يا سيدى طالب حاجة . فهى تستعمل فى معان مترابطة ؛ لأننا قلنا : 
« وَل » نعتى القريب . فإذا كان العبد فى حاجة إلى شىء فمن أول من ينصره ؟ 
سيده » وإذا نادى السيد » فمن أول مجيب له ؟ إنه خادمه , إذن فيطلق على السيد 
ويُطلق على العبد . ويُطلق على الوالى . « الله ولى الذين آمنوا» . وقوله الحق : 
« الذين آمنوا » يعتى جماعة فيها أفراد كثيرة ٠‏ كأنه يريد من الذين آمنوا أن يبعلوا 
إيمانهم شيئا واحدا , وليسوا متعددين . أو أن ولاية الله لكل فرد على حدة تون 
ولاية لجميع المؤمنين . وماداموا مؤمنين فلا تضارب فى الولايات + لأنهم كلهم 
صادرون وفاعلون عن إيمان واحد . ومنيج واحد. وعن قول واحد. وعن فعل 
وأحد. وعن حركة واحدة . 


وكيف يكون ه الله ولى الذين أمنوا ه ؟ إنه وليهم أى ناصرهم . وعبهم وبجيبهم 





نلق 
صمح ح مص حبموحرهوجو5 022522 اأزرداهة 


ومعينهم ء هر وليهم بما أوضح لهم من الأدلة على الإبمان . هل هناك حُحب أكثر من 
هذا؟ هل تركنا لنبخث عن الأدلة أو أنه لفتنا إلى الأدلة ؟ 


وتلك هى ولاية من ولايات الله . فقبل أن نؤمن أوجد لنا الأدلة . وعندما آمنا 
وَالانا بالمعوئة ‏ وإنْ حاربنا خصممنا يكن معنا ء وبعد ذلك تستمر الولاية إلى أن 
يعطينا الخزاء الأوق فى الآخرة ٠‏ إذن فهو ولى فى كل المراحل ٠‏ بالآدلة قبل الايمان 
ول . ومع الإيمان استصحاباً يكون ناصرنا على خصومنا وخصومه .. وفى الآخرة هو 
وليّنا بالمحبة والعطاء ويعطينا عطاءً غير محدود . إذن فولايته لا تنتهى . 


«الله ولي الذي: ن آمنوا بخرجهم من الطليات إلى النور ٠»‏ إنه ستحانه يخرجهم من 
ظليات الجهل إلى نور الإيمان ؛ لان الظلمات عادة تنطمس فيها المرائى ٠‏ فلا يمكن أن 
ترى شيئاً إلا إذا كان هناك ضوء يبعث لك من المرئى أى أشعة تصل إليك ٠‏ فإن كانت 
هناك ظلمة فمعتى ذلك أنه لا تق من الأشياء أشعة فلا تراها » وعندما يأنى النور فأنت 
تستبين الأشياء . هذه فى الأمور المحسّة ؛ وكذلك فى -مسائل اليم . « يخرجهم من 
الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ٠‏ . 


هل هم دخبلوا الغور يا ربنا ؟ لنا أن نفهم أن المقصود هنا هم المرئدون الذين وسوس لهم 
الشيطان فأدخلهم ل ظليات الكفر بعد أن كانوا مؤمنين ٠‏ أو 5 يخ رجونهم عن النور إل 
الظليات .. أى يمولون بينهم وبين النور فيمنعونهم من الإمان كيا يقول واحد : 


أما دريت أن أى أخرجنى من مبرائه ؟ إن معنى ذلك أنه كان له الحق فى 
التوريث . وأخرجه والده من الميراث . وهذا ينطبق على الذين تركوا الإيمان . 
وفضلوا الظليات . والقرآن يوضح أمر الخروج من الظلمة إلى إلى النور ومن الكفر إلى 
الإباذ إن مرزئي اتنرقو» الإولمسينانا براقا لاون لين اانااسطة الرالسجن + 
ل وَدَخَلَ مَمَه آلنَجَنَ تبان قال أحدهسَ] إل رسي أغصر را كال الآسر 


م.ةء م1 روي م5 8م ىل دءةه وك 


إل أرمنين أحمل قوق رأمى خبيرًا تاصكل الطير منه نبلو إنا تنك 





ةا 
١١١١‏ ف22265022409+2©جهح حجمحمهه 


0 


من المي مين © قَالَ لا َأَيِكُماطَمَامُ رركئدة إلابات َوه قبل 
3 


أن يكنا دَلكَ ينا ما علج على رق بر كت مله موأ يمون به وهم ب بالآعرة 
هم كثفر 
كتنروت © » 
( صسورة يوسفف ) 


فهل كان سيدنا يوسف فى ملة القوم الكافرين ثم تركها ؟ لا . إنه لم يدخل أساساً 
إلى ملة القوم الذين لا يؤمنون بالله . إن هذه الملة كانت أمامه . لكنه تركها ورفض 
الدخول فيها وتمسك بملة إبراهيم عليه السلام . وى التعبير ما فيه من تأكيد حرية 
الاختيار . وهناك آية أخري يقول فيها الحق : 


وف عازه ةعمدق رده ه م6 م امم وه اي مو ععامه مه 
وآ براوق ب مومه 
عل بها نا إن معدي قير 2 » 
( سورة التحل )» 


إن معتى الآية أن الله قد خلقنا جميعا . وقدر لكل منا أجلاً . فمنا من يموت 
صغيرا . ومنا من يبلغ أرذل العمر . فيعود إلى الضعف وتقل خلايا نشاطه فلا يعلم 
ما كان يعلمه . وليس معنى الآية أن الإنسان يوجد فى أرذل العمر ثم يرد إلى الطفولة . 


وعندما يقول الحق : « والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى 
الظلبات » فالحق أورد هنا كلمة أولياء عن الطاغوت . لأن الطاغوت كا قلنا:ألوان 
متعددة . الشيطان طاغوت . والدجال طاغوت . والساحر طاغوت . وجاء الحق 
بالخبر مقرداً وهو الطاغوت لمتدا جمع وهو أولياء » ووصف هؤلاء الأولياء للطاغوت 
بأهم يخرجون الذين كفروا من النور إلى الظلمات , 


لفد أفرد الله الطاغوت وأورد بالجمع الأفراد الذين ينقلهم الطاغوت إلى 
الظليات . ولاذا لم يقل الله هنا : « طواغيت » بدلا من طاغوت ؟ إن الطاغوت كلمة 
تنم معاملتها هنا كيا نقول : « فلآن عدلء أو ١‏ الرجلان عدل» أو « الرجال 
عدل و . وعلى هذا القياس جاءت كلمة طاغوت . فالشيطان والدجال والكاهن 





صمححمحص صمح :1111005295959 2 
والساحر والحاكم بغير أأمن: الله ؟؛ اشلهم طاغوت » لقد التزمت الآية بالإفراد 
والتذكير . فالطاغرت تطلق على الواحد أو الاثنين أو الجياعة ‏ أى أن المخرجين من 
النور إلى الظلات هم أولياء الطاغوت . أو من اتخذوا الطواغيت أولياء » وهم إلى 
النار خالدون . والدخول للنار يكون للطواغيت ويكون لأتباع الطلواغيت 0 ئ يقرل 
الحق فى كتابه : 

تنا تتبوة سن دون الأالتتبُ جه مها كردُون جه 4 
(سورة الأنياء ) 
إن أتباع الطواغيت . والطواغيت فى نار جهنم . وقانا الله وإياكم عذابها . ويريد 
الحق سبحانه وتعالى أن يعطينا صورة واقعية فى الكون من قوله : ٠‏ الله ولى الذين 
آمتوا ٠‏ 6 فهر الولى » وهو الناضصر فيقول سبحاله : 


+ أَلَمَكَرَإِلَالَذِى عاج إنرَسِمَ ف رَيْوء أَنْءَاتَنهُ 
أسَهالمللك إِدَقَالَ إِرهمرن الْىيحي. 
وَيْمِيتُ قَالَأَنَا أ وَأْمِيت كَالَ رهم درك 
أسَمَيَأَقَ بِالنَّمْس مِنّ الْمَشْرِقٍ فَأتٍ يا من 
ا م سا2 


وساعة تسمع « ألم ثَره ؛ فأنت تعلم أنها مكونة من همزة هى « أ: وحرف نفى 
وهو هلم .٠‏ ومنفى هوه ترء والهمزة : تأق هنا للإلكار . والإنكار نفى بتقريع ٠‏ 
ولكنها لم تدخل عل فمل مثبت حتى يقال : إن أنكرت الفعل بعدها , مثا تقول 





2-291١‏ وج حون صمحم 
للولد : اتضرب أباك ! هنا ا همزة جاءت لا لتستفهم وإنما أتت تنكر هذه الفعلة . 
لأن الفعل بعدها مثبت وهو ه تضرب » . وجاءت الحمزة قبله فتسمى ٠‏ همزة إنكار ه 


ومادام الإنكار نفيا والفعل بعدها منفيٌ فكانك نفيت النفى . إذن فقد أثبته » 
كانه سبحانه عندما يقول للرسول صل الله عليه وسلم : ٠‏ ألم ثر» فالمقصود ه أنت 
رأيت : . ولماذا لم يقل له : ارايت ؟ لقن جاه بها باسلوب النغى كى تكون ارق + 
فقد يكون مجىء الإثبات تلفيئا للمسئول . فعندما يقول لك صديق : أنت'لم تسأل 
“غتى وأنت تهملنى . فانت قد ترد عليه قائلا : ألم أساعدك وأنت ضعيف ؟ ألم آخذ 
بيدك وأنت مريض ؟ 


لقد سبق أن قدمت خدفاتك لهذا الصديق ٠‏ ولكنك تريد أن تنكر النفى الذئ 
يقوله هو. وهكذا نعلم أن نفى النفى إثبات . ولذلك فنجن نأخخذ من قوله تعالى 
من هذه العبارة « ألم تر على معنى : أنت رأيت . والرؤية تكون بالعين . فهل رأى 
رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو المخاطب الأول بالقرآن الكريم من ربه - هل 
رأى رسول الله صل الله عليه وسلم هذه الحادثة أيام إبراعيم ؟ طبعا لا . فكأن « ألم 
تره هنا تأق بمعتى : ألم تعلم . 


ولاذا جاء ب د ألم تره هنا ؟ لقد جاء مها لنعلم أن الله حين يفول : « ألم تعلم » 
فكأنك ترى ما مخيرك به . وعليك أن تاخذه على أنه مصدق كأئك رأيته بعينك . 
فالعين هى ححاسة من حواسيك » والحاسة قد تخدع ى ولكن ريبك لا يخدع . إذن 
ف ه ألم تره تعنى : «الم تعلم علم يقين»٠.‏ وكأنك قد رأيت ها يرك به اللهء 
ولذلك يقول تعالى للرسول : 

١‏ اعمموء م ممم رؤاعء قوم 

د الم كف فعل ربك ,حب الفيل ج.. » 
( سورة الغيل ) 


والرسول ولد عام الفيل. ٠‏ فلم ير هذه الحادئة » وكأن الله يخبره بها ويقول له 0 
تعلم . وكأنه يقول له : اعلم علي يقينيا تانك تراه + لآن ربك أوثق من عينيك ٠‏ 





ححجوك :252100069995000 
وعندما يقال : « ألم تره فالمراد بها ه ألم تر كذا » . لكن الحق قال : « ألم تر إلى الذى 
حاج إبراهيم فى ربه » واستعمال حرف « إلى » هنا يشير إلى أمر عجيب قد حدث » 

: ومثال ذلك ما نقوله أحيانا : ألم تر إلى زيد يفعل كذا . 


فكأن ما فغله زيد أمر عجيب ٠‏ وكأنه ينبه هنا إلى الالتفات إلى نباية الأمرء لآن 
« إلى » تفيد الوصول إلى غاية » فكأتها مسألة بلغت الغاية فى العجب . فلا تأخذها 
كأنك زأيتها فقط . ولكن انظر إلى ايها فيا حدث . 

والحق يقول هنا : « ألم تر إلى الذى خاج إبراهيم فى ربه ه وه إلى » جاءت هتنا 
لتدل على أنه أمر بلغ من العجب غاية بعيدة . وهو بالفعل قد بلغ من العجب غاية 
ونج ع سمس بون عد أو بود عسوو ونيد 
ربه . لأنه لا يعنينا التشخيص سواءٌ كان النمروذ أو غيره . 


فإذا ذهب ب بعض المفسرون إلى القول : إنه ملك واسمه النمروذ . فإننا تقول لهم : 
تعر هكم ٠‏ وا لرخا الايد اسم الرجل لخد لا قلي يدامر 
أنه واحد خرج على رسولٍ الله إبراهيم عليه السلام وجادله فى هذه المسألة . 
والتشخيص هنا ليس ضرورياً . والحن سبحانه وتعالى حينم بريد شيوع الأمر وإمكان 
حدوثه فى أى باو وتان إن اللا سس الأسر »لاق نان بو ايعان لد 


يحاجج أى مؤمن .. وليسن كذلك الأمر بالنسية لأى ت* تشخيص أو تحديد , ومثال ذلك 
هؤلاء الذين يريدون أن يعرقوا قصة أهل الكهف + :ويعساءلون : أين ومتى ٠‏ وكم 
عتدقم:, :ومن هم ؟ 


ونقول : لووجاءت واحدة من هؤلاء لفسدت القصة ؛ لأنه لو حددنا زمانها سياق 
واحد يقول لك : مثل ذلك الزمان الذى حدثت فيه القصة كان يسمح ع 
ولوحددنا المكان سيقول آخر : إن المكان كان يسمم بهذه المسألة . ولوحددنا 
الأشخاض بأسمائهم فلان وفلان ٠‏ فسيقول الث : إن مثل هذه الشخصيات يمكن 
أن يضدر منبا مثل هذا السلوك وأق لنا بقرة إيمان عؤلاء © 


والحق لم يحدد الزمان والمكان والأشخاص وجاء بها مبهمة ليدل على أن أى فتية فى 


١١١)‏ أحهحجح ح 2222222 22 ججج 


أى زمان وفى أى مكان يقوئون ما يقولون » ولو شخصها فى واحد لفسد المراد . لنتظر 
إلى دقة الحق حين ضرب مثلا للذين كفروا بامرأة نوح وامرأة لوط حين قال جل 
وعلا : . 


معام بوط ءءء مدو 1 عه م م 


سرب أ تلان كروت برج وامرت وا تحت عدون ن من عبادنًا 
م صَِسنٍ انتاهما َل ييا 0 عَنْسما ملل طعا ويد حلا ارمع اين و © 
( سورة التحريم ) 
ولم يحدد لنا اسم امرأة من هاتين المرأتين . بل ذكر الأمر المهم فقط ؛ وهوأن كلا 
منهيا زوحة لرسول كريم . ولكن كلا منهها أصرت على الكفر فدخلتا النار . ولكن 
الحق سبحانه وتعالى حين أراد التخصيص بحادث لن يتكرر فى أى زمان أو مكان 
جاء بذكر السيدة عريم بالتشخيص والتحديد الواضح حين قال : 


مس ومموجت >" فب كيم اوعاسي صو مم ممم هم ساعم تامء. 


وسيم بك ران لي حصنت فَرْجَها ََمَخْنَا فبه من روحنا وَصَدَقَتْ كنت 

موس سق , ميرم مه 

ريا وكتبهء وكات من المسبين 1 »© 

( سورة التحريم ) 

تحديد الح لمريم بالاسم والحادث لماذا ؟ لآن الواقعة غير قابلة للتكرار من أَيهٍ 
امرأة أخرى , التشخيص هنا واجب ؛ لأنه لن تلد امرأة من غير زوج إلا هذه إنما 
إذا كانت المسألة ستتكرر فى أى زمان أو مكان فهو سبحانه يأق بوصفها العام . ومثال 
ذلك قول الححق : « ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم ؛ فلم يقل لنا : من هو؟ وه حاج » 
أصلها ه حاجج ؛ . مثل « قائل » وه شارك » . وعندما يكون هناك حرفان مثلان . 
فنحن نسكن الأول وندغم الثان فيه وذلك للتخفيف . قتصير ( حاج ) . ود حاج » 
من مادة 3 واللملوطليي يالليطاركف» وني ببسي الال 3 
المثال : 


نحن تقول : قاتل زيد مرا . أو نفول : قاتل مروزيدأء ومعنى ذلك أن كلا 
منبهها قد تقائل . وكلاهما فاعل ومفعول فى الوقت نفسه . لكننا غليتا:جانب الفاعل 
فى واحدء. وجانب المفعول فى الثانى . برغم أن كلا منها قاعل ومفعول فعا . 





حمبحصن مص صمو صمص حص وحص صوصو ١1ااأله‏ 
ومثال آخر » حين نقول : شارك زيد عمراً » وشارك عمرو زيداً » إذن فالمفاعلة . 
جاءت من الاثنين , هذا فاعل وهذا مفعول ٠‏ لكننا عادة تغلب الفاعلية فيمن بدأ » 
والفعولية فى الثاى . وإن كان الثاى فاعلا أيضا , ولذلك يقول الشاعر عندما يريد أن 
يشرح حال إنسان ينث فى مكان في حيات كثبرة ومتحرزاً من أن حية تلدغة ففال': 


قد سام الحيات مله القدم 
الأفعوان والشجاع القشعا]ا 


إن الشاعر هنا يصف لنا إنساناً سار فى مكان ملىء بالحيات ٠‏ وعادة ما يخاف 
الإنسان أن تلدغه حية . لكن هذا الإنسان الموصوف فى هذا البيت نجد 
أن الحيات قد سالمت قدمهء أى لم تلدغه لأنه لم بها . والثعابين عادة لا تلد 
إلا من يبدأها بالإهاجة . نجد هنا أن الفاعل هو الحيات ؛ لاأنبا سالمت قدمه . 
ويصح أيضا أن نقول : إن القدم هى التى سالمت الحيات . 


: ونحن نعرف من قواعد اللغة ما ذرسناه قديًا ما يسمى بالبدل . والبدل يأخذ 
حكم المبدل منه » فإن كان المبدل منه مرفوعا جاء البدل مرفوعا » » وإن كان المبدل منه 
منصوبا جاء البدل منصوباء وإن كان المبدل منه محرورا كان البدل كذلك . هنا 
جاءت: ٠ ٠‏ الحيات » فى هذا البيت من الشعر مرفوعة ولكن الأفعوان جاءت فى البيت 
تسيو مع أنها بدل من مرفوع هوه الحيات ٠‏ لأنه لاحظ ما فيها أيضاً من المفعولية 
0 . كها أن بالإمكان أن 3 تقرأ و الحيات » بالنضب وه القدم » بالرفع لآن 
كلا منبها فاعل ومفعول من حيث المالمة , 


وكذلك فى قول الحق سبحانه : « الم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه » نحن 
نلاحظ أن كلمة و إبراهيم » تأ فى الآية الكريمة منصوية بالفتحة . أى يغلب عليها 
المفعولية . فمن إذن الذى حاجٌ إبراهيم ؟ إنه شخص ماء وهو الفاعل ؛ لأنه الذى 
بدأ بالمحاجة . وهكذا تدلنا الآية الكريمة . وتصف الآية ذلك الرجل ١‏ أن آتاه الله 
املك » أى أن الرجل قد وهيه الله الملك وقد حاج هذا الرجل إبراهيم فى ربه » فكان 
هذا الرجل هو الذى بدأ الحجاج قائلا لإبراهيم : من ربك ؟ 





ي اق 
١‏ وو ه0225 22ج2ه و ورج وح 
فقال إبراهيم عليه السلام : « ربى الذى يحيى ريميت » وهذه هى براعة القرآن فى 
آن يترك الشىء ثقة بأن السامع يرد كل شىء إلى أصله ء فقوله الحق : « إذ قال . 
إبراهيم ري الذى يحبى ويميت » فكأن الذى حاج إبراهيم سأله : من ربك ؟ فقال 
إبراهيم : «رى الذى يحبى ويميت » . 


ولنا أن نلحظ أن هذه الآية قد جاءت بعد قوله الحق فى الآية السابقة : « الله ولى 
الذين آمنوا ٠‏ . والولاية هى النصر والمحبة والمعونة » فيريد سبحانه أن يبين لنا كيف 
أعان الله إبراهيم على من حاجه . إلا أن الذى خاج إبراهيم دخل فى متاهات 
السفسطة بعد أن سمع قول إبراهيم : ٠‏ رب الذى يحبى ويميت .٠‏ وقد جاء الحق 
ب ه يحى ويميت » ؛ لآن تلك القضية هى التى لم يدع أحد أنه فعلها . ول يدّعَ أحد 
أنه شريك فيها . حتى. الكافرون إذا سألتهم : من الذى خلق ؟ يقولون الله . 


إذن فهذء فضية ثابتة . إلا أن الخصم الذى حاج إبراهيم أراد أن ينقل المحاجة ثقلة 
سفسطائية . والسفسطة كا نعلم هى الكلام الذى يطيل الجدل بلا نهاية . 


وقال الرجل الذى يحاج إبراهيم عليه السلام : إذا كان ربك الذى يحيى ويميت 
فأنا أحبى وآفيت ع8 


فأله إبراهيم عليه السلام ؛ كيف تحى أنت وتيت ؟ 


فال الرجل : أنا أقدر أن أقتل ما عندى من مساجين واقدر ألا أقتلهم . فالذى لم 
أقتله كأننى أحييته . والذى فتلته فقد أمته . 


ولم يقل سيدنا إبراهيم لنتفق أولا ما الحياة ؟ وما الموت ؟ ذلك أن إبراهيم خليل 
الرحمن لم يشأ أن يطيل هذه المجادلة . فجاء له بأمر يُلجمه من البدابة وينتهى 
الجدل . فقال له : « إن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت 
الذى كفر ه . وهكذا أنهى سيدنا إبراهيم هذا الجدل . كان من الممكن أن يدخل 
معه سيدنا إبراهيم فى جدل .: ويقول له : ماهى الحياة؟ 





صخ7خخبحص وص صم ص حص محص ب جحد رادا 

ونحن تعرف أن الحياة هى إعطاء المادة ما يجعلها متحركة حساسة مريدة 
مختارة» أما ال موت فهو إخصراج الروح من الجسد » فالذى يقتل إنساناً ؛ إنما يخرج 
روحه من جسله » والقئل يختلف عن الموت ؛ لأن الموت خصروج الروح من الجسد 
بدون جرح 0 أو نقض بنية 2 أو عمل يفعله الإنسان فى بدنه كالانتحار ١‏ 

وقد يكون الإنسان جانا مكانه وينتهى عمره فيموت ٠‏ ولا أحد قادر قبل ذلك 
أن يقول له. : مت فيموت »ء هذا هو الموتث » لكن إزهاق الرؤح بجرح جسيم أو 
نقض بنية فهذا هو القثل وليس الموت » ولذلك يجعل الله القتل مقابلاً للموت ٠‏ فى 
قوله تعالى : 

« وما مُحَمّدٌ إلا رَسُولُ قد حَْت من قبْله اسل أقإن مات أو قعل انقلبعم 
على عابم ون يَنقلب' على َقبي فلن ير اله ينا وى الله الشاكرين 
تع رما كاد لنضررأن مت إلأ بن اله اا مونلاو د واب لني 


تؤته منها ومن برذ تراب الآخرة ثؤته منهًا وَستَجزى الشاكرين 652 » 
( سورة آل عمران ) 
وقد أوضح لنا الله سبجانه وتعالى الفرقي بين لوت والقتل » وجعل كلا منهما 
مقابلاً للآخر » فعندما أشيع أن رسول الله فد قتل » هم بعض المسلمين بالارتداد 
إلى الكفر ء فانكر الله عليهم ذلك قائلاً : إن محمداً رسول من عند الله قد مات من 
قبله المرسلون أفإن مات أو قتل رجعتم عن الإيمان للكفر » ومن يفمل ذلك فإئما 
يضر نفسه والثواب عند الله للثابتين على منهج الله الشاكرين لنعمه ٠‏ أوضح لنا 
الحق أن موت أى إنسان لا يمكن أن يحدث إلا بإذن الله » وقد كتب الله ذلك فى 
كتاب مشتمل على الآجال . 
ويريد الله أن ينبهنا ويُلفتنا إلى حقيقة مهمة وهى أن الرسل فى جدلهم مع أمهم 
أو مع المناقشين لهم لا يكون الهدف أن الثبى يظفر بالغلية وإما يكون الهدف بالنسية 
للرسول أو النبى أن يصل إلى الحقيقة » ولذلك لم يتوقف إبراهيم عليه السلام مع 


يسبب يبب ست 


١١١١‏ وح نح وح وص وحن وحص صمو حمهصد 


الرجل الذى يحاجَه فى الله عند نقطة الإحياء والإماتة ؛ لأنه رأى فى مناقشة الرجل لونا من 
السفسطة . 


وعلينا ونحن لتدبر آيات القرآن بالخواطر الإيمانية أن نفهم الفرق بين الإماتة 
والقتل . الصحيح أن الإماثة والقتل يشتركان فى أمر واحد وهو خروج الروح من 
الجسد . والإماتة تختلف عن القتل بأنه لا يقدر عليها إلا واهب الحياة الذى وضع 
مفومات خاصة فى البنية الإنسانية حتى تسكها الروح . وهو القادر على أن يسلب 
الروح بأمر غير محس . 


أما القتل فهو أن تجرح إنسانا فيموت , أو تنقض بنيته » تكسر له رأسه مفلا ء أما 
« الإماتة ؛ فهى أن تنقبض حياته بمجرد الأمر دون أن تقربه . هل أجد من البشر 
يقدر على هذه ؟ لا . إذن فالذى حاج إبراهيم لم يحى الذى قال : إنه سيتركه بدون 
عقوبة . إنه لم يقتله . لكنه أبقى الحياة التى كانت فيه . هذا إذا أردنا أن ندل فى 
جدل ؟* 


والله قد جعل القتل مقابلاً للموت : صحيح أنهما ينتهيان بأن لا روح . لكنْ 
هناك فرق بين أن تؤخذ الروح بدون هذه الوسائل . وأن تترك الزوحٌ البدن لأن بنيته 
قد تهدمت . وإياك أن تظن أن الروح لا تخضع لقوانين معينة . إن الروح لا تحل 
إلافى فادة خاصة . فإذا انتهت المقومات الخاصة فى المادية فالروح لا تسكها ء 
فلا تقل : إنه عندما ضربه على رأسه أماته ! لا هولم مخرج الروح لأن الروح 
بمجرد ماانتهت البنية تختفى , 


والمثال الذى يوضح ذلك : لنفترض أن أمامنا نورًا . إذا كسرت الزجاجة يذهب 
النور . هل الزجاجة هى النور ؟ لا . لكن الكهرباء لا تظهر إلا فى هذه الزجاجة , 
كذلك الروح لا توجد إلا فى بنية لها مواصنفات خاصة ٠‏ إذن فالقاتل لا يحرج الروح 
ولكنه تهدم البنية بأمر محس + فالآمر الغيبى وهو الروح لا يسكن فى بنية مهدومة . 


«ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن آتاه الله الملك » ء انظر إلى الطغيان » 





سوسم سب سم سي يي ورتم إسوووك وس و وك و1 


أتجغل إيتاء املك وهو نعمة وسيلة إلى التمرد على من أنعم عليك بهذا ؟ أتجعل شكر 
النعمة بأنك تخالف المنعم ؟ من الذى أبطره ؟ أأبطره أن آتاه الله الملك ؟ وكيف يعين 
لله واحداً ليس مؤمنا به ؟ ُلك بمعنى الأمر والنهى 5إنا عون للمبلع عن الله , إنا الملك 
الآخر مُلّكْ السلطان بآن بحَكُمْ إنسانا على جماعة » فمن الجائز أن يكون مؤمنا . وأن يكون 
كافراً . 


وقوله « أن آتاه الله املك إذ قال إبراهيم ربى الذى بحجى ويميت » هو جواب على 
من قال : «من ربك » فجاءته إجابة إبراهيم عليه السلام « ربى الذى يحنى ويميت 
دا نا سيو وأبيت م ومفناءا ووس لآم مو سيل يقل هرامع : 
أأنت تخ وتيت + بل ينقلة إلى أمر آخخر . كانه قد قال له : اترك الأمر الغيبى وهو 
الروح . وتعال للأمر المشهود ٠‏ قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت 
بها من المغرب فبهت الذى كفره. 


ولأن الله ولى الدين أمنوا فهو سبحانه لم يلهم المحاج أن يَرْدَ + كان يستطيع أن 
يقول له :لجسل من يال نانفل اقغرق ياك امن لريب لكك ل يقلا !عا يذاذا 
على أنه غبى ! أو يكون ذكيا فيقول : إن الرب الذئ معه يبهذا الشكل قد يفعلها . 
فخاف . إذن ف والله ولىّ الذين آمنوا » حقا . وهو سبحانه : يخرجهم من الظليات 
إلى النور» . 1 


ومامعق “كلمة و تبك 2؟ إن البهث يأغذ ثلآك صوز: |الصورة الآوى : 
الدهشة ؛ قله فيا يمكن أن تحدث فيه مماحكة إلى مالا تحدث فيه مماحكة وجدال . 
ازا أن د أمرا يرد به فلم :يقدر:. تيان : آنا أحوى وآيكت لقد دهش . وأول 
ما فاجأه هو الدهش . ثم كان التحير. أراد أن يجد أى محرج من هذه الورطة فلم 
يمد ء إذن فقد هزم . فهذه هى اية البهت اقواعيتأة تع أله“ دهئن أولا .. 
فتحير فى أن يرد ثانيا » فكان نتيجة ذلك أنه هزم ثالثا .: وهذا أمر ليس بعجيب ؛ 
لأنه مادام كافراً فئيس له ولى ٠‏ أو وليه من لا يقدر « أولياؤهم الطاغوت : . أما 
إبراهيم خليل الرحمن فوليه الله ٠‏ ' 

ويختم الح الأية بقوله : د والله لا يبدى القوم: الظالمين » لا يبدمهم إلى برهان . 





ه١١١١‏ اوح حم4ت 6292:5252 
ولا إلى دليل . ولا إلى حجة . لأن وليهم الشيطان . ٠‏ والله لا يبدى القوم الظالمين » 
والأبة النى تأى من بعد ذلك كلها سنتدخخل فى الحياة والموت . ومن المهم أن الآأية 
تدخل فى الحباة والموت كى لا نفهم أن إبراهيم إنما ترك المحاجة مع ذلك الذى حاجه 
فى أمر الموت والحياة هربا من الكلام فيها . لذلك يريد الله أن يتوق تلك القضية 
استيفاء فى قصص عتعددة . ويبسط الحق القضية التى عدل عنها إبراهيم وهى الموت 
والحياة فيقول سبحانه : 


تقد أَوكَالدِى صر عل ويَةٍوَهَحَاوِيَة عَلَعْرُوشِها 
ل يض هيه تووم دعا 


ع 


3 


مر 2 


ل عم 6 دم أ 
2000 : يَحَسَند وز إلَحِمَرظ وَمْمَك 


:ازيتة لاد 3 ولتظليرنكت. 1 لملار حَيفَ 
هَائْمَنَكْسُوهَا يَعْمَْمََكًا : 50 


اق عَلَكُلنَىْ وقَرسِرٌ © 2 


وعتدما ننظر إلى بداية الآية نجدها تبدا .ب ه أوء ١‏ وما بعد ه أو » يكوت معطوفاً 
على ما قبلها . فكأن الحق يريد أن يقول لنا : أو ( ألم تر) إلى مثل الذى مر على 
وم ! 


وعندما تسمع كلمة ٠‏ قرية ٠‏ فإنها تفيد تجمع جماعة من الناس يسكنون فى مكان 





ةا 
صمص حيوجو 9225 230900050 1ك 


محدود » ونفهم أن الذئ مر على هذه القرية ليس من سكانها , إنما هو قد مر عليها 
سياحة فى رحلة . ونلحظ كذلك أن الحق سبحانه لم يشأ أن يأق لنا باسم القرية أو 
باسم الذى مر عليها . 


قال البعض : إنه هو أرمياء بن حلقيا أو هو الخضر . أو هو عزيرء وقد قلنا من 
قبل : إنه إذا أبهم الحق فمعناه : لا تشخص الأمر . فيمكن لأى أحد أن يحدث معه 
هذا . 


دأو كالذى مر عل قرية » . وقالوا : إنا بيت المقدس » «وهى خحاوية على 
عروشه' » وحتى نفهم معنى خاوية على عروشها . لنا أن نعرف أننى عندما أقول : 
٠‏ أنا خويان » أى ه أنا بطنى خاوية ٠‏ : « جوعان » ف ٠‏ خخاوية » المقصود بها أنبا قرية 
خالية من السكان . وقد تكون أبنيتها منصوبة » لكن ليس فيها سكان . والحق 
بقوله عن نلك القرية : إنها خخاوية على عروشها . وه العرش ‏ يُطلق على البيت من 
الخيام : ويطلق كما نعرف على السقف , فإذا قال : ه خاوية على عروشها » أى أن 
العرش قد سقط أولا . ثم سقطت الجدران عليه » مثلما نقول فى لغتنا العامية : 
وجاب عاليها على واطيها » . 


وعندما يمر إنسان على قرية مثل هذه القرية فلا بد أن مشهدها يكون شيئاً لافتا 
للنظر . قال : ٠‏ أن يحبى هذه الله بعد موتها ه فكأنه يسأل عن القرية » وعن إماتة 
وإحياء الناس الذين يسكنون القرية . والحق حين يذكر القرية فى القرآن فهو يقصد 
فى بعض الأحيان الحديث عن أهلها مثل قوله تعالى : 


عم وعم 


( سورة يوسف ) 
إن أبناء يعقوب عليه السلام حين عادوا من مضر وتركوا أخاهم الأصفر مع 
يوسف عليه السلام قالوا لأبيهم : أرسل من يأتيك بشهادة أهل مضر واسأل بنفسك 
زملاءنا الذين كانوا معنا فى القافلة » وسيقولون لك : إننا قد تركنا أخانا بمصر . 
لكن سؤال الذى مر على القرية الخاوية على عروشها عو سؤال عن أهلها . 





١ض ١‏ أجوبوج 2245224225242 حرج ج«جا7وح- 


:أل تح هله الله بعد موتهاء“وساعة :تمع و أق'4'فهَى تاق .مزة بغ 
كيف 6 . ومرة تأتق بمعنى : « من أين وء والمناسب لها هنا هو أن يكون السؤال 
كالتالى : «كيف يُحبى الله هذه بعد موتها » ؟ وقوله هذا يدل على أنه مؤمن » فهو 
لا يشك فى أن قضية الإحياء من الله » وإئما يريد أن يعرف الكيفية . فكأنه مؤمن بأن 
الله هو الذى يحيى ويميت ء وهذه ستأق فى قصة سيدنا إبراهيم : 

« نكي نحي انمرق 

زمن الآية 75١9‏ سورة البقرة ) 

هولا يشك فى أن الله يحى الموق ٠‏ إنما يريد أن يرى كيف تنم هذه الحكاية ؛ لان 
اكد عر يا ان تزف كين التواد». لانيل ألة ملب إن وجو ا الكرريب 

فيتساءل : كيف تم عمل هذا الشىء.؟ مثليا نرى الأهرام » وتحن لا نشك أن 
الأغرام. مبيّة ناا الفاكل » لكننا نتساءل فقط : كيف بنوها ؟ كيف نقلوا الحجارة 
بضخامتها لأعلل ولم يكن هناك سقالات أو روافع آلية ؟ إذن فنحن نتعجب فقط » 
والتعجب فرع الإيمان بالحدث . 


والسؤال عن الكيفية معناه التيقن من الحدث . فقول الحق : ١‏ أن يحى هذه 
الله , ٠‏ يعنى : كيف يحبى الله هذه القرية بعد موتها ونا ل لايشك فى أن 
الله يى ٠‏ ولكنه يريد الكيفية . والكيفية ليست مناط إيمان ء فالله لم ينهنا عن 


التعرف على الكيفية ؛ فهو يعلم أننا نؤمن بأنه قادر على إيجاد هذا الحدث . 


وأضرب هذا المثل ‏ ولله المثل الأعلى ‏ فمصمم الملابس عندما يقوم بتفصيل أزياء 
جميلة . أنت تراها» فأنت تتيقن من أنه صانعها . ولكنك تتعجب فقط من دقة 
الصئعة ٠‏ وتقول له : بالله كيف عملت هذه ؟ كانك قد عشقت الصنعة ! فتشوقت 
إلى معرفة كيف صارت ٠‏ فا بالنا بصنعة الحق تبارك وتعالى ؟ إنك تندهش وتتعجب 
لتعيش فى ظل السر السائح من الخالق فى المخلوق . وتريد أن نعم بهذه النعم . 


ومثال آخر -ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد أنت ترى مثلا لوخة رسمها 





حوح ‏ ح22 22 نج جوصح و جو توصو بوره 
الألوان . بل تريد أن تسعد نفسك بأن تعرف كيف رسمها : إذن فقوله وقول 
إبراهيم بالسؤال فى الاحياء والاماتة فيها يأق ليس معناه أنه غير مؤمن بل هو عاشق 

. ومشتاق لأن يعرف الكيفية ؛ ليعيش فى جو الإبداع الجالى الذى أنشأ هذه الصنعة . 


ونعلم أن إحياء الناس سيترتب عليه إحياء القرية ٠‏ فالإنسان هو باعث الحركة 
التى تعمر الوجود . والناس لهم حياة ولهم موت , والقرية بأنقاضها وجدرانها 
وعروشها ها حياة وها موت . وعندما سأل العبد هذا السؤال . أراد الله أن تكون 
الإجابة تجربة معاشة فى ذات السائل ؛ لذلك يأ القرآن بالقول « فأماته الله مائة 
عام » 5 


إن صاعب السؤال قد أراد أن يعرف الكيفية . وطلبه هو إيمان دليل . ليصبح في] 
بعد إيمانا بواقع مشاهد « فأماته الله مائة عام »لقد جعل الله الأمر والتجربة فى السائل 
ذاته وهذ!ا إخبار الله . لقد أماته ماثة عام 3 والعام هو الخول » وقد سموا « الخول : 
عاما ؛ لأن الشمس تعوم قى الفلك كله فى هذه المدة » والعوم سَبْحٌ , والحق يقول : 

روت | سس عومم ل 
«9 وكل فى فلك يسبحون » 
من الآية 4٠١‏ مورة بسن) 

ولذلك نسميه عاماً . ٠‏ فاماته الله ماثة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبئت يوماً أو 
بعض يوم ٠‏ » فكأن الله قال له كلاماً كبا كلم موس . أو سمع صوتاً أو ملكا أو أن 
أحدًا من الموجودين رأى التجربة . فالمهم أن غناك منؤالاً وجوابًا.. ويخيرنا امدق 
سبحانه بحوار دار فى هذا الشأن » السؤال هو : كم لبثت ؟ فأجاب الرجل : لبنت 
يوم أو بعض يوم . 


وإجابة الرجل تعنى أنه قد تشكيك القتدييية البو لك الإزبي عل الا ياد كي 
انتهى ٠‏ أو أنه عندما رأى الشعمس مشرقة أجاب هذه الإجابة :ه لبئت يوما أو بعض 

يوم » أو يكون قد قال ذلك ؛ لأنه لا يستطيع أن يتحكم فى تقدير الزمن ا 
صادق فى قوله أو كاذب ؟ إنه صادق . لأنه لم ير شيئاً قد تغير فيه ليحكم. بمقدار 
التغير» » فلو كان قد حلق لحيته مثلا . وقام بعد ذلك ليجد لحيته قدد طالت ع أوقد 





2520© حجوح جح وج ج49‎ ١ ١١ 
فلو حدثت أية تغيرات فيه لكان قد‎ ٠ نام بشعر أسود . وقام بعد ذلك بشعر أشيب‎ 
. لمسهاء. لكنه لم يجد تغيرا‎ 


فياذا كان جواب الح ؟ قال الحق : و بل لبثت مالة عام + . إننا هنا أمام طرفين 

ويكاد الآمر أن يصبح لغزأً . طرف يقول : ٠‏ لبثت يوماً أو بعض يوم ٠‏ ورب يقول : 
« بل لبثت ماثة عام » . ونريد أن نحل هذا اللغز . إن الحق سبحانه صادق ومنرّه » 
والعبد المؤمن صادق فى حدود مارأى من أحواله . 


ونريد دليلا على هذا . ودليلا على ذاك . نريد دليلا على صدق العبد فى قوله : 
لبثت يوماً أو بعض يوم » . ونريد من الحق سبحانه وتعالى دليل اطمثنان لا دليل 
برهان على أن الرجل قد مات مائة عام وعاد إلى الحياة . 


ونقول : إن فى القصة ما يؤيد « لبشت يوما أو بعض يوم ٠»‏ وما يَؤيد ه بل لبثت 
مائة عام » » فقد كان مع الرجل حماره . وكان معه طعامه وشر ابه من عصير وعلب 
وتين فقال اق سبحانه وتعاق : و لبثت ماثة عام » ..وأراد أن يدلل على الصدق 

فى القضيتبن معأ قال : «فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه ,» ونظر الرجل إلى 
طعامة وشرابه فوجد الطعام والشراب لم يتغيرا . وهذا دليل على أنه لم يمكث إلا يوها 
أو بعضض يوم ١‏ وبذلك ثبت صدق الرجل ٠.‏ بقيت قضية «مالة عام » , 


فقال الحق : « وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس » وهذا القول يدل على أن 
هنا شيئا عجيبا » وأراد الله أن يبين له بنظرة إل الحبار دليلاً على صدق هرور مائة 
عام » ووجد الرجل حماره وقد تحول عظاماً مبعثرة ٠‏ ة . ولا يمكن أن يحدث ذلك فق زمن 
قصير ‏ فإن موث الخيار آمر قد تدك فى .يوم + » لكن أن يرم جسمه . ثم ينتهى لحمه 
إلى زماد » ثم تيقى العظام مبعثرة . فتلك قضية تريد زماناً طويلاً لا ينسع له إلا ماثة 
عام فكأن النظر إلى الحرار هو دليل على ضدق مرور ماثة عام . والنظر إلى الطعام 
دليل على صدق ٠يوما‏ أو بعض يوم » . 


فالقضية إذن قضية عجيبة » وكيف طُوى الزمن فى مسالة الطعام ٠‏ وكيف بُسط 


صمح حم مج جحجموو وججواحوج و جح ومجووجج بج ناس 


الرمنق«سحالة: رنيج إنة«سب اناد يظون كنا اندم التائقنالإتساك اتير :الى 
يقيض الزمن فى عق شىء + وتبسط الؤمن فى حى شيىء آخرء والشيئان متعاصران 
معا . وتلك العملية لا يمكن أن تكون إلا لقدرة طليقة لا تملكها النواميس الكونية » 
وإنما هى التى تملك النواميس . 


وقد قال الحق سبحانه : « ولنجعلك آية للناس ه. فمن هم الناس الذين 
سيجعل الله من قضية الذى مر على قرية آية لحم ؟ كان لابد أن يؤجد أناس ىق 
القصة . لكن القرية خاوية على عروشها . وليس فيها إنسان أو بنيان . أهم الذذين 
كانوا فى القرية أم سواهم ؟ قال بعض المفسرين هذا . وقال البعض الآخر الرأى 
المضاد . 


وأصدق شىء يمكن أن يتصل بصدق الله فى قوله ؛ « ولنجعلك آية للناس » هو 
قبض الله للزمن فى حق شىء ١‏ وبسطه فى حق شىء آخرء وعزير كا قال جمهرة 
العلياء هو الذى مر على قرية . وغزير هذ! كان من الأربعة الذين يحفظون التوراة + 
فلم يحفظ التوراة إلا أربعة : موسى . وعيسى ٠.‏ وعزيرء ويوشع ٠.‏ وقد أراء الله 
| العظام وكيف ينشزها ويرفعها فتلتحم ثم يكسوها لحا ء أي آراه عملية الاحياء 
مشهدياء وفى هذا إجابة للسؤال : وأى يحبى هذه الله بعد موتها» ؟ 


والح يقول : « وانظر إلى العظام كيف ننشزها» وه ننشزها» أى نرفعها » ورأى 
«عزير» كل عظمة فى حماره » وهى ترفع من الأرض ٠‏ وشاهد كل عظمة تركب 
مكانبا . وبعد تكرين اليكل العظمى للحار بدأت رحلة كسوة العظام لجرا » وبعد 
ذلك تأق الحياة : 


لقد وجد عزير إجابة فى نفسه . ووجد إجابة فى الحجمار» ومن بعد ذلك تذكر 
قزيته التى برج منهاغ وأراد العودة إليها ‏ فليا عاد إليها وجد آمرها قد تغير بها 
يتناسب مع مرور مائة عام » وكان فى تلك القرية مولاة لحم » أى آهة فى أسرته » 
وكانت هذه الأمة قد عميت وأصبحت مقعدة » فلما دخل وقال : أنا العزير . قالت 
الأمة : ذهب العزير من مائة عام ولاتدرق أين ذهب ولم بعد ؟ 





هه ١م‏ ح وح ح جو وح :و 2 جوج و حم ١‏ 
قال : أنا العزير . قالت : إن للعزير علامة . هذه العلامة أنه مجاب الدعوة » 
ولم تنس نفسها . قالت : فإن كنت العزير فادع الله أن يرد عل بصرى وأن بخرجنى 
من قعودى هذا . فدعا عزير الله فبرئت ٠‏ فلما برئت ؛ نظرت إليه فوجدته هو العزير 
فذهبت إلى قومها وأعلنت أن العزير قد عاد . وبعد ذلك ذهب العزير إلى ابنه » 
فوجده رجلا قد تجاوز مالة سنة ٠‏ وكان العزير لا يزال شابا فى سن خمسين سئة . 


ولذلك ترق الشناعز ,يقول ملقزاة بوماانن رأق. أناء.وقواق قنك مره ؟ 
والمقصود مبذا اللغز هو العزير الذى أماته الله وهوق الخمسين ثم أحياه الله فى عمره 
نفسه بعد مائة عام , والتقى العزير بابنه . قال الابن : كنت أسمع أن لأبى علامة 
بين كتفيه « شامة ه. فللا كشف العزير كتفه لابئه وجد الشامة . 


وتثبت أهل القرية من صدق عزير : بشىء آخبر هو أن ( بختنصر ) حينها جاء إلى 
بيت المقدس .ويخرببها جرق التوراة . إلا أن رجلا قال : إن أباه قد دفن فى مكان 
مانسخة من التورأة . فجاءوا بالنسخة . قال العزير : وأنا أحفظها . وتلا العزيز 
التوراة كما وجدت فى النسخة . فصدق القوم أنه العزير ٠‏ وتعجب الناس وهم 
يشاهدون ابنا تخطى المائة وأبا فى سن الخمسين . ولذلك يذيل الحق الآية بالقول : 
«دقال أعلم أن الله على كل شُنىء قديره . 


ألم يكن قبل ذلك يعلم أن الله على كل ثوئء قدير؟ نعم كان يعلم علم 
الاستدلال . وهو الأن يعلم علم المشهد . علم الضرورة ٠‏ فليس مع العين أين . 


إذن ف « أعلم أن الله عل كل شىء قدير ».هى تأكيد وتعريف بقدرة الله على أن 
يبسط الزمن ويقبضه . وقدرة الله على الإحياء والإماتة . فصار يعلم حق اليقين بعد 


أن كان يعلم علم اليقين . 


وهذه المسألة تفسر مايقوله العلم الحديث عن تعليق الحياة . ومعنى تعليق الحياة 
هو يشبه ما تفعله بعضن الثعابين عندما تقوم بالبيات الشتوى . أى تنكمش فى الشتاء 





زان 
عفصحه مصص مص وحوح صيحمن بوره 
فى ذاتها ولا نبدى حركة . وتظل هكذا إلى أن يذهب الشتاء . ومدة البيات الشتوى 
لا تحتسب من عمر الثعابين . ولذلك يقال : إن ذلك هو عملية تعليق الحياة . وهذه 
العملية التى قد نفسر بها مسالة أهل الكهف . فأهل الكهف أيضا مرت ت عليهم 
العملية نفسها : 
« وكيك : ا . م َل مآ ابل منهم كز لدم الوا بدا وما و عض 
ه 
( عن الأية ١9‏ سورة الكهف ) 
إنهم لم يروا شيئاً قد تغير فيهم . وبعد ذلك قال الحق سبحانه : 
« ولَبثوا ف كَهفَهم تَلَدتَ مأل سنينَ وَأزْدادوا نما 9ج » 
( سورة الكهف ) 
إن الله حدد الزمن الذى لبثوه . بينها هم قالوا : إن الزمن هويوم أو بعض يوم . 
ومعنى ذلك أنهم عندما ناموا هذا اللون من النوم واستيقظوا وجدوا أنفسهم على 
حالتهم التى كانت قبل هذا اللون من النوم . إذن فقد علق الله حياتهم . وتلاحظ 
أن كل هذه العملية قد جاءت هنا فى قضة العزّير بعد آي الكرسئ التى تصور العقيدة 
الإيمانية : 


200000 مافب3 مملافقف بو سسية 
2 آل لاإلنه| ا لقَبُوم لاناهدم نولا ا مَافي السمنوّت ومافي٠‏ 2 
0 عيملا م2 3 2 كنكوودييروة 
الارّض من ذا الذى يَنْمُمْ ء غندهب 0 قد ضَّْ مابين ايدييم تنوم 
ا 2 225 ينعتال رفاسي دح 5 
ولا يحيطون عدا من علسه > إلَاعَاعاة وسم الرسيه آلسملوات والأرض 


ب ع ررم ل 010 


ولا بشوده, حفظهما ململ العظم 5© » 
( سورة البقرة ) 
وتصور قضية الحياة وقضية الموت ونعلم أن إبراهيم حين حاجه الرجل وقال له 5 





ررح محخححوحصمح ص وحص صوص حهوهت 
و آنا لعى وآبيت عاتقل إبراميع الحبَّة إلى الليل والغهار ء وطلب منه أن يعكس آية 
الليل والنبار . فقال للرجل : «فإن الله يأق بالشمس من المشرق فأت بها من 
المغرب فبهت الذى كفر» . 


وحتى لا يظن أحد أن إبراهيم عليه السلام إنما ترك الكلام عن الاحياء والإمانة 
فراراً من الجدل . ونقل الأمر إلى الشمسن ٠‏ لكن أراد الله أن يأتى بقصة هذا الإنسان 
الذى مر على قرية وهى خاوية » فيحدث له كل ما تقدم ليثبت الحق لنا أن قضية 
ألحياة وقضية الموت بيده وحده . وليخرج الحق سبحانه أمر الحياة والموت عن مجال 
السفسطة الجدلية . وعرففا من قبل معنى السفسطة الجدلية حينم| تعرضنا لقول الذى 
حاج إبراهيم فى ربه باثنين من المسجونين وقال : أنا أستطيع أن أقتل واخدا . وأن 
أترك الثاى. بلا قتل . 


هذه هى السفسطة : إنه لم يحى ء بل أبقى جياة . وعرفنا أن الإجياء ضد 
الإماتة + لان الإماتة هى أن تخرج الروح من الجسد بدون جرح , أو نقض بنية » أو 
عمل يفعله الإنسان فى البذن , أما إذا فعل إنسان أى شىء من هذه الافعال ضد 
إنان آخخر فلا يقال إنه أماته بل يقال لقد قتله . والموت كما عرفنا غير الفتل . 

وتأق بعد ذلك قصة لإبراعيم أيضا بعد أن نقل الجدل مغ الرجل إلى الشمس + 
فبهت الرجل الذى كفر . أما إبراهيم عليه السلام فهو مؤمن بقدرة الله : لكنه يريد 
أن يعرف الكيفية . إن إبراهيم عليه السلام لم يكن شاكا لان رسول الله صلى الله 
عليه وسلم قال : 


( نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : «رب أرى كيف تحيى الموت قال : أو 


م تؤمن قال : بلى ولكن ليطمئن قلبى 290 . 


(1) أخرجه البخارى فى كتاب الانبياء . 


راجع أصله وخرّج أحاديئه الدكنور أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر . 





حمححمححموحومص ص مص ممصو ورا 
ونحن المسلمين لم نشك فى هذا الأمر . إذن ؛ فإبراهيم عليه السلام لم يشك من 
باب أولى بدليل منطوق الآية حين قال الحق سبحانه : 


+ وَإذة لوسر ترف كيف مي الْموقوالَ 
ول تومن قَالَ بك وَلن لمن كَلِى قَالَ مَحُذْ أرِيمَةٌ 
ين لبر مَصْرَهُنَّ ليك كُدَجْسَلْ عَلَ مل جَبَلٍ مهن 


عع © #ه 


إن إبراهيم عليه السلام يسأل : كنف تُحى الموتى ؟ أى أنه يطلب الخال التى تقع 
عليها عملية الإحياء . فإبراهيم عليه السلام لا يتكلم فى الإحياء . وإنما كان شكه 
- عليه السلام ‏ فى أن الله سبحانه قد لا يستجيب لطلبه فى أن يريه ويطلعه عل 
كيفية إحياء المون ؟ ولنضرب هذا المثل ‏ ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد والمثل 
لتقريب المسألة من العقول ؛ لأن الله منزه عن أى تشبيه . 

إن الواحد منا يقول للمهندس : كيف بنيت هذا البيت ؟ إن صاحب السؤال 
يشير إلى حدث وإلى مُمْدَثْ وهو البيت الذى تم بناؤه . فهل معرفة الكيفية تدخل فى 
عقيدة الإيمان ؟ لا . 

ولنعلم أولا ما معنى : عقيدة ؟. إن العقيدة هى : أمر معقود . وإذا كان هذا 
فكيف يقول : ٠‏ ليطمئن قلبى »؟ فهل هذا دليل على أن إبراهيم قبل السؤال ٠»‏ وقبل 
أن يجاب إليهرء لم يكن قلبه مطمئناً ؟ لاء لقد كان إبراهيم مؤمناً . ولكنه يريد أن 
يزداد اطمثنانا ؛ لأنه أدار بفكره الكيفية التى تكون عليها عملية الإحياء » لكنه 
لايعرف على أية صورة تكون. ‏ ' 





ح ١‏ حوتهح31>2+2222224< +222 


إذْن فالاطمئنان جاء لمراد فى كيفية مخصوصة تخرجه من متاهات كيفيات متصورة 
ومتمغيلة » ومادمت تريد الكيفية » وهذه الكيفية لا يمكن أن نشرحها لك بكلام . 
بل لاا بد أن تكون تجربة عملية واقعية . ٠‏ فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك » . 
وه صرهن » أى أملهن وأضممهنْ إليك لتتأكد من ذوات الطيرء ومن شكل كل 
طيرء حتى لا تتوهم أنه قد جاء لك طير آخر. 


وقال المفسرون : إن الأربعة من الطير هى : الغراب . الطاووس . الديك . 
الحيامة ء وهكذا “كان كل طائر له شكلية مختلقة . 


دثم اجعل على كل جبل منبن جزءأ ثم ادعهن يأنينك سعياهء فهل أجرى سيذنا 
إبراهيم هذه العملية أو اكتفى بأن شرح الله له الكيفية ؟ إن القرآن لم يتعرض هذه 
الحكاية » فإما أن يكون الله قد قال له الكيفية . فإن أراد أن يتأكد منها فليفعل . 
وإمًا أنه قد تيقن دون أن يجرى تلك العملية : إن القرآن لم يقل لنا هل أجرى سيدنا 
إبراهيم هذه العملية أم لا ؟ والبق يقول مخاطبا إبراهيم ببخطوات التجرية : ١‏ ثم 
ادعهن يأتينك سعيا » وكان المفروض أن يقول : يأتينك طيرانا . 


فكيف تسعى الطيور ؟ إن الطبر يظير فى السماء وفى الجو . لكن الحق أراد بذلك 
ألا يدع أى ممال لاختلاط الأمر ققال : « سعيا » أى أن الطير سيأق أمامه. سائرا ١‏ 
لقد نقل الحق الأمر من الطبران إلى السعى كى يتأكد منها سيدنا إبراهيم , إذن فلكى 
تتاكد يا إبراهيم ويزداد اطمكنانك جئنا بها من طيور مختلفة وأنت الذى قطعتها . 
وأنت الذى جعلت على كل جبل جزءا . ثم أنت الذى دعوت الطير فجاءتك 
سعيا . 

وهنا ملحظية فى طلافة القدرة .» وق الفرق بين القدرة الواجبة لواجب الوجود + 
وهو الحق سبحانه وتعالى » زالقدرة الممنوحة من واجب الوجود وهو الله - شبحانه - 
لمنكر واجب الوجود وهو الإنسان » هذاله قدرة . وذاك له قدرة ؛ إن قدرة الله نعى 
قدزة واجبة . وقدرة الإنسان هى قدرة ممكنة » وقدرة الله لا يتزعها منه أحد . وقدرة 
الإنسان ينزعها الله منه ؛ فالإنسان من البشرء والبشر تتفاوت قدزاتهم ؛ فحين 





عت اجة ' 
لججمبرحص يت وح جح روح وات وح ووو ص ونح اأاامست 
تكون لأحدهم قدرة فهناك آخر لا قدرة له , أى عاجز . ويستطيع القادر من البشر : 
أن يعدى أثر قدرته إلى العاجز ؛ فقد يحمل القادر كرسيا. ليجلس عليه من لا يقدر 
على حمله . لكن قدرة الحق تختلف . 


كأن الحق سبحانه وتعالى يقول : أنا أعدى من قدرق إلى من لا يقدر ‏ فيقادر ‏ 
أنا أفول للضعيف : كن قادرا, فيكون. وهذا مانفهمه من قوله سبحانه 
لإبراهيم : « ثم ادعهن يأنينك سعيا » . إن إبراهيم كواحد من البشر عاجز عن 
كيفية الإحياء » ولكن الحق يعطيه القدرة على أن ينادى الطير » فيأق الطير سعيا . 


إن الحق يعطى القدرة لإبراهيم أن يدعو الطير فيآق الطير سعيا . وهذا هو الفرق 
بين القدرة الواجبة . وبين القدرة الممكنة . إن قدرة الممكن لا يعديها أحدٌ لخال, 
منها » ولكن قدرة واجب الوجود تعديها إلى من لا يقدر فيقدر . ولذلك يأق القول 
الحكيم بخصائص عيسى ابن مريم عليه السلام : 
مذ 


عاق الات عله داكو و عفش مم هم #مل أو اله رش إرتر 
ٍ مسولا إل ب نويل ألى قد ندم امن ربك أل أخلق ل ين لطن 
سوم ل 6 سل بر وا علوم اء عله ووه 2د م مام 
كهيقة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإِذْن الله وبر الأحكمه والأبرص واي 
حوي ا #2 ارق اس صص 62 قي لد لد ل 2 مو عوء 
لمر بإذْن ل انيدم عَاتاحُنَ وماتدحرون فيبوي إن ف ذلك ليه لكر 
واعاهه 2 


إن كنم مؤْمِنِينَ 5 © 
( سورة آل عمران ) 


إن خصائص عيسى ابن مريم لا تكون إلا بإذن من الله » فقدرة عيسى عليه 
السلام أن يصنع من الطين ما هو على هيئة الطير» وإذا نفخ فيه بإذن الله لأصبح 
طيرا ء وكذلك إبراء الأكمه والأبرصى وإحياء المونق . إن ذلك كله بإذن من ؟ بإذن 
من الله . 5 

وكذلك كان الأمر فى تجربة سيدنا إبراهيم . لذلك قال له الحق : « واعلم أن الله 
عزيز حكيم » . إن الله عزيز أى لا يغلبه أحد . وهو حكيم أى يضع كل ثىء فى 
موقعه . 





مدو التق 
2222-9114 )ل احص بنصحمحهه 


وكذلك يبسط الحق قصة الحياة وقصة الموت فى تجربة مادية ؛ ليطمئن قلب سيدنا 
إبراهيم » وقد جاءت قصة الحياة والموت ؛ لان الشك عند الذين عاصروا الدعوة 
المحمدية كان فى مسألة البعث من الموث . وكل كلامهم يؤدى إلى ذلك ؛ فهم 
تعجبوا من حدوث هذا الأمر : 

« قث مايت و76 وعدا يوون جه » 


( سورة المؤمنون ) 


وق قول آخر : 
صرب لنَا متلا وى حلفم كَالَ من بي العظدم وهى رمه جه 5 6 


بحي الدع نكاما وَل مر وهو يكل قي طلم © 4 
( سورة يس ) 
لقد أمر الحق سبحانه محمدًا صلى الله عليه وسلم ليجيب على ذلك : قل 
يا محمد : يحبيها الذى أنشاها أول مرة ؛ فقد خلقها من عدم ولذلك يقول الحق 
امسخصية 


5 57 معز 1 راوس 11ت وود 
والأأرض وُعوأقر د تش 


( سورة الررم ) 
إن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يبدا الخلق على غير مثال . ثم يعيده بعد 
الموت ٠‏ وإعادته أهون عليه من ابتدائه بالنظر إلى مقاييس اعتقاد من يضن أن إعادة 
الشىء أسهل من ابتدائه ؛ فالله له مطلق القدرة فى خلقه . وهو الغالب فى ملكه . 
وهو الحكيم فى فعله وتقديره . 


إن الذى يعيد إنما يعيد من موجود . أما الذى بدا قمن معدوم . فالأهون هو 
الإعادة . أما الابتداء فهو ابتذاء: من معدوم . وكلاهما من قدرة الحق سبحانه 





بخمح حص وح حمووصوو :5 1:22:95 اأ2 
وتعالى . إن هذه القضية إنما تثبت اليوم الآخر. لأن الإيمان باليوم الآخر هو الميزان 
العقدى فإن إستقر فى القلب فالإنسان بكل جوارحه يتجه إلى الافعال التى تسير على 
ضوء منيج الله لينال الإنسان الجزاء الأوق . 


إن الإنسان حين! يفهم أن هناك حسابا وهناك جزاءً » وهناك بعئا » فهو يعرف أنه 
م ينطلق فى هذا العام . ول يقلت من الإله الواحد القهار . إن للإنسان عودة » 
فالذى يغتر مما آناه الله نقول له : لا » إنك لن تفلت من يد الله » بل لك غودة 
بالموت وعودة بالبعث . وإذا ما استقرت فى أذهان المسلمين تلك العودة » فكل 
إنسان يقيم حسابه على هذه العودة . 


وبعد أن استقر الأمر فى شان الحياة والموت أراد الحق سبحانه وتعالى أن يجىء 
بشىء هو ثمرة الحياة فى الكائن الحى وأول مظهر من مظاهر الحياة هو الس 
والحركة . والحركة فى الوجود أرادها الله للإتسان ؛ لأنه وهو الحق قد أزاد الإنسان 
للخلافة فى الأرض . والخلافة فى الأرض تقتضى أن يعفر الإنسان الأرض . كا قال 
الله سبحانه وتعالى : 

اتوت الع ين إل عور مواقا ين الأرض واستت رفيا # 


زعن الآية "1١‏ مسورذ هود) 


إن تخلاقة الإنسان فى الارض تقتفى أن يتخرك ويعمر الأرض . ونين يريد الله 
منا أن نتحرك ونعمر الأرضن فلا بد من أعمال تنظم هذه الحركة . ولا بد من فنون 
متعددة تقوم على العارة . ويوزع الله الطاقات الفاعلة لهذه الفنون المتعددة ويبعلها 
مواهبّ مفكرة ومخططة فى اليشر . إن الحق سبحانه لم يجعل من إنسان واحد مجمع 
مواهباء بل نثر الله المواهب على الخلق . وكل واحد أذ موهبة ما . 


لماذا ؟ لآن الله قد أراد أن يتكامل العالم ولا يتكرر ؛ فالتكامل يوحى بالاندماج . 
قإذا كنث أنت تعرف شيا خاضعا لموهيتك . وأنا لا أعرفه فأنا مضطر أن التحم 
بك ء وأنا أيضا قد أعرف شيئا وأنت لا تعرفه » لذلك تضطر أنت أن تلتحم ى . 
وهذا اللون من الالتحام ليس التحام تفضل . إنما هو التحام تعايش ضرورى . 





259٠91١1‏ +6425 بج مج صوحصه 
لكن لو أن كل واجد صار مجمع مواهب ٠‏ لاستخنى عن غيره من البشر وأقام 
وحده بمفرده » وينتهى احتياجه للمجتمع الانساى . فكأن الله حين وزع أسباب 
الفضل على الخلق يريد منهم أن يتكاملوا ويلتحم بعضهم ببعض لا التحام فضل . 
ولكن التحام تعايش ضرورى ؛ لأن واحدا يريد ما ينتجه الآخر بموهبته » والآخر 
يريد من إنسان غيره ما هو موهوب فيه ٠‏ ولذلك فالناس بخير ما تبايئوا + لأن كلا 
ماهم يمتاج إلى الآخير . 


ولذلك لا نجد أى تقدم فى مجتمع إلا إذا كانت المواهب فى هذا المجتمع متلفة 
ومتآزرة . أما حين يوجد قوم هم مواهب متخدة فلا بد أن يقاتل بعضهم بعضا 
لكن عندما يكون كل واحد فى حاجة لموهبة الآخر. فهم يتعايشون ؛ لان إهلحياة 
لا تسير إلا بالكل . ولذلك إذا استوت جماعة فى المواهب فلا بد أن يتفانوا لأنهم 
يتنافسون فيها ويريد كل واحد منهم أن يستأثر بها لنفسه . لكن لا أحد فى المواعب 
المتكاملة يقول : لماذ! يكون فلان أفضل منى . لأنه يعرف أنه من الضرورى أن يوجد 
المهندس والطبيكٍ والصانع ' » ولذلك تجد الوجود منظ! بذاته التنظيم الطبيعى الذى 
يُوجد قاعدة ويوجد قمة . فالقمة الصغيرة تحملها القاعدة الكبيرة . ولو عكست 
الهرم لصارت مشكلة ؛ لأن الأمر فى هذه الخالة سَيْجِدُ به جوانب كثيرة ليس الها 
أساس ولا ترتكز على ثىء ٠‏ ولذلك فمن الحكمة إذا الاح ا 
ذهب زل القمة افاعنه دعل أن يلمر متفوفاةء ولا نصطرع معه فتسقطوا جميعا 
فلا بد من التفاضل كىّ ينغا التكامل . 


والحيق سبحانه وتغالى يعرض لنا هذه القضية عرضا اجتاعيا وعرضا اقتصاديا + 
ليبين لنا أن أصل الوجود يجب أن ينشأ على أمر اجتماعى وأمر اقتصادى . لاذا ؟ لآن 
الإنسان مشغول أولة باستبقاء حياته ٠.‏ م باستبقاء نوه . واستفاء حياة الإنسان 
بالقوت . واسثيقاء نوعه بالرواج . واستيقاء الحيأة بالقوت يحتاج إلى حركة فى 
الحياة . والحق يمجحترم ثمرتها . وعندما يريد الحق أن يرقق قلب المتحرك على أخيه 
العاجز فهر يقول : 


« من ن ذا آلّذى يِقْرِضُ لَه مَرَسًا 0 حََنا # 


زهن الأية 46 سورة البقرة ) 





مواق 
حوحح ‏ حو25 225055 2-2-2000 


كا ضربنا المثل من قبل ولله المثل الأعلى ‏ وقلنا : إن الإنسان يعطى أولاده 
مصروفا . وكل واحد منهم يضعه فى حصالته ٠‏ فهب أن واحداً من الآأولاد اضطر إلى 
شىء عاجل كإجراء جراحة , هنا يذهب الرجل إلى أولاده ويقول لهم : أقرضوق 
ما فى حصالاتكم لأن أخاكم يحتاج إلى عملية » وسأرده لكم بعد ذلك مضاعفا . إن 
الأب لم يرجع فى هيته ليقول إن مانى الحصالات هو فالى وسآخذه . لا. هو 
مالكم . لكنه سيكؤن دينا عندى . 


كذلك يصنع الله مع الخلق فيوضح : بعضكم عاجز وبعضكم قادر . وساتكفل 
آنا بالعاجرء. واقترضن من القامر.. وكان قتروريا آنا .يكرت بعضنا عاجراء حتى 
لا يلن أحد أن القوة ذاتية فى النفس البشرية . لا . إن القوة موهودة ؛ ويستطيع من 
وهبها أن يسلبها . وحتى يعرف صاحب القوة أن القوة ليست ذاتية فيه . يجد بنجانيه 
إنساناً آخر عاجرا . لكن هذا العاجز الذى سيلفت القوى إلى أن القوة ليست 
ذاتية. ماذليه ؟ 


إن الله قد جعله وسيلة إيضاح فى الكون وكأن الحق يقول : سنضمن لك أيها 
العاجز المستوى اللائق من الحياة من أثر قدرة القادر » ومادام من أثر قدرة القادر , 
فهل سيتحرك القادر فى الكون على قدر «حاجته» أو على قدر وطاقته: ؟ لابد أن يتحرك 
على قدر طاقته ؛ لأنه لوتحرك على قدر حاجته فلن يجد ما يعطيه للعاجز . 


ويتكلم الحق سبحانه وتعالى عن تنك القضية المهمة ف البناة الاجتماعى والبثاء 
الاقتصادى بعد إثبات قضية البعث والاحياء والإماتة لكى نكون ماثلة أمامنا . 
وينتقل ينا الحق سبحانه وتعالى كى يعطينا الكيان الإسلامى الاقتصادى والاجتماعى 
فيقول جل شأنه : 


1-7 5 م 3 سعد 16 سر عبر 1 206 2 
جه ملا ديم لي ع عرد 


بست َب ا سَنَابلَ 9 كل سا م مأك حب وَأ 0 





١41:5 


عم م رمج ) 
لِسَ واه وسِعٌ علي 7) جه 


إن الله ينسب المال للبشر المتحركين ؛ لأنهم أخذوا هذه الأموال بحركتهم . وى 

موضع آخخر من القرآن يقول الحق : 
41 
دن حال 2 > مة “ره 4 
و*انوهم من مال لالد تاتشك # 
وعن الآية 78 سورة النور) 

إن المال كله مال الله . وقد أخذه الإنسان بالحركة , فاحترم الله هذه الحركة 6 
واحترم الله فى الإنسان قانون النفعية » فجعل الال المتبقى من حركتك ملكا لك أها 
الإنسان . لكن إن أراد الله عذا المال فسيأخذه . ومن فضل الله على الإنسان أنه سبحانة 
حين يطلب من الإنسان بعضا من المال المتبقتى من حركته فهو يطلبه كقرض . ويرده 
مضاعفا بعد ذلك . 


إذن فالإنفاق فى سبيل الله يرده الله مضاعفا . ومادام الله يضاعفه فهو يزيد . 
لذلك لا تحن ولا تخف على مالك ؛ لأنك أعطيته لمقتدر قادر واسع عليم . إنه الحق 
الذى يقدر على إعطاء كل واحد حسب ما يريد هو سبحانه ؛ إنه يعطى على قدر نية 
العبد وقدر إنفاقه . وهذه الآية تعالج قضية الشح فى النفس الإنسانية ؟ فقد يكون 
عند الإنسان شىء زائد . وتشح به نفسه ويبخل . فيخاف أن ينفق منه فينقص هذا 
ال 

وهنا تقول لك قضية الإيمان : أنفق لأنه سبحانه سيزيدك . والحق سيعطيك مثلما 
يعطيك من الأرض التى تزرعها . أنت تضع الحبة الواحدة . فهل تعطيك حبة 
واحدة؟ لا . إن حبة القمح تعطى كمية من العيدان وكل عود فيه سنبلة وهى 
مشتملة على حبوب كثيرة . فإذا كانت الأرض وهى مخلوقة لله تضاعف لك ما تعطيه 
أفلا يضاعف العطاء لك الذى خلقها ؟ وإذا كان بعض من خلق الله يضاعف لك » 
فيا بالك بالله جل وعلا ؟ 


إن الآرض الصناة بعناصرها تعطيك ء أئذا ما أخنذت كيلة القمح من محزنك 








حمححمص حصو صمح حمص0 ورره 
لتبذرها فى الأرض أيقال : إنك أنقصت مخزنك بمقدار كيلة القمح ؟ لا ؛ لأنك 
ستزرع بها ء وأنت تنتظر كم ستأق من حبوب . وهذه أرض صماء تخلوقة لله , فإذا 
كان المخلوق لله قد استطاع أن يعطيك بالحبة منبعرائة , ألا يعطيك الذى خلق هذه 
الأرض أضعاف ذلك ؟ 


إنه كثير العطاء . واللحق قد نسب للمنفقين الاموال التى رزفهم الله. بها فقال : 
د مثل الذين ينفقون أموالجم فى سبيل الله » وكلمة وق سبيل الله : كلمة عامة . 
يصح أن يكون معناها الجهاد » أو مصارف الصدقات ؛ لآن كل هذا فى سبيل الله ؛ 
أن لدع تميق عنايبة ل مص كاتا وقدس اس لزان ستووس ال 
قرته وحركته إليه » أيحقد على ذى القوة ؟ لا ؛ لآن خيره يأتيه » نغويه القرل 
الريف نقول : 


البهيمة التى تدر لبناً ساعة تسير فى الحارة . فالكل كان يدعو الله لها ويقول : 
«يجميكى » لاذا ؟ لآن صاحبها يعطى كل من حوله من لبنها ومن جبنتها ومن 
سمنها » ذلك يدعو لها الجميع . ولا يربطها صاحبها . ولا يعلفها . ولا ينشغل 
عليها . والخير القادم منبا يذهب إلى كل الأهل . وحين نجد مجتمعاً بهذا الشكل 
ويجد العاجز من القوى مغيئاً له » هنا يقول العاجز : إننى فى عالم متكامل . 


وإذا ها وجد ف إنسان قوة وفى آخر ضعف ؛ فالضعيف لا يحقد وإنما يقول : إن خير 
غبرى يصلبى . وكذلك يطمئن الواهب أنه إن عجز فى يوم ما سيجد من يكفله 
- والقدرة أغيار - مادام الانشان-من الاغيار .. فقد يكون قويا اليوم صعيفا غدا.. 


إذن فقول الح سبحانه وتعالى : « مثل الذين ينفقون أمواهم » هو قانون يريد به 
الله أن يحارب الشّح فى نفس المخلوقين , إنه يقول لكل منا : انظر النظرة الواعية + 
فالأرض لا تنقص من مخزنك حين تعطيها كيلة من القمح ! صحيح أنك أنقصت 
كيلة من زنك لتزرعها . ولكنك تتوقع أن تأخذ من الأرض أضعافها . وإياك أن 
نظن أن ماتعطيه الأرض يكون لك فيه ثقة. وما يعطيه الله لا ثقة لك فيه . 


؛ مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع ستابل فى كل 





َلبق 
)ىن ١ ١‏ 





ستبلة مائة حبة والله مامالل بغاه والله واسع عليم ؛ إن الآية تعالج الشح , 
كد أن الصدقة لات تنقص ما عند الإنسان بل ستزيده . وبعد ذلك يقول تعالى : 


0 1ك 2 وى 2 
نعود أمولهم فسَبِلِاَهدُ ثم لاسُتبِعُونَ 


عل عه عاثر او 0 - جم صامه 


0 1 1 وله" ذىلهم ١‏ جرهم عند ريهم 
وَلَاحَوَ َيِه رْوٌلَاهْْ يروت © > 


إنها لقطة أخرى يوضح فيها الحق : إياك حين تنفق مالك فى سبيل الله وأنت 
لامع فى عطاء الله أن تمن على من تعطيه أو تؤذيه . والمن هو أن يعتد على من أحسن 
إليه بإحسانه ويريه أنه أوجب عليه حقا له وأنه أصبح صاحب فضل عليه » وكا 
يقولون فى. الريف ( تعاير بها ) » والشاعر يقول : 


وإن امْرَأ أسدى إلى صنيعة وذكرتيها مره للثيم 


ولذلك فمن الأدب الإيمانى فى الإنسان أن ينى أنه أهدى ويسى أنه أنفق , 
ولا يطلع أحداً من ذويه على إحسانه عل الفقير أو تصدقه غليه وخاصة الصغار الذين 


لا يفهمون منطق الله فى الأشياء » فعندما يعرف ابنى أن ننى أعطى لجارى كذا . ربما 
دل ابنى وَمْنّ على ابن جارى , #الاتستروي لي هو . ولا يمكن أن يقدر هذا 
الأمر إلا 0 يعرف 0 بحيثيته من الله , 


إن الحق يوضح لنا : ياك أن تتبع النفقة ما أو أقى ؛ لأنك إن أتبعتها بالمنّ ماذا 
يكون الموقف ؟ يكرهها المغطى الذى تصدقت بها عليه ويتولد عنده حقد . ويتولد 
عنده بغض . ولذلك حينا قالوا : واتق شر من أحسنت إليه » شرحوا ذلك بأن 
اثقاء شر ذلك الإنسان بألا تذكره بالاحسان . وإياك أن تذكره بالاحسان ؛ لأن ذلك 
يولد غئلة حقدا . 





حمحصمصص محص محت و0 صوص حص ور ار 
ولذلك تهد كثيرا من الناس يقولون : كم صنعت بفلان وفلان الجميل . هذا كذا' 
وهذا كذا . ثم خخرجوا عل فاتكروه . وأقرل لكل من يقول ذلك : مادمت تتذكر 
ما أسديته إليهم فمن العدالة من الله أن يتكروه , ولو انك عاملت الله لما أنكروه ٠‏ 
فيادمت لم تعامل الله » فإنك تقابل بنكران ما أنفقت ‏ 


فكأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يسخى بالآية الأولى قلب المنقق ليبسط يده 
.. بالنفقة » لذلك قال : و ثم لا يتبعون ما انفقوا ما ولا اذى هم أجرهم عند ربهم 
ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون » . 


فالحق سبحانه وتعالى طماننا فى الآية الأولى على أن الصدقة والنمقة لا تنقص المال 
بل تزيده » وضرب لنا الحق سبحانه المثل بالارض التى تؤتينا بدل الحبة الواحدة 
سبعيائة حبة » ثم يوضح الجق لنا أن آفة الإنفاق أن يكون مصحوباً به المنّ ه أو 
الأذى ؛ ؛. لأن ذلك يفسد قضية الاستطراق الصفائى فى الضعفاء والعاجزين . 
ولدذلك يقول الحق سيحانه : 


جور م سد مر 92 عرلا عم عقف - 


طون أمو كم فى سيل له لبون ماقف وما ولاأهىطُم برهم عند 
مس . 4 


دوم 5 
زمن الأبة 757 من سورة المقرة) 


انظر إلى الدقة الآدائية فى قوأه الكريم : « ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّا ولا أذى ... 
قد يستقيم الكلام لوجاء كالآتى : « الذين يتفقون أمواههم فى سبيل الله ولا يتبعون 
ما أنفقوا منا ولا أذى ٠ ٠‏ لكن الحق سبد إنه قد جاء به ثم » هنا ؛ لون فا اموتعاج 
إن المنفق بالمال قد لا يمن ساعة العطاء ء ولكن قد يتأخر المنفق بالمن . فكأن الحق 
سبحانه وتعالى يبه كل مؤمن : 

يجب أن يظل الإنفاق غير مصحوب بالمن وأن يبتعد المنفق عن المى. دائيا . 
فلا يمتنع عن المن فقط وقت العطاء . ولكن لابد أن يستمر عدم المن حتى بعد العطاء 
وإن طال الزمن . 


.| الآ يس ل يي ب ب ليسي ب ب سس 0 


:29+21 09ج صحمعحصححيمصصمصجهه 


إن « ثم » تأق فى هذا المعنى لوجود مسافة زمنية تراخجى فيها الإنسان عن فعل 
المن . فالحق يمنع المن منعا متصلا متراخيا . لا ساعة العطاء فحسب . ولكن بعد 
العطاء أيضا . وشوقى أمير الشعراء ‏ رحمه الله عندما كتب الشغر فى حمل الأثقال » 
وضع أبياتاً من الشعر فى مجال حمل الأثقال النفسية ء فقال ؛ 


الك ديلطلا اق حيناتك- اسة؟ 
1 أملت يوما فى الضلوع غليلا؟ 

أحملت ححا قَْ البار فقكررا؟ 
والليل. فين نشد إليتك ححينة؟ 


وبعد أن عدد شوقى أوجه الأحمال الثقيلة فى الحياة قال : 


تلك الحياة وهذه أثقاها 
ون التديكة جنا :ته معد 
كأن المن إذن عبء نض كبير . ويطمئن الحق سبحانه من ينفقون أموالهم دون 
0 ا ء 
مَنَ ولا أذني فى سبيل الله بأن نهم أجرا عند ربهم . وكلمة ٠‏ الاجر والإيضاح من 
عند الرب ‏ هى طمأنة إلى أن الأمر قد أحيل إلى موثوق بأدائه . وإلى قادر على هذا 
الأداء . أما الذى يمن أو يؤذى فقد أخذ أجره بالمن أو الأذى . وليس له أجر عند 
الله ؛ لأن الذى يمن أو يؤذى لم يتصور رَبٌ الضعيف . وإنما تصور الضعيفف . 


والمنفق فى سبيل الله حين يتصور رب الضعيف . وأن رب الضعيف هو الذى 
استدعاه إلى الوجود . وهو الذى أجرى عليه الضعف ٠‏ فهو يؤمن أن الله هو الكفيل 
برزق الضعيف » وحين ينفق القوى على الضعيف فإئما يؤدى عن الله ٠‏ ولذلك نجد 
فى أقوال المقربين : 

« إننا نضع الصدقة فى يد الله قبل أن نضعها فى يد الضعيف ٠‏ ولننظر إلى ما فعلته 


سيدتنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . لقد راحت تجلو الدرهم 
وتطيبه . فلا قيل لها : ماذا تصنعين ؟ قالث : أجلو درهماً وأطيبه لنى نويت أن 





حزةالنقنة 
لصمححصمحصت مص حو حوه حوص ادااحةت 


أتصدق به . فقيل لها : أتتصدقين به. مجلوا ا 


قالت الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأنى أعلم أنه يقع فى يد الله 
قبل أن يقع فى يد الففير , إن الأجر يكون عند من يغليه ويعليه ويرتفع بقيمته وهو 
الخالق الوهاب . 


ولنتأمل قوله. الحق : «ولاخوف عليهم ولاهم يحرتون » لاذا لم يقل الله : 

ولا خوف منيم ؟. لآن الحق يريد أن يوضح لنا بقوله : دولا خوف عليهم » أن 

هناك عنصرا ثالنا سيتدخل . إنه تدخل من شخص قد يظهر للإنسان المنفق أنه حب 
لد . فيقول : ادخر للأيام القادمة . ادخر لأولادك . 


مثل هذا العنصر يقول الحى : « ولا خوف عليهم ٠‏ أى إياك يا صاحب مثل هذا 
الرأى أن تتدخل ياسم الحب . ولتوفر كلامك ؛ لأن المنفق فى سبيل الله إثما يجد 
العطاء والحاية من الله فلا خوف على المنفق فى سبيل الله . وليس ذلك فقط . إثما 
يقول الحق عن المفقين فى سبيل الله دون مَنّ ولا أذى : « ولاهم يحزنون ؛ ومعناها 
أنه سوف يأق فى تصرفات الحق معهم مأ يفرحهم بأنهم تصدقوا إما بسرعة الخلف 
عليهم . أو برضى النفس ء أو برزق الب ء فآفة الناس أنهم ينظرون إلى رزق 
الايجاب دالا . أى أن يقيس البشر الرزق جما يدخل نه من مال . ولا يقيسون الأمر 
برزق اللب . ورزق اللب هو محط البركة . 


هب أن إنسانا راتبه خحسون جنيها . وبعد ذلك يسلب الله منه مصارف تطلب منه 
ماثة جنيه . كأن يدخل فيجد ولده متعبا وخرارته مرتفعة . فيرزق الله قلب الرجل 
الاطمئنان . ويطلب من الأم أن تعد كوبا من الشاى للابن ويعطيه قرصا من 
الأشريرة اوتذهب الرععة ريده المسبالة , 


ورجل آخر يدخل ويجد ولده متعبا وحرارته مرتفعة ٠‏ وتستمر الحرارة لأكثر من 
يوم . فيقذف الله فى قلبه الرعب . وتأق الخيالات والأوهام عن المرض فى ذهن 
الرجل . فيذهب بابنه إلى الطبيب فينفق خمسين أو مائة من الجنيهات . 





١١١2‏ احمحص هص صمت توح حبمصحصمهه 

الرجل الأول ء أبرأ الله ابنه بقرش . والثان ء. أبرأ الله ابنه بجنيهات كثيرة . 
إن رزق الرجل الأول هو رزق السلب , فك يرزق الله بالإيجاب . فالله يرزق بالسلب 
قويكة المصرف ويدف البلاء . وهناك رجل دخله ماثة جنيه » ويأق له الله 
تزيد على ماثة جنيه ٠‏ فأيبما الأفضل ؟ 

إنه الرجل الذى سلب الله عنه مصارف تزيد على طاقته . إذن فعلى الئاس أن 
تنظر إلى ززق السلب كما تنظر إلى رزق الإيجاب . وقوله الحق عن المنفقين فى سبيله 
دون مْنْ أو أذى : ١‏ ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؛ هذا القول دليل على أن الله 
سيأق بنتيجة النفقة بدون مُنْ أو أذى بما يفرح له قلب المؤمن ٠‏ إما بالبركة فى الرزق 
وإما بسلب المصارف عنه . فيقول القلب المؤمن : إنما بركة الصدقة التى أعطيتها . 

إنه قد تصدق بشىء فرفع وصرف عنه الله شيئا ضارا . فيفرح بذلك القلب 
المؤمن . وبعد ذلك ينبهنا الحق سبحانه وتعالى إلى قضية مهمة هى : إن ل تَجد أبها 
المؤمن بمالك فأحسن بقالك . فإن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بحسن الرد » 
والرسول صل الله عليه وسلم يقول : 

( اتقوا النار ولوبشق تمرة ؛ فمن لم يبد فبكلمة طيبة)2"0 , 


والحق سبحانه وتعالى يحدد القضية فى هله الآية : 


ب« لل صا ور ل م > و ا عل سر جد ع عام ف مرصة 


و مين 


. أخرجه البخارى ق كتاب الزكاة‎ )١( 





وحمصححصحمححوت ووو 2+5 0-90 ١ا‏ 


ما معنى « قول معروف » ؟ إننا فى العادة نجد أن المعروف مقابل للمنكر . كأن 
الأمر اخير أمر متعارف عليه بالسجية . وكأن المتعارف عليه دائها من جنس الجيال 
ومن جنس الخير, أما الأمر الذى تنكره النفس فمن جنس الشر وجنس القبح 
ولذلك يقول إالحق : ٠‏ قول همعروف » فكأن من شأن الجيال ومن شأن الحسن أن 
يكون معروفا . ومن شأن النفيض أن يكزن منكرا . إذن فالقول المعروف هو أن ترد 
السائل الرد الجميل بحيث لا تمتىء نفه بالحفيظة عليك . وبحيث لا توبخه لاه 
سألك . وإذا كان السائل قد تجهم عليك تمهم المحتاج فاغمر له ذلك + لاذا ؟ 


لآن هناك إنسانا تلهب ظهره سياط الحاجة . ويراك أهلا لغنى أو ليسار أو جدة 
وسعة من المال/وقد يزيد بالقول واللسان قليلا عليك:وربما تجاوز أدب الحديث 
معك. فغليك أن تتحمله . 


وإذا كنت أنت أيبا و موي نعود سما ع يوسي 
ويغفرها للك ولا يعذيك بها وت د ل شيئا فكن أيضا صاحب قول 
معروف ومغفرة وحلم + إن الحق سبحانه بقول لنا : ألا غبون أن ن يغفر الله كم ؟ 


إننا جميعا نحب أن يغفر الله لناء ولذلك يجب أن نغفر لغيرنا وخضوضا 
للمحتاج . والحق حين يقول : « والله غتى حليم » ففى ذلك تثبيه للقادر الذى حرم 
الففير . وكأئه يقول له : إغا حرمت نفسك أيها القادر من أجر الله . إنك أيها القادر 
جين تحرم فقيراً ) افانت. الممحروم ؟ الآن الله عتى عتللة© وهو صبخانه تقول 


ال م_الرمب لورسيم م 2 0 رس تومه 82م 
طم هكانتم هتؤلاً. لآو عدوأ فى سه َس من بل ومن سضل فز ما 
34 

سول ير م #2 .م 24 ولعمسا سس الدمعونى سامسا ع ووب معد ىة 

لعن أفبيء هه العن واثم الْمُقَرَا؛ وإن لنولُوا يبدل وما عيكز 

روس عار بهو 4وسم 

ثم لا بكونواً نكم صف 

واصورة محمد:) 


إن الله غنى بقدرته المطلقة . غنى وقادر أن يستيدل بالقوم البخلاء فوما يسخون يما 
أفاء الله عليهم من رزق فى سيل الله . فالذى يمسك عن العطاء إنما متع عن نفسه 





لصوب 





ع > وس م سم 1 ٠.‏ 20 5 
د تأده أَلْذْءَا مَنُوا لابوا أسَدَكَكُ لمن 
والأذئ 3 ي: الَأ ولاو نيه 
ابو لآير تكله كنكل سَعْوَانٍ عله زاب 


ا 507 0 7 ول 
3 1 دع فر 3 + جرعي ع رو 


عَيْءِمُتَاكَسَبوأْوأَشَه لَايَهَدِى الْقوم الْكفرىَ 


# © 


فالذى يتصدق ويتبع صدقته بالمن والأذى . إغا يُبطل صدقته . وخسارته تكون 
خسارتين : الخسارة الأولى أنه أنقص ماله بالفعل ؛ لأن الله لن يعوض عليه ؛ لاله 
أتبع الصدقة بما يبطلها من المنّ والأذى . والخسارة الأخرى هى الحرمان من 
الثواب ؛ فالذى ينفق ليقول الناس عنه إنه ينفق » مقو 1 وعرفه أن ليومت 
لنا : أنه يعطى الآجر عل قاعدة أن الذى يدفع الآجر هو من عملت له العمل : 


إن الإنسان على محدودية قدرته يعطى الأجر لمن عمل له عنملا . والذى يعمل من 
أجل أن يقول الناس إنه عمل . فليأخذ أجره من القدرة المحدودة للبشر . ولذلك 
قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذى يفعل الحسنة أو الصدقة ليقال عنه 
إنه فعل ٠‏ فإنه يأتى يوم القيامة ولا يجد أجرا له . وقد جاء فى الحديث الشريف : 


( ورجل أتاه الله من أنواع المال فأق به فعرفه نعمه قعرفها فقال مأ عملت فيها ؟ 
قال : لا ترك م تىم أن اتق نل إل انتقكرتك للك قال :كدت إعا 


ببل-)-)--إسب-بببسيسسب ب يبيب _-بيببيي ‏ بيب .دعبلل ل 


و التق 
صمححصحوموح حص مو حهوت حجور +29 وضواااه 


أردت أن يقال : فلان جواد فقد كيل ٠‏ فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى 
0 ةف 
النار )29 


إياك إذن أن تقول : أنا أنفقت ولم يوسع الله رزقى ؛ لأن الله قد يبتليك 
ويمتحنك . فلا تفعل الصدقة من أجل توسيع الرزق ء فعطاء الله للمؤمن ليس ى 
الدنيا فقط . ولكن الله قد يريد ألا يعطيك فى الفانية وأبقى لك العطاء فى الباقية 
وهى الآخرة . وهو خير وأبقى . 


والحق يقول : « ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل ضفوان عليه تراب » 
والصفوان هو الحجر الأملس ؛ ويُسفى المروة والذى نسميه بالعامية « الزلطة » . 
ويقال للأصلم « صغوان .٠‏ أى رأسه أملس كامروة . والثىء الأملس هو الذى 
لا مسام له يمكن أن تدركها العين المدركة ؛ إنما يدرك الإنسان هذه المسام بوضع 
الحجر تحت المجهر . وعندما يكون الشىء ناعنا قد يآق عليه تراب . ثم يأق المطر 
فينزل على التراب وينزلق التراب من على الشىء الأملس . ولو كان بالحجر يعض من 
الخشونة ٠‏ لبقئ شىء من التراب بين النتوءات ٠‏ فالذى ينفق ماله رثاء الناس 3 
كالصفوان يتراكم عليه التراب . وينزل المطر على التراب فيزيله كله فيصير الأمر : 
«لايقدرون عل شىء ما كسبوا» أى فقدوا القدرة على امتلاك أتى شىء ؛ لأن الله 
جعل ماهم من عمل هباء منثورا . 


وهؤلاء كالحجر الصفوان الذى عليه تراب فنزل عليه وابل .. أى مطر شديد 
فثركة هلدا .. تلك هى صفات من قصدوا بالانفاق رثاء الناس . فيبطل الله 
جزاءهم + لان الله لا يوفقهم إلى الخير والثواب . ويأق الله بالمقابل . وهنم الذين 
ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله فيقول : 


007 رمع مم 2ع عي لع دح ب 0 0 
+8 وَمَثَلَ الذِبن ينقفو ت أموالهم ابيفاء مَرَصَسَا ]لله 


. من حديث نه قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وقد خخرجه ملم‎ )١( 





اكز 
نه والح مححصمصص وحصت مح حص وح حمص هه 


دع 1 و ير روء ره سس سص ‏ م 3 
وَتَتِمِنَامْنَأَنهٌ عه ككل جك جَسََة برَنْوَةَ أصابها وايل 
هه ور عار عوة 


َع مشج بزو 1 نتيا 6 وَابِلّفَطلٌ 
لء» سر لل ص مم 


وآلله يمأتممَلون , بصير بسِيرٌ () + 


إن ابتغاء مرضاة الله فى الإنفاق تعنى خروج الرياء من دائرة الإنفاق . فيكون 
خالصا لوجهه ‏ سبحانه ‏ وأما الشبيت من أنفسهم . فهو لأنفسهم أيضا. فكأن 
النفس الإيمائية تتصادم مع النفس الشهوائية » فعندما تطلب النفس الإيمانية أى شبىء 
فإن النفس الشهرانية تحاول أن تمنعها . وتتغلب النفس الإيمانية على النفس الشهوانية 
وتنتصر الله . 


والمراد ب « تثبيتا من أنفسهم ٠‏ هو أن يتثبت المؤمن على أن يحب نفسه حبا أعمق 
لاحبا أحمق . إذن فعملية الإنفاق يجب أن تكون أولا إنفاقا فى سبيل الله , وتكون 
بتثبيت النفس بأن وهب المؤمن أولا دمه . وثبت نفسه ثانيا بأن وهب ماله . وهكذا 
يناكد التنبيت فيكون كيا تصوره الآية الكريمة : 
م 24 سع م ب عملم 8 همه ا ع + اعص 6م 2 
« قل جنغ يربوة أصاببا وابل فعانث تْ أُحكُلَهًا ضعمَينٍ فَإن ل يصبا وا بلك 
١‏ 0 3 
وله > جما تعسلون بصير 
زمن الآية د51 سورة البقرة) 
والجنة كا عرفنا تُطلق فى اللغة على المكان الذى يوجد به زرع كثيف أخضر 
لدرجة أنه يستر من يدخله . ومنها «جن ؛ أى «سترء. ومن يدخل هذه الجنة 
يكون حورا ؛ 
إن الحق يريد أن يضرب لنا المثل الذى يوضح الصنف الثاني من المنفقين فى سبيل 
ألله ابتغاء مرضاته وتثبيتا من أنفسهم الإيمانية ضد النفس الشهوانية . فيكون الواجد 
منهم كمن دخل جنة كثيفة الزرع . وهذه الجنة توجد بربوة عالية » وعندما تكون 





+ 22+95 3292222452 02+22 وض 
الجنة يربوة عالية فمعنى ذلك أنها محاطة بأمكنة وطيئة ومنخفضة عنها . فيأذا يفعل 
المطر مهذة الجنة التى توجد على ربوة ؟ وقد أخبرنا الحق بما يحدث لثل هذه اججنة قبل 
أن يتقدم العلم الحديث ؤيكتشف آثار المياه الجوفية على الزراعة , 


فهذه الحنة التى بربوة لاا تعاى مما تعانى منه الأرض المستوية » ففى الأرض 
المستوية قد توجد المياه الجوفية التى تذهب إلى جذور النبات الشعرية وتقسدها 
بالعطن . فلا تستطيع هذه الجذور أن تمتص الغذاء اللازم للئيات:. فيشحب التيات 
بالاصفرار أولا ثم يموت بعد ذلك . إن الجنة التى بربوة تستقبل المياه التى تنزل 
عليها من المظر . وتكون لها مصارف من جميع الحهات الوطيئة التى حوها . وترتوى 
هذه الجنة بأحدث ما توضل إليه العلم من وسائل الرى ء إنها تأخذ المياه من أعلل . 
أى من المطرء فتنزل المياه على الأوراق لنؤدى وظيفة أولى وهى غسل الأوراق . 


إن أوراق النبات ‏ كما نعلم ‏ مثل الرئة بالنسبة للإنسان مهمتها التنفس . فإذا 
ما نزل عليها ماء المطر فهو يل هذه الأوراق مما يجعلها تؤدى دورها فيها نُسميه نحن 
فى العصر الحديث بالثمثيل الكلوروفيى . وبعد ذلك تنزل المياه إلى الذور لتذيب 
العناصر اللازمة فى التربة لغذاء التباث . فتأخذ الحذور حاجتها من الغذاء المذاب فى 
الماء . وينزل الماء الزائد عن ذلك فى المصارف المنخفضة . وهذه أحدث وسائل 
الزراعة الحديثة . واكتشفوا أن المحضصول يتضاعف بها . 


إن الحق يخبرنا أن من بنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ونثبيتا من أنفسهم كمثل هذه 
الجنة ألتى تروى بأسلوب رباق . فإن نزل عليها وابل من المطر ء إأخذت مئه حاجتها 
وانصرف باقى المطر عنها . « فإن لم يصبها وابل قط » ؟ والظل وهر المطر والرذاذ 
الخفيف يكفيها لتؤق ضعفين من نتاجها .. وإذا كان الضعف هو ما يساوتى الثىء 
مرتين . فالضعمان يساويان الشىء أربع مرات . والله يضرب لنا مثلا ليزيد به 
الإيضاح لحالة من ينفق ماله رئاء الناس فيسأل عباده المؤمتين وهو أعلم -هم فيقرل 
جل ثأنه : 





سن 
ةل 





حداد حم صحمصه. 
1 ودع 4# 
و حكُم أَندَكُوتَ 2 مَنْنخِلوَأعَنَا 
1016 20 


تَجِرَى منتحتها الأنهدرلة. فيهامن كر مين 
بم سي َأَصَابَهآإعصارفيه رقية 
تاحرقت كيك يواه لَحكُمْ الآيلتٍ 


مَلككتتك > © 


إن الحق سبحانه يشركنا فى الصورة كأنه يريد أن يأخذ منا الشهادة الواضحة . 
فهل يود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعئاب تجرى من تحتها الأخبار له فيها من 
كل الثمراث . ونعلم أن النخيل والأعتاب هما من أهم ثار ونتاج المجتمع الذى نزل 
به القرآن الكريم . ونعرف أن هناك حدائو ثق فيها نخيل وأعناب ٠‏ ويضيف إليها 
صاحبها اسيل من الخوخ وأشجاراً من الفواكة الأخرى . ولذلك يقول الحق فى 
أصحاب الجتة : 


عم علض ووءم مموه 5300 مممعه لم اب 


0 وضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحَدهًا جَندنِ من أغتب وحَفَفنلهما عل 


ع عر مر سه 2 0011 ع قوم جيه فوج 07 ا م تع 
وجعلنا بينهما ما زّرءا د كلما أسلنتينٍ َانَتْ كلها ول تظلم منه شيها وفجرنا 


م برام م هلو ع لس رم ضكرن ما 


خللهما : عجرا إج) وكا هر قال لصنحبهء وهر يعور أن أ ترسك مالا 
َع تًََا هه وَدَحَلٌ جَبَْهر وهو الم نفْسهء قال ماظن أن تيد هاذوة أبدا 
عع ع ءا ع ل ع ممه ىس 2 عو يوسم لا سملا 


0 وما أظن ألساعة آم ولّبن ردذثٌ إل رت كأ مدن حيرا منبّا منبا منقلبا يي > 


( سورة الكهف ) 





حمحصح حص محص صمح صوص 0 موت 2 أذاااه 
كأن الحنتين هنا فيهما أشياء كثيرة » فيهها أعناب . وزادهما الله عطاء النخيل ٠‏ ثم 
الزرع » وهذا يسمى فى اللغة عطف العام على الخاص ء أو عطف الخاض على 
العام . ليذكر الشىء مرتين » مرة بخصوصه . ومرة فى عموم غيره . وعندما يتحدث 
الحق سبحانه عن جنة الآخرة فإنه يقول مرة : 


ا إأموورة عتماعة يه مع وام م ماج عا مس اعت * 1 
عد أله هم ديت تمرى مِنتحنها الأنجلر خللدين فها ذلك الموز العظم © » 

( سورة" التوبة ) 
لقد هيأ الله للمؤمنين به . المقاتلين فى سبيل نصرة دينه وإعلاء كلمته جنات 
تتخللها الأعار . وذلك هو الفوز والنجاح الكبير . ومرة أخرى يتحدث الحق عن 

جنة الآخرة بقوله : 

2*2 00 د ممرم4 م مرخ م مودسد 2 55 -- 
« والسيفون الأولونٌ من المهاجر بن والأنصار و الذين أتبعوهم ببإحسلن رضى 


ودعو ائرء عم# سوال سولج عله 5 يوسم لوم قله 4 > «صيت 


لله عنم ورَضوا عنه واعد م جنل تصْرى تتا الأعملر خدلدين فيها 


ع سام موضء مد و 7 
إبدا ذالك الموزالعط م لي » 


( سورة الثوبة ) 
إن الحديث عن الأنهار التى تجرى تحت الجنة يأق مرة مسبوقا ب ٠‏ من © . ومرة 
أخرى غير مسسوق به من 0 . فعنذما يأق الحديث عن تلك الأنهار التى تحت الحلة 
عحنوقا دوه فإن ذلك يوجى أن نبعها ذاق فيها والمائية مملوكة لا . 


وعندما يأى الحديث عن تلك الأغبار الى تجرئى تحت الابنة غير مسبوق ده من ١‏ 
فمغى 5 3 نبع هذه الآبار غير ذاى فيها . ولكنه بجرى نحتها بإرادة الله ٠‏ 
فلا يجرؤ أحد أن يمنع الماء عن هذه الحنة التى أعدها الله للمؤمنين . وعندما يشركنا 
للق فى الشساؤلم: 

جا ممه 1ع ار رء؟؛ م 2 دع 0 ءٌ. صاء م 0 ب ع كوم عل سم 

28 | يود أحد كر أن نَكُونَ لم جنة من نميل وأعنّابٍ تجرى من تحتها لانمل رله, في من 

لجر مرق اماج # تي ساسم ا 


م أ ع ع مو , # 2 4ل عرصي الى اس 9و ع #ع 
كل ألثمرات وأصابه الكبر وله, ذر د ضعفاء قاصابها إعصار فيه نار فأحترفقت 





انان 
25246151209 0929 3962945229 9+9 


كنك نجه بن أله لَك ليت ممه 01 م 1 39 © » 
( سورة البقرة ) 

إن.الجنة التي ببذه الصفة وفيها الخير الكثير . لكن صاحبها يصيبه الكبر . ولم تعد 
فى صحته فتوة الشباب . إنه محاط بالخير وهو أحوج مايكون إلى ذلك الخير + لأنه 
أصبح فى الكبر وليس له طاقة يعمل بها . وهكذدًا تكون نفه معلقة بعطاء هذه 
الجنة . لا لنفه فقط ولكن لذريته من الضعفاء . وهذه قمة التصوير للاحتياج 
للخير. لا للنفس فقط ولكن للأبناء الضعفاء أيضا . 

| إثنا أمام رجل محاط بثلاثة ظروف . الظرف الأول : هو الحنة التى فيها من كل 
خخير . 

والظرف الثاني : هو الكير والضعف والعجز عن العمل . 

والظرف الثالث : هو الذرية من الضعفاء . 


فيطيخ جذه الحنة إعصار فيه نار فاحترقت . فأقى حسرة يكون فيها الرجل ؟ إنها 
حسرة شديدة. كذلك تكون حسرة من يفعل الخير رناء الناس . والإعصار ئ 
نعرف هو الريح الشديدة المصحوبة برعد وبرق ومطر وقد يكون فيه نارا. هذا إذا! 
كانت الات الكهر بائية اتجة من تصادم السسكس أو حاملة لقذائفت 2 من 
بركان تائر . هكذا يكون حال من ينفق ماله رثئاء الناس . أبتدذاء مطسء ع وانتهاء 
مون أ هيوسن هنه:. 

إذن فكل إنسان مؤمن عليه أن يتذكر ساعة أن ينفق هذا الابتداء امثير للطمع ٠‏ 
وذلك. الانتهاء اللىء باليأس . إنها الفجيعة الشديدة . ويصورها الشاعر بقوله : 


فأصبحت من ليل. الغداة كقابض 
ويقول آخر : 


كيرا الببرقك أقنينا! #قطاكةة قعاة 
فلا رأوها أل يتحت ونحصلت 





ون التق 





>21 


إن الذئ يرائى يخسر كل حاجاته . ولا يقدر على شىء ما كسب . ويقول ا حق 


من بعد ذلك : 
ويدوا سس تَفِفْوأْمِنطِيْبَِ مَامكَسَبِسُم 
يآكييتا يال : َلاتيتثوالكيب 


ابه يحي © جه 


إن هذه الأية تعطى صورا تحدث فى المجتمع البشرى . وكانت هذه الصور تحدث 
فى مجتمع المأيئة بعد أن أسس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام . 
فعض ر اعرد اتام كاترا ترون العدى :هن النخا ل ويعلقه فى المسجد من أجل أن 
يأكل فنه من بريد . والعذق هو فرع قوى من التخل يضم الكثير من الفروع 
الضغيرة المعلقة عليها ثيار البلح . وكان بعضهم يأق بعذق غير افنج أو بال خشف 
وهو أردأ التمر. فأراد الله أن يجنبهم هذا الموقف . حتى لا يجعلوا لله ما يكرهون . 
فأنزل هذ! القول. الحكيم : ٠‏ ياأها الذين امنوا أنفقرا من طيبات ما كبتم » . 


إن الإنناق تيمب أن يكون من الكسب الطيب الحلال . فلا تأق يمال من مصدر 
غير حلال لتنفق منه على أوجه الخير . فالله طيب لا يقبل إلا طيبا . ولا يكون 
الإنفاق من رذْال وردىء المال . 


ويخدد الحق سبحانه وتعالى وسيلة الإثفاق من عطائه فيقول : « وما أخرجنا لكم 
من الأرض » وهو سبحانه يذكرنا دائنا نين يقولاة: أنفقوا من طيبات ما كسبتم » 
ألا نظن الكسب هو الأصل فى الرزق . لا إن الكسب هو حركة موهوبة لك من 
لله . إنك أبها العبد إنما تتحرك بظاقة موهوبة لك من الله . وبفكر ممنوح لك من 





مدر النقيق 
١١‏ ١احوصصمصحصت‏ وحص وحوح حوصهة 
الله . وق أرض سخرها لك الله . إنها الأدوات المتعددة التى خصك ببا الله وليس 
فيها ما تملكه أنت من ذاتيتك . ولكن الحق يحترم حركة الإنسان وسعيه إلى الرزق 
فيقول : « أنفقوا من طيبات ما كسيتم 6 . 


ويحذرنا الحق من أن نختار الخبيث وغير الصالح من نتاج عملنا لنتفق منه بقوله 
سبحانه : « ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ٠‏ أى لا يصح ولا يليق أن ا قات 
طيبات الكسب ونعطى الله ردىء الكسب وخبيثه ١‏ لآن الواحد هنا لا يرضى لنقسه 
أن يأخذ لطعامه أو لعياله هذا الخبيث غير الصالح للتفق مله أو لتأكله . » ولتم 
بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه . وإعلموا أن الله غنى حميد ٠‏ أى أنك أيها العيد المؤمن لن 
ترضى لنفسك أن تأكل من الخبيث إلا إذا أغمضت عينيك . أو تم تتزيل سعره 
للع ٠‏ كأن يعرض عليك البائع ث2 شيئا متوسط الخودة أو شيئا قينا بغر يهل عق ابعر 
اخ , 
لقد أراد لفق سبحاله وتعالى أن يوضج لنا بهذه الصور أوجه الإنناق : 
إن النفقة لا تبقص إلمال وإغما تزيده سبعائه هرة , 
إن النفقة ع أن يبطلها الإنسان بالمن والأذى . 
إن القول المعروف خير من الصدقة المبوعة بالمن أو الأذى . 
إن الإتفاق لايكون رثاء النامن إنما يكون ابتغاء لمرضاء الله , 


هذه الآيات الكريمة تعالج أفات الإنفاق سواء آفة الشح أو آفة الَنّ أو الأذى . أو 
الإنفاق من أجل التظاهر أمام الناس . أو الإنفاق من ردىء المال . وبعد ذلك يقول 
سبحاته : 


مام طن يعدم الْفَفرَودَ مركم المَخكسك” 
يكم فرعن وَعَسْلَآَهَوَسِع عي 2 جه 





555 
صموخحصميوححصميوح تصمححوححوص صبربرره 
إن الشيطان قد يوسوس لكم بأن الإنفاق إفقار لكم ٠‏ ويحاول أن يصرفكم عن 
الإنفاق فى وجوه الخير ٠‏ ويغريكم بالمعاصى والفحشاء ٠‏ فالعنى حين يقبيضس يدء عن 
المحتاج فإنه يدل فى قلب المحتاج الحقد . وأى مجتمع يدخل فى قليه الحقد نجد كل 
المنكرات تنتشر فيه . ويعالج هذه المسائل بقوله : 
إنا انيه اا إن مُوْسْوأ وفوا ينك اجو رك ولا يسك لك 
موتك دي إن سعد 2ع عا نط حك تبْخَلوأ يرج أدْره ءءء تي 
( سررة محمد ) 
إن الحق سبحانه وتعالى لا يسألك أن ترد عطاءه لك من امال . إنما يطلب الحق 
تطهير المال بالإنفاق منه فى سبيل الله ليزيد ولينمو» وليخرج الفنتن من تمع 
لأن الضغين حين يدخل يجتمعا فعلى هذا المجتمع السلام . ولا يُفيق المجتمع من 
هذا الضغن إلا يأن تأتيه ضربة قوية تزلزله » فينتبه إلى ضرورة إخراج:الضعن منه . 
لذلك محذرنا الله أن نمع للشيطان : 


ٍر عد 5 ددهم 20 3 


ويام 2 وله بعد مغفرة مله وفضلا قضلا رانس 


جع 7 لمترورو 6ك ل ]1 ع 


ف الشيطئن يعد كر الفقر 
ع طلم 2 » 


( سورة البقرة ) 
فالذى يسمع لقول الشيطان ووغده. ولا يستمع إلى وعد الله يصبيح كمن رجح 
عدو الله على الله أعاذنا الله وإياكم من مثل هذا الموقف ‏ إن الشيطان قد وسوس 
لكم بالفقر إذا أنفقتم . وخبرة الإنسان مع الشيطات تؤكد للإنسان أن الشيطان كاذب 
مضلل . ونفيرة الإنسان 2 الإيمان بالله تؤكد للإنسان أن الله واسع المغفرة » كثير 
العطاء لعباده . والحكمة تقتضى أن نعرف إلى أى الطرق نهتدى ونسير . ويعد ذلك 
يقول الحق : 


اوعس حم يه روء سا مم ع سم ممم 
يُؤْقِ الححكمة م يِسَاءُ وَمَنِيِوْتَ لححكمة ففد 





ا فى تمع النايد . فكأن الحق يقول : كل ما أمرتكم 
به هو عين الحكمة ؛ لأن أريد أن اوْمْنَ حياتكم الدنيا فيمن تتركون من الذرية 
الضعفاء . اوسن لكم سعادة الآخرة . فإن صنع العبد المؤمن ما يأمر به الله فهذا 
. وضع الأشياء فى موضعها وهو أذ بالحكمة . 


وقد أراد الحق أن يعلم الإنسان من خلال عاطفته على أولاده . لان الإنسان قد 
تمر عليه فترة يبون فيها عنده أمر نفسه . ولاينشغل إلا بأمر أولاده . فقد يجوع من 
أجل أن يشبع الأولاد . وقد يعرى من أجل أن يكسوهم .. ولنا المثل الواض فى 
سيدنا إب براهيم خليل الرحمن عليه السلام . لقد ابتلاه ربه فى بداية حياته بالإحراق فى 
النارء ولأن إبراهيم قوى الإيمان فقد جعل الله النار برداً ا 


وابتلاه الله فى آخر حياته برؤيا ذبح ابئه . ولآن إبراهيم عظيم الؤيمان ققد امتثل 
لأمر الرحمن الذى افتدى إسباعيل بكبش, عظيم . والإنسان فى العمر المتأخر يكون 
تعلقه بأبتائه أكبر من تعلقه بلفسيه 3 وعكذا كان الترتى فى ابتلاء الله لسيدانًا إبراهيم 
:عليه السلام . ولذلك أراد الله أن يضرب للبشر على 35 الوتر وقال : 
00-00 لومخ و ع بهي # امم 2 عد مو 2 زر 
ولبحش الْذين لور كوأ من خلفهم ذَرِيَةٌ ضعاها افوأ علييم ليقو لله ولبقولواً 
معلل م 
مولا سَدِيدًا رج © 
( سورة التساء) 
إن الحق سبحانه يريد من عباده أن يِوْمُنوا على أولادهم بالعمل الصالح والقول 
الديد . 5 


ومثال آخر حين أراد الحق أن يحمى مال اليتامى . وأعلمنا يدخول موسى عليه 
السلام مع العبد الصالح الذنى أوق العلم من الله . يقول -سبحانه ‏ 
2000000 


ةمق 
دحصمححمح مححصحمصح بح حمححصحضى ووه 


سام ماوع عمو عمد اوعد ماسوو الع سن ع اع عاص 


#8 فَأنطلَقا حوخ إذَ1 أنبآ اهل قربة أستطمما اهلها ابو أن يضيفوهما دا فيا 
س بام رع عسسة عملم و عله )عم 
جدارا رط أن بق فاق َل لَوْسْتَ لَتَسَذْتَ عي بعر جح # 
( سورة الكهفا) 

كان موسى عليه السلام لا يعلم' علم العبد الصالح من أن الجدار كان تحته كنز 
ليتتمين . كان أبوهما وتوا باتك : وأهل هذه القرية لنام ٠‏ فقد رفضوا أن يطعموا 
العيد الصالح ومومبى عليه السلام ٠‏ لذلك كان من الضرورئق إقامة الجدار حق 
لا يتكشف الكنر فى قرية من اللثام ويستولوا عليه ولا يأخذ الغلامان كنز أبيهها الذى 
كن تله عالطا 


إذن فالحق سبحانه يعلمنا أن نْمُنَ على أبنائنا بالعمل الصالح . وهذه هى 
الحكمة عينها التى لا يصل إليها إلا أصحاب العقول القادرة على الوصول إلى عمق 
التفكير السديد . 


وسيدنا الحسن البصرى يعطينا المثل فى العمل الصالح عندما يقول لمن يدخخل عليه 
طالبا حاجة : مرحبا يمن جاء يحمل زادى إلى الآخرة بغير أجرة . إن سيدنا الحسن . 
البصرى قد أوق من الحكمة ما يجعله لا ينظر إلى الخير بمقدار زمنه ٠.‏ ولكن بمقدار 
مايعود عليه بعد الزمن . : 


رقد. ضربت من قبل المثل بالتلميذ الذى يَجِدٌ ويتعب فى دروسه ليحصل على 
النجاح ٠‏ نيتا أخوه يحب لنفسه الراحة والكسل .الم نجد التلميذ ا 
الذى يرتقفى فى المجتمع <ربيماء الذي ارتفى لتفجه العمل مسن هلزنا 3 
المجتمع . وبعد ذلك يقول الحق نسيحانه : 


1 1 58 جو ده ا م رك ا يو ف ان 
2ه ومَآأ 2 قَةِ أَوَتَّدَرَثُممْن ندر هار لله 





١ ١ 2‏ حوحتمحصح جح جح وج وح حو 


يَمْكمْدُوَما ليرت م نْأنصصحار © جه 


وقد عرفا الفقة مخ قبل .فنا هى مسالة النذر؟ . إن النذرهو أن ثلزم نفسك 
بشىء من جنس ما شورع الله فوق ما أوجب الله . فإذا نذرت أن تصلى لله كل ليلة 
عددا من الركعات فهذا نذر من جنس ماشرع الله ؛ لأن الله قد شرع الصلاة 
وفرضها خمسة فروض » فإن نذرت فوق ما فرضه الله فهذا هو النذر . ويقال فى 
الذى ينذر شيئا من جنس ما شرع الله فوق ما فرضه الله : إن هذا دليل على أن 
العبادة قد خلّت لهء فأحبها وعشقها ء ودليل على أنه قارب أن يعرف قدر ربه ؛ وأن 
ربه يستحق منه فوق ما افترضه عليه . فكأن الله فى افتراضه كان رحيياً بنا , لأنه لو 
كُرض ما يستحقه منا لما استطاع واحد أن يفى بحق الله . 


إدذا فعنذما”تنتر أي العيك. الؤمق نذراً + فنك تلرمانفسك بسقء من سن 
ماشرع الله لك فوق مافرض الله عليك . وأنت مخير أن تقبل على نذر ما , أو 
لا تقبل . لكن إن نطقت بنذر ققد لزم . لماذا ؟ لأنك ألزمت نفسك به : ولذلك 
فمن التعقل آلا يورط الإنسان نفسه ويسرف فى النذر ‏ لأنه فى ساعة الأداء قد لا يقدر 
عليه . 


وأهل القرب من الله يقولون لمن يخل بالنذر بعد أن نذر : هل جربت ربك فلم 
تهده أهلا لاستمرار الود . وليس فيئا من يمرؤ على ذلك ؛ لأن الله أهل لعميق 
الود . وهذا فمن الأفضل إن يتريث الإنسان قبل أن ينذر شيئا . 


ونقف الآن عند تذييل الآية : ٠‏ وما للظالمين من أنصار » . إن الظالمين هم من 
ظلموا أتفسهم ؛ لأن الحق عرفنا أن ظلم الإنسان إنما يكون لنفسه . وقال لنا : 


2 2 سوج مدر ون 2م رمه مه لز 


ا إنَّ الله لايظلم الئاس شَبها وللكن الناس أنفسمم يَظلونَ 5» أ 
( سورة يونس ) 


ومن 5 الظلم للنفسن الإنفاق رياء 3 أو الإنفاق ق المعاصى 03 أو عدم الوفاء 





َدبو انق 





دزا 


بالنذر . فليس لمن يفعل ذلك أعوان يدفعون عنه عذاب الله فى الآخرة . ويقول 
الحق من بعد ذلك : 


اه 2 عم اوعس حب يوي؟ عَنحكم 
ولؤنو هاالمقراء فهو “0 


من سَيْعَاتِكُم وَالَدْبمًا ب" ب 2 


فإن أظهرتم الصدقة فلعم ما تفعلون ؛ لتكونوا قدوة لغيركم . ولتردوا الضغر 
عن المجتمع . وإن أخفيتم الصدقة وأعطيتموها الفقراء فإن الله يكفر عنكم بذلك 
من سيئاتكم . والله خبير بالنية وراء إعلان الصدقة ووراء إخفاء الصدقة . والتذييل 
فى هذه الآية الكريمة يخدم قضية إبذاء الضدقة وقضية إخفاء الصنقة . فالحى خبير 
بنية من أبدى الصدقة . فإن كأن غنيا فعليه أن يبدى الصدقة حتى يحمى عرضه من 
وقوع الناس فيه ؛ لأن الناس حين يعلمون بالعنى: فلابد أن يعلموا بإنقاق العنى 
وإلا فقد بحسب الناس على الغنى عطاء الله له ٠‏ ولا يحسبون له النفقة قى سبيل الله , 
لماذا ؟ لآن الله يريد أن يحمى أعراض. الئاس هن. الناس 


أما إن كان الإنسان غير ظاهر الغْنى فمن المتحسن أن يخْفمى الصدقة . وإن 
أظهرت الصدقة كما قلت ليتأنى الناس بك . وليس فى ذهنك الرياء فهذا أيضا 
مطلوب . والحق يقول : ٠‏ والله بما تعملون خبير» أى أن الله يجازى على قدر نية 
العبد فى الإبداء أو فى الإخفاء . 


إنه باستقراء إلآيات التى تغرضت للإنفاق نجده سبحانه يسد أمام النفس البشرية 
كل منافذة الشح + ويقطع عنها كل سمي[ :هنا لل روس 0 
الله ٠‏ والخالق الذى وهب للمسخلوق فا وهبه يطلب عله الإنفاق » وإذا نظرنا إلى 
الأمر رافق عرف المنطق .وجدناه أمرأً طبيعيا ؛ لأن الله لا يأل خلقه النفقة مما خَلَقوا 





: 2 


نت ١‏ أاحصمحصحمححمحصصمحص حو حمحهه 
ولكنه يسأهم النفقة مما خخلقه لهم . 


إن الإنسان فى هذا الكون حين يُطلب إيمانياً منه أن ينفق فلازم ذلك أن يكون 
عنده ما ينفقه . ولا يمكن أن يكون عنده ما ينفقه إلا إذا كان مالكا لثىء زاد على 
حاجته وحاجة من يعوله . وذلك لا يتاق إلا بحصيلة العمل . إذن فأمر الله للمؤمن 
بالنفقة يقتضى أن يأمره أولاً بأن يعمل على قدر:طاقته لا عل قدر حاجته » فلو عمل 
كل إنسان من القادرين على قدر حاجته ٠‏ فكيف توجد مقومات الحياة لمن لا يقدر 
على العمل ؟. إذن فالحق يريد منا أن تعمل على قدر طاقتنا فى العمل لنعول انفسنا 
ولنعول من فى ولايتنا. فإذا ما زاد شبىء على ذلك وهبناه لمن لا يقدر على العمل . 


ولقائل أن يقول : إذا كان الله فد أراد أن يحنن قلوب, المنفقين على العاجزين فلا)ذا 
لم يجعل العاجزين قادرين على أن يعملوا :همع أيضا ؟ 


نقول لمتاحب :هذا القول:+ إن"الحق حين يخلن .... يخلق كوا امامل مسا 
دان له الأسباب . قربما أطغاه أن الأسباب تخضع له . فقد يظن أنه اصبح نخالقاً 
لكل شىء . فحين نستجيب له الأرض إن حرث وزرع ٠‏ وحين يستجيب ألماء له إن 
أحلى دلو ؛ وحين تستجيب له كل الأسباب . ربما ظن نفه أصيلا فى الكون . 
فيشاء الله أن يجعل القوة التى تفعل فى الأسباب لتنتج . يشاء ‏ سبحانه ‏ أن يجعلها 
عرضاً من أعراض هذا الكون . ولا يجعلها لازمة من لوازم الإنسان , فمرة تجده 
١‏ قادراً ومرة تجده عاجرا . 


قلو أنه كان بذاتيته قادراً لما وَجَدَ عَاجِرٌ . إذن فوجود العاجزين عن الحركة فى 
الحياة لفت للناس على أنهم ليسوا أصلاء فى هذا الكون . وأن الذى وهبهم القدرة 
يستطيع أن يسلبهم إياها ليعيدها إلى سواهم ٠‏ فيصبح العاجز بالامس قادراً اليوم » 
ويصبح القادر 0 عاجزاً | اليوم وبذلك يظل الإنسان منتبهًا إلى القوة الواعبة التى 
استتخلفته فى الارض 





تم ؤاللقة 
حمححصوححهمه حوحمحمححموحهرورره 


ولذلك كان الفارق بين المؤمن والكافر فى حركة الحياة أنبها يجتمعان فى شىء ٠‏ ثم 
بنفرد المؤمن فى شىء ء يجتمعان فى أن كل واحد من المؤمنين ومن الكافرين يعمل فى 
أسباب الحياة لبنتج مايقوته ويقوت من يعول. ذلك قدر مشترك بين المؤمن 
والكافر .. والكافر بقتصر على هذا السبب فى العمل فيعمل لنفسه ولمن يعول . 


ولكن المؤمن يشترك معه فى ذلك ويزيد أنه يعمل لثىء آخر هو : أن يفيض عنه 
ثىء يمكن أن يتوجه به إلى غير القأدر على العمل . محتبا ذلك عند الله . 


ولذلك قلنا سابقا : إن الحق سبحانه حين) تكلم عن الزكاة تكلم عنها مرة مطلوبة 
أؤواء. وتكلم عنها مرة أخرق مطلوية غَاية فقال : م والذين هم للركاة فاعلون 0 
ونم يقل للزكاة مؤدون . فالمؤمنون لا يعملون لقصد الزكاة إلا إن عملوا عملا على 
قدر طاقاتهم ليقوتهم وليقوت من يعوهم . ثم يفيض منهم شىء يؤدون عنه الركاة . 


والحق سبحانه وتعالى يقول فى' أمر الزكاة : 


ع 
: وأقبموا أ أنصلؤةٌ كر 55 دمو نسم من حبر دوه عند أله 


9 2 م صومع مم 


د أله بها تعملون بصا جج #4 


(اسورة البفرة ) 
إذْن' فحصيلة الأمر أن ن الزكاة مقصودة هم حين يقبلون عل أى . ولقد 


صارت الزكاة بذلك الأمر الإهى مطلوبة غاية . فهى أحد أركان الإسلام وبذلك 
يتميز المؤمن على الكافر . 


والحق سبخانه وتعالى حين تعرض لنابع الشّح فى النفس البشرية أوضح : أن 
أول شىء تتعرض له النفس البشرية أن الإنسان يخاف من النققة لأنها تنقص 





وحن وحوح حص جح 20-25 0945--534-0- 
ماعنده . وقد حذر رسول الله صلل الله عليه وسلم من الشح فى قوله : ٠‏ اتقوا 
الظلم ؛ فإن الظلم ظليات يوم القيامة . واتقوا الشح ؛ فإن الشح أهلك من كان 
قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم 2١0:‏ . هى كذلك . ولكن 
الحق سبحانه أوضح لكل مؤمن : أنها تنقص ما عندك . ولكنها تزيدك مما عند الله ؛ 
فهى إن أنقصت ثمرة فعلك فقد أكملتك بفعل الله لك . وخين تكملك بفعل الله 
لك . يجب أن تقارن بين قوة محلوقة عاجزة وقوة خالقة قادرة . 


ويلفتنا سبحانه : أن ننظر جيداً إلى بعض خلقه وهى الارض ١‏ الأرض التى 
نضع فيها البذرة الواحدة ‏ أى الحبة الواحدة ‏ فإنها تغطى سبع سنتابل فى كل متبلة 
مائة حبة . فلو نظر الإنسان أول الأمر إلى أن ما يضعه فى الأرض حين يحرث ويزرع 
يقلل من محازنه لما زرع ولمأا غرس . ولكنه عندما نظر لما تعطيه الأرض من سبعاثة 
ضعف أقبل على البذر . وأفبل على الحرث غير هياب ١‏ لأنها ستعوضه أضعاف 
أضعاف ما أعطى . 


وإذا كانت الأرض وهى مخلوقة لله تعطى هذا العطاء . فكيف يكون عطاء خالق 
الأرض ؟ 


8 > 7 34 اوس عام 3 9 2 م مع ا'اممه ضوع # 2 1 
ف( نشل ان ينون أسواقم فى سيمل أله اقثل حب أنبقت سيع سايلبي 
0 


و ٍ_ عدوت 2 ام هيح معد * ان اع 4 
سنبلة ماية حة وألله يضاعف لمن نساءٌ وألله وأاسم عدم اريك 
سك اخدي ايد وليه نيت لمن إنناة والشومع 2م بيدا 


( مورة اليغرة ' 


إذن فقد سد الحق م3 الخل عل النفين البهرية فتك الشح .. وثىة آخر تتعرض 
له الآيات . وهو أن الإنسان قد يحرج فى مجتمعه من سائل يسأله فهو فى حرصه على 
ماله لا يحب أن ينفق . ولحرصه على مكائته فى الناس لا يحب أن يمئع . فهو يعطى 





(؟) رواه ملم. 


الك[ 1101/1/١1!‏ ا070707رل 2 


حوصح سحهى 020992249033222 إااسااسه 


ولكن بتافف :. وربما تعدى تأففه إلى غبر الذى سأله وزجره . فقال الحق سبحانه 
وتعالى ليسد ذلك الموقف : 


عه دوه د ممم ملاصيو سا عيش 2 


فول معروف ومغفرة خير من صدكة ينبعها أذى دهع حلم © 4 
( سورة البقرة ) 
وقول الله : « قول معروف ومغفرة ه يدل على أن المسئول قد أحفظه سؤال السائل 
وأغضيه الإحراج . ويطلب الحق من مثل هذا انان يغاي من تال هذه الزلة 
إن كان قد اعتير سؤأله له ذنباً : 
م.ج وء" « صمي ع4 سيور  *‏ مامه بتلسونة 2000 
ا ا َع حل وج 4 
( سورة البقرة ) 
وبعد ذلك يتعرض الحق سبحانه وتعالى إلى ٠‏ المن ٠‏ الذى يفسد العطاء ؛ لأنه 
يجعل الآخذ فى ذلة واتكسار » ويريد المعطى أن يكون ق'عزة العطاء وف اسثعلاء 
المنفق . فهو يقول : إنك إن فعلت ذلك ستتعدى الصدقة منك إلى الغير فيفيد ٠‏ 
ولكنك أنت الخاسر ؛ لأنك لن تفيد يذلك شيئا » وإن كان قد استفاد السائل . إذن 
فجرصا على نفسك لا تتبع الصدقة بالمن ولا بالأذى . 
ثم يأى الحق ليعالج منفذا من منافذ الشح فى النفس البشرية هو : أن الإنسان قد 
ا + ولكنه حين تمتد يذه إلى العطاء يعز عليه إنفاق الجيد من ماله ٠‏ 
الحسن » فيستيقيه لنفسه ثم يعزل الأشياء ألتى تزهد فيها نفسه ليقدمها صدقة : 
فينهانا ‏ سبحانه - عن ذلك فيقول : 
على ممعم نوم و معي :بع أر.ى دب 
ظٍّ ولا تيممواأ ليت منْه فقون ول ايه إلا ان تغمضرأ فيه 4 
( من الآية 551 سورة البقرة ) 


أى إن مثل هذا لو أغطى لك ل قبلته إلا أن تغمض وتسامح فى أخذه وكأنك 





2-0-0929 59: سروح وح‎ 1١١ 
ثم بعد أن‎ ٠ لا تبصر عيبه لتأخذه » فا لم تقبله لنفسك فلا يصح أن تقبله لسواك‎ 
تكلم القرآن عن منافذ الشّح فى النفس الإنسانية بين لنا أن الذى ينتج هذه المنافذ‎ 
: ويغذها إغا هو الشيطان‎ 


؟ءم و 0 را باد 22 7 3 . امةع كه م عع 
الشْبَطن ث0 يام ف بالفحشاء وأفله , مغفرة مله وفضلا وآلله 

م #مام 

وسع عليم 2 


١ 1‏ سورة اليفرة )» 

فإن سوّيتم بين عِدةٍ الشيطان ووعد الله لكم بالرضوان كان الخسران والضياع . 
فراجعوا إيمانكم ١‏ وعليكم أن تجعلوا عدة الشيطان مدحورة أمام وعد ائله لكم 
بالفضل والمخفرة 2 


لم يتكلم بعد ذلك عن زمن الصدقة وعن حال إنفاقها ‏ ظاهرة أو باطنة - وتكون 
النية عندك هى المرجحة لعمل .على عمل ٠‏ فإذا كنت إنسانا غنيا فارحم عرضك من 
أن يتناوله الناس : وتصدق:صدقة: علنية: فييا: هو واج عليك لتحمى عرضك: من 
مقوهم ء وأن أردثت أن تتصدق تطوعا فلا ماع أن تسر بها حتّى يلم شالك 


ما أنفقت يمينك .. فعن ابن عباس رضى الله عتهها : صدقات السر فى التطوع 
تفضل علانيتها سبعين ضعفا . وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة 


وكأن الله فتتح أمام النفس البشرية كل منافذ العطاء وسد منافذ الشح . انظروا 
بعد ذلك إلى الحق سبحانه حيننا يحمى ضعاف المؤمنين ليجعلهم فى حماية أقوباء 
المؤمنين . اعلم أيها العبد المؤمن أنك حين تتلقى حكم الله لا تتلقاه على أنه مطلوب 
منك دائها . ولكن عليك أن تتلقى الحكم على أنه قد يُصِير بتصرفات الأغيار مطلوبا 
لك ٠‏ فإن كنت غنيا فلا تعتقد أن الله يطالبك دائها » ولكن قَدَرْ أنك إن أصبحت 
بعرض الأغيار فى الحياة فقيراً سيكوت الحكم مطلوباً لك . فقدر حال كونه مطلوبًا 
منك إلآن ؛ لأنك غنى أله يطلب للك إن تبات لل ]غنان. قسرتت با ققترا .+ 


إذن فالتشريع لك وعليك . فلا تعتيره عليك دائيا لأنك إن اعتيرته عليك دانا 





جح وح 22 :92222402922254 ال 


عزلت.نفسك عن أغيار الحياة . وأغبار الحياة قائمة لا يمكن أن يبرأ منها أحد أبدا . 
لذلك أمر ‏ سبحانه ‏ المؤْمنَ أن يكفل أخاه المؤمن . 


انظروا إلى طموحات الإيمان فى النفس الإنسانية » حتى الذين لا يشتركون معك 
فى الإيمان . إن طلب منك أن تعطى الصدقة المفروضة الواجبة لأخيك المؤمن فقد 
طُلب منك أيضا أن تتطوع بالعطاء لمن ليس مؤمنا . وتلك هيزة فى الإسلام لا توجد 
أبدا فى غيره من الأديان. إنه يحمى حتى غير المؤمن . ولذلك يقول الحق : 


مجه 0 


ما أصل هذه المسألة ؟ 

أصل هذه المسألة أن بعض السابقين إلى الإسلام كانت خم قرابات لم تسلم . 
وكان هؤلاء الأقرباء من الفقراء وكان المسلمون يحبون أن يعطوا هؤلاء الأقارب 
الفقراء شيئا من مالهم . ولكنهم تحرجوا أن يفعلوا ذلك فسألوا رسول الله صلى الله 
عليه وسلم فى هذا الأمر. 


وفاهى ذى أسماء بنت أبى بكر الصديق وأمها « كُتَيْلةْ » كانت مازالت كاقرة. 
وتسأل أسياء.رسؤل الله.صل الله غليه وسلم أن تغطى من مالا شيئا لامها حتى تعيش 
وتقتات . وينزل الحق سبحانه قوله : « ليس عليك هداهم ولكن الله يبيدى من 
يشاء ٠‏ 2» وعن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنب) قالت : قدمث عل أمى وهى 
مشركة فى عهد رسول الله صل الله عليه وسلم فاستفتيتٌ رسول الله صل الله عليه 


١ ١١7٠:‏ 02290209292154 + +ا ل صمححم 


وسلم كُلت : قِدمثُ عل أمى وهى راغبة . أفاصل أنْى ؟ قال : « نعم صلى 
أَمْكِ  20(‏ ولقد أراد بعض من المؤمنين أن يضيقوا على أقارمهم ممن ل يؤمنوا حتى 
يؤمنوا . لكن الرحمن الرحيم ينزل القول الكريم : « ليس عليك هداهم ولكن الله 
ملق :من باد : 


إنه الدين المتسامى . دين يريد أن نعول المخلوق فى الأرض من عطاء الربوبية 
وإن كان لا يلتقى معنا فى عطاء الألوهية ؛ لأن عطاء الألوهية تكليف . وعطاء 
الربوبية رزق وتربية . 


والرزق والتربية مطلوبان لكل من كان على الأرض ؛ لأننا نعلم أن | فى 
ع لج سو ا ان استدعاه خالقة . ومادام الخالق الأكرم عو 
الدئ. استدعى العبد مؤمناً أو كافراً . ذ فهو المتكفل برزقه . والرزق شئيء ٠‏ ومنطقة 
الإيمان بالله شىء أخر . فيقول الحق : « ليس عليك هداهم ولكن الله يبدى من 
نشاء و , 


أو أن الآية عنينها نزلت فى الحتٌ على النفقة ربما أن بعض الناس تكاسل .وربما 
كان بعض المؤمنين يعمدون إلى الردىء من أموالهم فيتفقونه . 


وإذا كان الإسلام قد جاء ليواجه النفس البشرية بكل أغيارها وبكل خخواطرها » 
فليس بعجيب أن يعالجهم من ذلك ويردهم إلى الصواب إن خطرت لهم خاطرة 
تبىء إلى السلوك الإيماى , 


وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يحب حين ينزل أى أمر أن يلتفت المسلمون 
إليه لفتة الإقبال بحرارة عليه . فإذا رأى تهاونا فى شىء من ذلك حزن ء فيوضح له 
الله : عليك أن تبلغهم أمر الله فى النفقة . وما عليك بعد ذلك أن يطيعوا . « ليس 
عليك هداهم ولكن الله يبدى من يشاء» . 


(1) رواه الخاري ومسلم . 





حمجهح بح 4+0 0924© وح صووبازاة 


ولقائل أن يقول : مادام الله هو الذى يبدى فيجب أن نترك الناس على ما هم 
عليه من إيمان أو كفر » وما علينا إلا البلاغ » ونقول لأصحاب هذا الرأى : تنبهوا 
إلى معطيات القرآن فيا يتعلق بقضية واحدة. هذه القضية التى نحن بصددها هى 
ألهداية , ولنستقرئء الآيات جميعا . فسنجد أن الذين يرون أن الحداية من الله » 
ونه ما كان يصح له أن يعذب عاصياً . لهم وجهة نظرء والذين يقولون : إن له 
سبحانه أن يعذبهم ؟ لأنه ترك هم الخيار هم وجهة نظر . فيا وجهة النظر المختلفة 
حت يضير الأمر عق قر سواه امن الفههم ؟ 


إن الحق سبحانه وتعالى حينا يتكلم فى قرآئه الكلام الموخى . فهو يطلب 
منا أن نتديره » ومعنى أن نتديره ألا ننظر إلى واجهة النص ولكن يجب أن ننظر إلى 
خلفية النص . « أفلا يتدبرون » يعنى لا تنظر إلى الوجه ٠‏ ولكن انظر ما يواجه 
الوجه وهو الخلف . 


اعم امم مول م 
ايد يتَدَبرون الْعُرْهَانَ 4 
ومن الآية عع صوره املاع 
فالحق سبحاته وتعالى قد قال : 
21 مخ (ععموم 7 نم8 04 2 
© وأما مود مده فَانْسسبُوا آلمَى عل المْدَئ » 
(من الآية 11 سورة. فصلت:) 
كيف يكون الله قد هدأهم » ؛ ثم بعد ذلك يستحبون العمى على الهدى ؟ إذن 
معنى «هداهم » أى دهم على الخير . وحين دهم على الخير فقد ترك فيهم قوة 
الترجيح بين البدائل ٠‏ قلهم أن يختاروا هذا ٠‏ وهم أن يختارواهذ! . فليا هداهم الله 
ودهم استحبوأ العمى على الهدى والله يقول لإعولةال تقل لكين 3 القرآن 
الكريم : 


(من الآية 05 سورة القصصن) 


١٠٠٠١١ 6‏ 6 جوج مج +2200 فح جمححمه 


فنفى عله أله بهد . وأثبت له الحق الحهداية فى آية أخرى يقول فيها : 


ف و إنث لدي إل صراط مستتيس # 
وعن الأية 57 سورة الشورى ) 


فكيف يثبت الله فعلاً واحدأ لفاعل واحد ثم ينفى الفعل ذاته عن الفاعل ذاته ؟ 
نقول هم : رسول الله صل الله علره وسلم عليه أن يدل الناس على منيج الله . 
ولكن ليس عليه أن يحملهم على منبج الله ؛ لأن ذلك ليس من عمله هو ء فإذا قال 
الله :.: إنك لا #بدى » أى لا تحمل بالقسر والقهر من أحببت ٠‏ وإغما أنت « جهبدى » 
أى تدل فقط . وعليك البلاغ وعليا الحساب . 


إذن ققول الحق : « ليس عليك هداهم ولكن الله هذى من يشاء » ليس فيه حخة 
على القسرية الايمانية التى يريد بعض المتحلنين أن يدخلوا منها إلى منفذ التحلل 
النفسى عن منبج الله ونقول فؤلاء : فيه فرق بين هداية الدلالة وهداية المعونة . فالله 
يبدى المؤمن وسبدى الكافر أى يدهم . ولككن من آمن به ديه هداية المعونة ٠‏ ويهديه 
هداية التوفيق . ويهديه هداية تخفيف أعيال الطاعة عليه . 


« ليس عليك هداهم ولكن الله يبدى من يشاء . وما تنففوا من خير فلالفسكم » 
تلك قضية تعالج التْح متطقياً. وكل معطٍ من الخلق عطاؤه عائد إليه هرء 
ولا يوجد معط عطاؤه لا يعوذ عليه إلا الله . هو وحده الذى لا يعود عطاؤه خلقه 
عليه . لأنه ‏ سبحانه ‏ أزلا وقديما وقبل أن يخلق الخلق له كل صفات الكال . 
فعطاء الإنسان يعود إلى الإنسان وعطاء ربنا يعود إلينا . 


ولذلك قال بعض السلف0 الذين لم لمحة إيمائية : ما فعلت لأحد خيراً قط ؟ 
ففيل له : أتقول ذلك وقد فعلت لفلان كذا ولفلان كذا ولفلان كذا ؟ ففال : إنما 
فعلته لنفسى . فكأنه نظر حينها فعل للغير أنه فعل لنفسه . ولقد قلنا سابقا : إن 
العارف بالله : الحسن البصرى ٠‏ كان إذا دخل عليه من يسأله هش فى وجهه وبش . 
وقال له: هويا يمن جاء يحمل زادى إلى الآخرة بغير أجرة . 





22422040242 © جرح 7جبوج يورك ناا 


إذن فقد نظر إلى أنه يعطيه وإن كان يأخذ منه . فالحق سبحانه وتعالى يعالج فى 
هذه القضية « وما تنفقوا من خير فلأنفسكم » أى إياكم أن نظنوا أننى أطلب منكم 
أن تعطوا غيركم ؛ لقد طلبت منكم أن تنفقوا لأزيدكم أنا فى النفقة والعطاء » ثم 
يقول : ٠‏ وما تنفقوا من خير يوف إليكم » ومعنى التوفية : الأداء الكامل . ولا تظنوا 
أنكم تنفقون على من ينكر معروفكم ؛ لأن ما أنفقتم من خير فالله به عليم . إذن 
فاجعل نفقتك عند من يححد . ولا تمعل نفقتك عند من يحمد . لأنك بذلك قد 
أخيذزت جزاءك ممن مجمدك وليس لدى الله جزاء لك . 


كنت أقول دائيا للذين بشكون من الناس نكران الجميل ونسيان المعروف : أنتم 
المستحقون لذلك ؛ لأنكم جعلتموهم فى بالكم ضاعة أنفقتم عليهم .. ولو جعلتم 
الله فى بالكم لما حدث ذلك “هنهم أبدا . ٠‏ وما تنفقوا من خير فلأنفسكم » 
وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله » أهذه الآبة تزكية لعمل المؤمنين . أم نخبر أريد به 
الأمر ؟ 

هر ؟ 


إنبا الاثنان معا. فهى تعتى أنفقوا ابتغاء وجه الله . ١‏ وما تنفقوا من خير بوفٌ 
إليكم وأنتم لا تظلمون ٠‏ أتنم لا تظلمون من الخلق.. ولا تظلمون من الخالق . أما 
من الخلق فقد استيراتم دينكم وعرضكم حين أديتم بعض حقوق الله فى أموالكم . 
فلن يعتدى أحد عليكم ليقول هايقول . وأما عند الله فهو سبحانه يوي الخير 
أضعاف أضعاف ما أنفقتم فيه . 


وبعد ذلك يتكلم الحق سببحانة وتعالى عن مصرف من مصارف النفقة كان فى 
صدر الإسلام : 


11 0 58 ف لاز نض سه يعرء 
به وو ب 





ج)دااا 


سوب آلثا تت سانا وَمَاتُنْفِفُأمِنَ كير حير 


ساعة أن نسمع و جاراً رقنا امات أله كرية فنعلم أن كاك 1 
متعلقاً . ما هو الذىللفقراء ؟ هو هنا النفقة. أى أن النفقة للفقراء الذين أحصروا فى 
سبيل الله . وإذا سألنا : ما معنى « أحصروا » فإننا تجد أن هناك ٠‏ خصر ه وهناك 
« احصر » وكلاهما فيه المنع . إلا أن المنع مرة يأتى بما لا تقدر أنت على دفعه . ومرة 
يأق بما تقدر على دفعه . 


فالذى مرض مثلاً وحُصبرْ عن الضرب فى الارض . أكانت له قدرة أن يفعل 
ذلك ؟ لا . ولكن الذى أراد أن يضرب فى الأرض فمنعه إنسان مثله فإنه يكون 
منوعاً ٠‏ إذن فيئول الأمر فى الأمرين إلى المنع . فقد يكون المنع من النفس ذاتها أو 
منعٌ .من وجود فعل الغير. فهم أحصروا فى سبيل الله . صروا لأن الكافرين 
يضيقون عليهم منافذ الحياة . أو خصرُوا أنفسهم على الجهاد. ود يحبوا أن - 
بغيره ؛ لآن الإسلام كان لاايزال ى حاجة إلى قوم يجاهدون . وعؤلاء هم 
لام فتاه الذي لعصروا فى سبيل ها ل يي دقرا الأرضى » وهية 
استطاعتهم ناشىء من أمر خارج عن إرادتهم أوامن أمر كان فى نيتهم وهو أن يرابطوا 
فى سبيل الله . هذا من الخائز وذاك من الجائر ‏ 


وكان الانصار يأتون بالتمر ويتركونه فى سبائطه . ويعلقونه فى حبال مشدودة إلى 
صوارى المسجد . وكلما جاع واحد من أهل الصّفّة أخذ عصاه وضرب سباطة 
التمر . فينزل بعض التمر فياكل . وكان البعض يأق إلى الردىء. من التمر والشيص 
ويضعه . وهذ!ا هو ما قال الله فيه : ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم باخحديه 
إلا أن تغمضوا فيه . 3 


وإذا نظرنا إلى قول الحق : ٠لا‏ يستطيغون ضرباً فى الارض » وه الضرب » هو 





ممح وج و ح0242252252 ج عنلحصصاابزاا 


فعل من جارحة بشدة على متأثر بهذا الضرب ؛ وما هو الضرب فى الأرض ؟ إن الحق 
سبحانه وتعالمى يريد أن يبين لنا أن الكفاح فى الحياة يجب أن يكون فى منتهى القرة » 
وإنك حين تذهب فى الأرض فعليك أن ترما ترثا وتقتريا بقثرا:ء لا تأخيل 
الأمر مبوادة ولين ولذلك يقول الحق ؛ 

وَالْدى جَعَلَ لكر الْأرْضٌ ذَلولً قراو ا وا وليه 

شرج »# 

( سورة المك. ) 

إن الأرض مسخرة من الحق سبحانه للإنسان ٠.‏ يسعى فيها ٠.‏ ويضرب فيها 

وياكل من رزق الله الناتج ممما . 


وحين يقول الله سبحانه فى وصف الذين أحصروا فى سبيل الله فلا يستطيعون 
الضرب فى الأرض ٠‏ يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف » أى يظبهم الجاهل بأحواطهم 
أ بم أغنياة + وتنيب :هذا الظن هو تركهم للمسألة . وإذا كان التعفف هو ترك 
السألة قالت يقول بعدها : ١‏ تعرفهم بسيياهم لا يسألون الناس إلحافا ٠‏ والسمة ء#ى 
العلامة المميزة التى تدل على حال. صاحبها . فكأنك ستجد فيهم خفوعاً أ وانكسارا 
ورثاثة هيئة وإن ل يسألوا أو يطلبوا . ولكنك تعرفهم من حالتهم التى تستحق الإنفاق 
عليهم . وإذا .كان التعفف هو ترك المسألة فالله يقول يعدها : ٠١‏ لا يسألون الناس 
إلحافا و فكأنه أباح جرد السؤال ولكنه م عن "الالحاج والالحاف فيه » ولو انهم 
سألوا جرد سؤال بلا إلخاف ولا إلخاح ما كان هذا دليلا على أنهم ليسوا أغنياء ؟ 
نعم . لكنه قال : يهم الجاهل الياء من التعقفة» إذن'فليسس هناك سوال + 
لا سؤال على إطلاقه . ومن باب أولى لا إلحاف فى السؤال ؛ بدليل أن الحق يقول : 
٠‏ تعرفهم بسيماهم : . ولو أنهم سألوا لكنا قد عرفناهم بسؤاههم . إذن فالآية تدلنا 
على أن المنفى ان الال وأما كلمة ٠‏ الالحاف ؛ قجاءت لمعنى من المع 
الى يقصد إليها أسلوب القرآن الإعجازى . ماهو؟ 


إن « السيها  »‏ كما قلنا هى العلامة المميزة التى تدل على حال صاحيها . فكأنك 
بنحد ينا زاكيانا ورئاثة هيئة وإن لم يسألوا»أى أنت تغرفهم من حالتهم 





ع 


جل البق 


222020222003062 >92+ جور‎ ١١١٠١: 


البائسة » فإذا ماسال السائل بعد ذلك اعتبر سؤاله إلحاحاً ؛ لان حاله تدل على 
الحاجة . ومادامت حالته تدل على الحاجة فكان يجب أن يجد من يكفيه السؤال/فإذا 
ماسال محرد سؤال فكأنه لحف فى المسألة وألح عليها . 


وأيضا يريد الحق. من المؤمن أن تكون له فراسة نافذة فى أيه بحيث يتبين أحواله 
عن لويد ومسي بسو سويد السس م 
إنا لولم تعرف به السبيا » وتنتظر إلى أن يقول لك ويسألك .. إذن فعندك تقصير : 
فطنة النظر » فهو سبحانه وتعالى يريد من المؤمن أن يكون قطن تناز بيك لشفي 
أن يتفرس فى وجه إخوانه المؤمنين ليرى من عليه هم الحاجة ومن عنده خواطر 
العوز . فإذا ماعرف ذلك يكؤن عنده فطانة إيانية . 


را" السرداق جلك الوائعة. د فقدديق احم بابي جل جم العارقين قخريج ثم 
دخل وخرج ومعه شىء. فأعطاه الطارق ثم عاد باكيا فقالت له امرأته : 
ما يبكيك ؟. قال : إن فلاناً طرق بابى . قالت : وقد أعطيته فا الذى أبكاك ؟. 
فال : لأنى تركته. إلى أن .يسالنى . 


إن العارف بالله بكى ؛ لأنه أحس بمئولية ما كان يجب عليه أن يعرفه بفراسته » 
وأن يتعرف على أخباز إخوانه . ولذلك شرع الله اجتماعات الجمعة حتى يتفقد 
الإنسان كل اخ من إخوانه . ما الذى أقعده : أحاجة أم مرض ؟ أحدث أم 
مصيبة ؟ وحتى لا يحوجه إلى أن يذل ويسأل . وحين يفعل ذلك يكون له فظنة 
الإيمان ‏ 

« وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم » يجب أن تعلم أنه قبل أن تعطى قد علم 
الله أنك ستعطى . فالأمر سوب عنده بميزان . ويجىء تصرف خلقه على وفق 
قدره . وما قدره قديما يلزم حاليا . وهو'سبحانه قد قدر ؛ لأنه علم أن عبده سيفعل 
وقد فعل . وكل فعل من الأفعال له زمن يحدث فيه . وله هيئة يحدث عليها . 
والزمن ليل أو نهار . 

ثم يقول الحق سبحانه وتعالى مبينا حالات الإنفاق والأزمان التى يحدث فيها وذلك فى 
قوله تعالى : 





500000 
موحصححرزرااه 





جد لوك جورت أن لَه م يِآلكَلٍ وَاَلتَهسَارٍ سسرًا 


02011 عدار . # “لاريم م 2 6 و 


0 
34 هد وكام تروب وخر 


إن المسألة فى الإنفاق تقتضى أمرين : إما أن تنفق سراً ٠‏ وإما أن تنفق علانية . 
والزمن هو الليل والنبار » فحصر الله الزمان والحال فى أمرين. : الليل والههار فإياك 
أن تحجز عطيّةٌ تريد أن تعطيها وتقول : « بالنهار أفعل أو فى الليل أقعل ؛ لانه 
أفضل » وتتعلل بما يعطيك الفسحة فى تأخير الغطاء : إن الحق يريد أن تتعدى 
النفقة منك إلى الفقير ليلا أو نماراً . ومسالة الليلية والنهارية فى الزمن » ومسألة 
السرية والعلنية فى الكيفية لا فدخل لحا فى إخلاص اللية فى العطاء . 

« الذين ينفقون أمواهم بالليل والنبار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم » أقالت 

الآية : الذين ينفقون أمواهم بالليل أو النبار؟ لا. لقد طلب من كل منا أن يكون 
إنفاقه ليلا ونهارً وقال : « سر! وعلانية ٠‏ فأنفق أنت ليلا . وأنفق أنت تهارا ٠‏ وأنفق 
*أنت سرأ ٠‏ وأنفق أنت علائية .. فلا تحدد الإنفاق لا بليل :ولا بهار . لا بزمن ٠‏ 
ولا نكيفية ولا بحال . 


إن الحق سبحانه استوعب زمن الإنفاق ليلا ونهارا . واستوعب أيضاً الكيفية التى 
يكون عليها الإنفاق سرأً وعلانية ليشيع الإنفاق فى كل زمن بكل هيئة : وهنا يقول 
الحق سبحانه وتعالى عن هؤلاء : .د فلهم أجرهم عند رمهم ؛ وهذا القول يدل على 
عموم من يتأق منه الأنفاق. ليلد إى ارا صرا أو اعلانية : 


وإن كان بعض القوم قد قال : إنها قيلت فى مناسبة خاصة . وهى أن الإمام عليًا 
كرم الله وجهه ورضى عنه كانت عنده أريعة دراهم > قتضدق تواحدجارا +-وتضتيق 
بواحد ليلا ٠‏ وتصدق بواحجد سر » وتصدق بواحد علانية ٠‏ فنزلت الآية فى هذا 





ج١١١‏ ! أحمجت وحص و صحمحص حص موصحمبحةه 


الموقف . إلا أن قول الله : « فلهم؛ يدل على عموم الموضوع لا على خصوص 
الليبلاة ٠‏ فكأن الحزاء الذى رتبه سبحانه وتعالى على ذلك شائع على كل من يتأق منه 


هذا العمل.. 


عضا لس اسيل نح سويت اساسا 
موقف المؤمن من أداءاث الإنفاق كلها ؛ لآن الأجر لا يكون إلا عن عمل فيه ثمن 

لشىء ء وفيه أجر لعمل ومحيض ااي ب ا ان ع 
قد ينشا عنه مثْمنَ ٠‏ أ شىء له ثمن + فقول الله ٠‏ فلهم أجرهم عند ربهم» يذل على 
أن المؤمن يجب أن ينظر إلى كل شىء جاء عن عمل فالله يطلب منه أن ينفق منه . 


إن الله لا يعطيه ثمن ما أنفق . وإما يغطيه الله أجر العمل . لاذا ؟ لأن المؤمن 
الذى يضرب فى الأرض يخطط بفكره . والفكر ملوق لله . وينفذ التخطيط الذى 
خططه بفكره بوساطة طاقاته وأجهزته ؛ وطاقائه وأجهزته مخلوفة لله ٠»‏ ويتفاعل مع 

المادة التي يعمل فيها . وكلها مخلوقة لله ٠‏ اولي رقهه الاي ل عقا 
لا الفكر الذى يخطط . ولا الطاقة التى تفعل » ولا المادة التى تنفعل ؛ فكلها لله . 

إذن فأنت فقط لك أجر عملك ؛ لأنك تعمل فكرا مخلوقا لله بطاقة محلوقة لله . فى 
مادة مخلوقة لله ء. ء فإن نتج منها شىء أراد الله أن يأخذه منك لأخيك العاجز الفقير فإنه 
يعطيك أجر عملك لا ثمن عملك . لكن المساوى لك فى الخلق وهو الإنسان إن 
أخذ منك حصيلة عملّك فهر يعطيك ثمن ما أخذ منك . فهى من المخلوق المساوى 
«ثمن :6 : وهى من الخالق الأعلى أجر ؛ لآنك لاتملك شيئا فى كل ذلك . 


وبعد ذلك يقول الحق : وا وت ري وحم يحزنون » والخوف هو الحذر 
من شبىء يق » فمن الخائف ؟ ومن امْخوفٌ:؟ ومن المخوفث غليه ؟ وولا خورف 


عليهم ؛ ممن ؟ 


جوز أن يكون «ولا خوف عليهم ؛ من أنفسهم ؛ فقد اف الطالب على نفسه من 
أن يرس ء فالنفس واحدة خخائفة ومحوف عليها » إنها خائفة الآن ومحوف عليها بعد 
الآن .. فالتلميذ عندما يخاف أن يرسب ٠‏ لا يقال : إن الخائف هو عين المخوف + 


خحمححصع و 260249454 اا 


'لأن هذا فى حالة. وهذا فى حالة . 


أو « لا خوف عليهم ؛ من غيرهم , فمن الجائز أن يكون حول كثير من الاغنياء 
أناس حمقى حين يرون أيدى هؤلاء مبسوطة بالخير للئاس فيغمز ونهم ليمسكوا محافة 
أن يفتقروا كأن يفولوا لهم : « استعدوا للزمن فوراءكم عيالكم » . لكن أهل الخير 
لا يستمعون فؤلاء الحمقى . 


إذن فولا خورف عليهم ٠‏ لام أنفسهم ء ولامن الحمقى حوفم ٠‏ ويتابع 
الحق : وولاهم يحزنون0 أى لا خوف غليهم الآن. ولاحزن عندهم حين 
يواجهون بحقائق الخير التى ادخرها ألله سبصانه وتعالى. لهم بل إنهم سيفرحون . 


بعد ذلك نتعرض الحق سبحانه وتعالى إلى قضية من أخطر قضايا العصر . وهذه 
القضية كان ولابد أن يتعرض ها القرآن ؛ لأنه يتكلم عن النفقة وعن الإنفاق . 
ولاشك أن ذلك يقتضى منفتا ومنفقا عليه 2 لأنم عاجز ٠‏ فهب أن الناس شحو 0 وم 
ينفقوا . فإذا يكون موقف العاجز الذى لا يجد ؟ إن موقفه لا يتعدى أمرين : إما أن 
يذهب فيقترض . وإن ل يقبل أحد أن بقرضه فهو يأخذ بالربا والزيادة وإلا فكيف 
يعيش ؟ 

إذن فالآيات التى نحن بصددها .تعرّضت للهيكل الاقتصادى فى أمة إسلامية 
جوادة . أو أمة إسلامية بخيلة شحيحة . لاذا ؟ 


لأن الذى خلق الخلق قد ضنع حسابا دقيقا لذلك الخلق . بحيث لو أحصيت 
عا يجب على الواجدين من زكأة . وأحضيت ما يحتاج إليه من لا يقدر لأن به عجزا 
طبيعيا عن العمل . لوجدت العاجزين يحتاجون لمثل ما يفيض عن القادرين 
بلا زيادة أو نقصان . وإلا كان هناك خخطأ والعياذ بالله فى حساب الخالق . ولا يمكن 
أن. يتاق ذلك أبدا : 


وخين ننظر إل المجتشمعات فق :تكويها ننجد أن إنساناً غنيا'ق. مكان قد انبا به 
مكانه . واخثار أن يقيم فى مكان آخر . فيعجب الناس لاذا ترك ذلك المكان وهوق , 
الاسم راد هم ار ايو يود ملو <سوكسي 0 طروتت .ملفا >2 مهس تسامة.. ‏ -110' 


ات ١ ١‏ اوح صوص صوص حوص ص وحص صمح 
يسر ورخاء وغنى ؟ ربما لو كان فقيراً لقلنا طلبا للسعة » فلياذا خرج من هذا المكان 
وهو واجد . وهو على هذا الحال من اليسر ؟ إلهم لم يفطنوا إلى أن الله الذى خلق 
الخلق يُدير كونه بتسخير وتوجيه الخواطر الى تخطر فى أذهان الناس . فتجد مكانه قد 

نبا به. وامتلات نفه بالقلق » واختار أن يذهب إلى مكان آخر. 


ولو أن عندنا أجهزة إحصائية دقيقة وحسبنا المحتاجين فى البيئة التى انتقل منها 
لوجدنا قدرا من المال زائدا على حاجة الذين يعيشون فى هذه البيئة ؛ فوجهه الله إلى 
مكان آخر يحتاج إلى مثل هذا الكم منه . وهكذ؛! تجد التبادل منظها فإنارأيت 
إنسانا محتاجا أو إنسانا يريد أن يراى فاعلم أن هناك تقصيراً فى حق الله المعلوه ١‏ 
ولا اقول فى الحق غير المعلوم . أى أن الغنى بخل بما يجب عليه إنفاقه للمحتاج , 


والقرآن حين يواجه هذه المسألة فهو يواجهها مواجهة تُبِشّع العمل الربوى تبشيغا 
يجعل النفس الإنسانية المستقيمة التكوين تنفر منه فيقول سبحانه وتغالى : 


جه الت يكلو نا لبا لَاِيمُومُونَ إلا يفوم الى 
يتَحبله لطبت مَِالمَيْءَِقَ نمالو ابي 
خلال 18 َكل م ابجع وََبَّايدأسسجَة مسوك 


عه عرس رمو 


مَنِرَيَه هشه قَلَهِمَاسَلَفَ اه 
َأُوْلِكَ آَصْحَنِبالتَارِهُمْوبَاكَدُرت © جه 
وانظر إلى كلمة « يأكلون ٠:‏ هإ] ل كل حاجات الحياة أكل ؟ لا فحاجات:الحياة 


كثيرة » الأكل بعضها . ولكن الأكل أهم شئء فيها ؛ ؛ لأنه' وسيلة استبقاء النفس . 
وه الربا و هو الأمر الزائد . ومادام هو الأمر الزائد يعنى هو لا يجتاج أن يأكل » ٠‏ فهذا 





إن الحق يريد أن يبشع هذا الأمر فيقول : هم سبمة . هذه السمة قال العلياء أهى 
في الآخرة يتميزون با فى المحشرء كبا يقول الحق : 
«( يت اجون بيهم » 

(من الآية 41 سورة الرحمن ) 

نهؤلاء غير المصلين هم علامة مميزة » وهؤلاء غير المزكين لهم علامة أخرى مميزة 
بحيث إذا رأيتهم عرفتهم بسيياهم » وأنهم من أى صنف من أصناف العصاة » 
فكأنهم حين يقومون يوم القيامة يقومون مصروعين كالذى يتخبطه ويضربه الشيطان 
من المس فيصرعه ؛ أو أن ذلك أمر حاصل لهم فى الدنيا . ولنبحث هذا الأمر : 


« الذين يأكلون الربا لا يقرمون إلاكا يقوم الذى بتخبطه الشيطان من المس» , 
نريد أن نعرف كلمة ٠‏ التخبط » وكلمة « الشيطان » وكلمة ٠‏ المس » . « التخبط » 
هو الضرب عل غير استواء وهدى . أنت تقول : فلان يتخنط . أى أن حركته غير 
رتيية . غير منطقية . حركة ليس لا ضابط . ذلك هو التخبط . وه الشيطان » جنس 
من تخلق الله ؛ لأن الله قال لنا : إنه خلق الإنس والجن . والجن منهم شياطين » 
وجن مطلق . والشيطان هو عاصى الجن . ونحن لم نر الشيطان . ولكئنا علمنا به 
بوساطة إعلام الحق الذى آمنا به فقال : أنا لى خلق مستتر . ولذلك سميته الجن » 
من الاسحار ومنه المجنون إى المستور عقله » والعاصبى من هذا الخلق أسمه 
وشيطان .٠‏ 


إذن فإياننا به لا عن حس ء ولكن عن إيمان بغيب أخبرنا به من آمنا به . وحين 
نجد شيئاً اسمه الإيمان يجب أن تعرف أنه متعلق بشىء غير نحس ؛ لأن المحس 
لا بقال لك : آمن به ؛ لأنه مشهود لك . فأنا لا أقول : أنا أؤمن بأن المصباح منير 
الآنء أنا لا أؤمن بأنئا مجتمعون فى المسجد الآن. لا أقول ذلك لآن هذا واقع 
مشهود وتحسّ . إذن فالأمر الإيمان يتعلق بالغيب . مثل الإيمان بوجود الملائكة . 
فإذا ما كنا قد آمنا بالغيب نجد الحق سبخانه وتعالى يعطى لنا ضورة للشيطان » 


انث ةع دب0يرج1خ 1207 


خرن التق 1 
حددنا و0 و م0ححصمح 
:ولكنه حين يعطينا صورة للشيطان أو لرأس الشيطان الميزة له . كما أن رءوسنا نحن 
هى التى يزنا يتكلم سبحانه عن شجرة الزقوم فيقول جل شأنه : 

6م جع 27 0 6. عءله أمظ ال ا اعم 
١‏ إن تمر يج ف أشل احم 2ع طنهها انر ياوس النبطن جه » 


( سورة الصافات ) 





وشجرة الزقوم فى الآخرة فى النار. إذن فنحن لا نراها ٠‏ ورءوس الشباطين 
لانراها. فكيف يشبه الله مالم ره بما لم نره . بشبه شيثا تجهولاً بشىه مجهول ؟ نقول : 
نعم . وذلك أمر مقصود للوعجاز القرآى ؛ لأن للشيطان صورة متخيلة بشعة ,. 
بدليل أنك لو طلبت من رسامى العالم فى فن الكاريكائير . وقلت هم : ارسموا لنا 
صورة الشيطان ٠‏ ول تعطهم ملامح صورة محددة . فكل منهم يرسم وفق تخيله كياناً 
غاية فى القبح : فهذا يصوره بالقبح من ناحية . وذاك يصوره بالقبح من ناحية 
أخرق بحيث لرجمعت الرسوم لا أتحد رسم مع رسم . 


إذن فكل واحد يستبشع صوزة يرسمها . وساعة نعطى الجائزة لمن رسم صورة 
الشيطان انعطى الجائزة لأجلهم صورة أم لأقبحهم صورة ؟ إننا نعطى الجائزة 
'الصاحب أشد الصور قبحا . إذن فصورة الشيطان المتمثلة صورة بشعة قبيحة . 
ولو جاء عل صورة واحدة من القبح لاختلف الناس حول هذه الصورة فلعل هذا 
يكون قبحا عندك ولا يكون قبحا عند آخر ؛ ولكن حين يُطلق الله أخيلة الناس فى 
تصور القبح ٠‏ يكون القبح ماثلا وواضحا فى عممل كل إنسان قتكون الصورة أكمل وأوق . 
فالأكمل والأوى أن يكون القبح شائعا فيها جميعا . 


ويقول الحق : « الذى يتخبطه الشيطان عن المس ٠‏ الشيطان قلنا : إنه العأصى 
من الجن . وقلنا : إن ربئا سبحانه وتعالى حكى لنا كثير! أن الشياطين لهم التصاق 
واتصال بكثير هن الإنس : 
> مم 2 وء ميرمو 


22م م مع عرق 6 ب 2 32 1 
« نجل من الإئين بعسوذون رجا من أبنحن فُرَادُوهم هداوج » 


( سورة الحن) 


كا ل ل 2 2222 ريسب 0 


حمححمصح مح حوموحصصو محصو مص أازااهةت 
وه لا يقومون إلا كيا يقومٍ الذى يتخبطه الشيطان من المس ٠‏ فكأن الشيطان قد 
مس التكوين الإنساى مسأ أفسد استقامة ملكاتهء فالتكؤين الإنسانى له اسنتقامة 
ملكات مع بعضها البعض ؛ فكل حركة ا استقامة ٠‏ فإذا ما مسّه الشيطان فسد 
تآزر الملكات . فملكاته النفسية تكون غير مستقيمة وغير منسجمة مع بعضها 
البعض . فتكون حركته غير رتيبة وغير منطقية . 


وماالمناسبة بين هذه الصورة وبين عملية الربا ؟ . إن أردنا فى الآخرة ميزة » فساعة 
ترى واحداً مصروعاً فاعرف أنه من أصحاب الربا : هذا فى الآخخرة » وفى الدنيا نجد 
أيضاً أن له حركة غير منطفية ع هستيرية » كيف ؟ 


انظر إلى العام الآن , لقد خخلق الله العالم على هيئة من التكامل . فهذا إنسان 
يتمتع بإمكانات ومواهب . وذاك يتمتع بواهب وإمكانات أخرى ٠.‏ حتى يحتاج 
صاحب هذه الإمكانات إلى صاحب تلك الإمكانات فيكتمل الكون . ولو أن كل 
إنسان كان وحدة متكررة لاستغنى الكل عن الكل . ولو أن الأفراد متساوون ف 
المواهب لما احتاج الناس لبعضهم البعض . لكن المواهب تختلف ؛ لأنك إن أحَدث 
فنا من فنون الحياة فقد أجاد سواك فنونا أخرى أنت محتاج إليها » فإن احتاجوا إليك 
فيا أَجَدْتَ ع فقد احتجت إليهم فيما أجادرا . وهكذا 0 لى العالم . وكذلك خلق 
الله الكوث : مناطق حارة ٠.‏ ومناطق باردة » ومناطق لبا معادن .» وفناطق بها 
زراعة ؛ ولؤ يسايس ا اع مؤي 
ولذلك يقول الحق فى سورة « الرخمن » : 


ا سمه الاناء 0ت 4 
( سورة الرحمن ) 
ورضعهاة 0 ووالأرض ٠.»‏ أى أرض ٠‏ وأى أنام ؟. الأرض كل 
الأرض . والأنام كل الأنام » فإن تحددت بحواجز فسدت . إن منع الإنسان من 
حرية الانتقال من مكان إلى مكان يفسد حركة الإنان فى الكون . فقد يرغب إنسان 
فى أن ينتقل إلى أرض .بكر ليعمرها . فيرفض أهل تلك الأرض . فلو أن الأرض كل 
الأرض كانت للآنام كل الأنام. بحيث إن ضاق العمل فى مكان ذهبت إلى مكان 





اق 
حور صوص محص صمح حمححمح ممه 


آخر . بدون قيود عليك . تلك القيود التى نشأت من السلطات الزمنية التى تحتجز 
الأماكن لأنفسها . فهذا ما يفسد الكون. . فهناك بيئات تشتكى قلة القوث. وبيئات 
تشتكى قلة الايدى العاملة لارض خراب وهى تصلح أن تزرع . فلو أن الأرض كل 
الأرض للأنام كل الآنام لما حدث عجر . 


ونلاحظ ما يقال : ازدحام السكان أو الانفجار السكان . بينا توجد أماكن 
تتطلب خلقاً ! ويوجد خلق نتطلب أماكن . فلاذا هذا الاختلال ؟ هذا الاختلال 
تاشئء من أن السلوك البشرى غير منطقى فى هذا الكون . والكون الذى نعيش 
فيه . فيه ارئقاءات عقلية شتى » وطموحات ابتكارية صعدت إلى الكواكب . وتغزو 
الفضاء » ووْجذت فى كل بيت آلات الترفيه 3 أفا كان المنطق يقتضى أن يعيش العالم 0 
دا مستريحاً ؟ 


كان المنطق يقتضى أن يعيش العالم للسترماً هادثاً + لأنه فى كل ل يوم يبتكر أسياءً 
تعطى له أكبر الثمرة بأقل تجهود فى أقل زمن ٠‏ فياذا نريد بعد هذا ؟ ولكن هل العام 
الذى نعيش قبه منطقى مع هذا الواقع ؟ لا . بل نحن نجد أغنى يلاد العالم وأحسنها 
وفرة اقتصادية هى التى يعان الناس فيها القلق . وهى التى تمتلء بالاضطراب ٠‏ 
وهى التى ينتشر فيها الشذوذ : وهى التى تشكو من ارتفاع نسبة الجنون بين سكانها . 


-إذن قالعالم ليس منطقيا . وهذا التخبط يؤكد ما يقوله الحق : « إلا كا يقوم الذى 
يتخبطه الشيطان من المس ه إنها حركة فستيرية فى الكون تدل على أنه كون غير 
مسكريح ء كون غير منسجم مع طموحاته وابتكاراته . 


أما كان على هذا الكون بعقلائه أن يبحثوا عن السبب فل هذا . وأن يعرفوا لماذا 
نشقى كل هذا الشقاء وعندنا هذه الطموحات الابتكارية ؟ كان نت أن يبحثوا , 
فالمصيبة عامة . لا تعم الدول التخلفة أو النامية فقط “ايل عق أنهنا ف لدو 
المتقدمة . كان يجب أن يعقد المفكرون المؤتمرات ليبحثوا هذه المسألة . فإذا ها كانت 
المسألة عامة تضم كل البلاد متقدمها ومتأخرها وجب أن نبحث عن سبب مشترك , 
ولا نبحث عن سبب قد يوجد عند قوم ولا يوجد عند قوم آخخرين ؛ لأننا لو بحثنا 
لقلنا : يوجد فى هذه البيئة . وكذلك هو موجود فى كل البيئات . فلابد أن يوجد 





سلمصحوصح وه :5ه 211412099 


القفق “الم 


فالأرزاق التى توجد فى الكون تنقسم إلى فسمين رزق أنتفع به مباشرة ع ورزقف 
هو سبب لا أنتقع به مباشرة . أنا آكل رغيف الخبز. هذا اسمه رزق مباشر ٠‏ 
وأشرب كوب الماء » وهو رزق مباشر ٠‏ واكتنى بالثوب وذلك أيضا رزق مباشر ع 
وأسكن فى البيت وهذا رائعاً رزق مباشرء وأنير المصباح رزق مباشر , ولكن المال 
يأق بالرزق المباشرء ولا يغنى عن الرزق المباشر . فإذا كان عندى جبل من ذهب 
٠وأنا‏ جوعان . ماذا أفعل به ؟. إذن فرغيف العيش أحسن منه » هذا رزق مباشر . 
فالنقود أو الذهب اغترى بها هذا وهذاء لكن لايغنينى عن هذا وهذا. 


وقد جاء وقت أصبح الناس يرون فيه أن المال هو كل شىء حتى ضار هدفا وتعلق 
الناس به . . وف الحق أن المال ليس غاية . ولا ينفع أن يكون غاية بل هو وسيلة . 
قإن فقد وسيلته وأضبح غاية فلابد أن يفسد الكون ؛ فعلة فساد الكون كله فى القدر 
المشترك الذى هو المال.؛ حيث أصبح المال غاية » وم يعد وسيلة 


والحق سبحانه وتعالى يريد أن يطهر حياة الاقتصاد للناس طهارة تضمن جل 
ما يطعمون ٠‏ وما يشربون . وما يكتسون » حتى تصدر أعاهم عن نخليات إيمانية 
طاهرة مصفاة ؛ ذلك أن الثبىء الذى يصدر عن خبلية إيمانية طاهرة مصفاة لا يمكن 
أن ينشأ عنه إلا الخير . 


ومن العجيب أن نجد القوْم الذين صدروا لنا النظام الربوى يحاولون الآن 
جاهدين أن يتخلصوا منه . لا لأخهم ينظرون إلى هذا التخلصن على أنه طهارة دينية ٠‏ 
ولكن لأغهم يرون أن كل شرور الحياة ناشئة عن هذا الربا . وليسث هذه الصيحة 
حديئة عهد بناء فقدبما أى من عام ألف وتسعراثة وحمسين قام رجل الاقتصاد العا مى 
« شاخت ه فى ألانيا وقد رأى اختلال النظام فيها وفى العالم ٠‏ فوضع تقريره بأن 
الفساد كله ناشىء من النظام الربوى , وآن هذاالنظام يضمن للغنى أن يزيد غنى » 
ومادام هذا النظام قد ضمن للعنى أن يزيد غنى . فمن أين يزداد غنى ؟ لاشك أنه 
يزداد عنى من الفقير . إذن فستئول المسألة إلى أن المال سيصبح فى يد أقلية فى الكون 
تتحكم فى مصائره كلها ولا سيا المصائر الخلقية . لاذا ؟. 


السسسسسسسسسسيم ببس بيب مسمسيِِميِِمييحيحي- )يبيب ب ب ب بيسويس يبب لك 


١1١‏ ا حمص موص وص ص محص حمص ‏ صمحه 


لآن الذين يحبون أن يستثمروا المال لا ينظرون إلا إلى النفعية المالية ٠‏ فهم يديرو 
المشروعات التى تحقق لهم تلك النفغية . وهناك رجل اقتصاد آخر هو« كينز » الذى 
يتزعم فكرة « الاقتصاد الحر» فى العالم يقول قولته المشهورة : إن امال لا يؤدى 
وظيفته فى الحياة إلا إذا انخفضت الفائدة إلى درجة الصفر . ومعنى ذلك أله لا ريا . 


وإذا ما نظرنا إلى عملية عقد الريا فى ذاتها وجدناها عقداً باطلا ؛ لأن كل عقد من 
العقود إنما يوجد لحاية الطرفين المتعاقدين . وعقد الربا لا بحمى إلا الطرف الدائن 
فقط . وهناك أمر خلقى آخر وهو أن الإنسان لا يعطى ربا إلا إذا كان عنده فائض 
زائد على حاجته . 


ولا يأخذ إنسان من المرابى إلا إذا كان محتاجاً . فانظروا إلى النكسة الخلقية فى 
الكون . إن المعدم الفقير الذى لا يجد ما يسد جوعه وحاجته يضطر إلى الاستدانة » 
وهذا الفقيز المعدم هو الذى يتكفل بأن يعطى الآصل والزائد إلى الغنى غير المحتاج . 


إنها نكسة خلقية توجد فى المجتمع ضغناً ٠‏ وتوجد فى المجتمع حقداً ٠‏ وتقضي 
على بقية المعروف وقيمته بين الناس ٠‏ وتنعدم المودة فى المجتمع . فإذا مارأى إنسان 
فقيرٌ إنساناً غنياً عنده المال ء ويشترط الغنى على الفقير المعدم أن يعطيه ما يأخذه وأن 
يزيد عليه . فعلى أية حال ستكون مشاعر وأحاسيس الفقير؟ كان يكفى الغنى أن 
يعطى الفقير » وأن يُسترد الغنى بعد ذلك ما أخذه الفقير . ولكن الغنى المرابى يطلب 

من الفقير أن يسدد ما أخحذه ويزيد عليه . وكانوا يتعللون ويقولون : إن النص 
القرآى إنما يتكلم عن الربا فى الأضعاف المضاعفة . فإذ! ما منعنا القيد فى الاضعاف 
المضاعفة لا يكون حراماً !! 


أ أنهم. يريذون تبزير إغطاء الفقير مالاء وأن يرده أضعافاً فقط لا أضعافاً 
مضاعفة ؛ حتى لا يصير ذلك الاسترداد بالزيادة حراما . وهؤلاء نقول : إن الذين 1 
يفولون ذلك يحاولون أن يتلضصوا على النص القرآى . وكأن الله قد ترك النص 
ليتلصصوا عليه ؤيسرقوا منه ماشاءوا دون أن يضع فى النص ما يحول دون هذا 
التلصص . ولو فطنوا إلى أن الله يقول فى آنخر الأمر : 





صمحصيبيحص ح وح و5965 14د 


» 


رمن الأية 04؟ سورة السقرة ) 


2 ع مضومس لماش لل اوس رهج بي 7 َك 


وإن بم فلك ركوس أمولكر لا تظلمون و 


هذا القول الحاسم يوضح أن الله ل يستئن ضعفاً ولا أضعافاً . إذْن فقوله الحق : 


3 
رقاء ىه م عه وى سالط ومس ع عد ع 6ه عد ممع ووس م سعرله فى 2 + 
9# يامب الْدينَ امن وأ لاما ربا ضما صحف وَاتموأ اله للك تفوت ج #4 
ر سورة ال عوران) 


إن هذا القول الحكيم لم يجىء إلا ليبين الواقع الذتى كانوا يعيشونه ٠‏ وَل يستثن 
الله ضعقاً أو أضعافاً ؛ لأن الحق جعل التوبة تيدأ من أن يأخدذ الإنان رأس ماله 
فقطا. فلا يسمح الله لأحد أن يأخذ نصف الضعف أو الضعف أو الضعفين ١‏ 
ولا يسمح بالأضعاف ولا بالمضاعفات . 


وكانوا يتعللون أن اتفاق الطرفين على أى أمر يعتبر تراضياً ويعتير عفدا . قد يكون 
ذلك صحيحاً إن لم يكن هناك مشرع أغلى من كل الخلق يسيطر على هذا التراضى : 
فهل كلما تراضى الطرفان على شىء يصير حلالا ؟. 


لو كان الآمر كذلك لكان الزنا حلالاً : لأا طرفان قد تراضيا . وكل ذلك 
لا يتأق - أى رضاء الطرفين ‏ إلا فى الأمور التى ليس فيها تشربع صدر عن المشرع 
الأغل . وهو الله الحى القيوم . 


إن الله قد فرض إمراً يقضى على التراضئ بينى وبينك ؛ لأنه هو المسيطر . وهو 
الذى حكم فى الأمرء فلا تراضى بيننا فيها يخالف ما شرع الله أو حكم فيه . 

وإذا نظرنا نظرة أخخرئ فإننا نجد أن التراضى الذى يدعونه مردود عليه . إنه 
تراض : باطل بالفحص الدقيق والبحث المنطقى . اذا ؟ لأننا نقول إن التراضى 
إنا بنش بين اثتين لا يتعدى أمر ما تراضيا عليه إلى غيرهما , أما إذا كان الأمر قد 
تعدى من تراضيا عليه إلى غيرهما فالتراضى باطل . 





ح ١١‏ +02 بحص وحص ص محص وجمحمحصد 

فهب أن واحداً لا يملك شيئا . وواحداً آخر بملك ألفا . والذى يملك ألفا هى 
فلكه . وأدار ا عملا من الأعيال ٠‏ وحين يدير صاحب الألف عملا فالمطلوب له 
أجر عمله ليعيش من هذا الأجر . أما الذى لا يخلك شيئا إذا ما أراد أن يعمل متلا 
عمل صاحب الألف . فذهب إلى إنسان وأخذ منه ألفا يعمل عملا كعمل ضاحب 
الألف . فيشترط من يعطيه هذه الألف من الأموال أن يزيده مائة حين السداذ ء. 
فيكون المطلوب من الدى اقترض هذه الألف أجر عمله كصاحب الآلف الأول 
ومطلوب منه أيضا أن يزيد على جره تلك الماثة المطلوبة لمن أقرضه بالربا . 


فمن أين يأق من افترضص ألفا مبذه المائة الزائدة ؟ إن سلعته لو كانت تساوى سلعة 
الآخر افإئه تمسر :. وإن كالث-سلفته اقل من سلعة الآخن فإها:يكسد وتبوق. 


إذن فلابد له من الاحتيال النكد . وهذا الاختيال هو أن يخلع على سلعته وضنفا 
شكليا يساوى به سلعة الأخر . ويعمد إلى إنقاص الجواهر الفعالة فى صنعة سلعته , 
توب ينها ا يوا ازى الاثة المظلوب مدادها للمرابى . فمن الذى سيدفع ذلك © 


إنة المستهلك 


إذن فالمستهلك قد أضبر بهذ التراضى + فهو الذى سيغرم ؛ لأنه هر الذى يدقع 
أخيرا قيمة فرضي الرجل المتاجر بالسلعة وقيمة التسنبة الربوية التى حددها المرابى , 
إذن فالعقد بين المقترض وامرلى ‏ حتى فى عرفهم ‏ عقد باطل رغم أن الاثنين 


المقترض والمراى ‏ قد اعتنرا هذا العقد تراضيا . 


إذن فالحق سبخانه وتعالى أراذ أن يشيم فى الناس الرحمة والمودة | وأن يشيع فى 
الناس التعاطف , إنه الحق . سبحائه - صاحب كل النعمة أراد أن يشيع فى الناسن 
أن يعرف كل صاحب نعمة ف الدنيا أنه يجب عليه أن نكون نعمته متعدية إلى غيره , 
فإن رأها المحروم علم أنه مستفيد منبا.. فإِذًا كان متفيدا منها فإنه لن ينظر إليها 
بحفد.. :ولا أن ينظر إليها بحسداد ولايتمى أن تزول الأن أمرها عائد إليه , 


ولكن إذا كان السائد هو أن يريد صاحب النعمة فى الدنيا أن يأخذ بالاستخواذ 
على كل عائد نعمته . ولا يراعى حق الله فى مههة التعمة . ولا تتعدى هذه النعمة 


ةانق 
حمحخوح صوص حمحصصح نحص محص داه 
إلى غيره ». فالمحروم عندما يرى ذلك يتمنى أن تزول النعمة غن صاحبها وينظر إليها 
بحيك , ويشيع الحقد ومعه الضغينة . ويجد الفساد فرصة كاملة للشيوع فى المجتمع 
كله . 


“ إن الحق سبجائه وتعالى يريد أن يسيطر على الاقتصاد عناضر ثلاثة 
العنصر الأول : الرفد والعطاء الخالص . فيجد الفقير المعدم غنيا يعطيه » 
لا بقانون الحق ا معلوم المفر وض ع2 الزكاة , ولكن بقانوك الحق غ غير المعلوم ق 
الضدقة . هذا هو الرفد . 
العنصر الثانى : يكون بحق الفرض وهو الركاة . 
العنصر التالع : هو بجق الفرض وهو المداينة . 


إذن فأمور ثلاثة هى التى تسيطر على الاقتصاد الإسلامى : إما تطوع بصدقة ٠‏ 
وإما آداءً لمفروض من زكاة . وإما مدايئة بالقرض الحسن . وذلك هو ما يمكن أن 
ينشأ عليه النظام , الاقتصادى فى الإسلام : ولننظر إلى قول الحق سبحانه وتعالى حين 
عرض هذه المسألة وبشع هيئة, الذين باكلون أ لربا بأنهم لا يقومون إلا كا يقوم الذى 
يتخبطه ويصرعه الشيطان كو "لمن . 


اذا ؟ لأن اخ قال فيهم : + ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل و سي 
فى البيع . أو الكلام فى الربا ؟ إن الكلام فى الربا . وكان المنطق يقنضى أن يقول : 
«الربا كالبيء .٠‏ فا الذى جعنهم يعكسون الأمر؟ 


إن النص القرآنى هنا يوحى إلى التخبظ حتى فى الفضية التى يريدون أن يحتتجوا 
بها . كأنهم قالوا : مادمت تريد أن تحرم الريا . فالبيع مثل الربا . وعليك تحريم 
البيع أيضنا .. 


وكان القياس أن يقولوا : 0 الربا مثل البيع ٠»‏ . لكن اللحق سبجانه أراد أن 
يوضح لنا تخبطهم فجاء على لسا نهم : إتما البيع مثل الرباء.ى فإن كنتم قد حرمتم الربا 
فحرموا الي :جد تسو يساس الع اناري : إنهم يريدون قياسا إما 
بالطرد ٠.‏ وإما بالعكس , 1 





لذ الباق 
+2262 جوج محص و رحج هه 
فقال الله القول الفصل الحاسم : 
« وأحل الله البيع وحرم الا من جاءه موعظة من ره فانتهئ .. 699 » 
( سورة البقرة ) 

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : 3 لَعَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم 
آكل الربا وموكله 290 . 

إنها موعظة من الله جاءت ٠‏ الموعظة إن كانت من غير مستضيد منها » فالمنطق 
أن ثقبل - بضم التاء - أما الموععظة الثى يشّك فيها » فهى الموعظة التى تعود على 
الواعظ بشىء ما . فإذا كانت الموعظة فد جاءت مِمُّنْ لآ يستفيد بهلء الموعظة , 
فهذه حيئية قبولها « فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى » ء ولثر كلمة 3 ربه » حيثما 
تأتى هنا فلنفهم منها أن المقصود بها الحق سبحانه الذى تولى تربيتكم » ومتولى 
التربية خلقا بإيجاد ما يستبقى الحياة » وإيجاد ما يستبقى النوع ٠»‏ ومحافظة على كل 
شىء بتسخير كل شىء لك أيها الإنسان ء» فيجب أن تكون أيها الإنسان مهذبا أمام 
ربك فلا توفع نفسك فى اتهام الرب الخالق فى شبهة الاستفادة من تلك الموعظة 
- معاذ الله . 

اذا ؟ لآن الخالن رب ٠‏ وما دام الخالق ربا فهو المتولى تربيتكم ٠‏ فإياك أيها 
الآنسان أن اين على عظة ثري ...« فسن ععابةموعظة من ريه قانتهى ,قله ها لت 
ومعنى ذلك أن الأمر لن يكون بأثر رجعى قلا يؤاخد بما مضى مته ؛ لأنه أنحل قبل 
نزول التحريم ؛ تلك هى الرحمة » ثاذا ؟ 

لانه من الجائز أن يكون المرابئ قد رتب حياته ترئيباً على ما كان يناله من ربا 
قبل التحريم » فإذا كان الأمر كذلك فإن الحق سبحانه وتعالى يعفو عما قد سلف . 
وعلى المرابى أن يبدأ حياته فى الوعاء الاقتصأدى الجديد . 


تلك هى عظمة التشريع الربانى « فانتهى فله ما سلف وآمره إلى الله © أى أن له 





زلف زواء مسلم وراد الترمذى فى روابت»ه وغيره ( وشاهديه ركاه ) , 


حصمححمهتحهت خموح ومح حمح ووررهة 


ما سيق وما مضى قبل تحريم الربا . وتفيد كلمة «وأمره إلى الله » أن الله سبحانه 
وتعالى حينم| يعفو عيا سلف فله طلاقة الحرية فى أن يقتن ماشاء ء فيجب أن تتعلق 
دائيا باستدامة الفضل من الله . «وأمزه إلى الله » إن مثل هذا الإنسان ريما قال: 
سأخهار اقتصاديا ومركزى سيت[عزع ٠‏ وسأصيح كذا وكذا . لا . اجعل سندك ى 
الله . ففى الله عوض عن كل فائت : هو سبحائه لا يريد أن يؤلزل مراكز الناس ٠‏ 
ولكن يريد أن يقول هم : إننى إن سلبتكم نعمئى فاجعلوا أنفسكم فى حضانة المتعم 
بالنعمة . 


ومادمت قد جعلت نفسك فى حضانة المنعم بالنعمة . إذن فالنعمة لا شىء ؛ لآن 
المنعم خوض .عن هذه النعمة . والربا من السبع الموبقات التى أمر الرسول صلى الله 
عليه وسلم باجتنابها.حيث قال : « اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله 
وما هن ؟ قال : الشرك بالله والسحر . وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق ٠‏ وأكل 
الربا » وأكل مال اليتيم ٠.‏ والتولى يوم الزجف . وقذف المجصنات المؤمنات 
الغافلات )١(:‏ « وأمره إلى الله ومن عاد » أى عاد بعد الموعظة ماذا يكون أمره ؟ 
د فأولتك أصحاب النار هم فيها خالدون ٠‏ . وكان يكفى أن يقول عتهم : إغهم 
« أصحاب النار : فلعل واحدًا يكون مؤمنا وبعد ذلك عاد إلى معصية , فياخذ حظه 
من الثار . . 


إغا فوله : « هم فيها خالدون ٠‏ يدل على أنه خرج عن دائرة الإيمان . وافهم 
السابق جيداً لتفهم التذييل اللاحق ؛ لآن هنا أمرين : هنا ربا حرمه الله ٠‏ وأناس 
يريدون أن يحللوا الربا عندما قالوا : « إثما البيع مثل الربا » » فإن عدت إلى الربا 
حاكمأ بحرمتة فأنت مؤمن عاص تدخل النار . 


إغا إن عدت إلى ها سلف من المناقشة فى التحريم ء وقلت : البيع مثل الربا » 
وثاقشت فى حرمة الربا وأردت أن تحلله كالبيع فقد خرجت عن دين الإسلام . وحين 
مرج عن دين الإسلام فلك الخلود فى الثار . 





ووع زواء البخارى ومسلم . 





١١١‏ مص وحوح حمحوممححيصحصت 
ومن هنا يجب أن نلفت الذين يقولون بالربا » ونقول لهم : قولوا : إن الربا 
حرام » ولكننا لا نقدر على أنفسنا حتى نبطله ونتركه . وعليكم أن تجاهدوا أنفسكم على 
.يكونون عاصين فقط . أما أن يحاولوا تبرير الربا ؤيحللوه فسيدخلون فى دائرة أخرى 
شر من ذلك وهى دائرة الكفر والعياذ بالل . 


وقد عرفئا أن آدم عليه السلام عصى ربه . وأكل من الشجرة ٠‏ وإبليس عصى 
ربهء فلا تلقى آدم من ربه كليات قتاب عليه .. أما إبليس فقد طرده الله . ولماذا 
طرد الله إبليس وأحل عليه اللعنة ؟ 


لآن آدم أقر بالذنب وقال : وربنا ظلمنا أنفسنا ٠‏ . لقد اعترف آدم : حكمك. 
يارب حكم حت ١‏ ولكنى ظلمت نفسبى . ولكن إبليس عارض فى الأمر وقال : 
«أأاسجد لمن خلقت طيتا» . فكأنه رد الأمر على الأمر. 


وبعد ذلك حين بين الله الحكم فى الربا » وبين أن من انتهى له ما سلف , فاذا 
عن الذى يعود ؟ « ومن عاد» وهى المقابل « قأولتك أصحاب النار هم فيها 
خالدون » . يريد سبحانه أن يقول : إياكم أن يخدعكم الربا بلفظه . فالألفاظ تخدع 
البشر ؛ لأنكم سميتموة : ريا » بالسطحية الناظرة : لأن الربا هو الزيادة . والزكاة 
تنقص.. فاللماثة فى الربا تكون مائة وعشرة مثلا حسب سعر الفائدة . وفى ألزكاة 
تضبح المائة ( 5 , /91 ) » فى الأموال وعروض التجارة . وتختلف عن ذلك فى الزروع 
وغيرها . وفى ظاهر الأمر أن الربا زإد + والزكاة أنقصت . ولكن هذا النقصان وتلك 
الزيادة هى فى اصطلاحاتكم وفى أعرافكم , والحق سبحانه وتعالى يمحق الزائد . 
ويلمى الناقص ؟ فهو سبحانه يقول : 





7 
222 24 :24+22 صمحو فوون اذااامه 
وكلمة : يمحن ؛ من « محق » أى ضاع حالا بعد حال . أى لم يضع فجأة » ولكن 
تسلل فى الضياع بدون شعور . ومنه « المحاق ؛ أى الذهاب للهلال . و ويمحق الله 
الربا : أى يجعله زاهيا أمام صاحبه ثم يتسلل إليه الخراب من حيث لا يشعر . 


ولعلنا إن دققنا النظر فى البيئات المحيطة بنا وجدنا مصداق ذلك . فكم من أناس 
زابوا » ورأيناهم . وعرفناهم . وبعد ذلك عرفئا كيف انتهت حياتهم . « يمحق الله 
الربا فيرى الصدقات و ويقول 5 آية أخرى : 
عمس موف م لل مد لاصو , يئَّ 0 5 
0 مانم من ربا ليوأ مول ألناس قلا يربوأ عند الله *# 
(من الأية 84 سورة الروم ) 
فإياكم أن تعتقدوا أنكم تخدعون الله بذلك .. ماهو المقابل ؟ 
ريد مو ل م ميس # # ممعم م 5 و2 . بام 
“9 ومآءائم من زكاة يدون وج مه اولك مع المَضْعمُونَ 4 
ْ (من الآية #4 سورة الروم ) 
ود المضعفون » هم الذين يجعلون الثتىء أضعافاً مضاعفة . وعندما يقول الحق : 
يمحق الله الربا ه فلا تستهن بنسبة الفعل لله ؛ إن نسبة الفعل لفاعله يهب أن تأخذ 
كيفيته من ذات الفاعل . فإذا قيل لك : فلان إلضعيف يصفعك . أو فلان الملاكم 
يصفعك . فلابد أن تقيسن هذه الصفعة بفاعلها . فإذا كان الله هو الذى قال + 
وبمحق الله ه * أيوجد محق فوق هذا؟ لاء. لا يمكن . 


وأيضا حين يقول إلله : « يمحق الله الربا ويربى الصدقات : فى القرآن الذى 
وهو معجز ؛ ومحفوظ ومتحدى بحفظه . فهذه قضية مصونة ٠‏ يمحق الله الربا ويربى 
الصدقات » ؛ لأآن الذى قالها هو الله فى كتاب الله المحفوظ . الذى يتلى متَعَيُدًا به 
أى أن القضية على ألسنة الجياهير كلها . وفى قلوب المؤمنين كلها . أيقول الله قضية 
يحفظها ذلك الحفظ ليأق واقع الزمن ليكذبها ؟-.لاء لا يمكن . فالإنسان لا يحفظ إلا 
السسد كني يكزا || :0ل اسل إناء ٠‏ الكمبيالة ؛ الى تخصنى ! فادام هو حافظه 
وهو القائل : 





جب هب +2 20-20909020922 
سول سوم زى م ج سر 2 00 
ف إناتحن رن أذ[ و إناة, لحرت د * 
ز سررة الحجر) 


فمعنى ذلك أنه سبحانه سيطلق فيه قضاياء وهذه القضايا هو الذى تعهد 
يحفظها . ولا يتعهد بحفظها إلا لتكون حجة على صدقه فى قوها . فالثىء الذى 
لا يكون قيه مُحجة لا نحافظ عليه . وهو سبحانه القائل : 

وير مس بورع .م ام 
ف وَإِن جندنا هم البو 5 © 

( سورة الصافات ) 

إن هذه قضية قرآنية تعهد الله بحفظها . قلابد أن يأ واقع الحياة ليؤيدها . فإذا 
كان واقع الحياة لا يؤيدها ‏ ..ماذا يكون الموقف ؟ أنكذب القرآن ‏ وحاشانا أن 
نكذب. القرآن . الذى قاله الحق. الذى لا إله سواه ليُدير كونا من ورائه : 


ديمخق الله الربا ويربى الصدقات والله لاا يحب كل كفار أثيم » . وناذا فال 
الحق : د كفار » ولم يقل : ٠‏ كافر» ء ولماذا قال : « أثيم : وليس مجرد ٠‏ آثم ٠‏ ؟ لأنه 
بريد أن يرد.الحكم عل الله ومادام يريد أن يرد الحكم على الله . فقد كفر كفرين 
اثنين : كفر لإنه لم يعترف هذه , وكفر لأنه رد الحكم على ألله . وهو ١‏ أليم» ؛ ليس 
محرد « آثم ». وى ذلك صيغة البالغة لنستدل على أن القضية التى نحن بصددهأ 
قضية عمرانية اجتماعية كونية . إن لم تكن كما أرادها الله فسيتزلزل أركان المجتمع 
كله , 


وعد آن شرع كنا اق مرازة البالغة فى وكقار »وف و اتيم و يأل لنا بالقابل حتى 


تمسلكان: ليا انتجمعا حنننا و«القنلك .يظهر حكة الشيد 


فكأن الله بعد أن تكلم عن الكفّار والاثيم يرجعنا لحلاوة الإيمان فيقول : 








+22ح0 62111 


ةديس +اتغاذكي ف الكريب وأاثالصلرا 
رم علطو ة رد مشء )لبر ره مه 16 00 


سات ع و سا« د كير 
وَلَاهُمْ يروت 2) #له 


وقلنا : إن كلمة «١‏ أجر» تقتضى أنه لايوجد مخلوق يملك سلعة. إنما كلنا 
مستأجرون ء لاذا ؟ لأننا نشغل المخ المخلوق لله . بالطاقة المخلوقة لله . فى المأدة 
المخلوقة لله . فاذا تملك أنت أيها الانسان إلا عملك . ومادمت لا تملك. إلا عملك 
فلك أجر ه لهم أجرهم عند ربهم » . وكلمة « عند رهم ؛ لها ملخظ ؛ فعندما يكون 
لك الاجر عند المساوى لك قد يأكلك . أما أجرك عند رب تولى هو تربيتك . فلن 


يضيم أبدا . 

ؤيتابع اق . و ولا خوف عليهم » لا من أنفسهم على أنفسهم . ولا من أحباهم 
عليهم ١‏ دولا هم يحرنون ٠‏ + لإن أى شىء فاتهبم من الخبر سيجدوته محضرا 
أمامهم . وبعد ذلك يقول الحق : 


وححين يقول:الدق : « يا أيها الذين آمنوا» فنحن نعرف أن النداء بالايمان جينية كل 
تكليف بعده . وساعة ينادى الحى ويقول : » يأأيها الذين آمنوا » أى يا من آمندم بى 





١.‏ احصمحصمحوص صو حمص تن يميمحصححميحه 
إلا قادراً حكيياً » عزيزا عنكم غالب على أمرى , لا تضرنى معصيتكم . ولا تنفعنى 
طاعتكم . فإذا كنتم قد آمنتم بى وأنا إل قادر حكيم فاسمعوا منى ما أجبه لكم من 
الأحكام . 


إذن فكل ٠‏ يا أيها الذين آمنوأ ‏ فى القرآن هى حيثية كل حكم يأتى بعدها . وأنت 
تفعل ما يأمرك به ألله . وإن سألك أحد : وقال لك : لماذا فعلت هذا الأمر ؟ فقل 
له فعلته لأننى مؤمن . والذى أمرى به هو الذى آمنت بحكمته وقدرته ٠.‏ وأنت 
لاتدخل فى متاهة علل الأحكام . لأنك آمنث بأن الله إله حكيم قادر , أنزل لك 
تنك التكاليف . وإياك أن تدخل فى متاهة علة الاحكام , لماذا ؟ لأن هناك أشياء قد 
تخت خَلْتها 'عنك ,: أكنت تؤجلها إلى أن تعرف» العلة © 


أكنا نؤجل تحريم لحم الخنزير إلى أن يثبت خالياً بالتحليل أنه ضار ؟ لا . إذا كان 
قد ثبت حاليا بالتحليل أنه ضار فنحن نرداد ثقة فى كل حكم كلفنا الله به . ول غبتد 
إلى علته . والحق يقول : «ياأبها الذين آمنوًا اتقوا الله » ومن عجائب كلمة 
« انقوا» أنها تأت فى أشياء يبدو أنها متناقضة . إنما هى ملتقية « يا أيهأ الذين آمنوا 
اتقوا الله » ولم يقل هنا : اتقوأ النار ى) قال فى آية أخرى : ٠‏ اتقوا الناره . إذن 
فكيف يقول : «اتقوا الله ه ويقول : «اتقوا الناره ؟ لأن معيى « ائقوا»: أى 


اجعلوا وقاية بينكم وبين ربكم , 


كيف نجعل وقاية بيئنا وبين ربئا مع أن المطلوب منا إيمانياً أن نلتحم بممبج الله 
لنكون دائا فى معية الله ؟ نقول : الله سبحانه وتعالى له صفات جلال كالقهار . 
والمنتقم . والجبار. وذى الطول وشديد العقاب ؛ فهو يطلب من عبده المؤمن أن 
يجعل بينه وبين صفات جلاله وقاية » فالنار جند من جنود صفات الجخلال . وين 
يقول سبحانه : « أتقوا أله ٠‏ يعنى : اجعلوا وقابة بينكم وبين صفات الجخلال التى من 
جنودها النار . إذن فه اتقوا الله ٠‏ مثل « اتقوا النار» أى اجعلوا وقاية بينكم وبين 
النار . 


ويتابع الحق : « وذروا همايقى من الربا إن كتتم مؤمنين » » و« ذرواء» أى 
اتركوا . ودعوا . وتناسوا. واطلبوا الخير من الله فيهما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين 





ممح محص مح صو حمص0حمحصه ‏ رره 
حقاً بالله . كأن الله أراد أن يجعلها تصفية فاصلة : يولد من بعدها المؤمن طاهرا 


إنه أمر من الحق : دعوا الريا الذى لم تفبضوه ؛ لأن الذى فبضتموه أمره ة فله 
ما سلف » والذى لم تقبضوه اتركوه : الع ازمييس سر 
مؤمنين » فإن قلتم إن التعاقد قد صدر قبل قبل التحريم . والتعاقد قد أوجب لك الحق 
فى ذلك . تذكر انلك ل تجسن هذا الت ليور فى ردكا ولا ندل إن سيان 
الاقتصادية مترتبة عليه . فترتيب الحياة الاقتصادية لم ينشأ بالاتفاق على هذا الربا . 
ولكنه ينشأ بقبضه وأنت لم تقبضه . ويتابع الحق : 


32 مله تلوأ ك1 أ أ حرس سول 
تبت 5 فَلَكُمَ رموس 2 نَوَلِحُمْ 


لَاتظلِمُونٌ وَلاتَظلمُورت 0 + 1 


فى هذه الآية قضية كونية يتغافل عنها كثير من الئاس . لقد جاء نظام ليحمى 
طائفة من ظلم طائفة . ولم يأت هذا النظام إلا بعد أن وجدت طائفة المرابين الذين 
ظلموا طائفة الفقراء المستضعفين . وَحَسْبٌ هؤلاء المستضعفين الذين استغلوا 
من المرابين أن ينصفهم القرآن وأن يُنبى قضية الربا إناء يعطى الذين رابوا ما سلف 
لأنهم بنوا حياتهم على ذلك . 


و« فأذنوا بحرب ؛ كلمة ( الالف والذال والنون ) من « الأذن » وكل المادة مشتقة 
من «الأذن» ودالائن» هي الأصل الأول فى الإعلام ؛ لأن الإنسان ليس مَفروضاً أنه قارئىء 
أولا نه لايكون قارثاً إلا إذا سمع . إذن فلا يمكن أن ينشأ إعلام إلا بالسماع . 
والحق سبحانه وتعالى حينيا تكلم عن أدوات العلم للإنسان قال : 





ى. ,ا حمحصص مح مص صحمص :2-5 
جلاعم م دس قوع سه 2 ص عع ام وس سوء لوم م 
ف َه رع ين بطر سخ لاتوت حبك بعر دك الل مم وَلأبْصَرٌ 


18 أو ممه قرفء يعو ذا 


و ندنلو نووت ج » 
( سورة التحل ) 
ولذلك عندما جاء علم وظائف الأعضاء ليبحث ذلك وجدوها طبق الأصل كما 
قال الله عنها . فالوليد الصغير حين يولد إن جاء أصبع إنسان عند عينيه فلا بهتز له 
رمش ؛ لأن عينه لم تؤد مهمتها بعد . ولكن إن تصرخ بجانب أذنه فإنه يتقعل . 


وعرفنا أن أول أداة تؤدى مهمتها بالنسبة للإنسان الوليد, هئ أذنه » وهى أيضا 
الأداة التى تؤدى مهمتها بالنسبة للإنسان مستيقظاً كان أناناتن., إن الم مض فق 
و النوم فلا ترق 2 لكن الأذن مستعدة طوال الوقت لأن تسمع ِ لانها آلة الاستدعاء . 
إذن فادة د الأذان 00 الْادن» كلها جاءت من مهمة ة السمع . وقال الله سيخانه 
وتعالى : 

ضع عو ممص سرع 
ف إريبا وحنث ي » 
( سورة الانشقاق ) 

حين تمع من إل درلا ماس لك إل أن تف + ذكا ل قول : إن الارض 
تنشق حين تسمع أمرى بالانشقاق . فبمجرد أن تسمع الأرض أمر الحق فإنها 
تفعل . .وحق ها أن تفعل ذلك ؛ إنها أذنت لأمر الله » أى خضعت ؛ لأن القائل ها 
هو الله . 


إذن كل المادة هنا جاءت من « الأذن ه . ولذلك فالله يقول لمن لا يفعل ما أمر به 
الله فى الربا ؛ «فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله » . أما حرب الله 
فلا نقول فيها إلا قول الله : 


8 وما عل لود ريْكَإلْاهَوَ © 


ومن الآية 5١‏ سورة المدئر) 





مخز لفق 
حونج وص بح ح من حصمص حص وص ص م ورته 
ولا يستطيع أحد أن يحتاط لها , وأما حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذنه 
هى الأمر الظاهر . كأن الله سبحانه وتعالى يجرد على المرابين نجريدة هائلة من جنوده 
التى لا يعلمها إلا هو . وحرب رسول الله جنودها هم المؤمنون برسوله . وعليهم أن 
يكونوا حربا على كل ظاهرة من ظواهر الفساد فى الكون ؛ ليطهروا حياتهم من دنس 
الربا . ؛ 


وهكذا وضع الله نهاية لأسلوب التعامل » حتى يتطهر المال من ذلك الربا ء فإذا 
قال الحق  :‏ فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمُونَ ؛ فمعتى هذا أنه سبحانه 
يبين لنا بهذا القول أنه لاحق للمرابين فى ضعف ولا ضعفين . ولافى أضعاف 
مضاعفة . وحينئذ لا تظلمون » من رابيتم » بأن تأخذوا ميم زائدا عن راس 
امال . 


ولكن ما موقع ه ولا تُظلمون » . ومن الذى يظلمهم ؟ قد يظلمهم الضعيف 
الذى ظَلِمَ لهم سابقا , ويأخحذ منبم بعض رأس المال بدعوى أنهم طلما استغلوه 
فاخذوا منه قدرا زائدا على رأس المال . إن المشرع يريد أن يمنع الظالم السابق . 
فينبى ظلمه . وأن يسعف المظلوم اللاحق فيعطيه حقه . وهو سبحانه لا يريد أن 
بوجه ظلما ليستغل به من ظلم فيظلم الذى ظلمه أولا . بل سبحانه يشاء بهذا الحكم 
أن ينبى هذا النوع من الظلم على إطلاقه . وأن بجعل الجميع على قدر سواء فى 
الاتتفاع بمزايا الحكم . 


وكثير من النظريات التى تأى لتقلب نظاما فى مجتمع مااتعمد إلى الطائفة التى 
ظَلْمت . فلا تكتفى بأن تكفها عن الظلم . ولكن تمكن للمظلوم أن يظلم من 
ظلمه . وذلك هو الإجحاف ف المجتمع . وهذا ما يجب أن يتنبه إليه الناس جيدا ؛ 
لآن الله الذى أنضفك أبها المظلوم من ظاللك . فمنع ظلمه لك . هنا يجب أن تحترم 
حكمه حينما قال : «فله ماسلف» وبهذا القول انتهت القضية . 


ويستانف سبحانه الأمر يعدالة جديدة تجمعك وتجمعه على قدم المساواة بدون 
ظلم منك أيها المظلوم سابقا بخجة أنه طالما ظلمك.. والمجتمعات حين تسير على هذا 
النظام « لا تظلبون ولا تظلّمون » إنما نسير على نخط معتدل لاعل ظلم موجه . 





220009059226 2+ صمح حو‎ ١١١١ 
. الجميع على قدم المساواة من الآن‎ 


وفساد أى نظام فى المجتمع يأق من توجيه الظلم من فئة جديدة إلى فثة قديمة . 
فيذلك يظل الظلم قائما » » طائفة ظَلَّمَتِ » وتأق طائفة كانت مظلومة لتظلم الطائفة 
الظالمة سابقا » نقول لهم : ذلك ظلم موجه . ونحن نريد أن تنتظم العدالة وتشمل 
كل أفراد المجتمع بآن يأخذ كل إنسان حقهء فالذى ظَلَمّ سابقا منعناه عن ظلمه ‏ 
والمغلوب سابقا أنصفناء , وبذلك يصير الكل على قدم المساواة ؛ ليسير المجتمع 
عسيرة عادلة تحكمه قضية إيمانية . إننا لا نكاقء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع 
الله فيه . 


وبعد ذلك يجىء القرآن ليفتح بابا جديدا من الأمل أمام المظلومين . وليضع حدا 
للذين كانوا ظالمين أولا » وحكم لحم برأس المال ومنعهم من الزائد على رأس ألمال » 
فحنن قلوهم على هؤلاء . أ لمعا عدن لازب أن تاخذوا راس المال الآنء 
ولكن عليكم أن نُنْظِروا وتمهلوا المدين إن كان معسراً . وإن تساميتم فى النضج 
الإيمانى اليقينى وارتضيتم الله بديلا لكم عن كل عوضن يفوتكم . فعليكم أن 
تتجاوزوا وتتنازلوا حتى عن رءوس أموالكم التى حكم الله لكم بها لتترفعوا بها وتهبوها 
لمن لا يقدر. فياق قول الحق : 


5-9 


روارء اط اع قا عر عرو اطع 2 من 
جه وكات ذ وبمار فنظره إن ميسروروان 
ا حي ل ع رم مدر . 
إخكة كيش ز تكرت © جد 


وه وإن كان ذوعسرة » حكم بآن للدائن رأس امال » ولكن هب أن المدين ذو 
عسرة . هتنا قضية يثيرها بعض المستشرقين الذين يدعون أنهم دزسوا العربية » لقد 
درسوها ضناعة : ولكها عزت عليهم ملكة ؛ لأن اللغة ليست صناعة فقط ١‏ اللغة 





نوا 
حمحصمبهحموحموحبوصحصحبوحصص أالالةه 
طبع . اللغة ملكة . اللغة وجدان . يقولون : إن القرآن يغوته بعقّن التقعيدات 
التى تقعدها لغته . فمثلا جاءوا ببذه الآية : « وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة » 
وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تغلمون ٠‏ . 


قال بعض المستشرقين : نريد أن نبحث مع علماء القرآن عن خبر « كان ٠‏ فى 
قوله : « وإن كان ذو عسرة » ٠.‏ صحيح لا نجد خبر د كان ٠‏ . ولكن الملكة العربية 
ليست عنده ؛ لأنه إذا كان قد درس العربية كان يجب أن يعرف أن ١‏ كان ٠‏ تحتاج إلى 
اسم وإلى خير ؛ اسم مرفوع وبر منصوب وهذه هى التى يقال عنها كان الناقصة » 
كان يجب أن يفهم أيضا معها أنها قد تأتى تامة أى ليس لحا خبر » وتكتفى بالمرفوع ‏ 
وهذه تحتاج إلى شرح نسيظ , 


إن كل فعل من الآفعال يدل على حدث وزمن . وكلمة « كان ؛ إن سمعتها دلت 

على وجود وحدث مطلق ل تبين فيه الحالة التى عليها اسمها . . كان مجحتهدا ؟ كان 
كسولا ؟ مثلا فهى تدل على وجود شىء مطلق أى ليس له حالة » ومعنى ذلك أن 
( كان ) دلت على الزمن الوجودى المطلق أى على المعنى المجرد الناقص ٠‏ والثىء 
المطلق لا يظهر المراد منه إلا إذا قيد ء. فإن إردت أن تدل على وجود مقيد ليتضح 
المعنى :» ويظهر ء فلابد أن تأتيها بخير » كأن تقولكان زيد مجتهدا , هنا وجد شبىء 
خاص وهو اجتهاد زيد . إذن ف ( كان ) هنا ناقصة تريد الخبر يكملها وليعطيها 
الوجود الخاص . فإذا لم يكن الأمر كذلك وأردنا الوجود فقط تكون ( كان ) تامة أى 
تكتفى بمرفوعها فقط مثل أن تقول : عاد الغائب فكان الفرح أى وجد ء أو أشرقت 
الشمس فكان النور. والشاعر يول : 


وكانت وليس الضبح فيها بأبيض 
وأضحت وليس الليل «فيها بأسود 


..فقوله. «وإن كان ذو عسرة» أى فإن وجد ذوعرة . . أى إن وجَدَ إنسان ليس- عنده 

ع رب ٠‏ فنظرة » من الدائن ة إلى ميسرة » أئ.إلى أن يتيسر ء ويكون 

اس المال فى هذه الخالة ٠‏ قرضا حسنا » . وكل! صبر عليه لحظة أعطاه الله عليها 
2 


1١‏ 22+29 ححلملمحهحميوصحه 


ولنا أن نعرف أن ثواب القرض الحسن أكثر من ثواب الصذقة ؟ لآن الصدقة حين 
تعطيها فقد قطعت أمل نفسك منها. ولا تشغل مهاء وتأخذ ثوابا على ذلك دفعة 
واحدة . لكن القرض حين تعطيه فقلبك يكون متعلقا به » فكلا يكون التعلق به 
شديدا » ويبب عليك حب المال وتصبر فأنت تأخبذ ثوابا . لذلك يجب أن تلحظ أن 
القرض حين يكون قرضا حسنا والمقترض معذور بحق ؛ لأن فيه فرق بين معذور 
بحق . ومعدور بباطل . المعذور بحق هو الذى يحاول جاهدا أن يسدد دينه » ولكن 
الظروف تقف أمامه وتحول دون ذلك » أما المعذور بباطل فيجد عنده ها يسد دينه 
ولكنه يماطل فى السداد ويبقى المال. ينتفع به وهو بهذا ظالم . 


ولذلك جرب نفسك . ستجد أن كل دين يشتغل به قلبك فاعلم أن صاحبه در 
على السداد ولم يسدد . وكل دين كان بردا وسلاما على قلبك فاعلم أن صاحبه 
معذور بحق ولا يقدر أن يسدد , وربما استخييت أنت أن تمر عليه محافة أن تحرجه 
بمجرد رؤيتك , وهؤلاء لا يطول بهم الْدَينُ طويلا ؛ لأن الرسول حكم هذه 
القضية حكيا » فقال صل الله عليه وسلم : « من أنخذ أموال الناس يريد أداءها أذى 
الله عنه ٠»‏ ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ع»(0> . 


فيادام ساعة أخذها فى ليته أن يؤدى فإن الله بيسر له سبيل الأداء » ومن أخذها 
يريد إتلافها . فالله لا بيسر له أن يسدد ؛ لأنه لا يقدر على ترك المال يسلد به ديئه » 
وهذه حادثة فى حياة الرسول صل الله عليه وسلم تفسر لنا هذا الحديث . فقد مات 
رجل عليه دين » فليا علم رسول الله صل الله عليه وسلم أنه مدين ؛ قال 
لأصحابه' : صلوا على أخيكم . 


إذن فهو لم يصل . ولكنه طلب من أصحابه أن يصلوا . اذا لم يصل ؟ لأنه قال 
قضية سابقة : « من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه » » مادام قد مات 


وم يؤد إذن فقد كان فى نيته أن يماطل . لكن الرسول صل الله عليه وسلم لم يمنع 
أصحابه من الصلاة عليه . : 


(1) رواه البخارى واحمد عن ألى هريرة 


صمححمححصموحهصحهو صمحو محص بره 

والرسول صلى الله عليه وسلم يأتى للمعسر ويعامله معاملة 
الأريحية الإيمانية ٠‏ فيقول: 

ه من أنْظّر معسرا أو وَضَعَ عنه أظله الله فى ظله يوم لا ظل إلا 
ظله :(). 

ومعنى : أنظر ٠‏ أى أمهله وأخسر أخذ الدين منه فلا يلاحقه. 
فلا يحبسه فى دينه » فلا يطارده ؛ وإن تسامى فى اليقين الإيمانى , يقول 
له : ٠‏ اذهب : الله يحوض على وعليك ٠‏ وتتتهى المسألة : ولذلك يقول 
الحق : : وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون » والثمرة هى حسن 
الجزاء من الله . فإما أن تنظر وتؤخر ؛ وإما أن تتصدق ببعض الدين او 
يكل الدين::وأنت حى فى أن :تفشعل منااعضاه:.فنانظرؤا دقة الحق غند 
تصفية هذه القضية الاقتصادية التى كانت الشغل الشاغل للبيئة الجاهلية . 

ولقد عرفنا مما تقدم أن الإسلام قد بنى العملية الاقتصادية على 
الرفد والعطاء , وتكلم الحق سبحانه وتعالى عنها فى آيات النفقة التى 
سبقت من أول قوله تعالى :.ه مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل 
الله كمثل حبة ٠‏ . وتكلم طويلاً عن النفقة. والنفقة تشمل ما يكون 
مفروضا عليك من زكاة . وما تتطوع به أنت . والمتطوع بشىء فوق 
ما فرض الله يعتبره سبحانه حقا للفقير ؛ ولكنه حق غير معلوم , 
ولذلك حينما تعرضنا إلى قوله سبحاته : 

ظإِنْ المثقين في جنات وعيون 02 آخذين ما آناهم ربهم إِنهُمْ كانوا 
قبل ذلك محسنين 059 كَانوا قليلاً من اللَيلٍ ما يهجعون 69 4 

(سورة الذاريات) 

أيتطلب الإسسلام منا ألا نهجع إلا قليلاً من الليل ؟ لا ؛ إن للمسلم أن 
يصلى العشاء وينام ؛ ثم يقوم لصلاة الفجر , هذا ما يطلبه الإسلام . لكن 
الحق سبحانه هنا يتكلم عن المحسنين الذين دخلوا فى مقام الإحسان مع الش. 

(1) رواه أحمد ومسلم عن آبى اليسر. 





ح+ ١١ ١‏ وج ج وو022 22ج 
ا وده ةوه 000 
© إن لمتقين فى جنلت وعيونٍ 559 6 اخذ بن اهم رهم سم نوا قبل 
12 2 غك عد لدوم 4 ندع 
ذلك محنين 25 كانرا فلبلا من 
عومهى 3# م 


سسغفرون (02 4 1 


ل معم ل م 


٠. 301 2‏ 
لبلٍ مايجعون 029 والأعار 7 


: ( سورة الذاريات ) 
هل التشريع يلزم المؤمن أن يقوم بالسحر ليستغفر ؟ لا . إن المسلم غليه أن يؤدى 
الفروض . ولكن إن كان المسلم يرغب فى دخول مقام: الإحسان فعليه أن يعرف 
الطريق : 


ل رع كعم افع صو ع م 
د وبا لحار هر يستغفرون © © 
( سورة الذاريات ) 
والكلام هنا فى مقام الإحسان . ويضيف الحق عن أصحاب هذا المقام 3 


م5ءةب 


(سورة الذاريات ) 
إن الله سبحانه قد حدد فى أموال من يدخل فى مقام الإحسان حقا للسائل 
والمحروم . ولم يحدد إلله قيمة هذا الحق أو لونه .. هل هو معلوم أو غير معلوم . لكن 
حين تكلم الله عن المؤمنين قال سبحانه : 


ميم م ل 0 ويلا 2 
لآ وَاِن انر حن عمج نايل والتخرويجه » 
( سورة المعارج ) 
وهكذا نجد فى أموال صاحب مقام الإحسان حقا للسائل والمحروم ٠‏ لكن فى 
أموال صاحب الإيمان حق معلوم وهو الزكاة . ومقام الإحسان يعلو مقام الإيمان ؛ 
لأن الحق فى مال المؤمن معلوم . أما فى مقام الإحسان فإن فى ماهم حقا للإحسان إلى 
الفقير وإن لم يكن معلوماء أى لم يحدد . 





وحص حو حص جح وبيجححجح بج :122422 ١‏ 


وقد رأينا بعض الفقهاء قد اعتبر الزكاة ‏ مادامت حقاً للفقير عند الغنى - فإن منع 
الغنى ما قدره نصاب سرقة تُقطع يد الغنى » » لآنه أخذ حق الفقير . ونصاب السرقة 
ربع دينار ذهباً ٠»‏ فيبنى الإسلام قضاياه الاجتماعية إما على النفقة غير المفروضة وإما 
على النفقة المفروضة . فإذا ما شت نفوس الناس . ولم تستطع أن تتبرع بالقدر 
الزائد عل المفروض ٠‏ وتمكنْ حب ماها فى نفسها تمكنا قوياً بحيث لا تتنازل عنه 
يقول الله سبحانه لكل متهم : 


أنت لم تتنازل عن مالك » وأنا حرمت الريا » فكيف نلتقى لنضع للمجتمع أساساً 
سليا؟ ستحتفظ لك ممالك ونع عنك فائدة الرباء وهكذا نلتقى فى منتصف 
الطريق , لا أخذنا مالك . ولا أخغذت من غيرك الزائد على هذا المال . 


وشرح الحق سبحانه آية الدين ١‏ وأخذت هذه الآية أطول حيز فى حجم آيات 
القرآن . اذا ؟ . لآن على الدين هذا تبنى قضايا المجتمع الاقتصادية عند من لا يمد 
عورداً مالا يُسير به حركة حياته . وحين وضع الحق آية الدين لم يضعها وضعا تقنينيا 
جافاً جامداً » وإنما وضعها وضعاً وجدانيا . أى مزج التقنين بالوجدان ء مزج الحق 
جمود القانون بروح الإسلام » فلم يجعلها عملية جافة . 


والمشرعون من البشر عندما يقننون فهم يضعون القانون جافاً ٠‏ فمثال ذلك : من 
قتل يقئل ء وغير ذلك . لكن الحق يقول غير ذلك حتى فى أعنف قضايا الخلاف » 
وهى خلافات ‏ الدم . ٠فقال‏ سبحانه : 


عووع اللووصواف ل عصو 1# » 


ع الاح 2 ماسر 5 
00 أفن عن له, من أخيه شو فأ تباع بالمعروف واد داك © إليه ينين ايلةحطيية تن 
عله مطعه د 
ريكر ورحمة «4 
(من الآية 10/8 سورة البقرة » 


والحق سبحانه وتعالى قبل أن يأى بآية الدين ٠‏ يقول : 





حير ود 4 ار رء 


أنونُم نوو لكل تيس بيع حب 8 


ولقد أوضحنا من قبل أن تقوى الله تقنضى أن نقوم بالافعال التى تقينا صففات 
ل ا ا 
وبين النار وقاية » فالنار من متعلقات صفات الجلال . وها هو ذا الحق سبحانه 
هنا يقول : ١‏ اتقوا يوم » ء فهل نتقى اليوم » أم ثتقى ما ينشآ فى اليوم ؟ إن 
الوم ظرف زمان ء والازمان لا تُخاف بذاتها ء ولكن يخاف الإنسان مما يقع فى 
الزمن . 

لكن إذا كان كل شىء فى الزمن مخيفا » إذن فالخوف ينصب على اليوم كله » 
لأنه يوم هول ؛ كل شىء فيه مفزع ومخوف » وقانا الله وإياكم ما فيه من هول » 
وانظر إلى الدقة القرآنية المتناهية فى فوله : ١‏ تُرجَعون فيه إلى الله ؟ . 

إن الرجوع فى هذا اليوم لا يكون بطواعية العباد ولكن بإرادة الله . 
حين يتكلم عن المؤمنين الذين يعملون سنسدا نع شد 
إلى الله يوم القيامة : 

« وَاسْتَعيئُوا بالصّبر والصلاة ونا لَكبيرَة إلأ على الخاشعين 69 الذين 
طون أنهم ملاقوا رهم وأَنّهُم ليه راجعوة 69 » 

( سورة البقرة ) 

ومعنى ذلك أن العبد المؤمن يشتاق إلى العودة إلى الله ؛ لأنه يرغب فى أن ينال 

الغفور . 





وماق 
حوحصحبوص جو حوح0 0و6 حصوخح 0 اانه 


أما غير المؤمنين فيقول عنهم الحق : 
عجس ع ارين اع عام لدعمامة 
« بم بدعَونَ إل َارِجَهَم دنا يج » 
: ( سورة الطلور) 
إن رجوع غير المؤمنين يكون رجوعاً قسرياً لا مرغوباً فيه . والحق يقول عن هذا 


اليوم : « ثم توق كل نفس ما كسبت . وهم لا يظلمون »: . وبعد ذلك يقئن الحق 
سبحانه للدّيْن فيقول سبحانه ؛ 


ويم - امَاةاتَديم ياك أبج رفس 
اسشب وليك بتكم سك بايذ لوأب 
#التاسقةتثنالةا إتسناب اتيز . 
الم لو أسَرَيهَلابَبََل مه طَيكا 
نكن الى عَكَنَوا ألم َمَفِيهً رصنا بي 
أن يِل مو َمِل وَلِيالْمَدلِ وَأْسَكَفْيِدُوأْسَهِيدٌ 
يباكم “يدل ابلك فدات راكاد 
مِسَْوَسَوْدَِنَالتْهَدَة أمَضِلَإِحَدَهُمَا كر 
ا أن مر وكاب اهمف إدَاما لوا وَلَاحَعَمُوأ 
أن مكبو سير أوَصكَبِينا إل جوم ةلك سمل 
ِندَألهوَأقَوَم تددو وَأَدنألَامَرنَابر ل أن تكوب 





البق : 
م١‏ تمصو مص ص ححص بص صمحصصميصه 


آل لجرو عب سر سي بر ٠»‏ بدول مر 524 
جره حار دونه بكم لسن عَلكد جام 
3 مسر فر 0 سم | 7 سس مرح قر ا زر و 
ألَاتَكْبوهَاوَأضْودُوَإِدَائََمسرْوَلبِصَ رك 


عر در وي#رري يه 


د43 طَُ 6 2ه 
وَلَاسَهِيدُون تَمعَلُوا فإ 2 وُأبحكم وانفوا 
عار 04 رمي صم 
لله يميم حك الله أله بحك ل شَىْء علية © #قد 


إنها أطول آية فى آيات القرآن ويستهلها الله بقوله : ٠‏ يا أيها الذين آمنواء وهذا 
الاستهلال كا نعرف يوحى بأن ما يأق بعد هذا الاستهلال من حكيم . يكون الإيمان 
هو حيثية ذلك الحكم » فيا دمت قد آمنت بالله فأنت تطبق ما كلفك به 0 لأن الله لم 
يكلف كافراً ٠‏ فالإنسان كم قلنا سابقاً حر فى أن يُقبل على الإيمان بالله أو 
لا يُقبل . 


فإن أقبل الإنسان بالإيمان فليستقبل كل حكم من الله بالتزام . ونضرب هذا المثل 
- ولله المثل الأعلى ‏ إن الإنسان حين يكون مريضاً . هوحر فى أن يذهب إلى الطبيب 
أو لا يذهب . ولكن حين يذهب الإنسان إلى الطبيب ويكتب له الدواء فالإنسان 
لا يسأل الطبيب وهو محلوق مثله : لاذا كتبت هذه العقاقير؟. 


إن الطبيب يمكن أن يرد : إنك كنت حرا فى أن تأق إل أو لا تاق . لكن ما دمت 
قد جثت إلى فاسمع الكلام ونفذه , والطبيب لا يشرح التفاعلات والمعادلات . 
لا ؛ إن الطبيب يشخص المرضن . ويكتب الدواء . فيا بالنا إذا أقبلنا على الخالق 
الأعلى بالإيمان ؟ 


إننا ننفذ أوامره سبحاته . والله لا يأمر المؤمن إلا عن حكمة . وقد تتجلى للمؤمن 
بعد ذلك آثار الحكمة ويزداد المؤمن ثقة فى إيمانه بالله . يقول الحق : « يا ايها الذين 
آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه » وعندما نتأمل قول الحق : «تداينتم » 
نجد فيها «دَيْن » . وهناك « ذين » » ومن معنى الدين الجزاء ؛ ومن معنى الدّين 


حصمحنح موت صوصو وحصعحو صوص الله 
منج السياء » وأما الدّيّْن فهو الافتراض إلى موعد يسدد فيه . هكذا نجد ثلاثة 
معان واضحة : الدّين : وهو يوم الجزاء ؛ والدين وهو المنيج السياوى:والدين : هو 
امال المقترض . 


والله يريد من قوله  :‏ تداينتم بدين » أن يزيل اللبس فى معنييئ ٠‏ ويبقى معنى 
واحداً وهو الاقتراض فقال : « بِدَيْن » فالتفاعل هنا فى مسألة الدَّيْنَ لا فى الجزاء 
ولافى المنيج » والحق يحدد الدّيْن باجل مُسمّى . وقد أراد الله بكلمة ٠‏ مُمّى » 
مزيداً من التحديذ , فهناك فرق بين أجل لزمن ٠‏ وبين أجل لحدث يحدث ء فإذا 
قلت : الأجل عندى مقدم الحجيج . فهذا حدث فى زمن . ومقدم الحجيج 
لا يضمنه أحد . فقد تتأخر الطائرة » أو يصاب بعض من الحجيج بمرض فيتم حجر 


الباقين فى الحجر الصحى . 


أما إذا قلت : الأجل عندى شهران أو ثلاثة أشهر فهذا يعنى أن الأجل هو الزمن 
نفسه . لذلك لا يصح أن يؤجل أحد دينه إلى شىء يحدث فى الزمن ؛ لأنه من الجائز 
ألا يحدث ذلك الشىء فى هذاالزمن . إن التداين بدن إلى أجل مُسمى يقتضى تحديد 
الزمن .» والحق يوضح لنا : «إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه  »‏ وكلمة 
د فاكتبوه » هى رفم حرج الأحباء من الأحباء . 


إنه تشريع سياوى , فلا تأخذ أحد الأريحية. فيقول لصاحبه: «نحن 
أصحاب ١4‏ إنه تشريع سماوى يقول لك : اكتب الديّن .. ولا تقل : « نحن 
أصدقاء » فقد يموت واحد منكا فإن لم تكتب الدين حرجا فياذا يفعل الأبناء“أو 
الأرامل » أو الورثة ؟. 


إذن فإنزام الحق بكتابة الدين هو تنفيذ لأمر من الله يحقق رفع الحرج بين 
الأحباء . ويظن كثير من الناس أن الله يريد بالكتابة حماية الدائن . لا . إن المقصود 
بذلك والمهم هو حاية المدين ‏ لأن المدين إن علم أن الدين عليه موق حرص أن 
يعمل ليؤدى دينه ء أما إذا كان الديْن غير موثق فمن الجائز أن يكسل عن العمل 
وعن سداد الديّن . وبذلك يحصل هو وأسرئه على حاجته مرة واحدة . ثم يضن المجتمع الغنى 
على المجتمع الفقير فلا يقرضه ؛ وياخذون عجز ذلك الإنسان عن السداد ذريعة لذلك , ويقع 
5-0-2 27 27 272222222277 72ت 7ت 2227 


012 ممح وحوح حصووص حوحصح مح حصحميحصحه 


هذا الإنسان الذى ل يؤد دينه فى دائرة تحمل الوزر المضاعف . لأنه ميق باب القرض 
نمس 

إن الله يريد أن يسير دولاب الحياة الاقتصادية عند من لا يملك » لان من يملك 
يستطيع أن يسيّر حياته » أما من لا يملك فهو المحتاج . ولذلك فهناك مثل فى الريف 
المصرى يقول : من يأخذ ويعطى يصبر المال ماله . إنه يقترض ويسدد . لذلك يثق 
فيه كل الناس ٠‏ ويرونه أمينا ويرونه مجدا » ويرونه مخلصا. ويعرفون عنه أنه إذا 
أخذ وق ء فكل امال يصبح ماله . 


إذن فالله. ‏ سبحانه ‏ بكتابة الدين يريد حماية جركة الحياة عند غير الواجد ؛ لان 
الواجد فى غير حاجة إلى القرض . لذلك جاء الأمر من الحق سبحانه : « إذا تداينتم 
بديْن إلى أجل مسمى فاكتبوه ». ومن الذى يكتب الدين ؟. 


انظر الدفة : لا أنت أيها الدائن الذى تكتب ء ولا أنت أبها المدين : ولكن لابد 
أن يأق كاتب غين الاثنين » فلا مضلحة هذا الثالث من عملية الدين « وليكتب 
بينكم كاتب بالعدل . ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله » . وفى ذلك إيضاح 
بأن الإنسان الذى يعرف الكتابة إن طلب منه أن يكتب دين ألا يمننم عن ذلك ٠‏ 
لماذا ؟ لأن الآية ‏ آية الدين ‏ قد نزلت وكانت الكتابة عند العرب قليلة » كان هناك 
عدد قليل فقط هم الذين يعرفون الكتابة . فكان هناك طلب شديد على من يعرف 
الكتابة . 


ولكن إن لم يُطلّب أحد من الذين يعرفون الكتابة أن يكتب الدين فراذا يفعل ؟ . 
إن الحق يأمره بأن يتطوع . وفى ذلك يأ الأمر الواضح « فليكتب ؛ ؛ لآن الإنسان 
إذا ما كان هناك أمر يقتضى منه أن يعمل . والظرف لا يحتمل تجربة . فالشرع يلزمه 
أن يندب نفه للعمل . 


هب أنكم فى زورق وبعد ذلك جاءت عاصفة , وأغرقت الذى يمسك بدفة 
الزورق » أو هو غير قادر على إدارة الدفة » هنا يجب أن يتقدم من يعرف ليدير 
الدفة , إنه يندب نفسه للعمل » فلا مال للتجربة . والحق سبحانه وتعالى حين 
غزهن فته الخناك فق كقضة سين يرسك قال 


حزن النكق 
292-20202346 ج20 جلبوحجحج وص وازرامةت 


العة 22 ا ال فا كو لا ا 8 افد 4 
ده تزرعون سبع سنين دايا ها حصدم فذروه فى سنبله إلا قلببلا مانا كوت © 


.1 “مو مام سمو" س « سمخ لومم موتو درورة ام , غَة ٠4‏ و 

277 5( 5 ا 2# املد با ا 0 3 

ثم يابى من بعد ذلك سبع شداد يا كان ماقدمم لمن نبلا نا تحصنون © 4 
( سورة يوسف ) 


وقال سيدنا : يوسف:؛ 


.م عمد م ا م اه 
« اجتى عل رآ الأرنض إلى حيط دم م 
(من الآية 5ه سوررة يوسقا) 
إن المسألة جدب فلا تحتمل التجربة » وهو كفء لهذه المهمة ١‏ يملك موهبة الحفظ 
والعلم . فيندب تفه للعمل . كذلك هنا و ولا.ياب كاتب أن يكتب كيا علمه الله » 
إذا طلب منه وإن لم يطلب منه وتعين « فليكتب 0 . 


ؤهذه علة الأمرين الاثنين » ومادامت الكتابة للتوثيق فى الدَُّيْن ؛ فمن 
الضعيف ؟ إنه المدين . والكتابة حجة عليه للدائن . لذلك يحدد الله الذى يملل : 
الذى عليه الدين » أى يملى الصيغة التى تكون حجة عليه ٠‏ وليملل الذى عليه 
الحق » وماذا لا يملى الدائن ؟ لأن المدين عادة فى مركز الضعف . فلعل الدائن عندما 
تأق لحظة كتابة ميعاد السداد فقد يقلل هذا الميعاد. وقد يخجل المدين أن يتكلم 
ويصمت ؛ لأنه فى مركز الضعف . ويختار الله الذى فى مركز الضعف ليمل صيغة 
الدين . يمل عل راحته . ويضمن ألا يُوْخدْ بسيف الحاجة فى أى موضع من 
المواضع . 


لكن ماذا نفعل عندما يكون الذى عليه الديْن سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن 
يمل هو؟ إن الحق يضع القواعد « فإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو 
لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليّه بالعدل » والسفيه هو البالغ مبلغ الرجال إلا أنه 
لا يمتلك أهلية التصرف . والضعيف هو الذى لا يملك القدرة التى تبلغه أن يكون 
ناضجا النضج العقلى للتعامل . كأن يكون طفلا صغيرا . أو شيخا بلغ من الكبر 
حتى صار لا يعلم من بعد علمه شيئا . أو لا يستطيع أن يمل . أى أخرس فيقوم 
بالإملاء الولى أو القيم أو الوصىئ . 





:500600604020002 
ويأتى التوثيق الزائد : بقوله ‏ تعالى - : « واستشهدوا شهيدين من رجالكم ٠‏ فإن 
لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان من ترضون من الشهداء . أن تضل إحداهما فتذكر 

إحداهما الأخرى » . 


ولننظر إلى إلدقة فى التوئيق عندما يقول الحق : د واستشهدوا» نستشهد 
ونكتب . لأنه سبحانه يريد بهذا التوثيق أن يؤمُّن الحياة الاقتصادية عند غير الواجد + 
لأن الحاجة عندما تكون مؤمنة عند غير الواجد فالدولاب يمشى وتسير حركة الياة 
الاقتصادية ؛ لآن الواجد هو القليل . وغير الواجد هو الكثير «:ذكل فك ريلد ومقيد 
يحتاج إلى ماثة إنان ينفذون التخطيط . 


إن الجيب الواحد الذى يصرف يحتاج إلى مائة لينفذوا » وهذا تكون الجمهرة من 
الذين لا يجدون . وذلك حتى يسير نظام الحياة ؛ لأن الله لا يريد أن يكون نظام 
الحياة تفضلا من الخلق على الخلق . إنما يريد الله نظام الحياة نظاما ضروريا ؛ فالعامل 
الذى لا يعول أسرة قد لا يخرج إلى العمل . لذلك فالحق يربط نخحروج العامل 
بحاجته . إنه يحتاج إلى الطعام ورعاية نفسه وأسرته فيخرج اضطرارا إلى العمل . 
وبتكرار الأمر يعشق عمله , وحين يعشق العمل فهو يحب العمل فى ذاته . 


وبذلك يتتقل من الحاجة إلى العمل . إلى حب العمل فى ذاتة . وإذا ما أحب 
العمل فى ذاته . فعجلة الحياة نسير . والحق سبحانه حين يحدد الشهود بهذا القول : 
« واستشهدوا شهيدين من رجالكمة : 

ولاذا قال الحق : «٠‏ شهيدين » ولم يقل يقل « شاهدان » ؟ لأن مطلق شاهد قد يكون 
زورا.. لذلك جاء الحق بصيغة البالغة . كأنه شاهد عرفه الناس يعدالة الشهادة حتى 
صار شهيدا . إنه إنسان تكررت منه الشهادة العادلة ؛ واستامته النتاس عل ذلك » 
وهذا دليل على أنه شهيد كاه تومه فسدااعر الرساا الى عدا 
« فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء؛ . 


إن الحق سبحانه وتعالى قد طلب منا على قدر طاقتنا أى من نرفى نحن عنهم » 
وعلل الحق مجىء المرأتين فى مقابل جل بما يلى : « أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما 
الأخرى » ؛ لأن الشهادة هى احتكاك بمجتمع لتشهد فيه وتعرف ما يحدث . والمرأة 


حمبمصح وح وح ووو 211120425222١‏ 


بعيدة عن كل ذلك غالبا . 


أن الاصل فى المرأة ألا علاقة لها بمثل هذه الأعبال. وليس لها شأن بهذه 
العمليات » فإذا ما اضطرت الأمور إلى شهادة المرأة فلتكن الشهادة لرجل وامرأتين ؛ 
لأن الأصإ لى فى.فكر المرأة أنه غير مشغول بالمجتمع الاقتضادى الذى محيط مها » فقد 
تضل أو تنسى إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى . وتتدارس كلتاهما هذا الموقف , لأنه 
ليس من واجب اكرأة الاحتكاة يجمهرة الناس وبخاصة ما يتصل بالأعيال 


وبعد ذلك يقول احق : « ولا ياب الشهداء إذا مادعرا» فكئا قال الحق عن 
الكاتب ب ألا يمتنع عن توثيق الديْن . كذلك الشهادة على هذا الدين 5 وكيف تكون 
الشهادة . هل هى فى الأداء أو التحمل ؟ إن هنا مرحلتين : مرحلة تحمل .. ومرحلة 
أداء . 


وعندما نطلب من واحد قائلين : تعال اشهد على هذا الدين . فليس له أن 
يمتنع * وهذا هو التحمل . وبعدما وثقنا الدين » وسنطلب هذا الشاهد أمام 
القاضى » والوقوف أمام القاضى هر الأداء . وهكذا لا يأى الشهداء إذا مادعوا 
تحملا أو أداءٌ . 


لكن الحق ى سبحانه وتعالى يعلم أن كل نفس بشرية لها مجال حركتها فى الوجود ؛ 
ويجب ألا تطغى حركة حدث على حدث ٠‏ فالشاهد حين يُستدعى - بضم الياء- 
ليتحمل أولا أو ليؤدى ثانيا ينبغى ألا تتعطل مصالحه ؛ إن مصالحه ستتعطل ؛ 
لانه عادل. ولأنه شهيد . لذلك يضع أله لذلك الأمر حدا فيقول : : ولا يضار 
كاتب ولا شهيد » . 


إذن فالشهادة هنا تتطلب أن نحترم ظروف الشاهد . فإن كان عند الشاهد عمل 
أو امتحان أو صفقة أو غير ذلك , فلنا أن نقول للشاهد : إما أن نتعين فى التحمل 
حيث لا يوجد من يوثق به ويطمأن إليه أما فى الأداء فأنت مضطر . 

إن الشاهد يمكنه أن يذهب إلى أمره الضرورى الذى يجب أن يفعله » » فلا يطغى 
حدث على خدث ء لذلك علينا أن نبحث عن شاهد له قدرة السيطرة ة على عمله 
بدرجة ما. وإن لم نجد غيره ء فإذا يكون الموقف ؟ 





١١١‏ صوص ص مص وم صمح من صوص هت 


. لقد قال الحق : « ولا يضار كاتب ولا شهيد » إذن فعلينا أن نبحث له عن 
« جَعْل » يعوض عليه ما فاته . فلا نلزمه أن يعطل عمله وإلا كانت عدالته وبال 
عليه . لآن كل إنسان يُطلب للشهادة تتعطل أعباله ومصالحه . والله لا يحمى الدائن 
والمدين ليضر الكاتب أو الشهيد . 


وقوله الحق لكلمة : ٠‏ يضاره فمن الممكن أن تأ الكلمة على وجهين فى اللغة . 
قمرة تأق ٠‏ يضار » بمعنى أن الضرر يأتقى من الكاتب أو الشهيد . ومرة أخرى تاق 
كلمة د يضار» بمعنى أن الضرر يقع على الكاتب أر الشهيد . فالنفظ واحد . ولكن 
حالة اللفظ بين الإدغام الذى هو عليه حسب قواعد اللغة وبين فكه هى الى تي لنا 
انجاه المعنى . فإن فلنا : ٠‏ ولا يضارٌ كاتب ولا شهيد ه- بكسر الراء ‏ . فالمعنى فى 
هذه الحالة هو أن يقع الضرر من الكاتب فيكتب غير الحق . أو أن يقع الضرر من 
الشهيد فيشهد بغير العدل . 


وإن قلنا : «ولا يضارٌ كاتب ولا شهيد  »‏ بفتح الراء - فالمنهى عنه هو أن يقع 
الضرر على الكاتب أو الشهيد من الذين تؤدى الكتابة غرضا هم . وتؤدى الشهادة 
واجبا بالنسبة الهم ؛ ليضمن الدائن ذينه . وليستوثق أن أداءهة متم . 


والكاتب والشهيد شخصان هما فى الحياة خركة . ولكل منبيأ عمل يقوم به ليؤدى 
مطلوبات الحيأة 3 فإذا علِم ‏ بضم العين وكسر ايلام وفتح الميم ‏ أنه كاتب أو شهد 
بأنه عادل اعتد ذلك يتم استدعاؤه فى كل وفت من أصحاب المصلحة فى المداينة , 
وَريما تعطلت مصالح الكاتب أو الشهيد . 


ويريد الله أن يضمن لذلك الكاتب أو الشهيد ما يبقى على مضلحته . ولذلك 
أخذت القوانين الوضعية من القرآن الكريم هذا المدأ . فهى إن استدعت شاهدا 
من مكان ليشهد فى قضية فإنها تقوم له بالنفقة ذهابا وبالنفقة إيابا ٠‏ وإن اقنضى الأمر 
أن يبيت فله حن المبيت وذلك حتى لا يضار . وهو يؤدى الشهادة , وحتى لا يتعطل 
الشاهد عن عمله أو أن يصرف من جيبه . 





راجع أصله وخترج احاديثه الدكتور إحمذ عمر هاشم لائب رئيس جامعة الأزهر . 


اجسلتت_- - - - | _ سس 7ب 7س 


م6مصحصنى +5 23 520459 ألزرا 
حساب جماعة . 


ويقول الحق فى هذه ه المضارة » : « وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم » أى وإن تفعلوا 
الغسرر من هذا أو من ذاك فإنه فسنوق بكم . إنه سبحانه يمذر أن يقع الضرر من 
الكاتب أو الشهيد . أو أن يقع الضرر على الكاتب أو الشهيد . ففعل الضرر 
فسوق . أى خروج عن الطاعة . 


والاصل ف « الفسق » هو خخروج الرطبة من قشرتها ٠‏ فالبلح حين يرطب تكون 
القشرة قد خلعت عن الأصل من البلحة . فتخرج الثمرة من القشرة فيقال : 
و فقت الرطبة .٠‏ ومنها أخذ معنى الفسوق وهو الخروج عن طاعة الله فى كل 
ما] 

7 


ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك : « واتقوا الله ٠‏ وعلمنا من قبل معنى كلمة 
« التقرى ه حين يقول الله : « واتقوا الله » أو يقول سبحائه : « واثقوا النار» : واتقوا 
يوما ترجعون فيه إلى الله » . وكل هذه المعان مبنية على الوقاية من صفات جلال 
الله . وجبروته ء وفهره . وإذا قلنا : « اتقوا النار : فالنار من جنود صفات القهر 
لله ء ف ١‏ اتقوا الله » هى بعينها : اتقوا النار » هى بعينها و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى 
الله » . 


ويقول الحق سبحانه : « واتقوا الله ويعلمكم الله » . وهنا مبدأ إيمانى يجب أن 
ناخذه فى كل تكليف من الله ؛ فإن التكاليف إن جاءت من بشر لبشرء. فأنت 
لا تنفذ التكليف من البشر إلا إن أقنعك. بحكمته وعلته ؛ لأن التكليف ياق من 
مساو لك . ولا توجد عقلية أكبر من عقلية . وقد تقول لمن يككلفك : وناذا أكون 
تبعا لك وأنت لا تكون تبعا لى ؟ إنك إذا أردت أن تكلفنى بأمر من الأمور وأنت 
مساو لى فى الإنسانية والبشرية وعدم العصمة فلا بد أن تقنعنى بحكمة التكليف . 


أما إن كان التكليف من أعلى وهو الحق سبحانه وهو الله الذى آمنا بقدرته وعلمه 
وحكمته وتنزهه عن الغرض العائد عليه فالمؤمن فى هذه الحالة يأضذ الأمر قبل أن 
تصن سام عسعةر :هد + المع عدف مت ير" 7 1.- ختمل !قت فوته “هد - للدد -10 


١ ١‏ ؟أحمحح وح حصب حومحجحو مححوحه 
يبحث فى الحكمة ؛ لأن الحكمة فى هذا الأمر أنه صادر من الله ؛ وحين ينفف المؤمن 
التكليف الصادر من الله فسيعلم سر هذه الحكمة فيما بعد ؛ فأسرار الحكم عند الله 
تاق للمؤمن بعد أن يقبل عل تنفيذ التكاليف الإيمانية . 


إن الحق سبحانه ‏ على سبيل المثال ‏ لا يقنغ العبد بأسرار الصوم ؛ ولكن إن صام 
العبد المؤمن كيا قال الله وعند ممارسة المؤمن لعبادة الصوم سيجد أثر حكمة الصوم 
فى نفسه بما لا يمكن إقناعه به أولا . إن المؤمن حين يفعل التكليف الإيمان فإن الله 
يعلمه حكمة التكليف . ولنا فى. قوله سبحانه الدليل الواضح : 

61م 21 22 + ومعوم ءءء سم د مءديعو و م و 

جٍِ يناجا لين >امنوأ إن كشوأ الله عل لك فرقانا وك عن سيعائز قفر 

كر وَآهَهُ ذو المَضْلٍ المظم وج » 

( سورة الانفال ) 

إن الله سبحانه يعد عباده المؤمنين أهم عندما يتقونه فإنه يجعل هم دلائل تبين هم 
الحق من الباطل ويستر عنهم السيئات ويغفر لحم . لاذا ؟ لأن الله الذى يعلمنا هو 
الحق سبحانه العليم بكل شىء . وعلم الله ذاتى . أما علم الإنسان فقد يكون أثرا 
من ضغط الأحداث عليه فيفكر الإنسان فى تقنين شىء يخرجه مما يكون فيه من شر » 
ولكن علم العليم الأعلى سابق على ذلك لأنه علم ذا . 


وقيها سبق علمنا أن الله سبحانه وتعالى قذ أعطى الدين هذه العناية ليضمن 
للحياة حركتها الطاهرة . حركتها السليمة ؛ لان المعدم لا وسيلة له فى حركة الحياة 
إلا أمور ثلاثة ء الأمر الأول : الْرْفْدٌ أى عطاء تطوعى يستعين به على حركة الحياة . 
والأمر الثاانن : الفرض الذى فرضه الله فى الزكاة . والأمر الثالث : القرض الذى 
شرعه . 


فعندما لا يد المؤمن المعدم الرفد أو الفرض فاذا يكون بعد ذلك ؟ إنه القرض . 
إذن فالقرض هو المفرّع الثالث للحركة الاقتصادية عند المعدمين . وعرفنا أن الفرضص 
عند الله يفوق ويعلو الصدقة فى الثواب ؛ لأن الصدقة حين تتصدق بها تكون قد 
خرجت من نفسك من أول الأمر فلا مشغولية لذهنك بعد ذلك . ولكن القرض 





جوج وج ونج جح جح :2020922249 إأررأا؟ 
نفسك تكون متعلقة به ؛ لأنك لا تزال مالكا له . وكلما صبرت عليه أخذت ثواباً من 
الله عل كل صبرة تصبرها على المدين . 


وعرفنا كذلك أن الحق سبحانه وتعالى قد استوئق لعملية الديْن استيثاقا يجب أن 
نفهمه من وجهيه ٠‏ الوجه الأول : أنه يحفظ بذلك ثمرة حركة المتحرك فى الحياة : 
وهى أن يتمول . أى أن يكون عندء مال ؛ فإن لم نحم له ثمرة حركته فى الحياة 
استهان بالحركة . وإذا استهان بالحركة تعطلت مصالح كثيرة ؛ لأن ححركة المتحرك فى 
الحياة تنفع بشرا كثيرين قصد المتجرك ذلك أو لم يقصد . وضربنا المثل بمن يريد يناء 
عيارة ٠‏ وعنده مال ٠‏ فيسلط الله عليه خاطرا من خواطره مصدافًا لقوله الحق : 


م ةر لامر 4 
(من الاية 6١‏ سورة المدثر) 

فيقول : ولاذا أكنز المال ؟ ولاذا لا أبنى عمارة بعد من إيجارها ؟. وبذلك 
لا يتناقص امال بل يزيد . وليس فى بال ذلك الرجل أن ينفع أحدأ . إن باله مشغول 
أله ع كمنةة» الكن سوقت وإنل تددم ال سف اقير. . فالذى يحفر 
الآرض سنال أجراً لذلك . واللتى يغتر الطربب سيل اجر لذلك ء وكل من 
يشترك فى عمل لإقامة هذا البنيان من بناء أو إدخال كهرباء أو توصيل مياه أو تحسين 
وتجميل كل واحد من هؤلاء سياخذ أجره ٠‏ وبذلك يستفيد الجميع وإن لم يقصد 
المتخرك فى الحياة . 


إذن فالحق يريد أن يحمى حركة المتحرك فى الحياة انه لول يحم الله ثمرة حركته فى 
الحياة ؛ لاكتفى المتحرك فى حركته بما يقوته ويقوت هن يعول . ويبقى الضعيف لق 
الحياة ؛ فمن ذا يعوله ؟ ص لبا لشي لمعي امس بتي ا ار 
إن الله الذى وهب الناس أرزاقهم ‏ عندما يطلب من القوى المتحرك أن يعطى أنخاه 
الضعيف المحتاج قرضاً ٠‏ لايقول الله : «اقرض المحتاج ٠» ٠‏ ولكنه جل وعلا 
يقول : 


من ذَا الدى يِفْرِضٌ مه مَرْضًا حَسَمًا 4 


( من الابة 15؟ سورة البفرة) 





١١‏ مح موص حموححوصص وحصححموحه 
إن الله سبحانه وتعالى قد احترم حركة الإنسان المتحرك فى الحياة وجعل المال مال 
المتبحرك ٠‏ فلا يقول الله للمئحرك “ اعط المحتاج من المال الذى وهبتك إياه 3 
إنة مال المتحرك . ويقول الله للمتحرك : اقرضنى لأن أخاك فى خاجة إليه » كيا 
نقول للتقريب لا للتشبيه ‏ ولله المثل الأعلى ‏ أنت تأخذ من حصالة ابنك لمصلحة 
أخيه . وتعد ابنك الذى أخذتث من حصالته أنك سوف تعطيه الكثير . والمال الذى 
أخذتة من حصالة ابنك قرضا أنت الذى أعطيته له أولا . 


اند قلا ترقا دوت عوك اخرلا قله ري عرك الاك ”يكرت لل 
إنسان آمناً على ثمرة حركته . فستفسد الحياة كلها ود يستشرى الضغن والحقد ولذلك 
يقول الله سبحائه وتعالى : 


(لاتتلٌ نر جه إن يتسَنكوها ييُتفحكم يْحَذا ورج 
لننتز نه » 
( سورة محمد ) 


وساعة يتفشى الضغن فى المجتمع فلا فائدة فى هذا المجتمع أبدأ . إذن فالحق حين 
يوثق الدين يريد أن يحمى حركة المتحرك + لان الناس تمختلف فيا بينها في الحركات 
الطموحية . ولا توجد الحركات الطموحية فى كل الناس . بل توجد فى بعضهم . 
فلنستغل حركة الطموح عند بعض الئاس + لأخهم سيفيدون المجتمع : قصدوا ذلك 
أو لم يقصدوا . 


وبعد ذلك يريد للد مسهاته رتتال الا من ابفا الإنسان من نفسه ؛ لأنه إن 
علم أن الديّن الذى عليه موئق :ولا وسيلة لإنكاره حاول جاهدا أن يَتَحَرَلكَ ىق 
الحياة ليؤديه , وحين يتحرك الانسان ليؤدى عن نفسه الدين فإن ذلك يزيد الحركة فى 
الحباة » ويزداد المع 6 


وهكذا نرى أن الله أراد بالتوثيق للدين حماية المدين من نفسه ؛ لأن المدين قد 
تطرا عليه ظروف فييطل . وإذا ماماطل فلن تكون الخسارة فيه وحده. ولكنه 





صمسصحخحوح نح وصحهعنت صمك حوح يت 610 
سيصبح أسوة عند جميع الناس وسيقول كل من عنده مال : لا أعطى أحدا شيئاً لان 
فلاناً الغنى مثل قد أعطى فلانا الفقير وماطله وأكله ٠‏ وعند ذلك تنوفف حركة الحياة 
ولكن إذا كان الدين موثقا ومكتوبا فإن المدين يكون حريصا على أدائه . والله يريد أن 
يضمن لحركة الحباة دواماً واستمرارا شريفاً نظيفاً . ولذلك نجد فى آية الدّين أن 
كلمة ٠‏ الكتابة » ومادتها ٠‏ الكاف والتاء والباء ٠‏ تتكرر أكثر من مرة بل مرات كثيرة . 

ع 
تيتا الْدينَ #اسنوا إذا ميم بدن لخ أجل م َه وك 807 

3-3 وت ايد 5 لوا نتج لكر عي اا 0 مااعيةه 

00 ولايبٌ كانب أن يكنب #طنه 8 ع 
0 لبه الح وين أله ريه 2-0 ال 22 

سفيها ب انغية ابي أن يمل هو فلملل وليه ْمَل انوا نيدن 


غءءمه 


و إن ل م ل جل وآمرأنان تمن َرَضونَ نمِنَ دآ أن 
تَضلٌ لعي د ايب ادا إذامدموأ ول 


ع معؤءء د 


ا ييا جه لكر انسَطُ عند أله وأقوم 


بع وأ الا لان أن كود ةير روما يندب ربك 


دحتم نام وان ورد ملعمل و سعة 


جح ألا 2 ويدوا إذاتبَامُم ولابنا :كب وَلا عيدو إن مفمو هه 
توفي اقول وبمك لَه كمه بعل تنو طلم د 4 
( سورة البقرة ) 
وهذا التكرار فى هذه الآية لعملية الكتابة يؤصل العلاقة بين الناس ؛ فالكتابة هى 
عمدة التوثيق . وهى التى لا تغش . لانك إن سجلت شيئا على ورقة فلن تان الورقة 
لتنكر ما كتبتة أنت فيها . ولكن الأمر فى الشهادة قد بختلف . فمن الجائز أن بخضع 
الشاهد لتأثير ما فينكر الحقيقة . ولذلك فإن الحق يعطينا قضية إيمانية جديدة حين 
يقول : « أن يكتب كما علمه الله ه أى أن يكتب الكاتب على وفق ما علمه الله . 





02220222222222١: 
فكانه لابد أن يكون فقيهاً عالا بأمور الكتابة . أو د كبا علمه الله » أى أنَّ الله أحسن‎ 
إليه وعلمه الكتابة دون غيره » فكها أحسن الله إليه بتعلم الكتابة فليحسن وِلْيْعَد أثر‎ 


وليست المسألة مسألة كتابة فقط , إنما ذلك يشمل ويضم كل شىء أو موهبة خص 
الله بها فردأ من الناس من مواهب الله على بخلقه ؛ فالمؤمن هو من يعمل على أن 
يعدى أثر النعمة والموهبة إلى الغير . وعليك أن تعدى أثر مواهب الغير إليك فتنفع 
بها سواك » وبذلك يشيع الخير ويم التفع لانك إن اخذت موهبة فستأخذ موهبة 
واحدة تكفيك فى زاوية واحدة من زوايا حياتك . وعندما تعديها للجميع وتنقلها 
إليهم فيعدى الجميع مواهبهم المجتمعة لمصلحتك . فأيهها أكسب ؟ 

حين تعدى وتنقل موهينك إلى الئاس ٠‏ تكون أنت الأكثر كسبأ ؛ لان الجميع 
يعدون وينقلون مواهبهم إليك . وإذا أتقنت صنعتك للناس فالصنعة النى فى يدك 


واحدة . وعندما نتقنها فإن الله يسلط جنود الخواطر على كل من يصنم لك شيئاً أن 
اي . وبعد ذلك يعلمنا الحق سبحائه شدة الخرصض على 


التوثيق 


مل 
كعك سَعَروَلَم د اهمضه 
إن أن بط بعكم بد عسي َلَذى أَؤْتُيِنَ أَمَحَمَهولِِسّق 
3 
11 ا ُ لمهمددة ومّن يَكَسْمْهَاقَإِنَّهُرَ 
1 ا مو 1 7خ 


والسفر كا نعلم هو خروج عن رتابة الحياة فى الموطن”. ورتابة الحياة فى الموطن 





حمح تت وح ص وح حص مح حمحص حمصه ثألله 


تبعل الإنسان يعلم تمام العلم مقومات حياته . لكن السفر يخرج الإنسان عن رتابة 
الحياة فلا يتمكن من كثير من الأشياء التى يتمكن بها فى الإقامة . فهب أنك مسافر . 
واضطررت إلى أن تستدين , ولا يوجد كانب ولا يوجد شهيد » فماذا يكون الموقفف ؟ 


ها هوذا الحق يوضح لك : د فرهان مقبوضة » . إذن فلم يترك الله مسألة الدين 
حتى فى السفر فلم يشرّع فقط للإقامة ولكن الحق قد شرع أيضا للسفر « فرهان 
مقبوضة » وهكذا الكتابة » والشهادة فى الإقامة والرهان المقبوضة فى السفر هدفها 
حماية الإنان أمام ظروف ضغط المجتمع . 


ولكن هل بمنع الحق سبحانه وتعالى طموحية الإيثار ؟ هل يمنع الحق سيحانه 
وتعالى رجولية التعامل ؟ هل بمنع الحق سبحانه وتعالى المروءات من أن تتغلغل فى 
الناس ؟ لا . إنه الحق سبحانه يقول : « فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذى اؤتمن 
أمانته » إنه الطموح الإيمان ء لم يَسْدَ الله مسألة المروءة والإيثار فى التعامل . إن كتابة 
الدين. والإشهاد والرهن ليس إلزاما لآن الله قال : ٠‏ فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد 
الذى اؤتمن أمانته » . 


وأيضا قد نفهم أن الذى اؤتمن هو المدين » وهنا نقول : لا إن الآمر محتلف » 
فهنا رهان ٠‏ وذلك معناه وجود مسألتين . المسألة الأولى هى « الدين ٠‏ » والمسألة 
الثانية هى « الرهان المقبوضة » وهى مقابل الدين . فواحد مأمون على الرهن فى 
يده . والآخر مأمون غلى الدين . وهذا يكون القول الحكيم مقصودا به من بيده 
الرهن . ومن بيده الدذين ومعنى ذلك أن يؤدى من معه الرهن أمانته ٠.‏ وأن يؤدى 
الآخر دينه . وحين نرتقى إلى هذا المستوى فى التعامل فإن وازع الإنسان ليس فى 
التوثيق الخارج عن ذات النفس . ولكنه التوثيق الإيمانى بالنفس . ولكن أنضمن أن 
يوجد التوثيق الإيماق عند كل الناس ؟. 


أنضمن الظروف ؟ . نحن لا نضمن الغلروف فقد توجد الأمانة الإيمانية وقت 
التحمل والأخذ . ولا نضمن أن توجد الأمائة الإيمائية وقت الأداء فقد يأق واحد 
ويقول لك : إن عندى مائة جنيه وخذها أمانة عندك . 





24+43 02+29 حصحمحه 


' ومعنى « أمانة » أنه لا يوجد صك . ولا شهود . وتكون الذمة هى الحكم . فإن 
شئت أقررت بهذه الجنيهات المائة » وإن شكت أنكرتها . إن الرجل الذى يفعل معك 
ذلك إنما يطلب منك توثيق المائة جنيه فى الذمة الإبمانية . ومن الجائز أن تقول له 
لحظة أن يفعل معك ذلك : نعم سأحتفظ لك بالمائة جنيه بمنتهى الأمانة . وتكون 
نيتك أن نؤديها له ساعة أن يطلبها . ولكنك لا تضمن ظروف الحياة بالنسبة لك . 
وأنت كإنسان من الاغيار . ومن الجائز أن تضغط عليك الحياة ضغطا يمجعلك تماطل 
معه فى آداء الأمانة . أو يجعلك تنكرها . فتقول لمن اتئتمنك : 


أبعد عنى ؛ أنا لا أملك نفسى فى وقت الأداء . وإن ملكت نفبى وقت التحمل . 
والأمانة هى القضبة العامة في الكون . وإن كانت خاصة الآن بالنسبة للاآية الكريمة 
التى نحن بصددها والحق ‏ سبحاله ‏ يعرضها بعمومها على الكون كله فيقفول ‏ جل 


شأنة ‏ : 
>« ع سس وس اس عب ماي و ف سم 0104 جمعروسم ماجمم 4 صوومم ملاومويى وم 
« إن عرضنًا الأمائة عل اموت والأرض وَافبَلٍ ابن أن يتجلت وأُفقفَ مننَا 


200010 


2 25 رع م ع في عه بح0 
وحملها الإنسلن إنه, كان ظلوما جهولا © 4 
(سورة الأحزات ) 

إن الكون كله أشفق على نفسه من تحمل الأمانة وهذا يعنى أن الأمانة سوف تكون 
عرضة للتصرف والاختيار .. ولا كائن فى الكون قد ضمن لنفه القدرة على الوفاء 
وقت الأداء - لفد أعلنت الكائنات قوها فأبين تحمل الآمانة وكأما قالت : إنا يا ربنا 
نريد أن نكون مسحرين مقهورين لا اختيار لا ؛ ولذلك نجد الكون كله يؤدى 
مهمته كبا أرادها الله . ماعدا الإنسان . أى أنه الذى قبل بما له من عقل وتفكير أن 
يتحمل أمانة الاختيار . وبلان حاله أو بلان مقاله قال : إننى قادر على تحمل 
الأمانة ؛ لأنى استطيع الاختيار بين البدائل . 


وعنا نذكرالإننان © إنك :قد تكون قوب لحظة التحمل . ولكن.ملذا تحن سالك 
وقت الاداء ؟ لذلك قال الله عن الإنسان : ٠‏ وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً » 
لقد ظلم الإنسان نفسه حيث حمل الأمانة ولم يف بها فلذلك فهو ظلوم . ؤهو جهول 
لأنه در وقت التحمل ٠‏ ولم يقدّر وقت الأداء . أو ضمنها ثم خاس وخالف ما عاهد 
نفسه على أدائها ..- 





صمح صمح مت حص محص مص ص محص أله 
إذن فالإنسان وإن كان وائقاً أنه سيؤدى الأمانة إلا أنه عرضة للأغيار . لذلك قال 
الحق سبحانه : ٠‏ ولا تساموا أن تكتيوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند 
الله » فالكتابة فرصة ليحمى الإنسان نفسه من الضعف وقت الأداء ٠‏ فالله سبحانه 
وتعالى يريد أن يوثق الأمر توثيقاً لا يجعلك أبها العبد خاضعاً لذمتك الإيمانية فقط ء 
ولكتك تكون خاضعاً للتوثيق الخارج عن إيمانيتك أيضا . وذلك يكون بكتاب الدين 
صغيرا أو كبيرا إلى أجله . 


وبقول الحق سبحانه : « ولا تكتموا الشهادة » وهذه الكلمة « ولا تكتموا ؛ إنما 
هى أداء معبر . لأن كلمة ٠‏ شهادة » تعنى الشىء الذى شهدته . فمادمت قد شهدت 
شيثاً فهر واقع والواقع لا يتغير أبدأ . ولذلك فالإنسان الذى يحكى لك حكاية 
صدق لا يختلف قوله فى هذه الحكاية حتى وإن رواها ألف مرة ؛ لأنه يستوحجى 
واقعا . 


لكن الكذَابٍ يستوحى غير واقع . فيقول كلمة . ويسى أنه كذب من قبل 
فيكذب كذية أخرى بى لانه لا يستوحى وافعا . فكلمة الشهادة هى عن أمر مشهود 
واقع ع ومادام الأمر مشهودا وواقعا . فإنه يلح على نفس من يراه أن بخرج ٠‏ فإياك 
أن تكيته بالكتم ؛ لأن كلمة ٠‏ الكتم » تعتى أن شيثا يحاول أن يخرج وأنت تحاول 
كتيانه . لذلك يقول الحق : « ولا نكتموا الشهادة » فكأن الطبيعة الإايمانية الفطرية 
تلح على صاحبها لتنطقه بما كان مشهوداً له لأنه واقع . 


لذلك يأ الأمر من الحق ؛ « ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه » . 
وقد يسأل الاننان : هل الكتم هنا صفة للقلب أو للإنسان الذى لم يقل الشهادة ؟ . 
إن الشاعر يقول : 
إن الكلام لفى الفؤاد وإنما 

عن الات عل لتر دلبلا 


وساعة يؤكد الله شيئا فهو يأى بالجارحة التى ها علاقة بهذا الصدد . فتقول : أنا 
زأيته بعينى وسمعته بأذنى .. وأعطيته بيدى ومشيت له برجل . إِنّْك تذكر الجارحة 
التى لها دخل فى هذه المسألة . 





46 ١ط2694649)#الح‏ لحم ص[صلملصحميوصه 


وعندما يقول الحق : « فزبه آثم قلبه ٠‏ إن كل الجوارج تخضع للقلب : ٠‏ والله بما 
تعملون عليم ؛ أى أن كتمك للحقيقة لن يغير من واقع علم الله شيئا ٠‏ وحيما تنتهى 
مالة المداينة والتوثيق فيها وظروفها سواء كانت فى الموطن العادى أو فى أثناء السفر 
فإن الله يضمن للإنسان المتحرك فى الحياة حركة شريفة وطاهرة . 


فإن لم تكن هذه فالمصالح تتوقف . ويصيبها العطل . فالذى لا يقدر على الحركة 
فياذا يصنع فى الحياة ؟. إن قلبه يمتلىء بالحقد على الواجد . وحين يمتلء قلبه بالحقد 
عل الواجد فإنه يكره النعمة عنده , وحين يكره المعدم التعمة عند أخيه الواجد. 
فالنعمة نفسها تكره أن تذهب إلى من كرء النعمة عند أخيه . إنها مسائل قد رتبها 
الحق سبحائه. بعضها امتعلق. بالبعضن الآخخر . 


إن النعمة تحب المنغم عليه بضم الميم وفتح العين ‏ أكثر من حب المنهم عليه 
للنعمة وتذهب إلى من أنعم الله عليه مها بعش . فم' ن كره النعمة عند منعم عليه 
فالنعمة تستعصى عليه حتى كأنها تقول له : لن تنال منى خيرا.وليجربها كل إنسان . 


أحبب النعمة عند سواك فستجد نعمة الكل فى خدمتك ؛ إنك إِنْ أحببت النعمة 
عند غيرك فإنها تأق إليك لتخدمك . وأيضاً فعلل المؤمن أن يعرف أن بعض التعم 
ليست وليدة كد وجهد . قد تكون النعمة محرد فضل من الله . يفضل به بعض 
خلقه . فحين تكرهها أنت عند المنعم عليه تكون قد اعترضت على قدر الل فى 
النعمة . وحين تعترضض على قدر الله فى النعمة فإن الحق ‏ سبحانه ‏ لا يجعلك تنتفع 
منبا بثىء :. 


فإن رأيت قريباً حبس نعمته عن أفاربه فاعلم أنهم يكرهون النعمة عنده . ولو 
احيرا ابت العا [ليد. إن لقع الإغهى يريد أن يجعل الناس كتلة متكافلة 
متكاملة بحيث إذا رأيت ت أنا النعمة غندك ونلت متها أحبيتها عندك . وحين احب 
النعفة اختدك فإن العطاء ايجىء من هذه التعمة إلىّ . ولا تجد فارقاً بين واجد 
ومعدم . إنك لا تهد فارقاً بين واجد ومعدم إلا فى مجتمع لا يؤدى حكم الله ف 
شىء 





حوح حم حصت وجح ص ,وحص ص وص موحت ١‏ لاه 
لقد قلنا ذلك فى مجال اضطرار الإنسان إلى الربا لأنه لم يجد من يقرضه قرضاً 
حسناً . ولم يجد من يؤدى فرض الله له من الزكاة لتسع حاجته فاضطر أن يأخذ 
بالربا » وبذلك يدخل المجتمع الربوى فى حرب مع الله . وهل لأحد جلد على أن 
يدخمل فى حرب مع الله ؟ لا . والمجتمع الربوى يدخل فى حرب مع رسول الله صل 
الله عليه وسلم 5 


.وقد حرم رسول الله صل الله عليه وسلم ‏ الربا وقال فى حجة الوداع : « إن كل 
ربا موضوع ولكن لكم رءوس آموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قضى الله أنه لا ربا 
وإن ربا عباس بن عبدالمطلب موضوع كله ٠‏ . 


وتلك سمة سمو التشريع السهاوى ٠‏ إن التشريع البشرى يحمى به صاحبه أقاربه 
من التقنين » لكن التشريع السماوى يفرض تطبيقاته أولا على الأقارب . وكان 
الأسوة فى ذلك سيدنا عمر بن الخطاب » فساعة يريد عمر أن يضع التشريع فإنه 
يجمع أهله وأقاربه ويقول : 

سأقوم بعمل كذا وكذا فوالذى نفسى بيده من خالفنى فى شىء من هذا لاجعلئه 
نكالا للمسلمين . ويعلنها عمر أمام الناس ٠»‏ وماذا أعلن عمر ذلك ؟ ؛ لآن كثيرا من 
الناس يجامئون أولياء الأمور . وقد لا يكون أولياء الأمور على دراية بذلك ؛؟ فقد 
نجد واحداً يدخل على قوم على أساس أنه فلان بن فلان ء وبالرعب يقضى .هذا 
الإنسان مصالحه عند الناس برغم أنف الناس . وقد يكون ولى الأمر لا يعرف عن 
مثل هذا التصرف شيئا . 


لكن حين يعلن ولى الأمر عل الئاس ولأقاربه أنه لا تفرفة أبداً فيها يقنن وأن 
القانون سائر على نفسه وعلى أهله فمن استغل اسيأ لولى الأمر أو اصطنع شيا فالتبعة 
على من فعل له وعليه ء وبذلك تستقيم الأمور . لكن أن تظهر الحقائق فى استغلال 
أقارب الحكام بعد انتهاء فترات سكم الحكام . فهنا نقول : ولاذا لم نعرف كل شىء 
من البداية ؟. وأين كانت الحقائق فى وقتها ؟. 


إن الحاكم المسلم عليه أن يعلن للمحكومين أن القوانين إنما تُطبق عليه أولاً وعل 





١.‏ اإحمص صوص وحوح وصحيمحه 
من يعول . هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع ( وريًا الجاهلية 
موضوع » وأول ريا أضع رِبانا ؛ رِبًا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله )200 . 


وفى معركة بدر , أخرج الرسول صلى الله عليه. وسلم أهل بيته ليحاربوا ؛ لانه لو 
م يخرج أحداً من أهل بيته لقال واحد من الكفار : إنه ء يحمى أهل بيته . ولو أن أجر 
الاستشهاد هو الجنة فلماذا يقدم الأباعد ولا يقدم أخانة للقتال ؟ ” 


لكن ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم أقاربه وأحبابه ٠‏ فهو العارف 
من ربه بأمر الشهادة وكيف أنها تقصر على الانسان متاعب الحياة وتدخله الجنة , 
هكذا كانت المحاباة فى صدر الإسلام » إنها محاباة فى الباقى . ولم تكن كمحاباة 
الحمقى فى الفان . 


ماوق الرسول صل الله عليه وسلم ذلك ويضرب على أيدى المرابين فهذه 
هى الحرب التى يهب أن تقوم » حرب من الله المالك القادر على المحازبة ٠‏ أما 
الضماف الذين لا يستطيعون القتال فهم لا يحاربون ؛ لأنبم أمام خالقهم وقاهرهم 
فلا يقدرون على حربه ولذلك يجب أن تتنبه الدولة إلى مثل هذه عم سوس 
إسلامياً وبعد ذلك إذا ل ات تتسع الزكاة المفروضة إلى د بأود المحتاجين فلتفرض 
الدولة ما تشاء لتفى ار المحتاجين . 


والحق سبحانه وتعالى بعد أن أوضح الأمر عقيدة فى قوله : ١‏ الله لا إله إلا هو 
الحى القيوم ٠‏ . وتقنينا للعقيدة فى قوله : « لا إكراه فى الدين ٠‏ . وحماية للعقيدة 
بأمره سبحانه المؤمنين أن يقاتلوا لتكون كلمة الله هى العليا . وبعد ذلك تكلم الحق 
عن حماية حركة الاقتصاد فى الإثفاق ولا ى سبيل الله والإنفاق على المحتاجين . 
يقول سبحانه بعد ذلك . 


* مج سرء ا يد سدسم فخا اع الوم ان 
خف يَتَومَاالسَموتِ وما الْأَرَضٍ وَإِنتُبَدُوا ماق 


. رواء مسلم فى خطبة الوداع فى حجة "الوداع‎ )١( 





بتي الع 
اع ءوءعوء 





َبفييك م1 
ككُنْنِْقَدِرٌ (© جد 


0 37 25 
ما 
اع 


استهلت الآية بتقديم « لله » على ما فى السهاوات ومافى الأرض , والحق سبحانه 
يقول : د لله مال السياوات وماق الأرض » ذلك هو الظرف الكائة فيه ' 
المخلوقات . الساوات والأرض لم يدع أحد أنها له . لكن قد يوجد فى السياوات أو 
فى الارض أشياء يدعى ملكيتها المخلوقون . فإذا ما نظرنا إلى. خيرات الأرض فإننا 
نجدها مملوكة فى بعض الاحيان لأناس بما ملكهم الله . والبشر الذين صعدوا إلى 
السياء وأداروا فى جوها ما أداروا من أقهار صناعية ومراكب فضائية فمن الممكن أن 
يعلئوا ملكيتهم هذه الأقيار وتنك المراكب . 


ويلفتنا الحق سبحانه هنا بقوله : ه لله مافى السياوات ومافى الأرض ٠‏ وهو يوضح 
8 و تدان كان ف للم الأيري]ة لزيا اسن باكية السبيية خلقه ير إبمنة عاتم 
الملكية إلا غرضاً يؤخذ منهم ١‏ فإما أن يزولوا عنه فيموتوا . وإما أن يزول عتهم 
فيؤخذ منهم عن بيع أو هبة أو غصب أو نهب . 


وكلمة « لله ؛ تفيد الاختصاص . وتفهد القصر . فكل مافى الوجود أمره إلى 
الله . ولا يدعى أحد بسببية ما آناه الله أنه بملك شيئا لماذا ؟ لان المالك من البشر 
لايملك نفسه أن يدوم . 


نحن لم نر واحدأً لم تنله الأغيار . ومادامت الأغيار تنال كل إنسان فعليئا أن تعلم 
أن الله يريد من خلقه أن يتعاطفوا. وأن يتكاملوا . ويريد الله من خلقه أن 
لسعم . والحق لايم ذلك لأن الأمر خرج من بده والعياذ بالله ‏ لا ٠‏ اد الله 
: أنا لى ما فى السياوات ومافى الأرض ٠‏ وأستطيع أن أجعل المسألة دولاً بين 
0 . ش 
امن 





نكة 
1١2١١2‏ حو 2 +0 020+ 2+0 652 


ولذلك نقول للذين يصلون إلى المرتبة العالية فى الغنى ٠‏ أو الجاه » أو أى يمال 
هؤلاء نقول ا 0 لماذا ؟ لأن الئعمة إن تمت لك علواً وغ 
وعافيةٌ وأولاداً انك من الأغيار ٠‏ ومادامت قد تمت وصارت إلى النهاية وأنت 
لاشك من الأغيار . فإن النعمة تتغير إلى الأقل . فإذا ما صعد إنسان إلى القمة وهو 
متغير فلا بد له أن ينزل عن هذه القمةء ولذا يقول الشاعر : 


ذا إم قو نيا القع عرقيح زقلا إلذإا عيبل ند 


والتاريخ حمل لنا قصة المرأة العربية التى دخخلت على الخليفة وقالت له : أتم الله 
عليك.نعمته . وسمعها الجالسون حول الخليفة ففرحوا . وأعلنوا سرورهم . لكن 
الخليفة قال لهم : والله ما فهمتم ما تقول . إنها تقول : أتم الله عليك نعمته . فإنها 
إن تمت تزول ؛ لأن الأغيار تلاحق الخلق . وهكذا فهم الخليفة مقصد المرأة . 


والشاعر يقول 3 
نفبى التى تملك الأشياء ذاهبة 
فكيف آسبى عل شىء لما ذهيا 


إن النفس المالكة هى نفسها ذاهبة ؛ فكيف يحزن على شىء له ضاع منه ؟ 


والحق سبحانه يطلب منا أن نكون دائها على ذكر من قضية واضحة هى : أن 
الكون كله لله . والبشر جميعا بذواتهم ونفوسهم وما ظهر متها وما بطن لا يخفى عل 
الله . والحق سبحانه لا يحاسبنا على مقتفضى ما علم فحسب . نل يحاسبنا على ما تم 
إن كل إنسان يقرأ كتابه بنفسه .. فسبحاته يقول : 
0 دك إنسنن لزنه طََوم ف سورج 3 يرم اهمه كت يَف منتورًا 
2 أف رأ كبك كن َك الوم ليك سيب 2 » 


( سورة الإسراء ) 





محجعوح ص جوج :5 225926229 ماله 
والحساب معناه أن للإنسان رصيدذا . وعليه أيضا رصيد . والحق سبحانه وتعالى 
يفسر لنا ( له وعليه ) بالميزان كها نعرف فى موازين الأشياء عندنا وهو سبحانه يقول : 
مووسة لصوم عم صمو صن ارم 5 ءقء و عمو مةء. 
# وألوزن يوذ 1 كن تقلت مور ينه , وتنك م الْمفلحونَ ج, ٠‏ ومن مت 
59 عادين م سام السء] قمر 0 ام مامه 
موا رِسْه اوليك الْذين خسروا انفسيم : 0 أبعت يظَلمنَ حم «4 
1 سورة الأعراف) 
إن حاب الحق دقيق عادل فالذين ثقلت كفة أعياهم النة هم الذين 
يفوزون بالفردوس ٠‏ والذين باعوا أنفسهم للشيطان وهوى النفس تثقل كفة أعباهم 
السيكة . قفصاروا من أصحاب النار 5 


إذن نحن أمام نوعين من البشر. هؤلاء الذين ثقلت كفة الخير فى ميزان 
الحساب ٠‏ وهؤلاء الذين ثقلت كفة السيئات والشرور فى ميزان الحاب فهاذا عن 
الذين نساوت الكفتان فى أغياهم . استوت.حسناتهم مع سيثاتهم ؟ إنهم أصحاب 
الأعراف . الذين ينالون المغفرة من الله ؟ لأن مغفرة الله وهو الرحمن الرحيم قد 
سبقت غضبه جل وعلا . ولولم يجىء أمر أصحاب الأعراف فى القرآن لقال واحد : 
لفد قال الله لنا خخير الذين ثقلت موازيهم . وأخخبار الذين .خفت موازين الخير 
عندهم . ي يقل لنا خخير الذين نساوت شرورهم مع حسناتهم . 


لكن الحليم الخبير قد أوضح لنا خبر كل أمر وأوضح لنا أن المغفرة تسبق الغضفب 
عنده . لذلك فالحساب لا يكتفى الحق فيه بالعلم فقط . ولكن بالتسجيل الواضح 
الدقيق . لذلك يطمئئنا الحق سبحانه. فيقول : 
« لمن تاب وهام وَعِلَ عَنَ سيم اولك يبدل له َعَم سرد 
وك أهه عور بمج 4 
( سورة الاعراف ) 
إن الحق يطمثننا على أن ما نصنعه من تير نجده فى كفة الميزان ٠»‏ ويطمئننا أيضا 
عل أنه سبحانه ‏ سيجازينا على ما أصابنا من شر الاشرار وأننا سنأخذ من حسناتهم 





ه١١‏ احمصصحمحصصحمص صمحو م حمصه 


لتضاف إلى ميزائنا ‏ إذن فالطمانينة جاءت من طرقين : طمأننا الحق على ما فعلناه 
من خيرء فلا يُنسى أنه يدخل فى حسابنا . وطمأننا أيضا على ما أصابنا من شر 
الأشرار ٠‏ وسيأخذ الحق من لمسلائيم ليضيفها الث . 


ونحن نجد فى الكون كثيراً من الناس قد يحبهم الله لخصلة من خصال الخير 
فيهم . وقد تكون هذه الخصلة الخيرة خفيّة فلا يراها أحد . لكن الله الذى لا تخفى 
عليه خافية يرى هذه الخصلة فى الإنان . ويحبه الله من أجلها . ويرى الحق أن 
حسنات هذا الرجل قليلة ٠.‏ فيجعل بعض الخلق يصيبون هذا الرجل بشرورهم 
وسيثاتهم حتى. يأخذ من حسنات هؤلاء ليزيد فى حسنات هذا الرجل . 


ومعنى « تبدوا ماق انفسكم » أى تضنروا الوجدانيات إلى نزوعيات عملية ٠‏ 
ولكن هل معتى وأو تخفره » هو ألا تصيروا الوجدانيات النفسية إلى نزوعيات 
عملية ؟ لا. فليس لكل شىء نزوع عمل . ومثال ذلك الحب ؛ إن اللإنسان قد 
يحب . ولا يد القدرة على النزوع ليعلن بهذا النزوع أنه تحترق فى حبه . وكذلك 
الذى يحقد قد لا يد القدرة على النزوع ليعلن بهذا النزوع عن حقده . إذن فهناك 
أعبال تستقر فى القلوب. فهل ‏ يؤاخذ الله بما استقر فى النفوس ؟ 


إن هذه المسألة تحتاج إلى دقة بالغة ؛ لأننا وجدنا بعضا من صحابة رسول الله 
صل الله عليه وسلم قد وقفوا فيها موقا أبكى بعضهم . هذا عبدالله بن عمر رضى 
الله عنما حينما سمع هذه الأية قال : لثئن آخذنا الله على ها أنخفيئا فى نفوسنا 
لنبلكن . وبكى حتى سُمع نشيجه بالبكاء . وبلغ ذلك الأمر ابن عباس فقال : 
يرحم الله أبا عبدالرحمن لقد وجد إخوائه المسلمون مثليا وجد من هذه الأية . فاتزل 
الله بعدها ولايكلف الله نفسا إلا وسعهاهء إلى آخر السورة . 


ولنعلم أن نوازع النفس كثيرة ؛ فهناك شىء اسمه ٠‏ هاجس » وهناك شىء آخر 
اسمه و خاطر » وهناك ما يسمى و حديث نفس ه . وهناك و هم ؛ وهناك ٠‏ عزم » ٠‏ 
إنها حمس حالات ؛ والأربع الأولى من هذه الحالات ليس فيها شىء ٠‏ إنا الأخيرة 
الى يتوم قزها الفطيه و الندسا عي لز ايه لقا شرل كل مالةب التتمساق - 





إن الهاجس هو الخطرة التى تخطر دفعة واحدة . أما الخاطر فهو يخطر . . أى يسير 
فى النفس قليلا . وأما حديث النفس فإن النفس تظل تتردد فيه ٠‏ وأما الهم فهو 
استبجماع الوسائل . وسؤال النفس عن كل الوسائل التى ينفذ بها الإنسان رغباته . 
أما العزم ( القصد ) قهو الوصول إلى النهاية والبدء فى تنفيذ الأمر.. 


والقصد هو الذى يُعتى به قوله تعالى : « وإن تبدوا مافى أنفسكم أو تخفوه 
يحاسبكم يه الله » وقد وجدنا كثيرا من العلياء قد وقفوا عند هذا القول وتساءل بعض 
من العلياء : هل الآية التى جاءت بعد ذلك والتى يقول فيها : دلا يكلف الله نفسا 
إلا وسعهاء هل هى نسخ للآية السابقة “عليها ؟ 


ولكن نحن نعرف ان الآبة هى خبير : والأخبار لا تنسخ إنما الأحكام هى التى يتم 
نسخها . وعلى ذلك يكون القصد والعزم على تنفيذ الأمر هو المعنى بقوله الحق : 
ه وإن تبدوا مافى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله » فهذا هو الذى يحاسبنا الله عليه . 


وعندما يقول الحق سبحانه : « فيغفر لمن يشاء » فمن هم ؟ لقد بين الله من يشاء 
المغفرة لهم . إتهم الذين تابوا » وهم الذين انابوا إلى الله » هم الذين قال فيهم الحق : 


2 

إلا من تاب ودام وَعملّ عمَكُ صَئلِمًا وك يبدل هه ساتِمْ حَسَنَت 
وَكنّ اه ُو رحبمًا ع 4 

( سورة الفرقان ) 


وتبديل المغفرة -حسنة مسألة يجب أن يقف عندها الإنسان المكلف من الله وقفة 
ليرى فضل الله . لأن الذى صنع سيئة ثم آلمته » فكها آلمته السيثة التى ارتكبها وحزن 
منبا . فإن الله يكتب له حسئة . ولكن الذى لم يصنم سيئة لا تفزعه هذه » وبعض 
العارفين يقول : رب معضية أوزثت ذلا وانكسارا خير من طاعة .اورت عزا 
واستكبارا . : 


إنك لتجد الخير الشائع فى الوجود كله ربما كان من أسحاب الإسراف على 
أنفسهم فى شىء ماقد اقترفوه وتابوا عنه ولكنه لا يرال يؤرقهم . 





ه١٠١١‏ وو 221406029939922 


كر الراعد مم قويا فى كل شىء . إلا أنه ضعيف أمام مسألة واحدة . | 
وضعفه أمام هذه المسألة الواحدة جعله يعصى الله مها وهو يخاول جاهدا فى التواحى 
التى ليس ضعيفاً فيها أن يزيد كثيرا فى حسناته . حى يمحو ويذهب الله هذه ببذه . 
فالخير الشائع فى الوجود ربما كان من أصحاب السيتات الذين أسرفوا على أتفسهم فى 
ناحية من النواحى . فيشاء الله سبحانه وتعالى أن يجعلهم متجهين إلى نواح من الخير 
قائلين : ربا هذه تحمل تلك . 


لكن الذى يظل رتيباً هكذا لا تلذعه معصية ربما تظل المسائل فائرة فى نفسه . 
ولذلك يجب أن ننظر إلى الذين أسرفوا على أنفسهم لافى زاوية واحدة » ولكن فى 
ا و ا ا ل د 
فيا قدموه ؟ ليزيل ألله عنهم أوزاز ما فعلوا . 


وبعض العلماء يرى فى قوله الحق :> + فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ؛ أن الله 
قد جعل المغفرة أمرأ متعلقاً بالعابد لله . فإن شئت أن يغفر الله لك فأكثر من 
الحسنات حتى يبدل الله سيئاتك إلى حسنات .. وإن شثت أن نعذب ‏ وهذا أمر 
لايشاؤه أحد ‏ قلا تصنع الحسنات . 
1 وهذه المسألة تجعلنا نعرف أن الحق سبحائه وتعالق حين يطلب منا الايمان به فإنه 
يملكنا الزمام . وبمجرد إيماننا به فنحن نتلقى منه زمام الاختيار . والدليل واضح فى 
الحديث القدمبى : عن أبى هريرة رتم الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه 
وسلمم يقول اله دعز وجل دا 

و اناعد كمعد نس والاصد صن يذكرن . [ككرى ل اتشه كيال 
نفسى ء ٠‏ وإن ذكرني فى ملا ذكرته فى مللاهم خير منهم وان تقرب منى شيرا تقربك إليه 
د ٠‏ تقربت مله بأعا ٠‏ وات أتانى يمشى أتيثه خْرُولَةُ )ذا . 


إذن فبمجرد إيمانك ملكك الله الزمام ٠.‏ فإن أردت أن يتقرب الله إليك ذراعا ء 


. رواء مسلم عن أبى هريرة فى كتاب الذكر‎ )١( 





فتقرب أنت إليه شبرا ء فالزمام فى يدك . وإن شعت أن يتقرب الله منك ياعا ٠‏ 
فتقرب أنت ذراعا . وإن شئت أنت أن يأق ربك إليك مهرولا' جريا - فآت إليه 
مشيا . فبمجرد أن يراك الله وأنت تقبل وتنجه إليه . كأنه يقول لك : لا . . استرح 
أنق.. آنا الذى آنن. اليك 


ولذلك قلنا من قبل فى مسألة الصلاة حين تؤمن ‏ أيها العبد ‏ بالله وبعد ذلك 
ينادى المؤذن للصلاة » فتذهب أنت إلى الصلاة . صحيح أنت تذهب إلى الصلاة 
المفروضة . لكن هل منعك الله أن تقف بين يديه فى أية لحظة ؟ . لقد طلب الله منك 
أن تحضر بين يديه خمس مرات فى اليوم ٠‏ وبعد ذلك ترك الباب مفتوحاً لك - أيها 
المؤمن ‏ فالله لايمل حتى يمل العبد . 


والانسان فى حياته العادية ‏ ولله المثل الأعلى ‏ إذا أراد أن يقابل عظبياً من العظياء 
فإن الانسان يطلب الميعاد . فإما أن يقبل العظيم من البشر لقاء من يطلب الميعاد أو 
يرفض . وإذا قبل العظيم من البشر لقاء من يطلب الميعاد . فإن العظيم من البشر 
يحدد الزمن . ويحدد المكان . وربما طلب الغظيم من البشر أن يعرف سبب وموضوع 
المقابلة . لكن الله يترك الباب مفتوحا أمام العبد المؤمن . يلقى الله عبده فى أى 


شىء. رلق أى وقتاء وى أى مكان. وق أى زمان . 


الزمام إذن فى يد من ؟. إن الزمام فى يد العبد المؤمن . لذلك فالذين قالوا فى 
فهم : فيغفر لمن يشاء »إن البشر فى أيديهم أمر المغفرة لهم . فإن شاء البشر أن يغفر 
الله لهم فإئهم يفعلون أسباب المغفرة ١‏ ويتوبون إلى الله . ويكثرون من الحسلات ٠‏ 
ومن يريد أن يتعذب فليظل سادراً فى غيه فى فعل السيئات . ثم بعد ذلك يقول الله 
عز وجل : 1 


2 ب م 0-57 ا م2 04 
< ءَامنَآلرَسُول سآ ِل نزيو وَلْمُؤْصُون 


دآ 


١١١‏ احصوح نح مص وص مح حص مح حمصحه 


4 
عورار مد بعرم عل | اطاط معو ل 
كل ء آم نبالل و تيكلهد- وَكْيِو» ورساو- لَاتفرقٌ 


_- هل ا 3 و 5 3 عر عي كه 
بيرت حون رُسْرِو ئوَكَالْوأسَيدَنَا وأطعنا 
2 شن عاك م عر 2 تي مز الور 
عُفْرَائ رول كلصي 7) جه 


غندما نتأمل هذه الآية الكريمة نجد أن الؤيمان الأول بالله كان من الرسول صلى 
الله عليه وسلم : « آمن الرسول بم أنزل إليه من ربه » . وبعد ذلك يأ إيمان الذين 
بلغهم الرسول بالدعوة « والمؤمنون » . وبعد ذلك يمتزج إيمان الرسول بإيان المؤمنين 
« كل آمن بالله وملائكته وكتبه وزسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا - معنا 
واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصيره , 


أى أن كلا من الرسول والمؤمنين آمنوا بالله . إن الايمان الأول هو إيمان الرسول 
صل الله عليه وسلم . والإيمان أيضا من المؤمنين بالرسالة النى جاء بها الرسول بناءً 
عل توزيع الفاعل فى ٠‏ آمن » بين الرسول والمؤمنين ,. وبعد ذلك يجمعهيا الله 
- الرسول والمؤمنين ‏ فى إيمان واحد . وهذا أمر طبيعى . لآن الرسول صل الله عليه 
وسلم آمن بالله أولا . وبعد ذلك بلغا الرسول صل الله عليه وسلم وآمنا بالله وبه 
ثم امتزج الإيمان فصار إماننا هو إيمان الرسول وإيمان الرسول هو إيماننا . وهذا 
مايوضحه القول الحق : و كل أمن بالله ٠»‏ . 


إذن فالرسول فى مرحلته الأولى سبق بالايمان بالله . والرسول مطلوب منه حتى 
حين يؤمن بالله أن يؤمن بأنه زسول الله . ألم يقل الرسول صل الله عليه وسلم : 
أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وكان الرسول إذا ما أعجبه أمرق 
سيرته ذاتها يقول : أشهد أن رسول الله .. إنْه .يقوها بفرحة , : 


مثال ذلك ما روى عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهها قال : « كان بالمدينة يودي 

وكانٍ يسلفنى فى تمرى إلى الجذاذ . وكان لجابر الارض التى بطريق رومة فجلست2©0 
)١(‏ فجلت : ناخرث الارض عن الإثيار ٠‏ ولى روابة : فخاست : أنى خالفت ما كان معهوداً منها من التمر . 
سم ا 


0 


حمححهت وج:و :5256290 مداه 
فخلا<'2 عاما فجاءنى اليهودى عند الجذاذ2"2 وم أجذ منبا شيئا فجعلت أستنظره إلى 
قابل د أى أطلب منه أن بمهلن إلى عام ثان » فين فأخبر بذلك النبئ صل الله عليه 
وسلم فقال لاصحابه : امشوا نستئظر لجابر من اليهودى فجاءون فى نخلى ٠‏ فجعل 
النبى ‏ صل الله عليه وسلم يكلم اليهودى فيقول ( اليهودى ) أبا القاسم . لا أنظره 
فليا رأى النبى صل الله عليه وسلم قام قطاف فى النخل ثم جاءة فكلمه في . 
فجئت بقليل رطب فوضعته ببن يدى النبى صل الله عليه وسلم فأكل ثم قال : أين 
عريشك يا جابر فأخبرته . فقال : افرش لى فيه ففرشته . فدخل فرقد ثم استيقظ 
فجثته بقبضة أخرى فأكل منبا . ثم قام فكلم اليهودى فأن عليه . فقام فى الرطاب 
النخل الثانية ثم قال يا جابر. جذ واقض فوقف فى الجذاذ فجذذت مما 
ما قضيته » وفضل منه فخرجت حتى جثت النبى صلى الله عليه وسلم فبشرته . 
فقال : أشهد. أن. رسول:اينها” .. 


والحق ‏ سبحانه وتعالى يشهد أن لا إله إلا هو : 
32 5005 واأعا مم 


يئّ بالفشط لاك إلا 


ع 


« شبد الله نهر لا إل إلا هوراز لملتبكة وأولوأ العم قا 
غمموء مع و 
هو ألم الحسكم 2 4 
(سورة أل عمرات ). 
إذن فال يشهد أن لا إله إلا هو . ورسول اله يشهد أن لا إله إلا الله . ويشهد 
أيضا أنه رسول الله ٠‏ يبلغ ذلك للمؤمنين فيكتمل التكوين الإيمانى . ولذلك يقول 
الحق عن ذلك : “كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ٠‏ . والحق يأق بء كل » 
- بالتنوين - أى كل من الرسول والمؤمنين . 


ويورد لنا سبحانه عناصر الإيمان ه كل آمن بألله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق 
بين أحذ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير» . ونحن نعرف 
أن الإيمان بالله وكل ما يتعلق بالإيمان لابد أن يكون غيباً ؛ فلا يوجد إيمان بمحس ' 
)١(‏ فخلا : تأخر السلف عاما 
(7) الجذاذ ( بكسر الجيم .وفتخها وبالذال الممجمة ويجرز إهماطا) زمن قطع ثمر التخل . 
ذم) رواء البخارى فى الأطعمة . وفسلم فى الإيمان . 





ه.ا : 
ابد . فالاشياء المحة لا يدخلها إيمان ؛ لأنها مشهودة . وعناصر الإيمان فى هذه 
الآية هى : 


إيمان بالله وهو غيب . وإيمان بالملائكة وهى غيب من خلق الله . ولولم يبلغنا الله 
أن له خخلقا هم الملائكة لما عرفنا » إن الحق أخبرنا أنه خلق الملائكة وهم لا يعصون 
الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرؤن وهم غيب . ولولا ذلك لما عرفنا آمر الملائكة إيمان 
بالكتب والرسل . 

وقد يقول قائل : هل الرسل غيب ؟ وهل الكتب السماوية غيب ؟ إن الرسل بشر . 
والكتب مشهودة . ولمثل هذا القائل نقول : لا . لا يوجد واحد منا قد رأى الكتاب 
ينزل عل الرسول : وهذا يعنى أن عملية الوحى للرسول بالكناب هى غيب يعلمه الله 
ويؤمن به المؤمنون . 


وكيفف نؤمن بكل الرسل ولا نفرق بين أحد منهم ؟. ونقول : إن الرسل المبلغين 
عن الله إنما يبلغون منبجا عن الله فيه العقائد التى لا تختلف باختلاف العصور . وفيه 
الاحكام الى تختلف بأختللاف العصور ومواقع القضايا فيها , 


إذن فالاصل العقدى فى كل الرسالات أمر واحد . ولكن المطلوب فى حركة الحياة 
يختلف ؛ لأن أقضية الحياة تختلف . وحين تختلف أقضية الحياة فإن الحق سبحانه 
بنزل التشريع المناسب . لكن الأصل واحد والبلاغ من خخالق لا إله إلا هو . ولذلك 
يأق القول الحكيم : ٠لا‏ نفرق بين أحد من رسله » فنحن لا نفرق بين الزسل فى 
أغهم يبلغون عن الله ما نتفق فيه مناهج التبليغ من ناحية الاعتقاد . وما تختلف من 
احية الأحكام التى تناسب أفضية كل عصر . 


وبعد ذلك يقول الحق ؛ «وقالواً سمعنا وأطعنا ٠‏ إذن السماع هو بلوع الدعوة » 
والطاعة هى اتفعال بالمطلوب . وأن يمتثل المؤمن أمرا ويمتثل المؤمن نيا فى كلى أمر 
يتعلق بحركة الكون . فالذين يريدون أن يعزلوا الدين عن حركة الحياة يقولون : إن 
الدين بهتم بالعبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج . وبعد ذلك يحاولون عزل 
حركة الحياة عن الدين . 





«ججرجرحجح2 229229922222222 11لا 


هؤلاء نقول : أنتم تتكلمون عما بلغكم من دين لم يجىء لينظم حركة الحياة , 
وإثما جاء ليعطى الخرعة المفقودة عند اليهود وهى الجرعة الروحية . لكن الدين 
الإسلامى جاء خاتما للاديان منظما لحركة الحيأة » فكل أمر فى الحياة وكل حركة فيها 
داخلة فى حدود الطاعة . ونحن حين نقرأ القرآن الكريم . نجد القول الحكيم : 

“رفوه وة م ملسمو م #2 2-0 مم و علج عروصوة ب عه د 

نايا الذين انوا إذًا نودى للصلؤة من يرم الجممعة فأسعرا إل ذ ثر ألله وذروا البيع 

لله م«دة إرء َك رضي عل س . 
ذلك خير لكر إ نكنم تعلمون 2 # 
( سورة الجمعة ) 
إذن الحق سبحانه يأمر المؤمنين ويخرجهم من خركة من حركات الحياة إلى حركة 
أخحرى 8 فهو لم يأخذهم من فراغ ٠‏ إنما تاداهم لإعلان الولاء الجياعى . وهو إعلان 
من كل مؤمن بالعبودية لله أمام بقية المخلوقات . وبعد أنْ يقضى المؤمنون الصلاة ماذا 
يقول هم الحق سبحانه ؟ يقول هم : 


مع ع ةد 5 2 5771 مبعءم عو وعه ‏ 4# 2ءة#< 
2 إذافضيت الصلَزة شرو فى أ لأرض وَأبتَغُوأمن قَضْلالِ أذ ووأأس كثبرا لُعذك 
متت 2 
تفلحون 
َ ك1 '( سورة الجمعة ) 


إذن فالانتشار فى الأرض هوحركة فى الحياة . تماما كما كان النداء إلى السعى لذكر 
الله . وهكذا تكون كل حركة فى الحياة داخلة فى إطار الطاعة . إذن « سمعنا 
وأطعنا » أى سمعنا كل المنهج . ولكن نحن حين تسمع الهج . وحين نطيع فهل لنا 
قدرة على أن نطيع كل المنيج أو أن لنا هفرات ؟. 


ولأن احدأ لن يتم كل الطاعة ولنا هفوات جاء فوله الحق : « غفرانك ربنا وإليك 
المصير ؛ فالغاية والنهابة كلها عائدة إليك . وأنت الإله الحق . لذلك فنحن العباد 
نطلب منك المغفرّة حتى نلقاك . 'ونحن آمئون على أن رحمتك سبقت غضبك . 
ويقول الحق : 





نيالم 





١؟:6بج‎ 


4 0007 موع>* ع 0 د هر سس مر 
لكل 50 | إلاو فق لهاما كسيد 
1 2 الوا اس ديت و 

وَعَليَامَاكْمَسبَتٌ رَيَنَا لاتْوَاعِدْنا إنينا 


0 
وان ركنا ولاكدمل: علدا صر كما 


- 3 
بن مدع 2 .ع وخر يدص عل ل الس م 
حَمَلنَهعلَالَذِ تمن فبلنارناولا تَحَمِلنا 
عد 22 رمه سرس 


موك ةشرغ لانتو المكعررس 


© جه 


لا يكلف الله تفاً إلا وسعهاء إنْه سبحانه ل يكلفكم. إلا ما هوق الوسع . 
لماذا ؟ لان الاحداث بالنسة لعزم النفس البشرية ثلاثة أقسام : القم الأول : هو 
مالا قدرة لنا عليه . وهذا بعيد عن التكليف . القسم الثانى : لنا قدرة عليه لكن 
:بمشقة أى بجهد طاقتنا قليلا . القم الثالث ؛ التكليف بالوسم . إذذ ٠‏ لا يكلف 
الله نفا إلا وسعها » أى أن الحق لا يكلف النفس إلا يتكليف تكون فيه طاقتها 
أوسع من التكليف . كلف الحق كل حمسلم بالصلاة خمسة فروض كل يوم ٠.‏ وتملا 
أوقاتها بالصلاة وكان من الممكن أن تكون عشرة . بدليل أن هناك أناسا تتطوع وهو 
سبحانه كلف كل مسلم بالصوم شهرا . ألا يوجد من يصوم ثلاثة أشهر ؟ ومثل هذا 
فى الزكاة ؛ فهناك من كان يخرج عن ماله كله لله . ولا يقتصر على ما يجب عليه من 
زكاء . 


إذن فهذا فى الوسع . ومن الممكن أن تزيد . إذن فالأشياء ثلالة : شىء لا يدخل 
فى القدرة فلا تكليف به . شىء يدخل فى القدرة بثىء من التعبا. وشىء فى 
اوسع ٠‏ والحق حين كلفن . كلف ماق الوسع 3 ومادام كلف ماق الوسع فإن 





1ا0ة 
حجح ح هو جح :و5 114200002 
تطوعت أنت بأمر زائد فهذا موضوع آخر « فمن تطوع خيرأ فهو خير له ه مادمت 
تتطوع من جنس ما فرض . 


إذن فالتكليف فى الوسع وإلا لولم يكن فى الوسع لما تطوعت بالزيادة . فسبحانه ” 
يقول : دلا يكلف الله نفسا إلا وسعها: ويأق بعد ذلك ليعلمنا فيقول : « ربنا 
ولا تحمل علينا إصرأ ئ) حملته على الذين من قبلنا ربّنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا 
به ءء وهو القائل : ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها » إذن ‏ سبحانة ‏ يكلقنا يما 


فقد روى أن الله حينها سمع رسوله وسمع المؤمنين يقوا ن : ٠‏ ربنا ولا تحمل علينا 
إضرا كا حملته عل الذين 2 قبلنا ٠»‏ قال سبحانه : قد فعلت , 


وعندما قالوا : « رينا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به ه قال سبحانه : قد فعلت . ولم 
يكلفنا سبحانه إلا بما فى الوسع . وهو القدر المشترك عند كل المؤمنين . وهناك أناس 
تكون ممتهم أوسع من همة غبرهم . ومن تع همته فإنه يدخل بالعبادات التى يزيد 
منها فى باب التطوع . ومن لا تتسع همته فهو يؤدى الفروض المطلوبة منه فقط . 
وعندما يطرأ على الإنسان ما يجمل الحكم فى غير الوسع ؛ فإن الله بخفف التكليف ؛ 
فالمسافر تقول له الشريعة : أنت تخرج عن حياتك الرتيبة ٠‏ وتذهب إلى أماكن لين 
لك بها مستقرا. لذلك يخقف الحق عليك التكليف ٠‏ فلك أن تفطر فى ار 
رمضان ٠.‏ ولك أن در الملاة , 


والحق سبحانه يعلم أن الوسع قد يضيق .لذلك فإنه ‏ جل شأنه ‏ بخفف حكم 
التكليف ويمنح الرخضص عند ضيق ف ومثال ذلك قوله الحق : 


ع2 ازء مسماء إر. د*ء ا را 


1 لقان حَمْفَ له عكر ول أن نكر ضَعَما اد يحن تنم بَاسَاة ءا 


4 
ما 
ع1 
(عن الأية 11 مسورة الانفال ) 


كانت النبة فى القتال قبل, هذه الآية هى واحدأ لعشرة . وخغفها الحق وجعلها 
لاحن سند سال نان .ل أ امسفف هر ٠.‏ مولام اط سد :القن ...16 لاك 


١١‏ ا١أحمح‏ وحوح حمحصح ميحسصيحه 
واحداً إلى اثنين لأنَ هناك ضعفا . وهكذا نرئ أنه سبحانه سيخفف التكليف إذا 

مازاد عن الوسع . وكثير هن الناس يمخطئون التفسير ؛ فيقولون عن بعض 
التكاليف : إنها فوق وسعهم وفؤلاء نقول له لا تحدد أنت الو سعاء ثم تقيس 
التكليف عليه , ٠‏ بل انظر هل كلفك أو ل يكلفك ؟ فإذا كان قد كلفك الح كفا 
ا ا ا و ل 
إلا وسعها لا ماكسبت وعليها ما اكتسبت» 


ود ها : تفيد الملكية والاختصاص وهى ما تُفيد وتُكِبُ النفس ثوابا ٠‏ وه عليها » 
تفيد الوزر » ونلاحظ أن كل « ها » جاءت مع « كسبت»ء وكل « عليهاه جاءت 
مع و اكتسبت »؛ إلا فى آية واحدة يقول فيها الحق : 


1001 3 


رد مد 4 
ل بل من السب سيئة وأ 8 ت به خحطيكئه وك تب الثار لوقفقهة 
سورة الغرة) 


وهنا وقفة فى الأسلوب ؛ لأن ٠‏ كسب » تعنى أن هناك فرقاً فى المعالجة الفعلية 
الحدثية بينها وبين كلمة « اكتسبت . . لأن « اكتسب » فيها فيها ه افتعل » أى تكلف . 
وقام بفعل أخذ منه علاجاً . تاكسب جهو الى لمعي أن قلهكسيةة افير : 
« اكتسب » وكل أفغال الختر :نان كشا لا اكتساباً.. 


مثال ذلك عندما ينظر الرجل إلى زوجته . ويرى جماها . قهل هو يفتعل شيئاً . 
أو أن ذلك أمر طبيعى ؟ إنه أمر طبيعى . ولكن عندما ينظر الرجل إلى غير محارمه 
فإنه يرقب هل يرى أحد النظرة ؟ وهل رآه أحد من الناس ؟ وهل سينال سخرية 
واستهزاء على ذلك الفعل أو لا ؟ لاذا ؟ لأنه ارتكب عملا مفتعلا . 

0 

مثال آختر ٠‏ إنسان يأكل من ماله . أو من مال أبيه . إنه يأكل كأمر طبيعى . أمأ 
من يدخل بستانا ويريد أن يسرق منه فهو يتكلف ذلك الفعل . ويريد أن يستر 
نفسه ٠.‏ فصاحب الثر يفتغل الما صاعب: احير مان أقمالة ستهقة الا:لفتتال:قيها:... 
فالشر هو الذى يحتاج إلى افتعال . 


سسا اهب ب ب بب ب يبيب يج ب بج ب سح 


جاح حم حص و جح جح :وجو 111452206 
والمصيبة الكبرى ألا يحتاج الشر إلى افتعال ؛ ؛ لأن صاحبه يصير إلى بلادة الجن : 
الإيمانى ع وتكون الشرور بالنسبة إليه سهلة ؛ #الانه تقر هليه كرا :تيوك أن + 
وبل من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته » إن الخطيئة تحيط به من كل ناحية . ولم 
يعد هناك منفذ , وهو لا يفتعل حتى صارت له ملكة فى الشر + فاللص مثلا فى بداية 
عمله يخاف ويترقب ٠‏ لكن عندما تصبح اللصوصية مهنته فإنه يحمل أدوات السرقة 
ويصير حسه متبلدا . 


ففى المرحلة الأولى من الشر يكون أهل الشر فى حياء من فعل الشر . وذلك دليل 
على أن ضهائرهم وقلوبهم مازال فيها بعض من خير . لكن عندما يعتبرون الشر حرفة 
وملكة فهنا المصيبة . وتحيط بكل غنهم خطيئته وتطوقه ولا تجعل له منفذا إلى الله 
ليتوب . ١‏ 


فالذى يلعب الميسر . أو طوقته خطيئة الفحش قد يقول فرحا : و كانت سهرة 
الأمس رائعة » . أما. الذى يرتكب الخطأ لأول مرة فإنه يقول : « كانت ليلة سوداء 
ياليتها ما حدثت ٠ء‏ ويظل يؤنب نفسه ويلومها + لأنه تعب وأرهق نقسه + لأنه 
ارتكب الخطأ . 


إذن فقول الحق : هلها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ٠‏ يوضح لنا أن فعل الشر هو 
الذى يحتاج إلى مجهود , فإن انتقلت المسألة من اكتسبت إلى كسبت فهذه هى الطامة 
الكبرى . ويكون قد أحاطت به خظيئته . ويكون على كل نفس ما اكتسبت . 
والعافل هو من يكثر ما لنفنه . لاما عليها ؛ لأن الذى يقول ذلك هو الحتى العالم 
المالك الذى إليه المصير. فليس من هذا الأمر فكاك . وبعد ذلك يقول الحق على 
لسان عباده المؤمنين : ٠‏ ربنا لا تؤاجذنا إن نسينا أو أخطانا ه . ولقائل أن يقول : إن 
الرسول صل الله عليه وسلم طمأننا ٠‏ فقال : ( رفع عن أمتى الخطأ والنسيان ٠‏ 
وما استكرهوا عليه )200 .. 


دن ! “ 
عنهم 1 . 


. رواه الطبران ق معجمه الكبير عن ثوباك‎ )١( 








ج22 22١:2‏ +222 جو حوملصححيهحهه 


على مثل هذا القائل نرد : هل قال لك أحد : إن رفع الخطأ والنسيان والاستكراء 
كان من أول الأمر؟. لعل الرفع حدث بعد أن دعا الرسول والسابقون من 
المؤمنين , فيا دام قد رفع - بضم الراء وكسر الفاء وقتح العين - فمعنى ذلك أنه كان 
موجودا . إِذنْ فلا يقولن أحد : كيف ندعو بشبىء غير موجود ٠‏ أو أن ذلك يدل على 
منتهى الصفاء الإيمان . أي الله يجب الآ يُْصى إلا خطأ أو نسياناً . وأن الله لا يصح 
ولا يستقيم أن يُعصى قصدأ ؛ لآن الذئ يعرف قدر الله حقاً لا يليق منه أن يعصى 
الله إلا نسياناً أو خطأ + ؛ لأن الخالق هو المنعم بكل النعم . وبعد ذلك كلفنا . وكان 
يجب ألا تقصد المعصية . ولذلك فالحق سبحانه وتعالى قد سمى ما حدث من آدم 
معصية مع أنه يقول : 

0 وََقَد عَهدَنَاِكَ ادم من قَبِلُ فى وَل تججذ أك, عَرْمّ و *» 
زسورة طه) 

ا وسمى الله النسيان فى قصة آدم معصية : ه وعصى آدم ربه فغوى : فكان النسيان 
أول معصية ‏ ولكن الله أكرم أمة عمد . ٠‏ فرفع عنها النسيان . وفى مسالة آدم تناك 
ملحظ يجب عل المؤمن أن يتنبه إليه + ؛ فآدم خبلق بيد الله ٠‏ ونحن مخلوقون بقانون 
التكاثر : وآدم تلقى التكليف من الله مباشرة وليس بواسطة رسول . وكلف بأمر 
واحد وهو ألا ياكل من الشجرة . 


فإذا كان أدم تخلوقاً من الله مباشرة ومكلفاً من الله مباشرة . ول يكلف إلا بأمر 
واحد وهو ألأ يقرب هذه الشجرة . ولم تكن هناك تكاليف كثيرة فاذا نسى ؟ وماذا 
تذكر ؟ إنها معصية إذن . لقد كان النسيان بالنسبة لأدم معصية ؛ لانه محخلوق بيد 


قي ل اق عام دهي ب مدو ها 2د 
« َالَ بتإبليس مَامَمَكَ أن جد لما حَلَفتِيَدَىُْ 

( من الآبة 6لا سورة ص ) 
لذلك فلم يكن من المناسب أن ينبى هذا التكليف الواحد , وما كان يصح له أن 


ينسى ء وَلَعلَ سيدنا آدم نس لحكمة يعلمها الله رما تكون ليعمر الأرض التّى جعله 
الله خليفة فيها ؛ أما بالنسبة لأمة محمد فحينا نقول : « ربنا لا تؤاخذنا إن نينا أو 





خحمح حصوصه وج 22+55 وجح 1172 ااه 


أخطانا » فكاننا يارب نقدرك حق قدرك . ولا نجترىء على عصياتك غمدا . وإن 
عصينا فإنما يكون العصيان نسيانا أو خطأ . وهذه معرقة لقدر الحق سبحانه وتعالى . 


ولكن ما النسيان ؟ وما الخطا ؟ 


أولاً فيه وأعاء وفيه « خطلىة ٠:‏ وو الخطء» لايكون إلا إنما + لانه تعمد 
مالا ينبغى , فانت تعلم قاعدة وتخطى ء : والذى إخطأ قد لا يعرف القّاعدة . فأنت 
تصوب له خطاه لأنه حاد عن الصواب , 


ومثال ذلك : عندما تتعلم فى المذرسة أن الفاعل مرفوع ٠‏ والمفعول منصوب 6 
وفى وسط السنة يصححون لك القاعدة حتى تستقر فى ذهنك . إنما فى أيام الامتحان 
أيصحح لك المدرس أم يؤاخذك ؟ إنه يؤاخذك ؛ لأنك درست طوال السنة هذه 
القاغدة . إذن ففيه خولىء وفيه أخطأ . فأخطأ مرة تأق عن غير قصد ؛ لانه لا توجد 
قاعدة أنا خالفتها , أو لم أعرف القاعدة وإغا نطقت خطأ ؛ لأنهم لم يقولوا لى ١‏ أو 
قالوا لى مرة ولم أنذكر . أى لم تستقر المسألة كملكة فى نفسبى + لأن التلميذ يخطىء فى 
الفاعل والمفعول مدة طويلة . وبعد ذلك ينضج وتصير اللغة ملكة فى نفسه إن كان 
مواظبا على صيانتها . 


كان التلميذ فى البداية يقول : قطع عد االعضن + علا يعوا مشكلة ولكن 
يسكن الآخر فى نباية نطق لاسم محمد . وساعة يتذكر القاعدة ينطقها « محمد » 
بالرفع وينطق « الغصن » بالنصب لاذا ؟ لأنه ترد ثلاث قواعد عل ذهنه , هذه فاعل 
والفاعل حكمة الرقع » فهى مرفوعة ٠‏ فهو يمر بقضية عقلية » لكن بعدما يمر عليها 
يقرأها صحيحة وقد لا يتذكر القاعدة . فقد صارت المسألة ملكة لغوية عنده . هذه 
الملكة اللغوية مثليا نقول:ه صارت آلية ٠‏ . 


ومثال ذلك الصبى الذئ يتعلم الخياطة : انظر كم من الوقت يمر ليتعلم كيف 
يمسك بخيط ليدخله فى سم الإبرة » وقد يضربه معلمه أكثر من مرة ليتعلمها ؛ وفتلة 
الخيط نتثنى منه لانها طويلة فيقصرها ثم لا تدخخل فى الغين فيبرمها لتدخل ٠‏ إنه يأخذ 
وقتا كثيرا ثم يعمل الغرزة فتخرج غير منتظمة وبعد ذلك يظل مدة . ثم يفعل كل ٠‏ 





١‏ امص محصحمصحوص حم حيمدد 
عمل آليًا , 


والتدريب على العمل الذهنى حسبقواغد عندخة مثل تعلم اللغة - نسميه 
ملكة . أما التدريب على عمل الجوارح ‏ مثل إدخخال الخيط فى سم الإبرة - نسميه 
أليق 


وعلى سبيل المثال فى العمل الذهنى غندما تسأل سؤالاً فى الفقه لطالب فى الأزهر 
فإنه يجتار قليلا إلى أن يتعرف عل الباب الذى فيه إجابة للؤال . أما إذا سالت 
الؤال نفسه لعالم مدرب فبمجرد أن توجه له السؤال فإنه يقول لك الحكم والبٍاب 
الذى فيه هذا الحكم . لقد صار الفقه بالنسبة للعالم ملكة . 

ويقول الحق من بعد ذلك : « ربنا ولا تحمل علينا إصراً ىما حملته على الدين من 
قبلنا ه والإصر هو الشىء الثقيل الذى يثقل على الإنسان » ومثال ذلك الإصر الذى 
نزل على اليهود ه إن أردتم التوبة فاقتلوا أنفسكم أو تصدقوا أو زكوا بربع أموالكم ٠‏ 
لكن الله لم يعاملنا كيا عامل الأمم السابقة علينا ٠‏ وعندما نقول : ١‏ ربنا ولا نحملنا 
مالا طاقة لنا به » فنحن نصدق أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : ٠‏ قال الله 
نعم 2'(6 ومعنى قال الله نعم أنه سبحانه وتعالى أجاب الدعاء برقع المشقة عن الأمة . 

أى أن الله لن يحملنا ما لا طاقة لنا به . وعندما نقول : د واعف عنا ٠‏ فحن 
نتوجه إلى الله ضبارعين : أنت يا حق تعلم أننا مهم| أوتينا من اليقظة الإيمانية والحرص 
الورعى فلن نستطيع أن نؤدى حقك كاملا . ولذلك لا ندمل عليك إلا من باب أن 
تعفو عنا . 

ومعنى العفو مو الأآثر . كالسائر فى الصحراء تثرك قدماه علامة ع وتأق الريح 
لتزيل هذا الآثر . كان هناك ذنبا والذنب له أثر. وأنث تطلب من الله أن يمحو 
الذنب . 


وعندما تقول : ٠‏ واغفر لناه فأنت تعرف أن من مظاهر التكوين البشرى النية 





(1) رواء الإمام مسلم فى صحيحه عن أن هريرة . 





حموح ممت 6:0٠‏ إورزره 


النى تريد أن تحول العزم إلى حيز السلوك والانفعال النزوعى ؛ فالمالة تحتاج منك 
إلى تريب . ومثال ذلك » عندما يذنب واحد فى حقك فلك أن ترد عليه الذنب 
بالذنب , ولك أن تكظم الغيظ . لكن يظل الغيظ موجودا وأنت تمه . ولك أن 


لكن ماذا عن مثل هذا الأمر باللسبة للخالق الذى له كيال القدرة ؟ إن الله قد 
لايعذب العبد المذنب وثكنه قد يظل غاضبا عليه . ومن مثا قادر على أن يتحمل 
غضب الرب ؟ لذلك نطاب المغفرة ٠‏ وثقول : « واغفر لنا وارحمنا ٠‏ فنحن ندعوه 
سبحانه ألا يدخلنا فى الذتب الذى يؤدى إلى غضبه ‏ والعياذ بالله ‏ علينا . فالعفو هو 
أن نرتكب ذتبا ونطلب من الله المغفرة . ولكن الرحمة هى الدعاء بالا يدخلنا فى 
الذنب أصلا . 


وعندما يقول الحق : « أنت مولانا فانصرنا عل القوم الكافرين ٠‏ قهذا اعتراف 
بعبوديتنا له . وأنه الحق خالقنا ومتولى أمورنا وناصرنا . ومادام الحق هو ناصرنا ١‏ 
فهر ناصرنا على القوم الكافرين » فكان ختام سورة البقرة مسج مع أول 
سورة البقرة فى قوله : ٠‏ الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين . الذين يؤمنون 
بالغيب . ويقيمون الصلاة . وما رزقناهم ينفقون ٠‏ . 


في أول السورة ضرب الله المثل بالكافرين والمافقين . . وى ختامها يقول الحخق 
دعاء على لسان المؤمنين : ٠‏ فانصرنا على القوم الكافرين ٠‏ هذا القول يدل على 
استدامة المعركة بين الإيمان والكفر . وأن المؤمن يأخذ أحكام الله دائيا لينازل بها 
الكفر أيان وجد ذلك الكفر . ويثق المؤمن تمام الثقة أن الله متوليه ؛ لآن الله مولى 
الذين آمنوا . أما الكافرون فلا مولى هم . فإذا كان الله هو مولى المؤمن . وإذا كان 
الكافر لا مولى له . فمعنى ذلك أنه يجب أن تظل المعركة بين المؤمن والكافر قائمة » 
بحيث إذا رأى المؤمن اجتراء على الإسلام فى أى صورة من صوره فليئق بأن الله 
ناضره . وليثق بان الله معه . وليثق المؤمن أن الله لا يطلب منه إلا أن ينفعل بحكمه 
وتأيده بالنصر ؛ لانه هو الذى يَعْلب فهو القائل جل وعلا : « قأنلوهم يعذبهم الله 


يأيديكم » . 





1 


200 24+422«©2 5 ٠2و‎ ١٠١ 


يجب أن تظل دائ| مؤمنا متيقظاً لعملية الكفر فى أى لون من ألوانها ؛ فهذا الكفر 
بعملياته يريد أن يشوه حركة الحياة وأن يتعب الكون . وأن يجعل القوانين الوضعية 
البشرية هى المسيطرة ٠‏ كيا يجب عليك أيها المؤمن أن تكون من المتقين الذين استهل 
بهم الله سورة البقرة ٠‏ وبعد ذلك تال الله أن ينصرك دائيا على القوم الكافرين . 
هذا هو سلف الختام من سورة البقرة ٠‏ فاتصرنا عل القوم الكافرين » . 


وختام السورة بهذا النص يوحى بأن الذى آمن يجب أن يعدى إيمانه بريه إلى 
الخلق جميعاً . حتى تساتئد حركة الحياة ٠‏ ولا توجد فيها حركة مؤمن على هدي 
لتصطدم حركة كافر على ضلال ؛ لآن فى ذلك إرهاقاً للنفس البشرية . وتعطيلا 
للقوى والمواهب التى أمد الله بها ذلك الإنسان الذئ سخر من أجله كل الوجود . 
فلا يمكن أن يعيش الإنسان الذى سوده الله وكرّمه على سائر الخلق إلا فى أمان 
واطمئنان وسلام وحركة تتعاون وتتساعد لتنبض بالمجتمع الذى تعيش فيه نهضة 
عمرائية تؤكد للإنسان خفا أنه هو خليفة الله فى الأارض . 


ولا يكتفى الإيمان منا بأن يؤمن الغرد إبماناً يعزله عن بقية الوجود . لأنه يكون فى 
ذلك قد خصر حركة الحياة فى الدنيا . والله يريد له أن يأخذ الدنيا تخدمه كيا شاء الله 
لها أن تكون خادمة . فحين يعدى المؤمن إيمائه إلى غيره ينتفع بخير الغيرء. وإن 
اكتفى بإيمان نفسه فقط وترك الغير فى ضلالة . انتفع الغير بخبر إيمانه وأصابته مضرة 
الكافر وأذاء . 


إذن فمن الخير له أن يؤمن الناس جميئاً ٠‏ ويجب أن يعدى ذلك الإيمان إلى الغير. 
ولكن الغير قد يكون منتفعاً بالضلال ؛ ؛ لأنه يؤيد به طغيانه . عندئذ تنشأ المعركة . 
تلك المعركة التى غاية كل من دخل فيها أن ينتصر . فيعلمنا الله أن نطلب النصر على 
الكافرين منه + لان النصر على الكافرين لا يعتبر نصراً حقيقيا إلا إن أصّل صفات 
الخير فى الوجود كله . وحين نتاصل صفات الخير فى الوجود كله يكون المؤمن قد 
انتصر بحق . 


وحين يطلب منا الله أن نسأله أن ينصرنا لابد أن نكون على مطلوب الله منا فى 
المعركة ٠‏ بأن تكون جنوذاً إتمانيين بحقى . وقد عرفنا أن المؤمنين حين يدخلون فى 


٠:2523+9‏ 020924393 و2 ل محص رزورزه 


معركة مع غيرهم يستطيعون أن يحددوا مركزهم الإيمانى من غاية المعركة . فإن انتهت 
المعركة بنصرهم وغلبتهم علموا أنهم من جنود الله . وإن هُرْمِوا وغليوا فليراجعوا 
أنفسهم ؛ لأن الله أطلقها قضية إيمانية فى كتابه الذى حفظه ققال : 


ل معد واة 08 - 
9 إن دناه المبونج » ٠‏ 
( سورة الصافات ) 
فإن م نغلب فلننظر فى نفوسنا : ما الذى أخللنا به من واجب الجندية لله . وحين 
يعلمنا الحق أن نقول : ٠‏ قانصرنا على القوم الكافرين » . أى بعد أن أخذنا أسباب 
وجودنا من مادة الأرضص المخلوقة لنا بالفكر المخلوق لله , نعمل فيها بالطاقة المخلوقة 
لله . وحينكذ نكون أهلا للنصر من الله ؛ لأن الحق سبحانه وتعالى قد مد يده باسباب 
النصر : 
ع4 وس ومعسمعءث م ةم 4 مم ارم باس ,ىع مءدخلرء 
١‏ وأعدو أ هم ماآستطهمم من فوة ومن ر باط أنميل ترهبون به عدو أله وعدو 
خوم > « اماس عدعه 5302-6 
وةاخرين من دوليم لا تعلموتهم الله يعلهم » 
(هن الأية 8١‏ سورة الانقال) 
حينئذ لا تخافون أبداً ٠‏ لان لله جنوداً لم تروها . ولا يتدخل الله بالجنود غير المرئية 
لنا إلا إذا استنفدنا نحن أسباب الله الممدودة لنا . 


وحين يتم الحق سبحانه وتعالى سورة البقرة وهى الزهراء الأولى لتاق بعدها 
الزهراء الثانية وهى سورة آل عمران نجد أن هذا هو الترتيب القرأى ( الآن ) وهو 
ليس عل ترنيب النزول الذى حدث . فللقرآن ترتيبان : ترتيب نزولى حين نزلت 
الأيات لتعالج حدثا وقع للامة المسلمة فى صراعها مع الحافرين برهم ٠‏ وفى تربيته 
لنفوسهم . فكانت كل آية تأق لتعالج حادثة . والأحداث فى الوجود إنما تأق على 
ايد البقارء لينف العقول أن تنزل آبات من القرآن : تعالج أحداثا أخرى 
لا صلة بينها وبين ما يجرى من أحداث ىق المجتمع الإسلامى او ما ينشا ف التكون من 
قضايا . 


إذن فلا بد أن توجد. الاحداث أولا . وياق بعدها النص القرآنى ليعالج هذه 





و3 البق 


ى ١و‏ اصمحح مص حو ص مص مح0حمصه 
الأحداث . ولكن بعد أن اكتمل الدين كبا قال الله : ,5 
سا م ا ره د له عايمه لل عموردة ١‏ + مه ارام فيرع هده ث2 
« اليم مت لَك دسَكد وَأمَنْتُ لِك نمت وَرَضبتُ لكر الإنلم دنا #4 

من الآية * سورة المائدة ) 
جاء الترتيب الذى يرتب القضايا ترئيباً كليا, لأنه عالجها من قبل علاجا جزئيا . 
فحين نقول:إن هذه السورة نزلت بعد كذاء أو فيها آية كذا . نزلت بعد كذا . 
ونجد أن ذلك يختلف عن النسق التزولى نعلم أن لله سبحانه وتعالى فى كتابه 
ترتيبين : 
الترتيب الأول : حسب النزول . 


والترتيب الثانى : الذى وجد عليه القرآن الآن وتمت به كلمة الله فى خدمة الحداية 
الايمانية وهذا الاخير من عند الله أيضا . 








وهذه السورة التى نحن بصددها ‏ سورة آل عمران ‏ كان من السياق أن تأق بعد 
سورة البقرة ؛ لأن سورة البقرة نجاءت لتخدمنا فى قضية الوجود الأول . فتكلمت 
عن خلق آدم . وتكلمت عن خلافته فى الأرض . وتكلمت عن تعليمه الأسياء ٠.‏ ثم 
تكلمت عن بعض مواكب الرسل لذلك الإنسان الذى. استخلف فى الأرض ,, 
وتعرضت لقضايا تعلقت بأحداث . هذه الأحداث ارتبطت بأزمنة مخصوصة . 
والفرآن قد جاء بها + ثم جاء مترتباً على الصورة النبائية . تاسب أن تاق بعذ:سورة 
البقرة سورة آل عمران ؛ لانها تكلمت عن نوع جديد من الخلق .لم ياث على مط 
الخلق الأول . وإن جاء من الخلق الأول ؛ لأنبها جاءت لتكلمنا عن خلق عيبى . 
وخلق عيسى جاء بغير الناموس الذى خلق به آدم . فكما أن آدم خلق بلا أب 
وبلا أم ء كان المنطق أن يأق بخلق. آخر وجد من دؤن أبنب . 


لقد استهل الحق سيحائة وتعالى سورة القرة بأسياء ثلاثة من حروف المعجم 
وهى : ؟ ألفف 2 ميم ه وتلك الفضية تعرضنا ها طويلا عند استهلال سورة 
البقرة . وبينا الحكمة فى ورود بعض الخر وف ٠‏ وعرفنا أن للحرف ٠‏ مسمّى » وله 
«اسم» . و المسمى » هو الذى ننطق به . وه الاسم » هو الذى يُعتير عنواناً على 
هذا المسمى فالت حون هرا مكلا تقرق : قرأ. فعندما نلطق حرف ه ف » تنطقه 
حرق ةا فيه اروف . وهذا اللنطق امه والملمىه ٠‏ ولكن اسم ذلك 
المسمى دقاف 6 . 

إذن فلكل حرف اسم ومسمى . حين نتكلم جميعاً تتكلم بالمسمى ٠‏ وسواء مثا 
الأمى أو المتعلم . فكل واحد ينطق المسمى و ق. ز. ازلكق. الإيكرفن اسه 

« قاف ه إلا من تعلم ؛ لأنه فيل له هذه اسمها ه قاف ه. فذلك هو الاسم . 


إذن فالتعليم يعطينا اسماء المسميات . واللفظ الذى يلفظ به الأمى والمتعلم هو 





١٠٠١2‏ احمح ٠2ج‏ +25 :ج220 


المسنميات . ونحن نعلم أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان أميا . لم يجلس إلى 
معلم ول يتعلم » فمن الذى لقنه أسماء الحروف التى لا يعرفها إلا من تعلم ؟ هذه 
الحروف لقنت على صور مختلفة ٠‏ فتنطق بالمسمى هرة وتنطق مرة أخخرى بأسياء 
ومين مس بي سورة البقرة « الم » تلك هى أسماء الحروف . ولكنا 

قلنا : إننا حين نقرأ فى أول سورة الفيل « ألم تر » هى ( الألف واللام والميم ) ونقرأها 
كثلائة حروف تكن تساؤلاً : «ألم ترءء ولم تقرأ أسياء حروفها . وإنما قراتها 
بمسميات الحروفٍ ففلت ل فمن الذى يفرق لنا بين ألف ولام وميم . 
وتقرأ مرة أخرى أل ؟ لاك اننا توفيفنة مخ اله توفى اجا توقيف:مك. اله + آهلاة 
تقرأ 1" وهذه تقرأ ألف الامء ميم . 


إن الحق يدلنا على أن هذا القرآن ليس من صنعة البشر . وإلا فصنعة البشر لم 
تأت قبل نزول القرآن لتنطق بأسهاء الحروف . اللهم إلا بعض أسياء قالوا قيها:إنها 
أداة مثل د هاء التنبيه » أى لتنبيه السامع . لاذا ؟ لان المتكلم حر فى أن يتكلم وهو 
الذى مجدد وقت كلامه ولكن السامم يفاجأ . إذن فالكلام من المتكلم يجدده 
المتكلم . يتكلم متى شاء . ولكن السامع لا يسفع متى شاء . ولكنه يسمع بعد أن 
يتكلم المتكلم . لكن السامع ليس عنده اختيار . فكانوا يريدون لبعض الحروف أن 
يمرجوا بها إلى السامع كَلُونٍ من ألوان الانجذاب إلى المتكلم . ققبل أن يجىء 
بالكلام الذى يريده يأ مباء التنبية . كان المتكلم يقول : ثنبه لى فأنا أريد أن أتكلم 
حتى لا يفوت. منك بعض الكليات التى أنطق نبا الم ع ع بسو 
مثل القول : ألاهُبى بصحنك فاصبجينا «افدمالات ف إل أن كلاماً يقال . ثم 
يقول :هي بصحتك فاصبحينا 4 لأنه ريما نطق ب ببعض الكليات في شغل م انط 

. عن المتكلم » فتفوته الفائدة . 


إذن فكل الألفاظ التى تأى بأسياء حروف أوتباضياء يراد:يا العسبيه ‏ إمااهى حييئة 
للذهن . وما الذى يمتعنا أن يكون أيضاً ذلك من باب عبيئة السامع إلى ضرورة 
حضور الذهن ؟ وتما يدل على أن هذه الخروف التوفيقية مواقع فى ف النفسن البشرية 0 
أن الذين عارضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى دعواه لم يستدركوا عليه شيئا 





لمج ججح جح دحت وبصحصوو صونصت وله 
هل سمعنا أنواحداً هنهم قال : انظروا إلى محمد كيف يأق بألفاظ وكليات 
لامدلول فا ولا معنى. ثم يدّعى أنه أفصح العرب ؟! 


هل قال واحدا منهم ذلك ؟ لم يقل ٠‏ وقبلوها ولم يستدركواء ولم يقولوا : 
«ماهذهء رألف. لام ٠‏ قبع الا جاء.بيا هيد خا ينان حل انها أخل .من 
ينهي بزقكي زإتعافة بير بي ا سوا يا روسل دبل | 

عليه وسلم . ولم يجعلوها من النقد الذى وَجْهَ إلى رسول الله ؛ وقلنا فى ذلك : | 
بعض من أسرار هذه الحروف . 


ويريد الله حين يؤكد معنى من المعاق ألا يمسه مرة واحدة » فقد جاءت رسالة 
محمد صل الله عليه وسلم عل فترة من النبوات . ومن خطاب السهاء » والمعنى الذى 
دلت لاتؤضيفة تتام ويقة كرا بطق مسكد قناقن ان . وعل هذا 
النمط جاء قول الحق سبحانه فى أول سورة آل عمران : 


جد ند جه 


وجاءت أيضاً فى سور أخرى » فى سورة العنكبوت . وفى سورة الروم ١‏ ولقيان » 
والسسجدة . وزاد عليها راءً فى بعض السور . وزاد عليها صاذا فى بعض السور 
: المص » ود المر ه كل ذلك جاء تأكيدًا للمعانى أو تأكيدًا للسر الذى وضعه الله فى. 
هله الممزوك 2 اوإن ل .(نكن :تيرك ذللكة السر.. 


والإنسان ينتفع بأسرار الاشياء التى وضعها من أوجد الاشياء وإن لم يعلم هذه 





نح صمح حوح ٠ح‏ + :06205 


الاشياء فهو منتفع با . وضربنا المثل وقلنا : إن الريفى الذى ليس عنده ثقافة فى 
الكهرباء . أيستفيد بالكهرياء أم لا ؟ إنه يستفيد بها ويحرك زر المصباح لينيره أو 
ليطفئه . أهو يعلم سر ذلك ؟ لا . لكنه إنما انتفع به . فكذلك المؤمن حين يقول ١‏ 
و الف - لام ميم :.. يأخذ سرها من قائلها . فهمها أم لم يفهمها . إذن فال مألة 
لا تحناج إلى أن نفلسفها . صحيح أن العقل البشرى يحوم حول شىء ليستانس به . 
ولكن عطاء الله وحكمة العطاء فوق مايستأنس به وفوق مانستوحش منه , 


وقول الحق سبحانه فى خنام سورة البقزة : ٠‏ فانصرنا عل القوم الكافرين ٠‏ 
يناسب أيضاً سوزة آل عمران . لاذ! ؟ لأن الإسلام سيأق ليواجه معسكر كفر 
ومعسكر أهل الكثاب . فحتى لا تتشقق دعوة الله التى صدرت عن الله بمواكب 
الرسااء ييا الذين سبقوا تحمداً صل الله عليه وسلم وأن هذا جاء لينافض شيئاً 
منه . إنه قد جاء ليعزز دعوة الله . ولتكون هذه الأمم النى تبعت هذه الديانات فى 
صف الاسلام . ولذلك حينما أنكر العرب رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 
الله لهم : ه ومن عنده علم الكتاب ء أى أن من عنده علم الكتاب يشهد أنك رمنول 
الله , 

-22 2 ول تق ا د ترج عت ورم لمك م عا مم صموعرلء ممعم مير 
ويفول الْدينٌ كفرو ا لنت مرسلا قل كق بالله شريدا بدني وببنكر ومن عندور 
ع3 وء مر * 
عل الكنب © »# 
( سورة الرعذ ) 

فكان المفروضى فى أهل الكتاب أنهم حينها جاء رسول الله صل الله عليه وسلم أن 
يكونوا هم أول المؤمنين برسول الله صلل الله عليه وسلم . لأنه جاء ليؤكد مركب 
الإيمان ويأق هم بسورة يسميها أل عمران حتى يعلم الجميع أنك يا محمد لم تأت 
لتهدم ديانة عيسى . ولكن لتبقى ديانة عيسبى ولتؤيد ديانة عيسى . فإن كنتم يا من 
آمنتم بعيسى مؤمنين بعيسبى فاهرعوا حالا إلى الإيمان محمد ؛ فقد مباها الله 
آل عمران » وجعل هم سورة ق القرآن . 


إن رسالة محمد ضلى الله عليه وسلم لم تأت للعصبية ٠‏ أو لتمحو ما قبلها كيا تأق 
عصبيات البشر حين يأق قوم على أنقاضن فوم . ويبدمرن كل ما يتصل بهؤلاء القوم 


تت للم ببس سس يس سس سب ممح حببيييس سما 


هالتبا 
حمصحصنصت مح حمحص و مح صمحو أولاه 
حتى التاريخ بمحونه , والاشياء يمسخونها ؛ لأنهم يريدون أن ينشئوا تاريخاً جديداً . 
لا. إن هذا القرآن يريد أن يصوب التاريخ ٠‏ فياق بسورة اسمها « آل عمرات » 
وذلك تكريم عال لهذه الديانة ولتابعيها . 


وبعد ذلك يأى الحق فيستهلها : بقوله جل شأنه : 


جتذ امَدلاإكَهلَاهوَالَالئَُمْ ) جد 


تلك هى قضية القمة . ولذلك يتكرر فى القرآن التأكيد على هذه القضية . « الله 
لا إله إلا هوء . وو الله ٠‏ كا يقولون مبتدأ . ودلا إله إلا هو» خير . والمبتدأ لا بد 
أن يكون متضحاً فى الذهن . فكان كلمة ٠‏ الله » متضحة فى الذهن . ولكنه يريد أن 
يعطى لفظ « الله و الوصف الذى يليق به وهو هلا إله إلا هوء . ولذلك يقول 
الحق : 1 

مد ماوءسخ م. عم م عدص صوراء م عد عي 6م سمعمممس2 52 ٍِِ5 مو 
د ين مالم من حَلق انسمنوات والأرضٌ وخر الشمس وَالْعَمرلبمون أله فاق 

مءوءيث# #, 

يَؤْفكُودَ 5ه » 

( سورة المسكيوت ) 

إذن فا متضح فى أذهانهم . ولكن السلطات الزمنية آرادت أن تطمس هذا 
الإيضاح ؛ فجاء القرآن ليزيل ويمحو هذا الطمس مؤكذا ٠‏ الله لا له إلا هوء فهذء 
قضية أطلقها الحق شهادة منه لنفسه : 

4 ديد انه أن لآإكه لامر‎ ١ 

( من الآية ١8‏ سورة آل عمران)» 

وكفى بالله شهيدا ؛ لاأخها شهادة الذات للدذات . وشهدت الملائكة شهادة المشهد 

فلم يروا أحدا آخر إلا هو . وكذلك . شهد أولو العلم الذين يأخذون من الأدلة فى 


1١:‏ 222222292221496 و © حجمحجت 


الكون ما بك يثبت صدق الملائكة ويؤكد صدق الله . فإذا ما نظرنا نظرة أخرى نقول : 
إن الى اطلمها عل تتصدرريال : دلا إله إلا هوه ؛ وجعلها كلمة التوحيد وجعل 
الآمر فى غاية اليسر والسهولة والبساطة ؛ فلم يشأ الله أن يجعل دليل الإيمان بالقوة 
العليا ذليلا متقدا . أو ذليلا فلسفياً ٠‏ أو لا يستطيع أحد أن يصل إليه إلا أهل 
الثقافة العالية . لا , إن الدين مطلب للجميع ؛ من راعى الشاة إلى الفيلسوف + 
إنه مطلوب للذى يكنس فى الشارع كيا هو مطلوب من الاستاذ الجامعى . 


فيجب أن تكون قضية الإيمان فى مستوى هذه العقول جميعاً ؛ فلا فلفة فى هذه 
المسآلة . لذلك شاء الحق أن يجعل هذه المسألة فى منتهى البساطة فأوضح الله : أنا 
شهدت الا إله إلا أنا . فإما أن يكون الأمر صدقا وبذلك تنتهى المشكلة ٠.‏ وليس من 
حق أحد الاعتراضن . وإنالم تكن صذقا فقولوا لنا : أين.الإلة الآخر الذق:سمع 
التحدى . وآخذ الله منه ذلك الكون . وقال : أنا وحدى فى إالكون . وأنا الذى 
خلقت . ثم لم نسمع ردأ عليه ولاعن معارض له . ألم يدر ذلك الإله الآخر ؟ 


إذن فذلك الآخر لا ينفع أن يكون إفأ + فإنعلم ذلك الأخرروم بداقع :عن نقتته 
وملكيته للكون فإنه لا يصلح أن يكون إفا . وتصبح القضية لله إلى أن يظهر مدع 
ليناقضها ٠‏ فولا إله إلا هعوء كلمة حق . وبالعقل ولمنطق هو إله ولم نجد . 
معارضاً . وقلنا سابقاً:إن الدعوى جين تُدعى ولا يوجد معارض حين تسمعها تكون 
لصاحيها إلى أن يوجد المعارض . وضربنا مثلا : نحن مجتمعون فى حجرة » عشرة 
أشخاص ٠.‏ وبعد ذلك انصرقوا فوجد صاحب البيت حافظة نقود . فجاء واحد 
متلهفا وقال : لقد ضاعت منى حافظة نقود . فقال له صاحب البيت : وجدنا حافظة 
ولكن كان هنا عشرة . فليا جىء بالعشرة . وسئلوا لم يدعها أحد . إذن فهى له , 

إن الله قد قال : « لا إله إلا هوه ء فإن كان هناك إله آخر فليظهر لناء. لكن لا تظهر لنا 
' إلا قوة الله ولا إله إلا هوه ومأدام لا إله إلا هو. وهذا الكون يناج إلى قيومية لتدبيره » 
فلا بد أن يكون حيا حياة تناسبه , لأنه سيهب حيوات كثيرة لكل الأجئاس ء للإنسان 
وللحيوان وللنبات وللجباد ٠‏ إذن فالذى يوجدها لا بد أن يكون حي ولا بد ان تكون حمياته 
مناسبة له . 





صمح ص مص حص وصصحوص حوصت حيحص ررووره 
وه قيُوم ٠‏ هذه بسمونها صيغة مبالغة ؛ أن الحدث إذا وقع فإنه يقع مرة على 
صورة عادية ؛ ومرة يقع على صورة قوية . مثلم| تقول : فلان أكول . ره أكول ؛ غير 
« آكل :. فكلنا تأكل . وكلنا يُطلق علينا « آكل .٠‏ لكن ليس كلنا يُطلق علينا 
«أكول: لان هذه اسمها صبغة مبالغة فى الحدث . 


وإذا كان الله هو الذى يدبر ويقوم على أمر كل عوالم الكون هل يكون قائا أو 
قَيُومًا ؟ لا بد أن يكون قَيُومًا . . ودقيوم » معناها أيضا : قائم بذاته . فيا شكل هذا 
القيام ؟ إنه قيام أزلى كامل , 


إذن فكلمة ٠‏ قيوم » صيغة مبالغة من القيام على الأمر . قائم بنفسه ٠‏ قائم 
بذاته:. ويقيم غيره . والغير متعدد متكرر . فعنذما يكون هذا الغير متعدداً ومتكررا 
فهن ينتاج إلى صقة- قوية فى اخالته . فيكو الخالق قيوما : 


إن قوله الى : ٠‏ الله لا إله إلا هو الحىْ القيوم ٠‏ هو سند المؤمن فى كل حركات 
حياته . عن أى بن كعب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
يا أنا المنذر أتدرق أى آية من كثاب الله معك أعظم ؟ قلت : و الله لا إله إلا هر 


الحى الفيوم ٠‏ فضرب فى صدرى وقال : ليهنك العلم أبا المنذر ,200 , 


وقولوا لنا بالله : حين يوجد ولد وأب . هل يحمل الولد همًا لأى مسألة. من مسائل 
الحياة ؟ لا لأن الأب متكفل بها . والمثل العامى يقول : الذى له أب لا يحمل 
مه ٠‏ إذن فالذى له رب عليه أن إن يستحى ؛ لانه سبحائه يقول : أنا حىّ ١‏ وأنا 
قرم . وه فيوم » يعنى قائم اموا 

ويؤكد سبحانه هذه القيّومية فى سورة البقرة . فقال فى آية الكرسى : ٠‏ لا تأخذه 
سنة ولا نوم » . كأنه يقول' لنا : ناوا أنثم لأننى لا أنام . وإلا فإن نمت أنت عن 
حراسة جركة حياتك فمن يحرسها لك ؟ إنه سبحانه يتفضل عليئا بقيوميته ف « الله 
لا إله إلا هو الحى القيوم » . ومادام هوه الح ه وه القيوم » فأمر منطقى أنه قائم 


. روه مسلم‎ )١( 





جو افيا 
جا ونمو 
بأمر الخلق جميعا وقد وضع لحن الخلق ما تقوم به حياتهم من مادة وصيانة مادة » ومن 
قيم وضيانة فيم . 


. ومادام هو القيوم والقائم بالأمر والمتولى الشئون للخلق فلا بد أن يؤدى هم 
مطلوبات مادتهم وما يبفيها . ومطلوبات قيمهم وما يبقيها . أما مطلوبات المادة 
فيقول فيها : 

ممماء ‏ فافض م و مم مام ا صاصم وس اصس أوم مم ل اهم له 
١‏ وجعل فيها روامى من فوقها وبلرك فيها وقفدرفيها أقوتها ف اربعة اير 
وآ ليِينَ وج 4 
( سورة فصلت ) 
إنه سبحائه يطمئئنا على القوت . وأما مطلوبات القيم فقال سبحانه : 


ف ركع كَالكتب بلعو مُصَيَ َب 


0 


يدَيْ نَل التو وَالاجيلَ ه) د 


إذن فلمءيعطنا سبحانه مقومات المادة فقط . ولكن أعظانا مقومات القيم أيضا ؛ 
لآن المادة بدون قيم تكون شرسة هوجاء رعناء . فبريد الله أن يخعل المادة فى مستوى 
إيمانى . إذن لا بد أن تنزل القيم . لذلك قال سبحانه : « نزّل عليك الكتاب 
بالحق ه وه نزل » نفيد شيئا قد وجب عليك ؛ لأن النزول معناه : شبىء من أعل 
ينزل . وهو يقول لكلا تت على القيم النى جاءت لك من أعلى منك ؛ لأنها ليست 
من مساو لك . إنها من خخالق الكون والبشر . والذى يمكنك أن نتأى عليه ما يأق 
من حيو أو تعتك.. 1 


لكن حين يجىء لك التقنين من هو أعلى منك فلا تتأبٌ عليه ؛ لأآن خضوعك له 
ليس ذلة بل عزة . فقال : « نزلٍ عليك الكتاب » . وف سياق القرآن نجده سبحانه 





«#نَرَلَ به الروح الأين تمق 4 


(صورة الشعراء ) 
ومرة أخرى يقول فى ارال الكريم 
وو ديد 0 مجاه 7 
« وحن ازلنه ولق نزل وما أرسلتتك إلا مبشرا ونذيرا 6 4 
(سورة الإسرة. ) 
ولكن هل نزل القران وحده ؟ لقد كان جبريل عليه السلام ينزل بالقرآن على 
زسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا يعتى ذلك خخروح القرآن عن كونه ٠‏ نزل ٠‏ . 
فجبريل عليه الام كان ينزل بالقران على رسول الله صل الله عليه وسلم . و 
سبحانه وتعالى يقول : 


وم وض طاأضومه وه يعد عموم م مء امه ص 


وبألسنٍ رتنه ملحن 2 ومَآأرَسَلْسك إلا مبمرًا وَنذيرًا ايا 
(سورة الإسراء ) 
وبذلك تتساوى ٠‏ أنزل + مع ه نزل » وحين نأق للحدث أى الفعل فى أى وفت 
من الأوفات فإننا نتساءل :: أهو موقوت بزمن أم غير موقوت بزمن ؟ إن القرأن 
الكريم قد نزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ق ثلاثة وعشرين عاما . 
ويئزل القران حسب الحوادث . فكل نجم من نجوم الفران ينزل حسب متطلبات 
الاجلاكا. ولكك الف رصان برتفاق- يولك 


(مورة القدر) 
والحق هنا يحدد زمنا . ولنا أن نعرف أن القران الذى نزل فى ثلاثة وعشرين عاما 
هو الذى أنزله الله فى ليلة القدر . 
إذن فللقرآن نزولان اثنان : الأول : إنزال من «١‏ أنزل ه . 
الآخر : تنزريل من ونزل» 2 





الوا 
| إذن فالمقصود من قوله ‏ سبحانه ‏ : ٠‏ إنا أنزلناه فى ليلة القدر : أن القرآن نزل من 
اللوج المحفوظ إلى السياء الدنيا ليباشر مهمته فى الكون . وهذا ما أنزله الله فى ليلة 
القد 

8 


والكتاب الكريم الذى أنزله ال فى ليلة القدر إلى السياء الدنيا ينزل منجما عل 
حسب الأحداث التى تتطلب نشريعا أو إيضاحا لأمر . 


لكن الكتب الأخرى لم يكن لها ذلك اللون من النزول والتنزيل . لقد نزلت مرة 
واحدة + لا حسب الاحداث والملاسبات . لقد جاءت مرة واحدة . كا نزل القرآن 
أولا من اللوح المحفوظ إلى الماء الدنيا . ولننظر إلى الأداء القرانى حين يقول : 

0 م ام ويعمى اام سما وم 0 ماع ماغدده ودبي م 
« وَل عَلَيْكَ مكب بِآحَنْ مصدا لما بن يديه أل أنتررَد والإنينَ ج 4 

و( سورة أل عشران ) 

وهنا يجب أن ثلتفت إلى أن الحق قال عن القرآن : ««نْزّل م وقال. عن التوراة 
والإنجيز : ٠‏ أنزل ه. لقد جاءت همزة التعدية وجمع ‏ سبحاله ‏ بين التوراة 
والإنجيل فى الإنزال» وهذا يوضح لنا أن التوراة والإنجيل إنما أنزهم] الله مرة 
واحدة . أما القرآن الكريم فقد نَزّْلهِ الله فى ثلاث وعشرين سنة منجما ومناسبا 
للحوادث النى طرأت على واقع الملمين . ومتضمنا البلاغ الشامل من يوم الخلنى إلى 
يوم البعث ١‏ 


ونْزّلَ الله القرآن منجما مناسبا للأحداث . ليثبت فؤاد رسول الله ؛ لأنه صلى الله 
عليه وسلم كان يتعرض لأحداث شتى ٠‏ وكلما يأق حدث يريد تثبيتا ينزل نجم هر 
القرآن . 

0 سسا م ويم ا ا ا 
# وَل ادن كَفْروا نولا نل عليه القرةان مله واحدة كدلك لِننبت يوء 


3 07خ مم 


عام م مصدوس بءم 


. 5 572 
فوَادك ورتلته ترتيلا إمعا 


( سورة الفرقاد ) 





لالعيذلكا 


ج02+2225+1<---224 022 موصن ودردله 


وكان النجم من القرآن ينزل . ويحفظه المؤمنون . ويعملون ببديه . ثم بنزل 
نجم آخر. والله سبحانه يقول : 
« نلعتل فته بالق خسن ترا » 
(سورة المرقان ) 
فمن رحمته سبحانه وتعالى بالمسلمين أن فتح لم المجال لان يألواء وأن 
يستوضحوا الأمور التى تغمض عليهم . 


وجعل الحق سبحانه لأغيال المؤمنين الاخثيارية خلال الثلاثة والعشرين عاما 
فرصة ليغيموا حياتهم فى ضوء منهج القرآن . وصوب هم القرآن ما كان من خطأ . 
وذلك يدل على أن القرآن قد فرض الجدل والمناقشة . وفرض عمىء الشىء فى وقت 
طلبه ؛ لان الشىء إذا ما جىء به وقت طلبه فإن النفس تتبل عليه وترضى به . 


ومثال ذلك فى.حياتنا اليومية أن الواحد منا قد يملك فى منزله صندوقا للادوية تلن 
بألوان شتى من الدواء . ولكن عندما يصاب صاحب هذا الصئدوق بقليل من 
الصداع فهو يبحث عن قرص أسيرين . وقد لا يعرف مكانه فى صندوق الدواء 
فيبعث فى شرائه . وذلك أسهل وأوثق . والحق سبحانه قد جمع للقرآن بين ه نزّل » 
00 أنزل » فقال : 


0 ا 7 ل ا 
3 من قِلهَدَى ناس وَأَنرلَألْفركانَإنَالذِنَكمَروأ بيت 
وج بيه ع 2 5 م لعي 
لَه لهم عَذَابُ سيد وه عي ذو أَنِقَارِ () #ه 


ويأق القرل الفصل فى ٠.:‏ وأئزل الفرقان » . 
هنا الجمع بين : نزل » وء أنزل » . 


. وساعة يقول الحق عن القرآن : « مصدقا لا بين يديه ة فمغنى ذلك أن القرآن 


ص١‏ أحميوح ووو :22000090054995 
بوضح المتجه ؛ إنه مصدق لا قبله ولما سبقه . إنه مصدق للقضايا العقدية الإيمائية 
التى لا يختلف فيها دين عن دين ؛ لآن الديانات إن اختلفت فإنما تختلف فى بعض 
الاحكام . فهناك حكم يناسب زمنا وحكم آخر لا يناسب ذلك الزمن . أما العقائد 
فهى لا تتغير ولا تثبدل . وكذلك الأخبار وتاريخ الرسل . فليس فى تلك الأمور 


تغيير . 


ومعنى و مصلق ١‏ أى أن يطابق الخير الواقع ٠‏ وهذا ها نميه ه الصدق » : وإن 
لم يطابق الخبر الواقع فإننا نسميه.و كذيا» . إذن + فالواقع عو الذنى يحكم:, ولذلك 
قلنا من قبل : إن الصادق هو الذى لا تختلف روايته للأحداث ؛ لأنه يستوحى 
واقعا . وكليما روى الحادثة فإنه يرويبا نفسها بكلاتها وتفاصيلها . أما الكاذب 
فلا يوجد له واقع يحكى عنه . عيام ماب حَنِدَيَك ؤاقعا جَدَيَدَا . ولذلك 
يقول الناس : ٠‏ إن كنت كذوبا فكن ذكورا » . أى إن كنت تكذب - والعياذ بالله - 
فتذكر ماقلت ؛ حتى لا تناقضه بعد ذلك . لوسر هر من يستشرىء الواقمع . 
ومادام يروى عن صدق فهو يروى عن أمر ثابت لا تلويه الأهواء . فلا يحكى مرة 
وى ٠.‏ ومرة هوق آخر . 

ومادام الخبر صادقاً فإنه يصبح حنا ؛ لأن الحق هو الى ء النابت الذى لا يتفير 
وسبحانه يقول هنا وناك غك لكان بالق تتطلافا ليث يديه وأنزل التوراة 
والإنجيل . من قبل هدى للناس ٠‏ : 


وفد تكلمنا من قبل عن التوراة . وفلثا : إن بعضاً من العلياء حين يتعرض للفظ 

من الألفاظ فهو يحاول أن يجعله من اللغة العربية . ويحاول أن يعثر له على وزن من 
دحم العربية . وأن يأق له بصفة من الصفات العربية . فقال بعضهم عن 
التوراة : إنبا من « الورنى » بسكون الراء وكان الناس قديماً يشعلون النار بضرب 
عود فى عود آخر ٠‏ ويقولون : + الزّند قد ورى + . أى قد حرجت نازه . وقال بعضص 
العلياء أيضا : إن الإنجيل من «١‏ النجل ه. وهو الزيادة . 


وأقول فؤلاء العلياء : 'لقد نظرتم إلى هذه الألفاظ على أنها ألفاظ عربية ٠‏ لكن 
التوراة لفظ عبرى » والإنجيل لفظ سريان أو له لفظ يونان ٠‏ وصارت تلك الكليات 





+١‏ ح :026922203622240 أكلاضهت 


علما على تلك الكتب وجاءت إلى لغتنا . ولا تظنوا أن القرأن مادام قد نزل عربياً 
فكل ألفاظه عربية . لا . صحيح أن الفران عربي . وصحيح أيضا أنه قد جاء وهذه 
الالفاظ دائرة على لسان العرب . وإذا تم النطق بها يفهم فعناها , 


والمثال على ذلك أننا فى العصر الحديث أدخلنا ق اللغة كلمة « بنك » وتكلمنا 
بها ٠.‏ فأصبيحت عربية ؛ لأتها تدور على اللسان العربى . فمعنى أن القران عرى أن 
الله حينم| خاطب العرب خاطبهم بألفاظ يمهمونها . وهى دائرة فى السنتهم . وإن لم 
تكن فى أصلها عربية . وحيئما تكلم الحق عن التوراة والإنجيل وقال : إن القرآن جاء 
مصدقا لما قال جل شأنه ‏ : 


امن بل عد قشع رَأوْل لتك إن ألْدينَ كفروأ ب نت لَه هُمْ عاب 

َب لعز[ ذأ 32 4 

1 (سورة آل عمران ) 

فأى ناس هؤلاء الذين قال عدبم ٠:‏ هدى للناس ٠‏ ؟ لاشك أتهم الناس الذين 
عاصر وا الدعوة لتلك الكتب . وإذا كان القران قد جاء مصدقا لما فى التوراة 
والانجيل ألا تكون هذه الكتب هداية لنا أيضا ؟ نعم هى هدابة لنا . ولكن افداية 
إنما تكون بتصديق القران ليا .. حى لا يكون كل ماجاء فيِهها ومنسوبا إليهها حجة 
علينا . فالذى يصدقه القران هو الحجة عليئا ٠‏ فيكون : هدى للناس ٠‏ معناها ؛ 
الج عاسري عدر النجانات هله الكت + تح مرسرك عاافيها بتصديق القران 
ااي 


وحين يقول الحق سبحائه وتعالى : ٠‏ وأنزل الفرقان ٠‏ يدل على أن الككتاب ‏ أى 
القرآن ‏ سيعاصر مهمة صعبة ؛ فكلمة ٠‏ الفرقان ٠‏ لا تأق إلاى وجود معركة . 
ومريد أن تفرق بن مويل : هدى وصضلال ٠‏ حى وباطل ء. شقاء وسعاذة ٠‏ استقامة 
وانحراف . إذن فكلمة ٠‏ الفرقان » تدل عل أن القران إغا جاء ليباشر مهمة صعبة 
وهو أنه يقرق بين الخبر والشر . ومادام يفرق بين الخير والشر إذن ففيه خير وله 
معسكر . وفيه شر وله معسكر ٠‏ إذن ففيه فريقان . ويأق للفريق الذى يدافع عن 
الحق نضالاً وجهادا بما يفرق له ويميز به بين الحق والباطل ويختم الفق اهل الأية 





بقوله : ١‏ إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام » . 


ولاذا جاء هذا التذبيل على هذه الصورة فى هذه الآية ؟ أى مادام القرآن فرقاناً 
فلا بد أن يفرق بين حق وباطل . والحق له جنوده » وهم المؤمنون , والباطل له 
جنوده وهم الكافرون » والشر قد جاء من الكافرين فلا بد أن يتكلم عن الذين 
كفروا د إن الذين كفروا بآيات الله هم عذاب شديد » . والعذاب إيلام ٠‏ ومختلف 
قو وضعفا باعتبار المؤلم المباشر للعذاب . وووسن سس ين عي 
رجل قوى . كل واحي يوجه الصفعة بما يناسب قوته . فإذا كان العذاب صادراً من 
سدق يق م بج وو ميا جاو ويام 
ذو انتقام » أى لا يُغلب على أمره . ولا توجد قوة أخرى ضده . وانتقامه لن يستطيع 
أحد أن يرده . 


وقوله الحق سبحانه وتعالى : إنه « قيوم » أى يقوم بشثون خلقه إيجاداً وإمداداً : 
بناء.مادة وإيجاد قيم “لابف أن يتفرع من ذلك أنه يعلم كل الخلق ويعلم الخبايا » 
ولذلك يضع التقنين المناسب لكل ما يجرى هم ء والتقنينات التي تأنى من البشر 
تختلفف عن التقنينات الموجودة من الله . لاذا ؟ 


لان الله حين يقنن بككتاب ينزله على رسوله ليبلغ حكم الله فيه فهر سبحانه يقنن لها 
يعلم » وما يعلمه سبحانه قد يعلمه خلقه وقد لا يعلمونههوقد تأق الأحداث با لم 
لسلست أبس ام لب ]مدل اد عدا سير وب جه 
القانون ؛ لأنه قد جدّت أحداث لم يلتفت إليها المشرع البشرى . ولاذا لم يلتفت 
إليها المشرع البشرى ؟ لأن علمه مقصور على المرئيات التى توجد فى عصره وغير 
معاصر للأشياء التىي نحدث بعد عصرء . وأيضاً يقنن لكات خفية عنه. 


إن الحق سيحانه وتعالي . لكوئه قيوما ويترّل مايفرق بين الحق والباطل » 
- سبحائه - يعلم علياً واسعاً » لود وجي ل بو د 
يقولوا : إن هذا الحكم غير ملائم. للعصر ء نقول هم : أتستدركون على الله ؟! 
كأنكم تقولون : إن الله قد فاته مثل هذه الحكاية ونريد أن نصححها له !. 





لا . لا تستدركوا على الله . وتحذوا حكم الله هكذا ؛ لأن هذا هو الحكم الذى 
لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ لأنه حكم من عالم لا يتجدد علمه ». 
ولايطرأ شىء على علمه . وفوق كل ذلك فهو سبحانه لا ينتفع بما يقنن ٠‏ وهو 
سبحانه يقول : 


خة إن لَايخسَعَليِهِ َنم فلار ضٍ ولا المآ 9) #له 


انظروا إلى خدمة الآية لكل الأغراض التى سبقتها . مادام قيُوما وقائيل بأمور 
الخلق . فلا بد أنه يعلم كل شىء عن الخلق . فلا يخفى عليه شىء في الارض ولا فى 
السباء . ومادام سيفرق بين الح والباطل وينزل بالكفار عذابا شديدا فلا يخفى عليه 
شىء . إن الآية تخدم كل الأغراض ٠‏ وهو سبحانه يعلم كل الاغراض . فحين يقنن 
بعتوفيتة ا فهو يقنن بلا استدراك عليه , وحين يخرج أحد عن منبجه لا يخفى عليه 5 
إذذ: فالأية حصاد على التشربع وعلى الجزاء د إن الله لا يخفى عليه شىء فى الأرض 
ولافى السياء » . وبعد ذلك يتكلم الحق عن مظهر القيّومية الأول بالنسبة للإنسان 
نيقول : 


رم 


هُوَارِى ووز َلَتَق 


لََإِئهَلَاعْوَانريركفكءْ 9 جه 


والتصوير فى الرحم هو إيجاد المادة التى سيوجد منها الإنسان على هيئة خاصة ؛ 
هذه اطيئة تختلف نوعيتها : ذكورة وأنوثة . والذكورة والانوثة تمتلفان أشكلا ؛ 
بيضاء وسمراء وقمحية وحمرية وقصيرة وطويلة . هذه الاشكال التى يوجد عليها 
الخلق والتى منما : 





غنة الل 
١.‏ حمحح موصحمصمحصححوصصمصه 


+ كم مالم سغوس رن 
# واغيدش الت والوركز » 
(من الابة 151 سورة الروم ) 
هذا الاختلاف فى الألوان والألسنة والاشياء التعددة يذل على أنبا' ليست من إنتاج 
مصنع يصنع قالباً ثم يشكل عليه ا لاء؟ ؛ فكل إنسان يولد يصنع بيد قديرة بقدرة 


ذاتية , 


إن الصانع الآن إذا أردت أن يصنع لك كوبا يصنع قالباً ويكرره . لكر فى الخلق 
البشرى كل واحد بقاليه الخاص ٠.‏ وكل واحد بشكله المخصوص ٠‏ وكل واحد 
بصوته الذى ثبت أن له بصمة كبصمة اليد . وكل واحد بلون . إذن فهى من 
الآيات . وهذا دليل على طلاقة القدرة . وفوق كل هذا هو الخلق الذى لا يحتاج الى 
مكو ع عسي عطي مت يمل “رابا ويه :باج لأا هو 
جل شان 


5 0 علد 1 ام عمد لدم ميم عه اعم اع جزل واه 
2 بديع السمنوت والارض و إذا فضح اما فإيم) بقول له, كن فيكون لتق 4# 
(سورة السقرة ) 
إن الأجروالام قدابتسبان لق اللرد ولكن الاين قد ينصا بلون عظلفةررطلو ره 
معطم الداس- خلقاً سوبا . ويخلق قلة من الناس. خلقاً غير سوى ؛ فقد يولد طفل 
أعمى أو فصإاب بعاهة ما أو بأصبع زائدة أو ]ضفي . . وهذ! الشذوذ أراده أل فى 
الخلق ليلفتنا الحق إلى حسن وجمال خلقه . لأن من يرى ‏ وهو السو إنسانا آخر معوقا عن 
الحركة فإنه محمد الله على كال تخلقه . 


وحين يزى إنسان له فى كل يد مس أصابع إناناً آخر له إصبع زائدة يعوق حركة يده ؛ 
يغرف حكمة وجود الأصابع الخمس ٠‏ فالجوال لا يثبت إلا يوجود القبح ٠‏ وبضدها تتهايز 
الأشياء » الإنان الذى له سبع أصابع فى يد واحدة » يضع الطب أمام مهمة بجند نه فا ؛ 
حتى يستطيع الطبيب أن يستأصل الزائد عن حاجة الإنسان الطبيعى . ولوخلق الله الإنسان 
ثلاث أصابع لما استطاع ذلك الإنسان أن يتحكم عند استعماله الأشياء الدقيقا , 





حوهح تح جح 222439905935 2ج و جح ااسضساسه 


إن الإنسان العادى فى حركته اليومية"لا يدرك جمال استواء خلقه إلا إذا رأى فرداً 
من أفراد الشذوذ , والحق نلفت الناس الساهين عن نعم الله عليهم لرتابتها فيهم 
بفقدها فى غيرهم . فساعة أن يرى مبصر مكفوقا يسير يعكاز . يفطن إلى نعمة البصر 
التى وهبها له الله فيشعر بنعمة الله عليه . إن الشذوذ فى الخلق هو تماذج إيضاحية 
تلفت الئاس إلى نعم الله التى أنعم الله عليهم بها . 


هذه اُثْل فى الكون تلفت الئاس إلى نعم الله فيهم ٠‏ ولذلك تجدها أمامك ء, 
وأيضا كى لا تستدرك على خالقك . ولا تقل ما ذنب هذا الإنسان أن يكون محلوقاً 
هكذا ؟ فهو سبحانه سيعوضه فى ناحية أخرى ! فقد يعطيه عبفرية تفوق إمكانات 


المت 


ونضرب هذا امثل ‏ ولله المثل الاعلى ‏ عن الذى ساح فى الدنيا ٠»‏ تيمور لنك 
الأعرج ٠‏ وهو القائد الذى أذهل الدنيا شجاعة . إن لله قد أعطاة مرهبة التخطيط 
والقنال تعريضاً له عن العرج . ونحن نجد العبقريات تتفجر فى الشواذ غالبا . 
اذا ؟ لان الله يجعل للعاجر عجرا معينا انه تخاول: أن موص ما افتقده فى شىء 
آخرء. فيأق النبوغ . إذن ف وهو الذى يصوركم فى الارحام كيف يشاء ٠‏ وكل تصرير 
له حكمة . ومادام كل تصوير له حكمة فكل خلق الله جيل . 


عليك الآ تاخذ الخلن مفصولآً عن حكمة خالقه . بل خذ كل تخلق مع حكمته . 
إن الذى يجعلك تقول : هذا قبيح ب. إنك تفصل المخلوق عن حكمته . ومثال 
ذلك : التلميذ الذى يرسب قد يحزن والده . ولكن لمأذا يأخذ الرسوب بعيدا عن 
حكمته ؟ لقد رسب حتى يتعلم معنى الحدية فى الاستذكار . فلو نجح مع لعبه ماذا 
سبحدث ؟ كل أقرانه الذين عرفوا أنه لعب ونجح سيلعبون ويقولون : هذا لعب 
ونجح .. إذد فلا بد أن تأخذ كل عمل ومعه حكمة وجوده . 


كذلك لا تأخذ الغقوبة منفصلة عن الحريمة . فكل عفزية علينا أن تأخحذها 
ملتصقة بجريتها ٠‏ فساعة ترى واحداً مثلا سيحكمون عليه بالإعدام تأخذك الرعمة 
به وتحزن ,. هنا نقول لك : أنت فصلت إعدامه عن القتلى الذى ارتكبه سابقا . إنما 





»:0000906020909229292922902000030160١-62‏ و 6 غ2 


لو استحضرتث جريمته لوجدته يُقتَلُ عدالة وقصاصاً فقد قُثّل غيره ظليا » فلا تبعد 
د هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو » ومعنى ٠‏ لا إله إلا هوء 
أى مس وو وهر علم أن مايصوره سيكون عل هذه 
الصورة ؛ لأنه لا لا يوجد إله آخر يقول له : هذه لا تعجبق وسأصور صورة 
أخرى . لا ؛ لآن الذى ينعل ذلك عتريز . أى لا يُغلب عل أمر . وكل ما يريده 
يحدث وكل أمر عنده لحكمة . لانه عندما يقول : « يصوركم فى الأرحام » قد يقول 
أحدٌ من الناس : إن هناك صورًا شاذة وصورًا غير ظبيعية . وهو سبحانه يقول لك ؛ 
| أنا حكيم . وأفعلها لحكمة فلا تفصل الحدث عن حكمته . خذ الحدث بحكمته , 
وإذا أردت الحدث بحكمته تهده الجمال عيئه . وهو سيحانه المصور فى الرحم كيف 
يشاء ء هذا من ناحية مادته . 


وف وسستجالة يرميج : فلن يترك المادة هكذا بل سيجعل هذه المادة فيا كى تنسجم 
حركة الوجود مع بعضها يقول سبحانه : 


اس فد وبق 


مر لَذِىَأَرَلَ لَ عَلَبِكَ لكب مه ءاب نكمت هن 
ل 

رده 7 لخر ب 2 م3 2 5 

مالكب و لذن في فلوبهم 


مع فد بس ول 2 صعر و 


200 04 30110 5 1 
ريغ فيتبعون ماتشبه متدابتغاء الفتنة وابتِغاء 





شه العنذاينا 


3094020002940335+5:24-<-02209 ارات 


إذن فبعدما صورنا فى الأرحام كيف يشاء عل مُقتضى حكمته لن يترك الصور 
بدون منهج للقيم . بل صنع منهج الفيم بأن أنزل القرآن وفية ميج القيم . ولا بد 
أن نأخذ الثىء بجوار الحكمة منه , وإذا أخذنا الشىء بجوار الحكمة منه يوجد كل 
أمر مستقيها كله حميل وكله خير . فيقرل سبحأانه : ٠‏ هو الذى أنزل عليك الكتاب 
منه أيات محكيات 0. : 


ماذا يعنى الحق بقوله : « آبات محكيات « ؟ إن الشىء المحكم هو الذى لا يتسرب 
إليه خلل ولا فساد فى الفهم ؛ لانه محكم . وهذه الآيات المحكمة فى النصوض التى 
لحتل افيها النان + اها يعرل: 
00 - 2 جم يوم لموةاء عام 
3 وألارق والارعه قاقطمرا يسما # 


زم الاية م7 سورة المائدة ) 
هذه آية تتضمن كا واضحا . وهو سبحانه يقول : 
٠.‏ 
ع لفعرةا عرء تبم يزعم عءلام 
« ايه كزان ماهوا كل ود يبنا 
ومن الاب ؟ سورة الور )» 
هذه أيضا أمور واضحة . هذ! هو المحكم من الايات . فالمحكم هو ما لا تختلف 


فيه الأفهام 5 لان النص فيه واضح وصريح لا يحتمل سواه . ود المتشابه » هو الذى 
نتعب فى فهم المراد منه . ومادمنا سنتعب ق فهم المراد منه فلاذ! أنزله ؟ 


ويوضح لنا سبحانه ‏ كا قلت لك نخد الثىء: مع حكمته كى تعرف لاذا نزل ؟ 
فالمحكم جاء للأحكام المطلوبة من الخلق . أى افعل كذا. ولا تقعل كذاء 
ومادامت أفعالا مطلوبة من الخلق فالذى فعلها يُئاب عليها . والذى لم يفعلها 
يُعاقب . إذن فسيترتب عليها ثواب وعقاب . فيأق بهافى صورة واضحة . وإلا لقال 
واحد : « أنا لم أفهم » . إن الأحكام تقول لك : ٠‏ أقعل كذا ولا تفعل كذا ؛ فهى 
حين تقول : «افعل » ؛ أنت صالح ألا نفعل . فلو كنت مخلوقا على أنك تفعل 
فقط ؛ لا يقول لك:افعل . لكن لأنك صالح أن تفعل وألا تفعل فهو يقول لك : 
دافعل و . 


ه١١7‏ احصوح ص محص مح نص و0 وحصص مص 


وساعة يقول لك : ولاتفعل .٠‏ فأنت صالح لح أن تفعل ٠‏ فلا يقال : ٠‏ افعل 
يقد ل موسو سركي ملم يليد مسي يقول 

لى : افعل كذا ولا تفعل كذا يريد أن أقف أمام شهوة نفسى فى الفعل والترك . 
ولذلك يقول. الحق فى الصلاة : 

« وا لكيرة إلاعل اللدمينٌ » 

(هن الآأبة دغ سورة السقرة ) 

فعندما يقول لى:< اقغل ولا تفعل ٠‏ معناها : أن فيه أشياء تكون ثقيلة أن أفعلها . 
أن شيئا ثقيلا على أن أتركه . فمثلا البصر خلقه الله صال حا لأن يرى كل مافى 
حيّره . على حسب قانون الضوء . والح يقول لها : 


« م لأنظروأ مدان اموت والأرض »# 
ومس الأية ٠١١‏ صورة برنس) 
ولكن عند المرأة التى لا يحل لك النظر إليها يقول الحق : اغضغر 


0 
. معومة‎ ٠ 2 


# فل لنمؤمنين كران ارم لفيا رجي ذلك اذى 07 إن نش 


- م مو مم م م و7 . نس سوا عام . صوص ع م 
خجير نما يصعون 2 وقز للمؤمنت يغضضن من بم ترهن وبَمَغ 
2م معرة 

- 


(سورة التور) 
ومعق ويغضوا » وه يغضضن ؛ أنه سبحانه حدد حركة العين . .ومثال آآخر ؛ 
اليد تتحرك قيأمرك سبحانه ألا تحركها إلافى مأمور به . فلا تضرب بها أحدًا . 
ولا تشعل بها نار تحرق وتفسد بل أشعل بها النار لتطبخ مثلا . 


إذن فهو سبحانه يأ فى ٠‏ افعل ولا تفعل ٠‏ ويحدد شهوات النفس فى الفعل أو 
الترك . فإن كانت شهرة النفس بأنها تنام . يقول الأمر التعبدى : قم وصل . وإن 
كانت شهوة النفس بأنها تغضب يقول الأمر الإيمان : لا تغضب . 





إذن فالحكم إنما جاء بافعل ولا تفعل لتحديد حركة الإنسان . فقد يريد أن يفعل 
فعلا ضَارًا ٠‏ فيقول له : لا تفعل . وقد يريد ألا بفعل فعلٌ خير يقول له : افعل . 
إذن فكل حركات الإنسان محكومة ب ٠‏ افعل ولا تفعل : . وعقلك وسيلة من وسائل 
الإذراك . مثل العين والاذن واللسان . إن مهمة العقل أن يدرك . فتكليفه يدعوه 
إلى أن يهم أمزا ولا يفهم أمرا آخر . وجعا الله الآيات المحكيات ليريح الغقل من 
مهمة البحث عن حكمة الأمر المحكم ؛ لأنما قد تعلو الادراك البشرى . ويريد الحق 
أن يلزم العبد آداب الطاعة حتى فى الشىء الذى لا تدرك حكمة تشريعه ٠‏ وأيضا 
لتحرك عقلك لترد كل المتشابه إلى المحكم من الآيات : وإذا قرأنا قول الحق : 


إعقء م مويه 


« لاعذرة الأنصر وهر برك الأبسرر وهر الملي بير ج » 


رسورة الأنعام » 

نوق أن ذلك كلام عام . وق آية أخرق يقورل سبحانه : 

0556 
« وجو يوب نضرَة ج إل رَْنا تاطْرّة رت » 

وسورة القيامة ) 

ويتكلم عن الكفار فيقول : 

دن 23© <٠‏ 9 س م معمس عه ه# # ا س 
كلا نسم عن ريم يذ لَمَحَجِربونَ 3 # 

( سوزة المطمفن ) 


إذن فالعقل ينشغل بقوله : ٠‏ لا تدركه الأبصار ٠‏ . وهذا يحدث فى الدنيا ٠‏ أماق 
الآخرة فسيكون الإنسان قد تم إعداده إعدادا آخر ليرى الله . نحن الأن فى هذه 
الدنيا بالطريقة التى أعدنا بها الله لنحيا فى هذا العالم لا نستطيع أن نرى الله ٠‏ ومسألة 
إعداد ثىء لييارس مهمة ليس مؤهلا ولا مهيأ خا الأن . أفر موجود فى دئيانا . فحن 
نعرف أن إنسانا أعمى يتم إجراء جراحة له أو يتم صناعة نظارة طبية له فيرى . ومن 
الاج لاتقل الست الف #انة يع 3 


فإذا كان البشر قد استطاعوا أن 1 بمقدوراتهم ق الكرن المادى أشياء الاق 
إلى استعادة.خاسة .ما.. .فيا بالنا.بالخالق. الأكرم الزلة المرق ٠.‏ ألا يستطيع أن. يعيد 
خلقنا فى الآخرة بطريقة تتيح لنا أن نرى ذاته ووجهه ؟! إنه القادر على كل شىء . 





الججل 


ا 


25245221١‏ مج توج صفوحه 


إذن فالأمر هنا متشابه . إن الله يدرك يضم الياء وفتح الراء ‏ أو لا يُدْرَك . فه' 
الذى تغير من الأحكام بالنسبة لك ؟ لا شىء . إذن فهذه الآآيات المتشامبات لم تأت 
من أجل الاحكام ‏ إنما هى قد جاءت من أجل الإبمان فقط . ولذلك فالرسول صلى 
الله عليه وسلم ينبى كل خخلاف للعلياء حول هذه المسألة بقوله وهو الرسول الخائم : 
« إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا فها عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه منه فآمنوا 
بهع2)300 , 


كٌّ 
5 


إن الْسَابه من الآيات قد جاء للإبمان به . والمحكُم من الآيات إنما جاء للعمل 
به ء والمؤمن عليه دائا أن يرد المتشابه إلى المحكُم . مثال ذلك عندما نسمع قول الله 
عز وجل : 


ملم بج كس ارس ## اس 


1-1 4 3 ومع ميك معي اك. العم لس امهم رط 2 
إن الذين يبايعونك إعما يبايعون الله يد أله فوق ايديم فن نكث فإمابنكث 
2-6 _ و 
50-00 ع ممه ممول, وددء د9٠‏ عرم ا م بي 


عل نفسِهء ومن أرق با عنهد عليه الله فسبؤنيه أبرا عَظيمًا ريج » 
(سورة المتح ) 
إن الإنسان قد يتساءل : « هل لله يده ؟ على الإنسان أن يرد ذلك إلى نطاق 
«لبس كمثله شبىء .٠‏ وعندما يتمع المؤمن قول الحق : 
ووه ا مج موععى معمب 
9 ارم عل العرش استرى 2 » 
. (سورة طه) 
فهل لله جسم يستقر به على عرش ؟ هنا نقول : هذا هو الْتَشَابه الذى يجب على 
المؤمن الإيمان به ء ذلك أن وجودك أيبا الإنسان ليس كوجود الله.ء ويدك ليست كيد 


الله وأن استواءك أيضا ليس كاستواء الله . ومادام وجوده مسسيحأنه ئيس كوجودك 
وحياته ليست كحياتك فلاذا تريد أن تكون يده كيدك ؟ 


هوا كيا "قال عن تفسنه 7 : ليس كمئلة شى'. وماذا أدخخلتا الله إلى ثلك 
المجالات ؟ لان الله يريد أن يُلفت خلقه إلى أشياء قد لا تستقيم فى العقول ؛ فمن 





. رزواء الإمام أبن كثير ق تغسيره ء» ورواه ابن مردويه‎ ) ١١ 





لدو لدبا 


ححجو 220224222220022 الادا أ 


يتسع ظنه إلى أن يؤول ويردها إلى الحم بأن الله ليس كمثله شىء . فله ذلك . 
ومن يتسع ظنه ويقول : أنا آمنت بأن لله يدأ ولكن فى إطار ٠‏ ليس كمثله شبىء » فله 
ذلك أيضا وهذا أسلم . 


والحق يقول : «منه آيات محكات هن أم الكتاب ء ومعنى « أُمّ» أى الاصل 
الذى يجب أن ينتهى إليه تأويل المتشابه إن أولت فيه . أو تُرجعه إلى المحكم فتقول : 
إن هاءيكا...ولكن ليست. كيد البثر.. إنما تدخل فى نطاق : 


« لبس كنل تنة #4 
زم الأية ١١‏ سورة اللورى ) , 
ولماذا قال الحق : « هن أم الكتاب » ؟ لم يقل : هن أمهات الكثاب ؟ لك أن 
تعرف أبها المؤمن أنه ليس كل واحدة متهن ما . ولكن مجموعها هو الأم . ولتوضيح 
ذلك فلنسمع قول الحق : 


# وجعلنا أبن ا 1 وةاوينلهما إل رَبْوَة ذات رار ومعين ١‏ دي 

( سورة المؤمنون ) 
لم يقل الحق. : إنهها آيتان ؛ لأن عيسى عليه السلام لم يوجد كآية إلا تميلاده من أمه 
دون أب أى بضميمة أمه . وأم عيبى ل تكن آية إلا بميلاد عيسى أى. بضميمة 
تمس ات فهها معأ يكونان الآية . وكذلك ٠‏ هن أم الكتاب وآخر متشاجات » 
فالمقصود بها ليس كل محكم ما للكتاب . إنما المحكيات كلها هى الام . والاصل 
الذى يَرْدْ إليه الموْمن أي متشابه . ومهمة المحكم أن نعمل به . ومهمة المتشابه أن 
نؤمن به + بدليل أنك إن تصورته على أى وجه لا يؤثر فى عملك . فقوله الحق : 

«لاتدركه الأبصار ٠‏ لايترتب عليه أى حكم . وهنا يكفى الإيمان فقط . 


لكن ماذا من أمر الذين" قال عنهم الله : : فأما الذين فى قلوهم زيغ فيتبعون 
ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله » ؟. ولنا أن نعرف أن « الزيخ ٠‏ هو الل . 
فزاغ يعنى مال . وهى مأخوذة من تزايغ الأسنان . أى اخنتلاف متابتها ٠‏ فسنة تظهر 
داخلة . وأخرى نخارجة . وعندما لا تستقيم الأسنان فى طريقة نموها يصنعون ها 





شم نفل 
22902099911 ب محححخقصه 


الآن عمليات تجميل وتقويم ليجعلوها صفاأ واحداً . 


إن الذين فى قلوبهم زيغ أى ميل ١‏ يتبعون ما نشابه من الآيات ابتغاء الفتنة . كأن 
الزيغ أمر طارىء على القلوب . وليس الأضل أن يكون فى القلوب ريع . فالفطرة 
السليمة لا زيغ فيها . لكن الأهواء هى التى تجعل القلوب تزيغ . ويكون الإنسان 
عارفا لحكم الله الصحيح فى أمر ما . لكن هوى الإنسان يغلب فيميل الإنسان عن 
حكم الله . والميل صنعة القلب ٠.‏ فالإنان قد مخضع منطقه وفكره ليخدم ميل 
قلبه . ولذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : 


(لايؤمن أحدكم حتى يكون هواء تبعا لل جئت به)93» 


لماذا ؟ لأن آفة الرأى الهوى . وحتى المنحرفون يعرفون القصد الليم. لكن 
الواحد .متهم ينحرف لا يبوى . ودليل معرفة المنحرف للقضد الليم أنه بعد أن 
يأخذ شرته فى الانحراف يتوب ويعلن توبته . وهذا أمر معروف فى كثير من 
الاحيان ؛ لآن الميل تَكلفٌ تريرى . أما القصد السليم فأمر فطرى لا يرهق . ومثال 
ذلك : عندما ينظر الإنسان إلى حلاله . فإنه لا يجد انفعال ملكة ينافض انفعال ملكة 
أخرى . ولكن عندما ينظر إلى واحدة ليست زوجته . فإن ملكاته تتعارك . 
ويتساءل :.هل ستقبل منه النظرة أو لا ؟ إن ملكاته تفضارب. , أما النظر إلى الدلال 
فالملكات لا تتعب فيه . لذلك فالايمان هو اإطمثئان ملكات . فكل ملكات الإنسان 
تنآرر فى تكامل . فلا ترق ملكة من وراء أخرى . 

مال آخر + غندها يذهب واعد الأحضاراعىة من ميزلة + فإنة "لا يجين بتضارت 
ملكاته . أما إذا ذهب إنسان آخر لسرقة هذا الثىء فإن ملكاته تتضارب . وكذلك 
جوارحه ؛ لأنها خالفت منطق الحى والاستقامة والواقع 

فأما الذين فى فلوبهم زيغ فيتبعون ما تشايه منه ابتغاء الفتنة وأبتغاء تأويله » »“إذك 
فاتباعهم للمتشابه منه ليؤولوه تأويلا يخالف الواقع ليخدموا الزيغ الذى فى قلوبهم . 


(١)رواء‏ لق شرح النة للغوى . ول كبر العيال ٠‏ ومشكاة المصابيح للتريزى . 





صحمحصصحفحصص وص حوص حصحمصصمصت ااا 


فالميل موجود عند قلوبهم أولاً . ثم بدأ الفكر بخضع للميل . والعبارة تخضع 
تلفكرء وهكذا نرى أن الاصل فى الميل قد جاء منهم . . ولننظر إلى أداء القرآن 
الكريم حين يقول : 


عار بي ستر. 


( نتازطراااع لاقني » 


كانه يقول : مادمتم تريدون الميل فساميلكم أكثر وأساعذكم فيه . والحق سبحانه 
لآ يبدا إنساناً بأمر يناقض تكليفه ولعي اللانساح قد يله حواء إلى اريخ ٠‏ فيتتخل 
الله عنه : ويدفعه إلى هارية الريغ واآية أخرى يقول فيها فيها الحق : 


2 سم وعمس ده ل ى. 
وَإِذَا مآ أنزلت سورة تر بعطهم اقوس وغ قرزا 
مم ع7 20# ع.ر زع مءو” 5م عسوي مم 
صرف الله فلوبهم بأنهم قوم َايفْمَهِرنَ ١‏ 4 


(من الآبة 3 سورة الصف ) 


(سورة التوية ) 

إنهم الذين بدأوا ؛ انصرفوا عن الله فصرف الله قلوهم بعيداً عن الإيمان . 
وكذلك الذين يتبعون المشابه يبتغون به الفتنة أى يطلبون الفتنة » ويريدون بذلك 
فتنة عقول الذين لا يفهمون . وماداموا يريدون فتنة عقول من لا يفهمون فهم ضد 
المج ٠‏ وماداموا ضد المنيج فهم ليسوا مؤمنين إذن . وماداموا غير مؤمنين فلن 
بيهم الله إلى الخير. لأن الإيمان يطلب من الإنسان أن يتجه فقط إلى الإيمان بالرب 
الإله الحكيم . ثم تأتى المغونة بعد ذلك من الله . لكن عندما لا يكون مؤمنا فكيف 
يطلب المعونة من الله . إنه سبحانه يقول : 

( أنا أغنى الشركاء عن الشرك)2'0 . 

إنهم يبتغون الفتنة بالمتشابه ٠‏ ويبتغون تأويله . ومعنى التأويل هو الرجوع . لأننا 
تقول : « آل الشىء إلى كذا » أى رجع الشىء الكت لقانثية وج لل لوه + 
فمن لهم عقل لا زيخ فيه يحاولون جاهدين أن يؤولوا المتشَابه ويردوه إلى الْحكم » 
يؤمنوا به كما هو. 


١(‏ ) اتحاف السادة المنقين للزبيدى . وصمئد الربيع بن حبيب . والترغيب والترهيبب للمنذرى ‏ والأسياء 


والمفات للبيهقى , 





صو جح ب ص اك اح و0 

ويقول الحق بعد ذلك : : وما يعلم تأويله إلا انهه إن الله لو أراد للمتشابه أن 
يكون مخ ٠‏ لجاء به من المحكم ؛ إذن فإرادة الله أن تكون هناك آيات التشابه 
«دمهمتها أن تمرك العقول ٠‏ وذلك حتى لاتاق الأمور يكنتهى الرتابة التى .جمد مها 
عقل الإنسان عن التفكير والإبداع . والله يريد للعقل أن يتحرك وأن يفكر 
ويستشبط . وعندما يتحرك العقل فى الاستنباط تنكون عند الإنسان (١‏ لرياضة على 
الابتكار . والرياضة على البحث . وليجرب كل واحد منا أن يستنيط المتشابه إلى 
المحكم ولوف بمتلك بالرياضة ناضية الابتكار والبحث . والحاجة هى التى تفتق 
الحيلة . 


إن الحتق يريد أن يعطى الإنان دربة حتى لا يأخذ المسائل برتابة بليدة ويتناوها 
تناول الخامل ويأخذها من الطريق الأسهل ١‏ بل عليه أن يستقبلها باستقبال, واع 
وبفكر وتدبر . 

# أفلا يتَدبرون افر أن عل قُلْوبٍ تافآ حي 4 

(سورة محمد) 

كل ذلك حتى يأخذ العقل القدر الكاى من النشاط ليستقبل العفل العقائد يما 
يريده الله . ويستقبل الأحكام بما يريده ألله . قيريد منك فى العقائد أن تؤمن ٠.‏ وق 
الأحكام أن تفعل «١‏ وما يعلم تأويله إلا الله ». والذين فى فلومهم زيغ يماولون 
التأويل وتحكمهم أهواؤهم . فلا يصلون إلى الحقيقة . والتأويل الحقيقى لا يعلمه 


إلا الله . 


قد رأينا من يريد أن يعيب على واحد بعض تصرفاته فقال له : يا أخى أتذذعى 
أنك أحطت بكل علم الله ؟ فقال له : لا . قال له : أنا من الذى لا تعلم . وكأنه 
يرجوه أن ينصرف عله . 


والعلاء لهم وقفات عند قوله الحق : + ومان يعلم تأويله إلا الله ٠»‏ بعضهم يقف 
اليك حصو حن يمر نر : ٠‏ والراسخون فى العلم ٠‏ كلاما 
مستائفاً . إنهم يقولون : إن الله وحده عو الذى.يعلم تأويل المتشابه . والمعنى : 
« «الراسخون فى العلم » أى الثابتون فى العلم . الذين لا تغويهم الأهواء . إنهم : 


م القنان 
حصمحص حلص حوهو .ه65 اذكاةةهة 


« يقولون آمنا به كل من عند ربنا » وهو ما قاله. الرسول صلى الله عليه وسلم . إن 
الراسخين فى الغلم يقولون : إن المحكم من الآيات سيعملون به » والمتشابه يؤمنوك 
به ء وكل من المتشابه والمحكم من عند الله . 


أمَا من عطف وقرأ القول الحكيم ووقف عند قوله : « والراسخون فى العلم ٠‏ 
نقول له : إن الراسخين فى العلم علموا تأويل المتشابه . وكان نتيجة علمهم قوهم : 
وآمنا بهع , 


إن الأمرين منساويان . سواء وقفت عند حد علم الله للتأوبل أو لم تقف . فا معنى 
ينتهى إلى شىء واحد . وحيثية الحكم الإيمنى للراسخين فى العلم هى قوله الحق عل 
لسانهم : و آمنا به كل من عند ربناة فالمحكم من عند ربنا » والمتشابه من عند 
رينا . وله حكمة فى ذلك + لانه ساعة أن يأمر الاعلى الأدنى بامر ويبين له علته فيفهم 
الأدن ويعمل . وبعد ذلك يلقى. الأعلى أمرأ آخر ولا يبين علته . فواحد ينفذ الآمر 
وإن ل يعرف العلة . وواحد آخر يقول : لا . عليك أن توضح لى العلة . فهل 
الذى آمن آمن بالامر أو بالعلة ؟ 


إن الحق يريد أن نؤمن به وهو الآمرء ولو أن كل شىء صار مفهوماً لا صارت 
هناك قيمة للايمان . إنما عظمة الإيمان فى تنفيذ بعض الأحكام وحكمتُها غائبة 
عنك ؛ لأنك إن قمت بكل شىء وأنت تفهم حكمته فأنت مؤمن بالحكمة . ولست 
مؤمناً كن اضياو الأفر.. 


وعندما نأق إلى لحم الخنزير الذى حرمه الله من أربعة عشر قرناً . ويظهر فى 
العضر الحديث أن فى أكل لحم الختزير مضار . ويمتنع النأس عن أكله لأن فيه 
مضار . فهل امتناع هؤلاء أمر يثابون عليه ؟ طبعاً لا » لكن الثواب يكون لمن امتنع 
عن أكل الحم الخنزير لآن الله قد حرمه ؛ ولأن الأمر قد صدر من الله . حتى دون أن 
يفنا الحكمة . إن المؤمن بالله يقول : إن الله قد خلقتى ولا يمكن ‏ وهو الخالق ‏ أن 
: يخدعنى وأنا العبد الخاضع لمشيئته . 


إن العبد الممتنع عن أكل لحم الخنزير وشرب الخمر امتثالاً لأمر الله . هو الذى 





١١١‏ احموص محص ص مص و محص ومح و 


ينال الثواب . أما الذى يمتنع خوفا من اهتراء الكبد أو الإصابة بالمرض فلا ثواب 
له . وهتاك فرق بين الذهاب إلى الحكم بالعلة . وبين الذهاب إلى الحكم بالطاعة 


إذن فالمتشابه من الأيات نزل للإيمان به . والراسخون فى العلم يقابلهم من 
تلويهم الأهواء . والاهواء تلو إلى مرادات النقس وإلى ابتغاءات غير الحق . 
ومادامث ابتغاءات غير الحق . فغير الحق هو الباطل . فكل واحد من أهل الباطل 
يحاول أن يأق بشىء يتفق مع هوأه 5 ولذلك جاء التشريع من الله ليعصم الناشس من 
الأهواء ؛ لأن هوى إنسانٍ ما قد يناقض هوى إنسان آخر . والباقون عن الناس قد 
يكون هم هوى يناقض بقية الأهواء . واللحق سنبحانه يقول : 


5 


توبك هاه انك اط وا او 2 
ءيء 6وعوم [ر 


تس عم مرعةء م 
4 ول انيم لحن أهرَاءه لَقَدت السْمَوتُ والأز ض ومن فين بل اتينلهم 
بذكرهم هسم عن ذاكرهم مُعرِصُونَ وي 4 
(سورة المؤمول ) 
إذن فلا بذ أن نع فى حركتنا مالا هوى له إلا الحق .. والدين إنما جاء ليعصمنا 
من الأهواء + فالأهواء هى التى تميلنا . والذى يدل على أن الأهواء هى التى تميل إلى 
ٍ غير الح أن. صاحب افوى وى حكيا فى:شىء ٠:‏ ثم تاق ظروف أخرى تجعله يبوى 
حكما مقابلا . إنه يلوى المسألة على حسب هواه . وإلا فيا الذى ألجأ دنيا الناس إلى 
أن يخرجوا من قانون الماء الأول الذذى حكم الأرض عند آدم عليه السلام ؟ 


لقد خرجوا من قانون السياء حينما قام قوم بأمر الدير ن فأخذوا هم من هذا سلطة 
زمنية ٠.‏ وأصبحوا يخضعون المسائل إلى أهوائهم . ونحن إذا نظرنا إلى تاريخ القانون 
9 العالم لوجدنا أن أصل ل الحكم 5 القضايا إغا هو لرجالك الدين والكهنة د والقائمين 
على أمر المعابد . كان الحكم كله هم . لان ن هؤلاء كانوا هم المتكلمين تمتيج الله , 


ولاذا لم يستمر هذا الأمر. وجاءت القوائين الرومائية والإنجليزية والفرنسية 
وغيرها ؟ لاجم جربوا على القائمين بأمر الدين أنهم خرجوا عن نطاق التوجيه 
السياوى إلى خدمة أهوائهم ٠‏ فلاحظ الناس أن هؤلاء الكهنة يحكمون فى قضية 





ل التتابنا 
صمحه هخحوح م2 ههه آاذالهه 
بحكم ما يختلف عن -حكم آخير فى قضية مشابية . نهم القضاة أنفسهم والقضايا 
متشاعبة متائلة ١‏ لك حك وى قف من قيال أرى ‏ بل وقد ياس مع 
الحكم الأول ء فقال الناس عن هؤلاء الكهنة : 


زيجو تن نط للد عدو أفراسطم + ترا هم سات نيه تن 
نعد نأمنهم على ذلك . وخرج التقنين والحكم من يد الكهنة ورجال الدين إلى غيرهم 
من رجال الثقنين . لقد كان أمر القضاء بين الكهنة ورجال الدين ؛ لأآن الناس 
افترضت فيهم أنهم يأخذون الاحكام من منبج الله . فلما تبين للناس أن الكهنة 
ورجال الدين لا يأخذون الحكم من منيج الله » ولكن من الحهرى البشرئ » عند 
ذلك أخذ الئاس زمام التقنين لأنفسهم بما يضمن هم عدالة ماحتى ولو كانت 
قاصرة ‏ 


وبمناسبة كلمة الحهوى نجد أن هناك ثلاثة ألفاظ : 

أولا : الحواء وهو ما بين الساء والأرض ء ويراد به الربح ويحرك الأشياء ويميلها 
وجمعه : الأهوية وهذا أهر حسى . 

ثانيا : الهوى : وهو ميل التفس » وجمعه :الأهواء 5 وهو مأخوذ من هوىٌ يبوَى 
بمعق مال . 

ثالغا : الهوئ : بفتح الحاء وضمها وتشديد الياء وهو درل مأخوذ من هُوى 
وى : : بمعنى سقط . وهذا يدل على أن الذى يتبع هواه لابد أن يسقطاء 
والاشتقاقات اللغوية تعطى هذه المعانق . إنها متلاقية . إذن الراسخون فى العلم 
قفون ثابتين عند منهج الله . وأما الذين يتبعون أهواءهم فهم يميلون على حسب ميل 
الرجة 5 فإن ألريح مالت » مالوا حيث ميل . 


ويقول الراسخون فى العلم فى نجاية علمهم : آمنا « والراسخون فى العلم يقولون 
آمنا به كل من عند ربنا ٠‏ وهنا تلتقى المسألة » فنحن نعرف أن المحكم نزل للعمل 
به » والمتشابه نزل للإيمان به لحكمة يريدها الله سبحانه وتعالى » وهى أن ناخذ الأمر 
من الآمر لا لحكمة الآمر . وعندما نأخل الأوامر من الحق فلا نسأل عن علتها ؛ لأننا 
نأخذها من خبالق محب ‏ حكيم عادل . والإنسان إن لم ينفذ الأمر القادم من الله إلا إذا 
علم علته وحكمته فإننا نقول هذا الإنسان :الج 1 تقد يلق وك رمن يقاية 


والحكمة . والمؤمن الحق هو من يؤمن بالأمر وإن لم يفهم , * 


والراسخون ف العلم يقولون : آمنا به . كل من عند الله . المحكم من عند ربنا 
والمتشابه من عند ريا , 


ويضيف سبحاته : « ومايذكر إلا أولو الألباب » وه أولو الألباب » أى أصحاب 
العقول المحفوظة من الهوى , لأن آفة الرأى الحوى . والحؤى يتايل به . « وما | يذكر 
إلا أولو الألباب ٠‏ وء اللب » هو : العقل . يخيرنا الله أن العقل يحكم الك الأشياء 
لا ظواهر الأشياء وعوارضها . فهناك أحكام تأق للأمر الظاهر ٠‏ وأحكام للب 
الحق يأمر بقطع يد السارق . وبعد ذلك يأتى من بمثل دور حامى الإنسانية والرحمة 
ويقول : وهذه وحشية وقسوة»! 


هذا ظاهر الفهم . إنما لَب الفهم أن أردت أن نُقطع يد السارق حتى أمنعه أن 
يسرق ؛ لأن كل واحد يخاف عان ذاته . فيمنعه ذلك أن يسرق . وقد قلنا من قبل : 
إن حادثة سيارة فد ينتج عنها مشوهون قدر بِنْ قطعت إيدهم بسبب السرقة فى تاريخ 
الإسلام كله . فلا تفتعل وتدعى أنك رحيم ولا تنظر إلى العقابت حين ينزل 
بالمذنب . ولكن انظر إلى الحريمة حين نقع منهءفإن الله يريد أن يحمى -حركة الحياة 
للناس بنحيث إذا عملت وكددت واجتهدت وعرفت يضمن الله لك حصيلة: هذا 
٠‏ العمل : فلا ياق متسلط يتسلط عليك ليأخذ :دمه من عرقك أنت . 


إذن فهو يحمى حركة الحياة وتحرك كل واحد وهو آمن . “7 الفهم . 
ولذلك يقول تعالى : « ولكم فى القصاص حياة .٠‏ إياكم أن تقولوا : إن هذا 
القصاص اعتداء على حياة فرد . لا. لآن : لكم فى القصاص حياة ء إن من علم أنه 
إن قتل فسيقتل . ع٠‏ سيمتنع عن القتل . ٠‏ إذن فقد حينا نفسه وحمينا الناس منه . 
وهكذا يكون فى القصاص حياة ٠‏ وذلك هو لب الفهم فى الأشياء ؛ قالله حانه 
وتعالى يلفتنا وينبهنا ألا ناخذ الأمور بظواهرها . بل تأخذها بلبها . وندع القشور 
التى محختكم إليها أناس يريدون أن ينفلتوا من حكم الله ..و: الراسخون فى العلم ٠‏ 
حينها فصلوا فى أمر المتشابه دعوا الله بالقول الذى أنزله ‏ سبحانه ‏ : 








وا661 


صر عزج صل جو سن جر ع “ص صل 


يالا * وبابد مَديتََاوَهَبْ 


فكأن قول الراسخين فى العلم : إن كل محكم وكل متشابه هو من عند الله . 
والمحكم نعمل به . والمتشابه نؤمن به » فهذه هى اغداية ؛ ثم يكون الدعاء بالئيات 
على هذه الحداية » والمعتى : يارب ثبتنا على عبادتك ولا تجعل قلوبنا تميل أو 
تزيغ . :وهذا يدلنا على أن القلوب تتحول وتتغير ؛ لذلك يأق القول الفصل بالدعاء 
على الثبات الإيمان : 


0-0000 ع وم ع عم 


ٍ ونام خ قبن بعد |إذ ينا وهب نا مِنلُدئكَ رمه نُك نذأت انْوَمُبُ ي 4 
(سورة أل عمران ) 
إنهم يطلبون رحية هبة لارحمة حق . فليس هناك مخلوق له حق على الله 
إلا ما وهبه الله له . والراسخون فى العلم يطلبون من الله الرحمة من الوقوع فى ألغوى 
بعد أن هداهم الله إلى هذا الحكم. السليم بأن المتشابه والمحكم كل من عند الله 6 
ويعلمونئا كيف يكون الطريق إلى الحداية وطلب رحمة آشبة . والراسخ فى العلم مادام 
قد علم شيئا فهو يريد أن يشيغه فى الناس. لذلك يقول لنا : 


إياكم أن تظنوا أن المسألة مسألة فهم لنص وتنتهى . إن المسألة يترتب عليها أمر 
آخرء هذا الأمر الآخر لا يوجد فى الدنيا فقظ . فهناك آخرة . فالذنيا مقدور عليها 
لأنها محدودة الأمد ومنتهية . ولكن هناك الآخرة التى تأق بعد الدنيا حيث الخلود . 
فيقول الحق على لسان الراسخين فى العلم : 





11022 


وقوهم:ه ربنا » نفهم منه أنه الحق المتولى التربية » ومعنى نى التربية هو إيصال من نتم 
تربيته إلى الكيال المطلوب له ٠‏ فهناك رب يرى + وهناك عبد نتم تربيته » ل 
يعطى. الإنسان ما يؤغله إل الكيال الطلوب لها . 


والمؤمنون يرجون الله قائلين : يارب من ثمام تربيتك لنا أن تحمينا من عذاب 
الآخرة . فإذا ما عشنا الدنيا وانتهث فنحن نعلم أنك جامع الناس ليوم لا ريب 
فيه . ومادمت رباء. ومادمت إلا فإنك لا تخلف الميعاد ؟ فالذى يخلف الميعاد 
لا يكون إلا ؛ لأن الإله ساعة الوعد يعلم بتهام قدرته وكال علمه أنه قادر عل 
الإنفاذ . إنما الذى ليس لديه قدرة على الإنفاذ لا يستطيع أن يعد إلا مشمولا بشىء 
يستند إليه .' كقولنا نحن العباد : « إن شاء الله » لماذا ؟ لأن الواحد منا لا يملك أن 
يفى بما وعد . 


رن تعرخة ]تراك 54:1ا.ميكائف يقال ؟ 


ف«( ولا تقولل لتاق إلى قاعل د نهدن إلآأن يشذاء 000 َك 


ُلنا إياك أن تقول:إى سأفعل شيئا إلا أن تشتمله وتربطه بمشيئة الله ؛ لأنك أنت 
إن وعدت . فأنت لا تضمن عمرك ولا إنفاذ وعدك ء إنك لن تفعل شيئا إلا بإزادة 
الله . لذلك فلا تعد إلا بالمشيئة ؛ لآنك تعد بما لا تضمن ٠‏ فأنت فى حقيقة الأمر 
لا تملك شيئا. فإن أردت فعل أى شىء أو الذهاب إلى أى مكان فالفعل يحتاج إلى 
فاعل ومفعول وزمان ومكان وسبب . ثم يحتاج إلى قدرة لتنفيذ الفعل . والإنسان” 
لا يملك من هذه الأشياء إلا ما يشاء الله له أن يملكه . إن الإنان لا يملك أن يظل 
فاعلا . والانسان لا يملك إن وجد الفاعل أن يُوجد المفعول . والإنسان لا يملك 
الزمن . ولا يملك المكان . .بل لا يملك الإنسان أن يظل السبب قائا ليفعل ما كان 








يريد أن يفعله ؛ فكل هذه العناصر . الفاعل والمفعول . والزمان . والمكان . 
والسبب , لا بملكها إلا الله . لذلك فليحم الإنسان نفسه من أن يكون كاذبا ومجازفا 
وليكن فى ظل قوله تعالى : 


ء2 مقاهيع ملا ا و 0-0 جع م 
8 وَلَاتَون لتاىو إن فَعلْ ذلك مدا وي إلآان مشا ان وأذحكر ربك 
يت وق [ خنع ان مدن رن أرب من هندًا عدي م 
(مورة الكهفا) 
إن كلمة « إلا أن يشاء الله ه تعصم الإنان من أن يكون كاذبا. وعندما 
لا يحدث الذى يعدٍ به الإنسان فمعنى ذلك أن الله لم يشأ ؛ لان الإنان لا يملك 
عنصرأ واحدأ من عناصر هذا الفعل . وعندما يقول الح : « ربنا إنك جامع الناس 
ليم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد » لأن الذى يخلف الميعاد إنما تمنعه قوة قاهرة 
تأتيه ؟ ولومن ثغير نفسه تملعه أن يفعل . أما الله فلا تأتى قوة قاهرة لتغير ما يريد أن 
يفعل . ولا يمكن أن يتغير : لان التغبر ليس من صفات القديم الأزلى . 
وحين يؤكد الحق أنه سيتم جمعنا بمشيئته فى يوم لا ريب فيه . وأن الله لا يخلف 
الميعادءفمن المؤكد أننا ستلتقى . وسئلتقى لاذا ؟ لقد قال الراسخون فى العلم : 
عملا بكم ٠‏ وآمنا بالمتشابه . ودعوا الله أن يثبت قلوهم على الهداية رحمة من 
غتدة. وأقن يبعد قلويهم عن الزيغ ؛ لأهم خائفون من اليوم الذى سيجمع الله 
الناس فيه . إننا سنلتقى للحساب على أفعالنا وإيمائنا . وبعد ذلك يقول الحق جل 


+ دوق ُذيق عند أو لوده 
نالهك هُمْمَْداثَارٍ © #ه 


ساعة تسمع وأنت المؤمن . ويسمع معك الكافر . ويسمع معك النافق : ه ربنا 


١ن‏ حمحت 2٠02‏ جح وحن وج حو > 


إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد » ربما فكر الكافر أو المنافق 
أن هناك شيئا قد ينقذه ما سيحدث فى ذلك اليوم ٠‏ كمروة الأولاد .: أو .كثرة مال 
يشترى تنفسه يها أ وال أو شفاعة » هنا يقول الحق لهم لوا إن أولادكم 
وأموالكم لا تغنى عتكم شيئا . 


وفى اللغة يقال : هذا الثىء لا يَغنى فلات .. أى أنه يظل محتاجاً إلى غيره ؛ لأن 
العنى هو ألا تحتاج إلى الغير ء فالأموال والأولاد لا تُغنى أحداً فى يوم القيامة . 
والمسألة لا عزوة فيها » ٠‏ لا أنساب بيتهم يومئذ والنة ليست للبيع : ٠‏ قلا أحد يستظيع 
شراء مكان فى الجنة يمال يملكه . 


وكان الكافرون على أيام رسول الله صل الله عليه وسلم يقولون ذلك القول الشاذ 
يقولون : مادام الله قد أعطانا أموالا وأولاداً فى الدنيا فلا بد أن يعطينا فى الآخرة 
ماهو أفضل من ذلك . ولذلك يقول الله لهم : و إن الذين كفروا لن تُعنى عنهم 
أمواهم ولا أولادفيم من الله شيئا » إذن فالامر كله مردود إلى الله . صحيح فى هذه 
الدنيا أن الله قد يخلق الأسباب ٠.‏ والكافر تحكمه الأسباب ٠‏ وكذلك المؤمن ٠‏ فإذا 
ما أخذ الكافر بالأسباب فإنه يأخذ النتيجة . ولكن فى الآخرة فالأمر يختلف ؛ فلن 
يملك أحد - ٠‏ ولذلك يقول 0 عن اليوم الآخر : 
# يوم هم 35 لَاوعل ام نمه ين املك اليم اله الؤمد لمَهارٍ جه »* 

(:سورة غاضر ) 

إن البشر فى الدنيا يملكون الاسباب ٠‏ ويعيشون مختلفين فى النعيم على اختلاف 
أسيابهم » واختللاف كدحهم ف الحياة ؛ واختلاف وجود ما يحقق للإنسان المع ء 
لكن الأمر فى الآخرة ليس فيه كدح ولا أسباب ؛ لأن الإنسان المؤمن يعيش بالمسبت 
فى الآخرة وهو الله جلت قدرته ‏ فبمجرد أن يخطر الشىء على بال المؤمن فى الجنة 

فإن الشىء يأى له . أما الكفار فلا يغنى عنهم ماهم ولا أولادهم . لأنهم انشغلوا فى 

الدنيا بالمال والأولاد وكفروا بالله . . 


0 م > وولاسة7/ ص موءم اوم 0-0 م 2 موءسة ممم مر ة م 


سيقول لَك أ لمسَلهُونَ من الأعرَاب شَعْلَفنَ] أموالنا لمن مكنا يقولون 





بره اليفلا 
حو ججح +22422222122 > )هنج وج أزادااو 


رمن الأية ١١‏ سورة الفتح ) 
إذن فيا انشغل به الكفار فى الدئيا لن ينفعهم ٠.‏ ويضيف الحق عن الكفار فى 
تتذييل الآية الي لتى نحن بصددها : « وأولئك هم وقود النار » إنهم المغذبون » وسوف 
يتعذبون فى النار. ولنر النكاية الشديذة هم ء إن الذين ل 6 هم الذين 
يعد بون 0 لأنهم بأنفسهم سيكونون وقود النار . إن المعَذّب ‏ بفتح العين وفتح الذال 
ع التشديد - يكون هو المعذب . بفتح العين وكسر الذال مع التشديد - 


فهذه ثورة الأبعاض . فذرات الكافر مؤمنة . وذرات العاصى طائعة . والذى 
جعل هذه الذرات تتجه إلى فعل ها يُغضب الله هو إرادة صاحبها عليها . وضرينا 
قديما المثل ‏ ولله المثل الأعلى ‏ وقلنا : هب أن كتيبة لها فائد فالمفروض فى الكتيبة أن 
تمع أمر الفائد » وتفوم بتنفيذ ما أمر به 0 فإذا ماجاءوا للآمر والقائد الأعل بعد 
ذلك فإنهم يرفعون أمرهم إليه ويقولون له : بحكم الامر نفذنا الغمل الذى صدر لنا 
من قائدنا المباشر وكنا غير موافقين على رأيه . وفى الحياة الإيمانية نجد القول الحكيم 

من الخالق : 

ع مفوللاعم ‏ اع اه سودي م 


# يوم تنهد ليم الْسننهم وأبلييم وأرجلهم > يما كانرأ يعملوت. وه 4 

سورة النرر) 
فكان اللسان ينطق بكلمة الكفر وهو لاعِنٌ لصاححبه . واليد لتقاده إلى المعصية 
وهى كارهة لصاحيها ولاعِنةٌ له ٠‏ إن إرادة الله العليا هى التى جعلت: للكافر إرادة 
على يده ولسانه في الدنيا . وينزع الله إرادة الكافر عن جوارحه يوم القيامة فتشهد 
عليه انه أجيرها على فعل المعاصى . وتعذب الأبعاض بعضها . وعندما يقول الحق : 
و وأولتك هم وقود الناره وهنا مسألة يجب أن نلتغفت إليها وناحذها من واقع 
التاريخ , هذه المألة هى أن الذين كفروا برسالات الله فى الأرضص تلقوا بعض 
العذاب فى الدثيا ؛ لان الله لا يدّخر كل العقاب للآخرة وإلا لشقى الناس بالكافرين 
وبالعاصين . ولذلك فإن الله يُعْجُلُ بشىء من العقاب للكافرين والعاصين فى هذه 

الدنيا . 





عو عابنا 
ححصنرا 





ويقول الحق مثالا عل ذلك : 


عم م 


<#حدأبءَالٍ وعَوْد دن نميه كدَوأر نيتنا 
أَحَدَهَمَاٌ يي وَأشَه شَدِيد أَلْهِعَاب © خ+ه جيه 


وساعة تسمع وكداب كذاءء فالداب هو العمل بكدح وبلا انقطاع فتقول : 
فلان دأبه أن يفعل كذا أى هو معتاد دائياً أن يفعل كذا أو نقول : ليس لفلان داب 
إلا أن يغتاب الناس . 


فهل معنى ذلك أن كل أفعاله محصورة فى اغتياب الناس . أو أنه يقوم بأفعال 
أخرى ؟ إنه يقوم بأقعال أخرى لكن الغإلب عليه هو الاغتياب . وهذا هو الداب 
فالداب هو السعى بكدح وتوال, حتى يصبح الفعل بالتوالى عادة . إذن فقوله الحق : 
د كداب آل فرعون » أى كعادة آل قرعون . وآل فرعون هم قوم جاءوا قبل الرسالة 
الإسلامية . وقبلهم كان قوم ثمود وعاد وغيرهم . 


ويلفتنا الحق سبحانه إلى أن ننظر إلى هؤلاء ونرى ما الذى حدث لهم . إنه 
سبحانه لم يؤخخر عقابيم إلى الآخيرة + لأنه ربما ظن الناس أن الله قد ادخر عذاب 
الكافرين إلى الآخرة ؛ لأنه قال : 


1 م ع ميوار ع كءد ع7 . عدم وو بنك 
جإث الْدِنَ كفروأ أن تُعنى عنبسم أمواظم ولا أولددهم من آله شيعا 
تبك موف ار جه 4 


(سررة آل عمران ) 


لاء بل العذاب أيضًا فى الدنيا مصداقاً لقوله الحق : 





غم القغلهكا 
صصمححنح حصمصص ©0556 ١او0ماعاله‏ 


© 2 عَدَبْفٍ امبرو لذي َنَدَابُ الآبرة أكلّ وما مم من أله من ولق‎  ( 
) سررة الرهد‎ ( 
أإن العذاب لو تم تأجيله إلى الآخرة لشقى الناس بالأشقياء » لذلك يأ الله‎ 
أى كعادة آل فرعون ؛ ولا تصير‎ ٠ بأمثلة من الحياة ويقول : « كدأب آل فرعون‎ 
مسألة عادة إلا بالكدح فى العمل . وكان دأب آل فرعون هو التكذيب والطغيان‎ 
. وادّعاء فرعون الألوهية‎ 


ويقول سبحانه : « والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا . فأخذهم الله بذنوبهم والله 

شديد العقاب ٠‏ فصار الدأب مهم . وما وقع هم . فإذا كانوا قد اعتادوا الكفر 

والتكذيب نقد أوقع ابله عليهم العذاب . لقد كان داب آل فرعون هو التكذيب 5 

والخخالق سبحاته يجازميم على ذلك بتعديبهم ٠‏ ولتقرأ إن شئت قول الحق سبحانه 

وتعالى : 

« والفجر دي وكبالعشر د والشفع والوتر د وآلْبسل إذَا بجر حي هل 
مقع و لاتق قعل ري بوي إرهَذث ني 

آلب بْْلنْ مدْنُهَا في اليلد ج. وود الْدينَ جوأ آلصَخْرَ يلاد دي . 
فصن د طَعُواً ف الوتنرنة نهم افد 
(مورة الفجر)» 

فدابهم التكذيب وجزاء الله لهم على ذلك هو العذاب والعقاب .. إذن فقوله 

الحق : و فأشذهم الله بذنويم والله شديد العقاب » أى أوقع بهم العذاب فى 

الدنيا » وكانث النبابة ما كانت فى آل فرعون وثمود ومن فنهم من القوم الكافرين 3 


وعندما تسمع قول الله : و والله شديد العقاب » فالذهن ينصرف إلى أن هناك 
1 يستحق العقاتٍ . وكل الأمور من المعنويات مأخوذة دائياً من المحسّات ؛ لأن 
الاصل فى إيجاد أى معلومات: معنوية ة هو المشاهد الحّية . 1 الأشياء الحسية إلى 





ه١١‏ احمحصحوص هص وص حم حمححمص هت 


المعنويات بعد ذلك . لاذا ؟ لأن الشىء الحسى مشهود من اللجميع . أما الشبىء 
المعنوى فلا يفهمه إلا المتعقلون . والإنسان له أطوار كثيرة . قفى طور الطفولة 
لايفهم ولا يعقل الإنسان إلا الأمرز المحسوس أمامه . 


وفلت قديما فى معنى كلمة ٠‏ الغصب ٠»‏ : إنه أخذ وسلب شبىء من إنسان صاحب 
حق بقوة . وهذا أمر معنوى له صورة مشهدية ؛ لأن الذى يسلخ الجلد عن الشاة 
نسميه غاصبا قازاك ف رار ارما موسو مسد فالكلمة 


وكلمة « ذنب ٠ه‏ وكلمة ٠‏ عقربة » مترابطتان ؛ فكلمة « ذنب » مأخوذة من مادة 
ذنب ؛ لأن المادة كلها تدل على « التالى » والذَّنْب يتلو المقدمة فى الحيوان . والعقاب 
هو ماياق عقب الثىء . 


إذن فهناك ذنب وهناك عقاب . لكن ماذا قبل الذنب . وماذا يتلو العقاب ؟ 
لا بوجد ذنب إلا إذا وُجِدَ نص ترم ء فلا ذنب إلآ بنس . قليس كل فعل هو 
ذنب . بل لابد من وجود نص قبل وقوع الذنب . يمرم فعله ؛ ولذلك اخذ التقنين 
الوضعى هذا الأمر. فقال : لا يمكن أن يعاقب إنسان إلا بتجريم . ولا تجريم إلا : 
بنص . فلا يمكن أن يأ إنسان فجأة ويقول : هذا العمل جريمة يعاقب عليها . بل 
لابد هن التنبيه والنص من قبل. ذلك على تجريم هذا العمل . 


كه لااققزية: إل اريم .+ زلا تزيم إلا بنص . فالنص يوضح تجريم فعل نوج 
ماهن العمل ٠ ٠»‏ وإن قام إنسان عبذا العمل فإنه يجْرم ٠‏ ويكون ذلك هو الذنب ء. 
فكان ن الذتب جاء تاليا نص التجريم . والعقاب يأق عقب الجريمة ٠‏ وهكذا نجد أن 
كلا ” من الذنب والجريمة يأحذان واقع اللفظ ومدلوله ومعناه + فَالدنبُ هو التالى 
للثىء . ولذلك يسمُون اللو الذى يملأونه بالماء ٠‏ ذُنُوباً » لأنه هو الذى يتلو الحبل . 
' وأيضا الجزاء فى الآخرة : 


+ فَإِنَ للّدينَ لوأ ذَنُوي مَل ذَنُوبٍ امحَدِيَ فَلَا تون ج » 


('سورة الذاريات ) 





خم الذي ١‏ 
حبوح نجه 4ت وص صمو حوموص ح راروزره 


ذنوياا2 تتبع ٠‏ وتتلو جريمتهم . إذن فالنص القرآى فى أى ذنب وى أى.عقاب 
يؤكد لنا افد القانونية الاصطلاحية الموجودة فى كل الدنيا : إنه لا عقوبة دون 
تجريم . فكان العقابُ بعد الجريمة أى بعد الذنب , والذنب بعض النص ٠‏ فلا ناق 
لواخد بدون نص سصابق ونقول له : أنت ارتكبت ذنبا . وهذه تحل إشكالات كثيرة . 
مثال ذلك : ١‏ 

« إذ ل لامني ل بطر فاون كد يت بشن د ومن ثرا بشرك بالل 


2 م 
0 41 


قد أت إننا عيبا © 4 
( مورة النساء ) 
إن الله يغفر مادون الشرك بالله . فالشرك بالله قمة الخيانة العظمى ؛ وهذا 
لا غفران فيه ويعد ذلك يغفر لمن يناه + ويقول الحق ف آية أخرى : 


ط: قل ل يميت ال ترا مق بيط لاتفتطوامن يتمد لق إنَ أله بغر الدنوتَ 
بميعا إنه, هرَألْمَمُور اسم وه 4 
(سورة الزمر) 


فهناك بعضي من الناس يقولون : إن الله قال:إنه لا يغفر أن يشرك به . ويغفر 
ما دون ذلك لمن يشاء . حنى إنهم قالوا : إن ابن عباس ساعة جاءت هذه الآية التى 
قال فيها الحق : و إن الله يغفر الذنوب جميعاء قال : « إلا الشرك » وذلك حتى 
لا تصطدم هذه الآية مع الآية الآخرى 


والواقع أنه حين يدقق أولو الالباب فلن نجد اصطداما . لآن الذين أسرفوا عل 
أنغسهم . هم من عباد الله الذين آمنوا ولم يشركوا برهيم أحدًا , ولكنهم زلوا وغووا 
ووقعوا فى المعاصى فهؤلاء يقال عنهم : إنهم مذنبون ؛ لأنهم مؤمنون بالله ومعترفون 
بالذى أنزله ٠‏ أما المشرك فلم يعترف بالله ولا بما شرع وقنن من أحكامءفها هو عليه 
لا بسمى ذنبا وإنما هو كفر وشرك . فلا تعارض ولا تصادم فى آيات الرحمن 


وعندما يقول الحق : 





اانا 
ج١١١‏ صمح محصصمى صمح حمحصح ومح 


وموم م ع دود . عَامننا م ملا سس وم وم رم 7 
< كدب كل فرعو َال ين من لهم كذبوأ يعاد يلننا فاخذهم ألله بذتويوم 


فدء يم 


وألله ديد آلْمنَابِ 4 
(سورة آل عمران ) 


فهذا القول الحكيم مُتوازن ومُتبق . فالذنب يأى بعد نص . والعقاب من بعد 
ذلك . ويقول الحق آمرا رسوله ببلاغ الكافرين 


ع 2 دمو لظ بير 
للد للدت 1 0 ني و 


ا وَبِمْسَالمهَادٌ د ) جد 


إنه أمر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو المبلغ عن الله أن يحمل 
للكافرين تخبرا أفيه إنذار . من هم هؤلاء الكفار ؟ هل هم كفار قريش ؟ الأمر 
جائز . هل هم اليهود ؟ الأم جائز . فالبلاغ يشمل كل كافر. 


والتص القرآنى حينها يأق فهر يأق عل غير عادة الناس فى الخطاب . ولأضرب 
هذا المثل ولله المثل الأعل وسبحانه منزه عن التشبيه أو المثل ‏ أنت تقول لابنك : 
اذهب إلى عمك . وقل له : إن أبى سيحضر لزيارتك غدا . فياذا يكون كلام الابن 
للعم ؟ إن الابن يذهب للعم ويقول له : إن أبى سيزورك غدا . لكن الآمر وهو 
الاب يقول : قل لعمك إن أى سيزورك غدا . فإذا كان الابن دقيق الأمانة فهو 
يقول : : 
- قال أى : - قل لعمكوإن أى سيزورك غدا . وعندما يقول الحق سبحانه : 
دقل للذين كفروا ستخلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد » . , 

فهذا معناه قمة الأمانة من الرسول المبلغ عن الله . فتقل للكافرين النص الذى 
أمره الله بتبليغه للكافرين . وإلا كان يكفى الرسول صل الله عليه وسلم أن يذهب 





شر اعبات 
ج0<--2-04-<)-<-24- 1450220220109٠9‏ 
للكافرين ويقول لهم : ستغلبون وتحشرون . لكن من يدريبم أن هذا الكلام ليس 
من عند محمد وهو بشر ؟ لذلك يبلغهم الرسول صل الله عليه وسلم أن الله أبلغه أن 
يبلغهم بقوله : وقل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهتم وبئس المهاد» . 


إن الرسول لم يبلغهم بمقرل القول : لا . إنما ابلغهم نص البلاغ الذى أبلغه به 
الله وساعة يأمر الحق فى قرآنة زموه صل الله عليه وسلم أن. ييلع أمرا للكافرين 
فإن الرشول يل اله عليه وسلم مخاطب . والكفار مخاطبون . فعندما يواجههم فإنه 
يقول لم :. تتغلونة... اق آيها أترى نقولة فق 1 
0 م38 ولوس م27 م مو ممم سمس ص ا را 2 
ا قل لذي كفروا إن ينتبوا مر كسم ما كد سَلَصٌ و إن يَمُودُوا ققد مَضَثْ سنت 
الأرِينَ يج 4 
( سورة الانفال ) 
إن القياس أن يقول : إن تنتهوا يغفر لكم ما قد سلف . لككن الحق قال : « إن 
يتتهوا » . فكأن الله حين) قال كان الكفار غير حاضرين للخطاب ورسول الله هو 
الحاضر للخطاب . والله يتكلم عن غائبين . 


ولكن الله - سبحانه ‏ فى هذه الآية التى نحن بضددها يحمل الرسول قام البلاغ . 
فمرة يكون النقل من الامر الأول كيا صدر منه سبحائه كقوله:ه إن ينتهوا » ومرة يأمره 
الآمر الأول أن يبلغ الكلمة التى يكون بها محَاطِبا أى لا تقل : سيغلبون وقل : 
« ستغلبون : لأنك أنت الذى ستمخاطبهم. . وهذه الدقة الآدائية لا يمكن إلا أن تكون 
من قادر حكيم . 


إنه بلاغ إلى كفار قريش أو إلى مطلق الذين كفروا . والغلب سيكون فى الدنيا . 
والحشر يكون فى الآخرة . 


فإذا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل النص القرأنى ه ستُغْلِبونَ ؛ فمتى 
اها رسول الله ؟ لقد قالها والمسلمون قلة لا يستطيعون حماية أنفسهم . ولا يقدرون 
على شيء . وكل مؤمن يحيا فى كنف آخر . أو يباجر إلى مكان بعيد . فهل يمكن أن 
يأق هذا البلاغ. إلا من يملك مطلق الأسباب ؟ 





© ١ن‏ سراح بوجوو و9و 2052 299292:9ثغ3 

لقد قاها الرسول مبلغا عن الله . والمسلمون فى حالة من الضعف واضحة ٠‏ 
ومادام قد قالها . فهى حجة عليه لأنَ مَن أبلغه إياها وهو الله قادر على أن يفعلها . 
د قلى للذين كفروا ستغلبون ٠‏ ليس العقاب فى الدنيا فقط . ولكن فى الآخرة أيضا 
و ونحشرون إلى جهنم وبئس المهاد » هذه المسألة بشارة لرسول الله ولأصحابه » 
وإنذار للكافرين به . ويتم تحقيقها فى موقعة بدر . فسيدنا عمر بن الخطاب لا نزل 
قول الله : 

> لومقى ومو( سالسة سى 4نم 

سيهزم الجمع وَبِولونَ ألدر ع 4 

( سورة القمر) 

تسامل عمر بن الخطاب : أى جمع هذا ؟ إنه يعلم أن المسلمين ضعاف 
لايقدرون على ذلك . وأسباب انتصار المسلمين غير موجودة ؛ ولكن رسول الله لم 
يكن يكلم المؤمنين بالأسباب ء إغا يرب الأسباب 2 فإذا ما تجدى وأنذرهم ٠‏ مع أنه 
وصحبه ضعاف أمامهم . فقد جاء الواقع ليثبت صدق الحق فى قوله : « ستغلبون » 
ويتم انتصار"المسلمين يالفعل . ويغلبون الكافرين . 


ألا يبعل صدق بلاغ الرسول صل الله عليه وسلم فيا يحدث فى الدنيا دليل صدقٍ 
على ما يحدث فى الآخخرة ؟ إن تحقيق « ستغليون » يؤكد « وتحشرون إلى جهنم » . 
وق هذه الآية شيئان : الأول ؛ بلاغ عن هزيمة الكفار فى الدنيا وعو 6 يشهذه 
الئاس جميعا . والأمر الآخر هو فى الآخرة وقد يُكذبه بعض الناس . وإذا كان الحق 
قد أنبا رسوله بأنك يا محمد ستَّغلب الكافرين وأنت لا تملك اسباب الغلبة عليهم : 
ومع ذلك يأق واقع الأحداث فيؤكد أن الكافرين قد تمت هزيمتهم . ومادام قد صدق 
الرسول صل الله عليه وسلم فى البلاغ عن الأولى ولم يكن يملك الأسباب فلا بد أن 
يكون صادقا فى البلاغ فى الثانية وهى البلاغ عن الخشر فى نار جهلم . 


وبعض المفسرين قد قال : إن هذه المقولة لليهود + لأن اليهود حين) انتضر 
المسلمون فى بدر زُلزِلوا زلزّالا شديدا : فلم يكن اليهود على ثقة فى أن الإسلام 
والمسلمين سينتصرون فى بدر . فلا انتصر الإسلام في بدر ؛ قال بعض اليهود : إن 
محمد هو الرسول الذى وَعَدنًا به الله والأوى أن نؤمن به,فقال قوم منهم : انتظروا إلى 
معركة أخرى . أى لا تأخذوها من أول معركة . فاتتظروا » وجاءت معركة احد . 





شو اناي 
صمصح تنص مصحموص حصحميححمصت ره 


وكانت الخرب سجالا02" . 


ولنا أن نقول : وما المانع أن تكون الآية لليهود وللمشركين ولطلق الذين كفروا ؟ 
فاللفُظ عام وإن كان قد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع اليهود فى 
سوق بنى قينقاع وقال لهم : يا معشر اليهود احذروا مثل ما نزل بقريش واسٌلبوا قبل 
أن ينزل بكم ما نزل بهم ٠‏ فقد عرفتم أنى نب مرسل . فهاذا قالوا له ؟ قالوا له : 
لا يَعْرنْك أنك لقيت قوما أغياراً أى قوما من غمار التاس لم يجربوا الأمور ‏ لا علم 
ويد ممص مرا اد ع لون ال الراك 

: «قل للذين كفروا ستغلبون .. . » إلخ الآية , 


والمهاد هو ما ينهد عادة للطفل حتى ينام عليه نومًا مستقراً أى له قرار . وكلمة 
« بشس المهاد » تدل عل أنهم لا قدرة لهم عل تغيير ما هم فيه . كما لا قدرة للطفل 
على أن يقاوم من يضعه للنوم فى أى مكان . ويقول الحق بعد ذلك : 


مدان لككم يكن تبن حافك ُجلُ 
ل 8ق سا ساو مله 
در سبي ل آلو ين يرونهم 


ملز َأ الميي وال : يويد بِنصْرو. بعت 
إمك ين للك لبر أو الأبصسدر © © 
وحين يقول الح : « قد كان لكم آية» . فمن المخاطب بهذه الآية؟ لأشك أن 


المخاطب ببذه الآية كل من كانت حياته بعد هذه الواقعة ٠‏ سواء كان مؤمنا أو 
كافرا . فالمؤمن تؤكد له أن نصر الله يأتى ولو من غير أسباب . والكافر تأت له الآية 





. الحرب سجال : النصر بين طرفيها منداول‎ )١( 





حب حمص حو +9:5 924926٠2524‏ 


بالعيرة فى أن الله مما يخذله ولو بالاسباب . إن الله جعل من تلك الموقعة آيْة . والآية هى 
الثىء العجيب .اى إن واقعه ونتائجه لا تاق وفق المقدمات البشرية . 


نعم هذا خطاب عام لكل من ينتسب إلى أى فئة من الفثنين المتقائلتين ٠‏ سواء 
كانت فئة الإيمان أوفثة الكفر . ففئة الإيمان لكى تفهم أنه ليست الأسباب المادية هى 
كل شىء فى المعركة بين الحق والباطل ب . وكذلك يخطىء 
هذا الخطاب .فئة الكافرين فلا يقولون : إن لنا أسبابنا من عدد وعد قوية . ققد 
:وفعت المعركة بين الحق والباطل من قبل ؛ وقد انتصر الحق . 


وكلمة : فئة ؛ إذا سمعتها تصورت جماعة من الناس . ولكن لها خصوصية ؛ فقد 
توجد جماعة ولكن لكل واحخد حركة فى الحياة . ولكن حين نسمع كلمة ٠‏ ف فئة » فهى 
تدل على جماعة . وهى بصدد عمل واحد . ففى غير الحرب كل واحد له حركة قد 
تختلف عن حركة الآخر. ولكن كلمة « فثة » تدل على جماعة من الناس لما حركة 
واحدة فى. عمل واحد لغاية واحدة . 


لاقل أن اشرب اتقور ةا التكلية أذ تشوقر ربل زان لزب هى الى توعد 
كل فئة فى سبيل الحركة الواحدة والعمل الواحد للغاية الواحدة ؛ لأن كل واحد من 
أى فئة لا يستطيع أن يحمى نفسه وحده . فكل واحد بفىء ويرجع إلى الجراعة ؛ 
ولا يستطيع أن ينفصل عن جماعته . ولكن الفرد فى حركة الحياة العادية يستطيع أن 
ينفصل عن جاعته . 

إذن فكلمة ٠‏ فثة » تدل على جماعة من الناس فى عمِلِية واحذة . وتأق الككلمة دائها 
فى الحرب لتصور كل معسكر يواجه أخخر . وحين يقول الحق : «أقد كان لكم آية فى 
فئتين التقتا » أى أن هناك صراعا بين فتتين . ويوضح الحق ما هية كل فئة فيقرل : 
« فئة تقائل فى سبيل الله وأخرى كافرة » . وحين ندقق النظر فى النص القرآنى . نجد 
أن الحق لم بورد لنا وصف الفئة التى تقاتل فى سبيل الله ولم يذكر أنها فئة مؤمنة . 
وأوضح أن القئة الأخرى كافرة : وهذا يعنى أن الفئة التى تقاتل فى سبيل الله لا بد 
أن بكون قثة مؤمنة . ول يورد الحق أن الفئة الكافرة تفاتل فى سبيل الشيطان اكتفاء 
بأن كفرها لابد أن يقودها إلى أن تقاتل فى سبيل الشيطان . 


راجع اصله وخرج أحاديئه الدكترر/ أحمد عمر هاشم نانب: رئيس جامعة الأزهر